دار حديث
-

 ¢ دار الحديث

 دار الحديث

دار الحديث النورية الكبرى

دار الحديث الأشرفية البرانية

دار الحديث العُرويّة

دار الحديث السكرية

دار الحديث الأشرفية الجوانية

 

 

اتخذ المسلمون مساجدهم للصلاة والعبادة، وتلقي القرآن الكريم وعلومه، والحديث الشريف، وعلوم اللسان على أنواعها.

ويُعتقد أن بلاد ما وراء النهر كانت أسبق البلاد الإسلامية في تأسيس المدارس الفقهية المنفصلة عن المسجد فيما يبدو، فقد ظهرت فيها مدرسة لتعليم الفقه الإسلامي قرابة سنة ٢٩٠هـ/٩٠٣م.

دار القرآن الأفريدونية

ثم توالى تأسيس المدارس من قبل السلاطين والأمراء والتجار، وقد نشطت حركة إعمار مدارس للحديث في العصرين السلجوقي والأيوبي في مصر ودمشق وحلب وغيرها، كما وجدت دار للحديث في الموصل. ولعل أغنى هذه المدن بدور الحديث هي مدينة دمشق التي ضمت:

دار الحديث النورية الكبرى [ر]: هي أقدم مدرسة مختصة بتدريس الحديث الشريف وعلومه من العصر السلجوقي. بناها السلطان نور الدين محمود بن زنكي (ت٥٦٩هـ/١١٧٣م) في العصرونية قرب قلعة دمشق سنة ٥٦٦هـ/١١٧٠م، وتولى مشيختها الحافظ ابن عساكر (ت٥٧١هـ/١١٧٥م).

دار الحديث النورية الكبرى

دار الحديث الأشرفية البرانية [ر]: بناها الملك الأشرف بسفح جبل قاسيون على حافة نهر يزيد في سنة ٦٣٤هـ/١٢٣٦م في العصر الأيوبي.

المدخل الرئيسي لدار الحديث الأشرفية البرانية وقوس المدخل المدبب

نوافذ دار الحديث الأشرفية البرانية في الواجهة الشمالية الغربية المطلة على الجادة

دار الحديث العُرويّة: قام شرف الدين بن عروة الموصلي المقدسي بتنظيف زاوية في الجامع الأموي كانت مشحونة بآلات الجامع، وبنى فيها محراباً وبركة، ووقف على الحديث الشريف دروساً، ووقف خزائن كتبه فيها، وذلك نحو سنة ٦١٧هـ/١٢٢٠م في العصر الأيوبي.

دار الحديث السكرية: بالقصاعين داخل باب الجابية، أُنشِئت في العصر المملوكي نحو سنة ٦٧٤هـ/١٢٧٥م. من شيوخها ابن تيمية، ولا أثر لها اليوم، وأصبحت داراً من دور المحلة ملاصقة لدار القرآن الخيضرية [ر] من الجنوب.

دار القرآن الخيضرية: الواجهة الرئيسية الغربية

دار القرآن الخيضرية: واجهة الصحن الجنوبية

ومن الدور المهمة دار الحديث الأشرفية الجوانية[ر]، وكانت داراً للأمير صارم قايماز، فاشتراها منه الملك الأشرف وأمر أن تجهز لتصبح داراً للحديث وذلك سنة ٦٣٠هـ/١٢٣٣م في العصر الأيوبي، وموقعها في أوائل سوق العصرونية من الجانب الغربي. ويعود سبب شهرتها إلى نظامها الداخلي الذي يقضي بأن يتولى التدريس فيها أعلم رجل بالحديث في دمشق، وأن يجلب إليها كل من له ميزة في رواية الحديث لا توجد في غيره سواء في دمشق أم في غيرها؛ ولذلك صار فيها من المدرسين جماعة لم توجد مثلها في غيرها من الدور. تولى رئاسة التدريس فيها: الإمام ابن الصلاح، وهو أول من تـولـى مشـيختـها (ت٦٤٣هـ/١٢٤٥م)، والإمام أبو شامة (ت٦٦٥هـ/١٢٦٦م)، والإمام النووي (ت٦٧٦هـ/١٢٧٧م)، والحافظ المزي (ت٧٤٢هـ/١٣٤١م)، والإمام ابن كثير (ت٧٧٤هـ/١٣٧٢م).

منبر دار الحديث الأشرفية الجوانية

كان للمدرسة ناظر، وهو المدير الذي يجبي أجور العقارات الوقفية، ويصرفها مرتبات وفي ما يعود لمصلحة الدار من حصر وتعهد كتب ومصابيح؛ وإمام للصلوات الخمس وللتراويح، ومقرئ شرطه أن يكون حافظاً للقراءات السبع، وعليه عقد حلقة إقراء؛ ومحدث وشرطه أن يقدم عالم الدراية على عالم الرواية. ويعطى طلبة القراءات عشرة دراهم كل شهر، ولطالب الحديث ثمانية دراهم، ولمستمع الحديث أربعة دراهم أو ثلاثة، وتصرف الجوائز لمن يحفظ كتاب حديث.ومن قوانين الدار أنها تستقبل في مبيتها كل مُحدِّث ومُسْنِد يزور دمشق إذا كان يرحل إليه.

دار القرآن الدلامية

وقد تعطلت الدار وتحولت إلى حانة بعد سنة ١٢٠٠هـ/١٧٨٦م، وبمساعي الأمير عبد القادر الجزائري والشيخ يوسف البيباني الحسني استعادت الدار وظيفتها بوصفها دار حديث سنة ١٢٧٥هـ/١٨٥٨م، وتسلم بعد ذلك شيخ الشام بدر الدين بن يوسف الحسني مشيختها، وفي أواسط القرن ٢٠م تقريباً جددت الدار، وجعل القسم الأرضي مصلى، وفتحت مدرسة شرعية في القسم الأعلى، وهي كذلك إلى اليوم. برزت هذه الدار على جميع دور الحديث في العالم الإسلامي وطار ذكرها في البلدان، ويليها دار الحديث الكاملية في مصر التي بناها الملك الكامل بن العادل الأيوبي في القاهرة سنة ٦٢٢هـ/١٢٢٥م، ووقفها على المشتغلين بالحديث النبوي، ثم من بعدهم على الفقهاء الشافعية، إلى أن كانت حوادث سنة ٨٠٦هـ/١٤٠٣م ومحنها فتلاشت كما تلاشى غيرها.

بعـد ظـهور دور الحـديث بدأت تظهر مؤسسات عُرفت بدار القرآن والحديث. وكان أول من أسس داراً لتدريس القرآن والحديث سيف الدين الملك الناصر (ت٧٤١هـ/١٣٤٠م) في العصر المملوكي، ومن أشهرها دار القرآن والحديث التنكزية [ر] في دمشق. وقد ذكرت المصادر وجود ٤٠ مدرسة في القدس؛ واحدة منها كان يطلق عليها اسم دار القرآن، وأخرى يطلق عليها اسم دار الحديث.

دار القرآن والحديث التنكزية

في العصر العثماني كان المدرّسون الذين يدرِّسون في دار الحديث القائمة مقابل جامع السليمانية في إسطنبول يُنتقون من أكثر المدرّسين شهرة وعلماً. ولكن المدارس ودور الحديث بدأت تفقد أهميتها مراكز للتعليم ابتداءً من نهاية القرن ١٣هـ/١٩م.

بسام الحمزاوي

مراجع للاستزادة:

- أكرم العلبي، خطط دمشق (دار الطباع، دمشق ١٩٨٩م).

- محمد كرد علي، خطط الشام (مكتبة النوري، دمشق ١٩٨٣م).

- عبد القادر النعيمي، الدارس في تاريخ المدارس (مجمع اللغة العربية، دمشق ١٩٤٨م).


- التصنيف : آثار إسلامية - المجلد : المجلد السابع مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق