logo

logo

logo

logo

logo

الأعشاب الضارة (إبادة-)

اعشاب ضاره (اباده)

Weed-killing - Désherbage

الأعشاب الضارة (إبادة -)

غسان إبراهيم

الطرائق التقليدية
الطرائق الحديثة في مكافحة الأعشاب الضارة

 

تعدُ مكافحة الأعشاب weed control أو إبادتها من العمليات الزراعية المهمة والمكمِّلة لغيرها، والتي يجب تنفيذها دورياً مع كل محصول للتخلص جزئياً أو كلياً من أنواع الأعشاب التي ترافقه لكونها تقلل من مردوده. ونظراً لتعدد أنواع الأعشاب الضارة الحولية والمعمرة، يتطلب نجاح مكافحتها معرفة الخصائص الحيوية والبيئية لظروف إنبات ونمو كل نوع من الأنواع، وتطبيق أكثر من طريقة مكافحة في بعض الحالات.

1 - الطرائق التقليدية:

المكافحة الكيمائية

تعتمد على استخدام مبيدات الأعشاب في المكافحة قبل زراعة بذور المحصول أو بعدها، أو قبل ظهور البادرات فوق سطح التربة، أو بعد تقدم نباتات المحصول في طور النمو (الشكل 1).

الشكل (1): عملية رش مبيدات الأعشاب في برنامج المكافحة الكيميائية

من أهم مميزات استخدام المبيدات فعاليتها الجيدة في القضاء على جميع أنواع الأعشاب الضارة في طور النباتات الفتية (الزوجان الأول والثاني من الأوراق الحقيقية). وهي تقضي على جميع النباتات الضارة الموجودة سواء بين الخطوط أم على الخطوط المزروعة. وتحقق الاقتصاد في اليد العاملة، وفي مكننة الزراعة لبعض المحاصيل الزراعية (القمح، الشعير، الذرة الصفراء، الشوندر السكري، البطاطا، القطن)، كما تُحقق بساطة الدورة الزراعية المتبعة التي كانت تساعد على خفض مخزون بذور الأعشاب في التربة.  ومن مساوئها تأثيرها السام المتبقي في التربة والضار على المحاصيل الأخرى التي تزرع لاحقاً، وصعوبة اختيار محصول بديل عند تعرض المحصول المزروع للتلف بسبب العوامل المناخية أو أي أسباب أخرى كالإصابة بالحشرات والأمراض. ويتوقف الاختيار على درجة حساسية المحصول البديل لتأثيره السام. وقد يُنتج بعضها حالات تسمم (كما هي الحال عند استخدام مبيدات حشرية ومبيدات فطور وعناكب ونيماتودا وقوارض). ويجب اتخاذ جميع الاحتياطات الضرورية لمنع حدوث تسمم الإنسان، أو حيوانات المزرعة، أو القضاء على الغطاء النباتي الرعوي وهجرة الطيور والحيوانات البرية وفقدان الملجأ والسكن الطبيعي لها. ويجب تجنب إحداث تلوث عَرَضي عند غسيل الأدوات المستخدمة في تحضير المبيد ورشه.

على أي حال يمكن أن يحقق استخدام مبيدات الأعشاب على نحو دوري حماية المحصول من الآثار السلبية التي تنجم عن وجود الأعشاب الضارة في الحقل. إلا أنه يقود في الوقت نفسه إلى ظهور صفة المقاومة لدى نباتات الأعشاب الضارة، إضافة إلى تلوث البيئة نتيجة تجمع جزيئات المبيدات فيها باستمرار.

المكافحة الميكانيكية

وتتضمن الطرائق التالية:

أ- الحراثة: تعد عملية الحراثة في مقدمة العمليات الزراعية التي تؤدي إلى قلع الأعشاب الضارة والقضاء عليها. وتُنفذ بعد الزراعة لاقتلاع جذور نباتات المحصول والأعشاب الضارة أو قطعها والقضاء عليها.

ب- التعشيب اليدوي: يجري اقتلاع نباتات الأعشاب الضارة الحولية والمعمرة باليد أو باستخدام الأدوات الزراعية التقليدية. ويمكن إجراؤها في المشاتل ذات المساحات الصغيرة المزروعة أو في بعض الزراعات المحدودة المساحة في المناطق الجبلية حيث يصعب استخدام الآلات الميكانيكية.

ج- العزق اليدوي أو الآلي: تؤدي إلى تقطيع نباتات الأعشاب الضارة الحولية والمعمرة النامية في الحقل، ومنعها من الوصول إلى طور النضج التام وتكوين البذور. كما تؤدي إلى تهوية مقطع التربة الزراعية وتفتيته.

المكافحة الفيزيائية

وتعتمد على الاستفادة مما يلي:

أ- الطاقة الشمسية: أو تشميس solarization التربة. يمكن تنفيذها في جميع مناطق حوض البحر المتوسط حيث يكون توافر السطوع الشمسي لعدد من الساعات اليومية في عدد كبير من أيام السنة كافياً لرفع درجة حرارة التربة إلى أكثر من °50س بغية قتل بعض الأعشاب.

ب- اللهب: يمكن القضاء على نباتات الأعشاب الضارة بتعريضها لكمية محدودة من الحرارة بنفث اللهب عليها بوساطة أجهزة محمولة أو مقطورة خلف الجرار مع توافر حواجز لحماية المحصول؛ إلا أن لها آثاراً ضارة على التربة وأحيائها.

ج- حجب الضوء: يمكن القضاء على النباتات عن طريق منع وصول الطاقة الشمسية إليها باستخدام أغطية سوداء اللون توضع بشكل طولي لتغطية المسافات غير المزروعة (الشكل 2)، وقد تفرش كامل المساحة بهذه القطع مع ترك فتحات فيها للنباتات المزروعة فقط.

الشكل (2) تغطية المسافات بين خطوط الزراعة بشرائح من البولي إيتلين لمنع نمو بذور الأعشاب

 د- المجال المغنطيسي: تبين أن الحقل المغنطيسي magnetic field ذا الترددات العالية UHF 2450) ميغا هرتز (MHZ المسموح به في هذا المجال ذو تأثير قاتل لبذور الأعشاب الموجودة حتى عمق عدة سنتمترات في الطبقة السطحية من التربة الزراعية.

هـ- التيار الكهربائي: يُستعمل التيار الكهربائي ذو الاستطاعة الكبيرة للقضاء على حيوية بذور الأعشاب الضارة الموجودة على سطح التربة حتى عمق عدة سنتيمترات فقط قبل الزراعة.

و- الصعق الكهربائي electrical shock: يُستخدم في المحاصيل المعزوقة مثل الشوندر السكري، وفي منتصف موسم نمو النبات المزروع للقضاء على نباتات الأعشاب التي تتفوق على نباتات المحصول في الارتفاع؛ وذلك عن طريق تعريضها لتفريغ شحنة كهربائية عالية التوتر من جهاز خاص محمول على الجرار من الخلف.

المكافحة الحيوية biological control

تحتل هذه الطريقة أهمية خاصة ضمن برنامج المكافحة المتكاملة للأعشاب، ويستخدم لهذا الغرض الكائنات التالية:

- الحيوانات: تُدخَل الحيوانات بعد الجني إلى الحقول لتنظيف الحقول من بقايا المحصول المزروع بما فيها الأعشاب الضارة التي رافقت هذا المحصول، وتتغذى على جميع أنواع الأعشاب من دون استثناء (ماعدا أنواع الأعشاب السامة أو غير المستساغة أو الأشواك).

- الحشرات: استخدمت الحشرات في مكافحة الأعشاب في المراعي الدائمة فقط - وخصوصاً نباتات الصبار- عن طريق إدخال حشرة حفار الصبار Cactoblastis cactorum. ماعدا ذلك فإن معظم الحالات لم تترافق بنجاح يذكر. وتستخدم أيضاً لمكافحة الأنواع المائية مثل نبات زهرة النيل Eichhornia crassipes باستخدام حشرات السوس:Neochetina bruchi و N. eichhorneae  التي أدخلت إلى سورية عام 2011 وتم نشرها في سد محردة. كما يتم العمل حالياً على تربية فراشة حفار الساق Bactra sp. في مكافحة نبات السعد الشرقي Cyperus rotundus.

- الفطريات: تهاجم عدة أنواع من الفطريات أنواعاً نباتية معينة، فتساعد على القضاء عليها.

- البكتريا: تُعدّ البكتريا واحداً من العوامل الممرضة للنبات، والتي يمكن استخدامها في المكافحة الحيوية للأعشاب الضارة.

2- الطرائق الحديثة في مكافحة الأعشاب الضارة

الاستشعار عن بعد remote sensing

لجأ الإنسان إلى وسائل التصوير الجوي العادي والتصوير الجوي بالأشعة تحت الحمراء infrared التي تعكس أطيافاً تختلف باختلاف النوع النباتي، وكذلك الرصد بالموجة المكروية microwave مستعيناً ببرامج الحواسيب لتحديد مواقع تجمعات الأعشاب في المساحات الشائعة وتحديد كثافتها. وتطور الأمر باستخدام الأقمار الصناعية، ما مثّل تصعيداً جوهرياً وفَّر على الإنسان الكثير من الوقت والجهد والنفقات، ومشقة التوغل في المناطق الوعرة التي قد يصعب اقتحامها وسبر أغوارها كأعماق البحيرات والخلجان والأنهار.

المبيدات ضئيلة الجرعة: نظراً لشكوى الإنسان المتصاعدة من أسباب التلوث، وعزمه على الحد من استخدام المبيدات الكيميائية بسبب آثارها الجانبية الضارة في البيئة والإنسان والحيوان؛ اتجهت بعض الدراسات الحديثة إلى البحث عن مركبات يمكن استعمالها بجرعات ضئيلة، كاستخدام المبيدات من المجموعة 2 (ذات معدل الاستخدام المنخفض) مثل مبيد metsulfuron- methyl الذي معدل استخدامه الحقلي  0.0045كغ/ هكتار، مقابل استخدام مبيد glyphosate بمعدل 0.5 كغ/ هكتار.

مبيدات الأعشاب المتحكم في إطلاقها: يسعى الإنسان إلى الوصول إلى تقنية التحكم في إطلاق المبيد بغرض تحسين أدائه، وخفض نسبة الفاقد منه، والوصول بمخاطر التلوث البيئي إلى الحد الأدنى من خلال الآتي:

أ- الكبسلة الدقيقة للمبيد: تمثل الكبسلة الدقيقة  micro-encapsulationلمبيد الأعشاب أحد التطورات الحديثة في إعداد المبيد للتحكم في إطلاقه. وتعني وضع المبيد في كبسولات فائقة الصغر «لا تتجاوز 5 مكرون» مصنوعة من مواد مأمونة مثل الجيلاتين والألبومين والنشاء. مما يحقق سهولة وأمان التعامل مع المبيد، وضمان إطلاقه عبر مدة زمنية، وخفض درجة فقده بالتطاير وتكسيره بالضوء، إلى جانب خفض الفقد بالانجراف السطحي أو الرشح لأسفل التربة.

ب- ألياف مبيد الأعشاب: طُورت حديثاً أنواع من مبيدات الأعشاب باستخدام عدد من البوليمرات الخاملة، بغرض الوصول إلى تحكم في زمن ومدة إطلاقها. ومن ثَم يمكن تعريض العشبة المستهدفة لتركيز معلوم من المبيد لمدد طويلة. وأُنتجت المبيدات بشكل ألياف صناعية تلتف متشابكة على العشب المائي المغمور، الأمر الذي يعوق انجرافها مع التيار أو هبوطها إلى القاع وبالتالي ضمان فعاليتها.

مبيدات الأعشاب الفطرية:mycoherbicides مجموعة معاصرة من المبيدات تمثل منتجات حية دقيقة من الفطريات المتخصصة تستخدم لمكافحة أعشاب معينة بدرجة مكافئة للمبيدات الكيميائية، مثل: فطر Colletotrichum gloeosporioides F.aeschynomene الذي يباع تحت الاسم التجاري Collego TM لمكافحة Aeschynomene virginica في حقول الصويا.

الحد من إثارة التربة (الزراعة الحافظة conservative agriculture: يبدو أن لأسلوب الزراعة الذي يقلل من عمليات إثارة التربة أهمية خاصة؛ إذ تنبت عادةً جميع بذور الأعشاب الموجودة في طبقات التربة السطحية وينضب معينها خلال سنوات قليلة، في حين تظل البذور الكامنة الموجودة في طبقات التربة الأكثر عمقاً في مكانها من دون إنبات حتى تفقد حيويتها ومن ثم قدرتها على الإنبات.

المكافحة بالتضاد البيئي allelopathy:

وهي نوع من المكافحة ذات الأثر الضار المباشر أو غير المباشر لأحد النباتات على نبات آخر من نوع مختلف أو من نباتات النوع ذاته، وذلك بإنتاجها مواد كيميائية تحرر إلى الوسط المحيط. ومن أقدم الأمثلة مركب juglone الذي يتساقط من أوراق أشجار الجوز فيمنع نمو الأعشاب الموجودة. ويمكن الاستفادة من هذه الظاهرة باستغلال الخلاصة النباتية والأبخرة المتطايرة وإفرازات الجذور أو البقايا النباتية المتحللة. ولهذه المثبطات دور كبير في البيئة إذ إنها تؤثر في التعاقب النباتي، وتوزع الأنواع النباتية، ومنع الإنبات وغيرها. فقد وُجد أن المستخلصات النباتية (باستخدام الماء أو المذيبات العضوية) لنبات عباد الشمس Helianthus annuus لها تأثير ضار في إنبات بادرات الكثير من الأعشاب الضارة ونموها، وكذلك الأمر مع مستخلصات نباتات الحليان Sorghum halepense والسعد الشرقي وغيرها. وأمكن الاستفادة من هذه المستخلصات في مكافحة العديد من أنواع الحشرات والفطور.

التقانة الحيوية

أضافت السبل الجديدة للتقانة الحيوية الكثير من التطور لإنتاج أصناف محاصيل مقاومة لأثر مبيد الأعشاب فيها، ومن أهمها:

أ- الهندسة الوراثية: تؤدي الهندسة الوراثية دوراً مهماً في ظهور أصناف نباتية ذات تحمل كبير لمبيدات الأعشاب، يُعد glyphosate من المبيدات شائعة الاستخدام في العالم تحت أسماء تجارية عديدة جداً مثل Round up وغيرها، وهو مبيد عام ورخيص الثمن يمنع تصنيع الأحماض الأمينية، مثل: tryptophan و tyrosine و phenylalanine؛ وذلك بوقف عمل إنزيم ( 5-endpyruvyl shikmate-3- phosphate synthase (EPSPS) المقاوم لتأثير المبيد، حُصل عليه من بكتيريا الأجرعية Agrobacterium (السلالة CP4(CP4) EPSPS)، ومن ثم نُقلت المورثة المسؤولة عن تشكيل هذا الإنزيم من البكتريا إلى بعض النباتات (فول الصويا، الذرة الصفراء، الذرة البيضاء، الكانولا، الفصة، القطن) للحصول على نباتات محوَّرة وراثياً. ويمكن رش هذا المبيد العام على المحصول من دون أن تتأثر نباتاته.

ب- زراعة الأنسجة: يؤثر المبيد بنتازون Bentazon في نباتات التبغ ويضرُّ بها، وقد وجد أن الأنسجة المتكونة على جروح هذا النبات والمحتوية على مادة اليخضور لا تتأثر بذلك المبيد. وقد أمكن استعمال تقنيات زراعة الأنسجة لعزل تلك الأنسجة وتنميتها في المخبر، والحصول منها على نباتات تبغ مقاومة للأثر الضار لهذا المبيد.

مراجع  للاستزادة:

- أنور المعمار وغسان إبراهيم. الأعشاب الضارة ومكافحتها، جامعة دمشق، 2011.

- W. P. Anderson, Weed Science: Principles and Applications,  West  Publishing Co., 1996.  

- J. H. Everitt, C. J. DeLoach and W.G. Hart, Using Remote Sensing for Detecting Brush and Weeds on Rangelands in the Southwestern United States. Proceedings of the VIII In­ter­na­tional Symposium on Biological Control of Weeds, 1990.

- B. E. Scheffle, S.O. Duk, F. E. Dayan, and E. Ota, Crop Allelopathy: Enhancement Through Biotechnology. Re­cent Advances in Phytochemistry, 2001.


التصنيف : الإنتاج النباتي
النوع : الإنتاج النباتي
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1049
الكل : 58491424
اليوم : 63938

أثر زيمان

إِبيروس   مقاطعة في شمال غربي اليونان تجاور كلاً من تسالية ومقدونية وتراقية وتفصلها عن تسالية سلسلة جبال البندوس الكلسية التي تمتد من الشمال الغربي إِلى الجنوب الشرقي, وتدعى في اليونانية إِبيروس Epiros ومنها اسمها بالإِنكليزية Epirus وبالفرنسية Epire ويذكر هوميروس أن اسمها يعني «الأرض الصلبة» وهي تتصل بجنوبي ألبانية. وتغطي سلاسل الجبال الكلسية الضخمة التي قد ترتفع إِلى 2600م جزءاً كبيراً من سطحها, وتخترقها الوديان الضيقة العميقة الجميلة. بينما تمتد السهول الفسيحة والمروج في المنطقة الشمالية.
المزيد »