logo

logo

logo

logo

logo

التخطيط البيئي

تخطيط بييي

Environmental planning -

 التخطيط البيئي

التخطيط البيئي

أهداف التخطيط  البيئي مقومات التخطيط البيئي
فوائد التخطيط البيئي السياسات البيئية
أدوات التخطيط البيئي بعض نماذج التخطيط البيئي
 

التخطيط البيئي environmental planning هو نمط متطور من أنماط التخطيط، يعتمد على إعداد خطط التنمية من منظور بيئي. وهو بذلك يُكوّن أداةً أساسيةً من أدوات حماية البيئة؛ إذ يضع مصلحتها في المقام الأول عند التخطيط لمشاريع التنمية المختلفة؛ بحيث لا تصبح مخرجات هذه الخطط عبئاً على البيئة، ولا تتعدى طموحاتها الحدَّ البيئي الحرج.

التخطيط البيئي ضرورة ملحَّة في الوقت الحاضر تتزايد يوماً بعد يوم الحقائق التي تجعل من الأخذ بالتخطيط البيئي ضرورة ملحَّة في الوقت الحاضر، وأهم هذه الحقائق:

1- التزايد السريع في عدد سكان الأرض، والذي يمثّل ضغطاً على الحكومات المحليَّة من أجل إعداد خطط تنمويَّة تلبي متطلبات هذا التزايد.

2- وصول الموارد البيئية في كثير من الحالات إلى مرحلة الندرة؛ مما يحتّم على المخططين ابتكار خطط تضمن استخداماً رشيداً ومتوازناً لهذه الموارد.

3- حقيقة أنّ قدرة التخطيط البيئي على إنتاج خطط تأخذ البعد البيئي بالحسبان لا يتناقض مع تحقيق خطط التنمية الشاملة؛ بل على العكس يرسخ هذه التنمية ويدعمها.

4- عجز التخطيط القائم على الجدوى الاقتصادية فقط؛ عن تحقيق طموحات الأجيال القادمة في تنمية مستدامة، بل إسهامه في ظهور مشكلات بيئية تهدد مستقبل العالم.

أهداف التخطيط البيئي

يهدف التخطيط البيئي إلى تحقيق مجموعة من الأهداف منها:

1- حماية البيئة والحفاظ على سلامتها، وصيانة أنظمتها الطبيعية.

2- استعملال الموارد الطبيعية استعمالاً رشيداً.

3- تحقيق التنمية المستدامة؛ بما يحقّق مصلحة الأجيال الحالية والقادمة.

4- حماية الإنسان والكائنات الحية الأخرى من الأنشطة المضرة بالبيئة كافة.

5- التخلص من جميع أنواع التلوث، أو على الأقل خفضه إلى الحدود المسموحة.

فوائد التخطيط البيئي

تنعكس فوائد التخطيط البيئي على جميع جوانب حياة الإنسان، وتتجلى على نحو جليّ واضح في الجوانب الآتية:

1- الجانب الصحي: يمكن إدراك الفوائد الصحية للتخطيط البيئي من خلال الحقائق الآتية:

أ- إنَّ إنشاء مشروع اقتصادي صناعي اعتماداً على التخطيط البيئي يعني: انبعاثات آمنة، ومخلفات صلبة وسائلة في الحدود التي تتحملها البيئة المحيطة؛ وهذا سينعكس إيجابياً ومباشرة على صحة السكان؛ وذلك لما تحمله تلك الانبعاثات والمخلفات من موادَّ وغازاتٍ سامة تؤثر في الصحة.

ب- إنَّ إنشاء تجمعات سكنية جديدة اعتماداً على التخطيط البيئي يعني: خفضاً للضوضاء، وزيادة في المساحات الخضراء، ممّا سينعكس إيجابياً ومباشرة على صحة السكان.

ج - إنَّ اعتماد التخطيط البيئي في التخلص من المخلفات وإعادة استخدامها سيقي السكان من الأمراض التي كانت ستنجم عن التخلص من تلك المخلفات بالطرائق التقليدية كالحرق والطمر.

2- الجانب الاقتصادي: يؤدي التخطيط البيئي بصورة مباشرة أو غير مباشرة إلى نمو اقتصادي يتجلى في المظاهر الآتية:

أ- إنَّ الفوائد الصحية التي تنجم عن اعتماد التخطيط البيئي، والتي سبق الإشارة إليها؛ تنعكس إيجابياً على السكان؛ من خلال خفض إنفاق الحكومة على الجانب الصحي، وتحويل هذه النفقات إلى قطاعات خدمية أخرى.

ب- ينجم عن استخدام التخطيط البيئي ترشيداً لاستخدام الموارد البيئية ذات القيمة الاقتصادية، وفي ذلك تحقيق لاستدامة تلك الموارد، وما ينجم عن ذلك من منافع اقتصادية كثيرة.

ج - يهدف التخطيط البيئي إلى البحث عن مصادر بديلة متجددة للطاقة؛ ممّا يؤدي إلى خلق فرصٍ اقتصادية (عمل، تجارة)، تنعكس إيجابياً على السكان.

د - يعمل التخطيط البيئي على استغلال المخلفات وإعادة تدويرها، وفي ذلك حدٌّ من استخراج مواد خام جديدة، ومن ثمّ حفاظٌ على الموارد الطبيعية.

3- الجانب الاجتماعي: تتجلى الفوائد الاجتماعية لتطبيق التخطيط البيئي في الحقائق الآتية:

أ- يؤدي التخطيط البيئي إلى تحقيق العدالة في توزيع الموارد الطبيعية بين الجيل الحالي والأجيال القادمة، وهذا ما يكوّن الركن الأساسي للتنمية المستدامة.

ب- يسهم تطبيق التخطيط البيئي في القضاء على الفقر؛ من خلال إسهامه في حلِّ مشكلة التزايد السكاني السريع، إذ يُمَكِّن من تحقيق التوازن بين النمو السكاني وفعالية استخدام الموارد.

ج - يقضي التخطيط البيئي لمشاريع الإسكان على مظاهر السكن العشوائي، ممّا ينعكس مباشرة على خفض المشكلات الاجتماعية التي تصاحب تلك المظاهر.

أدوات التخطيط البيئي

يستخدم التخطيط البيئي في تحقيق أهدافه أدواتٍ عدة يُذكر منها:

أ- تقييم الأثر البيئي Environmental Impact Assessment (EIA): وهو عملية تنبؤ بالآثار البيئيَّة لمشروعٍ ما على البيئة المحيطة وتوصيف هذه الآثار وتحليلها، ووضع الإجراءات العمليَّة والمنهجيَّة لإدارتها ومراقبتها وتخفيفها. وتخدم عملية تقييم الأثر البيئي التخطيط البيئي في:

1- إيجاد البدائل وتطوير التصاميم بحيث يكون تأثيرها البيئي السلبي في الحدود الدنيا.

2- تحسين المردود الاقتصادي الاجتماعي للمشاريع المزمع إنشاؤها.

3- الاستخدام الأمثل للموارد الطبيعية.

4- تسهيل اتخاذ القرار من قبل أصحاب القرار.

5- وضع تصور لإمكان توقع حدوث الأخطار، وكيفية تلافيها.

6- حماية صحة الإنسان وأمانه.

ب- نظام الإدارة البيئية Environmental Management System (EMS) : يُلزمُ هذا النظام -في حال تطبيقه- المنشآت المحدثة في التزام سياسة بيئية ذات أهداف محددة.

ج - نظام المعلومات الجغرافي Geographic Information System (GIS): يُمكّنُ هذا النظام من إدخال بيانات مكانية جزءاً من الأرض وتخزينها واستعادتها، ومعالجتها، وعرضها؛ ممّا يجعله ذا قيمة كبيرة في شرح الأحداث، وتوقع ما سيحدث مستقبلاً.

مقومات التخطيط البيئي

من أهم المقومات أو الدعائم التي يعتمدها التخطيط البيئي في تحقيق أهدافه:

أ- توفر معلوماتٍ بيئية شاملة وتفصيلية: إذ تسهم هذه المعلومات في تحديد الحمولة البيئيَّة للمنطقة المراد التخطيط لها.

ب- وجود إدارة بيئية فاعلة: فنجاح التخطيط البيئي يستلزم أطراً مؤهلة فنياً وبيئيّاً، وإدارة تمتلك خبرات عمليَّة في العمل البيئي، وتمتلك صلاحياتٍ تمكّنها من أداء دورها على النحو الأمثل.

ج - مشاركة المُخطِّط البيئي في اتخاذ القرار: والذي يجب أن يكون متخصصاً في صيانة البيئة والمحافظة عليها، وهو ما يميزه من المخطِّطين الآخرين.

د - وجود الرقابة البيئية: وهي إحدى أهم وسائل إنجاح التخطيط البيئي؛ لأنها تمثل صمام الأمان لضمان الالتزام بالشروط البيئية المدرجة في الخطط التنموية.

هـ - توفر التوعية البيئية: لأنَّ تطبيق التخطيط البيئي في أي مجتمع يتطلب أولاً رفع الوعي البيئي لدى أفراد المجتمع، وأصحاب القرار.

و - تفعيل المشاركة الشعبية: تصبح فرص نجاح التخطيط البيئي أكبر بمشاركة السكان المحليِّين؛ لأنهم الأكثر ارتباطاً ببيئتهم، والأكثر تفهماً لمشكلاتها.

السياسات البيئية

يرتكز التخطيط البيئي على وضع لوائح بالسياسات البيئية؛ لما لهذه السياسات من دور فعال في إضفاء الفعاليَّة على الإدارة البيئية. وتتضمن السياسات البيئية العامة المجالات الآتية:

1- حماية البيئة من التلوث.

2- المحافظة على البيئة الطبيعية والموارد الطبيعية وموارد الطاقة.

3- دعم الزراعة والثروة الحيوانية.

4- ملاءمة التطور العمراني والسكني والطابع المعماري للظروف البيئية.

5- الحدّ من الآثار السلبية لاستخدام التقانات على الإنسان والبيئة والاستفادة منها.

6- المحافظة على التراث القومي.

7- تنمية القوى البشرية في مجال حماية البيئة.

8- دعم التوعية والتربية البيئية.

9- تشجيع الأبحاث البيئية.

10- مراعاة الاعتبارات الدولية في حماية البيئة.

ويتطلب تنفيذ هذه السياسة وضع التشريعات الملائمة، وتحديد المستويات الآمنة للملوثات في مجالات البيئة المختلفة مثل الهواء والماء والتربة، وأن يتمَّ على أساسها تحديد مستويات الملوثات المسموح بصرفها من أيِّ مصدر من المصادر، والحدّ من مستويات التلوث الحالية أو تقليلها؛ وذلك بإجراء الدراسات والتحليلات اللازمة وتحديد التقانة المناسبة. كذلك الحد من مشاكل التلوث المستقبلية؛ وذلك بترتيب مشروعات التنمية الصناعية والعمرانية المزمع إقامتها، وتقييمها، وتعميم أساليب التقييم البيئي وجعلها جزءاً لا يتجزأ من عمليات التخطيط الإنمائي، على أن يؤخذ بالحسبان المواصفات التي تحدّد الجودة البيئية لكل مكونات البيئة المختلفة، والتقليل قدر الإمكان من الأضرار البيئية. وكذلك تنمية القدرات الوطنية؛ وذلك بدعم خطط تدريب الأطر الوطنية التي تقوم بتنفيذها الهيئات المختلفة، ودعم التنسيق وتطويره، والتعاون بين مختلف الجهات الوطنية المختصة؛ وذلك في إطار السياسة العامة لحماية البيئة.

بعض نماذج التخطيط البيئي

1- تخطيط المناطق الصناعية:

يولي التخطيط البيئي أهمية خاصة لإقامة المناطق الصناعية؛ فهو يهتم بجميع مراحل إقامة هذه المناطق بدءاً من تخطيط هذه المناطق، حيث يمكن للمخطط البيئي على سبيل المثال التدخل من أجل تحقيق الأهداف الآتية:

أ- الاستفادة القصوى من اتجاه الرياح السائدة: بحيث تحقق هذه الرياح مردوداً أعلى في تشتيت الملوثات الغازية المنبعثة.

ب- مراعاة العوامل الطبوغرافية (التضاريس): بحيث يُستفاد من هذه العوامل في تحقيق أعلى فعالية ممكنة في صرف المخلفات السائلة والغازية الناتجة من هذه المناطق.

ج - تحديد أماكن الصناعات المختلفة ضمن المناطق الصناعية: بحيث تحدُّ من انتقال الملوثات من منشأة إلى أخرى، ومن ثمّ تحدُّ من التأثير في العاملين في المنشأة، وعلى نوعية المنتجات التي تنتجها المنشأة. وعلى سبيل المثال يمكن وضع الصناعات التي يحتمل أن تؤدي إلى تصاعد الملوثات إلى الهواء في مركز المنطقة، وتحيط بها المناطق الأقل تأثراً بهذه الملوثات، وتوضع الصناعات التي لا تؤدي إلى تصاعد ملوثات أو يصدر عنها ملوثات قليلة في المحيط الخارجي للمنطقة، بحيث تعمل هذه الصناعات بوصفها مناطق عازلة تقلّلُ من تأثر المناطق السكنية المجاورة بالملوثات.

د - إقامة أحزمةٍ عازلة بين مناطق الصناعات المختلفة؛ بحيث يُراعى في تحديد عرض هذه الأحزمة نوعية الصناعة، وطبيعة التنمية في المنطقة المحيطة بها.

هـ - تحديد متطلبات المناطق الصناعية من محطات توليد للطاقة ومحطات تحلية المياه وشبكة الطرق وغيرها.

2- إقامة التجمعات السكنية:

يهتم التخطيط البيئي بإقامة المناطق السكنية، حيث يتدخل في تخطيط هذه التجمعات من منظور بيئي من أجل تحقيق العديد من الاعتبارات البيئية التي يُذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي:

أ- عدم إقامة هذه المناطق في اتجاه هبوب الرياح.

ب- إقامة الأحزمة الخضراء أو الجسور المرتفعة على جوانب الطرق للفصل بين المناطق السكنية، وتفادي إقامة التقاطعات المرتفعة بالقرب من المناطق المأهولة، وتحديد عرض المناطق العازلة ضمن هذه التجمعات، وذلك بحسب طبيعة الملوثات الصادرة وحجمها.

ج - تحديد ارتفاع الأبنية المفردة والفيلات؛ بحيث لا تتجاوز ارتفاع الأشجار التي تُزرع حولها.

د - تصمّم الشوارع  في  المناطق السكنية المزمع إقامتها بطريقة تتناسب مع الأحوال المناخية السائدة، ولا سيما اتجاه الرياح.

هـ - إبعاد حركة المرور السريع عن مركز المدن في المناطق السكنية.

و - تشجيع استخدام  وسائل النقل العام من أجل تقليل كميات الملوثات التي تتصاعد من عوادم المركبات، والتدخل في تحديد مواصفات السيارات واختيار أنواع الوقود المناسبة، وتوعية السائقين إلى الوسائل الكفيلة بالحد من تصاعد الملوثات والتقليل من الضوضاء.

أخيراً يمكن القول إنَّ التخطيط البيئي لا يُنتج فقط الخطط البيئية التي تهدف إلى حماية البيئة والحفاظ على الموارد الطبيعية على نحو مباشر (مشروع إعادة تأهيل نهر ملوث، مشروع حماية حيوانات معرضة للانقراض، مشروع إنشاء محطة رصد بيئي)؛ وإنما جميع أنواع الخطط التي تأخذ البعد البيئي بالحسبان؛ بحيث تتحقق فلسفة التنمية التي تستند إلى حقيقة مفادها أنَّ الاهتمام بالبيئة والموارد البيئيّة من أهم ضرورات التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

أحمد داود

مراجع للاستزادة:

- عبد المقصود زين الدين، التخطيط البيئي مفاهيمه ومجالاته، سلسلة قضايا بيئية، الجمعية الكويتية لحماية البيئة، الكويت 1982.

- عبد الحليم غنيم، دراسات في جغرافية العمران والتخطيط البيئي لدولة الإمارات العربية المتحدة، دار القراءة للجميع، دبي 1993.

- A. Beeby, A.Marie Brennan, First Ecology: Ecological Principles and Environmental Issues, Oxford University 2008.

- T. Daniels, Environmental Planning, Routledge; 2017.

- D. P. Loucks, E. van Beek, Water Resource Systems Planning and Management: An Introduction to Methods, Models, and Applications,Springer; 2017.

- B. Sørensen, Renewable Energy: Physics, Engineering, Environmental Impacts, Economics and Planning, Academic Press; 2017.

 


التصنيف : علوم البيئة والتنوع الحيوي
النوع : علوم البيئة والتنوع الحيوي
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1047
الكل : 58491290
اليوم : 63804

أثر زيمان

إِبيروس   مقاطعة في شمال غربي اليونان تجاور كلاً من تسالية ومقدونية وتراقية وتفصلها عن تسالية سلسلة جبال البندوس الكلسية التي تمتد من الشمال الغربي إِلى الجنوب الشرقي, وتدعى في اليونانية إِبيروس Epiros ومنها اسمها بالإِنكليزية Epirus وبالفرنسية Epire ويذكر هوميروس أن اسمها يعني «الأرض الصلبة» وهي تتصل بجنوبي ألبانية. وتغطي سلاسل الجبال الكلسية الضخمة التي قد ترتفع إِلى 2600م جزءاً كبيراً من سطحها, وتخترقها الوديان الضيقة العميقة الجميلة. بينما تمتد السهول الفسيحة والمروج في المنطقة الشمالية.
المزيد »