logo

logo

logo

logo

logo

ترب الجبال

ترب جبال

Soils of mountains -

 ترب الجبال

ترب الجبال

مفهوم ترب الجبال صفات ترب الجبال
عوامل تكون ترب الجبال الزراعة في ترب الجبال
أنواع ترب الجبال مشكلات ترب الجبال وطرائق استصلاحها
 

الجبل هو ما علا من سطح الأرض واستطال وجاوز التل ارتفاعاً. والجبل جغرافياً هو التضريس الأشد ارتفاعاً مما حوله، وجاوز علوُّه النسبي 600م، وهناك رأي يقول 300م. وكانت مساحة قمته أصغر من قاعدته، وسفوحه شديدة الانحدار تخددها الأودية وتجزئها. والأكمة أدنى من الجبل وأعلى من التل، والتل أعلى من الرابية وهي أخفضها.

تتكون الجبال في أربع مراحل، يمكن إجمالها على النحو التالي: غمر البحر وترسب المواد في قعره، ثم تكوُّن طبقات متنوعة من الرسوبيات، يليها حدوث تجعد نتيجة ضغط باطني صاعد، ثم تراجع مياه البحر وظهور اليابسة.

مفهوم ترب الجبال

يطلق مفهوم ترب الجبال soils of mountains على التربة المختلطة النسيج التي تطورت فوق الصخور الصلبة المكونة للجبل، ونجمت عن عملية التجوية الميكانيكية، كما يمكن أن تنشأ من تحلل الصخر الأم وتفتته، أو عن طريق الكتل الترابية المتحركة أو تراكم الفتات الصخري. تحتل التربة الجبلية نحو 16% من مساحة الترب في العالم، وفي سورية تقدر مساحتها بـ 32% من المساحة الإجمالية. تعد التربة الجبلية من أنواع الترب الفقيرة؛ وذلك لقلة الدبال فيها وقلة تطورها مقارنة بباقي الترب. تمثل ترب الجبال بيئات طبيعية هشة، ويعود ذلك إلى شدة الجريان السطحي حيث تتحكم تضاريس الأرض بتوزيع مياه الأمطار، وغالباً ما تشغل هذه الترب الغابات والمراعي والمحاصيل، كما تنتشر فيها مناطق السياحة والاستجمام.

عوامل تكون ترب الجبال

أ- الانحدار: يعد انحدار السفوح وارتفاع الموضع أو انخفاضه من أكثر العوامل المؤثرة في تَكَوُّن التربة، إذ تسهم السفوح المنحدرة في تحرك التربة إلى أسفل وبالتالي تصبح هذه التربة رقيقة متحجرة على السفوح العليا، على حين تتجمع ويزداد سمكها ونعومتها على السفوح السفلى.

ب- درجة الانحدار: تؤثر درجة الانحدار في معدل جريان المياه وتسربها في باطن الأرض، ولذلك تتميز التربة على السفوح المنحدرة بجودة الصرف، على حين تتجمع المياه في الأرض المستوية وتكون أقل جودة في التصريف.

جـ- الاتجاه: يؤثر الاتجاه في تكوُّن التربة وتطورها، فالسفوح المواجهة لخط الاستواء تستقبل كمية من الإشعاع الشمسي أكبر من السفوح التي تقع في ظل الشمس، ولذا تكون أكثر دفئاً وجفافاً من السفوح المواجهة للقطب. كذلك السفوح المواجهة لاتجاه الرياح تتلقى كمية من الأمطار أكثر من التي تتلقاها السفوح الواقعة في منطقة منصرف الرياح، ولذا تكون أكثر رطوبة وأقل عرضة للتفكك والتعرية.

أنواع ترب الجبال

تختلف ترب الجبال تبعاً لاختلاف الموضع، وتبعاً لتوازن التعرية مع تكون التربة؛ أكثر من اختلافها على أساس الصخر الأم. تُظْهِر جبال الوطن العربي العديد من نماذج الترب المتأثرة بالارتفاع والمناخ السائد وشدة الانجراف والغطاء النباتي. فتظهر الجبال في المناطق الجافة من الوطن العربي تغيرات ترابية أقل بسبب ضآلة النشاط البيولوجي وضآلة التحلل التربي وشدة العجز المائي.

وتسود الترب الجبلية أكثر المرتفعات، وهي لا تتكون من نوع واحد، بل تتباين من موقع إلى آخر تبعاً لتباين العوامل المسؤولة عن نشوئها سواء من حيث درجة خصوبتها أم من خلال سمكها، والعلاقة بينهما عكسية مع الارتفاع والانحدار، وهذه الترب متأثرة بالتعرية "الخندقية"، ومن أهم أنواعها :

أ- تربة البحر المتوسط الحمراء "التِراروسا" :terrarossa

وتتركز في المناطق ذات الانحدارات الشديدة، وتنشأ نتيجة عملية غسل الصخور الجيرية أو الدولومايتية dolomite الصلبة بمياه الأمطار التي تذيب كربونات الكلسيوم، وتتركز فيها أكاسيد الحديد والألمنيوم والسليكا التي تعطي التربة لونها الأحمر. تتجمع فيها معادن الطين مع الصخور الدولومايتية والجيرية، وبالتالي تصبح التربة غنية بالعناصر المعدنية والمواد العضوية. ونباتات هذه التربة شجيرات حراجية عالية دائمة الخضرة.

ب- تربة الرندزينا rendzina:

توجد على سفوح المنحدرات الشديدة والمتوسطة الانحدار، وفوق الهضاب وقمم الجبال على ارتفاعات تزيد على 450 متر. تتشكل من الحجر الكلسي، وتحتوي على طبقة دبالية سطحية رقيقة سمكها يراوح بين 40 و75سم، وهي متماسكة القوام أقل خصوبة من التراروسا، لارتفاع نسبة الجير فيها وعدم قدرتها على الاحتفاظ بالماء، وتنمو بها أحراج البلوط والكرمة والزيتون واللوزيات. وتتميز هذه الترب بلونها القاتم وعمقها الضحل، إضافة إلى نسيجها الخشن واحتوائها على الفتاتات الصخرية.

جـ- التربة البنية الغالبة:

توجد عادة في المناطق الجبلية وتتكون من الحجر الجيري، وهي ناعمة القوام ذات لون بني داكن، لا يتجاوز عمقها 40- 60 سم.

صفات ترب الجبال

تتميز ترب الجبال بكونها ضحلة، ووافرة الحصى والحجارة، وقليلة القدرة على الاحتفاظ بالمياه، وتكون جافة عموماً لقلة سمكها وشدة نفاذيتها، وضعف نشاطها الحيوي، لكنها جيدة الصرف وقليلة الملوحة ونسيجها خشن، لأنها تترسب قبل الحبيبات الناعمة التي لا تترسب إلا بعد أن تنقلها المياه إلى مسافات بعيدة. تحتوي هذه الترب على طبقات أفقية مختلفة من الصخور تكون أساساً لها ويسهل تمييزها، وأهم هذه الصخور الحجر الكلسي والرمل والطين، وتحتوي على كميات من فسفات الكلسيوم وكميات من الحديد الممكن استخلاصه بطريقة الإرجاع أكثر من السهل الرسوبي.

الزراعة في ترب الجبال:

يعد الصنوبر الحلبي Pinus halepensi من أكثر الأنواع انتشاراً في ترب المناطق الجبلية ومعه الصنوبر البروتي Pinus brutia والصنوبر الكناري Pinus canarensis والسدرZiziphus والسرو العمودي (الهرمي) Cupresus sempervirens var. pyramidalis والأفقي Cupresus sempervirens var. horizontalis والعرعر Juniperus والسنديان Quercus calliprinus والبلوط Quercus macrolepis والشوح Abies. تنمو أشجار الصنوبر على التربة الحمراء وتربة الرندزينا على الصخور الكلسية على ارتفاعات مختلفة من 0-800 متر فوق مستوى سطح البحر، كما توجد بعض الأعشاب وأشجار الزيتون.

مشكلات ترب الجبال وطرائق استصلاحها

لترب الجبال مشكلات كبيرة، أهمها تدهور التربة وانخفاض الإنتاجية والتنوع الحيوي لها أو فقدانهما، بصفة مؤقتة أو دائمة، وتشمل كل الترب، سواء كانت ترباً زراعية (مروية أو بعلية) أم تربَ مراعٍ أم غابات. كما تعاني أيضاً الانجراف المائي، وكثرة التعرض للسيول الجارفة، (الشكل 1). كما تعد حرائق الغابات وكذلك إزالتها بالتحطيب والرعي الجائر من أسباب تدهور هذه الترب (الشكل 2).

الشكل (1) انجراف تربة الجبال بسبب السيول.

الشكل (2) تدهور ترب الجبال بسبب الرعي الجائر.

ومن طرائق استصلاح ترب الجبال:

أ- المدرجات الزراعية agricultural terraces: بعمل مصاطب ومدرجات صنعية بزوايا قائمة على السفوح ذات الانحدار الطويل مع شق قناة إلى الأمام مباشرة من الحاجز. ومن أمثلتها مدرجات أفقية أو مستوية غالباً ما يكون انحدارها بنسبة 2-8%، وقاعدتها عريضة تسمح باستخدام المكننة الزراعية، ومدرجات منحدرة ذات مجارٍ تنقل مياه الأمطار الزائدة. وكذلك توجد مدرجات متدرجة الانحدار تدرجاً بسيطاً مطابقاً لخطوط منحنيات التسوية (الكونتور line contour) (الشكل 3).

الشكل (3) مدرجات بسيطة الانحدار.

ب- إنشاء جدران حجرية، وأخرى إسمنتية (الشكل 4) في المناطق التي يتعذر إنشاء مدرجات عليها.

الشكل (4) جدران حجرية وإسمنتية لمنع انجراف تربة الجبل.

جـ- إزالة الصخور التي تعوق العمليات الزراعية من فلاحة وجمع للمحاصيل. وكان يتم ذلك سابقاً يدوياً بتكسيرها ليسهل نقلها من الأرض. ولكن مع توفر الآليات التي تستطيع القيام بهذا العمل أصبح بالإمكان إزالة الصخور ميكانيكياً بدل العمل اليدوي.

د- حفر آبار وحصاد المياه وجمعها: نظراً لقلة المياه الساقطة، وللحاجة الماسة إلى ري المزروعات والأشجار ولاسيما في السنين الأولى للزراعة، بات من الضروري حفر بئر لجمع مياه المطر في قطعة الأرض المستصلحة أو تجميعها في خزانات أو بحيرات. إضافة إلى الزراعة وفق منحنيات التسوية بطريقة تتعامد مع الانحدار الطبيعي لسطح الأرض لحماية التربة من الانجراف والتقليل من سرعة جريان المياه السطحية، وكذلك زراعة الأشجار ولاسيما الزيتون واللوز والعنب والتين، واستغلال المسافات بين الأشجار لزراعة الخضار الصيفية بعلاً.

يجب دائماً مراقبة ترب الجبال وتقييم تدهورها، ووضع الخطط الهادفة إلى التنمية المتكاملة للترب المتدهورة، بما فيها تحديد أشد المناطق تضرراً وتقييم الحالة الراهنة لتدهور الأراضي، وتحليل أسباب تدهور الأراضي، ووضع الخرائط الخاصة بها، وتقييم أثر تغيرات استعمالات الأراضي، وتقييم إجراءات إعادة تأهيلها، ومنع انجراف التربة بالتكامل بين عمليات الاستشعار عن بعد والأعمال الحقلية.

أكرم محمد البلخي

مراجع للاستزادة:

- محمد قربيصة، التشجير الحراجي ومنع زحف الصحراء، عمّان 2002.

- عماد الدين موصلي، جغرافية الترب، جامعة دمشق،1982 .

- E. M. Spehn, M. Liberman, C. Korner, Land Use Change and Mountain Biodiversity, CRC Press 2019.

 


التصنيف : علوم البيئة والتنوع الحيوي
النوع : علوم البيئة والتنوع الحيوي
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58492064
اليوم : 64578

أثر شتارك

الإشعاع بالتألق   الإشعاع بالتألق radiation by luminescence هو الضوء الذي يصدره جسم درجة حرارته عادية، وهو في صدوره عند درجة الحرارة العادية يختلف عن الضوء المرئي الذي يصدره جسم متوهج في درجة حرارة عالية مثل الخشب المحترق أو الحديد المصهور أو سلك المصباح المتوهج [ر. الإشعاع الحراري]. وقد لوحظ إشعاع التألق منذ القدم فجاء ذكره في القصص والأغاني وبهرت الإنسان ألوانه الزاهية التي تصدرها أرومات الأشجار الرطبة وبعض الحشرات مثل اليراعة والدودة المضيئة.
المزيد »