logo

logo

logo

logo

logo

البنوك الحيوية الحيوانية والنباتية

بنوك حيويه حيوانيه ونباتيه

Animals and Plants Biological Banks -

البنوك الحيوية الحيوانية والنباتية

سليمان عبد الرحمن سلهب

أسباب النشأة

أنواع البنوك الحيوية النباتية

 

البنوك الحيوية الحيوانية والنباتية animal and plant biobanks هي مراكز لجمع المادة الوراثية الحيوانية أو النباتية والبيانات المتعلقة بها وصونها وتوزيعها لاستخدامها في المستقبل، وتُعد مخزوناً تمد الباحثين بالمواد الأولية التي يحتاجون إليها لتطوير هجنٍ وأصنافٍ جديدة تساعد على مواجهة التحديات المستقبلية، فضلاً عن دورها في إرساء الأمن الغذائي واستدامة التنمية. ومن أمثلتها البنوك الحيوية النباتية في الموقع in situ أو خارجه ex situ بأشكالها المختلفة، والبنوك الحيوية الحيوانية في الحيّ in vivo وفي المختبر (الزجاج) in vitro.

أسباب النشأة:

تُمثل الموارد الوراثية إحدى الثروات ذات القيمة الاستراتيجية والاقتصادية التي تمتلكها الدول، لكن تعرضها لخطر الانقراض يُعد تهديداً لها وللتنمية المستدامة.

إن ماحدث من تغير في الظروف البيئية من حرارة وجفاف وتصحر ومن أنشطة بشرية خاطئة وتزايد في عدد السكان أدى إلى تدمير موائل habitat destruction النباتات، فواجهت أنواعاً عديدة منها خطر الانقراض، كما أن تزايد أعمال التحسين الوراثي وتنفيذ التهجين على نطاق واسع بين الحيوانات أو النباتات المحلية وأخرى مستوردة محسنة وراثياً أدى إلى تناقص أنواع وعروق وسلالات وأصناف محلية كثيرة، يُضاف إلى ذلك قضاء الإنسان على كثير منها لأغراض تجارية أو صيده لكثير من الحيوانات، وإدخاله أحد الأنواع إلى نظام بيئي جديد لينافس الأنواع الموجودة ويُهدد حياتها، وقيام المربين بالتركيز على أعداد محدودة منها ذات صفات متميزة جعل كثيراً منها معرضاً للانقراض، بل إن بعضها صار نادر الوجود، وانقرض فعلاً بعضٌ آخر.

ويُعد التلوث البيئي عاملاً آخر مسبباً للانقراض؛ إذ أصبحت المواد الكيميائية السامة وخاصة مركبات الكلور ومواد الأسمدة والمبيدات الحشرية مركّزة في السلاسل الغذائية، كما قضى التلوث المائي وارتفاع درجة حرارة الماء على العديد من أنواع الأسماك في العديد من المواطن. ويُهدد تلوث مياه المحيطات بالنفط الطيور والأسماك والثدييات. وبات معروفاً أيضاً أن الأمطار الحامضية تسبب مقتل الأحياء في بحيرات المياه العذبة وتدمير مساحات شاسعة من الغابات.

أمام هذه الأسباب والمخاطر يُقدر العلماء أن أكثر من 8300 نوع نباتي و7200 نوع حيواني مهدد بالانقراض، إضافة إلى كثير من الموارد البرية وكثير من أشجار الغابات، والأشجار المثمرة والمحاصيل الحقلية المختلفة التي توجد غالبيتها في المناطق الاستوائية والبلدان النامية، فمثلاً في سورية هناك 26 نوعاً مهدداً بالانقراض؛ 17 من المملكة الحيوانية و9 من المملكة النباتية. وتشير الدراسات إلى أن العالم سيفقد نحو 55% من الموارد الأحيائية ما بين 50-100 عام من الآن، ويُتوقع على مدى الأعوام الثلاثين القادمة انقراض نحو سُبع الأنواع النباتية وربع الثدييات المعروفة وعشر أصناف الطيور المسجلة؛ نتيجةً للتغير المناخي المطرد والفقد في مواطنها الطبيعية، وأن أكثر من 200 مليار دولار هي القيمة المُقدّرة للتجارة الدولية سنوياً في الحياة البرية.

نجم عن ذلك الشعور بأخطار تلك الأعمال وضرورة الحفاظ على الأنواع المحلية التي تعد جزءاً مهماً من التراث العالمي وحمايتها من الانقراض. وأصبح حفظ الموارد الوراثية المهددة بالانقراض endangered genetic resources أمراً بالغ الأهمية؛ ومن هنا نشأت فكرة البنوك الحيوية بأنواعها المختلفة.

أنواع البنوك الحيوية النباتية

البنوك الوراثية في الموقع in situ gene banks (المحميات):

هي مناطق واسعة لحماية الأنواع النباتية المهددة بالانقراض وصون الحياة البرية في بيئتها الطبيعية التي تطورت فيها وتأقلمت معها واكتسبت خصائصها المميزة، والتأكد من صحة عمليات التأقلم الجارية في موائلها ورقابتها؛ مما يستوجب أن تكون بمساحات كبيرة تساعد على تكاثرها وزيادة عددها لضمان تنوعها وتُمكنها من التكيف والارتقاء، وضرورة حمايتها من الكوارث وعبث الإنسان.

كما تُعد وسيلة فاعلة في الزراعة لاستخدام الأنواع التقليدية أو المحلية من المحاصيل الزراعية وتحسينها من خلال الربط بين نتائج البحث العلمي وخبرة المزارعين الميدانية، حيث تُختبر المدخلات أو الأصناف المخزنة في البنوك الوراثية مع نظيراتها المتداولة بين المزارعين حقلياً ومخبرياً تحت ظروف وإجهادات مختلفة، مما يعزز معلومات الباحثين عن الخصائص الإنتاجية للأصناف المحلية ويساعدهم على تهجين أفضل الأصناف المختبرة وخلطها وتكاثرها وتوزيعها على المزارعين الذين بدورهم يختارون الأصناف التي ساهمت مدخلاتهم في تطويرها وليس الأصناف التجارية الدخيلة.

البنوك الوراثية خارج الموقع ex situ gene banks:

تُعد الأكثر شيوعاً عالمياً لصون المادة الوراثية خارج موائلها الطبيعية عندما يصعب المحافظة عليها في موئلها، ويتم ذلك بتقديم الحماية لها في بنوك وراثية مختلفة، من أهمها الآتي:

1- البنوك الوراثية النباتية plant gene banks: هي مراكز تجميع الأصول الوراثية النباتية وصونها، يقدر عددها حالياً بأكثر من 1750 بنكاً حيوياً موزعة في أنحاء العالم كافة، منها نحو 130 بنكاً يحتفظ كل منها بأكثر من 10,000 مدخل. ومن أهم أنماطها الآتي:

  • بنوك البذور seed banks: يزيد عدد البذور المُجمّعة فيها على ستة ملايين بذرة محفوظة خارج مواقعها الطبيعية، منها 600 ألـف عينـة بذرية محفـوظة لدى المجموعة الاستشارية للبحوث الزراعيـة العالمية Consultative Group on International Agricultural Research (CGIAR) و5.4 ملايين عينة بذرية محفوظة في بنوك الأصول الوراثية النباتية الدولية والمحلية لتشمل: الحبوب، كالقمح والذرة والأرز والشعير (39%)، والبقوليات الغذائية (15%)، والخضراوات (8%) ، ومحاصيل الأعلاف (7%)، والفواكه (5%)، والمحاصيل الزيتية (2%)، ومحاصيل أخرى (24%). تُحفظ البذور الجافة فيها بدرجات حرارة منخفضة (-18°س)، ومن أشهرها حالياً مشروع الألفية لبنك البذور Millennium Seed Bank Project الواقع بالقرب من لندن (الشكل 1). وهو مشروع عالمي تتعاون فيه كثير من منظمات حفظ التنوع الحيوي، سُجلت فيه عام 2010 البذرة رقم مليار من 34 ألف نوع تبلغ في مجموعها 10% من الفلورا Flora النباتية العالمية، وتعتمد سياساته على صون عينة من البذور في هذا البنك وعينة أخرى في بلد المنشأ. وتُستنبت النباتات فيه بصورة دورية كل 10 سنوات، وتوزع البذور الناتجة على المعاهد البحثية بناء على المنفعة المتبادلة غير الربحية.

    الشكل (1) مشروع الألفية لبنك البذور في Wakehurst Place, West Sussex قرب لندن.

    كما أنشئ أكبر بنك وراثي للبذور عام 2008 في كهف جليدي ضخم حُفر بعمق 120 م ضمن جبل في جزيرة سبتسبرغن Spitsbergen في النروج (الشكل 2)، يتسع لنحو 4.5 ملايين بذرة لأنواع نباتية مختلفة تحفظ في مغلفات رباعية الجدران مختومة وتحاط بوعاء بلاستيكي تُرفف على حوامل معدنية (الشكل 2). يساعد استمرار الجليد في هذه الجزيرة على حفظ البذور سليمة. وقد صُمم بحيث يقاوم أعتى الكوارث البيئية؛ حتى الحروب الذرية، وتُحفظ فيه عينات البذور من جميع أنحاء العالم. ويعد هذا البنك بمنزلة صندوق إيداع آمن لا يمكن الوصول إلى العينات فيه إلا عن طريق الجهة أو البنك الوطني أو الدولي الذي أَودع المادة الوراثية.

    الشكل (2) بنك البذور في كهف جليدي ضمن جبل في جزيرة سبتسبرغن في النروج.
  • بنوك النسج النباتية tissue banks: وفيها يتم صون النباتات غير البذرية التي تتكاثر بصورة غير جنسية، يتم فيها حفظ البراعم أو خلايا النهايات الطرفية (المِرستيمية) للنبات في أوساط استنبات ضمن ظروف تحكم حرارية وضوئية (الشكل 3). ومن المعلوم أن الخلايا المرستيمية تتصف بأنها غير متمايزة وقادرة على التشكل والتحول إلى نبات كامل إذا توفرت لها الظروف المخبرية الكاملة. يمكن أيضاً تنمية حبوب الطلع بهذه الطريقة لإنتاج نباتات أحادية الصيغة الصبغية haploid plants، فعندما تزدرع النهايات المرستيمية وتخضع لبرامج الاستنبات فإنها تتطور إلى كتلة غير متمايزة من الخلايا تسمى الكالوس callus التي منها يتكون عدد من الأجسام شبه الجنينية embryoids، يستطيع كل منها النمو لتشكيل نبات كامل في المختبر.

 

الشكل (3) بنوك نسيجية لنباتات غير بذرية.
  • بنوك التجميد cryobanks: تُنشأ بغرض صون المادة الوراثية (بذور المحاصيل والأبواغ والبادرات وحبوب الطلع والبراعم والأنسجة والأجنة النباتية) -خاصة التي تواجه حالة الانقراض extinction- في أوساط غنية بتراكيز عالية من موانع التجمد وغمرها مباشرة في الآزوت السائل لنزع مائها وتزجيجها vitrification، ومن ثم حفظها لفترات طوية الأجل في الآزوت السائل
    (-196°س) ضمن خزانات tanks بأحجام مختلفة. وتتميز بأنها لا تحتاج إلى مساحات كبيرة من الأرض والأبنية، وغير باهظة التكاليف، وأن ما يُحفظ مجمداً فيها لن يتعرض لأي تغيرات وراثية أو للإصابة بالأمراض طوال مدة الحفظ. وتكون العينات قادرة على النمو بعد الإذابة عندما تتاح لها الفرصة المناسبة. ويُتّبع لهذا الغرض برامج تبريد وتجميد وصون خاصة بنوع المادة الوراثية. وبناء على ذلك تأسست بنوك وراثية خاصة بكل مورد وراثي، فمثلاً هناك بنوك حفظ بالتجميد للبراعم المرستيمية للموز في الفيليبين (الشكل 4)، وأخرى للبطاطا واليام yam (نوع من البطاطا الحلوة) والكسافا (المَنيهوت) cassava وغيرها. وتأسس بنك الـ DNA النباتي في كوريا Plant DNA Bank in Korea. وحقق نجاحات في استنبات أنواع نباتية ذات أهمية اقتصادية وقليل من أنواع المحاصيل الحقلية. وتأسس البنك الأول لحفظ حبوب الطلع pollen بالتجميد في المعهد الهندي لبحوث البستنة لإنتاج نباتات أحادية الصيغة الصبغية لأنواع مختلفة من الخضار ونباتات الزينة والنباتات الطبية وأشجار البستنة، وخاصة المهددة بالانقراض، ويحفظ فيه الآن حبوب طلع لأكثر من 45 نوعاً نباتياً ينتمي إلى 15 عائلة نباتية.

الشكل (4) مراحل الحفظ بالتجميد لبراعم مرستيمية للموز في بنك الشبكة الدولية لتحسين الموز وزراعته (INIBAP) في مدينة لغونا Laguna في الفيليبين.
  • البنك الجيني الحقلي field gene bank: تزرع فيه الأنواع النباتية أو تحت الأنواع أو الأصناف لتحفظ في مجموعات حيّة بعيداً عن موطنها الأصلي بهدف المحافظة عليها من الزوال أو لأغراض بحثية. ويُعد من الطرائق الواسعة الانتشار لصون الموارد الوراثية البذرية التي لايمكن حفظها مخبرياً مثل بذور الإجاص والتفاح، أو الأنواع النباتية التي تتكاثر بالجذور أو الدرنات، أو الأنواع النباتية التي تكون عقيمة جنسياً أو خصوبتها ضعيفة، أو تلك التي لا تنتج بذوراً، مثل الثوم (النوع Allium sativum)، وجوز الهند والمطاط والكاسافا واليام والمانغا mango والكاكاو cocoa؛ ولهذ الغرض تُبنى نظم بيئية صنعية تمارس فيها عمليات الاصطفاء ومقارنة الاختلافات بين الأنواع، وهذا يتطلب أرضاً واسعة وترباً مناسبة وظروفاً بيئية ملائمة ... وغيرها. ومن أمثلته: بنك النخيل الزيتي في ماليزيا، وبنك الجين الحقلي لجوز الهند في إندونيسيا والهند، وبنك الموز في الفيليبين. وتتميز هذه البنوك بسهولة التنفيذ وإمكان تتبع الكائنات الحية ومراقبتها وتقويمها بصورة دورية في بيئاتها، ولكن من أهم مساوئها احتمال حدوث تغيرات وراثية غير مرغوبة بسبب أعمال الاصطفاء والعزل الوراثي.

    2- البنوك الوراثية الحيوانية animal gene banks:

    تختلف البنوك الوراثية الحيوانية عن البنوك النباتية بأنها محدودة العدد، تُنشأ غالباً في الدول المتقدمة، تتصف بصعوبة جمع الأصول المستأنسة مع الأصول البرية، ومحدودية الدعم المؤسساتي مع ضعف في التنظيم، كما أن صونها حيّة في عين المكان (الموئل) وخارجه قد يكون غامضاً؛ لهذا يتم التفريق بين نمطين من البنوك الوراثية: بنوك وراثية في الحيّ in vivo للحيوانات الحيّة، وبنوك وراثية في المختبر (الأنابيب، الزجاج) in vitro.

    أ - بنوك في الحيّ banks in vivo: وفيها يتم صون الحيوانات الحية ورعايتها في نظم نشأت و تطورت فيها أو توجد فيها وتأقلمت معها، أو خارجها(حدائق الحيوانات، مزارع حكومية)، وهي تدل على الهوية الثقافية والتاريخية للمجتمعات التي طورتها، وإن خسارة نوعٍ أو عرقٍ منها يعني خسارة جزءٍ من التراث الإنساني. وتتميز بإمكان تتبع أدائها في موئلها الطبيعي، وقدرتها على اكتساب مقاومة الآفات أو الأمراض المستجدة، أو التأقلم مع تغيرات في طرائق الرعاية المُمارسة، ولكن قد ينجم نتيجة لأعمال الاصطفاء أو التربية الداخلية ازدياد النقاوة الوراثية، ونقص الخصوبة وانخفاض الإنتاج وازدياد حالات الأمراض الوراثية. ومع ذلك يُنظر إليها أنها ذات أهمية اقتصادية مستقبلية، مثلاً: صار عرق خنزير بيترين Pietrain ذي اللحم اللادهني الذي كان مهدداً بالانقراض عام 1950- يُستعمل حالياً في برامج التربية التهجينية التجارية في بلجيكا بسبب تناقص الطلب على الدهن. واتضح أن عرق غنم لاين Lieyn في مقاطعة ويلز البريطانية والغنم النروجية البرية التي كانت أعدادها في تقهقر خطير صار لهما أهمية وطنية واسعة الانتشار في صناعة لحم الغنم المميز الطعم.

    على أي حال تختلف الحجج والقدرات على إنشاء مثل هذه البنوك من بلد لآخر (الجدول1)، ففي المجتمعات الغربية تكون التقاليد والقيم الثقافية موجهة ومهمة تضمن تطور تدابير الصون للعروق النادرة وتُحفِّز ظهور أسواق متخصصة للمنتجات الحيوانية المحلية، وعلى النقيض من ذلك يُعد الأمن الغذائي والتنمية الاقتصادية الهمين السائدين في البلدان النامية.

    الجدول (1) البنوك الحيوية الحيوانية في العالم حتى عام 2010.

    الإقليم

    بقر

    غنم

    معز

    خنزير

    دواجن

    خيل

    إفريقيا

    عروق محلية

    154

    109

    86

    49

    89

    36

    عروق عابرة للحدود*

    35

    27

    15

    2

    6

    7

    بنوك في الموئل

    43

    18

    10

    6

    1

    3

    بنوك في المختبر

    11

    1

    1

    0

    0

    0

    آسيا

    عروق محلية

    239

    265

    182

    229

    243

    141

    عروق عابرة للحدود

    19

    13

    11

    2

    2

    10

    بنوك في الموئل

    49

    53

    30

    60

    92

    10

    بنوك في المختبر

    55

    15

    11

    92

    73

    5

    أوربا والقوقاز

    عروق محلية

    277

    458

    170

    165

    608

    269

    عروق عابرة للحدود

    28

    79

    13

    17

    45

    38

    بنوك في الموئل

    137

    175

    51

    47

    101

    113

    بنوك في المختبر

    106

    51

    15

    28

    6

    23

    أمريكا اللاتينية والكاريبي

    عروق محلية

    129

    47

    26

    67

    84

    65

    عروق عابرة للحدود

    8

    2

    2

    3

    1

    5

    بنوك في الموئل

    76

    10

    15

    7

    0

    21

    بنوك في المختبر

    16

    5

    6

    2

    0

    5

    الشرق الأدنى

    والأوسط

    عروق محلية

    43

    50

    34

    1

    24

    14

    عروق عابرة للحدود

    0

    4

    0

    0

    0

    0

    بنوك في الموئل

    5

    4

    3

    0

    0

    0

    بنوك في المختبر

    1

    0

    0

    0

    0

    0

    أمريكا الشمالية

    عروق محلية

    29

    35

    3

    18

    12

    23

    عروق عابرة للحدود

    3

    6

    5

    1

    1

    3

    بنوك في الموئل

    1

    1

    0

    0

    0

    2

    بنوك في المختبر

    36

    39

    11

    18

    8

    0

    *عروق موجودة في أكثر من بلد واحد في الإقليم الواحد.

    ب- بنوك في المختبر in vitro banks: يعني حفظ الموارد الوراثية الحيوانية بصورة أعراس أو أجنة أو نسج بالتجميد لعقود طويلة خارج العضية في بيئة صنعية تحت ظروف تبريد شديدة، ومن أهمها:

  • بنوك النطف sperm banks: ساعدت معرفة التلقيح الصنعي وإمكان حفظ السائل المنوي semen، بما يحتويه من نطف مجمداً على إنشاء بنوك لحفظ نطف العديد من أنواع الحيوانات الزراعية والبرية (حيوانات الحدائق) لعقود من الزمن. وتتميز برخص تكاليفها، وأن ما يُحفظ فيها لن يتعرض لأي تغيرات وراثية أو للإصابة بالأمراض طوال مدة الحفظ. تأسست العديد من الشركات ذوات رؤوس أموال كبيرة وبنوك وراثية حكومية؛ وذلك لاختبار الذكور وراثياً، ومن ثم بيع بعض ما يَثبت امتيازه منها، وحفظ كميات كبيرة من نطف الذكور المختبرةproven sires مجمدة ضمن الآزوت السائل (-198°س) في بنوك النطف. منها مؤسسة World Wide Sire (WWS) Organization، بوصفها أكبر شركة عالمية تضم أغلب جمعيات التلقيح الصنعي في الولايات المتحدة الأمريكية وتُسوق السائل المنوي لأفضل ثيران عروق البقر لدول العالم المختلفة.

    وتشير الدراسات إلى أنه يُلقّح سنوياً في العالم بنطف البنوك المجمدة أكثر من 110 و40 و0.12 و0.05 و0.005 مليون رأس من البقر والخنازير والمعز والغنم والأفراس على التوالي. وغالباً تحقق شركات بنوك النطف أموالاً طائلة من جراء بيع النطف المجمدة، فمثلاً تباع قشة (أنبوبة Vial) السائل المنوي للثيران المختبرة بنحو 20-50 دولاراً أمريكياً، وأن دخلها من الثور الواحد يزيد سنوياً على 300 ألف دولار أمريكي.

    كما تنتشر بنوك نطف الرجال في بلدان عدة لأسباب قد تتعلق بانخفاض خصوبة بعض الرجال لاضطرابات وراثية أو التعرض لإشعاعات أو مواد كيمياوية ضارة. تُسجّل مواصفات العينات المراد حفظها في بنوك النطف، والرجال الواهبين donors، وتُلقّح الزوجات بنطف أزواجهن حصراً، أو غيرهم عندما يكون الأزواج عقيمين أو لديهم مشكلات تناسلية.

    بنوك البويضات والأجنة ovum and embryo banks: ساعد تطور مفهوم الإباضة المتعددة multiovulation وجمع البويضات من المبايض في المسلخ أو من العضية مباشرة، ومن ثم إنضاجها وإخصابها في المختبرin vitro fertilization، وتنمية الأجنة الناتجة ونقلها إلى حيوانات مستقبلة أو حفظها في قشات (أنابيب) بلاستيكية شبيهة بقشات النطف على تطور برامج جمع الأجنة وتجميدها سواء بصور بطيئة تقليدية أم سريعة بالتزجيج vitrification، ومن ثمّ تطور مفهوم إنشاء بنوك الأجنة افتراضياً لكل الثدييات، لكن يقتصر استخدامها الواسع على البقر والغنم والمعز مع معدلات نجاح محدودة، وإلى حدٍ ما على الخيول والإبل؛ إما لإعادة العروق المهددة بالانقراض وانتشارها، مثل بنك إنعاش أبقار الفريزيان البيضاء والحمراء في هولندا، وبقر إندربي Enderby في نيوزيلندا، وإما لأغراض تجارية تقودها شركات عالمية في عمليات التحسين الوراثي. كما أصبحت هذه البنوك مصدراً مهماً للخلايا الجذعية stem cells الجنينية بعد اكتشاف أهميتها في القدرة على تكوين أنسجة مختلفة وفي إمكان استخدامها بتقانة التنسيل أو الاستنساخ cloning. ومنذ ولادة أول فتاة من جنين مجمّد عام 1984 انتشرت بنوك الأجنة المجمدة البشرية في كثير من دول العالم، وخاصة لتلبية رغبات الأزواج الذين لديهم مشكلات تناسلية، وسجل حتى عام 2010 ولادة نحو 500 ألف حالة. على أي حال تبقى بنوك النطف والأجنة البشرية مصدراً لمشكلات كثيرة دينية وأخلاقية واجتماعية وقانونية، وأحياناً صحية مالم توضع شروط صارمة تضمن استخدامها استخداماً أخلاقياً وصحياً دقيقين مع مراعاة أقصى درجات السرية فيها.

  • بنوك النسج الحيوانية tissue banks: انتشرت مؤخراً لتخزين المواد الوراثية لآلاف الحيوانات المهددة بالانقراض. وفيها يأخذ العلماء حشرات كاملة أو أنسجة من حيوانات حية ثم يجري تجميدها مباشرة في الآزوت السائل (-196°س) لحفظها أو استخلاص الدنا (DNA) منها، بعد أخذ العينة مباشرة أو بعد تجميدها. يمكن أن ترسل بعض عينات الدنا إلى معامل أخرى للتأمين ضد الضرر أوالفقد، وتجميد غير المستخدم منها مدة قد تمتد مئات السنين لأغراض بحثية قد تفضي في أحد الأيام إلى استنساخ كائنات منقرضة.

    أَنشأت بريطانيا عام 1996 -بالتعاون مع متحف التاريخ الطبيعي وجمعية الحيوانات وجامعة نوتنغهام- بنك للنسج أطلق عليه اسم سفينة نوح المجمدة Noah’s Ark Frozen بهدف تخزين الأنسجة والشِيفرات الوراثية في الآزوت السائل لكل الأنواع الحيوانية في العالم، والحفاظ على شيفرات (رمازات) الحياة life code للحيوانات حتى بعد انقراضها، وتخزن هذه الشيفرات في قاعدة بيانات، يمكن الرجوع إليها في المستقبل بغرض المعرفة؛ ما يمكّن علماء الأجيال القادمة من فهم المخلوقات التي انقرضت منذ وقت طويل، ويساعد أيضاً على الحفاظ على حيوانات مهددة بالانقراض. وتبنى آمال أن تُخزّن عينات آلاف من أنواع الكائنات الأخرى، بدءاً من الثدييات والطيور حتى الحشرات والزواحف. وتعطى الأولوية للكائنات التي يتهددها خطر الانقراض في غضون الأعوام الخمسة القادمة، ولن يقتصر على الحيوانات المستأنسة.

    وأخيراً لابد من الإشارة إلى أن تخزين البيانات المتعلقة بعينات البنوك الحيوية وأرشفتها مع المعلومات المتعلقة بها في قواعد إلكترونية وأتمتة الوصول إليها وتحديثها وتوليد معرفة جديدة عنها لايقل أهمية عن إنشاء البنوك الحيوية نفسها، ويبقى تحدٍ كبير أمام إداراتها؛ لهذا فإن استعمال برمجيات خاصة تُمكن الفنيين فيها من إنشاء قواعد بيانات تفصيلية تتعلق بالعينات وأماكن وجودها، وربط ذلك بمنظومة متكاملة لإدارة المعلومات المخبرية وتحليلها والكشف عن واقع الحال يعد أداة فاعلة تساعد على إدارة البنك الحيوي وتوجيه العمل التجريبي فيه.

مراجع للاستزادة:

- G. Bertorelle, M. W. Bruford and H. C. Hauffe, Population Genetics for Animal Conservation, Annapaolo Rizzoli, Edmund Mach Foundation, Trento, Italy, 2009.

- J.M.M. Engels, Plant and Animal Gene Banks, The Role of Food, Agriculture, Forestry and Fisheries in Human Nutrition III., 2011.

- J. Kaye, S. M. C. Gibbons, C. Heeney, M. Parker and A.Smart, Governing Biobanks, Hart Publishing, Oxford, 2012.

- T. Matsumoto, Management and Utilization of Gene Banks and In Vitro Collection, Food and Fertilizers Technology Center Publication Database, Japan, 2011.

- J.K. Oldenbrock, Genebanks and The Conservation of Farm Animal Genetic Resources, Lelystad, The Netherlands, DLO Institute for Animal Science and Health, 1999.

- T. Walker, Plant Conservation: Why it Matters and How it Works, Amazon. Co. UK, 2013.

 


التصنيف : الوراثة والتقانات الحيوية
النوع : الوراثة والتقانات الحيوية
المجلد: المجلد الخامس
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1048
الكل : 58492632
اليوم : 65146

أثر باشن ـ باخ

تقع المدرسة الأحمدية في حي الجلوم الكبرى في زقاق بني الجلبي، "جادة عبد الله سلام" حالياً أمام باب جامع البهرمية الشرقي في حلب، منطقة عقارية (7) محضر (3064). أنشأها أحمد أفندي بن طه زادة الشهير بالجلبي سنة 1165هـ/1751م وفقاً للكتابات الموجودة فوق بابيها (الخارجي والداخلي) وفوق باب القبلية.

المزيد »