logo

logo

logo

logo

logo

الباندا

باندا

panda -

الباندا

عبد الرحمن مراد

الباندا العملاق

الباندا الحمراء

نشاط الباندا

تطورها وتصنيفها

 

الباندا panda حيوان خجول لطيف، ينتمي إلى شعبة الفقاريات، صف الثديّيات. يوجد منها نوعان هما الباندا العملاقة giant panda (Ailurus melanoleucas) والباندا الحمراء red panda (Ailurus fulgens). يتشابه هذان النوعان كثيراً من الناحية التشريحية والغذائية والعادات، لكن الباندا الحمراء أقرب إلى الراكون والكلاب والقطط؛ لذا فقد صُنِّفت في فصيلة Procyonidae، وبقي الدب العملاق في فصيلة الدببة Ursidae. ومع ذلك لازال الوضع التصنيفي لهذين النوعين غير مؤكد بعد.

تعد الباندا من الحيوانات المهددة بالانقراض بسبب عمليات الصيد الجائرة والقضاء على الغابات التي تعيش فيها. وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 78 % من إناث الباندا غير قابلة للإنجاب، وأن نحو 90 % من الذكور تعاني العقم؛ وكذلك بسبب أن معدل توالدها قليل وهو أقل من معدل موتها. وتقدر أعدادها بنحو 1000 فرد.

الباندا العملاق

يعيش هذا الحيوان حياة ترحال في غابات الخيزران الشاهقة على سفوح هضبة التيبت غربي الصين. ذكوره أكبر حجماً من الإناث وأكثر وزناً؛ إذ يبلع طول الذكر نحو 1.4 متر والأنثى أقل من ذلك بقليل، ويزن الذكر نحو 110 كيلو غرام أما الأنثى فتزن نحو 90 كغ (الشكل 1).

الشكل (1) الباندا العملاق مع صغير لها.

يغطي جسم الباندا فراء سميك ذو لون أبيض وأسود يقيها من البرودة. وهي ذات جسم مكتنز وأرجل سوداء، إضافة إلى شريط عريض أسود مستدير عبر الكتفين. وهي ذات رأس مستدير كبير وأذنين صغيرتين سوداوين، ووجه أبيض فيه بقع سود حول العينين، وذنب قصير. وهي تشبه الدب من حيث الحجم وشكل الجسم والمظهر العام. يمكنها الوقوف بشكل قائم على طرفيها الخلفيِّين.

تتغذى الباندا بأوراق الخيزران وأغصانه، كما أنها تأكل العسل والبيض والحشرات والسمك والبطاطا والأعشاب. وتستطيع القبض على الأشياء بين أصابعها وبين ما يسمى الإبهام الإضافية التي يتألف هيكلها من عظم ينمو على رسغ كل كفٍّ من الكفين الأمامِّين.

يمتد زمن التكاثر عند الباندا بين منتصف آذار/مارس حتى منتصف أيار/مايو، وتكون فترة الإخصاب محصورة بيومين أو ثلاثة. يلي ذلك فترة حمل تمتد نحو 97- 163 يوماً بحسب الأنواع. وتلد الأنثى جرواً واحداً أو اثنين، في وكر أو كهف في شهر آب/أغسطس أو أيلول/سبتمبر. وتكون الجراء عمياء (مغمضة العينين) قرمزية اللون وعديمة الشعر تقريباً. وتنفتح عيونها بعد 45 يوماً من ولادتها، وتبدأ بالتغذي بالخيزران حينما تبلغ من العمر خمسة أشهر. وتعيش الجراء مع أمهاتها حتى تبلغ 18 شهراً. وتحدث الولادة مرة واحدة كل 2 - 3 سنوات.

أما تكاثرها في الأسر فضعيف على الرغم من كون الإخصاب الصنعي ناجحاً بعض الشيء. وتعيش الباندا نحو 34 عاماً.

الباندا الحمراء

تعيش الباندا الحمراء في غابات الخيزران والبلوط في جبال الهيمالايا في الصين والهند والتيبت ونيبال وبورما. يبلغ طولها بين 79 و 120 سم، بما في ذلك الذيل الذي يبلغ طوله بين 28 و 48 سم حسب الأنواع. ويزن الذكر بين 4.5 و 6.5 كغ، أما الأنثى فتزن بين 3 و 4.5 كغ (الشكل 2).

الشكل (2) الباندا الحمراء.

فراؤها ذو لون بني، يميل نحو السواد في الأجزاء السفلى من الجسم. كما تمتاز بوجود بقعة صغيرة ذات لون داكن تحت كل عين. خطمها وشفاهها ووجنتاها وأطراف الأذنين بيضاء اللون، وأطرافها السفلى سوداء اللون محمرة. مخالبها حادة وأقدامها ذات أخماص مجهزة بأشعار، ومزودة بغدد عديدة تستخدم إفرازاتها لتحديد مسارها. وهي أخمصية المشية، يساعدها ذلك على الوقوف منتصبة (الشكل3) كالباندا العملاقة. ويتألف ذيلها الأحمر من 12 حلقة سوداء تميل إلى اللون البني. رأسها مدور وخطمها قصير وأذناها كبيرتان ومؤنفتان.

الشكل (3) باندا حمراء منتصبة على طرفيها الخلفيين.

تتغذى الباندا الحمراء بالخيزران والبلوط، وقد تتغذى أحياناً بالأعشاب والفواكه والجذور والحشرات والبيوض والطيور والقوارض الصغيرة. ويمتاز كل من كفيها الأماميَّين بإبهام شبيه بمثيله لدى الباندا العملاقة يساعد على القبض على أوراق الخيزران وأغصانه.

يمتد زمن تكاثر الباندا الحمراء من كانون الثاني/يناير حتى آذار/مارس، يلي ذلك فترة حمل تستغرق 90 – 145 يوماً بحسب الأنواع. وتولد الجراء عمياء في منتصف حزيران/يونيو أو في أواخر تموز/يوليو. وتختبئ في وكر في شجرة بلوط مفرغة أو في وكر صخري، وتفتح عيونها خلال 17 – 18 يوماً، ثم تغادر الوكر وتبدأ بالتفتيش عن طعامها بعد 90 يوماً من ولادتها. ومع ذلك تبقى ملازمة أمهاتها لمدة عام تقريباً. وتعيش الباندا الحمراء بين 8 و 10 سنوات، وقد تعيش 15 عاماً كحد أقصى.

نشاط الباندا

يكون نشاط الباندا في أوْجِهِ عند الفجر والغسق، وترتاح في أثناء النهار على أغصان الشجر، ويزداد نشاطها في الليل. وهي حساسة للحرارة وتحتمل درجات بين 17 و25°س، أما ما يزيد على ذلك فهو غير مقبول لها على الإطلاق فتعمد إلى النوم والاختباء في الطقس الحار بعيداً عن أشعة الشمس.

تطورها وتصنيفها

تدل المستندات المستحاثة على أن وجود الباندا العملاق يعود إلى عصر البليستوسين الأوسط، أي منذ نحو 600 ألف سنة، حيث وُجدت في أواسط الصين وجنوبيها، لكن يقتصر وجودها في الوقت الحاضر على أجزاء من مقاطعة سيشوان Sichuan في شمال وسط الصين ومقاطعة غانسو Gansu الجنوبية وفي جبال كينلينغ Qinling في مقاطعة شانغزي Shanxi. ويبين الشكل (4) مواقع انتشار الباندا في العصور السابقة ومكان وجودها في الوقت الحاضر.

الشكل (4) مواقع انتشار الباندا في العصور السابقة ومكان وجودها في الوقت الحاضر.

يعتقد أن الباندا العملاقة قد انحدرت من سلف لاحم؛ كالدببة والراكون والكلاب والقطط، لذا صنفت سابقاً في فصيلة الدببة مع اللواحم من الثدييات. لكنها فقدت عادة تناول اللحوم، لذا وضعت في فصيلة قائمة بذاتها.

تدل دراسة الهيكل العظمي للباندا العملاق على أنها أقرب إلى الباندا الحمراء (التي كانت تصنف مع الراكون) منها إلى الدببة، لذا صُنِّفَ في فصيلة Procyonidae. وما يقرِّب الباندا إلى الراكون ويبعدها عن الدببة الإبهام الإضافية وبنية الأرحية من الأسنان وعدم سُباتها في الشتاء. ولازال الموقع التصنيفي لهذين النوعين غير واضح. لكن الباحثين الصينيّن يعملون بِجد على توضيح الأمر من أجل الحفاظ على هذين النوعين من الانقراض.

مراجع للاستزادة:

-D. Lindburg and K. Baragona, Giant Panda: Biology and Conservation, University of California Press, 2004.

-R. M. Nowak, Walker’ Mammals of the World, John Hopkins University Press, 1993.

-G. B. Schaller, Panda in The Wild: Saving an Endangered Species, New york: Aperture, 2002.

-D. E. Wildt, et al., Giant Pandas: Biology, Veterinary Medicine & Management, New York , Cambridge University Press, 2006.


التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا)
النوع : علم الحياة (البيولوجيا)
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1038
الكل : 58491873
اليوم : 64387

أثر زيمان

إِبيروس   مقاطعة في شمال غربي اليونان تجاور كلاً من تسالية ومقدونية وتراقية وتفصلها عن تسالية سلسلة جبال البندوس الكلسية التي تمتد من الشمال الغربي إِلى الجنوب الشرقي, وتدعى في اليونانية إِبيروس Epiros ومنها اسمها بالإِنكليزية Epirus وبالفرنسية Epire ويذكر هوميروس أن اسمها يعني «الأرض الصلبة» وهي تتصل بجنوبي ألبانية. وتغطي سلاسل الجبال الكلسية الضخمة التي قد ترتفع إِلى 2600م جزءاً كبيراً من سطحها, وتخترقها الوديان الضيقة العميقة الجميلة. بينما تمتد السهول الفسيحة والمروج في المنطقة الشمالية.
المزيد »