logo

logo

logo

logo

logo

الباطية (كوكبة)

باطيه (كوكبه)

Crater -

الباطية (كوكبة-)

محمد وليد الجلاد

أصل التسمية

السمات الرئيسية

 

تقع كوكبة الباطية Crater - واختصارها Crt - في سماء نصف الكرة الجنوبي. وهي الكوكبة الثالثة والخمسون من حيث الحجم بين الكوكبات الثماني والثمانين المعتمدة من قبل الاتحاد الفلكي العالمي (International Astronomical Union (IAU.

أصل التسمية

الاسم العلمي لهذه الكوكبة باللاتينية Crater يعني «القَدَح» وتسمى بالإنكليزية Cup. وقد أطلق الفلكيون العرب على هذه الكوكبة اسم الباطية، وهي إناء الخمر، كما يسمونها المعلف. ذكرها أبو علي الحسين بن عبد الرحمن بن عمر الرازي الصوفي في أرجوزته المطبوعة ضمن كتاب «صور الكواكب».

تُمثِّل الكوكبة في الأساطير اليونانية كأس الإله أبولو Apollo. وهي واحدة من الكوكبات التي ضمها بطلميوس إلى أطلسه الفلكي في القرن الثاني ق م.

تُصوَّر الأسطورة الإغريقية الباطية (أو قدح أبولو) على شكل كأس كبيرة لها أذنان. وتربط بين الكوكبة وقصة أبولو مع طائره المقدس الذي هو الغراب crow أو الغُداف (القاق الأسود) الذي تمثله كوكبة الغراب Corvus المجاورة. وفحوى القصة أن الإله أبولو أراد أن يقدِّم أضحية على المذبح، فاحتاج إلى بعض الماء لأداء الطقوس، فأرسل الغراب لجلب الماء في كأس شرابه على عجل، غير أن الطائر شُغل عن غايته بشجرة تين ارتاح عندها وأمضى بضعة أيام ينتظر بِكَسلٍ نضج التين ليأكل منه، وبعد أن استمتع بالتهام التين رجع إلى أبولو حاملاً الكأس مملوءةً ماءً، وجلب مع الماء أفعى (الشجاع Hydra) معتذراً عن تأخره بأنها تعرضت له وهاجمته. أدرك أبولو أن الغراب يكذب فثار غضبه ووضع الثلاثة: الكأس وحية الماء والغراب في قبة السماء، كما ألقى اللعنة على الغراب فأحرق ريشه وتركه عَطِشاً إلى الأبد عاجزاً عن القيام بأي شيء. ولهذا السبب- كما تقول الأسطورة- صارت الغربان والغداديف كلها سوداء اللون وصار نعيقها منكراً. وثمة رواية أخرى تزعم أن الباطية كانت في الواقع الكأس المقدَّسة لآلهة الأوليمب Olympus، وأن الكوكبة كانت تُرى كصبي فتي يسمى غانيمد Ganymede يسقي الآلهة شراباً في طاس فتحولت إلى كأس كبيرة (باطية). يبيّن الشكل (1) صورة تخيّلية لموقع كوكبة الباطية تعود إلى العام 1822.

الشكل (1) صورة تخيّلية لموقع كوكبة الباطية

السمات الرئيسية

كوكبة الباطية كوكبة باهتة الضوء لا يوجد فيها نجم يتجاوز لمعانه brightness القَدْرُ الرابع (والقدر magnitude هو الواحدة المستخدمة لوصف لمعان الأجسام الفلكية، وكلما صَغُرت القيمة العددية كان الجسم أكثر لمعاناً)، وقليل من أجسام هذه الكوكبة يمكن ملاحظته في عمق السماء. ومعظم المجرَّات في الكوكبة من المقدار 12 أو أضعف من ذلك.

تبلغ مساحة كوكبة الباطية 282 درجة مربعة، وتقع في المربع الثاني SQ2 من نصف الكرة السماوية الجنوبي عند طالع مستقيم (right ascension (RA قدره 11 h (وهو البعد الزاوي لجسم سماوي على الكرة السماوية)، وميل declination قَدْره - 16˚ (وهو بُعْد الجرم عن خط الاستواء السماوي)، في حين يبلغ قدر لمعانها 3.9. ويمكن مشاهدتها بوضوح في شهر نيسان / إبريل عند الساعة التاسعة ليلاً، وعلى الأخص بين خطيّ العرض +65 و–90. تجاور كوكبة الباطية (الشكل 2) كوكبات الغراب والشجاع والأسد Leo والسدس Sextans والعذراء Virgo.

الشكل (2) كوكبة الباطية والكوكبات التي تجاورها

للكوكبة ستة نجوم لها كواكب معروفة وليس فيها أي جسم من أجسام ميسيه Messier objects. أما أكثر نجوم الكوكبة لمعاناً (الشكل 3) فهو دلتا كراتِريس Delta Crateris. ولا يُلاحظ أي مطر (تيار) شهبي يترافق والكوكبة. يُعدّ النجم إيتا كراتِريس Eta Crateris تابعاً لأسرة كوكبات الجاثي (هرقل)Hercules التي تضم كوكبات العقاب Aquila والمجمرة Ara والقنطورس Centaurus والإكليل الجنوبي Corona Australis والغراب والصليب الجنوبي Crux والدجاجة Cygnus وهرقل والشجاع والسبع Lupus والقيثارة Lyra والحواء Ophiuchus والسهم Sagitta والدرع Scutum والسدس والحية Serpens والمثلث الجنوبي Triangulum Australe والثعلب Vulpecula. وهذه النجوم هي:

 

الشكل (3) أشد نجوم الباطية لمعاناً

• دلتا كراتِريس Crateris عملاق أحمر يبعد تقريباً مسافة 196 سنة ضوئية. وينتمي إلى الصنف الطيفي K0III وقدره المرئي الظاهري 3.56 (وهو درجة لمعان جسم كما يبدو طبيعياً في السماء). ويسمى باللاتينية «لابروم» Labrum ومعناه الشفة the lip والاسم مستوحى من قصة الكأس المقدَّسة.

• أما ألفا كراتريس Crateris فهو عملاق برتقالي من الصنف K1، يبعد عن الأرض نحو 174 سنة ضوئية، قدره الظاهر المرئي 4.07. يقع قريباً من مركز المجرة وغني بالعناصر الثقيلة، يسمونه الكاس Alkes (alkās) من العربية ويوازي حجمه 80 ضعف حجم الشمس.

• وبيتا كراتريس Crateris هو نجم تحت عملاق subgiant أبيض مائل إلى الزرقة ينتمي إلى الصنف الطيفي A2III. قدره الظاهري 4.48 ويبعد عن المنظومة الشمسية تقريباً 266 سنة ضوئية. اسمه التقليدي «الشراسيف» Al Sharasif أي الأضلُع “the ribs” ، من العربية ويتشارك بهذا الاسم مع النجم نو هيدراي Nu Hydrae من كوكبة الشجاع.

• يُعدّ غاما كراتِريس Crateris ثاني أكثر النجوم لمعاناً في مجموعة الغراب، وهو نجم مزدوج قريب يبعد نحو 84 سنة ضوئية. يمكن مشاهدته بمقراب الهواة. والعنصر الأكثر لمعاناً في هذه المنظومة وهو قزم أبيض من الصنف A9V قدره الظاهري 4.06، أما النجم الثانوي المرافق له فقدره المرئي 9.6.

• في حين إس زد كراتِريس SZ Crateris هو نجم متغير يبعد فقط 42.9 سنة ضوئية عن الشمس. يراوح قدره المرئي بين 8.61 و 11.0. وهو في الواقع مزدوجة نجمية تتألف من نجمين متعاقبين رئيسيَّين ينتميان إلى النوع الطيفي K5V وM0V. والنجم إس زد من النوع التنيني BY Draconis تتبدل إضاءته بسبب دورانه وبقعه ونشاطات أخرى في محيطه اللوني chromospheres. ويُعرف أيضاً باسم غليز glaze 425، وكان يسمى سابقاً نجم الإبط Abt’s Star من العربية، ومدة رؤيته 11.58 يوم. ويُعتقد أن عمره أقل من 200 مليون سنة. تنتمي هذه المنظومة إلى مجموعة الدب الأكبر المتحركة Ursa Major moving

(group (Collinder 285، وهي حشد من النجوم تتشارك بحركة متشابهة عبر الفضاء وتشتمل على معظم النجوم اللامعة في كوكبة الدب الأكبر.

• وأخيراً آر كراتريس R Crateris وهو نجم متغير شبه منتظم من نوع إس آر بي ينتمي إلى الصنف الطيفي M7. يتبدل قدره الظاهري بين 9.8 و11.2 ومدة رؤيته 160 يوماً.

ثمة أجسام سماوية عميقة deep sky object في كوكبة الباطية هي NGC 3887، وهي مجرة حلزونية barred spiral galaxy مخططة في كوكبة الباطية من القدر الحادي عشر(الشكل 4)، قطرها . تقع المجرّة على نحو درجة ونصف من النجم زيتا كراتريس Zeta Crateris. قطرها وقدرها الظاهري المرئي 10.7 وتبعد نحو 68 مليون سنة ضوئية. اكتشفها وليم هرشل William Herschel عام 1785.

والجسم الثاني هو NGC 3511 (الشكل 4) ، وهو مجرّة حلزونية عند حافة كوكبة الغراب تقريباً قدرها الظاهر 1.11 وتنتمي إلى حشد مجرات أبل 1060. وأخيراً الجسم NGC 3981، وهو مجرّة حلزونية لها ذراعان لولبيان، قدرها 12 وقطرها ، اكتشفها وليم هرشل في العام 1875 (الشكل 5).

 
الشكل (4) المجرة 3511NGC  
 

الشكل (5) المجرة 3981 NGC

 

مراجع للاستزادة:

- D. H. Levy, Deep Sky Objects, Prometheus Books, 2005.

- I. Ridpath and W.Tirion, Stars and Planets Guide, Princeton University Press, 2007.

- C. Sasaki, The Constellations: Stars & Stories, Sterling Publishing Company, 2003.


التصنيف : تقانات الفضاء والفلك
النوع : تقانات الفضاء والفلك
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1046
الكل : 58492656
اليوم : 65170

التقانات النانوية في الهندسة المدنية والبناء

باختين (ميخائيل ـ) (1895 ـ 1975م)   ميخائيل باختين  Mikhail Bakhtin فيلسوف ولغوي ومنظر أدبي روسي (سوفييتي). ولد في مدينة أريول. درس فقه اللغة Philology  وتخرج عام 1918. وعمل في سلك التعليم وأسس «حلقة باختين» النقدية عام1921. اعتقل عام 1929 بسبب ارتباطه بالمسيحية الأرثوذكسية، ونفي إلى سيبيرية مدة ست سنوات. بدأ عام 1936 التدريس في كليّة المعلمين في سارانسك. ثم أصيب بالتهاب  أدّى إلى بتر ساقه اليسرى عام 1938. عاد باختين بعدها إلى مدينة ليننغراد (بطرسبرغ)، وعمل هناك في معهد تاريخ الفن، الذي كان أحد معاقل «الشكلانيين» الروس، ثم عاد إلى سارانسك حيث عمل أستاذاً في جامعتها. استقر منذ عام 1969في كليموفسك (إحدى ضواحي موسكو) بعد أن تدهورت صحته وراح يكتب في مجلاتها وخاصة «قضايا الأدب» Voprosy Literatury و«السياق» Kontekst.
المزيد »