logo

logo

logo

logo

logo

الأشعة (الوقاية من -)

اشعه (وقايه من )

Radiation protection - Radioprotection

الأشعة (الوقاية من-)

رياض شويكاني

نظام الوقاية الإشعاعية

تطبيق نظام الوقاية الإشعاعية

أنواع التعرض الإشعاعي

 

ينطوي التعرض للأشعة المؤينة ionizing radiation - سواء من مصادر طبيعية أم صنعية - على ضرر قد يصيب الأفراد والممتلكات والبيئة. لذلك من الضروري وضع نظام للوقاية الإشعاعية radiation protection يرتكز على أسس اجتماعية وعلمية واضحة، ويهدف إلى تحقيق مستوى مناسب من الوقاية الإشعاعية يقي الكائنات الحية من أخطار التعرض لزيادتها.

عُرِّفت الوقاية الإشعاعية بأنها علم وممارسة الحد من أذى الأشعة على البشر. تستمد المعلومات المستخدمة في تقدير خطورة الأشعة المؤينة من التحريات التفصيلية للحوادث الإشعاعية، ومن الدراسات الوبائية طويلة الأمد للسكان المعرضين للإشعاع كالناجين من الانفجار النووي في هيروشيما وناكازاكي في اليابان عام 1945. تقوم منظمتان رئيسيتان هما: اللجنة العلمية للأمم المتحدة حول آثار الإشعاع الذري United Nations Scientific Committe on the Effects of Atomic Radiation (UNSCEAR) والهيئة الاستشارية لتقدير الآثار البيولوجية للأشعة المؤينة Committee on the Biological Effects of Ionizing Radiation (BEIR) في الولايات المتحدة؛ بجمع البيانات ذات الصلة وتلخيصها وإصدار تقارير مفصلة عن النتائج التي تم التوصل إليها، ومن ثم تُقيّم هذه النتائج وتُقارن بهدف الوصول إلى تقديرات المخاطر التي يمكن أن يبنى عليها نظام الوقاية الإشعاعية. ومن ثم توضع التوصيات اللازمة بناء على تقديرات المخاطر من قبل اللجنة الدولية للوقاية الإشعاعية International Commission on Radiolgical Protection (ICRP) والوكالة الدولية للطاقة الذرية International Atomic Energy Agency (IAEA).

ينطوي التعرض للأشعة المؤينة على نوعين من الآثار الصحية: ضرر حتمي لا يظهر إلا إذا تجاوزت الجرعة المتلقاة حداً معيناً، وضرر عشوائي قد يحدث حتى من أصغر الجرعات. ونظراً لوجود عتبة للآثار الصحية الحتمية؛ فإن من الممكن تجنبها بوضع حد لجرعة الأفراد. ولكن لا يمكن تجنب الآثار العشوائية كاملة لعدم وجود عتبة لها. لذلك فالهدف الأساسي من الوقاية الإشعاعية هو منع الآثار الحتمية بإبقاء الجرعات دون عتبتها، وتقليل نشوء الآثار العشوائية باتخاذ جميع الإجراءات الوقائية اللازمة. كما يمكن الحد من تعرض الأفراد إما بالتحكم بالمصدر مباشرة، أو بالتحكم بالبيئة والأشخاص المتعرضين. والأسلوب الأول هو الأكثر شيوعا،ً وهو يؤثر في جميع مسارات التعرض والأفراد المتعرضين، حتى إنه يمكن في الحالة الحدية إيقاف استخدام المصدر إن لزم الأمر. أما الأسلوب الثاني فقد يكون له آثار اجتماعية لا يستهان بها، ولكن هناك بعض الحالات التي يكون فيها هذا الأسلوب الإمكان الوحيد المتاح (حالات الحوادث).

نظام الوقاية الإشعاعية

يبنى نظام الوقاية الإشعاعية على ثلاثة مبادئ أساسية: التبرير والاستمثال optimization وحدود الجرعة.

1 - تبرير الممارسة:

ويعني أنه لا يجوز القيام بأي ممارسة تنطوي على تعرض إشعاعي ما لم تؤد إلى نفع كاف للأشخاص المتعرضين أو المجتمع؛ يفوق الضرر الإشعاعي الذي قد تحدثه.

2 - استمثال الوقاية:

بعد تبرير ممارسة ما والشروع بها يجب النظر في إمكانية الاستفادة المثلى من الموارد المتاحة لتقليل الضرر الإشعاعي للأفراد وللمجموع. ويعني ذلك أن تكون جرعة الأفراد وعدد الأشخاص المتعرضين واحتمال حدوث التعرضات الكامنة؛ أقل ما يمكن بلوغه على نحوٍ معقول مع مراعاة العوامل الاقتصادية والاجتماعية. وهذا ما يسمى بمبدأ «ألارا»As Low As Reasonably Achievable (ALARA).

3 - حدود الجرعات الفردية:

بعد تبرير الممارسات واستمثالها بصورة فعالة، تبقى هناك حالات قليلة يجب فيها تطبيق حدود جرعة على الأفراد لمنع الضرر الفردي الذي قد ينتج من تراكم الممارسات. فحد الجرعة هو الحد الفاصل بين درجتي «غير مقبول» و«يمكن السماح به» مع إيضاح أنه لا توجد حدود جرعة في التعرض الطبي لأن الإجراءات الطبية عادة تنطوي على فائدة مباشرة للفرد المتعرض. لذلك في حالات التعرض الطبي فقط يبرر التعرض ويُأمثل، فيما تطبق حدود الجرعة على المتعرضين (المهني والجمهور). يعرف كل من التعرض المهني والطبي والجمهور والكامن بما يلي:

- التعرض المهني: وهو تعرض الشخص في مكان العمل وبصورة رئيسة نتيجة العمل الذي يقوم به.

- التعرض الطبي: ويقصد به تعرض الأفراد خلال التشخيص أو العلاج الإشعاعي، ويشمل أيضاً التعرضات غير المهنية التي يتعرض لها أفراد بمحض إرادتهم ومعرفتهم من خلال قيامهم بمساعدة مرضى قيد التشخيص أو العلاج، كما يشمل تعرض المتطوعين في برامج بحث طبي أو بيولوجي.

- تعرض الجمهور: وهو تعرض الشخص بطريقة غير تعرضه المهني أو الطبي.

- التعرض الكامن: هو التعرض المحتمل من دون وجود يقين بأن هذا التعرض سيحدث فعلاً.

تطبق المبادئ الثلاثة السابقة معاً للسيطرة على الممارسات المقترحة أو القائمة. ويجب عدم استخدام أي منها منعزلاً عن المبدأين الآخرين، ويبين الجدول (1) حدود الجرعة الحالية الموصى بها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

الجدول (1): حدود الجرعة الموصى بها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية

International Basic Safety Standards for Protection against Ionizing Radiation and for the Safety of Radiation Sources”, IAEA, Vienna, 2011

جرعة فعالة (ميلي سيفرت في السنة)

حد الجرعة المهني

حد الجرعة للجمهور

العمال فوق 18 سنة

المتدربون 16-18

20 مأخوذة وسطياً على خمس سنوات متتالية و50 في سنة واحدة.

6

1

جرعة مكافئة (ميلي سيفرت في السنة)

عدسة العين

20 مأخوذة وسطياً على خمس سنوات متتالية و50 في سنة واحدة.

20

15

الأطراف أو الجلد

500

150

50

 

أما بالنسبة إلى التعرض الداخلي في التعرض المهني فتعرف حدود اندخال سنوية annual limit on intake (ALI) تستند إلى جرعة فعالة مودعة حدها 20 ميلي سيفرت. ويعرف حد الاندخال السنوي على أنه اندخال نكليد مشع معين عن طريق الاستنشاق أو الابتلاع أو الامتصاص خلال الجلد أو الجرح والذي يؤدي إلى جرعة سنوية فعالة مساوية لحد الجرعة المناسب (يقدر بالبكرل Bq).

تتخذ جميع الإجراءات اللازمة عند تعرض المرأة الحامل للإشعاع لحماية الجنين كونه من عموم الناس. وإذا أخذ بالحسبان أن التعرض المهني العادي للأم لا يؤدي إلى أضرار حتمية للجنين خلال الأسابيع الثلاثة الأولى من الحمل، وأن المرأة ينبغي أن تعرف بعد هذه المدة ما إذا كانت حاملاً أم لا، فإنه يجب على المرأة العاملة إبلاغ رب العمل عند علمها بحملها مباشرة، وبعدها يجب الحد من تعرضها بحيث لا تتجاوز الجرعة المكافئة للبطن 2 ميلي سيفرت خلال باقي فترة الحمل، كما يحدد التعرض الداخلي بـ20 /1 من حد الاندخال السنوي ALI.

في حالات الحوادث يستند نظام الوقاية الإشعاعية في التدخل إلى المبدأين التاليين:

1) تبرير التدخل: يجب أن يؤدي التدخل إلى نفع يفوق الضرر المرتبط بالتدخل. أي يجب أن تكون الفائدة من تقليل الجرعات كافية لتبرير الضرر والتكاليف المحتملة بما في ذلك التكاليف الاجتماعية، ولاسيما أن التدخل قد يؤدي إلى آثار اجتماعية لا يستهان بها.

2) استمثال التدخل: يجب استمثال شكل التدخل ومقداره وزمنه بحيث يكون النفع أعظمياً.

يجب تطبيق مبدأي التبرير والاستمثال على كل إجراء من إجراءات التدخل على حدة، وليس على التدخل ككل.

لا يجوز أن يتعرض العاملون المشاركون في الاستجابة لحالات الطوارئ لجرعة تتجاوز حد الجرعة السنوية القصوى المسموح بها للعاملين الإشعاعيين (التي تبلغ 50 ميلي سيفرت في سنة واحدة) إلا في الحالات التالية:

1 - لإنقاذ حياة الأشخاص أو تجنب إصابات شديدة.

2 - للقيام بعمليات تهدف إلى تجنب جرعة تجميعية كبيرة.

3 - لمنع حدوث حالات كوارث.

ففي الحالة الثانية يجب بذل الجهود اللازمة لئلا تتجاوز جرعة القائمين بالتدخل ضعفي الحد السنوي المسموح به (100 ميلي سيفرت). وعندما تكون عملية التدخل بقصد الحالتين الأولى والثالثة فيجب ألا تتجاوز الجرعة عشرة أضعاف الحد المذكور (500 ميلي سيفرت).

كما يجب أن تكون مشاركة العاملين القائمين بالتدخل - الذين يمكن أن يتجاوز تعرضهم حد الجرعة السنوية القصوى - طوعيةً، ويتم تعريفهم بالمخاطر الصحية التي ينطوي عليها قيامهم بهذا العمل، وأن يتم إجراء الفحوصات الطبية اللازمة لهم بعد انتهاء الحالة الطارئة.

تطبيق نظام الوقاية الإشعاعية

تعتمد الوقاية الإشعاعية على نواحٍ فنية مثل زمن التعرض والمسافة والتدريع…إلخ وعلى نواحٍ بشرية مثل تدريب العاملين واتبّاعهم إجراءات عمل دقيقة…إلخ. ويتبين من تحليل الحوادث الإشعاعية أن العوامل البشرية هي الأكثر أهمية في الوقاية الإشعاعية. وتقع مسؤولية تأمين الوقاية الإشعاعية أساساً على عاتق رب العمل في حين يجب على العاملين الالتزام بمتطلبات الوقاية وإجراءات العمل المفروضة. كما تتحمل الدولة مسؤولية وضع نظام الوقاية الإشعاعية ومراقبة تنفيذه.

أنواع التعرض الإشعاعي

يعتمد مقدار الجرعة الإشعاعية التي يتعرض لها الفرد على العديد من العوامل منها نوع التعرض. فيمكن أن يصنف التعرض بحسب المصدر فيكون التعرض خارجياً (أي التعرض لمصادر مشعة موجودة خارج الجسم) أو داخلياً (أي التعرض لمصادر داخل الجسم). ففي حالات التعرض الخارجي تتناسب الجرعة التي يتلقاها العاملون طرداً مع زمن التعرض وعكساً مع مربع البعد عن المصدر. لذلك فلا بد لضمان الوقاية من تخفيض زمن التعرض إلى أدنى حد ممكن وجعل البعد عن المصدر أكبر ما يمكن. ويتم هذا بتصميم مكان العمل جيداً ووضع إجراءات عمل ملائمة. كما يمكن خفض التعرض الإشعاعي باستخدام التدريع المناسب من الرصاص أو الإسمنت أو المواد الأخرى المناسبة لنوع الإشعاع. فمثلاً يلزم تدريع جدران غرف الأشعة السينية بما يكافئ 2 - 4 ملم من الرصاص بحسب أبعاد الغرفة وجوارها في حين لا بد من أن يكون تدريع منشأة تشعيع صناعية تستخدم فيها عشرات الآلاف كوري من الكوبالت بجدران إسمنتية ثخانتها قد تصل حتى مترين. وعلى العكس من ذلك تكفي طبقة ورقية رقيقة لإيقاف أشعة ألفا كونها ضعيفة الاختراق.

أما في حالات التعرض الداخلي الذي يحصل عند التعامل مع نظائر مشعة مفتوحة، فيلزم اتخاذ التدابير اللازمة لمنع التلوث الإشعاعي، ومنع اندخال intake النظائر المشعة إلى الجسم بارتداء الألبسة الوقائية واتباع إجراءات العمل المناسبة. فمثلاً عند التعامل مع اليود I131 يجب أن يتم العمل ضمن خزانة مزودة بساحبة هواء لمنع استنشاق اليود المتطاير، كما أنه عند التعامل مع مواد مشعة مفتوحة سائلة يجب تجهيز مكان العمل لمنع انسكاب المادة المشعة وتوفير أدوات معالجة الانسكاب فيما لو حصل ذلك؛ مثل القفازات والورق النشاف…إلخ.

أما العوامل البشرية في العمل الإشعاعي فهي مهمة جداً لضمان الوقاية، وتشمل تدريب العاملين وكفاءتهم، ووجود إجراءات عمل مكتوبة ومدروسة بدقة، واتباع الإدارة السليمة التي تحدد المسؤوليات وخطوط السلطة بوضوح إضافة إلى اتبّاع نظام ضمان جودة ملائم وتعزيز ما يسمى ثقافة الأمان.

وأخيراً يجب التنويه إلى أنه هناك عدة مستويات من المتطلبات التي يجب استيفاؤها من أجل السيطرة على الخطورة الناجمة عن التعرضات الإشعاعية وهي:

- المتطلبات الرقابية: تختلف صيغة القوانين والتشريعات وتنفيذها من بلد إلى آخر. وتكون القوانين أداة ربط بين توصيات الهيئة الدولية للوقاية الإشعاعية وتنفيذها في مكان العمل. فيجب على السلطة الرقابية في البلد (وكالة أو جهة حكومية) أن تكون مسؤولة عن منع الممارسات غير المبررة. ويجب أن تضع القوانين لمعايير وقاية مُرضية يمكن تطبيقها على كل الممارسات المبررة.

- المتطلبات الإدارية: من المستحيل على العاملين تنفيذ معايير أمان مُرضية من دون الدعم والتدخل المباشر من قبل الإدارة. ولذلك يجب وضع تنظيم إداري رسمي للتعامل مع أمور الوقاية الإشعاعية خصوصاً. فمن المسؤوليات الرئيسية لهذه الإدارة تشجيع السلوك الجيد فيما يتعلق بقضايا الأمان والتأكيد على أن الأمان مسؤولية شخصية. إضافة إلى ذلك يجب على الإدارة استمثال الوقاية عن طريق تحديد المسؤوليات بوضوح وتوفير تعليمات تشغيل بسيطة وواضحة. ويجب أن تأخذ أيضاً بالحسبان التعرضات الكامنة وتوفير نظام تحليل أمان يحدد أسباب الحوادث ويحد من احتمالاتها وآثارها.

- المتطلبات التشغيلية: إضافة إلى متطلبات الرقابة والإدارة من الضروري التحكم في مستوى التشغيل لضمان ممارسة آمنة في مكان العمل. حيث يجب أن تتضمن اعتبارات الممارسة أموراً مثل: التخزين والنقل والإدارة الآمنة للمواد المشعة والنفايات، واستعمال عوامل الزمن والمسافة والتدريع لتقليل التعرض الإشعاعي، إضافة إلى استعمال مبدأ الاحتواء للحد من انتشار المواد المشعة إلى أماكن العمل والبيئة المحيطة عامةً.

مراجع للاستزادة:

- IAEA, International Basic Safety Standards for Protection against Ionizing Radiation and for the Safety of Radiation Sources, IAEA, Vienna, 2011.

- K. A .Camphausen and R. C. Lawrence, Principle of Radiation Therapy, 2008.

- National Research Council, Health Risk from Exposure to Low Levels of Ionizing Radiation, 2006.

 - WHO Ionizing Radiation, Geneva, 2011.

 


التصنيف : الفيزياء النووية
النوع : الفيزياء النووية
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1055
الكل : 58492162
اليوم : 64676

التقانات النانوية في الهندسة المدنية والبناء

باختين (ميخائيل ـ) (1895 ـ 1975م)   ميخائيل باختين  Mikhail Bakhtin فيلسوف ولغوي ومنظر أدبي روسي (سوفييتي). ولد في مدينة أريول. درس فقه اللغة Philology  وتخرج عام 1918. وعمل في سلك التعليم وأسس «حلقة باختين» النقدية عام1921. اعتقل عام 1929 بسبب ارتباطه بالمسيحية الأرثوذكسية، ونفي إلى سيبيرية مدة ست سنوات. بدأ عام 1936 التدريس في كليّة المعلمين في سارانسك. ثم أصيب بالتهاب  أدّى إلى بتر ساقه اليسرى عام 1938. عاد باختين بعدها إلى مدينة ليننغراد (بطرسبرغ)، وعمل هناك في معهد تاريخ الفن، الذي كان أحد معاقل «الشكلانيين» الروس، ثم عاد إلى سارانسك حيث عمل أستاذاً في جامعتها. استقر منذ عام 1969في كليموفسك (إحدى ضواحي موسكو) بعد أن تدهورت صحته وراح يكتب في مجلاتها وخاصة «قضايا الأدب» Voprosy Literatury و«السياق» Kontekst.
المزيد »