logo

logo

logo

logo

logo

البحث العلمي

بحث علمي

-

البحث العلمي

فواز العظمة

خطوات البحث العلمي المعاصر تنظيم البحث العلمي
مُخرَجات البحث العلمي فوائد البحث العلمي
فئات الأوراق العلمية انحرافات البحث العلمي
مستلزمات البحث العلمي البحث العلمي في سورية
 

البحث العلمي هو مجموع النشاطات والأعمال الهادفة إلى إنتاج و/أو إغناء معرفة علمية. ويمتد هذا التعريف حالياً إلى الدراسات والأبحاث الاقتصادية والاجتماعية وغيرها؛ شريطة أن تطبق فيها مناهج البحث العلمي وشروطه.

يمكن أن يهدف البحث إلى مجرد الحصول على مزيد من المعرفة العلمية من دون انعكاس تطبيقي مباشر، أو أن تكون الاستفادة العملية منه منظورة في أهدافه، وهذا ما يطلق عليه البحث العلمي التطبيقي applied (research (R أو التطوير (D) development. وقد يتضمن البحث كلا المرحلتين (R وD) لابتكار مواد أو طرائق مفيدة في الصناعة أو الزراعة أو الطاقة أو الصحة أو البيئة أو غيرها من مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية، أو لتحسينها.

بدأ الإنسان منذ القدم محاولات تعِّرف بيئته وغذائه من خلال الملاحظة والاستكشاف والتحليل المنطقي البسيط، وتطور ذلك فيما بعد ليحتل حيزاً واضحاً في الحضارات القديمة في مصر والهنــــد والصين ومابين النهرين ثم في فارس واليونان وروما وغيرها؛ حيث نمت العلوم التقليدية كالفلك والملاحة والبناء وأدواته. بيد أن العلم في العصور القديمة تمثل على الأغلب بجهود فردية ونُخَبٍ متميزة، وامتزج بالعقائد الدينية المختلفة مع حرص الكهنوت ورجال الدين على حصر المعرفة العلمية وتقييدها بما يتناسب مع الأفكار المسبّقة وسلطة الملوك والحكام.

تميزت الحضارة العربية منذ القرن الثاني الهجري/ الثامن الميلادي بالحض على العلم والتعلم، واقتبست من علوم الحضارات الأخرى وأضافت عليها، وابتكرت في مجالات عديدة كالطب والصيدلة والنبات والفلك والملاحة وغيرها الكثير. فبرز العلماء المسلمون في جميع العلوم من أمثال ابن الهيثم والخوارزمي وابن النفيس وابن الجزري وابن سينا وغيرهم الكثير، وكانت لهم مكانة مرموقة في المجتمع بعيداً عن أي تسلط.

ثمة من يصنف البحوث عادة إلى ثلاثة أقسام هي:

1- البحوث الاستطلاعية الكشفية في الحال التي يكون فيها ميدان البحث جديداً.

2- البحوث الوصفية التشخيصية في حال دراسة ظاهرة معينة وتحديدها تاريخياً وكمياً وكيفياً.

3- البحوث التجريبية في حال اختبار صحة بعض الفرضيات بطريق التجربة. ولقد وضع هويتني Whitney التصنيفات الآتية لمناهج البحث العلمي:

أ. المنهج الوصفي: ويعتمد على تجميع الحقائق والمعلومات ومقارنتها وتحليلها وتفسيرها وصولاً إلى تعميمات مقبولة، ومن أشكاله: المسح ودراسة الحالة وتحليل الوظائف والدراسة التتبعية لمراحل معينة وغيرها.

ب. المنهج التاريخي: ويعتمد على الوثائق ونقلها وتحليلها وتركيبها بغية فهم الماضي والحاضر في ضوء الأحداث والتطورات الماضية.

ج. المنهج التجريبي: ويعتمد على التجربة في قياس المتغيرات المختلفة وضبطها، وترتبط كلمة تجربة بنوع من تدخل الإنسان عمداً في موقف محدد ليجعله يتغير وفق تصميم مدبر، إذ تتضمن التجربة عادة إحداث واقعة تحت ظروف معينة، يستبعد منها أكبر قدر من المتغيرات الخارجية، ويمكن إجراء ملاحظة دقيقة بغية التوصل إلى ما بين الظواهر من ارتباطات.

خطوات البحث العلمي المعاصر

يهدف البحث عموماً إلى إضافة معرفة علمية أو تقنية في مجال له أهمية أكاديمية و/أو تطبيقية. ويمر العمل بالمراحل التالية:

1- تحديد المشكلة العلمية أو العملية.

2-دراسة مرجعية للأعمال السابقة حول الموضوع.

3- وضع أهداف للبحث بناءً على الفرضية المُراد التحقق من صحتها.

4- جمع البيانات إما بالمسح الحقلي وإمّا بالتجربة وإمّا بكليهما.

5- تحليل البيانات إحصائياً وتفسير النتائج ومناقشتها.

6- وضع الاستنتاجات و التوصيات.

مُخرَجات البحث العلمي

لا تفيد نتائج البحث إذا لم تُعَمَّم أو تُطَبَّق. وأهم وسائط نشر البحوث هي المجلات/الدوريات العلمية، وهناك الآلاف منها على مستوى العالم؛ بعضها ضيق التخصص وبعضها الآخر ينشر مقالات متعددة التخصصات. واللغة المستخدمة حالياً - أكثر من غيرها في النشر العلمي- هي الإنكليزية، بيد أن هناك دوريات تنشر بمختلف لغات العالم تقريباً؛ بعضها مشهور جداً لسعة انتشارها ومصداقيتها المبنية على التشدد في التحكيم العلمي قبل النشر. وقد ازداد مؤخراً نشر الدوريات العلمية بالوسائط الإلكترونية، إضافة إلى النشر الورقي أو بدلاً عنه.

وأهم مظاهر الإنتاج العلمي هي: نشر النتائج في الدوريات أو الكتب أو الأطروحات الجامعية، والعرض في المؤتمرات والندوات المتخصصة، والحصول على براءات الاختراع أو حقوق الملكية الفكرية.

فئات الأوراق العلمية

1- المقالة البحثية research paper/article: الناجمة عن إجراء بحث تجريبي متكامل. ولكتابة هذه المقالات أسلوب عالمي موحد تقريباً؛ إذ يجب أن تحوي الورقة على ملخص ومقدمة مرجعية وسرد لمواد الطرائق المستخدمة وعرض النتائج ومناقشتها؛ إضافة إلى قائمة المراجع.

تتناول تحليل بيانات معروفة سابقاً ومعالجتها، وتخص هذه الفئة عادةً مجالات محددة من العلم ولاسيما الرياضيات والفيزياء والاقتصاد.

3- تقرير عن دراسة حالة case study أو ملاحظة تقنية technical note، أو مقالة قصيرة short communication: وهي مساهمات أصيلة لكنها محدودة الحجم ولا تصل إلى أهمية المقالة البحثية.

4- المقالة المرجعية review article: يكتبها عادة باحث مخضرم في المجال نفسه، وفيها مراجعة شاملة لما نُشِر عن الموضوع.

5-الورقة العلمية المقدمة في مؤتمر أو ندوة علمية: قد تُنْشَر كاملة أو مختصرة في أعمال المؤتمر.

وهناك فئات أخرى أقل مرتبة لكنها قد تكون ذات فائدة عملية كبيرة؛ كالمقالات والمحاضرات العلمية الهادفة إلى تثقيف الجمهور.

مستلزمات البحث العلمي

يحتاج البحث إلى توفر وسائل لتنفيذه والأماكن المناسبة لذلك ولاسيما المختبرات المُجَهَّزة لهذا الغرض، كما يحتاج إلى توفر التمويل المناسب لتغطية نفقاته المرتفعة. بيد أن أهم لوازم البحث هو توفر الباحثين الأكفياء، ومن صفات الباحث الناجح أن يمتلك معرفة جيدة في مجال اختصاصه، وغالباً ما تُعَدّ درجة الدكتوراه من المتطلبات الأساسية لمهنة الباحث. بيد أن تاريخ العلم يزخر بأمثلة لاكتشافات ومخترعات مهمة لم يحمل أصحابها درجات جامعية عليا.

كما أن على الباحث الناجح أن يتمتع بثقافة علمية واسعة وبقدرة عالية على الملاحظة والتحليل والتركيب، وأن يمتلك لغات أجنبية منها الإنكليزية، وأن يكون قادراً على استخدام الأدوات والأجهزة اللازمة؛ واستقراء النتائج وتحليلها إحصائياً؛ والتعبير عن أعماله بصياغة دقيقة وسليمة؛ والمثابرة وتحمل ضغط العمل والتعاون مع الآخرين.

تنظيم البحث العلمي

تتجمع مختبرات البحث العلمي عادة في مؤسسات على مستويات مختلفة: محلية أو وطنية أو إقليمية أو دولية. وقد تكون هذه المختبرات في مراكز بحث متخصصة أو في مؤسسات كبيرة متعددة الاختصاصات، أو تتبع للجامعات والكليات أو وزارات معينة يحتاج عملها إلى الدعم البحثي كالصـحة والزراعة والصناعة والبيئـة والدفاع.

لا تخلو الشركات الإنتاجية المتقدمة في الدول الصناعية الكبرى من مراكز أو مختبرات أبحاث تدعم نشاطها للمحافظة على قدرتها على الابتكار والمنافسة، ولكن أهم النتائج التي تصل إليها مثل هذه المراكز لا تُعْرض عادة في الدوريات أو المؤتمرات؛ بل توضَع في خدمة أهداف الشركة نفسها، أو تُقَدَّم للحصول على براءات اختراع. وفي المجالات التي تتطلب طبيعتها ذلك - مثل مجال البحوث الزراعية - ثمة منظمات دولية تتقاسم هذه المهمة المعقدة بحسب المناطق البيئية و الزراعية على المستوى العالمي أو الإقليمي.

تطرح هذه المراكز وما يماثلها نتائجَها العلمية وأصنافها المحسنة لتستفيد منها الدول كافة من دون مقابل، حيث يتم تمويلها من المنظمات الدولية المتخصصة ومن المانحين من الدول والمؤسسات والأفراد.

بدأت تظهر في بعض الدول المتقدمة تجمعات كبيرة لمراكز بحوث وتقانات متقدمة؛ يطلق عليها اسم حديقة تقانة technopark، والمثال الأول على هذه التجربة هو تجمع «وادي السليكون Silicon Valley» في كاليفورنيا.

وهناك وسائل أخرى من تنسيق البحوث العلمية على صعيد دولي؛ كالاتفاقيات والروابط التي تجمع مراكز بحثية من أكثر من دولة، ومن أمثلتها «الرابطة العربية لمراكز بحوث التقانة الحيوية»، أو الجمعيات العلمية الطوعية مثل «الجمعية العربية لوقاية النبات».

أما على مستوى الدولة الواحدة فيفترض وجود خطة وطنية للعلم والتقانة تُوَجِّه البحث العلمي في هذه الدولة وترسم أهدافه ومراحله، وقد أنيطت هذه المهام في سورية بـ«الهيئة العليا للبحث العلمي».

فوائد البحث العلمي

تسمح نتائج البحث والتطوير بزيادة كمية السلع والخَدَمات المتوفرة في المجتمع وتحسين جودتها؛ أو بتقديم سلع وخدمات جديدة للمستهلك، كما تسمح للمنتج بمواجهة المنافسة المحلية والخارجية وبتخفيض تكاليف الإنتاج. ويسمح التقدم العلمي على مستوى الدولة بتحسين وضعها الدفاعي أو التجاري تجاه الدول الأخرى، وينطبق ذلك أيضاً على مستوى الشركة أو المؤسسة الاقتصادية تجاه الشركات الأخرى المنافسة.

ومن المتفق عليه أن أي دولة حديثة تحتاج إلى إنفاق ما لا يقل عن 1 % من دخلها القومي السنوي على البحث العلمي بأشكاله المختلفة لكي تبقى متمتعة بالاستقلال الاقتصادي ومجاراة الدول الأخرى في مسار التقدم.

ويفترض مقابل الإنفاق على البحث العلمي أن تعود فوائده على المجتمع على صورة سلع وخدمات جديدة أو أقل كلفة؛ وعلى الدولة تطوير وسائل دفاعها وصيانة مصالحها وتحسين مكانتها الإقليمية والدولية. ويمكن أن تُحَسِّن البحوثُ العلمية في حقول الاقتصاد و العلوم الاجتماعية ظروفَ الحياة في المجتمع؛ وأن تكشف العيوب والثغرات وبوادر الأزمات قبل استفحالها.

ولكي يكون البحث العلمي مفيداً للمجتمع يجب أن يجري تنفيذه وتطبيقه في إطار مبادئ الحيطة والحذر precaution principles والأخلاقيات ethics؛ إذ إن لكل مجال من مجالات البحث العلمي شروطه الأخلاقية الخاصة به؛ مثل الأخلاقيات في البحوث الطبية وأخلاقيات التقانة الحيوية. وفي جميع الأحوال يجب أن يخضع البحث العلمي ونتائجه التطبيقية لتحليل المنافع والأخطار؛ إذ إن أي تقنية جديدة مهما كان حجم منافعها لا تخلو عادةً من أخطار أو أضرار جانبية . من الأمثلة التاريخية على ذلك ما أُثير في القرن التاسع عشر من جدل حول طاقة الكهرباء، ثم في القرن العشرين حول الطاقة الذرية - حتى لو هدفت إلى توليد الكهرباء - ثم الجدل الذي أثاره مؤخراً ظهور تقنيات التحوير الوراثي والكائنات المُحَوَّرَة وراثياً وضرورة دراسة كل حالة منها على حدة لتمييز الحالات ذات الفوائد الملموسة مقابل أخطار أو أضرار يمكن تحملها.

انحرافات البحث العلمي

هناك عدة أسباب لحدوث انحرافات في البحوث العلمية، أبسطها على صعيد الباحث حين تدفعه المصلحة المادية أو حب الشهرة إلى الانحراف عن الموضوعية والمصداقية، وقد ينطبق ذلك أيضاً على المؤسسات التي ترغب في تعزيز موقفها أو الحصول على مزيد من التمويل.

وقد يكون الابتعاد عن الموضوعية في البحث العلمي ناجماً عن خطأ غير مقصود؛ إما على مستوى تصميم التجربة وتنفيذها وإما على مستوى استقراء النتائج وتحليلها، وكثيراً ما تحدث مثل هذه الأخطاء عند تطبيق تقنيات أو استخدام تجهيزات جديدة لم يتم اختبارها بعد. ويمكن تفادي الكثير من الأخطاء إذا أُخضِع البحث العلمي للتقييم في جميع مراحله؛ سواء على مستوى فريق البحث نفسه أم على مستوى المؤسسة، وقد لا يُكتَشَف الخطأ إلا بعد نشر البحث وتعرضه للنقد والنقض من باحثين آخرين.

كثيراً ما تقع على الباحث مهمة تقديم الخبرة والمشورة في مجال اختصاصه، وقد تُطلَب منه هذه الخبرة لمصلحة مؤسسة إنتاجية. أما إذا طلبت منه في إطار مشكلة عامة تمس المجتمع كله؛ فيفترض أن يكون رأيه موضوعياً وحراً غير خاضع للضغوط المادية والسياسية وغيرها.

البحث العلمي في سورية

نشأ البحث العلمي في سورية في الثلث الأخير من القرن العشرين؛ إذ جرى في تلك الفترة إحداث معظم المؤسسات العلمية القائمة حالياً، وقبل ذلك لم تكن هناك نشاطات بحثية حقيقية بالمعنى الحديث على الرغم من وجود مختبرات تابعة للجامعات ولبعض الوزارات (الزراعة والصحة والصناعة وغيرها) التي اقتصر نشاطها على إجراء الاختبارات والفحوص التشخيصية بهدف التحقق من مطابقة المواصفات أو كشف العيوب والغش وإعطاء الإرشادات المناسبة، مثال ذلك «المخبر المركزي للتموين» الذي تُجرى فيه اختبارات عديدة على المواد الغذائية عموماً والتحقق من سلامتها للمستهلك، وتتوفر فيه أجهزة وطرائق عمل متقدمة؛ لكنه ليس مؤسسة للبحث العلمي بالتعريف الدقيق، وتوجد على غراره مخابر أخرى تتبع الوزارات المختلفة.

وفيما يلي نبذة موجزة عن أهم المؤسسات القائمة في سورية حالياً والمعنية كلياً أو جزئياً بالبحث العلمي:

1- الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية General Commission for Scientific Agricultural (Research (GCSAR: تُعَدّ أقدم مؤسسات البحث العلمي في سورية من حيث النشأة، فقد بدأت بذورها في الخمسينيات من القرن العشرين على صورة مخبر متواضع في وزارة الزراعة تم توسيعه في الستينيات في أبنية جديدة بالقرب من دوما (ريف دمشق)، ثم ارتقى إلى «مديرية البحوث العلمية الزراعية» التي تحولت أخيراً إلى هيئة مستقلة باسمها الحالي مرتبطة بالوزارة ذاتها.

يَتبع لهذه الهيئة العديد من المراكز ومحطات البحوث في مختلف المحافظات السورية، مما يسمح بإجراء التجارب الحقلية في مختلف البيئات والمناخات وأنواع التربة. تهتم هذه الهيئة باستنباط أصناف محسنة من مختلف المحاصيل واختبارها؛ إضافة إلى أبحاث متنوعة في علوم وقاية النبات والتربة والري والتسميد والأغذية والتقانة الحيوية وغيرها.

2- مركز الدراسات والبحوث العلمية: أُحدِثَ هذا المركز المتعدد الاختصاصات عام 1971، ويهتم ببحوث الكيمياء والفيزياء والميكانيك والأتمتة وعلم المواد وغيرها. ويتبع لهذا المركز «المعهد العالي للعلوم التطبيقية والتكنولوجيا» Higher Institute of Applied Sciences (and Technology (HIAST، وهو معهد للتعليم العالي يُخَرِّجُ مهندسين باختصاصات متقدمة ومتنوعة.

3- هيئة الطاقة الذرية السورية Atomic Energy (Commission of Syria (AECS: أُحدِثَت عام 1976 مؤسسة علمية متعددة التخصصات العلمية والتطبيقية، بيد أنها تنفرد بالمسؤولية عن جميع النشاطات المتعلقة بالمواد المشعة والوقاية منها في سورية.

تتعاون هذه الهيئة مع «الوكالة الدولية للطاقة الذرية International Atomic Energy Agency

«(IAEA) بمشاريع بحوث مشتركة، وتُعَدّ هذه المؤسسة رائدة في القطر في مجالات تنظيم البحوث وتقييمها؛ والنشر العلمي عالي المستوى، كما تَصدُر عنها مجلة علمية باسم «عالم الذرّة».

4- الهيئة العامة للاستشعار عن بعد General (Organization of Remote Sensing (GORS: أُحدِثَت عام 1986، وتقوم بدراسات وأبحاث متنوعة تستخدم فيها تقانات الرصد الجوي والفضائي للأغراض البيئية والمناخية ودراسات التربة والجيولوجيا والغطاء النباتي ومصادر المياه وغيرها، وتَصدُر عنها مجلةٌ علمية باسم «الاستشعار عن بعد».

5- المركز الوطني لبحوث الطاقة National Energy (Research Center (NERC: أُحدِث عام 2003، ويهتم بحفظ حوامل الطاقة التقليدية وترشيدها، كما يرَكِّز على توطين الطاقات المتجددة في سورية - كالطاقة الشمسية وطاقة الرياح وغيرها - وتطويرها.

6-الهيئة العامة للتقانة الحيوية National (NCBT) Commission for Biotechnology: افتُتِحَت في مقرها المؤقت بكلية الزراعة بدمشق عام 2003 بدعم من جمهورية الهند، وهي تختص بالبحث والتطوير في تطبيقات التقانات الحيوية الزراعية والغذائية والطبية والصيدلانية والبيئية والتنوع الحيوي والطاقة الحيوية.

7- الهيئة العليا للبحث العلمي Higher Com(mission for Scientific Research (HCSR : أحدثت عام 2005 بهدف حفز قِطاع البحث العلمي والتنسيق بين مؤسساته، وترتبط مباشرة برئاسة مجلس الوزراء، وأصبحت الآن تابعة لوزارة التعليم العالي، وتقوم بدعم بحوث مختارة يتم تنفيذها في المؤسسات البحثية والجامعات ومتابعتها. وتتمثل في مجالس هذه الهيئة مراكز البحث العلمي الرئيسية في القطر إضافة إلى الوزارات المعنية وفي مقدمتها وزارة التعليم العالي التي تتبعها الجامعات الحكومية الخمس (دمشق وحلب وتشرين والبعث والفرات) التي تضم أكبر عدد من الباحثين المختصين في سورية.

8-المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة (أكساد) Arab Center for the Studies of (Arid Zones and Dry Lands (ACSAD: مؤسسة إقليمية عربية مقرها دمشق، تأسست عام 1968، تعمل في مجال تطوير الزراعة وصون البيئة في المناطق الهامشية والبادية؛ ودراسة مصادر مياه الري وترشيد استخدامها؛ إضافة إلى تنمية الثروة الحيوانية في الأقطار العربية.

9-المركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة (إيكاردا) International Center for Agricultural (Research in the Dry Areas (ICARDA: منظمة دولية مقرها الرئيسي في سورية قرب حلب، ترتبط بشبكة عالمية من المراكز المتخصصة والمتكاملة بإشراف المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعية الدولية
Consultative Group for International Agricultural (CGIAR) Research وتتلقى الدعم والتمويل من البنك الدولي ومنظمة الأغذية والزراعة and Food (Agriculture Organization (FAO والدول والمؤسسات المانحة والمستفيدة.

تهتم إيكاردا بالدرجة الأولى باستنباط أصناف مُحَسَّنَة وتطوير زراعة محاصيل بعلية متحملة للجفاف ومقاومة للأمراض ولاسيما الشعير والعدس؛ إضافة إلى القمح والحمص وغيرها، وذلك بالتكامل مع المراكز الدولية الأخرى في الشبكة نفسها ولاسيما في المكسيك وفي الهند. وقد توفرت لدى إيكاردا بنوكٌ وراثية كبيرة لبذور المحاصيل المدروسة وأقاربها البرية.

وتقدم كل من إيكاردا وأكساد دعماً مفيداً للقطاع الزراعي في سورية؛ ولاسيما في مجالات التدريب وتوفير المصادر الوراثية وتطوير التجارب الحقلية.

10-الجامعات: في سورية بنية جامعية عريقة، يعود تاريخها إلى أوائل القرن العشرين عندما أُسِّسَت أولى الكليات في جامعة دمشق (الجامعة السورية آنذاك)، ثم أُسِّسَت جامعة حلب عام 1960، تلتها جامعة تشرين باللاذقية عام 1971، ثم جامعة البعث في حمص وحماه عام 1979، وأخيراً جامعة الفرات في المحافظات الشرقية عام 2000. كما أُحدِثَت في السنوات الأخيرة عدة جامعات خاصة، ولكنها ذات طابع تعليمي بحت ولا تَنْشَط في مجال البحث العلمي.

بقيت الجامعات السورية الرئيسية مقتصرة على التعليم والتدريب حتى ثمانينيات القرن العشرين عندما بدأ إحداث الدراسات العليا بما تتطلبه من تجهيزات وبحوث للحصول على الماجستير والدكتوراه، وقد أدى ذلك إلى إنجاز كم كبير من البحوث ونشرها في أطروحات. كما أصبح إلزامياً في الفترة الأخيرة نشر هذه البحوث في مقالات علمية في المجلات العلمية المتخصصة والمُحَكَّمَة التي تصدرها هذه الجامعات.

ومن الملاحظ أن القليل من هذه البحوث الجامعية العديدة يأخذ طريقه للتطبيق لمصلحة القطاعات الإنتاجية أو الخدمية، وذلك إما لأن البحث لم يُصَمَّم أصلاً بمنظور تطبيقي؛ وإما لعدم توفر البنيات الوسيطة لتطوير نتائج البحث على مقياس أكبر من التجربة المخبرية تمهيداً لطرحها للاستثمار الصناعي أو الزراعي أو الطبي.

مراجع للاستزادة:

  • حسان  ريشة، واقع وآفاق البحث العلمي، جمعية العلوم الاقتصادية السورية 2000.

    - E. Bright Wilson, An Introduction to Scientific Research, Dover Publications Inc. ( 2003).


التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا)
النوع : علم الحياة (البيولوجيا)
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1040
الكل : 58492672
اليوم : 65186

أثر شتارك

الإشعاع بالتألق   الإشعاع بالتألق radiation by luminescence هو الضوء الذي يصدره جسم درجة حرارته عادية، وهو في صدوره عند درجة الحرارة العادية يختلف عن الضوء المرئي الذي يصدره جسم متوهج في درجة حرارة عالية مثل الخشب المحترق أو الحديد المصهور أو سلك المصباح المتوهج [ر. الإشعاع الحراري]. وقد لوحظ إشعاع التألق منذ القدم فجاء ذكره في القصص والأغاني وبهرت الإنسان ألوانه الزاهية التي تصدرها أرومات الأشجار الرطبة وبعض الحشرات مثل اليراعة والدودة المضيئة.
المزيد »