logo

logo

logo

logo

logo

الأسمدة العضوية

اسمده عضويه

Organic fertilizers - Engrais organiques

الأسمدة العضوية

محمد سعيد الشاطر

 الدمن (الزبل)

 ذرق الدواجن والطيور

الغوانو

الكمبوست

الأسمدة الخضراء

 

الأسمدة العضوية organic fertilizers مخصبات متعددة، من أهمها الدمن (الزبل)، والدمن السائل، والخث النباتي، وذرق الطيور، والكمبوست، والأسمدة الخضراء. وتحتوي على الآزوت والفسفور والبوتاسيوم والكلسيوم وغيرها من عناصر تغذية النبات، كما أنها تؤثر إيجابياً في خصائص التربة الفيزيائية والكيميائية والخصوبية والحيوية وتزيد من مقدرتها الإنتاجية.

إن محتوى عناصر التغذية غير كبير في الأسمدة العضوية قياساً بالأسمدة المعدنية، ولهذا لا ينصح بنقلها إلى مسافات بعيدة عن مكان وجودها، لذا تسمى بالأسمدة المحلية.

أ- الدمن (الزبل):

الدمن dung هو من أهم الأسمدة العضوية، حيث يحتوي على جميع العناصر الضرورية لتغذية النبات، ولهذا فهو يدعى بالسماد الكامل، ومن ثم فإنه لا يمكن الاستغناء عنه مهما كان إنتاج الأسمدة المعدنية كبيراً نظراً لدوره في تحسين خصائص التربة، وزيادة إنتاجية المزروعات.

يحتاج الهكتار إلى نحو 20-30 طناً من الدمن، تؤدي في سنة الإضافة إلى زيادة غلة المزروعات على النحو التالي (طن/هـ): الحبوب 0,6 - 0,7، البطاطا 6 - 7، الدرنات الجذرية ومحاصيل الأعلاف 15-20، علماً أن الاستعمال السليم للدمن يعطي مردوداً عالياً في جميع المناطق الزراعية ولاسيما الفقيرة بالمادة العضوية، ويستمر تأثيره عدة سنوات.

تركيب دمن الفرشة:

يتكون دمن الفرشة من رجيع الحيوانات الصلب وبولها ومن الفرشة أو الجفوف الذي يوضع تحتها، علماً بأن تركيبه وقيمته السمادية يعتمدان على نوع الحيوان ونوعية العلف وكمية الفرشة للرأس الواحد وطريقة حفظه.

كما أن الإفرازات الصلبة والسائلة غير متماثلة من حيث تركيبها وقيمتها السمادية، ففي الإفرازات السائلة يبلغ محتوى الآزوت (0,4 - 1,9 %) والبوتاسيوم (0,5 - 2,3 %) وهي أكثر مما هي في الرجيع الصلب الذي يبلغ (0,3 - 0,6 % N) (K2O %0,3 -0,1) ، أما الفسفور فهو على النقيض من ذلك، إذ يكون تركيزه أكبر في المفرزات الصلبة (0,17 - 0,14 %) مقارنة بـ(0,07 - 0,1 % ( في البول.

يدخل الآزوت والفسفور في تركيب المواد العضوية للرجيع ويتحولان إلى حالة قابلة للامتصاص من المزروعات بعد عملية تمعدنها mineralization، أما في البول فإن عناصر التغذية تكون ذائبة لذا تكون قابلة للامتصاص مباشرة من قبل المزروعات.

تؤثر كمية الأعلاف ونوعيتها في تركيب الرجيع والبول ونسبتهما، فعند استعمال الأعلاف الطازجة عالية الرطوبة تزداد نسبة البول، كما أن زيادة الهضم تقلل من كمية المادة الجافة في الرجيع، وحين زيادة كمية الأعلاف المركزة تزداد كمية الآزوت والفسفور في الدمن. ويذهب من الأعلاف المستهلكة إلى الدمن وسطياً نحو 40 % من المادة العضوية و50 % من الآزوت و80 % من الفسفور و95 % من البوتاسيوم. ويبين الجدول (1) تركيب الدمن الطازج لبعض الحيوانات عند استعمال فرشة من القش وأخرى من الخث، علماً أن كمية المواد المغذية في الدمن تعتمد على نوع الحيوان، إذ يحتوي دمن الخيول والأغنام على نسبة ماء أقل ونسبة مادة عضوية أعلى وكذلك الآزوت والفسفور والبوتاسيوم قياساً بدمن الأبقار.

الجدول (1) تركيب الدمن الطازج (%)

المواد الأساسية في الدمن

على فرشة القش

على فرشة الخث

متنوعة

أبقار

خيول

أغنام

أبقار

خيول

الماء

75

77,3

71,3

64,6

77,5

67

المواد العضوية

21

20,3

25,4

31,8

20.57

30.7

الآزوت الكلي

0,5

0,45

0,58

0,83

0,6

0,8

الآزوت الأموني

0,15

0,14

0,19

-

0,18

0,28

الفسفور (P2O5)

0,25

0,23

0,28

0,23

0,22

0,25

البوتاسيوم (K2O)

0,6

0,5

0,63

0,67

O,48

0,53

الكلسيوم (CaO)

0.35

0,4

0,21

0,33

0,45

0,44

المغنزيوم (MgO)

0,15

0,11

0,14

0,18

-

-

لنوع الفرشة وتركيبها دور مهم في زيادة حجم الدمن وتحسين نوعيته. إذ تعمل الفرشة على تحسين خصائصه وحجز البول وامتصاص النشادر الناجم عن تحلل البول فتقلل من فقد الآزوت.

يستعمل قش محاصيل الحبوب أو التبن أو الخث «فرشات» في الحظائر، وقد تستعمل نشارة الخشب في نطاق ضيق. ويحتاج رأس الحيوانات الواحد من فرشة القش: 4 - 6 كغ للبقـر، و2 - 4 كغ للخيول، و0,5 - 1,2 كغ للأغنام. وعند زيادة كمية الفرشة يزداد تراكم الدمن ويقل فقدان الآزوت بـ(3 - 4) مرات لدى خزنه.

هذا ويفضل الخث على القش في حال وجوده لأنه أغنى بالآزوت بـ(3 - 4) مرات وأقدر على امتصاص السوائل والأمونيا (النشادر).

خزن الدمن:

هناك ثلاث طرائق لخزن الدمن: المتراص، والسائب، والمتراص السائب. وترتبط كمية الدمن ونوعيته بطريقة خزنه، ويحدث في أثنائها تحلل المواد العضوية تحت تأثير الأحياء الدقيقة، فتتحول البولة (اليوريا) والمواد العضوية الآزوتية في الدمن إلى غاز النشادر السهل التطاير والفقد. وتحت تأثير إنزيم البولة تتحول البولة إلى كربونات الأمونيوم التي تتحلل بسرعة إلى نشادر وغاز ثنائي أكسيد الكربون وماء وفق التفاعلين التاليين:

الوصف: الوصف: الوصف: 15601.jpg

تتكون المركبات غير الآزوتية في الدمن من السلولوز ومركبات عضوية سهلة التحلل (سكريدات، ونشا، وبكتين، وحموض عضوية)، وكلما كان محتوى الدمن من القش كبيراً ازدادت محتوياته من المركبات غير الآزوتية. وفي حال توفر الهواء فإن تحلل هذه المركبات يجري حتى يحدث تكوين ثنائي أكسيد الكربون والماء، ويرافق ذلك ارتفاع درجة حرارة الدمن لتصل 50 - 70 ْس، أما في الظروف اللاهوائية فإن السلولوز يتحلل مكوناً ثنائي أكسيد الكربون وغاز الميتان.

تأثير الدمن في التربة والمزروعات:

يؤثر الدمن النصف متحلل بصورة إيجابية في خصائص التربة الفيزيائية والكيميائية والحيوية، وذلك بفضل محتواه العالي من المادة العضوية. وعند استمرار إضافته تزداد نسبة الدبال والآزوت الكلي في التربة وتصبح التربة الرملية أكثر تماسكاً وحفظاً للماء، والتربة الطينية أقل تماسكاً وأكثر تهوية وأسهل خدمة. وعند إضافة الدمن تزداد أعداد الأحياء الدقيقة ونشاطها الحيوي الذي يسهم بتوفير كثير من العناصر الغذائية للمزروعات. هذا ويحتوي الطن الواحد من الدمن نصف المتحلل على نحو 4 - 5 كغ من الآزوت و2 - 2,5 كغ من الفسفور و5 - 7 كغ من البوتاسيوم.

تعتمد فعالية استعمال الآزوت من الدمن في المحصول الأول على نسبة الآزوت الأمونياكي فيه التي تبلغ نحو 02-30 % من الآزوت الكلي. وإن فعالية استعمال المحصول الأول من الفسفور والبوتاسيوم من الدمن تكون أعلى مقارنة بالآزوت، علماً أن استعمال المزروعات للفسفور في السنة الأولى تبلغ 30 - 40% وللبوتاسيوم 60 - 70% من محتواها الكلي في الدمن، ويُستعمل البوتاسيوم أكثر من غيره في السنة الأولى. وعند مقارنة آزوت الدمن بنظيره من الأسمدة المعدنية فإنه يستعمل في السنة الأولى بدرجة أقل، أما الفسفور فبدرجة أعلى بمرتين مقارنة بسماد السوبرفسفات المضاف نثراً، والصورة مشابهة أيضاً فيما يخص البوتاسيوم.

تظهر نتائج تجارب التسميد أنه عند مقارنة إضافة الدمن والأسمدة المعدنية بمعدلات متكافئة فإن مجموع الزيادة في غلال جميع المحاصيل لعدة سنوات يكاد يكون متماثلاً. وتختلف استجابة المزروعات للدمن أو للأسمدة المعدنية، إذ إن غلة بعض المحاصيل مثل البرسيم والقمح والشوندر يمكن أن تكون أعلى عند استعمال الدمن، في حين تكون غلة الجودر والشوفان والبطاطا أعلى حين إضافة الأسمدة المعدنية. وإن تفضيل الدمن أو الأسمدة المعدنية لهذا المحصول أو ذاك ترتبط بالخصائص البيولوجية للمحصول من جهة وخصائص التربة من جهة أخرى.

ب - ذرق الدواجن والطيور:

يعد ذرق الدواجن والطيور poultry dung من أجود أنواع الأسمدة العضوية نظراً لاحتوائه عموماً على تراكيز عالية من العناصر الغذائية قياساً بغيره من الأسمدة العضوية الأخرى كدمن الماشية، علماً أن تلك التراكيز تتفاوت بين أنواع الدواجن والطيور المختلفة. ويبين الجدول (2) أهم المكونات الكيميائية في ذرق بعض أنواع الدواجن.

الجدول (2) التركيب الكيميائي لذرق بعض أنواع الدواجن كنسبة مئوية من الوزن الرطب

المكونات (%)

الدجاج

البط

الإوز

الحمام

مادة عضوية

26 – 21

40

14

32 – 31

N

2,6 – 1,7

0,7

0,6

2,4 – 1,2

P2O5

6,7 – 1,1

2,2 – 1

0,9

4,2 – 3,0

K2O

2.0

0,4

4 – 1

3,2 – 2,0

ماء

65

53

82

62

 

يتضح من الجدول (2) التباين في تركيب ذرق مختلف أنواع الدواجن وقيمته التسميدية؛ فذرق البط أغناها بالمادة العضوية والمادة الجافة، وذرق الحمام أغناها بالفسفور والبوتاسيوم، ولهذا فهو يعد الأفضل من بين مخلفات الدواجن المذكورة، كما يلاحظ أن ذرق الإوز أقلها احتواء على المادة العضوية والجافة نظراً لارتفاع نسبة الماء فيه، علماً أن تركيب الذرق لنوع الطير الواحد يختلف تبعاً لنوعية العلف.

ونظراً لوجود نسبة عالية من الآزوت بحالة غاز نشادر NH3 سهل الانطلاق والضياع فإنه يفضل إضافة كمية من السوبرفسفات إلى هذا الذرق لربط النشادر بصورة فسفات الأمونيوم الأكثر ثباتاً قياساً بالنشادر، وقد توضع عادةً فرشة أو جفوف من نشارة الخشب أو غيرها كما هو الحال في حظائر الماشية.

الذرق سريع التأثير، كما أن الاستفادة منه جيدة، وبالتالي يستعمل في أثناء موسم نمو الخضراوات وغيرها من المزروعات، وليس قبلها كما هو الحال في أسمدة الحظائر، كما أن مقننات هذه الأسمدة تقدر ببضع مئات من الكيلوغرامات للهكتار الواحد في حين تضاف عشرات الأطنان للهكتار من أسمدة الحظائر. هذا ويبلغ مقدار المخلفات السنوية السمادية نحو 5 كغ للدجاجة و8 كغ للبطة و19كغ للإوزة و2,5 كغ للحمامة.

ج - الغوانو:

هو مخلفات الطيور البحرية، ويشبه ذرق الدواجن في تركيبه وخصائصه، وقد ينتج بعض الغوانو guano من بعض أنواع الخفاش. ويكثر هذا السماد في الجزر قليلة الأمطار حيث تعيش ملايين الطيور التي تتغذى بالأسماك، ويساعد جفاف المناخ في تلك المناطق على تحوّل المخلفات إلى سماد جيد. وتوجد كميات كبيرة منه على الشواطئ الغربية لأمريكا الجنوبية ولا سيما في الجزر المتاخمة لشواطئ البيرو، كما توجد كميات كبيرة منه في الجزر القريبة من سلطنة عمان، وعلى شواطئ البحر الأحمر.

تبلغ نسبة المادة العضوية في الغوانو نحو 60 %، ويحتوي على نحو 8 % آزوت و11 % P2O5 و2 % K2O و4 % من الماء، وإن معظم الآزوت فيه متاح للمزروعات، وهو يشبه ذرق الحمام في كثير من خصائصه. وبعد تراكم الغوانو لمئات السنين على الجزر أو في الكهوف التي تغطيها ملايين الخفافيش في جنوب شرقي آسيا فإنها تكون صخوراً رسوبية عضوية المنشأ غنية بالفسفات والبوتاسيوم.

د - الكمبوست:

يطلق اسم الكمبوست compost على المخلفات العضوية التي أخضعت لعمليات تحلل حيوي في ظروف هوائية أو لا هوائية، حيث تتحول إلى مواد ثابتة التركيب أكثر ملاءمة لاستعمالها في التسميد قياساً بالمركبات المكونة لها، ويمكن أن يدعى الكمبوست سماداً عضوياً صناعياً أو خليطاً.

يؤدي نشاط الأحياء الدقيقة خلال عمليات تحلل المخلفات العضوية إلى توليد حرارة بدرجات متفاوتة، ففي الأجزاء الخارجية لكومة الكمبوست تنشط البكتيريا المحبة للحرارة المتوسطة (24 - 40oس) أما داخل الكومة فترتفع الحرارة إلى 40 - 65oس، حيث تنشط البكتيريا المحبة للحرارة العالية. ويمكن أن يضاف إلى كومات الكمبوست في أثناء تخميرها لقاحات خاصة (inoculums) لزيادة النشاط الميكروبي في عملية التحلل. وتجدر الإشارة إلى أن نوعية المخلفات التي تستعمل في تحضير الكمبوست متعددة أو متباينة، وهي التي تحدد الزمن اللازم لإتمام عمليات التحلل ومستوى جودة الكمبوست.

المواد المستعملة في تحضير الكمبوست

- الخث: يعد من أهم المواد المستعملة في تحضير الكمبوست في حال توافره.

- النفايات الزراعية: تضم بقايا تقليم الأشجار ومخلفات الحصاد والأعلاف الخضراء، وكذلك رجيع حيوانات المزرعة.

- القمامة المنزلية: أكثرها أهمية في تحضير الكمبوست، وهي مخلفات المطبخ وعلب الورق وأكياسه.

- حمأة الصرف الصحي: ويجب معالجتها للتخلص مما تحويه من مواد سامة أو معادن ثقيلة.

وينصح بعدم خلط بعض أوراق الأشجار بالكمبوست، مثل أوراق شجر الجوز الأسود السامة، وأوراق شجر الأوكالبتوس (الكافور) والأوراق الأبرية للسيدر الأحمر red cedar وأوراق الصنوبر لأنها بطيئة جداً في تحللها.

كما يفضل إضافة مواد تكون فيها نسبة الكربون العضوي إلى الآزوت منخفضة ما أمكن لتنشيط عمل الأحياء الدقيقة، فعند إضافة مواد عضوية غير متحللة لعمل الكمبوست فإن الأحياء الدقيقة تقوم بتحليلها، لينطلق غاز ثنائي أكسيد الكربون الزائد على حاجتها، ويمكن تنشيط معدّل تحلل المواد الفقيرة بالآزوت بإضافة مواد غنية به مثل الأسمدة الآزوتية.

فوائد إنتاج الكمبوست

- الحد من الروائح الكريهة المنطلقة من المخلفات العضوية.

- تحسين خصائص المخلفات.

- إنقاص معدل إنبات بذور الحشائش، والمساعدة على تحلل بقايا المبيدات في حال وجودها.

- تنشط الكائنات الحية الدقيقة في التربة.

- فوائد اقتصادية تتمثل بتحويل المواد العضوية من مواقع الطمر الصحي إلى سماد عضوي مما يوفر كلفة عمليات الطمر الصحي واليد العاملة، وأيضاً تسهم بتزويد السوق بالكمبوست المفيد لأغلب الترب والمزروعات.

- إقلال كمية الراشح الناتج من تحلل المواد العضوية في المطامر المختلفة.

ظروف تحضير سماد الكمبوست

من المعروف أن الكمبوست ينتج بالطريقة المفتوحة أو داخل أوعية خاصة حيث يتم تجميع النفايات العضوية، ويفضل خلطها بمواد خشنة مثل القمامة المفروزة من الشوائب المختلفة من أجل زيادة الفراغات الهوائية والمحافظة عليها. وتستمر عملية تحلل المخلفات عدة شهور، يجب المحافظة في أثنائها على ظروف مناسبة مثل التهوية والرطوبة، حيث يتم خلط الكومة أكثر من مرة بهدف تحسين التهوية، كما يجب المحافظة على نسبة رطوبة تراوح بين 50 % إلى 65 % من وزن الكومة الجافة، وتقل فعالية التخمر والتحلل بزيادة جفاف المواد العضوية، وكذلك عندما تزيد الرطوبة نتيجة سوء التهوية.

يتعلق معدل إنتاج الكمبوست أيضاً بنسبة الكربون إلى الآزوت؛ حيث يفضل أن تكون هذه النسبة نحو 1/30 لأن تركيزاً أكبر من الكربون يؤدي إلى تحلل بطيء للمخلفات العضوية، وإذا زاد تركيز الآزوت فإن جزءاً مهماً منه يفقد بصورة أمونيا، ويزيد من هذا الفقد ارتفاع درجة الحرارة حيث يحث وجود الآزوت بكميات زائدة ارتفاع وتيرة التحلل مما يؤدي إلى ارتفاع كبير وسريع في درجات الحرارة وبالتالي اشتعال الكومة، لذا يجب المحافظة على النسبة المثالية بين الكربون إلى الآزوت، وهذا هو أحد أسباب خلط المخلفات بالسماد البلدي أو القمامة.

كمبوست الخث

لتحضير الكمبوست يمكن أن يستعمل الخث peat السفلي والانتقالي وكذلك العلوي الأكثر تحللاً. علماً بأن الجزء الأكبر من الآزوت الموجود في الخث هو بصورة عضوية قليلة الإتاحة، وهنالك نحو 2 - 3 % فقط تكون بصورة معدنية أي أمونيوم ونترات.

تعد المادة العضوية للخث شديدة المقاومة للتحلل الميكروبي، كما أن تمعدن مركبات الآزوت العضوية تتم ببطء شديد. ويتميز الكثير من أنواع الخث بتفاعل حامضي مما يعوق بدوره تحللها في التربة. وإن عدد الأحياء المجهرية في الخث قليلة جداً نتيجة لهذا التفاعل الحامضي ولعدم كفاية الصور الذائبة للآزوت والمواد العضوية سهلة الامتصاص، ولهذا فإن استعمال الخث النقي سماداً يعد قليل الفعالية وأنه لا يسد في أكثرية الحالات النفقات المرتبطة باستعماله في السنة الأولى. علماً بأن فعالية الخث ترتفع عند التخمير مع الأسمدة العضوية البيولوجية الفعالة مثل الدمن والسائل الدمني ومخلفات الإنسان، أو مع الأسمدة المعدنية أي المسحوق الفسفوريتي والكلس والرماد وغيرها.

خزن الكمبوست

عند خزن الكمبوست تجرى في داخله عمليات النترجة للأمونيا، أما النترات المتكونة فتخضع لعملية عكس النترجة مكوّنةً الآزوت الحر. ولهذا قد يحدث فقدان كبير في الآزوت عند الخزن طويل الأمد للكمبوست. ولأجل إيقاف عمليات النترجة وعكس النترجة وتقليل فقدان الآزوت ينصح بإضافة 0,5 - 1 % من أملاح كلوريد البوتاسيوم إلى الكمبوست حيث إن الكلور يوقف نشاط النترجة.

وبهدف إغناء الكمبوست بالفسفور يُنصح بإضافة المسحوق الفسفوريتي في أثناء عملية التخمير (20 - 30 كغ/طن كمبوست). علماً بأن كمبوست الخث والسائل الدمني يمكن إضافته خلال 1 - 1,5 شهر بعد التحضير، وهو لا يقل من حيث الفعالية عن الدمن ذاته. ويمكن إضافة الخث الجيد التحلل والسائل الدمني إلى التربة من دون عملية التخمير.

هـ - الأسمدة الخضراء:

الأسمدة الخضراء green manures: هي بعض النباتات البقولية (القرنية) التي تزرع ثم تقلب كتلتها الخضراء في التربة لتزويدها بالمواد العضوية والآزوت. وتضم الأسمدة الخضراء نباتات الترمس ورجل الطير والبرسيم والفصة والبيقية وما إليها.

تستطيع النباتات البقولية تثبيت الآزوت الجوي بمساعدة بكتيريا العقد الجذرية التي تنمو على جذورها، وأن تزوَّد التربة بمركبات الآزوت. فعند زراعة هذه النباتات ينتج الهكتار منها نحو 40 - 50 طناً من الكتلة الخضراء التي تحتوي على 150 - 200 كغ من الآزوت. واعتماداً على كمية الآزوت فإن طناً واحداً من الأسمدة الخضراء يعادل طناً واحداً من الدمن (الجدول 3).

الجدول (3) تركيب الدمن والأسمدة الخضراء

المادة

كمية العناصر المغذية، كغ لكل طن واحد

N

P2O5

K2O

CaO

دمن مخلوط

5

2,4

5,5

7

الترمس الأخضر

4,5

1

1,7

4,7

البرسيم الأخضر

7,7

0,5

1,9

9,7

بعد قلب المزروعات المذكورة وتمعدن كتلتها الخضراء في التربة يتحول آزوت المواد العضوية إلى صور معدنية تمتصه المزروعات، علماً بأن درجة تمعدن آزوت الأسمدة الخضراء في السنة الأولى تكون أكثر بنحو ضعفي آزوت الدمن. وكذلك فإن الأسمدة الخضراء البقولية ذات الجهاز الجذري المتفرع والمتعمق في التربة تسحب العناصر المغذية من الطبقات العميقة للتربة، وكذلك تمتص الفسفور والمواد المغذية الأخرى من المركبات صعبة الذوبان. ولهذا عند تحلل الكتلة النباتية المقلوبة في التربة فإن طبقة الحراثة للتربة لا تغنى بالمواد العضوية وبمركبات الآزوت القابلة للامتصاص فحسب وإنما بالفسفور والبوتاسيوم والكلسيوم وغيرها من عناصر التغذية أيضاً. تزداد كمية الدبال في التربة تحت تأثير الأسمدة الخضراء وتشتد العمليات الميكروبيولوجية وتزداد السعة المائية والامتزازية للتربة وتتحسن نوعية هذه الأخيرة. ونتيجة لكل ذلك تزداد بدرجة كبيرة خصوبة التربة، كما تزداد غلال المحاصيل اللاحقة.

اللقاح البكتري

هو مادة تحتوي على بكتريا العقد الجذرية التي تنمو على جذور النباتات البقولية مستعملةً آزوت الجو. تكون هذه البكتريا عادةً في التربة بأعداد قليلة أو لا توجد فيها، ولهذا يجب تلقيح النباتات البقولية بهذه البكتريا، علماً بأنه تحضّر أصناف مختلفة من اللقاح ذات أجناس خاصة من البكتريا للمجموعات المختلفة من المحاصيل البقولية.

مراجع للاستزادة:

- ب. سمير نوف، اي. مورافين، الكيمياء الزراعية، كولوس، موسكو 1981.

- فلاح أبو نقطة، محمد سعيد الشاطر، خصوبة التربة والتسميد، منشورات جامعة دمشق، 2011.

- ر، هـ. فيوليت، ل فورفي، ل.ر. دوناهيو، الأسمدة ومحسنات التربة، منشورات جامعة عمر المختار، البيضاء، ليبيا 1995.


التصنيف : البيئة
النوع : البيئة
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1039
الكل : 58491797
اليوم : 64311

البستنة في الدفيئات

التنوير (عصر ـ)   التنوير enlightment اتجاه ثقافي ساد أوربة الغربية في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة من المثقفين والمفكرين، عُرفوا باسم الفلاسفة philosophers، وكانوا صحفيين وكتاباً ونقاداً ورواد صالونات أدبية أمثال فولتير، ديدرو، كوندورسيه، هولباخ، بيكاريه، ولكن هؤلاء المفكرين أخذوا عن الفلاسفة العقليين ديكارت واسبينوزا وليبتنز ولوك الذين طبعوا القرنين السابع عشر والثامن عشر بطابعهم الثقافي حتى أُطلق على هذه الفترة عصر العقل age of reason، وكان التنوير نتاجه.
المزيد »