logo

logo

logo

logo

logo

التطفل الحيواني

تطفل حيواني

Animal parasitism -

التطفل الحيواني

سمر النحاس

أنواع التطفُّل

انتقال الطفيليات

طرائق دخول الطفيليات وخروجها

 

علم التطفل parasitology هو أحد فروع علم الحياة biology هو العلم الذي يعالج موضوع الطفيليات وتصنيفها وحيويتها والعلاقات بين المُضيف host والطفيلي parasite والارتباطات المتبادلة بينها، حيث تختلف شدة هذه الارتباطات وطبيعتها ونوعيتها، فهي تتدرج من الوهن إلى البأس الشديد، ومن الحماية إلى التغذية، من المؤاكلة commensalism إلى التعايش symbiosis والتطاعم mutualism. كما يعالج علم التطفل حدوث الإمراضية الطفيلية، فالطفيليات كائنات حية تعيش حياتها كلها أو جزءاً منها عالة على كائن حي آخر قد يكون الإنسان أو غيره من الكائنات الحية الأخرى. تدعى هذه الظاهرة بالتطفل parasitism، وفيها يتأقلم الطفيلي مع الوسط المحيط به مباشرة؛ داخل المُضيف ومع الوسط المحيط به.

أنواع التطفُّل

لظاهرة التطفُّل نوعان: التطفُّل الضار المسؤول عن إحداث أمراض كثيرة عند المُضيف، والتطفُّل السليم الذي لا يلحق بالمضيف أي ضرر؛ وتنتسب إلى ظاهرة التطفَل السليم العلاقات التالية:

1- التعايش: يستفيد فيها كل من المضيف والطفيلي وتتوقف حياة كل منهما على دوام هذه الاستفادة، مثل العلاقة بين حشرات النمل الأبيض (الأرَضَة) Termites آكلة الأخشاب ومفرطات السياط Hyperflagellata التي تعيش في أمعائها.

2- المؤاكلة أو المصاحبة: هي مشاركة الطفيلي للمضيف في غذائه من دون أن ينفع هذا المُضيف أو يضره؛ بيد أنها ليست ضرورية لوجودهما أو استمرارهما في الحياة. وتتمثَّل الفائدة للمصاحِب بتوفير المأوى والغذاء والحاجات الضرورية له؛ مثل العلاقة الموجودة بين طيور نقارة الثيران oxipecker وبعض الثدييات التي تعيش في إفريقيا كالكركدن.

3- التطاعم أو المقايضة بالمنفعة: يتبادل فيها المضيف والطفيلي بعض المنفعة، لكن حياة كل منهما لا تتعلَّق بها؛ لأن كلاًّ منهما يمكن أن يعيش غير مرتبط بالآخر، مثل تلقيح الأزهار بوساطة الحشرات والطيور خاصة؛ إذ إنه في أثناء أخذ هذه الكائنات للوجبة الغذائية (حبوب الطلع) من الأزهار تلامس أجنحتُها أو أرجلُها (مثلاً) أجهزة التكاثر الزهرية، ناقلة بذلك غبار الطلع من زهرة إلى أخرى.

أمَّا ظاهرة التطفُّل الضار فهي ظاهرة تطفُّل حقيقي، تستغل فيها الطفيليات في أثناء حياتها كائنات النوع الآخر من أجل توفير حاجاتها الغذائيَة وتوفير مأوى لها مسببة بذلك أذى وضرراً للمضيف.

تختلف طرائق التطفل اختلافات واسعة، يُعرف منها: التطفل العارض accidental parasitism وهو انتقال بعض المتعضيات- مثل يرقات بعض الحشرات التي تعيش حرة في الطبيعة- إلى المضيف وتعيش متطفلة عليه في فترة ما من دورة حياتها، والتطفل المخيَّر facultative parasitism وهو انتقال عدد كبير من الكائنات الحيّة حيوانيّة كانت أم نباتيّة تعيش عادة على المواد العضويّة المتفسّخة التي توجد في بعض الأحيان على جسم الكائن الحي لتعيش عليه كالقراد ticks، والتطفل الإجباري obligatory parasitism مثل بعض الكائنات التي لا تستطيع العيش إلا عالة على غيرها؛ أي ترتبط حياتها بمُضيفها مثل ديدان الصَفَر الخراطيني Ascaris lumbricoides وديدان الشعرينة الحلزونية Trichinella spiralis، ولهذا التطفل عدة أنواع هي:

أ- تطفل وقتي temporary parasitism: هو ما يحدث لجميع مفصليات الأرجل الماصة للدماء -مثل البعوض العادي Culex والخبيث Anopheles والبق Cimex- التي تتغذى بالدم في أثناء فترة ما من دورة حياتها؛ ثمّ تترك المضيف عندما تحصل على غذائها.

ب- تطفل دوري periodic parasitism: وفيه يتطفل الطفيلي على المضيف خلال فترة من دورة حياته؛ مثل الملقوات العفجية Ancylostoma duodenale التي تعيش فترة من دورة حياتها متطفلة على المضيف وتعيش الفترة الأخرى في الطبيعة.

ج- تطفل دائم permanent parasitism: ينطبق هذا النوع على الأحياء التي تعيش متطفلة طوال حياتها على المضيف؛ مثل القمل Pediculus الذي لا يمكن أن يعيش إلا متطفلاً.

وقد يعيش الطفيلي متطفلاً أحياناً على مضيف آخر غير الذي اعتاد أن يتطفل عليه فيُطلَق عليه اسم الطفيلي العرضي accidental parasite؛ مثل تطفل ثنائية الفوهات الكلبية Dipylidium caninum على الإنسان، وهناك الطفيلي التائه أو الضائع erratic parasite الذي ضَلّ طريقه في جسم المضيف فوُجِد في مكان آخر في جسم المضيف غير المكان المألوف لتطفله؛ مثل وجود ديدان السرمية الدويدية Enterobius vermicularis في منطقة المهبل.

أماكن توضّع الطفيلي عند المضيف

هناك نوعان من الطفيليات بحسب مكان توضّعها على مُضيفيها:

1- الطفيليات الخارجيّة ectoparasites: هي الطفيليات التي تعيش على سطح الجسم أو في الأجواف الطبيعيّة سهلة المدخل كالأذن والأنف والفم؛ مثل القمل وهامة الجرب Sarcoptes والقراد الصلب أو اللبود Ixodes. (الشكل 1).

الشكل (1) بعض الطفيليات الخارجية. 

2- الطفيليَّات الداخليّة endoparasites: هي الطفيليّات التي تعيش في الأجواف الباطنة للجسم وضمن النسج وفي الدم أو اللمف. يُمَيَّز هنا الطفيليات التي تعيش ضمن خلايا الدم مثل المتصورات Plasmodium، وضمن خلايا النسيج الحشوي مثل الليشمانيا Leishmania وفي النسيج العضلي مثل يرقات الشعرينة الحلزونية T. spiralis، والتي تعيش في أنبوب الهضم مثل الصفر الخراطيني A. lumbricoides، وفي الكبد والقنوات الصفراوية مثل المتورقة الكبدية Fasciola hepatica، وفي الجهاز البولي - التناسلي مثل المُشعّرة المهبلية Trichomonas vaginalis.

العوامل المساعدة على حدوث الإصابة الطفيلية

1- الجنس: تصيب المشعرة المهبليّة النساء أكثر من الرجال.

2- العمر: تصيب نسبة كثيرة من الأمراض الفطرية الجلدية الأطفال وتختفي عند سن البلوغ، كما تكون نسبة الإصابة بالجياردي اGiardia عند الأطفال أعلى بكثير منها عند البالغين.

3- المهنة: تصيب الملقوات العفجية A. duodenale غالباً عمال المناجم حيث توجد التربة الرطبة المناسبة لنمو اليرقات المعدية.

4- العِرق: تكون حساسية الإصابة بداء البرداء (الملاريا) malaria شديدة عند العرق الأصفر، ومتوسطة عند العرق الأبيض، وضعيفة عند العرق الأسود.

5- الأمراض المشاركة: تزيد الأمراض المشارِكة للطفيلي من التأثير المرضي له، فغالباً ماتظهر أعراض مرض الزحار وتشتد عندما تكون هناك مشاركة جرثوميّة.

6- العوامل البشرية: مثل طريقة الحياة ونوعيّة الأطعمة التي تتناولها الشعوب وطريقة تناولها، فالشعوب التي تأكل لحم البقر غير المطبوخ معرضة للإصابة بالشريطية العزلاء Taenia saginata.

7- التربة: تؤثر نوعية التربة ورطوبتها ودرجة الحموضة (الباهاء pH) في وجود الطفيلي في مكان معين.

8- المناخ: يؤثر كثيراً في توزع الطفيليات على سطح الأرض.

انتقال الطفيليات

يتم انتقال الطفيليات بإحدى الطريقتين التاليتين:

1- التماس المباشر: وذلك عن طريق الأغشية المخاطية مثل المُشعّرة المهبلية والمُشعِرَة الفموية T. gingivali، أو الرحم مثل المقوسات الغوندية Toxoplasma gondii، أو التنفس مثل جانبية المناسل الفسترمانية Paragonimus westermani، إضافة إلى انتقال الطفيليات الخارجية مثل القمل وهامة الجرب Sarcoptes scabiei.

2- التماس غير المباشر مع حاجيات المصاب أو الطعام الملوّث أو المياه الملوّثة أو الأدوات الملوّثة.

طرائق دخول الطفيليات وخروجها

1- الدخول: تُعَدّ معرفة طرائق دخول الطفيلي إلى المضيف مهمة جداً لمعرفة أساليب الوقاية الفردية من الإصابة، وهي كما يلي:

أ- الطريق الهضمي (الفم): تدخل منه الأشكال الناشطة وأكياس وحيدات الخلية أو الحيوانات الأوالي، وتدخل منه أيضاً بيوض الديدان وأحياناً يرقاتها (الشكل 2).

الشكل (2) مراحل شكلية مختلفة لطفيلي الأسكاريس.

ب- الطريق الجلدي: تدخل عبره يرقات الديدان الموجودة في التربة الرطبة أو في الماء مثل ذانبة البلهارسية cercaria Schistosoma، ويرقات المَلَقوات larva Ancylostoma (الشكل 3).

الشكل (3) بعض أنواع الطفيليات التي تدخل عن طريق الجلد.

ج- الطريق الدموي: تدخل إليه الطفيليات الدموية عن طريق لدغ الحشرات الماصة للدماء مع لعابها مثل المتصورات Plasmodium، أو مع برازها مثل المثقبية الكروزية Trypanosoma cruzi، أو مع محتويات المعي الأمامي للحشرة مثل الليشمانيا leishmaniasis (الشكل 4).

الشكل (4) بعض الطفيليات الدموية.

د- الطريق التنفّسي: تدخل عن طريق استنشاق الغبار الحامل لأبواغ بعض الفطور.

هـ- الطريق المشيمي: تمر الطفيليات من الأم إلى الجنين كما هي الحال بانتقال المقوسات الغوندية T. gondii.

و- الطريق التناسلي: كما هي الحال في الأمراض الطفيلية التناسلية مثل دخول المُشعّرة المهبليّة عن طريق العلاقات الجنسية (الشكل 5).

الشكل (5) الشكل الناشط للمشعّرة المهبلية.

ز- الطريق الصناعي: وذلك لدى نقل الدم أو استعمال حقن غير معقّمة.

2- الخروج والطرح excretion:

تفيد معرفة طرائق خروج الطفيليات في تحديد طريقة الفحص الطفيلي المباشر وفي تحديد طرائق الوقاية الجماعية، وهي كما يلي:

آ- الطريق الهضمي: إذ ينتشر الطفيلي في الطبيعة بوساطة البراز؛ مثل خروج بيوض الديدان المعوية أو وحيدات الخلية المعوية.

ب- الطريق البولي - التناسلي: كما في البلهارسية الدموية Schistosoma haematobium؛ إذ تخرج البيوض مع البول، أو الأشكال الناشطة trophozoites للمُشعّرة المهبلية.

ج- الطريق التنفّسي: يتم خروج بعض أنواع الفطور الممرضة وبيوض جانبية المناسل الفسترمانية Paragonimus westermani.

د- الطريق الدموي: يتم خروج الطفيلي فيها إما بالملامسـة البسـيطة كما في الإصـابات الفطـرية؛ وإما عن طريق فتحة في الجلد عند الإصابة بالتُنَيْنَة المدينية Dracunculus medinensis (الشكل 6)، أو يخرج بوساطة عامل ناقل كالحشرات الماصة للدماء كالأنفيلة Anopheles (جنس من البعوض) الناقل لداء البرداء.

 

الشكل (6) إخراج دودة التُنَيْنَة عن طريق فتحة في الجلد.

مراجع للاستزادة:

- إسماعيل محمد طاهر وتيسير يانس، علم الطفيليات والفطور الطبية، مديرية الكتب والمطبوعات الجامعية، جامعة دمشق 1991.

- مراد عبد الرحمن، بيولوجيا التطفل، جامعة دمشق، 1996.

- A. Gunn, S. J. Pitt, Parasitology: An Integrated Approach, Wiley, 2022.

- P. Schmid-Hempel, Evolutionary Parasitology: The Integrated Study of Infections, Immunology, Ecology, and Genetics, ‎ Oxford University Press, 2021.


التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا)
النوع : علم الحياة (البيولوجيا)
المجلد: المجلد الثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58491306
اليوم : 63820

التقانات النانوية في الهندسة المدنية والبناء

باختين (ميخائيل ـ) (1895 ـ 1975م)   ميخائيل باختين  Mikhail Bakhtin فيلسوف ولغوي ومنظر أدبي روسي (سوفييتي). ولد في مدينة أريول. درس فقه اللغة Philology  وتخرج عام 1918. وعمل في سلك التعليم وأسس «حلقة باختين» النقدية عام1921. اعتقل عام 1929 بسبب ارتباطه بالمسيحية الأرثوذكسية، ونفي إلى سيبيرية مدة ست سنوات. بدأ عام 1936 التدريس في كليّة المعلمين في سارانسك. ثم أصيب بالتهاب  أدّى إلى بتر ساقه اليسرى عام 1938. عاد باختين بعدها إلى مدينة ليننغراد (بطرسبرغ)، وعمل هناك في معهد تاريخ الفن، الذي كان أحد معاقل «الشكلانيين» الروس، ثم عاد إلى سارانسك حيث عمل أستاذاً في جامعتها. استقر منذ عام 1969في كليموفسك (إحدى ضواحي موسكو) بعد أن تدهورت صحته وراح يكتب في مجلاتها وخاصة «قضايا الأدب» Voprosy Literatury و«السياق» Kontekst.
المزيد »