logo

logo

logo

logo

logo

التسمية التصنيفية للنباتات

تسميه تصنيفيه نباتات

nomenclature -

 التسمية التصنيفية للنباتات

التسمية التصنيفية للنباتات

جورجيت بابوجيان

تاريخ التسمية النباتية

المدوّنة الدولية (الرماز العالمي) للتسمية النباتية

 

تُعد التسمية التصنيفية للنباتات taxonomic nomenclature of plants من المهام الصعبة في العلوم الحيوية؛ وتتألف كلمة التصنيف taxonomy من جذرين: taxon تعني باليونانية أصنوفة (وحدة تصنيفية) وnoma تعني تسمية، أي تسمية الوحدة التصنيفية. وهي أحد فرعي علم الحياة biology: نبات/حيوان؛ الذي يعنى بتسمية الأحياء المنقرضة والمعاصرة، وتوصيفها وتحديد هويتها وترتيبها classification.

تاريخ التسمية النباتية

1- التسمية المحلية (الدارجة):

مع بداية اهتمام الإنسان بالنباتات والحيوانات ــ بغية الحصول على الغذاء أو الكساء أو الدواء ـــ برزت أهمية تصنيف هذه الكائنات، والتعريف بها للتداول وتعميم صفاتها، فكانت التسمية المتناقلة vernacular، وهي لغة محلية دارجة تخضع لتقاليد الشعوب، وتُستمَد من تراثها اللغوي وأدبها الشعبي، فهي سهلة الاستعمال في مناطق أو أقطار محددة، لكنها غالباً ما تكون عديمة الجدوى على الصعد الدولية أو العالمية، إذ يمكن أن يأخذ النبات نفسه أسماء متباينة بحسب المناطق، أو أن يُعطى اسماً محلياً متداولاً لأنواع متشابهة عديدة، من أمثلة ذلك:

- لا يميز العامة بين الكثير من أنواع جنس Trifolium، ويعطونها الاسم ذاته، فبعضهم يطلق عليها "النفل"، ويدعوها آخرون "البرسيم"، وغيرهم "الفصة أو الفصفصة ".. وغير ذلك.

- يمتلك بعض الأنواع استعمالات غذائية أو طبية، ويشار إليها باسم واحد، فمثلاً تطلق تسمية "عشبة الكبد" على عدة أنواع species تتميز بخصائصها الطبية التي تعالج أمراض الكبد.

2- وصف النوع النباتي بكلمات علمية عديدة عبر التاريخ:

وصف الباحث تيوفراست Theophrastus في القرن الثالث قبل الميلاد نحو 500 نوعٍ نباتي، ووصف الباحث بليني Pliny -بعده بثلاثة قرون- نحو 1000 نوع آخر. وتوسعت دائرة توصيف أنواع جديدة، خلال القرنين الخامس عشر والسادس عشر، إذ تجاوز عددها 4000 نوع.

ومع انطلاقة النهضة العلمية في بداية القرن الثامن عشر أدرك العلماء مساوئ استعمال الأسماء المحلية، وبات إيجاد لغة واحدة للتداول أمراً مهماً وضرورياً. وبما أن اللغة اللاتينية كانت لغة العلوم الطبية في ذلك الوقت، اتفق العلماء على تسمية النباتات باللغة اللاتينية، حيث يُعبَّر عنها بعدد من الكلمات، فمثلاً أعطى الباحث بُلكونات Pulkonat الاسم متعدد الكلمات التالي:

"Chrysophyllum foliis ovalis, Superne glabris, Parallele striatis, Subtus tomentosonitidis"

للنبات الذي يُدعى حالياً Sida acuta -كما سمّاه بورمان الابن .Burman F.

ومع ازدياد أعداد النباتات الموصوفة برزت صعوبات كثيرة في اتباع طريقة تسمية النباتات اعتماداً على صفات عديدة مميِّزة لها، واقترح الباحث تورنفور Tournefort أن يُنسَب كل نوع إلى جنس، بحيث يضم الجنس الواحد الأنواع الأكثر تشابهاً فيما بينها، فكانت الأنواع التي تنتمي إلى الجنس نفسه تبدأ بالكلمة نفسها، وتُميَّز الأنواع بعضها من بعض ببضع كلمات وصفية، فمثلاً: سمى تورنفور ما يُعرف اليوم باسم النفل الزاحف Trifolium repens ذي الأزهار البيضاء بالآتي Trifolium pratense album.

3- التسمية الثنائية

استعمل بوهين Bauhin مبدأ التسمية الثنائية منذ العام 1623 في كتابه Pinax theatric botanici، ولقد تُرجم من اللغة اللاتينية إلى الإنكليزية، وأخذ العنوان التالي: "عرض توضيحي عن النباتات Illustrated exposition of plants"، وكان هذا بمنزلة نقطة تحول في تاريخ علم النبات، إلا أنه لم يعمم هذا المبدأ على جميع الأنواع التي سمّاها، حيث تبنّى أسماءً دارجة للأنواع ضمن مؤلفاته.

لكن يعود الفضل في تطبيق التسمية الثنائية binomial nomenclature إلى عالم النبات السويدي كارل لينيوس Carl Linaeus (1707 –1778)، حيث أعطى كل كائن حي اسماً مؤلفاً من كلمتين مشتقتين من اللغة اللاتينية أو اليونانية. وأصبحت طريقته في التسمية نظاماً ملزماً، وشاع عالمياً، وأصبح كتابه بعنوان "الأنواع النباتية Species Plantarum" -الذي صدرت طبعته الأولى عام 1753- أول مؤلَّف علمي أُعطيت النباتات فيه أسماءً ثنائية لاتينية، ولا يُعترف بجميع الأسماء التي سبقته.

تُستعمل التسمية الثنائية في التصنيف النباتي على نحو واسع جداً؛ وحسب نظام التسمية الثنائية للنباتات يُعطى كل نوع كلمتين، تشير الأولى منهما إلى اسم "الجنس genus" (اسم موصوف يبدأ عادة بحرف كبير)، وتشير الثانية إلى اسم "النوع species" (نعت يبدأ عادة بحرف صغير). ومنعاً لحدوث أي التباس؛ مُنع استعمال النعت مرتين ضمن الجنس الواحد، لكن يمكن استعماله لأجناس مختلفة؛ مثال ذلك يُستعمل النعت officinalis (مخزني أو طبي)، لجنس الميرمية Salvia officinalis L. من الفصيلة الشفوية Lamiaceae ويدل L على مختصر لاسم الباحث لينيوس الذي سمّى هذا النوع، ولجنس آخر هو الصابونية Saponaria officinalis L. من الفصيلة القرنفلية Caryophyllaceae. ويمكن أن يتبع الجنسان لفصيلة واحدة، مثال ذلك الإجاص الشائع Pyrus communis L. والتفاح الشائع Malus communis Poir. من الفصيلة الوردية Rosaceae.

المدوّنة الدولية (الرماز العالمي) للتسمية النباتية International Code of Botanical Nomenclature (ICBN)

وضع لينيوس قاعدة هذه المدونة في مؤَلَّفه " فلسفة علم النبات Philosophia Botanica" الذي نشره عام 1751، وفيها طلب تحديد مبادئ للتسمية. وفي عام 1813 قدم الباحث أوغُستين دي كانْدول Augustin de Candolle تفاصيل لقواعد التسمية النباتية، في كتابه "النظرية الأساسية لعلم النبات Theorié élémentaire de la botanique". وفي عام 1867 عُقِد المؤتمر التأسيسي الأول -والمنوط به وضع قواعد التسمية النباتية- في باريس، وفيه صيغ النص الأول للتشريعات والقواعد الناظمة للتسمية النباتية تحت عنوان "قواعد التسمية النباتية". ثم أعيدت طباعة هذا المنشور بعد اجتماع 1904 الذي عُقِد في فيينا بالنمسا تحت اسم "قواعد التسمية النباتية". وتُراجع هذه القواعد دورياً، وتُعاد طباعتها منذ عام 1947؛ ثم أخذت اسم "المدوّنة الدولية للتسمية النباتية" (ICBN) في عام 1952. حيث تُراجع كل أربع إلى ست سنوات عقب المناقشات التي يتداولها ذوو الاختصاص في المؤتمر الدولي النباتي الذي تنظمه الهيئة العالمية للتصنيف النباتي International Association for Plant Taxonomy (IAPT).

1 - مبادئ التسمية النباتية

هناك ستة مبادئ تُعد بمنزلة توجيهات وإرشادات مُلزِمة فيما يتعلق بالمدونة الدولية للتسمية النباتية (ICBN) يمكن تلخيصها بالآتي:

المبدأ I: يشترط هذا المبدأ استقلالية التسمية النباتية عن التسمية التي تخص عالم الحيوان والأحياء الدقيقة.

المبدأ II: يتحدد الاسم العلمي للمجموعات التصنيفية بأنماط التسميات المطابقة لها (أي أنماط التسمية nomenclatural-types).

المبدأ III: يُعتمَد مبدأ الأولوية للاسم العلمي الأقدم والمعلن عند إعطاء التسمية العلمية للمجموعات النباتية.

المبدأ IV: يُعطى لكل مجموعة نباتية اسم واحد صحيح، دقيق وثابت ومنسجم مع قواعد التسمية المعمول بها.

المبدأ V: تُؤخذ في الحسبان الأسماء العلمية اللاتينية حصراً لمجموعة تصنيفية؛ بغض النظر عن نَسَبها.

المبدأ VI: للجهات العلمية التي تشرف على تطبيق قواعد التسمية العلمية حق الرفض (رفض تبني اسم علمي لزمرة تصنيفية ما) في حال عدم اتباع الشروط والضوابط المنصوص عنها.

2- أهم قواعد التسمية النباتية

أ- تُستعمل -وفق البند الأول من مدونة التسمية-كلمة Taxa (مفردها أصنوفة Taxon) للدلالة على أي وحدة تصنيفية بغض النظر عن المرتبة أو المكانة التصنيفية التي تحتلها. يُعدّ النوع الأساس الذي تُبنى عليه الوحدات التصنيفية العليا والدنيا، وتتكون كل وحدة تصنيفية من مجموعة أو عدد متباين من المجموعات الدنيا منها، مثال ذلك يتكون الجنس من نوع واحد على الأقل والفصيلة من جنس واحد على الأقل ... وهكذا. وتُعدّ أسماء الوحدات التصنيفية العليا المتعاقبة من النوع أسماءً أعلاماً تُكتب حروفها الأولى بحرف كبير. للمجموعات العليا (الراقية) من الجنس كاسعة (لاحقة) خاصة (الجدول 1).

الجدول (1): الموقع التصنيفي لنبات الكرز الحلو.Prunus avium L / بحسب قواعد التسمية / بتجاوز الوحدات التصنيفية البينية في هذا المثال وهي تحت صف subclass وتحت رتبة suborder وتحت فصيلة subfamily. وتجاوز الوحدات التصنيفية الأدنى من النوع– التي يحددها طيف التباين بين جماعات Populations النوع ذاته - مثال: تحت نوع أو نويع subgenus، وضرب أو صنف variety، وشكل form..

الوحدة التصنيفية

مثال من ثنائيات الفلقة

الكاسعة

 

المملكة

Eucaryota حقيقيات

النواة

-ota

 

الشعبة

Magnoliophyta

ماغنوليوفيتا

(=Spermatophyta)

( البذريات )

-phyta

الصف

Magnoliopsida

ماغنوليوبسيدا

(= Dicotyledoneae )

(ثنائيات الفلقة)

opsida-

الرتبة

Rosales الورديات

-ales

الفصيلة

Rosaceae الوردية

-aceae

الجنس

Prunus الكرز

 

النوع

Prunus avium L.

 

ب- تتألف أسماء الوحدات التصنيفية العليا (الراقية) من النوع من كلمة واحدة، ويتألف اسم النوع من كلمتين: هما اسم الجنس ونعت النوع. أما اسم النويع واسم الصنف فإنه ثلاثي المقاطع، يأتي أولاً ذكر اسم النوع، يليه مباشرة دالة النويع. subsp (في حال كانت المجموعة نويعاً) أو دالة الصنف. var (في حال كانت المجموعة صنفاً)، مثال ذلك: "بيقية رفيعة الورق"Vicia angustifolia L. subsp. segetalis (Thuill.) Arcang، "القبار الشوكي، الصنف الأشيب" Capparis spinosa L. var. canescens Coss.

ج - يضاف إلى اسم المجموعة التصنيفية ـــ ولاسيما الجنس فما دون ــ اسم الباحث الذي وصفها أول مرّة، ويمكن اختصار اسمه بحرف أو حرفين أو أكثر في حال كان الباحث معروفاً؛ وإلا يُكتب اسمه كاملاً. مثال ذلك: Fragaria vesca L. (الحرف L. من الاسم Linaeus أو Prunus japonica Thunb. (الأحرف Thunb. من الاسم Thunberg).

د- عند استعمال اسم مجموعة تصنيفية على نحو يختلف عما قَصَد صاحب الاسم ــ سواء من حيث المرتبة أم الانتماء، يوضع اسم صاحب الاسم بين قوسين، ويُتبع باسم صاحب التغيير، مثال ذلك: Androsace helvetica (L.) All..

هـ- عند اكتشاف نوع أول مرّة، يجب أن يُنشر الاسم المقترح في مجلة عالمية تكون في متناول جميع المهتمين، ويجب أن يتضمن النشر وصفاً للنبات باللغة اللاتينية- يُقبل حالياً باللغة الإنكليزية ــ وأن يشير الباحث إلى عينة نمطية (Typus)، تكون بمنزلة العينة التي اعتمدها في تعريف النوع، ويجب الاحتفاظ بها في معشبة معترف بها.

و- يشار إلى أسماء الأنواع الهجينة بذكر النباتين الأبوين وبينهما إشارة (x)، مثال:

L. Rosa moschata J. Herrm. x Rosa gallica (الأبوان لنبات الورد الدمشقي)، ويمكن للباحث أن يعطيها اسماً ثنائياً (في هذه الحالة يتكون الاسم من اسم الجنس والاسم الدال على التهجين تفصلهما إشارة x، مثلاً: Rosa x damascena (نبات الورد الدمشقي) وهو طبق الأصل للمثال السابق.

ز- يظهر اسم المؤلفين بعد اسم النوع عندما يستعمل أحد المؤلفين اسماً وضعه عالم آخر، ولكن لم يتمكن من نشره قانونياً؛ بحيث يكون اسم المؤلف الأسبق قبل اسم المؤلف اللاحق، وينفصل عنه بالكلمة ex، مثال ذلك: Rubus mougeotii Billot ex F. W. Schultz، فقد تبنى شولتز الاسم الذي وضعه بيلوت على العديد من العينات المعشبية لهذا النوع.

مراجع للاستزادة

- قاسم السحار، مقدمة في علم تقسيم النبات، الدار العربية للنشر والتوزيع، القاهرة، 1987.

- Angiosperm Phylogeny Group (APG III), Botanical Journal of the Linnean Society 2009.

- V. Singh, D. K. Jain, Taxonomy of Angiosperms, Rastogi Publications, India, 2001.

- E. Strasburger, Lehrbuch der Botanik, VEB Gustav Fischer Verlag Jena, 1983.

- I. Ya. Pavlinov, Taxonomic Nomenclature: What’s in a Name – Theory and History, ‎ CRC Press 2021.

 


التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا)
النوع : علم الحياة (البيولوجيا)
المجلد: المجلد الثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58491652
اليوم : 64166

البستنة في الدفيئات

التنوير (عصر ـ)   التنوير enlightment اتجاه ثقافي ساد أوربة الغربية في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة من المثقفين والمفكرين، عُرفوا باسم الفلاسفة philosophers، وكانوا صحفيين وكتاباً ونقاداً ورواد صالونات أدبية أمثال فولتير، ديدرو، كوندورسيه، هولباخ، بيكاريه، ولكن هؤلاء المفكرين أخذوا عن الفلاسفة العقليين ديكارت واسبينوزا وليبتنز ولوك الذين طبعوا القرنين السابع عشر والثامن عشر بطابعهم الثقافي حتى أُطلق على هذه الفترة عصر العقل age of reason، وكان التنوير نتاجه.
المزيد »