logo

logo

logo

logo

logo

الأمراض (علم-)

امراض (علم)

Pathology - Pathologie

الأمراض (علم-)

منقذ حقي

المرضيَّات التشريحية

المرضيَّات السريرية ( أو علم المخبر)

 

اشتق الاسم الأجنبي للمَرَضيَّات pathology من الكلمتين الإغريقيتين pathos بمعنى معاناة، وlogia بمعنى دراسة. ثم أصبحت اللاحقة path تعني المرض وبذاك تعرّب كلمة pathology بعلم دراسة الأمراض، أو المرضيَّات اختصاراً.

يشتمل هذا العلم على دراسة أربعة مكونات مرضيّة هي:

1 - الأسباب المرضية etiology التي قد تكون:

- وراثية لاضطراب في الصبغيات أو الجينات.

- مناعية نتيجة تحريض مستضدات antigens خارجية أو داخلية.

- كيميائية نتيجة التعرض لمواد مؤذية في البيئة أو تناول العقاقير والأدوية.

- غذائية لنقص أحد المواد الغذائية أو زيادته.

- فيزيائية كالحروق والجروح.

- شعاعية كالتعرض للأشعة السينية أو النووية.

- خمجية كالإصابة بالفيروسات والبكتريا والطفيليات.

- وغير هذا من أسباب مرضية.

2 - الإمْرَاض pathogenesis:

وهي سلسلة التفاعلات الخلوية والكيميائية والبنيوية وغيرها التي تجري بدءاً من حدوث السبب المؤدي للأذيَّة، وإلى أن تؤدي هذه السلسلة من الأحداث إلى تكامل الأذيَّة وتجليها.

3 - التغيرات المرضية الشكلية والوظيفية:

أ- التغيرات الشكلية morphological changes:

وهي ما ينجم عن العامل الممرض والأذيَّة التي يحدثها من تغيرات عيانية أو دقيقة في شكل النسج والخلايا.

ب- التغيرات الوظيفية functional changes:

وهي ما يحدثه المرض من تغيرات في وظائف الأعضاء المتأذيَّة، وما يتبع ذلك من تغيرات في كمية أو نوعية المواد الكيميائية والخلايا في سوائل الجسم ونسجه.

4 - التظاهرات السريرية للمرض clinical manifestation:

وتتضمن دراسة أعراض المرض وعلاماته، وكيف أدت التغيرات الشكلية والوظيفية التي تحدثها الأذيَّة إلى هذه الأعراض.

تعدّ المرضيَّات حلقة الوصل بين العلوم الطبية الأساسية مثل التشريح والكيمياء الحيوية والفيزيولوجية والبكتريا والوراثة؛ وبين العلوم الطبية السريرية كالداخلية والجراحة والأطفال والنسائية. إذ تنسج المرضيَّات من العلوم الأساسية سدى مادتها وتعطي العلوم السريرية حصيلة بحثها لتستخدمها في العلاج والوقاية.

وتقسم المرضيَّات إلى قسمين أساسيين هما:

المرضيَّات التشريحية anatomical pathology.

المرضيَّات السريرية clinical pathology.

تتقارب أبحاث كلٍ من هذين القسمين في كثير من الأحيان، وهذا التقارب مازال في تزايد مع تقدم العلوم واتساع المعرفة بالترابط الكائن بين التغيرات الوظيفية والكيميائية والجزيئية؛ وبين التغيرات الشكلية الحادثة في الأمراض المختلفة.

المرضيَّات التشريحية:

تهتم المرضيَّات التشريحية بدراسة التغيرات الشكلية التي يحدثها المرض، وتشتمل على:

- التغيرات العيانية macroscopic changes في الأعضاء والنسج.

- التغيرات الدقيقة أو المجهرية microscopic changes في النسج والخلايا والعُضيَّات الخلوية.

- التغيرات الجينية والكيميائية والجزيئية في بنية الخلايا والنسج المتأذيَّة.

وتقسم المرضيَّات التشريحية مدرسياً إلى عامة وخاصة.

1 - المرضيَّات التشريحية العامة: غاية هذا العلم دراسة آليات الأذيَّة الخلوية والنسيجية والآليات المختلفة التي يرتكس فيها الجسم لهذه الأذيَّة، وهي آليات عامة ومتماثلة أينما وقعت الأذيَّة في الجسم.

معظم هذه الدراسات نظرية أو تجريبية ولكنها تكوّن القاعدة العامة التي يرتكز عليها علم المرضيَّات. ويلحق مدرسياً بالمرضيَّات التشريحية العامة دراسة الكثير من الأمراض الجهازية، وهي الأمراض التي تصيب عدة أعضاء في الجسم أو الجسم كله، وبذلك يتضمن هذا العلم المواضيع التالية:

أ- آليات استجابة الخلايا والنسج للأذيَّة وأشكالها: تختلف استجابة الخلايا والنسج للأذيَّة بحسب شدة الأذيَّة ونوعها. فالأذيات خفيفة الشدة تؤدي إلى تفعيل آليات خلوية معاوضة تخفف من وطأتها على الجسم، فتخريش القدم في المشي المديد مثلاً يؤدي إلى زيادة ثخن الجلد في الكعب لحماية نُسجه، وأما الأذيات الأكثر شدة فإنها تؤدي إلى انكسار هذه المعاوضة الخلوية وإلى اضطرابات في وظائف الخلايا تكون في بادئ الأمر قابلة للانعكاس، وتصبح غير عكوسة بعد حد ما، وتؤدي إلى موت الخلايا.

ويهتم هذا البحث بدراسة أشكال تأقلم الخلايا والنسج للأذيات وآلياتها غير القاتلة ثم يدرس أسباب الأذيات القاتلة وآليات الموات الخلوي كما يدرس آليات هرم الخلايا ومواتها الطبيعي المبرمج.

ب- الالتهابات: الالتهاب هو ارتكاس دفاعي للجسم يهدف إلى إزالة السبب المؤدي إلى الأذيَّة والبدء في عملية الترميم. وهو ارتكاس لا نوعي يحدث استجابةً للأذيات المختلفة، ويشارك به العديد من الخلايا والمواد الكيميائية في تناسق موحد يؤدي مؤقتاً إلى تغيرات وظيفية وشكلية مؤقتة في النسج والأعضاء المتأذيَّة وهذا يتظاهر سريرياً بالاحتقان والوذمة والألم في مكان الأذيَّة واضطراب وظيفة العضو أحياناً، وهذا ما يرى مثلاً بعد جرح أو رض أو خمج. وقد يكون الارتكاس الالتهابي قصير الأمد (حاداً)، فإن لم يستطع الجسم استئصال سبب الأذيَّة تحول إلى التهاب مزمن. ويهتم هذا البحث بدراسة أسباب الالتهابات وآلياتها الخلوية والكيميائية والتغيرات النسيجية الحادثة في الالتهابات الحادة والمزمنة والتأثيرات الضارة التي قد تحدثها أحياناً في النسج.

ج- ترميم النسج: تبدأ عملية ترميم النسج المتأذيَّة مع بدء الارتكاس الالتهابي، وتشترك عوامل خلوية وكيميائية عدة في هذه العملية. وقد يُرمَّم مكان الأذيَّة بتشكيل نسيج مطابق للأصل أو بتشكيل ندبة. وفي هذا البحث تدرس الخلايا والمركبات الكيميائية المساهمة في عملية الترميم وآليتها واضطرابات الترميم المرضية.

د- اضطرابات دوران الدم: تحافظ على توازن توزع الماء في أجواف ونسج الجسم المختلفة وعلى بقاء سيولة الدم بشكل طبيعي؛ عوامل فيزيولوجية مختلفة، يؤدي اضطراب أيٍّ منها إلى اختلالٍ في توازن سوائل الجسم. فنقص بروتينات الدم مثلاً يؤدي إلى نقص الضغط الحلولي للدم، وهذا يؤدي إلى نزوح ماء الدم في الأوعية الدموية إلى النسج الخلالية المحيطة بها محدثة الوذمات، كما قد يؤدي اضطرابٌ ما في آلية تخثر الدم إلى تشكل الخثرات التي قد يهاجر بعضها من مكان تشكيلها محدثةً الصمّات، وقد يؤدي هذا إلى انسداد أوعية أحد الأعضاء محدثة احتشاء فيها. ويتناول هذا البحث دراسة الآليات الفيزيولوجية الطبيعية التي تحافظ على توازن سوائل الجسم وجريان الدم الطبيعي، ثم يبحث في أسباب وآليات حدوث الوذمة والاحتقان والنزوف والخثرات والصمَّات والاحتشاءات والصدمة والعوامل المساهمة في حدوث كل منها، والعواقب المرضية والتغيرات الوظيفية والشكلية الحادثة فيها.

هـ - آفات الجهاز المناعي: الارتكاس المناعي هو ارتكاس دفاعي نوعي ضد الأجسام الغريبة التي تدخل الجسم من خلال أحياء دقيقة كالبكتريا والفيروسات أو من مركبات كيميائية. ويؤدي هذا الارتكاس إلى تشكيل خلايا وأضداد قاتلة للأجسام الغريبة أو مثبطة لعملها. يتشارك العديد من الوسائط الكيميائية والخلوية في آلية الارتكاس المناعي وضبط حوادثه، ويؤدي اختلال هذه الضوابط وراثياً، أو على نحو مكتسب إلى زيادة شدة الارتكاس المناعي أو نقصه، أو إلى توجه خاطئ للارتكاس ضد خلايا وجزيئات الجسم ذاته، وعلى ذلك تقسم أمراض الجهاز المناعي إلى:

- الأمراض الناجمة عن فرط التحسس.

- الأمراض الناجمة عن نقص المناعة.

- أمراض المناعة الذاتية.

ويدرس هذا البحث آلية الارتكاس المناعي والعوامل المشاركة فيه والأمراض الناجمة عن اضطرابه، والتغيرات الوظيفية والشكلية الحادثة في هذه الأمراض. كما يدرس آليات رفض الأعضاء المزروعة والتغيرات الوظيفية والشكلية لهذه الأعضاء عندما يرفضها الجسم.

و- الأورام: تنظم دورة حياة الخلايا الطبيعية من تكاثر وتميز وموات، ضوابط جينية متعددة يؤدي اضطرابها إلى تكاثر غير منظم للخلية محدثاً الأورام السليمة منها والخبيثة. هنالك أسباب وآليات عامة تؤدي إلى حدوث هذه التغيرات الجينية وإلى ظهور الأورام، كما أن لكلٍّ ورم أسبابه الخاصة. ويتناول هذا البحث دراسة أسباب السرطانات والتغيرات الجينية المؤدية إليها، وآلية حدوثها ووبائياتها، والاضطرابات المرضية العامة والموضعية التي تحدثها.

ز- الأمراض الوراثية وأمراض الولدان تدرس فيه:

- الأمراض الناجمة عن اضطرابات الجينات والصبغيات.

- أمراض الولدان الخلقية والمكتسبة.

- الوسائل المخبرية لتشخيص هذه الأمراض.

ح- الأمراض البيئية والغذائية: ويغطي هذا البحث:

- الأمراض الناجمة عن تلوث الهواء أو الناجمة عن المنتجات الصناعية والزراعية والمعادن.

- الأذيات الناجمة عن الأدوية العلاجية وتعاطي المخدرات والكحول والتبغ.

- الأذيات الناجمة عن عوامل فيزيائية كالصدمة الكهربائية والرضوض وارتفاع درجة الحرارة أو انخفاضها والحروق.

- الأمراض الناجمة عن اضطرابات التغذية، نقصاً أو إفراطاً.

ط - المبادئ العامة للآفات الخمجية: تنشأ الأخماج (الإنتانات) من دخول أحد الأحياء الممرضة الدقيقة (كالبكتريا والفيروسات والطفيليات والفطور) إلى الجسم مؤدية إلى أذيَّة وأعراض موضعية أو إلى أعراض عامة. ويُدرس في هذا البحث وبائيات هذه الأحياء وطرائق انتقالها إلى جسم الإنسان وانتشارها فيه وآليات إحداثها للأذيَّة وآليات استجابة الجسم لها، وطرائق طرحها منه، والتغيرات الوظيفية والشكلية التي تحدثها في النسيج.

2 - المرضيَّات التشريحية الخاصة: تتناول المرضيَّات التشريحية الخاصة أجهزة الجسم المختلفة كالجهاز الدموي والجهاز التنفسي والجهاز البولي والجهاز الهضمي والجهاز العصبي وغيرها، فتدرس الأمراض التي تصيب كلاً من هذه الأجهزة على حدة مراعية المكونات المرضية الأربعة آنفة الذكر في دراسة كل مرض؛ وهي الأسباب، والآلية المرضية، والتغيرات الوظيفية والشكلية، والمظاهر السريرية. ويعنى بالخاصة بدراسة جميع التغيرات الشكلية النسيجية والخلوية والبنيوية التي يتظاهر فيها المرض، إذ تؤلف معرفة هذه التغيرات المادة الأساس التي يرتكز عليها الطبيب المختص بالمرضيَّات التشريحية في الممارسة اليومية للمهنة.

الهدف العملي من دراسة المرضيَّات التشريحية

يستعمل المختص بالمرضيَّات التشريحية العلوم السابقة الذكر في تشخيص الأمراض وذلك لتوجيه العلاج أو مراقبة التطور المرضي أو الوقاية. ويتم هذا التشخيص بفحص جزء مستأصل جراحياً من النسيج المريض (خزعة biopsy )، أو فحص عضو مستأصل بأكمله، أو فحص عينة خلوية تؤخذ من مكان الآفة، أو بفحص الجسد بأكمله بفتح الجثة ودراستها autopsy.

بعد الفحص العياني تعالج العينة أو جزءٌ منها كيميائياً لمنع تحللها وتسهيل أخذ شرائح رقيقة منها، ثم تلون هذه المقاطع بأصبغة خاصة تسبب تبايناً لونياً بين مكوناتها النسيجية والخلوية، ثم تفحص مجهرياً.

ويعد المجهر الضوئي الأداة الأكثر استعمالاً لفحص النسج، ولكن قد يستخدم المجهر الإلكتروني أحياناً لرؤية العُضيَّات والتغيرات الخلوية الدقيقة، أو قد تجرى فحوص مناعية أو كيميائية وغيرها على النسج المستأصلة لمعرفة التغيرات الجينية والجزيئية لبنية الخلايا المريضة.

لا يمارس الطبيب المختص بالمرضيَّات التشريحية عمله هذا بمعزل عن الاختصاصيين الآخرين، فكثيراً ما يتطلب الأمر القيام بربط المعطيات السريرية بالموجودات المجهرية للوصول إلى التشخيص الصحيح.

ينضوي تحت المرضيَّات التشريحية عدة اختصاصات جانبية مثل الطب الشرعي forensic pathology الذي يهتم بالقضايا والتطبيقات القانونية للطب، والمرضيَّات الخلوية cytopathology التي تعتمد التغيرات الخلوية أساساً في التشخيص.

وقد كثرت المعلومات المتدفقة على علم المرضيَّات التشريحية، كمثلها من العلوم الأخرى، حتى صار الكثير من الأطباء العاملين فيه، ولاسيما في المراكز العلمية والجامعات؛ يختصون بإمراضيات جهاز واحد فقط من أجهزة الجسم طلباً للخبرة العالية والتناهي في دقة التشخيص لتقديم أفضل خدمة طبية ممكنة للمريض.

المرضيَّات السريرية ( أو علم المخبر)

هو علم تشخيص الأمراض بوساطة التحاليل المخبرية لسوائل الجسم - كالدم والبول- ولنسجه. ويتطلب هذا معرفة المكونات الخلوية والجزيئية والكيميائية الطبيعية، ومعرفة مقاديرها الطبيعية والتغيرات الحادثة في هذه المكونات في الأمراض المختلفة. كما يتطلب الإلمام بوسائل استقصاء هذه المكونات كماً ونوعاً، وضوابط الجودة في استقصائها وكيفية قراءة نتائج هذه الاختبارات، ومعرفة أسباب ازدياد مكون ما في الجسم أو نقصانه أو ظهوره أو زواله.

تتضمن المرضيَّات السريرية عدة علوم تقسم مدرسياً إلى ما يلي:

1 - الكيمياء السريرية: يحتوي مصل الدم على العديد من المركبات الكيميائية، يحافظ على مقاديرها الطبيعية فيه عمل أجهزة الجسم المختلفة، ويعكس تغير كمية مادة ما في المصل وجود خلل في وظيفة أحد هذه الأعضاء أو عددٍ منها. وقد يؤدي هذا التغير بحد ذاته إلى أمراض ثانوية أخرى. ولذا كان لمعايرة المواد الموجودة في دم المريض أهمية كبيرة في تشخيص الأمراض، ولا يخلو مصنف مريضٍ في أحد المستشفيات من نتائج العديد من هذه المعايرات الكيميائية. يهتم علم الكيمياء بدراسة المواد الكيميائية المختلفة التي توجد في الدم وسوائل الجسم الأخرى فيصنّفها بحسب تركيبها الكيميائي أو بحسب وظائفها ثم يدرس كلَّ مركب على حدة متناولاً تركيبه ووظيفته وآلية تشكيله وتخريبه أو طرحه والتغيرات المرضية التي قد تحدث في استقلابه أو كميته، والأمراض التي تؤدي إلى هذه التغيرات. ولما كانت المهمة الأساسية للمخبر هي معايرة هذه المواد فإن علم الكيمياء السريرية يعير اهتماماً بالغاً لدراسة طرائق معايرة هذه المواد الكيميائية وأجهزة معايرتها. ويضم علم الكيمياء السريرية دراسة ما يلي:

- المستقلبات الحيوية للجسم كالبولة والكرياتينين والأمونيا.

- شحوم الدم بأنواعها واضطرابات كل منها.

- بروتينات الدم بأصنافها المختلفة والأمراض المؤثرة فيها.

- السكريات: حيث يدرس الداء السكري والفحوص التي تجرى لتشخيصه ومراقبة تطوره كما تدرس أمراض السكريات الأخرى كاضطرابات الفروكتوز مثلاً.

- الإنزيمات السريرية: حيث تدرس آليات عمل هذه الإنزيمات وطرائق استقصائها على نحو عام، كما يدرس عمل كل إنزيم على حدة والأمراض التي تؤثر في كمياته في الدم أو التي تنجم عن نقصه وكيفية استقصاء هذه الأمراض.

- السموم: ويتضمن هذا البحث دراسة المخدرات والمواد التي يؤدي استعمالها إلى الإدمان كالمورفين والكوكائين، والسموم البيئية والجنائية والأمراض الناجمة عنها وكيفية كشفها مخبرياً. كما تدرس آلية استقلاب الأدوية وكيفية معايرتها في الدم بغية الحفاظ عليها ضمن المقادير العلاجية.

- المواد الدالة على وظائف الكلى كالماء والشوارد أو الداخلة في التوازن القلوي الحامضي كغازات الدم.

- المركبات الكيميائية الدالة على وظائف الكبد والصفراء كالبيلوروبين أو الناجمة عن تأذي الخلية الكبدية كالإنزيمات الكبدية والتغيرات الطارئة على كل منها في آفات الكبد المختلفة.

- معادن الدم وشوارده كالكلسيوم والنحاس والحديد الخ.

- الهرمونات والواسمات السرطانية (وهي المركبات التي يترافق وجودها وجود سرطانات معينة).

ويتضمن علم الكيمياء السريرية دراسة مواد كثيرة أخرى ومعايرتها، ولكن هذه المواد تدرج مدرسياً في بحوث المرضيَّات السريرية الأخرى كمركبات المتممة التي تدرج دراستها في علم المناعة ومركبات التخثر التي تدرج في علم الدم.

2 - دراسة البول وسوائل الجسم الأخرى، ويتضمن:

أ- البول، ويُدرس فيه:

- آلية تشكله ومكوناته الكيميائية والخلوية.

- طرائق فحصه عيانياً ومجهرياً وكيميائياً.

- اضطرابات مكوناته والأمراض المحدثة لهذه التغيرات.

- تركيب الحصيَّات البولية وآلية تشكلها وتحليلها.

- فحصه لتحري الآفات الاستقلابية الوراثية.

ب- السائل الدماغي والسائل الزليلي وسوائل المصليات: ويتناول هذا البحث مكونات كل من هذه السوائل الخلوية منها والكيميائية، والتبدلات المرضية التي تطرأ عليها. كما يدرس كيفية بزل هذه السوائل، ووسائل فحصها، والدلائل السريرية للتغيرات الحادثة فيها.

ج- السائل السلوي، ويدرس فيه:

- آلية تشكل السائل السلوي وفيزيولوجيته ومكوناته الخلوية والكيميائية.

- الفحوص الجينية والكيميائية التي تجرى عليه لكشف الآفات الجينية والتطورية والاستقلابية.

- تغيرات السائل السلوي الحادثة بالأخماج الجنينية وكيفية استقصائها مخبرياً.

د- السائل المنوي: تدرس مكونات السائل المنوي الخلوية والكيميائية وفيزيولوجيته والتحاليل المخبرية التي تجري عليه، ودلائل نتائج هذه الفحوص السريرية، ولاسيما في تحري الإخصاب وأمراضه.

هـ- سوائل الجهاز الهضمي:

- تدرس المحتويات المعدية والإثني عشرية والإفرازات المعثكلية والهضمية المختلفة وكيفية تحريها مخبرياً، والأمراض المؤثرة فيها.

- كما تدرس الفحوص المخبرية التي تجري على البراز لتحري آفات سوء الامتصاص والإسهالات ونزوف الجهاز الهضمي.

3 - أمراض الدم والتخثر: يهتم هذا العلم بدراسة خلايا الدم من كريات حمر وبيض وصفيحات كما يدرس الأعضاء التي تتشكل فيها هذه الخلايا كنقي العظام والأعضاء التي توجد فيها كالعقد اللمفاوية والتي تتخرب فيها كالطحال، وغالباً ما تركز المرضيَّات السريرية على أمراض مكونات الدم الخلوية ونقي العظام تاركةً دراسة اضطرابات النسج اللمفية والطحال للمرضيَّات التشريحية.

يبدأ هذا العلم بدراسة المكونات الخلوية الطبيعية في الدم ونقي العظام وآلية تشكل هذه الخلايا ودورة حياتها ومواتها والعوامل المؤثرة في ذلك. كما تدرس وظائف كل من هذه الخلايا وصفاتها الشكلية والبنيوية ومقاديرها الطبيعية. ثم يدرس:

- طرائق استقصاء المكونات السابقة كماً ونوعاً وشكلاً ووظيفةً، والأدوات والأجهزة المستخدمة في هذه الفحوص.

- اضطرابات الكريات الحمر، وتتضمن فاقات الدم الناجمة عن نقص تكون الكريات الحمر كالتي ترى في عوز الحديد، أو التي تنجم عن زيادة تحطم الكريات الحمر كما في فقر الدم المنجلي. والأمراض المؤدية إلى زيادة عدد الكريات الحمر في الدم السليمة منها والخبيثة.

- اضطرابات الكريات البيض ويتضمن دراسة:

* الاضطرابات السليمة للكريات البيض، الكمية منها والوظيفية، والأمراض المؤدية إلى هذه التغيرات.

* الأمراض الخبيثة في الكريات البيض مثل ابيضاضات الدم واعتلال الخلايا البلازمية وغيرها.

- اضطرابات التخثر: ويدرس فيها:

* كيفية تشكل الصفيحات وآلية عملها والأمراض المؤدية إلى زيادتها أو نقصها أو المؤثرة في بنيتها ووظيفتها، الوراثية منها والمكتسبة، والفحوص المخبرية المتوفرة لتشخيص هذه التغيرات.

* آلية التخثر والعوامل الكيميائية والخلوية المساهمة في عملية التخثر والمنظمة لها، وأمراض التخثر الوراثية والمكتسبة، وآليتها الإمراضية، وأعراضها وطرائق تشخيصها مخبرياً.

4 - الزمر الدموية: يدخل في تركيب جدار الكريات الحمر جزيئات يختلف بعضها عن بعض من فئة بشرية إلى أخرى، وتعدّ هذه الجزيئات الأساس الذي تبنى عليه الزمر الدموية blood groups المختلفة. ولكي يتم نقل دمٍ من (معطٍ) سليم إلى مريض (آخذ) كان لازماً أن يكون لكلٍّ منهما زمر دموية غير متنافرة. فإن لم يتوفر هذا التجانس فإن المريض سوف يرتكس للدم المُعطي ارتكاساً قد يؤدي إلى انحلال الدم وظهور أعراض سريرية قد تكون مميتة.

يهتم المختصون في بنك الدم بدراسة كيفية إجراء نقل الدم أو أحد مكوناته على نحوٍ سليمٍ ومن دون حدوث مضاعفات مرضية. ويتطلب هذا معرفة الجزيئات المختلفة المشكلة للزمر الدموية، وخواص كلٍّ من هذه الزمر، ومعرفة قابلية هذه الجزيئات لإحداث أضداد إن نقلت إلى مريض لا يحوي هذه الجزيئات (المستضدات)، وشدة التفاعل المستضدي الضدي الذي قد تحدثه .

كما يُدرس في بنك الدم:

- الوسائل المخبرية لكشف الزمر الدموية وأضدادها.

- كيفية انتقاء المتبرعين بالدم، وطريقة أخذ الدم منهم، والمضاعفات المرضية التي قد تحدث لهم في أثناء الفصادة.

- الفحوص التي تجرى على دم المتبرع لمعرفة خلوه من الأمراض وصلاحيته للنقل.

- كيفية فرز الدم حسب مكوناته الوظيفية (كريات حمر، كريات بيض، صفيحات، مصل.. وغيرها)، وكيفية حفظ هذه المكونات، واستطبابات إعطاء كل منها وكيفية إعطائها ومقاديرها.

- الفحوص المخبرية التي تجرى على الدم المراد نقله، وعلى دم المريض قُبيل نقل الدم للتأكد من توافق زمر الدمين وصلاحية النقل.

- كيفية نقل الدم إلى المريض، والعوامل المؤثرة في إتمام هذا النقل بنجاح، وكيفية مراقبة المريض سريرياً في أثناء النقل وبعده للتأكد من عدم حدوث أيّ مضاعفات مرضية.

- المضاعفات السريرية التي قد تنجم عن نقل الدم كانحلال الدم أو الارتكاسات اللاانحلالية، وآليات كل منها وأعراضها، وطرائق تقصيها مخبرياً والوقاية منها وعلاجها.

- كيفية نقل الخلايا الجذعية stem cells ومعوضات الدم الاصطناعية.

5 - المناعة والآفات المناعية: يؤدي دخول جسم أجنبي جسم الإنسان إلى تحريض الجهاز المناعي لمكافحته وتثبيط عمله، ولهذا الارتكاس المناعي نوعان، خلوي وخلطي. يؤدي الأول إلى تفعيل خلايا قاتلة للجسم الأجنبي، وأما الثاني فيؤدي إلى تشكيل أضدادٍ نوعية تتحد بجزيئات الجسم الأجنبي، وهذا الاتحاد بين المستضد والضد يؤدي إلى تفعيل عدة مركبات كيميائية مثل المتممة complementary وغيرها مؤديةً إلى تخريب الجسم الغريب. ويهتم علم المناعة بدراسة:

- الجهاز المناعي وآلية الاستجابة المناعية الخلوية منها والخلطية، والعوامل الخلوية والكيميائية المشاركة فيها.

- الفحوص المخبرية التي تجرى لمعايرة المناعة الخلوية والخلطية، واستطبابات إجراء هذه الفحوص في السريريات.

- الأمراض التي تؤدي إلى اضطراب المناعة الخلوية أو الخلطية.

- الأمراض التي لها آليات أو مظاهر مناعية مثل الحمى الرثوية وآفات المناعة الذاتية مثل فقر الدم الوبيل pernicious anemia، وأمراض الحساسية (الأرجية) allergic diseases، إذ تُدرس آليات هذه الأمراض وأعراضها وطرائق استقصائها.

وكما يحتاج نقل الدم إلى توافق الزمر الدموية بين دم المعطي والآخذ فإن نقل الأعضاء يحتاج إلى توافق في الزمر النسيجية. ويدرس علم المناعة جينات الزمر النسيجية التي تُدعى بمعقد التوافق النسيجي الكبير major histocompatibility complex، وآلية عمل هذا المعقد، وتصنيف مستضداته وتركيبها الجزيئي ومنظماتها والأسس المخبرية لاستقصائها، وكيفية فحص توافق الزمر النسيجية بين المعطي والآخذ عند نقل الأعضاء.

6 - أمراض الأحياء الدقيقة microbiology diseases: وهنا يكمن دور المرضيَّات السريرية في كشف العامل المسبب لهذه الأمراض، ويتم ذلك:

- إما بمعرفة العامل المسبب من مواصفاته الشكلية، كما في كشف معظم الطفيليات التي يبحث عنها أو عن أكياسها أو بيوضها في البراز أو في الدم أو في النسج، ويعرف كل منها من شكله الخارجي.

- أو بعزل العامل الممرض في سلسلة من أوساط الزرع المختلفة، ثم يتم معرفة العامل الممرض من معرفة قابلية نموه في هذه الأوساط، أو من شكل مستعمراته، أو من نوعية التغيرات التي يحدثها في أوساط زرعه المختلفة، أو من إجراء اختبارات حيوية أو كيميائية على مستعمراته لمعرفة قدراته الوظيفية أو بعض مكوناته الخلوية. وهذه الطرائق هي المعتمدة في كشف هوية معظم البكتريا الممرضة وبعض الفيروسات.

- أو بكشف أحد مركبات العامل الممرض الجزيئية في الدم أو في النسج كما في التهاب الكبد بالفيروسة الكبدية B إذ ترى مكونات هذه الفيروسة HBs Ag و HBe Ag في مصل المريض.

- أو بكشف الأضداد النوعية التي يشكلها الجسم لهذا العامل الممرض؛ كما في كثير من أمراض الفيروسات.

وهناك أساليب أخرى أقل استعمالاً لكشف هذه العوامل الممرضة.

ويدرس علم الأحياء الدقيقة جميع الفيروسات والبكتريا والفطريات والطفيليات الممرضة وغيرها متطرقاً إلى الأمراض التي تنجم عن أفراد كل من هذه الفئات ووبائياتها وآليات أمراضها وأعراضها، ويفصل في طرائق استقصائها بدءاً من نوعية العينة اللازمة لكشف وجود العامل الممرض، وكيفية عزله وصفاته الشكلية والفيزيولوجية والكيميائية. كما يدرس طرائق استجابة الجسم للعامل الممرض من تشكيل أضداد نوعية أو أشكال التهابية خاصة به، والوسائل المخبرية لقياس حساسية بعض العوامل المرضية كالبكتريا للمضادات (الصادات) الحيوية المختلفة ومعايرة هذه المضادات في الدم، وذلك يساعد على انتقاء الدواء الأكثر فعالية لمكافحة البكتريا الممرض، وتراقب كميات الدواء بالدم لإبقائها ضمن الحدود العلاجية.

7 - المرضيَّات الجزيئية الجينية: منذ اكتشاف بنية الحمض الريبي النووي المنقوص الأكسجين(DNA) deoxyribonucleic acid  في القرن الماضي تراكمت المعلومات وازدادت الوسائل المخبرية عدداً ودقةً لدراسة أجزاء هذا المعقد وتسلسل فقراته الكيميائية. ولما كان هذا التسلسل يختلف من شخص إلى آخر ويتغير في الأمراض الوراثية وفي الخلايا الورمية، ولما كان لكلٍّ من البكتريا والأحياء الأخرى بصمته الخاصة من الدنا DNA؛ فقد نشأ علم خاص من دراسة هذه البصمات الجزيئية هو المرضيَّات الجزيئية الجينية ويتضمن هذا العلم:

- دراسة مبادئ استقصاء التركيب الجزيئي للدناDNA والحمض النووي الريبي ribnucleic acid (الرنا RNA) وطرائقهما بدءاً من جمع العينات وتحليلها حتى قراءة نتائجها.

- بحث التطبيقات العملية لهذا العلم في دراسة السرطانات الدموية وغير الدموية وتشخيصها.

- تشخيص الآفات الخمجية للبكتريا والفيروسات بكشف وجود حموضها النووية في نسج المرضى وسوائلهم.

- دراسة الزمر النسيجية جينياً، والتطبيقات العملية لهذه الدراسة في زرع الأعضاء.

- كشف الأمراض الوراثية وتشخيصها.

- توظيف المرضيَّات الجزيئية لحل معضلات الطب الشرعي كمعرفة الآباء أو المجرمين أو ضحاياهم.

8 - العلوم الفنية والإدارية: لا يكتمل علم المخبر من دون معرفة فنية وإدارية مخبرية تتضمن:

- معرفة دقيقة بمبادئ طرائق الاستقصاء والآلات والأدوات المستخدمة في الفحوص المخبرية المختلفة اليدوية منها والآلية.

- معرفة جيدة بأسس مراقبة الجودة quality control العامة منها – للمخبر والعاملين فيه – أو الخاصة بكل جهاز أو فحص مخبري ويتضمن ذلك حسابات الحساسية والنوعية والدقة accuracy المداورة precession والقيمة التنبؤية predictive value، وغيرها من المعايير.

- معرفة جيدة بكيفية تسخير الحاسوب لنقل النتائج المخبرية اليدوية منها والآلية، من الأقسام أو الأجهزة المخبرية المختلفة إلى الأطباء وأقسام المستشفيات المختلفة، إلكترونياً أو ورقياً.

- معرفة انتقاء الأجهزة الملائمة لنوعية الفحوص المجراة وكميتها في المخابر ذات الوظائف والأحجام المختلفة ومعرفة صيانتها.

- معرفة إدارة الفنيين والمختصين والعاملين في المخبر .

- الدراية بالقوانين الوضعية الحكومية والمؤسساتية التي تحكم كيفية عمل هذه المخابر.

- معرفة إجراء دراسات اقتصادية دقيقة للموازنة بين الريع والكلفة لكل فحص مخبري على حدة وللمخبر ككل، وكيفية الملاءمة بين متطلبات الأطباء السريريين والمجتمع الذي يخدّمه المخبر وبين الإمكانات الفنية والمادية المتوافرة لهذا المخبر.

وكلُّ هذه الأمور هي جزء مهم في الطب المخبري، وتدرّس بوصفها علوماً أساسية من جملة علومه.

الهدف العملي من دراسة المرضيَّات السريرية وعمل المخابر

الهدف من عمل المخبريين هو مساعدة الأطباء المعالجين في:

1 -إثبات وجود مرض ما أو نفي وجوده.

2 -وضع خطة للمعالجة المرضية.

3 -مراقبة التطور المرضي.

4 -وضع إنذار المرض.

5 -تحري الأمراض من خلال المسح المرضي.

تختلف المخابر في حجومها والفحوص التي تجريها، وعدد الفنيين العاملين فيها تبعاً للمجتمعات أو المؤسسات التي تخدمها. فالمخابر الصغيرة التي ترى في المستوصفات الطبية والمستشفيات الصغيرة قد تقتصر على عدد قليل من الفنيين وعدد محدود من الأجهزة والفحوص التي تجرى فيها. أما مخابر المستشفيات الجامعية والمخابر المرجعية فتضم العشرات من الفنيين ذوي الكفاءات المختلفة، وتجرى فيها مئات الفحوص المخبرية الشائعة منها والنادرة.

ويبدأ عمل كل مخبر من قسم الفصادة ومكان تجميع العينات، ثم تفرز العينات إلى أقسام المخبر المختلفة تبعاً للفحوص المطلوبة، وهناك تجرى الفحوص وتدخل نتائجها مباشرة في الحاسوب المركزي ثم توزع النتائج على الأطباء والمرضى.

وخلاصة القول إن المرضيَّات علم ذو قاعدة طبية واسعة يتطرق إلى مختلف علوم الطب البشري، ولكنه يهتم – على نحو خاص- بكشف الأمراض وتشخيصها مخبرياً.

مراجع للاستزادة:

- V. Kumar, A. K. Abbas, N. Fausto, and J. ASTER, Robbins and Cotran Pathologic Basis of Disease, Elsevier Health Sciences, 2009.

- R. A. Mcpherson, M. R. Pincus, and A. M. Richard, Henry’s Clinical Diagnosis and Management by Laboratory Methods, W.B. Saunders, 2006.


التصنيف : الأمراض الوراثية
النوع : الأمراض الوراثية
المجلد: المجلد الثالث
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58491280
اليوم : 63794

أثر باشن ـ باخ

تقع المدرسة الأحمدية في حي الجلوم الكبرى في زقاق بني الجلبي، "جادة عبد الله سلام" حالياً أمام باب جامع البهرمية الشرقي في حلب، منطقة عقارية (7) محضر (3064). أنشأها أحمد أفندي بن طه زادة الشهير بالجلبي سنة 1165هـ/1751م وفقاً للكتابات الموجودة فوق بابيها (الخارجي والداخلي) وفوق باب القبلية.

المزيد »