ندرة السائل السلوي (الأمينوسي)
ندره سايل سلوي (امينوسي)
oligoamnios - oligoamnios
اضطرابات السائل السلوي الأمنيوسي
ثانياً ـ ندرة السائل السَّلَوي (الأمنيوسي)
الدكتور بشار الكردي
يصل السائل السلوي amniotic fluid إلى أكبر كمية له في الأسبوع الثامن والعشرين من الحمل، ويقدر حينها بنحو 800مل؛ ويستمر حتى الفترة القريبة من نهاية الحمل؛ ليتراجع إلى نحو 500 مل في الأسبوع الأربعين. يحافظ السائل السلوي على حجمه بسبب التوازن الدقيق بين الإنتاج والتصريف، فهو يطرح من كليتي الجنين ورئتيه، ويبتلع الجنين قسماً منه، ويمتص الوجه الباطن بين الأغشية والمشيمة جزءاً آخر، ويؤدي كل خلل في عملية التوازن إلى تغير حجم السائل تغيراً مرضياً، فقد تتراجع كمية الصاء (سائل السَّلى) إلى عدة ميللترات، ولم يعرف سبب ذلك على نحو كامل.
يعدّ قياس مشعر السائل السلوي صدوياً أكثر طريقة شيوعاً في تقويم حجم الصاء: يقسم بطن الحامل أربعة أجزاء، يقاس في كل منها طول أكبر جيب عمودي بالسنتيمتر، ثم تجمع الأرقام. فإن انخفض المشعر عن 5سم؛ فالصاء قليل oligohydramnios، وإن تجاوز 20سم فالتشخيص استسقاء السائل السلوي polyhdyramnios وذلك حسب سن الحمل.
عندما يقل السائل السلوي وتكون الأغشية سالمة تزداد الوفيات حول الولادة (perinatal mortality) لأكثر من 40 ضعفاً نتيجة انضغاط السرر وما يليه من نقص الأكسجة، وقد يترافق شح السائل مع التشوهات الولادية؛ ولاسيما في الجهاز البولي التناسلي (الجدول 1)، وقد يصاحب حالات تأخر النمو داخل الرحم (الجدول 2). عندما يقل مشعر الصاء عن 5 مل فإن المخاض قد يترافق بسلبية اختبارات اللاشدة، وبتباطؤ دقات قلب الجنين وتعقي السائل، وازدياد القيصريات بسبب اختبارات الجنين غير المُرضية.
ينجم شح السائل إما عن قلة الإنتاج وإما عن زيادة السحب. يُنتج السائل السلوي من كليتي الجنين ورئتيه، ويعاد امتصاصه من المشيمة كما يبتلع من قبل الجنين، وقد يتسرب من المهبل. وقد يؤدي القصور الرحمي المشيمي المزمن (uteroplacental insufficiency) إلى شح السائل السلوي بسب قلة حجم الدم ونقص التغذية والفشل في إبقاء معدل الرشح الكبي في الحدود المقبولة، ويترافق القصور الرحمي المشيمي عادة مع تأخر نمو الجنين داخل الرحم. والتشوهات البولية التناسلية الخلقية قد تقلل من إنتاج البول الجنيني، وأشهرها عدم التصنع الكلوي renal agenesis (متلازمة بوتر Potter’s syndrome) والكلية متعددة الكيسات وكذلك انسداد الجهاز البولي التناسلي. أما أشهر سبب لندرة السائل الأمنيوسي فهو تمزق الأغشية، ولابد من فحص الحامل لنفيه حتى بغياب قصة تسرب السائل من المهبل. ومن أسبابه أيضاً التعرض لمثبطات الإنزيم القالب للأنجيوتنسين.
التشخيص
يوضع التشخيص صدوياً عندما يقل مشعر الصاء عن 5مل. أما مجموعة السيدات المرشحات للمسح الصدوي وحساب المشعر فتتضمن قصة انبثاق الأغشية في حمل سابق، وعند الشك بتأخر النمو داخل الرحم في الحمل الحالي، وفي حالات الحمل المديد، وعندما يقل المشعر عن القيم المتوقعة لسن الحمل. وحين التأكد من التشخيص لابد من تحري السبب قبل وضع خطة التدبير.
التدبير
يختلف التدبير باختلاف السبب. ففي تأخر النمو داخل الرحم لابد من إجراء اختبارات سيماء الحيوي الفيزيائي ودراسة الحبل السري دراسة وعائية حركية (دوبلر)، والتأكد من عمر الحمل وكشف السبب المؤدي لتأخر النمو. عند كشف شح السائل في نهاية الحمل وفي الحمل المديد يجب تحريض المخاض. أما في التشوهات الجنينية فلابد من القيام باستشارة وراثية، وتوضع خطة التدبير بالتعاون مع أطباء الأطفال وجراحيهم. وإن شخصت قلة السائل قبيل نهاية الحمل وعندما لا يترافق بمراضة أخرى يدبر بالانتظار تحت رقابة اختبارات صحة الجنين المتعددة. ويحرض المخاض عند تمزق الأغشية في نهاية الحمل إن لم يكن قد بدأ. ويلجأ إلى نقل السوائل البلورية أو الملحية المتعادلة للجوف السلوي (amnioinfusion) في حالات التعقي، وعند تكرر التباطؤات لزيادة مشعر الصاء، وبالتالي تمييع العقي، والإقلال نظرياً من التباطؤات المتغايرة الناجمة عن انضغاط السرر.
| ||||||||||||||||||||||||
|
الإنذار
يسوء الإنذار أكثر كلما ظهرت ندرة السائل الأمنيوسي في المراحل المبكرة من الحمل، فنصف الحالات فقط يبقى على قيد الحياة، وتبدو في ثلثها تشوهات بولية خلقية، وقد تتسبب الالتصاقات بين الجنين والسلى بشذوذات شديدة قد تصل إلى بتر في بعض الأعضاء، وقد يتخذ الجنين منظراً غريباً جداً بسبب الانضغاط، وقد تتشكل تشوهات هيكلية عضلية مثل حَنَف القدم clubfoot، إضافة إلى نقص التصنع الرئوي.
علينا أن نتذكر > ينتج السائل الأمنيوسي من كليتي الجنين ورئتيه، ويبتلع الجنين قسماً منه، ويمتص الوجه الباطن بين الأغشية والمشيمة جزءاً آخر. وهناك توازن بين الإنتاج والتصريف إذا مال إلى إحدى الجهتين حدث استسقاء السائل الأمنيوسي، أو حدثت ندرة السائل الأمنيوسي. > أفضل وسيلة لتشخيص الآفة قياس المشعر الصدوي. > تؤدي الآفة إلى نقص نمو الجنين داخل الرحم، وإلى تشوهات جنينية ولاسيما في الجهاز البولي التناسلي وإلى ازدياد الوفيات قرب الولادة. > قد يضطر إلى إجراء القيصرية وإلى استشارة وراثية، والإنذار يبقى سيئاً في كثير من الحالات.
|
- التصنيف : توليد - النوع : توليد - المجلد : المجلد الثاني - رقم الصفحة ضمن المجلد : 304 مشاركة :