logo

logo

logo

logo

logo

التسمم ب-الرصاص

تسمم برصاص

Lead poisoning -

 التسمم بالرصاص

التسمم بالرصاص

هدى حبال

علامات المرض وتشخيصه

طرائق التعرض للرصاص

أضرار الرصاص الفيزيولوجية والعضوية

انتشار المرض والإجراءات الوقائية

 

التسمم بالرصاص lead poisoning هو حالة طبية ناجمة عن التعرض لمستويات مختلفة من الرصاص يرافقها أعراض صحية تتفاوت في شدتها بحسب درجة التعرض، فاستهلاك كمية كبيرة من الرصاص خلال فترة قصيرة يسبب التسمم الحاد acute وهو نادر الحدوث، في حين يسبب استهلاك كميات قليلة منه خلال فترة طويلة من الزمن التسمم المزمن chronic poisoning، وهو الأكثر انتشاراً.

عُرفت سمية الرصاص قبل الميلاد بنحو ألفي عام عند الرومان بسبب استعماله في صنع أنابيب المياه والأواني الخزفية وأكواب النبيذ، وسجلت أعراض التسمم بالتعرض المهني للرصاص أول مرة عام 370 ق.م، كما سُجلت عدة حالات في باريس عام 1767، حيث تبين أن العامل المشترك للمرضى هو عملهم في أماكن يتعرضون فيها للرصاص، وتم التوصيف الدقيق لأعراض التسمم الحاد بالرصاص عام 1839، وقد ازداد التعرض للرصاص بين العمال بسبب زيادة استخدامه في العديد من النشاطات الصناعية كأعمال الدهان والصهر والرسم واللحام والنشاطات الصناعية الأخرى، وأُقِرَّ عام 1883 قانون يُلزِم بتطبيق الحد الأدنى من مواصفات الوقاية للعمال في المصانع والورشات كالتهوية والألبسة الواقية.

علامات المرض وتشخيصه

الرصاص هو أكثر المعادن الثقيلة سُمِّية، ويُعد مستواه في الدم من أفضل المؤشرات الحيوية الموثوقة في تحديد التعرض له. ويرافق ارتفاع مستواه في الدم إلى 10 مكروغرامات/دسل -وفق مراكز الوقاية والتحكم بالأمراضCenters for Disease Control (CDC) - ظهور أعراض التسمم، وقد تبين حالياً أنه لا يوجد تركيز آمن لمستوى الرصاص في الدم، فالتركيز 5 مكروغرامات/دسل في الدم -الذي كان يُعتقد في وقت ما أنه مستوىً آمن- قد ينجم عنه هبوط في مستوى الذكاء لدى الطفل Intelligence Quotient (IQ) ومعاناة من صعوبات سلوكية ومشاكل في التعلم.

تختلف أعراض التسمم وفق شدة التعرض وطول مدته (الشكل1)، فالتعرض الحاد ينجم عادة عن التناول الفموي لمركبات الرصاص السائل خلال فترة زمنية قصيرة. وتتمثل الأعراض بآلام مباشرة في البطن وغثيان وإقياء وألم في الفم والحنجرة مع طعم معدني لاذع وعطش وإسهال. وفي حال كانت الجرعة كبيرة يمكن حدوث صدمة مع آلام ووهن عضلي وفقر دم انحلالي وفشل كلوي وغيبوبة، وربما يكون الموت مؤكداً بعد يوم أو يومين.

الشكل (1) مستوى الرصاص بالدم وأعراض التسمم.

أما التعرض المزمن فإنه يسبب للبالغين ارتفاعاً في ضغط الدم ومشاكل في الهضم، واضطرابات عصبية وآلاماً في العضلات والمفاصل، ومشاكل في القدرة الإنجابية عند الرجل والمرأة و اضطرابات كلوية.

إن الأطفال بعمر أقل من 6 سنوات أكثر حساسية لتأثيرات الرصاص الصحية، حيث يكون الدماغ والنظام العصبي المركزي بمرحلة التنامي، وبالتالي فإن التعرض لمستويات قليلة منه يؤدي الى فقدان الشهية وآلام في البطن وإقياء وفقدان الوزن وفقر الدم وإمساك وفشل كلوي وصعوبات بالتعلم ومشاكل سلوكية وفرط الحركة وتخلف عقلي وفقدان السمع والصداع.

كذلك يتعرض الجنين في رحم الأم التي تعاني من ارتفاع مستوى الرصاص في دمها لمشاكل في تنامي الجنين.

طرائق التعرض للرصاص

يحصل التعرض للرصاص عن طريق الهواء المستنشق أو الملامسة مع الجلد أو الغذاء، وأكثر مركب يعد مصدراً للتعرض هو رباعي إتيل الرصاص (الشكل2).

الشكل (2) الصيغة الكيميائية لرباعي إتيل الرصاص.

يُعد الدهان المصدر الأساس في حدوث التسمم بالرصاص ولاسيما عند الأطفال، كما أن الغُبار المُحمل بذراته وأنظمة نقل الماء التي يدخل في تركيبها تُعد مصدراً لهذا العنصر وما ينجم عنه. ويُعد استعمال الأواني الخزفية الخاصة بالطهو والطعام والشراب، وأماكن اللحام في العلب المعدنية غير المحمية التي تتلامس مع المادة الغذائية المعبأة مصدراً للتعرض للرصاص.

أضرار الرصاص الفيزيولوجية والعضوية

يستطيع الرصاص إحداث ضرر في جميع أنظمة جسم الإنسان تقريباً، فهو يتوزع إلى الدماغ والكليتين والكبد والعظام. كما أنه يُخزّن في الأسنان والعظام ويتراكم مع مرور الزمن (الشكل 3). ويمكن أن يُحرر المُخزن منه مجدّداً إلى الدم في أثناء فترة الحمل، ما يعرض الجنين للخطر.

الشكل (3) أماكن تخزين الرصاص في العظم.

إن الامتصاص المعوي للرصاص هو الأكبر وخصوصاً عند الأطفال الرُضَّع، فالرضيع يمكن أن يمتص نحو 50% من الرصاص المتناول من الغذاء والماء والغبار أو التراب، في حين يمتص البالغون نحو 10 إلى 15% منه؛ لهذا لابد من توجيه الأطفال إلى ضرورة غسيل الأيدي من الغبار قبل الأكل.

يبلغ نصف عمر الرصاص في العظم نحو 20 إلى 30 عاماً، ويمكن أن يُحرر إلى الدم بعد فترة طويلة من التعرض الأولي له. ويُقدر نصف عمره في دم الرجل بنحو 40 يوماً، ويُمكن أن يكون أكثر من ذلك عند الأطفال والحوامل الذين تكون عظامهم في طور التجديد.

إن النظريات المفسرة لآلية التسمم بالرصاص كثيرة جداً، ويركز معظمها على قدرة الرصاص على اختزال أجسام الهيم (الدمة) عن طريق تثبيط الإنزيمات المسؤولة عن مسار تكوينها وهما إنزيم ferrochelatase وإنزيم ديهدراتاز حمض الليفولينك levulinic acid dehydratase p مما يؤدي إلى تأثيرات ضارة في الكريات الحمراء والجهاز العصبي المركزي والكلى والغدد الصم والكبد.

كما أن للرصاص قدرة على محاكاة الكلسيوم أو التأثير في توازنه بالجسم، ويعطل الإشارة الخلوية عن طريق تنشيط بروتين الكيناز سي kinase C، الذي له تأثير في السمية العصبية. عملياً تتأثر كل أنظمة النقل العصبي بالرصاص مع أنظمة الدوبامين والكولين والغلوتامين التي تحظى بالاهتمام الأكبر.

يُعطل وجودُ الحديد امتصاصَ الرصاص من القناة الهضمية، في حين أن نقصه يزيد من مستويات الرصاص في الدم عند الأطفال. كما أن تدعيم وجبات الرضع والأطفال بالكلسيوم يؤدي إلى التقليل من امتصاص الرصاص، كما أن زيادة المتناول من المغنزيوم والفسفات والدهون تقلل من الامتصاص المعوي له. كما تتحد العوامل الكلابية (المخلبية) chelating agents بقوة مع المعادن مثل الرصاص وتعزله عن الجسم وتجعله قابلاً للذوبان، ومن ثَمّ يمكن خروجه من الجسم.

انتشار المرض والإجراءات الوقائية

لوحظ في الولايات المتحدة انخفاض ملحوظ في مستوى الرصاص في الدم خلال الفترة 1970-2000، وذلك بفضل القوانين البيئية التي حظرت استخدامه في البنزين والدهانات وأوعية الطعام، ولكنه لايزال موجوداً في البيئة سواء في الهواء أم التراب أم الماء أم المنتجات المستوردة التي تحتوي على رصاص.

أظهرت الدراسـات في الولايات المتحدة خـلال 1999-2000 أن عدد الأطفال بأعمار 1-5 أعوام الذين يزيد مستوى الرصاص في دمهم على 10 مكروغرامات/دسل قد بلغ 2.2 %، ويزداد مستواه على هذا الحد لدى أطفال العائلات الفقيرة الذين يعانون للحصول على مستوً جيد من التعليم والصحة. وقد طبقت عدة برامج وقائية لتقليل التعرض للرصاص في الولايات المتحدة، ومن أهمها مايلي:

أ- إزالة الرصاص من البنزين والمازوت.

ب- الحد من استعمال الرصاص في معلبات الأغذية.

ج- الحد من انحلال الرصاص في الماء المعالج وفي تركيب أنظمة توزيع الماء.

د- استعمال دهان خالٍ من الرصاص.

هـ- التحذير من استعمال المستحضرات التجميلية والجواهر التقليدية المحتوية على الرصاص.

و- عدم استعمال أواني الكريستال في تناول المشروبات المختلفة.

ز- مسح دوري لمستوى الرصاص في دم الأطفال، وتقييم الوضع الصحي.

ح - التوعية المستمرة لمصادر الرصاص وخطورته الصحية.

مراجع للاستزادة:

- عبد الله محمد أمين، الجهاز العصبي وعلاقته بالغذاء والتلوث البيئي، المكتبة الأكاديمية، القاهرة 1999.

- J. J. Breen, C. R. Stroup, Lead Poisoning: Exposure, Abatement, Regulation, ‎ CRC Press, 2020.

-A. Prüss-Üstün, L. Fewtrell, P.J. Landrigan, J.L.A yuso-Mateos, Lead exposure, in Comparative quantification of health risks, World Health Organization, Geneva, 2004.

 


التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية
النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية
المجلد: المجلد الثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58491350
اليوم : 63864

أثر باشن ـ باخ

تقع المدرسة الأحمدية في حي الجلوم الكبرى في زقاق بني الجلبي، "جادة عبد الله سلام" حالياً أمام باب جامع البهرمية الشرقي في حلب، منطقة عقارية (7) محضر (3064). أنشأها أحمد أفندي بن طه زادة الشهير بالجلبي سنة 1165هـ/1751م وفقاً للكتابات الموجودة فوق بابيها (الخارجي والداخلي) وفوق باب القبلية.

المزيد »