logo

logo

logo

logo

logo

البذور

بذور

Seeds -

البذور

عدنان قنبر

الأشكال والأهمية شروط الإنتاش الداخلية أو المتعلقة بالبذرة
فيزيولوجيا البذور التخزين storage
الثبات والسكون dormancy العوامل المؤثرة خلال التخزين
الإنتاش germination عمر البذور
شروط الإنتاش الخارجية  
 

لبذور seeds هي أجنّة نباتات مغلَّفة بغشاء واقٍ خارجي وتسمى حبوباً grains عندما تقسى قشرتها أو تجف لتصبح صالحة للاستهلاك البشري أو الحيواني. بعض الحبوب نتنجها النباتات العشبية وبعضها الآخر نتنجها الأشجار.

الأشكال والأهمية

تختلف أشكال البذور باختلاف الأنواع، فمنها ما يكون بشكل بذور حقيقية (الفصائل البقولية، الصليبية والقطن والكتان)، أو ثمار عارية أو مغلفة (الحبوب والأعشاب النجيلية، زهرة الشمس، العصفر، القنب)، أو علب ثمرية قد تحتوي على أكثر من بذرة (الشوندر السكري)، أو عقلة ساقية (قصب السكر) أو درنة (البطاطا)، أو بصلة (البصل والثوم)، أو كورمة (القلقاس). إن الوصول إلى سلالات جديدة أو محسنة لا يكفي دائماً للحصول على أفضل مردودية، ولا بدَّ من الاستمرار في المحافظة على جودة بذار السلالة لما لذلك من أثر إيجابي مباشر في تحديد الأرباح من جهة وفي العائد الاقتصادي الزراعي من جهة أخرى.

للبذور العديد من الفوائد الإضافية فهي:

أ. وسيلة للتكاثر والمحافظة على النوع من الانقراض، والحفاظ على التنوع الحيوي.

ب. مصدر غذائي مهم للإنسان والحيوان والطيور.

جـ. مادة خام للعديد من الصناعات الغذائية.

د. لها استخدامات طبية متعددة مثل بذور اليانسون، البابونج وحبة البركة وغيرها.

فيزيولوجيا البذور

تمر عملية تشكل البذور بالمراحل التطورية والفيزيولوجية التالية: التلقيح والإخصاب، تكوين الجنين، تكوين السويداء، تكوين البذرة. وعلى سبيل المثال تمر حبوب المحاصيل النجيلية من فترة الإزهار حتى الحصاد بثلاثة أطوار رئيسة هي:

1 - طور تكوين الحبة: بعد الإخصاب وتكوين الجنين ونواة السويداء يستمر توارد المواد الغذائية المصنعة في الأوراق بفعل عملية التركيب الضوئي إلى الحبة، إلا أن هذا التوارد يكون بطيئاً، وتمتلئ خلاله الحبة بكمية كبيرة من الماء ثم يبدأ خزن المواد النشوية. بعد 12 -15 يوماً من الإزهار تصل الحبة إلى أبعادها الرئيسة وتأخذ شكلها الطبيعي المعتاد، وتنخفض فيها نسبة الماء، و يزداد وزنها الجاف، ويصبح الألبومين ذا طبيعة بنية مبشراً بطور النضج اللبني، وبدء ثبات وزن الماء داخل الحبة.

2 - طور الخزن الغذائي: يمتد من بدء ثبات وزن الماء حتى انخفاضه داخل الحبة. تصل الحبوب فيه إلى أكثر من 50 % من وزنها الجاف وتخزن نحو 80 % من مادتها الآزوتية. تصل الحبة مع نهايته إلى مرحلة النضج العجيني وتصبح أكثر مقاومة للضغط. ويعتقد أن نمو الجنين يكتمل مع نهاية هذا الطور ويصبح قادراً على الإنتاش إذا توفرت له الشروط المطلوبة؛ في حين يبقى وزن الماء داخل الحبوب ثابتاً طوال فترة الخزن الغذائي.

3- طور التجفيف: تفقد الحبة خلاله الزائد من مائها (10-12 %) ويبقى الوزن الجاف ثابتاً وعندها تبدأ عمليات الحصاد. لا يطرأ أي تغير فيزيولوجي على الحبوب خلاله سوى الفقدان السريع للرطوبة.

الثبات والسكون dormancy

الثبات والسكون هو عدم استجابة البذور الحية للظروف المثلى للإنتاش وبقائها ساكنة من دون انتفاخ أو إنتاش. ويمكن تمييز الأنواع التالية من السكون:

- السكون الكاذب: أو عدم القدرة على الإنتاش بسبب عدم توفر العوامل الملائمة للنمو.

- السكون الحقيقي أوالجنيني embryo dormancy: عدم مقدرة البذور على الإنتاش رغم توفر كلِّ العوامل الملائمة للنمو بسبب سكون جنين البذرة.

يعود سكون البذور إلى أسباب خارجية أو اضطرارية؛ (لعدم توفر الرطوبة والحرارة المناسبة أو قلة الأكسجين أو عدم توفر الضوء اللازم للإنتاش). أو إلى أسباب داخلية أو فيزيولوجية؛ (لعدم نفاذية الأغلفة البذرية للماء أو للغازات، طبيعة البنية التشريحية للأغلفة البذرية seed coat، المقاومة الميكانيكية للأغطية البذرية، عدم نضج الأجنة، سكون الجنين، وجود مواد كيميائية مانعة داخل الجنين أو في النسج المحيطة به مثل: الأمونيا وسيانور الهدروجين وبنزالدهيد وسيناما الدهيد وبيتا فينيثيل وغيرها.

الإنتاش germination

هو الانتقال من الحياة البطيئة إلى الحياة الفاعلة في البذور، ويعني بمفهومه الزراعي التغييرات التي تطرأ على البذور منذ الزراعة حتى ظهور البادرات فوق سطح التربة، في حين أنً المفهوم الفيزيولوجي للإنتاش هو المراحل والمتغيرات التي تمر بها البذور منذ تشربها للماء حتى بدء نمو الجذيرات radicles. وتمر عملية الإنتاش بالمراحل الفيزيولوجية الآتية (الشكل 1):

الشكل(1) كمية الماء المتشرب خلال المراحل الفيزيولوجية للإنتاش

1 - مرحلة التشرب imbibition: تمتص البذور كميات كبيرة من الماء (10-30 مرة من وزنها) مما يؤدي الى انتفاخها وشدة تنفسها.

2 - مرحلة الإنتاش بالمعنى الضيق: يزداد النشاطَان الاستقلابي والإنزيمي؛ مما يؤدي إلى تفكيك المواد الغذائية إلى مركبات منحلة وبسيطة وبالتالي توفير المتطلبات اللازمة لنمو الجنين والانقسام الخلوي. ولا يلاحظ تغيير في شدة التنفس وفي كمية الماء المتشرب مقارنة مع نهاية المرحلة الأولى.

3 - مرحلة النمو وتكوين النبتة الجنينية: يزداد امتصاص الماء وشدة التنفس من جديد، وتطرأ تغييرات فيزيولوجية ومظهرية مهمة تؤدي إلى نمو الجذير واستطالة الفلقات ونموها وتكوين البادرات seedling الصغيرة (الشكل2).

الشكل (2) أطوار الإنتاش في نبات الفاصولياء.

وتتطلب عملية إنتاش البذور توفر عدد من الشروط الخارجية المتعلقة بالبيئة، وعدد من الشروط الداخلية المرتبطة بالبذرة نفسها.

شروط الإنتاش الخارجية

أ- رطوبة التربة: هي من أهم الشروط الواجب توفرها لبدء الإنتاش؛ إذ تمتص حبوب القمح على سبيل المثال أكثر من 60 % من وزنها ماء قبل أن تبدأ بالإنتاش. وتعمل الرطوبة على تحويل الغذاء المركب إلى مواد بسيطة وتحول المواد الصلبة إلى سائل يسهل امتصاصه وذلك بفعل الإنزيمات التي يفرزها الجنين عندما تتوفر الرطوبة الكافية.

ب- الحرارة: تمنع درجة الحرارة المنخفضة عملية الإنتاش وتؤخرها حتى تتوفر درجات الحرارة المناسبة. وتختلف الاحتياجات الحرارية للإنتاش باختلاف الأصناف والأنواع، فهناك بذور لا يتطلب إنتاشها درجات حرارة عالية (القمح والشعير)؛ وأخرى يتطلب إنتاشها درجات حرارة مرتفعة مثل (الذرة، القطن، الشوندر). ولكل محصول درجة حرارة مثلى للإنتاش، فدرجة الحرارة المثلى لإنتاش القمح 29 °س، وللذرة الصفراء 33 °س.

جـ- الأكسجين: ينشط تنفس أجنة البذور ويتزايد عند وضع البذور في شروط الإنتاش، وتحتاج البذور إلى الأكسجين وتطرد غاز ثنائي أكسيد الكربون الناتج من عملية الاستقلاب.

د- الضوء: يسرِّع الضوء من عملية الإنتاش وقد يكون ضرورياً لإنتاش بعض البذور، ولكن يمكن للعديد من البذور أن تنبت في الظلام.

شروط الإنتاش الداخلية أو المتعلقة بالبذرة

أ- درجة النضج: تكون البذور التامة النضج أسرع إنتاشاً من غير الناضجة، ولذلك يفضل حصاد البذور بمرحلة النضج الفيزيولوجي أو النضج التام بحيث لا تزيد نسبة الرطوبة في الحبوب على 12 %.

ب- المحتوى الغذائي: يكون إنتاش الحبوب الغنية بالمواد الغذائية أسرع من إنتاش الحبوب الفقيرة بها، ولهذا فإن البذور الكبيرة الحجم والعالية التجانس والتماثل والسليمة تكون أسرع إنتاشاً وأقوى من البذور المريضة والمكسورة.

جـ- شروط التخزين: تساعد شروط التخزين الجيدة البذور على الإنتاش والخروج بقوة خارج سطح التربة وإعطاء بادرات صحيحة وقوية.

د- وجود مواد مانعة للإنتاش: يسبب وجود بعض المركبات الكيميائية في البذور (كحمض الكومارين في بذور الخس وحمض الفيروليك في بذور التفاح والإجاص) إلى تأخير عملية الإنتاش أو منع حدوثها نهائياً ومن ثم استمرار ظاهرة السكون في البذور.

هـ- حالة الجنين: يؤدي عدم نضج الجنين أو وجوده في حالة سكون فيزيولوجي إلى جعله غير قادر على الإنتاش وبدء عملية النمو واستمرارها.

و- عمر البذور: تمتلك البذور حديثة الجني فرصاً أكبر وقدرة أفضل على الإنتاش من البذور القديمة أو المخزونة لمدة طويلة.

التخزين storage

هو حفظ البذور في ظروف مثالية من درجة الحرارة والرطوبة والإصابات المحددة من الحشرات والأمراض للمحافظة على حيويتها وسلامتها والإبقاء على قدرتها العالية في تكوين نباتات جديدة قوية ومنتجة. تفقد جميع أنواع البذور جزءاً من حيويتها في أثناء عملية التخزين كما تنخفض قدرتها الإنتاشية، ومن الصعب إيقاف فقدان حيويتها أو زيادتها.

تقسم البذور تبعاً لحيوتها إلى مجموعتين:

أ- مجموعة البذور العادية: وهي التي تحتفظ بحيويتها لفترة أطول عند خفض نسبة الرطوبة فيها (بذور محاصيل الحبوب والبذور الزيتية). ويمكن إبقاءها حية مدة تراوح بين سنة إلى خمس سنوات بحسب ظروف التخزين. تعد بذور البامياء والبازلاء من البذور جيدة التخزين؛ في حين تصنف بذور القطن والذرة البيضاء والقمح والذرة الصفراء ضمن البذور متوسطة الجودة للتخزين، أما بذور الفول والبصل وفول الصويا فهي سيئة للتخزين.

ب- مجموعة البذور قصيرة الحيوية: وهي التي تفقد حيويتها خلال فترة قصيرة في الظروف العادية (بذور البن والكاكاو والنخيل).

العوامل المؤثرة خلال التخزين

تختلف حيوية البذور في المخزن باختلاف الأنواع والأجناس والأصناف. إضافة إلى عوامل أخرى تنحصر فيما يلي:

أ- موقع الزراعة: إذ تختلف قدرة الصنف نفسه تبعاً لمنطقة الزراعة ومنطقة النشوء.

ب- الظروف المناخية السائدة: يؤدي هطل الأمطار قبل عملية الحصاد مباشرة إلى زيادة معنوية في نشاط إنزيم الأميلاز وزيادة حيوية البذور بحسب الأصناف والأنواع.

جـ- تركيب الحبة: لوحظ أن للحبوب المحاطة بالقنابع glunes والعصافات palea قدرة أكبر على مقاومة العفن، ومن ثم تزداد قدرتها على البقاء حية. كما يُعتقد أن البذور الكبيرة أكثر تعرضاً للإصابات الفطرية من البذور الصغيرة، وتمتلك البذور الكروية قدرة أكبر على حماية نفسها من البذور غير المنتظمة والمسطحة.

د- رطوبة البذور والرطوبة النسبية: تتوقف حيوية البذور في أثناء التخزين على رطوبتها إذ يجب عدم تخزين البذور قبل التأكد من محتواها من الرطوبة؛ إذ يؤدي ارتفاع رطوبتها إلى سرعة تدهورها وانخفاض حيويتها. وتختلف قدرة البذور على امتصاص الرطوبة أو فقدها بحسب محتواها من الماء وسماكة الغلاف وعمق كتلة البذور المخزونة، إضافة إلى محتوى الهواء من الرطوبة.

هـ- درجة حرارة التخزين: يؤدي ارتفاع درجة حرارة البذور المخزونة وحرارة الجو المحيط إلى زيادة تلف البذور، يرافقه نشاط متزايد للفطريات والحشرات، وقد لوحظ أن أفضل درجة حرارة للتخزين هي بين 4.5 – 10°س بحسب المحصول، وأن أفضل درجة رطوبة نسبية هي 60 – 70 %.

عمر البذور:

تقدر أعمار البذور بمتوسط الزمن الذي تحافظ فيه نسبة 50 % منها على قدرتها الإنتاشية. ويميز في هذا المجال بذور قصيرة العمر تفقد حيويتها بعد بضعة أيام أو بضعة أسابيع من اكتمال نموها أو تكونها ( بذور الحور والسنديان والكستناء والقيقب)، في حين تحتفظ بذور حولية العمر بحيويتها لمدة سنة كاملة ( بذور الفول السوداني)، كما تحتفظ بذور ثنائية الحول بقدرتها الإنتاشية لسنتين كاملتين (بذور الصويا الخشنة والكراث). يفضل المزارعون ألا يزيد عمر البذرة على 1-2 سنة خاصة تحت ظروف تخزين غير مناسبة. ويمكن للعديد من بذور المحاصيل أن تبقى حية مدة 25 عاماً إذا حفظت في ظروف الخزن الجيدة. تتدهور بعض البذور في أثناء الخزن بسرعة، فمثلاً تفقد بذور فول الصويا نحو 10 % من إنتاشها بعد خزنها خمس سنوات، لكن بعض أنواع الذرة السكرية Sorghum أنبتت 97 % منها بعد 17 عاماً من الخزن، فيما تبلغ نسبة إنتاش الذرة الصفراء المخزونة 32 % بعد خزنها عشرين عاماً، وقد كانت أفضل البذور إنتاشاً بعد خزنها 15 عاماً هي بذور الشعير إذ أنبتت بنسبة 96 %، فيما أنبتت الذرة الصفراء بنسبة 36 %، والقمح والشَيْلم بنسبتي
80 % و8 % على التوالي.

مراجع للاستزادة:

- محمود صبوح، مخلص شاهرلي، يوسف نمر، إنتاج وإكثار واختبارات البذور، جامعة دمشق، 2011.

- فؤاد عبو، خليل المعري، أساسيات الفيزيولوجيا النباتية، جامعة دمشق، 1992.

- حامد كيال، إنتاج وفيزيولوجيا واختبارات بذور المحاصيل، جامعة دمشق، 1990.


التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية
النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية
المجلد: المجلد الرابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58491528
اليوم : 64042

البستنة في الدفيئات

التنوير (عصر ـ)   التنوير enlightment اتجاه ثقافي ساد أوربة الغربية في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة من المثقفين والمفكرين، عُرفوا باسم الفلاسفة philosophers، وكانوا صحفيين وكتاباً ونقاداً ورواد صالونات أدبية أمثال فولتير، ديدرو، كوندورسيه، هولباخ، بيكاريه، ولكن هؤلاء المفكرين أخذوا عن الفلاسفة العقليين ديكارت واسبينوزا وليبتنز ولوك الذين طبعوا القرنين السابع عشر والثامن عشر بطابعهم الثقافي حتى أُطلق على هذه الفترة عصر العقل age of reason، وكان التنوير نتاجه.
المزيد »