logo

logo

logo

logo

logo

اتصالات المعطيات

اتصالات معطيات

Data communication - Communication de données

اتصالات المعطيات

وسيم الشمعة

ابتدال الرزم الشبكات وقنوات المعطيات
بروتوكولات شبكات المعطيات الابتدال switching     
تطبيقات عملية ابتدال الدارات

 

 

 

تطورت علوم الاتصال وتقاناته تطوراً كبيراً خلال العقود الأخيرة، وشمل ذلك كل ما يتعلق بفيزيائية قنوات الاتصال وطرائق التعديل والكشف الرقمية ومعالجة الخطأ. ومع تطور التقانة المستخدمة في بناء قنوات الاتصال، تطورت أيضاً تقنيات التضميم multiplexing techniques، وهذا ما سمح ببناء قنوات اتصال سلكية ولاسلكية ذات معدلات نقل مرتفعة. وقد أسهمت الزيادة الكبيرة التي حدثت في معدلات النقل في توسع شبكات اتصال المعطيات فصارت مكوّناً أساسياً في الاتصالات الحديثة.

الشبكات وقنوات المعطيات

الشبكة كيان يسمح بتبادل المعطيات بين مختلف النقاط الطرفية التي تنتمي إليه. وهذا يعني أن الشبكة تستطيع توفير قناة اتصال ثنائية الاتجاه بين أي نقطتين طرفيتين تنتميان إليها، وتحتاج الشبكة في بنيتها التحتية infrastructure إلى قنوات تضميم ذات معدلات نقل مرتفعة، بهدف تحقيق تبادل المعطيات بين عقد الشبكة network nodes، وربط الشبكات المحلية بالشبكات الإقليمية والعالمية.

تُعدّ الألياف البصرية optical fibers  من أكثر قنوات التضميم المستخدمة في الشبكات، وتعمل بحسب التقنيات SDH/SONET وWDM ؛ وتختلف هذه التقنيات من حيث منهجية التضميم المستخدمة ومعدلات النقل. تعتمد التقانة SDH/SONET على التضميم باقتسام الزمن (TDM) time division multiplexing، أما التقانة WDM فتعتمد على التضميم باقتسام التردد (FDM) frequency division multiplexing. وقد طُوّرت التقانة SDH/SONET لتجميع المكالمات الهاتفية، كما تُستخدم في البنية التحتية لشبكة الإنترنت لربط المسيّرات routers فيما بينها. يبيّن الجدول (1) معدلات النقل للقنوات STM-N وOC-N بحسب التقانة SDH/SONET.

 STS =SynchronousTransport Signal إشارة ناقلة متزامنة
OC= Optical Carrier حامل صوتي
STM=Synchronous Transport  Module مجتزأ ناقل متزامن

تقدم التقانة     WDW  التي ابتُكرت في العام 1990 قنوات تضميم بصرية ذات معدلات نقل فائقة، وتعتمد على التضميم باقتسام التردد FDM. وقد كان لأول مضمّم ثماني قنوات بصرية، ولكل قناة معدل نقل قدره  2.5Gbps.  وبعد عشر سنوات ظهرت مضمّمات ذات 96 قناة، ولكل قناة معدل نقل يصل إلى 10Gbps؛ أي بمحصلة تساوي 960Gbps. ثم ظهرت تقانة  DWDW التي تتيح ضمّ عدد كبير جداً من القنوات، وتقدّم معدلات نقل فائقة.

الابتدال  switching

لتحقيق الاتصال بين مختلف نقاط الشبكة لا بدّ من  ابتكار آليات محدّدة. يبيّن الشكل (1) طريقة بسيطة لتوفير اتصال بين نقاط الشبكة بوساطة بناء مسارات منفصلة بعضها عن بعض فيزيائياً. وهذا يعني أن هناك قناة اتصال مستقلة تصل بين كل نقطتين من نقاط الشبكة، ويتطلب ذلك بناء عدد كبير جداً من القنوات المستقلة فيزيائياً، والتي سوف تزداد تصاعديّاً كلما ازداد عدد نقاط الشبكة. لذلك تصبح هذه الطريقة غير عملية، ولا يمكن تحقيقها في الشبكات الكبيرة ذات العدد الكبير من النقاط الطرفية. ولحل هذه المشكلة جرى تطوير تقنيات الابتدال التي تطورت تطوراً كبيراً مع تطور شبكات الاتصال وتوسعها.

تقوم تقنية الابتدال بتحقيق اتصال بين أي نقطتين من نقاط الشبكة خلال حيّز زمني محدّد. ويعني ذلك توفير قناة اتصال ثنائية الاتجاه، يجري عبرها تبادل المعطيات بين النقطتين الطرفيتين. يبيّن الشكل (2) شبكة بسيطة تعتمد هذه التقنية.

الشكل (2) تقنية الابتدال الشكل (1) : قنوات اتصال مستقلة فيزيائياَ

يُستخدم حالياً نوعان من تقنيات الابتدال، يعتمد كل منها على منهجية مختلفة، وهما: ابتدال الدارات circuit switching وابتدال الرزم packet switching. يُستخدم ابتدال الدارات في منظومة الشبكة الهاتفية والجوّال، أما ابتدال الرزم فهو مطبّق في شبكات المعطيات وشبكة الإنترنت. ثمة اختلاف كبير بين هاتين التقنيتين من نواحٍ عديدة، تتعلق بطريقة تهيئة الاتصال بين النقاط الطرفية وكيفية تحديد المسار الذي تسلكه المعطيات المتبادلة، والبروتوكولات المستخدمة في تقسيم المعطيات المرسلة وترتيب إرسالها في الشبكة وغيرها.

ابتدال الدارات

الشكل (3) شبكة هاتفية مبسطة

تُعدّ المنظومة الهاتفية أول وأهم شبكة تعتمد تقانة ابتدال الدارات. عند طلب اتصال هاتفي بين نقطتين طرفيتين تقوم تجهيزات الابتدال بالبحث عن المسار المناسب الذي يحقق الاتصال بينهما، ويبقى هذا المسار ثابتاً من دون تغيير طوال فترة الاتصال. يبيّن الرسم التخطيطي في الشكل(3) كيفية تحقيق اتصال بين هاتفين على نحوٍ مبسط حيث تمثل المستطيلات في الشكل مراكز ابتدال switching offices، والتي توفّر الاتصال بين أحد الخطوط الواردة وأحد الخطوط الخارجة. وعند تمرير الاتصال فإن مركز الابتدال يوفّر وصلة فيزيائية بين الخط الوارد وأحد الخطوط الخارجة. في الأيام الأولى من تطوير منظومة الهاتف، كان عامل الاتصال operator يقوم بتحقيق الوصلة الفيزيائية يدويّاً بين النقاط الواردة والخارجة بوساطة الأكبال، لكن العملية الآن صارت مؤتمتة.

في الشبكة الهاتفية يجري تنضيد الحيّز الفيزيائي المخصّص لمكالمة هاتفية واحدة ضمن خطوط تجميع    trunks مكوّنة من ألياف بصرية أو وصلات مِكروية ذات معدلات نقل عالية قادرة على توفير آلاف المكالمات الهاتفية. يبيّن الشكل (4) منظومة هاتفية مبسطة تتضمن مراكز ابتدال وخطوط تجميع بمستويات مختلفة.

يبين الشكل (5) مخططاً زمنياً مبسطاً لعملية تخصيص مسار فيزيائي لمكالمة هاتفية عبر أجزاء الشبكة الهاتفية المكوّنة من خطوط تجميع ومراكز ابتدال. تجري العملية على مرحلتين: المرحلة الأولى هي البحث عن المسار، وفيها تُرسل إشارة طلب اتصال call request signal عبر مراكز الابتدال. وعند تخصيص المسار المناسب يجري إبلاغ الطرف المرسل بذلك عن طريق إرسال إشارة تأكيد acknowledgement. يمكن بعد ذلك الانتقال للمرحلة الثانية وهي تبادل المعطيات بين طرفي الاتصال.

تعاني طريقة ابتدال الدارات ضرورة حجز مسار وتكوينه بين النهايتين قبل إرسال أي معطيات. إن الزمن المنقضي بين نهاية طلب الرقم dialling وبداية الرنين ringing عند المستقبِل يمكن أن يكون 10 ثوان، وقد يكون أكثر في المسافات الكبيرة أو المكالمات الدولية. وخلال هذه المدة الزمنية تبحث المنظومة الهاتفية عن المسار المناسب.

الشكل (5) مراحل ابتدال الدارات الشكل (4) منظومة هاتفية مبسطة

بعد حجز المسار وتكوينه عبر أجزاء الشبكة بين الطرفين المتخاطبين؛ فإن التأخير الوحيد في نقل المعطيات هو فقط زمن انتشار الإشارات الكهرطيسية التي تكون بحدود 5 ميلي ثانية كل 1000 كم، وإن وجود مسار مخصص للاتصال ينفي حدوث ازدحام   congestion ؛ إذ فور حجز المسار وتكوينه، لن تظهر أبداً أي إشارة مشغولية. قد  تظهر هذه الإشارة قبل تهيئة الاتصال بسبب الانشغالية الكاملة للمبدّل أو بسبب الانشغالية الكاملة لخطوط التجميع (جميع المسارات المارة عبر خط التجميع محجوزة، ويتعلق ذلك بسعة خط التجميع   trunk capacity. تتلخص الفكرة الأساسية في ابتدال الدارات في أن تكوين الاتصال يشير إلى توافر مسار فيزيائي ثابت يمر عبر أجزاء الشبكة، وتخصيص ذلك المسار لهذا الاتصال. ويستمر هذا المسار حتى نهاية المكالمة.

ابتدال الرزم

الشكل (6) شبكة الانترنت  

تعتمد الشبكات الحاسوبية وشبكة الإنترنت على تقانة ابتدال الرزم. وتختلف منهجية العمل في هذه التقانة تماماً عن ابتدال الدارات. تتصل النقاط الطرفية في الشبكة عبر أجهزة التسيير التي تتصل فيما بينها وتتصل بأطراف الشبكة كما هو مبيّن في الشكل(6)، ويقوم الطرف المرسل بتقسيم المعطيات المراد إرسالها إلى أجزاء صغيرة، بحيث يوضع كل جزء ضمن رزمة ويوضع عنوان الوجهة   IP address في ترويسة الرزمة   packet header ثم يقوم بإرسالها إلى أقرب مسيّر. يستلم المسيّر الرزم الآتية من مصادر مختلفة، ويضعها في ذاكرته بحسب ترتيب وصولها. وعندما يحين وقت المعالجة يقوم بإرسالها إلى مسيّر آخر، حيث يتم ذلك بحسب عنوان الوجهة المرفق مع الرزمة، وبحسب الشكل الهندسي للشبكة network topology، وإن القرار الذي يتخذه المسيّر لكل رزمة مستقل عن قرارات التسيير السابقة واللاحقة، وتتم تبعاً للعنوان المرفق مع الرزمة وتبعاً لجداول التسيير routing tables المبيّتة داخل المسيّر. وقد تسلك الرزم المرسلة من نقطة طرفية إلى أخرى مسارات مختلفة حتى تصل إلى هدفها، ويعني ذلك أن الرزم قد تصل بترتيب مختلف عن ترتيب الإرسال حيث ستقوم نقطة الوجهة بإعادة ترتيبها.

الشكل (7) : مراحل ابتدال الرزم

توصل المسيّرات فيما بينها بقنوات اتصال ذات معدّلات نقل مرتفعة، إذ تُستخدم عادةً الوصلات المتوافرة في شبكات ابتدال الدارات نفسها، مثل الألياف البصرية وغيرها. وتُنضّد الرزم المتبادلة بين المسيّرات ضمن أطر معيارية عند إرسالها. تخضع عملية  تبادل الرزم بين عناصر الشبكة لحزمة من البروتوكولات المعيارية، والمتعلقة بكل طبقة من طبقات الشبكة.

يبيّن الشكل(7) مخططاً زمنياً مبسطاً لانتقال الرزم بين نقطتين طرفيتين، ويلاحظ فرق زمني بين لحظة وصول الرزمة إلى المسيّر ولحظة قيام المسيّر بإرسال الرزمة باتجاه مسيّر آخر. وينتج هذا التأخير من المعالجة وزمن الاصطفاف queuing delay ضمن المسيّر، حيث يقوم بعد ذلك بإرسال الرزمة إلى مسيّر آخر إلى أن تصل الرزمة إلى الوجهة. لا يوجد في المخطط الزمني زمن تهيئة يسبق عملية الإرسال، كما هو الحال في شبكات ابتدال الدارات، إذ يبدأ الحاسوب الطرفي مباشرة بإرسال الرزم باتجاه مسيّرات الشبكة التي تبدأ بمعالجتها عندما يحين دورها.

يقارن الجدول(2) بين تقنيتي ابتدال الدارات والرزم.

 

 

 

               نقاط المقارنة

ابتدال الدارات

ابتدال الرزم

تهيئة اتصال مسبقة

تحتاج

لا تحتاج

مسار فيزيائي مخصص

نعم

لا

تتبع المعطيات المرسلة المسار الفيزيائي نفسه

نعم

لا

تصل المعطيات بالترتيب

نعم

لا

يعطل حدوث أعطال في عقد الاتصال تبادل المعطيات

نعم

لا

عرض الحزمة bandwidth المتوافر

          ثابت

متغير

وقت حدوث الازدحام

في أثناء تهيئة المسار

عند كل رزمة

فقدان عرض حزمة

نعم

لا

يعتمد التخزين ثم الإرسال

لا

نعم

الشفافية

نعم

لا

حساب الكلفة

بالدقيقة

بالرزمة

 

 

بروتوكولات شبكات المعطيات

يعود السبب في استقرار وفعالية شبكات المعطيات التي تعمل وفق تقنية ابتدال الرزم

 OSI و TCP/IP الشكل (8) : النموذجان  

packet-switched networks؛ إلى حزمة من البروتوكولات التي تضبط عملية تبادل المعطيات بين مختلف عناصر الشبكة. يجري تبادل المعطيات في الشبكة عبر مجموعة من الطبقات التي تكوِّن بمجملها شبكة المعطيات، وتتضمن كل طبقة حزمة من البروتوكولات. وفي البداية جرى اعتماد النموذج المعياري  Open System Interconnection (OSI) model   الذي يتكون من سبع طبقات (الشكل 8 )، ثم تم إصدار النموذج المعياري  بروتوكول التحكم بالإرسال/ بروتوكول الإنترنت Transmission Control Protocol/Internet Protocol TCP/IP وهو نموذج مختصر من النموذج OSI  دُمجت فيه الطبقات السابعة والسادسة والخامسة بطبقة واحدة سميت طبقة التطبيق، كما تم تغيير اسم طبقة الشبكة إلى اسم “الإنترنت Internet. وطُوِّر هذا النموذج بما يتناسب مع شبكة الإنترنت  Internet، كما تم دمج الطبقة الثانية والأولى بطبقة واحدة سميت واجهة الشبكة   network interface، وذلك بسبب الارتباط الوثيق بين هاتين الطبقتين.

تتغير بروتوكولات طبقة ربط المعطيات data link layer تبعاً لمكوّنات الطبقة الفيزيائية المستخدمة، وهذا الارتباط الوثيق هو السبب في دمج هاتين الطبقتين في طبقة واحدة بحسب المعيار TCP/IP.

يمكن تصنيف البروتوكولات في خمس طبقات كما يلي:

 -1 - الطبقة الفيزيائية  physical layer

تتكون هذه الطبقة من كل ما هو موجود في البنية التحتية من تجهيزات وعناصر وقنوات اتصال سلكية أو لاسلكية وقنوات تجميع وغيرها. لذلك تُعدّ جميع بروتوكولات الاتصال المعمول بها على مستوى التجهيزات جزءاً من بروتوكولات الطبقة الفيزيائية. وعلى سبيل المثال فإن الشبكة  SONET/SDH  التي تعمل بتقنية ابتدال الدارات، والتي تستخدم أيضاً في البنية التحتية لشبكة الإنترنت تُعدّ أيضاً جزءاً من الطبقة الفيزيائية. ويمكن عدّ جميع البروتوكولات وطرق التأطير المستخدمة في هذه الشبكة هي جزء من بروتوكولات الطبقة الفيزيائية لشبكة الإنترنت.

- 2- طبقة ربط المعطيات

تتغير البروتوكولات المستخدمة في هذه الطبقة بحسب مكوّنات الطبقة الفيزيائية المستخدمة. وفي مكوّنات معينة تتوفر مجموعة من البروتوكولات التي يقوم كل منها بوظيفة محددة يمكن التمييز بينها بناءً على أربع وظائف وهي: التحكيم  arbitration والعنونة الفيزيائية ومعالجة الأخطاء وتحديد بروتوكول الطبقة الثالثة. ففي الشبكة المحلية LAN - على سبيل المثال - تُستخدم برتوكولات الإثرنت  Ethernet  ولذا يُستخدم البروتوكول  CSMA/CD في التحكيم. ومن جهة أخرى هناك البروتوكول المسؤول عن تشكيل الإطار الحامل للمعطيات، والذي سيقوم بحمل الرزم المرسلة من الطبقة الثالثة. كما يتضمن هذا الإطار أيضاً حقل العناوين الفيزيائية للمرسل والمستقبِل، وحقلاً مخصصاً لكشف الأخطاء ومعالجتها، وحقلاً لتحديد نوع البروتوكول المستخدم في الطبقة الثالثة. ثمة بروتوكولات للطبقة الثانية مخصصة للشبكات الواسعة    WAN وهي تعمل بالمنهجية نفسها المعمول بها في الشبكة المحلية.

 -3-   طبقة الشبكة

مهمة بروتوكولات هذه الطبقة هي نقل الرزم من المصدر وإيصالها إلى الوجهة. ويتطلب ذلك قيام الرزم بقفزات   hops كثيرة عبر مسيّرات وعناصر الشبكة. وهذه الوظيفة متباينة تماماً عن وظيفة طبقة الربط، حيث الهدف هناك هو فقط تحريك الأطر بين أطراف الوصلات المرحلية، في حين تتعامل طبقة الشبكة مع الاتصال ككل من البداية حتى النهاية. ولتحقيق هذا الهدف تحتاج طبقة الشبكة إلى معلومات عن الشكل الهندسي للشبكة وتضمن ذلك كل المسيّرات المستخدمة، بهدف اختيار المسارات الصحيحة عبرها؛ ويجب اختيار المسيرات بطريقة تتجنب حدوث ازدحام  overloading  على خطوط الاتصال وعند المسيّرات.

يُعدّ بروتوكول الإنترنت IP أهم بروتوكول يعمل في هذه الطبقة، ويتوافر منه عدة إصدارات؛ وهو المسؤول عن بناء الرزمة وتسييرها. تتكون الرزمة في هذا البروتوكول من جزءين: حقل الترويسة وحقل المحتويات. وتحوي الترويسة عدة حقول منها؛ حقل مخصّص لتحديد نسخة البروتوكول المعمول به وطول الترويسة والطول الكلي.

 -4- طبقة النقل

تتضمن طبقة النقل transport layer عدة بروتوكولات أهمها TCP وUDP. وهذه البروتوكولات هي المسؤولة عن توفير نقل المعطيات على نحو موثوق من حاسوب المصدر إلى حاسوب الوجهة، على نحو مستقل عن الشبكات الواقعة بين الحاسوبين. تقوم هذه الطبقة في كلا الحاسوبين (المرسل والمستقبِل) بنقل مختلف المعطيات التي تأتي من بروتوكولات طبقة التطبيقات لذلك فهي تقوم بتخصيص رقم بوابة port number خاص بكل بروتوكول من طبقة التطبيقات. وعندما تأتي المعطيات من تطبيق محدد إلى طبقة النقل؛ تقوم بتقسيم هذه المعطيات إلى مقاطع segments ثم يجري إرسالها ضمن رزم تتضمن كل منها رقم بوابة التطبيق المرسل ورقم بوابة التطبيق المستقبل. وعند وصول هذه الرزمة إلى طبقة النقل في الحاسوب المستقبل، تستطيع معرفة التطبيق المتعلق بها من خلال رقم بوابة المستقبل الذي تم تسلمه. يقوم البروتوكول TCP بتقسيم المعطيات الواردة من طبقة التطبيق إلى مقاطع ثم يقوم بترقيمها تسلسلياً؛ وينتظر إشعار تسلم acknowledgement من طبقة النقل في الحاسوب المستقبل. إن بروتوكول هذه الطبقة هو المسؤول عن إنشاء الاتصال بين الحاسوبين الطرفيين، إذ يجري التخاطب بينهما مع تحديد البوابات المستخدمة بهدف تحقيق التزامن بين الطرفين.

 - 5- طبقة التطبيقات

تستخدم مختلف برمجيات الاتصال الحاسوبية طبقة التطبيقات للاستفادة من موارد الشبكة، وتتوفر فيها حزمة من البروتوكولات التي تتعامل مباشرة مع بروتوكولات طبقة النقل. ولكل بروتوكول في طبقة التطبيقات رقم بوابة مخصص له، بهدف تمييزه عند التعامل مع بروتوكول من طبقة النقل. يقدم كل بروتوكول من هذه الطبقة مجموعة خدمات تستخدمها برمجيات الاتصال للنفاذ إلى الشبكة، فمثلاً يُستعمل بروتوكول نقل النص الممنهل Hyper Text Transfer Protocol (HTTP) في المتصفِّحات browsers لتحميل صفحات الإنترنت. هناك أيضاً بروتوكول نقل البريد البسي  Simple Mail Transfer Protocol (SMTP  ) الذي تستخدمه معظم برامج البريد الإلكتروني لإرسال الرسائل الإلكترونية، وبروتوكول نقل الملفات File Transfer Protocol (FTP) المستخدم لنقل الملفات. وتتضمن بروتوكولات طبقة التطبيق وظيفة تهيئة جلسة الاتصال ومختلف وظائف التمثيل presentation حيث تقوم بترميز وفك ترميز مختلف أنواع الملفات.

تطبيقات عملية

الشكل (9 ) : تطبيق عملية مبينة على تقانة ابتدال الدارات
Voice Over IP الشكل (10) : تطبيق المحادثة عبر الانترنت

يبيّن الشكل(9) شبكة هاتفية بسيطة وبعض التطبيقات المبنية عليها. يمكن لحاسوب المستخدم تحقيق اتصال هاتفي dial-up بحاسوب مزوّد خدمة الإنترنت

  Internet Service Provider (ISP)عن طريق الشبكة الهاتفية وباستخدام جهاز مودم modem عند كل طرف. تعتمد الوصلة الفيزيائية الثابتة المحققة بين الحاسوبين على تقنية ابتدال الدارات، ولكن يجب هنا التمييز أن الوصلة الشبكية بين الحاسوبين تستخدم تقنية ابتدال الرزم. يبين الشكل(9) أيضاً اتصال صراف آلي (ATM) automated teller machine  حاسوب المصرف، فالطريقة النمطية هي استخدام جهاز مودم عند كل طرف ودارة مؤجرة leased line عبر الشبكة الهاتفية.

ومع توسع شبكة الإنترنت وحاجة المؤسسات التي تدير الشبكة إلى تحقيق أرباح إضافية، طُوِّرت تقانة تسمح بالاتصال الهاتفي بين نقاط شبكة الإنترنت، وتستطيع أيضاً توفير الاتصال الهاتفي بين نقاط الشبكة ونقاط منظومة الهاتف التقليدية. وقد سميت هذه التقنية بالمحادثة عبر الإنترنت Voice Over IP.

تستخدم هذه التقنية حزمة من البرتوكولات التي تندرج تحت التوصية H.323، وتعتمد على وجود عبّارة gateway بين الشبكتين. وهذه العبّارة هي مبدِّل هاتفي وحاسوب، بحيث تقوم بالتحويل بين بروتوكولات الطرفين. يبيّن الشكل (10) تمثيلاً بسيطاً لهذه التقنية، ويُلاحظ استخدام حاسوب gatekeeper مخصّص لتحقيق الاتصال الهاتفي بين نقاط الشبكة المحلية والبوابة الرئيسية.

 

 

 

 

مراجع للاستزادة

- L. Peterson and B. Davie, Computer Networks: A System Approach, Elsevier, 2011.

- W. Stallings, Data and Computer Communications, Prentice Hall, 2007.

- A. S.Tanenbaum, Computer Networks, Prentice Hall, 2003.

 


التصنيف : هندسة الاتصالات
النوع : هندسة الاتصالات
المجلد: المجلد الأول
رقم الصفحة ضمن المجلد : 142
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1039
الكل : 58491800
اليوم : 64314

أثر زيمان

إِبيروس   مقاطعة في شمال غربي اليونان تجاور كلاً من تسالية ومقدونية وتراقية وتفصلها عن تسالية سلسلة جبال البندوس الكلسية التي تمتد من الشمال الغربي إِلى الجنوب الشرقي, وتدعى في اليونانية إِبيروس Epiros ومنها اسمها بالإِنكليزية Epirus وبالفرنسية Epire ويذكر هوميروس أن اسمها يعني «الأرض الصلبة» وهي تتصل بجنوبي ألبانية. وتغطي سلاسل الجبال الكلسية الضخمة التي قد ترتفع إِلى 2600م جزءاً كبيراً من سطحها, وتخترقها الوديان الضيقة العميقة الجميلة. بينما تمتد السهول الفسيحة والمروج في المنطقة الشمالية.
المزيد »