logo

logo

logo

logo

logo

البيرانا

بيرانا

-

البيرانا

عصام كروما

موقعها التصنيفي

خصائصها الشكلية

موائل عيشها وتوزُّعها الجغرافي

أهميتها البيئية وعلاقتها بالإنسان

قيمتها الاقتصادية وصيدها وتسويقها

 

البيرانا Piranha سمك اشتق اسمه من لغة Tupi-Guarani، أقدم اللغات المحلية الحية في أمريكا الجنوبية، وأصل الكلمة pira وتعني سمكة و sanha وتعني سن. وهي سمكة يتجنبها السياح كثيراً في أنهار أمريكا الجنوبية؛ لأنها أسماك لاحمة ذات أسنان حادة اشتُهِرَت بضراوتها وتتربع على قمة قائمة أسماك الرعب في حوض الأمازون.

موقعها التصنيفي

تنتمي البيرانا إلى تحت فصيلة Serrasalminae من فصيلة Characidae من رتبة Characiformes من صف شعاعيات الزعانف Actinopterygii، لكن يختلف علماء الأسماك في تعريف البيرانا وتحديد زُمرها التصنيفية وبالتالي لا يُعرَف العدد الكلي لأنواعها، فالتسمية تُطلَق على 30 إلى 60 نوعاً. يَعدُّ بعض الدارسين أن الأنواع اللاحمة هي التي تُمثِّل البيرانا الذائعة الصيت حصراً، وينسبون تلك الأنواع إلى فصيلة «البيرانا الحقيقية». أما الأنواع القارِتَة من تحت الفصيلة ذاتها؛ وإن كانت تحذو حذوها في الافتراس؛ فلا تُمنَح شرف هذا النسب. وبناء على ذلك تقتصر البيرانا الحقيقية على ثلاثة أنواع من جنس Pygocentrus؛ وهي: P. cariba وP. nattereri
وP. piraya، في حين تُوَسِّع التصنيفات الأخرى الفصيلة لتضم إضافة إلى الجنس المذكور ثلاثة أجناس أخرى هي: Pristobrycon وPygopristis وSerrasalmus.

خصائصها الشكلية

يراوح الحجم المعتاد للبيرانا بين 14 و26 سم طولاً، حدُّه الأقصى 43 سم و3.2 كغ وزناً. تشترك أجناسها الأربعة Serrasalmus وPristobrycon وPygocentrus
وPygopristis بوجود صف مفرد من الأسنان الحادة المتراصة بإحكام على محيط الفكين القويين. مقطع السن مُسَطَّح وحافتها الحادة في الأجناس الثلاثة الأولى واخزة ثلاثية القمم، الوسطى منها تعلو الجانبيتين وتكبرهما بوضوح؛ ما يمنح السن شكل المثلث (الشكل 1). أما جنس Pygopristis فأسنانه خماسية القمم والقمة الوسطى أكبر من الجانبية بقليل. تتقابل أسنان الفكين بالتبادل، ما يضمن إطباقاً تاماً وقاطعاً وقدرة على فصل لحم الفريسة عن عظمها. الرأس كبير والجسم عميق (عريض مضغوط) فضيٌ برتقالي البطن أو هو أسود عموماً، والبطن منشاري الحافة (الشكل 2).

 

الشكل (1) الشكل (2)

موائل عيشها وتوزُّعها الجغرافي

تستوطن البيرانا أنهار أمريكا الجنوبية وبحيراتها والأراضي الرطبة في غاباتها المطيرة، وتنتشر من الأرجنتين إلى كولومبيا بدءاً من نهر الأمازون ونهر أورينوكو Orinoco مروراً بأنهار جويَّانا ومنظومة نهري بارانا Paraná وباراغواي Paraguay وانتهاءً بحوض نهر ساو فرانسيسكو São Francisco، لكنها تُبدي في حوض الأمازون تنوعاً خصباً حيث يعيش فيه 20 نوعاً.

مراحل حياتها وعاداتها الغذائية

تضع البيرانا بيضها في حفر تعدها في أثناء التزاوج ثم تحرسه. تتغذى الصغار الفاقسة حديثاً على الهائمات الحيوانية zooplankton ثم تتحول إلى البقايا العضوية والبذور والثمار أو إلى افتراس صغار السمك. تعيش في أسراب فهي سِربِيَّةٌ، ولكن ليس لتفعيل الهجوم على فرائسها، كما كان يُظَن، بل لتعزيز موقفها الدفاعي من أعدائها. ولدى انخفاض منسوب مياه الأنهار وندرة الغذاء تسعى البيرانا إلى الصيد في جماعات من مئة فرد أو يزيد، وعند وقوع الكَشَّافَة على فريسة كبيرة تستدعي مجموعتها بإشارات يُرَجَّحُ أنها صوتية، فهي حادة السمع، فيسارع كل فرد لانتزاع مضغة ثم يبتعد مفسحاً في المجال للآخرين.

تتمتع البيرانا عموماً بعامل مرونة حياتية كبير؛ إذ بإمكانها مضاعفة أحجام مجتمعاتها خلال 15 شهراً، أما قابلية وقوعها فريسةَ للأعداء الطبيعية فهي منخفضة إلى متوسطة (28%).

أهميتها البيئية وعلاقتها بالإنسان

مع أن البيرانا الحمراء البطن Pygocentrus nattereri أخطرها بسبب فكيها الشديدي القوة وأسنانها الأكثر حِدَّةً؛ بيد أن البيرانا المُفَصَّصَة الأسنان P. denticulata وبيرانا ساو فرانسيسكو
P. piraya تمثلان أيضاً خطورة على الإنسان، فقد خفَّفت الدراسات الحديثة المتأنية من غلواء الأساطير المتواترة والمصورة في الفن السابع حول عدوانية البيرانا ونهمها وانجذابها إلى رائحة الدم وقدرتها على جَرْمِ إنسان أو بقرة في ثوان؛ إذ تَبَيَّنَ أن كثيراً من أنواعها نباتي، وأن أغلب الأنواع اللاحمة يأكل القمامة أكثر مما يقتل، وأن البيرانا الحمراء البطن تُفضِّل الفرائس التي تَقِلُّ عنها حجماً، وأن أنواع البيرانا الأخرى لا تقتل حيوانات كبيرة، وأن حوادث مهاجمة البيرانا للبشر نادرة وتبلغ ذروتها حصراً في فصل الجفاف. وإذ رجَّحَت الدراسات أن البيرانا تتصف بالجُبن، لكن لوحظ أن إثارة المياه يحفز البيرانا على الهجوم كأفضل استراتيجية للدفاع، ما يفسر كثرة تَعَرُّضِ أيدي الأطفال وأقدامهم للعض.

تحتل البيرانا مستوى رفيعاً في الهرم الغذائي المائي، وتسهم بيئياً في اجتثاث الأحياء المائية الضعيفة وأشلائها. ولا شك في أن ضراوتها قَصَرَت أعداءها الحيوية على طائر الغاق والتمساح الأمريكي الاستوائي والدلفين.

قيمتها الاقتصادية وصيدها وتسويقها

تُصاد البيرانا في مواطن عيشها لأغراض استهلاكية غذائية، وتقتصر وسائل صيدها على الشباك؛ إذ لا تَسْلَمُ الأسماك العالقة بالصنانير من هجوم أقرانها الحرة. وهي تباع حَيَّةً للتربية في حدائق الأحياء المائية، كما تباع مُحَنَّطَةً في نماذجَ صغيرة -يسهل اقتناؤها- لسمكةٍ اشتُهِرَت بضراوتها. أما المجتمعات المحلية الجنوب أمريكية فتستخدم أسنان البيرانا في صناعة السكاكين وأدوات شحذ أسهم الصيد. حريٌ بالذكر أن حيازة البيرانا حية محظور في العديد من الولايات الأمريكية، وأن استيرادها محظور في الفيليبين حيث يتعرض مُهرِّبوها للسَّجن من 6 أشهر إلى 4 سنوات.

مراجع للاستزادة:

-R. Froese, D. Pauly, eds., Characidae, in FishBase, 2006.

- S.L. Hamilton, Piranha (Extreme Fish), ABdo and Daughters, 2014 .

-J. H. Mol, Attacks on humans by the piranha Serrasalmus rhombeus in Suriname, Studies on Neotropical Fauna and Environment, 2006.


التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا)
النوع : علم الحياة (البيولوجيا)
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1021
الكل : 58506727
اليوم : 79241

أثر شتارك

الإشعاع بالتألق   الإشعاع بالتألق radiation by luminescence هو الضوء الذي يصدره جسم درجة حرارته عادية، وهو في صدوره عند درجة الحرارة العادية يختلف عن الضوء المرئي الذي يصدره جسم متوهج في درجة حرارة عالية مثل الخشب المحترق أو الحديد المصهور أو سلك المصباح المتوهج [ر. الإشعاع الحراري]. وقد لوحظ إشعاع التألق منذ القدم فجاء ذكره في القصص والأغاني وبهرت الإنسان ألوانه الزاهية التي تصدرها أرومات الأشجار الرطبة وبعض الحشرات مثل اليراعة والدودة المضيئة.
المزيد »