logo

logo

logo

logo

logo

البندقية

بندقيه

corylaceae -

البندقية

عماد القاضي

التصنيف وأهم الأجناس

البيئة والتوزع الجغرافي

الأهمية الاقتصادية

 

الفصيلة البندقية Corylaceae أشجار أو جنبات متساقطة الأوراق. البراعم الشتوية لاطئة، تغلفها حراشف عديدة متراكبة. الأوراق بسيطة، متناوبة، معلاقية، أذناتها تسقط سريعاً، حافتها منشارية مضاعفة، ذات تعريق شبكي، لشكل الورقة وعدد عروقها أهمية تصنيفية، فهي مدورة إلى بيضوية عريضة وتحمل 8 عروق جانبية أو أقل في جنس البندق؛ وبيضوية ضيقة أو إهليلجية وتحمل 10 أضلاع جانبية أو أكثر في الأجناس الثلاثة الأخرى. الأزهار وحيدة الجنس، لكنها توجد على النبات ذاته، وتظهر بشكل متزامن، وتجتمع في نورة سيمية cyme تضم ثلاث أزهار عادة، لكنها تختزل إلى زهرة أو زهرتين. ويرافق الأزهار قنابة bract أولية وقُنابتان ثانويتان أصغر في الحجم تلتحمان مع القنابة الأولية؛ لتشكلا حرشفة واحدة ذات حافة تامة أو ثلاثية الفصوص، تنمو مع نمو الثمرة وترافقها. تجتمع عدة نورات سيمية بدورها في نورة هريّة catkin تظهر لدى بعض الأنواع في أواخر الشتاء قبل ظهور الأوراق بوقت طويل يتجاوز عشرة أيام، أو تظهر في بداية الربيع على نحو متزامن مع الأوراق.

النورة الهرية الذكرية متطاولة ومتدلية، تتألف الوحدة السيمية فيها من زهرة واحدة، تغيب لديها السبلات والبتلات، وتتألف من 4-8 أسدية، تحمل مآبرها في قمتها باقة من الأوبار، وقد تنشطر خيوط الأسدية أسفل المآبر كما في جنس الشرد Carpinus (الشكل1). تتوضع الهريرات الذكرية مفردة في الشرد، وفي مجموعات مؤلفة من 2-5 نورات في الأجناس الأخرى. النورة الهرية الأنثوية قصيرة، تتألف الوحدة السيمية فيها من زهرتين صغيرتين ومختزلتين، يتجلى الكُمّ لديها بعدة حراشف صغيرة تمثل السبلات، ويتألف المأنث من كربلتين، تشكلان مبيضاً وحيد الحجيرة يضم بويضة واحدة عادة، ويعلو المبيض قلمان طويلان. تغيب النورة الهُرية الأنثوية في جنس البندق، الذي تجتمع فيه عدة أزهار أنثوية (2-5 أزهار) ضمن برعم يحاط بعدة حراشف، ويبدو من الأزهار فقط الأقلام الحمراء التي تنتهي بمياسم تستقبل حب الطلع، ويبلغ طولها 1 إلى 3 مم (الشكل 2).

الشكل (1) النورات الهرية الذكرية لدى بعض أجناس الفصيلة البندقية.
الشكل (2) النورات الأنثوية لدى بعض أجناس الفصيلة البندقية.

الثمرة جوزة nut أو جويزة بيضوية إلى شبه كروية، وحيدة البذرة، يرافقها قناب involucre ناجم عن نمو القنابتين الثانويتين مع تنامي الثمرة. قد يكون هذا القناب مسطحاً ومفتوحاً كما هي الحال لدى جنس الشرد أو منتفخاً كالمثانة تختفي ضمنه الثمرة كاملاً كما هي الحال لدى جنس الصلع Ostrya، أو على شكل جرس حوافه مسننة أو مفصصة بدرجات متفاوتة، ويحيط بشكل جزئي أو كلي بالثمرة لدى البندق.

التصنيف وأهم الأجناس

تنتمي الفصيلة البندقية إلى رتبة الزانيّات Fagales من ثنائيات الفلقة الحقيقية eudicots، تضم بمفهومها التقليدي القديم أربعة أجناس معاصرة، وهي: جنس البندق Corylus (15 نوعاً) وجنس الشرد Carpinus (35 نوعاً) وجنس الصلع (10 أنواع) وجنس أوستريوبسيس Ostryopsis (نوعان). وتقسم إلى قبيلتين tribe تضم الأولى البندق، وتضم الأخرى الأجناس الثلاثة المتبقية. غير أن التصانيف الحديثة - بما في ذلك التصنيف السلالي لمجموعة مغلفات البذور (APGIII) Angiosperm Phylogeny Group III. أكدت ضرورة دمج الفصيلة البندقية والفصيلة البتولية Betulaceae معاً في فصيلة واحدة سميت بالفصيلة البتولية؛ إذ أوضحت الدراسات المستفيضة في مجالات التنامي والتشريح والمورفولوجيا والكيمياء الحيوية أنهما تشكلان مجموعة وحيدة السلف، ومن أدلة ذلك امتلاكهما أزهاراً وحيدة الجنس تجتمع في نورات هرية وكون حافة الورقة منشارية مضاعفة؛ إضافة إلى معطيات الدناDNA المعتمدة على سَلسَلة جينات الرنا الريباسي والجين (rbcL)، وهي إحدى جينات دنا الصانعات الخضراء التي تَرْمُز إلى تحت الوحدة الكبرى من إنزيم روبيسكو RuBisCo أحد الإنزيمات المهمة في عملية التركيب الضوئي لدى حقيقيات النواة والبكتريا الزرقاء.

وما يميز هذه الفُصيلة (تحت الفصيلة) عن الفُصيلة البتولية من الناحية المورفولوجية التحام القنابات الثانوية للأزهار الأنثوية وتضخمها وانتفاخها وإحاطتها بشكل كلي أو جزئي بالثمرة الجوزة أو الجويزة؛ وبأزهارها الذكرية التي تفتقر إلى كل من الكأس والتويج.

1- جنس البندق:

يضم جنس البندق 15 نوعاً، من الجنبات الكبيرة أو الأشجار متساقطة الأوراق التي يراوح طولها من 15-3 م (الشكل 3). قشرة الساق رقيقة وملساء تتقشر مع التقدم في العمر إلى شرائح عمودية أو إلى حراشف. براعم الشتاء لاطئة، تكسوها حراشف عديدة ومتراكبة. الأوراق بيضوية عريضة إلى مدورة، تحمل 8 أعصاب جانبية أو أقل. النورات الهرية الذكرية متدلية، ذات لون أصفر شاحب، وتكون في مجموعات من 2-5، طولها 12-5 سم. تتألف الزهرة الذكرية من 4 أسدية، تبدو وكأنها ثمانٍ نظراً لانشطار الخيوط حتى منتصفها. وتكون الأزهار الأنثوية المخفية ضمن حراشف البراعم؛ إذ تتألف من كربلتين تُكوّنان مبيضاً وحيد الحجيرة، وتبدو منها فقط الأقلام الحمراء، وتتألف الوحدة السيمية في النورة الأنثوية من زهرتين تحاطان بقنابة أولية وقنابتين ثانويتين.

الشكل (3) المظهر العام للبندق الشائع مع الثمار الجوزية من قرب.

الثمار جوزات شبه كروية إلى بيضوية تدعى بالبندقة، طولها 1-2.5 سم، وقطرها 1-2 سم، تحاط كلياً أو جزئياً بقناب مؤلف من التحام القنابتين الثانويتين اللتين تنموان مع نضج الثمرة، وربما تشكلان أنبوباً متطاولاً تختفي ضمنه الثمرة كاملاً. تسقط البندقة من القناب عند النضج، بعد نحو 7-8 أشهر من الإلقاح. وتتضمن النورة الثمرية عدة ثمار.

تتوزع أنواع جنس البندق في ثلاث مجموعات، وذلك بناء على الشكل الحياتي وشكل القناب (الشكل 4). تضم المجموعة الأولى جنبات تمتلك قنّاباً قصيراً مفتوحاً مؤلفاً من قنابتين تحيطان جزئياً بالثمرة، ومن أهم أنواعه: البندق الأمريكي Corylus americana، وتوجد في شمال شرقي أمريكا، والبندق الشائع Corylus avellana، وينتشر في أوربا وغربي آسيا والبندق متباين الأوراق Corylus heterophylla، وينتشر في آسيا. وتشمل المجموعة الثانية أنواعاً لها شكل حياتي مشابه للمجموعة الأولى؛ ولكن القناب طويل يبلغ طوله ضعفي طول الجوزة أو أكثر، وقد يشكل منقاراً أنبوبياً، ويخفي البندقة كليّاً، ومن أهم أنواعه: بندق كولشيكا Corylus colchica في القوقاز والبندق المؤنف Corylus cornuta في شمالي أمريكا والبندق الكبير Corylus maxima في شمال شرقي أوربا وجنوب غربي آسيا. وتتميز المجموعة الثالثة بأن الثمار محاطة بقناب قاسٍ قد يصبح مشوكاً في بعض الحالات. ويتمثل الشكل الحياتي لأنواعها بأشجار ذات ساق مفردة ارتفاعها 20-35 متراً، ومن أهم أنواعها: بندق هيمالايا Corylus ferox في غربي الصين، والبندق التركي Corylus colurna في جنوب شرقي أوربا وآسيا الصغرى. وهناك هجائن عديدة يمكن أن تُلاحظ في المناطق التي ينتشر فيها أكثر من نوع.

الشكل (4) أهم أشكال القناب الملاحظة لدى أنواع جنس البندق.

وتُعدّ الأصناف الزراعية للبندق- والتي يُحصَل عليها في الغالب من البندق الشائع والبندق الكبير- بالعشرات، وتتباين على نحو رئيس في حجم الثمار أو وقت الإزهار.

2- جنس الشرد أو النيرية:

أشجار طولها 8-25 م، مفردة الساق عادة، يحمل الجذع والأفرع أثلاماً وأخاديد طولانية غير منتظمة. قشرة الساق رقيقة وناعمة. براعم الشتاء لاطئة، بيضوية الشكل، رباعية الزوايا في المقطع العرضي، حراشفها عديدة ومتراكبة. نصل الورقة بيضوي ضيق أو إهليلجي، ذو حافة منشارية مضاعفة إلى منشارية بسيطة، وتضليع ريشي يحمل 10 أضلاع جانبية أو أكثر، وتظهر الأزهار والأوراق في الوقت ذاته. النورات الذكرية أسطوانية، متدلية، لاطئة، توجد منفردة عادة على أفرع السنة الماضية، وتضم النورة السيمية الذكرية زهرة واحدة في إبط كل قنابة تتألف من 4-8 أسدية تنشطر خيوطها أسفل المئبر. أما النورات الهرية الأنثوية فتوجد على النموات المتشكلة حديثاً، وتكون القنابات والأزهار غير متراصة، وتضم النورة السيمية الأنثوية زهرتين في إبط كل قنابة، ويتمثل الكأس لديهما بأنبوب قصير في قاعدة المبيض يحمل من 6-10 أسنان غير متساوية. وتشكل النورات الثمرية مجموعات عنقودية متراخية. القنابة ثلاثية الفصوص، ذات طبيعة ورقية، تستديم مع الثمرة، وتكون مسطحة. الثمرة جويزة nutlet صغيرة (أصغر من 8 مم)، بيضوية إلى مثلثية الشكل، تحمل أضلاعاً طولانية، ويكللها غالباً الكأس المستديمة والأقلام (الشكل 5).

الشكل (5)

يضم جنس الشرد 35 نوعاً موطنها الأصلي المناطق المعتدلة من نصف الكرة الشمالي، وخاصة في الشرق الأقصى؛ ولاسيما الصين، وهناك نوع واحد موطنه الأصلي أمريكا الشمالية؛ وهو الشرد الأمريكي Carpinus caroliniana، ونوعان ينتشران في أوربا وآسيا؛ هما الشرد الشائع أو البتولي Carpinus betulus والشرد الشرقي Carpinus orientalis. وينتشر النوع الأخير في سورية في جبال المنطقة الساحلية.

3- جنس الصلع:

يتضمن جنس الصلع 10 أنواع من الأشجار الصغيرة المنتشرة جنوبي أوربا وجنوب غربي آسيا وشرقيها ووسط أمريكا وشماليّها، وفي سورية منه نوع واحد يعرف محلياً بالصلع Ostrya carpinifolia ينتشر في غابات جبال المنطقة الساحلية. براعم الشتاء لاطئة تغلفها حراشف عديدة ومتراكبة. الأغصان والغصينات ثنائية الصف، القشرة خشنة وكثيرة الحراشف. الأوراق متناوبة، طولها 3-10 سم، نصل الأوراق بيضوي أو إهليلجي يحمل 10 أشفاع من العروق الجانبية أو أكثر. تجتمع الأزهار المذكرة في نورات هرية طولها 5-10 سم، وتضم كل قنابة في إبطها ثلاث أزهار. وتجتمع الأزهار الأنثوية في هريرات طولها 2-5 سم، وتوجد زهرتان في إبط كل قنابة. تتحول النورة الأنثوية بعد الإلقاح إلى نورة ثمرية متدلية تشكل ما يشبه المخروط. وتتألف من قنابات متراكبة ومنتفخة ومغلقة تشبه المثانة، ويراوح عددها بين 6-20، ويحتوي كل منها على ثمرة جويزة واحدة صغيرة طولها 2-4 مم، بيضوية، مضلعة طولانياً تكللها السبلات الدائمة والقلمان، وتضم بذرة واحدة (الشكل 6).

الشكل (6)

4- الجنس أوستريوبسيس Ostryopsis davidiana:

جنبات متساقطة الأوراق طولها 3-5 م، الأوراق متناوبة، حافتها مشرشرة مضاعفة بشكل غير منتظم. النورة الذكرية أسطوانية، القنابات في الوحدة السيمية متراكبة ومفردة؛ إذ تغيب القنابتان الثانويتان، وفي إبط كل قنابة زهرة ذكرية واحدة تتألف من 4 أسدية، وتكون قمة المئبر غير موبرة. النورة الأنثوية شبه رؤيسية، تشكل القنابات غمداً أنبوبياً، ذا قوام جلدي، مفصص القمة، وتُلفى زهرتان في إبط كل قنابة. النورة الثمرية طولها 3-5 سم وتتضمن 6-10 «بذور». وكل «بذرة» هي في الحقيقة ثمرة جويزة بيضوية – كروية، طولها 4-6 مم، ذات أضلاع بارزة، وتكون مخبأة بالكامل ضمن القنابات (الشكل 7). يضم هذا الجنس نوعين فقط متوطنين في الصين.

الشكل (7)

البيئة والتوزع الجغرافي

تشير الأدلة المستحاثية إلى أن الفصيلة البندقية قد نشأت في نهاية العصر الكريتاسي Cretaceous منذ نحو 70 مليون سنة خلت في وسط الصين. وقد كانت هذه المنطقة في ذلك الوقت ذات مناخ متوسطي؛ نظراً لقربها من بحر تيثيس Tethys، الذي كان يغطي أجزاءً تُشكل اليوم التبت وشينجيانغ Tibet and Xinjiang في الحقب الثالث المبكر. ويدعم هذا المنظور حول المنشأ أن الموطن الأصلي لمعظم أنواع الفصيلة هو هذه المنطقة، والعديد منها مستوطن هناك. وباستثناء الجنس أوستريوبسيس Ostryopsis الذي يستوطن الصين، فإن باقي أجناس الفصيلة تُظهر أنماطَ توزعٍ متشابهة بين القارات الشمالية.

تنتشر هذه الأشجار والجنبات في المقام الأول في المناطق المعتدلة والباردة في نصف الكرة الشمالي، وغالبيتها في آسيا.

تُزهر جميع زمر هذه الفصيلة مبكراً في بداية فصل الربيع، قبل ظهور الأوراق، وهي ريحية التأبير.

تجري بعثرة جويزات جنسي الشرد والصلع التي تقترن بالقنابات المتضخمة والملتحمة بالرياح أو بالماء؛ في حين تسهم السناجب إسهاماً كبيراً في انتشار ثمار البندق وتكاثرها؛ لكونه يملك ثماراً جوزية كبيرة. وهكذا تعمل السناجب على تجميع الثمار ودفنها بعيداً عن الشجرة من أجل تخزين احتياطي من المواد الغذائية، ولكن يبدو في كثير من الأحيان أنها تنسى موقع هذه المخازن.

تبدأ شجرة البندق بالإنتاج الكامل من سن 8-12 سنة ويمكن أن تعيش لأكثر من 60 سنة. أما المردود فيراوح بين 2 و3 أطنان في الهكتار الواحد (في الترب الجيدة البنية والخصبة).

الأهمية الاقتصادية

تُعدّ أنواع جنس البندق من نباتات البستنة المهمة، وهي تزرع لثمارها الصالحة للأكل. ويطلق اسم بندقة hazelnut على الثمرة الجوزية لأي نوع من أنواع جنس البندق، وثمار جميع أنواعه صالحة للأكل، غير أن البندق الشائع والبندق كبير الثمار هما أكثر الأنواع زراعة على نطاق واسع لأجل ثمارهما؛ ومنهما اشتقت معظم الأصناف الزراعية المنتشرة حول العالم. ويطلق بعض الباحثين على ثمار الأنواع المزروعة عبارة بندقة فيلبيرت filbert، والتي تمتاز من حيث الشكل عن ثمار الأنواع البرية hazelnut بأنها أكبر حجماً وأكثر تطاولاً. وتؤكل البذرة المتضمنة في الثمرة نيئة أو محمصة، وتدخل في صناعات غذائية عديدة؛ ولاسيما الشوكولا. وبما أن ثمار البندق البري أصغر من المزروع، فإنّها مشابهة لها في الطعم. ولثمرة البندق أهمية في التغذية الحيوانية أيضاً، سواء بالنسبة إلى بعض اللافقاريات كالحشرات المتكيفة للتحايل على القشرة القاسية عن طريق وضع البيوض في مبيض الأزهار الأنثوية، ومن ثم يفقس البيض وتنمو اليرقات ضمن الثمرة الناتجة عن تنامي المبيض، وهذا يوفر الحماية للذرية الناتجة التي تغادر البندقة عند فتحها؛ أم بالنسبة لبعض الفقاريات (مثل السناجب والغربان) التي تتمكن من فتح الثمرة والتغذية عليها. ولهذا تُعدّ السناجب والغربان من الآفات التي تواجه مزارعي البندق.

هناك العديد من الأصناف الزراعية cultivar تبقى من البندق الشائع أو البندق الكبير تُنمّى في الحدائق كنباتات زينة، منها صنف البندق المتعرج
C. avellana ‘Contorta’ الذي يمتلك ساقاً متعرجة لكثرة العقد فيها، ويعرف شعبياً باسم "عصا هاري لودر"
(الشكل 8) وأخرى ذات أفرع متدلية تعرف بالبندق الباكي C. avellana ‘Pendula’ وثالثة ذات أوراق أرجوانية C. maxima ‘Purpurea’.

خشب البندق أبيض إلى بني فاتح، معتدل القساوة، ثقيل، ذو بنية ناعمة، يستخدم في صنع الأثاث المنزلي ورقائق الخشب، وتُعدّ أغصان البندق مادة تقليدية تستخدم في صنع اللغد (الغصن الرفيع للمبارزة) والسلال، وإطاراً لبعض القوارب. ويمكن أن تقطع الشجرة بالقرب من القاعدة، والأفرع المتجددة النامية؛ حيث تسمح بحصادها كل بضع سنوات.

الشكل (8) البندق المتعرج.

يُطلِق البندق الكثير من الفسائل حول الشجرة الأم، فهي تنمو كأجمات، لذا يفضل تخليص الأم من هذه الفسائل كل عام؛ ولاسيما إذا زرعت كشجرة حديقة.

وتُنتج أنواع جنس الشرد خشباً قاسياً جداً، ومنه أتى الاسم الشائع للنبات في الإنكليزية ironwood "الخشب الحديدي". ولذلك نادراً ما يستخدم خشب الشرد في أعمال النجارة العامة بسبب صعوبة التعامل معه، وتقتصر استخداماته على الأشياء التي تتطلب خشباً قاسياً مثل صنع لوحات النحت ومقابض الأدوات والعجلات وقوالب الأحذية، ويُستعمل أوتاداً في ترس ناقل الحركة في الآلات البسيطة؛ بما فيها طواحين الهواء التقليدية وكسوة الأرضيات. يعمد في بعض الحالات إلى قطع الشجرة قريباً من سطح التربة لتوفير أعمدة خشبية صلبة. كما تزرع أنواع الشرد أشجاراً تزيينية في الحدائق والمتنزهات وأسيجة، أو في الأصص كشجرة قزمة (بونساي
Bonsai) (الشكل 9).

الشكل (9) أشجار قزمة "بونساي" من الشرد.

يتصف خشب الصلع أيضاً بأنه قاسٍ جداً وثقيل، ويُشتق الاسم اللاتيني للجنس Ostrya من الكلمة اليونانية ostrua التي تعني "شبيه العظم" في إشارة إلى خشبه القاسي جداً. كان هذا الخشب يستخدم تاريخياً في صنع المواد التي تخضع للاحتكاك لفترات طويلة، مثل مقابض الأدوات ورؤوس المطارق الخشبية "المدق"، وإطار العجلات وغيرها.

تُعدّ الثمار الجويزية للنوعين اللذين يضمهما جنس الأوستريوبسيس في الصين أطيب طعماً وأغلى ثمناً من ثمار البندق الشائع أو البندق الآسيوي.

مراجع للاستزادة:

-A. Bresinsky, et al., Strasburger’s Plant Sciences. Springer-Verlag Berlin Heidelberg, 2013.

-A. Cronquist, An Integrated System of Classification of Flowering Plants. Columbia University. New York, 1981.

-Z.D. Chen, et al., Phylogeny and evolution of the Betulaceae as inferred from DNA sequences, morphology, and palaeobotany. American Journal of Botany, 86: 1168-1181, 1999.


التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا)
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1062
الكل : 58492418
اليوم : 64932

البستنة في الدفيئات

التنوير (عصر ـ)   التنوير enlightment اتجاه ثقافي ساد أوربة الغربية في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة من المثقفين والمفكرين، عُرفوا باسم الفلاسفة philosophers، وكانوا صحفيين وكتاباً ونقاداً ورواد صالونات أدبية أمثال فولتير، ديدرو، كوندورسيه، هولباخ، بيكاريه، ولكن هؤلاء المفكرين أخذوا عن الفلاسفة العقليين ديكارت واسبينوزا وليبتنز ولوك الذين طبعوا القرنين السابع عشر والثامن عشر بطابعهم الثقافي حتى أُطلق على هذه الفترة عصر العقل age of reason، وكان التنوير نتاجه.
المزيد »