logo

logo

logo

logo

logo

تفاعل المناعي

تفاعل مناعي

Antigen-antibody reaction -



التفاعل المناعي

محمود قويدر

المستضدات

شاكلة المعينة المستضدية

الأضداد

الأضداد وحيدة النسيلة

التقانات المناعيـــة المعتمدة على تفاعل (تآثر) ضد- مســـــــــــــــتضد

 

التفاعل المناعي immune reaction هو كيفية تعرف الجسم إلى المواد التي يعدها ضارة أو غريبة عليه، وطريقة دفاعه عن نفسه ضدها. وتدعى الطريقة التي يدافع بها الجسم ضد تلك المواد بالاستجابة المناعية immune response. ففي الاستجابة المناعية يتعرف الجهاز المناعي إلى المستضدات (عادةً البروتينات) الواقعة على سطح المواد أو الكائنات الحية الدقيقة -مثل البكتريا أو الفيروسات- ويدمرها أو يحاول تدميرها حيث يتم ارتباط الضد (الجسم المضاد) antibody، وهو جزيء ذو طبيعة بروتينية سكرية بجزيء ذي كتلة جزيئية منخفضةٍ نسبياً يدعى بالمستضد antigen.  ويكون هذا الارتباط بالغ النوعية بسبب التطابق البنيوي بين قسمي الجزيئين، وهو ما يعرف بالتتامية complementarity .

المستضدات

 يعرف المستضد بأنه المادة التي تستثير الاستجابة المناعية. وإن كل جزء بارز من شاكلة جزيء المستضد يمكن أن يستثير الاستجابة المناعية، ويمثل ما يعرف بالمُعيِّنة المستضدية antigenic determinant، أو الموضع المستضدي epitope، ويمكن أن يحوي المستضد الواحد عدة معيِّنات مستضدية.

شاكلة المعينة المستضدية

تشكل المعيِّنة المستضدية antigenic determinant conformation  منطقة معيّنة من سطح الجزيء البروتيني، وتتمثل بعدد محدود من ثمالات الحموض الأمينية -في حالة البروتينات- تتكون من  6- 8 حموض أمينية. وفي حالة السكريات تتكون المعيِّنة المستضدية من نحو  5- 6 سكاكر، يؤدي أحدها دوراً راجحاً أو مسيطراً مناعياً، وغالباً ما يكون في طرف السلسلة السكرية.

تُعدّ المستضدات البروتينية من أفضل المستضدات وأكثرها قدرة على توليد الاستجابة المناعية. ويفرق بين نمطين منها، وذلك وفقاً لمظهرها الفراغي (الشكل 1)، وهي:

·         المعيِّنات المتسلسلة: وتكون الحموض الأمينية متسلسلة بشكل متصل وخطي ومستمر في الفراغ، وهذه هي المعيِّنة المستضدية المتسلسلة مشروطة بالبنية الأولية للبروتين.

·         المعيِّنة المستضدية المتقطعة أو التكوينية: وهي تتكون من قسمين من الجزيء المستضدي بعيدين تسلسلياً بعضهما عن بعض، ولكن انثناءات البنية الثالثية جعلتهما متجاورين بحيث يشكلان بروزاً سطحياً واحداً يمكن أن يتطابق مع الضد النوعي ويرتبط به.

الشكل (1).

ترابط المستضد بالضد

أ‌-  يتم التعرف المستضدي والارتباط بين جزء محدد من المستضد -المعيِّنة المستضدية- والجزء الرابط للمستضد من جزيئة الضد أو الـ paratope بألفة محددة. وتؤدي الحركة العشوائية لجزيئات المستضدات والأضداد إلى تصادمهما وتحقق الارتباط بينهما بفضل الشحنات الكهربائية في الجزيئين المتتامين، وفعل قوى التجاذب الأخرى. وتكون طاقة الترابط أعلى من قوى التنافر، وتبدأ شبكة المعقد ضد-مستضد بالتشكل؛ إذا كانت التراكيز متكافئة، ثم بالترسب. حيث يتطابق المستضد والضد في القَدّ والشكل بإحكام مثل تطابق اليدين المتصافحتين (الشكل 2)، في حين يكشف فصل الجزيئين مسافة ثمانية أنغسترومات سطحيهما المتتامين (الشكل 2- ب) ويظهر في الشكل (2) الجزء المتبدل لسلسلة البروتين الثقيلة باللون الأحمر، في حين يبدو الجزء المقابل للسلسلة الخفيفة باللون الأزرق.

الشكل (2).

ينجم هذا الترابط عن فعل أربعة أنواع من الروابط التي تتساند قواها فيما بينها؛ مما يرسخ الترابط. هذه الأنواع من الروابط هي(الشكل 3):

1-الروابط الكهربائية الساكنة (الإيونية أو الشاردية).

2-الروابط الكارهة للماء.  

3-الروابط الهدروجينية.   

4-روابط فان درفالس Vander Waals.

الشكل (3) أنواع الروابط والتآثرات بين الضد والمستضد.

ألفة الضد

تشتمل جزيئات المستضدات الطبيعية عادة على أكثر من معيِّنة مستضدية، وتكون جزيئات الأضداد إما ثنائية التكافؤ (IgG,IgE,IgD) وإما رباعيته IgA  أو عشاريته IgM التكافؤ. تميل صفة تعدد التكافؤ multivalent إلى زيادة قوة التفاعل ضد – مستضد، وهذه هي الحالة الطبيعية. ويحدث الترابط بين الضد والمستضد عندما تفوق قوى التجاذب قوى التنافر. ويمكن تعريف ألفة الضد antibody affinity بأنها المجموع الجبري لهذين النوعين من القوى، وهي مقياس تتامية سطح الضد مع المستضد الهدف، فالأضداد فائقة التتامية تمتلك درجة عالية من التتامية البنيوية مع مستضدها الهدف؛ الأمر الذي يسمح بارتباط وثيق به (الشكل 4). ويجب التفريق بين الألفة affinity والتوقان avidity (الشكل 5) فالألفة هي معيار شدة الارتباط بين معيِّنة مستضدية واحدة في جزيء المستضد وموقع واحد لربط المستضد  في جزيء الضد،  في حين أن مجموع القوى الناجمة عن الارتباط للضد متعدد التكافؤ بمستضد متعدد التكافؤ يمثل الألفة الوظيفية أو التوقان. وفي هذه الحالة يكون مقدار قوى التجاذب الإجمالي أعلى من مجموع قوى التجاذب لكل ترابط على حدة (الألفة).

الشكل ( 4) يمثل حالات ألفة ارتباط الضد بالمستضد.

الشكل (5) يوضح الفرق بين الألفة والتوقان.

الأضداد

يُعدّ الضد واحداً من العناصر الحاسمة التي تساعد الجهاز المناعي على مواجهة الأجسام الغريبة أو العوامل الممرضة pathogen. وتتثبت الأضداد على الغزاة الدخلاء -مثل البكتريا والفيروسات- فتحيّدها، كما أنها تطوقها بأسلوب يجعلها سائغة للخلايا القمَّامة (الكانسة) مثل البلعميات. ولا يفعل كل نمط من الأضداد فعله إلا في جزيء مستهدَف استهدافاً نوعياً يعرف باسم المستضد antigen.   

ويمكن تلخيص سيرورة الاستجابة المناعية بالشكل التالي (الشكل 6):

الشكل ( 6) مراحل الاستجابة المناعية.

صفوف الأضداد

تُلفى الأضداد في الأصل على سطوح اللمفاويات البائية، وتعمل كمستقبلات للمستضد، وتفرز في الدوران من قبل هذه الخلايا بعد أن يتم تفعيلها بالمستضد النوعي.

تسمى الأضداد المتماثلة التي تنتجها الخلايا الناتجة من نسيلة واحدة بالأضداد وحيدة النسيلة. ويمكن إنتاج هذه الأضداد في المختبر أيضاً. إن الأضداد التي تُلفى في المصل تسمى بالأضداد متعددة النسائل؛ وذلك لأنها تنتج من نسائل متعددة من اللمفاويات البائية التي تتعرف معيِّنات مستضدية مختلفة تكون على سطح المستضد نفسه أو مستضدات متعددة. 

 وثمة خمسة أنماط من السلاسل الثقيلة (أعطت أسماء صفوف الغلوبولينات المناعية): غاما g (IgG)، ألفا µ  (IgA)، دلتا  d  (IgD)، إبسليون ξ (IgE)، ميوμ (IgM).        

وتتوزع الغلوبولينات المناعية في خمسة صفوف، هي: IgM، IgD، IgG، IgA، IgE. وضمن الصف IgG أربعة صفيفات أو تحت صفوف تأخذ الأرقام من  1 إلى4 . وضمن الصف IgA صفيفان، هما IgA1، IgA2. أما الصفوف الثلاثة الأخرى فلم تعرف لها صفيفات (الشكل 7).

الشكل (7) البنية الأساسية لجزيء الضد.

الأضداد وحيدة النسيلة

الأضداد وحيدة النسيلة monoclonal antibodies هي أضداد أحادية النوعية متماثلة من حيث البنية والوظيفة، تُركَّبها نسخ متماثلة للمفاوية بائية واحدة (الخلايا الناتجة من نسيلة واحدة) لتهاجم هدفاً نوعياً واحداً (معيِّنة مستضدية واحدة فقط)، ويمكن إنتاجها في المختبر بكميات كبيرة وباستمرار.

 وتنتج هذه الأضداد بتقنية التهجين الخلوي، وتشتمل الطريقة أساساً على حقن مستضد ما في الفأر؛ مما يحرض اللمفاويات البائية على توليد أضداد للمعيِّنات المستضدية المختلفة التي تُلفى على سطح هذا المستضِد. ثم يُعمَد إلى قتل الفأر، وجَني البائيّات التي تُنتِج هذه الأضداد من الطحال. ثم دمج البائيات (توفر مصدراً للحصول على أضداد محددة النوعية) بخلايا ورمية من ورم نقوي myeloma  في وسط استنبات يحوي مركّب عديد إتلين غليكول polyethelene glycol الذي يسمح بصهر الأغشية الخلوية ليُحصل على خلايا تعرف باسم الورم الهجين hybridoma. بعد الاندماج يُحصَل على ثلاث أنماط من الخلايا: اللمفاويات البائية التي لم تندمج، والخلايا النقوية الورمية، والخلايا الهجينة. تستنبت هذه الخلايا في وسط انتقائي يسمى Hypoxanthine, Aminopterine, Thymidine (HAT)، يسمح فقط بنمو الخلايا الهجينة، فالخلايا الورمية تموت بسبب عدم قدرتها على تركيب DNA. وأما الخلايا الطحالية فهي ذات فترة حياة محدودة؛ لذلك تموت بعد فترة حياة قصيرة، وبالنتيجة لا يبقى سوى الخلايا الهجينة القادرة على إنتاج كميات كبيرة من الأضداد وحيدة النسيلة.

تُستنبت خلايا الورم الهجين في أوساط خاصة وشروط خاصة في المختبر، فيُحصَل على خلايا قادرة على التكاثر وإنتاج أضداد وحيدة النسيلة نوعية؛ لأنها ناتجة أصلاً من خلية وحيدة (الشكل8 ).

وسواء أُنتِجَت الأضداد وحيدة النسيلة في الفئران أم الأبقار أم الأغنام أم الماعز أم الذرة أم المختبرات؛ فإنها تستعمل استعمالاً واسعاً في تنميط الأنماط الخلوية المختلفة وعزلها، وفي التشخيص والتصوير وفي العلاج.

الشكل (8) إنتاج الأضداد وحيدة النسيلة بتقنية الخلايا الهجينة.

التقانات المناعيـــة المعتمدة على تفاعل (تآثر) ضد- مســـــــــــــــتضد

أهمها: تقانات الترسيب المناعي immunoprecipitation، واختبارات التراصagglutination tests ، والمقايسة المناعية الإنزيمية Enzyme-Linked Immunosorbent Assay (ELISA)، والتبصيم المناعي، واستفراد أنماط خلوية محددة.

1- تقانات الترسيب المناعي: تستخدم تقانات الترسيب لكشف الأضداد أو المستضدات ومعايرتها في محلول ما، ويمكن إجراء هذه الاختبارات في وسط سائل، أو في وسط صلب.

تتشكل المعقدات المناعية نتيجة تآثر بين الضد ومستضدات جزيئية molecular antigens، ويحدث الترسيب المناعي بين الأضداد والجزيئات الصغيرة، كما في الشكل (9):

الشكل (9).

أنواع تقانات الترسيب المناعي: الترسيب المناعي في الوسط السائل، الترسيب المناعي في الوسط الهلامي، الانتشار المناعي المضاعف، الانتشار المناعي الشعاعي الأحادي (اختبار Mancini)، الرحلان الكهربائي المناعي الصاروخي (اختبار Laurell)، الرحلان الكهربائي المناعي ذو البعدين (اختبار كلارك Clarke وفريمان  Freeman ).

أ-الترسيب المناعي في الوسط السائل: طريقة بسيطة تستخدم عادة للكشف عن الأضداد  ومعايرتها. تعتمد على استخدام مجموعة من أنابيب الاختبار تحوي حجماً ثابتاً من محلول الضد النوعي، ويضاف إليه  المستضد بكميات (تراكيز) متزايدة.

الأضداد المرتبطة بالمستضدات ستشكل راسباً منحلاً في البداية (في الأنابيب الأولى)، ثم سيصبح الراسب مرئياً في الأنابيب التي تقترب فيها التراكيز من نقطة التوازن. يكون الراسب ذا كتلة أعظمية عند بلوغ النسبة ضد/مستضد نقطة التوازن (التكافؤ) (الشكل 10).

الشكل (10).

يمكن حساب تركيز الأضداد في المصل الضدي من خلال وزن الراسب، ويمكن حساب التركيز بالاعتماد على الطرق الضوئية (امتصاص أو بعثرة). تتناسب شدة الامتصاص أو البعثرة مع زيادة حجم المعقد المناعي المترسب لتصل إلى شدة عظمى عند نقطة التكافؤ equivalance. يمكن حساب تركيز عينة مجهولة (مستضد مثلاً) باستخدام منحنيات معيارية standard curves .     

ب‌-الترسيب المناعي في الوسط الهلامي: من أهم أشكاله الانتشار المناعي المضاعف بالوسط الهلامي. يعتمد على مبدأ الترسيب السابق نفسه، ويستعمل في الكشف عن الأضداد أو المستضدات، وتحديد هوية مستضد، وتعيين درجة القرابة بين مستضدين أو أكثر.

يُجرى هذا الاختبار عادةً في الهلام، حيث يوضع حجم معيّن من ضد (Ab) معلوم في البئر المركزية، وفي الآبار المحيطية توضع الأنماط المختلفة من المستضدات مجهولة الهوية (Ag). سيحدث انتشار للأضداد في كل الاتجاهات، وكذلك المستضدات؛ مما يؤدي إلى تقابلهما وتشكيل خط ترسيب من المعقد ضد- مستضد بين البئر المركزية وإحدى الآبار المحيطية الحاوية المستضد الموافق للضد الذي أدى إلى إنتاج الضد كما في الشكل (11).

الشكل (11).

للكشف عن وجود قرابة بين المستضدات المستعملة توضع في الآبار المحيطية تراكيز متماثلة من مستضدات تعود إلى أنواع أو إلى أجناس مختلفة، ويوضع المصل الضدي في البئر المركزية، ومن خلال شكل خط الترسب وثخانته يمكن تحديد الحالات الثلاث التالية: حالة تطابق (قرابة) تام، أو حالة تطابق جزئي، أو حالة عدم تطابق (الشكل 12 ).

وتُعدّ هذه التقانات من أولى التطبيقات المناعية، وتمكن الباحثون فيما بعد من ابتكار تقانات مناعية تعتمد على مبدأ التفاعل النوعي بين الضد والمستضد أكثر حساسية ودقة، وأصبحت تستخدم على نطاق واسع في التشخيص المناعي للعديد من الأمراض، علاوة على استخداماتها في البحث العلمي، ويُذكر منها تقانة الإليزا ELISA أو المقايسة المناعية الإنزيمية، والمقايسة المناعية الإشعاعية والتبصيم المناعي، وفرز الخلايا بتقانة القياس الخلوي بالتدفق.

الشكل (12).

2- اختبارات التراص:

يحدث عند الاتحاد والتشابك بين الأجسام الضدية ومستضدات مجسمة (غير ذائبة) عن طريق محددات مستضدية سطحية. ومن أنواع المستضدات التي تناسب ذلك النوع من التفاعلات: البكتريا والفطريات والأوليات، وكذلك كريات الدم الحمراء (الشكل 13).

الشكل (13).

الجزيئات الكبيرة التي يحدث لها التراص هي :كريات الدم الحمراء (الزمرة الدموية)، جزيئات اللاتكس latex (العامل الرثياني)، الجراثيم (رايت –فيدال). تُعدّ جزيئات اللاتكس وسيطاً أو حاملاً للأضداد أو المستضدات، ويقتصر دورها على إظهار التفاعل.

أ- اختبارات التراص المباشر:

يعتمد مبدأ هذه الاختبارات على أن الخلايا الحمراء، أو الجزيئات الأخرى الجرثومية تتراص بعضها مع بعض بوجود الأضداد المناسبة والنوعية لها.

أمثلة اختبارات التراص المباشرdirect agglutination test:  

-    اختبار الزمر الدموية، اختبار رايت Wright، والهدف منه تشخيص مرض الحمى المالطية المنتشر في حوض البحر المتوسط، وتسببه البروسيلة، وهي عصيات مكورة غير متحركة سلبية الغرام.

-    اختبار فيدال Widal، وهو اختبار مصلي للكشف عن أضداد السالمونيلا (تشخيص مرض الحمى التيفية) التي هي عصيات سلبية الغرام متحركة بسياط.

ب- اختبارات التراص غير المباشر indirect agglutination test:

تختلف عن الطريقة المباشرة باستعمال وسيط أو حامل سواء للأضداد أم للمستضدات، غالباً ما تُستعمَل الكريات الحمر لهذا الغرض، أو جزيئات اللاتكس.

أمثلة عن اختبارات التراص غير المباشر:

-       اختبار العامل الرثياني rheumatoid factor، اختبار تقصي مضاد الستربتوليسين  Anti-streptolysin O (ASO or ASLO)، اختبار قياس البروتين المتفاعل C-reactive protein (CRP) ، اختبار الحمل pregnancy test

 3- تبصيم ويسترن  Western blot أو التبصيم المناعي immunoblot:

هو واحد من أكثر الطرائق فاعلية في كشف وجود بروتين معيّن ضمن مزيج من البروتينات بالاعتماد على مبدأ تفاعل ضد- مستضد. وبما أن مبدأ التقنية يقوم على هذا التفاعل يمكن استخدامه كما هي حال تفاعلات التراص في الكشف عن الإصابة ببعض الأمراض، أو تأكيد نتائج بعض الفحوصات المخبرية، وذلك عن طريق كشف وجود الأضداد في دم المريض.

 4-المقايسة المناعية الإنزيمية (الإليزا) Enzyme Linked Immunosorbent Assay (ELISA):

يُكشف عن وجود المستضد أو الضد بتفاعل لوني، حيث تعبّر شدة اللون على علاقة طردية مع كمية المستضد أو الضد في العينة. يتطلب تطبيق تقانة ELISA وجود ضد نوعي واحد على الأقل موسوم وموجَّه ضد المستضد المطلوب كشفه ومعايرته. ولها أنواع من التطبيقات:

 أنواع ELISA: البسيطة المباشرة، البسيطة غير المباشرة، الشطائرية المباشرة، الشطائرية غير المباشرة، الإليزا التنافسية.

يكون الفرق بين الطرائق المباشرة وغير المباشرة في الأضداد المستخدمة للكشف؛ ففي حال استخدم ضد واحد وكان مرتبطاً مباشرة بالإنزيم تدعى الطريقة المباشرة، وفي حال استخدام نوعين من الأضداد أولية وثانوية، وتكون الثانية هي المرتبطة بالإنزيم تدعى الطريقة غير المباشرة.

أ‌-     الإليزا البسيطة غير المباشرة: تضاف العينة الحاوية على المستضد إلى الصفائح، يترك المستضد ليتثبت على جدران الآبار، وعادة يكون التثبت بعملية الادمصاص على السطح اللدائني كافياً. تغطى الآبار بمحلول من ألبومين مصل البقر أو الكازئين لملء الأماكن الشاغرة في الآبار، ومن ثم منع أي ارتباط غير نوعي للأضداد فيما بعد. يضاف الضد الأولي النوعي تجاه المستضد إلى الآبار. يضاف الضد الثانوي (ضد الضد الأولي) الذي يكون موسوماً ومرتبطاً بالإنزيم (مثال: إنزيم الفسفاتاز القلوية). تضاف الركيزة النوعية إلى الإنزيم المستخدم (بارانيتروفينيل فسفات NBT، أو BCIP في حالة الفسفاتاز القلوية)؛ مما يؤدي إلى تطور التفاعل اللوني المرئي. تكون قراءة النتائج وتحليلها باستخدام المقياس الطيفي الضوئي أو جهاز قارئ الإليزا؛ وذلك بطول موجة امتصاص يناسب الناتج اللوني. تفصل جميع المراحل بالغسل المتكرر لإزالة الفائض غير المرتبط نوعياً (الشكل 14).

الشكل(14) الإليزا البسيطة غير المباشرة.

ب - الإليزا الشطائرية المباشرة:

تضاف كمية معروفة من الأضداد النوعية تجاه المستضد الهدف في البداية إلى الآبار، وتترك لتتثبت على السطح (الضد الآسر capture antibody). تملأ الفراغات باستخدام محلول بروتيني كالسابق. تضاف العينات الحاوية المستضد إلى الآبار، فتتثبت على الأضداد بتفاعل ترابط ضد-مستضد. يضاف الضد الأولي النوعي الموسوم المستخدم للكشف عن المستضد (الضد الكاشف (detecting antibody إلى الآبار، فيرتبط بالمستضد المتثبت على الضد الآسر. تضاف الركيزة المناسبة لإنتاج التفاعل اللوني. المميز الأساسي لهذه الطريقة هي الطبقة الأولى من الأضداد؛ ولذلك دعيت بالشطائرية حيث يتوضع المستضد بين طبقتين من الضد (الشكل 15).

الشكل (15)

      مقارنة بين: أ‌-  الإليزا البسيطة   و ب - الشطائرية.

5- تقانة فرز الخلايا المُفعلة بمادة متألقة بجهاز قياس التدفق الخلوي fluorescence–activated cell–sorting by flow cytometry:

تعتمد هذه التقانة أساساً على مبدأ التفاعل النوعي بين الضد والمستضد. حيث يقوم الجهاز بتنميط الخلايا المختلفة (كريات بيضاء، خلايا سرطانية....، وغيرها) والتي يمكن عزلها إفرادياً في معلق خلوي، وذلك بعد تعليمها (وسمها)  tagging باستخدام أضداد وحيدة النسيلة موسومة بمادة متفلورة اعتماداً على ما تحمله تلك الخلايا من مستضدات سطحية أو بلازمية أو داخل نووية نوعية، وتمر الخلايا في رتل واحد حتى الوصول إلى نقطة القياس في الجهاز، ويتم تسليط الضوء عليها؛ مما ينجم عنه تشتت الضوء وتألقه fluorescence and light scatter بحسب صفات الخلية (الشكل 16). مما يساعد على تحديد نمط الخلايا ومعرفة نسبتها في المجموعة الخلوية المدروسة، أو ربما فرزها واستفرادها بعد تنميطها.

الشكل (16) تقنية فرز الخلايا بجهاز قياس التدفق الخلوي.

مراجع للاستزادة:

-D. R. Burton, et al. Essential ImmunologyWiley 2017.

- B. D. Jett, et al. Primer to The Immune ResponseElsevier 2014.

-JMacciochiImmunity: The Science of Staying Well, HarperCollins Publishers Limited  2020.


التصنيف : الوراثة والتقانات الحيوية
النوع : الوراثة والتقانات الحيوية
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1035
الكل : 58491814
اليوم : 64328

البستنة في الدفيئات

التنوير (عصر ـ)   التنوير enlightment اتجاه ثقافي ساد أوربة الغربية في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة من المثقفين والمفكرين، عُرفوا باسم الفلاسفة philosophers، وكانوا صحفيين وكتاباً ونقاداً ورواد صالونات أدبية أمثال فولتير، ديدرو، كوندورسيه، هولباخ، بيكاريه، ولكن هؤلاء المفكرين أخذوا عن الفلاسفة العقليين ديكارت واسبينوزا وليبتنز ولوك الذين طبعوا القرنين السابع عشر والثامن عشر بطابعهم الثقافي حتى أُطلق على هذه الفترة عصر العقل age of reason، وكان التنوير نتاجه.
المزيد »