يُمثِّل الانتقال من التقانة التمثيلية إلى التقانة الرقمية أساس التطور التقاني السريع الحالي. وقد تطوَّرت التقانة الرقمية الحديثة على مسارين متوازيين منفصلين، هما التقانة المنطقية وتقانة الاتصالات، فقد أثبت المنطق الاثناني binary أنه طريقة فعالة للحوسبة ذات الطبيعة الرقمية المألوفة للجميع. وقد وُلِدت الحواسيب الرقمية في بيئة الجبر البولياني ولغة الأصفار والوحدان. ومع اختراع الترانزستور - الذي يمثِّل مبدال «فصل ووصل» مثالياً يحاكي بحالته الـ 0 و الـ 1 في لغة الحاسوب - تطوَّرت تقانة الحواسيب بسرعة حتى حالتها الراهنة. إلا أن التحول إلى النقل الرقمي في الاتصالات أو ما يسمى إرسال المعطيات data transmission كان أبطأ كثيراً، وفي هذه التقنية تُحوَّل الإشارات إلى وحدان وأصفار يمكن نقلها على شكل نبضات كهربائية متعاقبة.