logo

logo

logo

logo

logo

تعديل الإشارة (كشف -)

تعديل اشاره (كشف )

Signal demodulation -

 تعديل الإشارة

تعديل الإشارة (كشف -)

محمد خالد شاهين

أهمية كشف التعديل

كشف التعديل التماثلي

كشف التعديل الرقمي

أمثلة وتطبيقات على كشف تعديل الإشارة 

الآفاق المستقبلية  لكشف تعديل الإشارة

 

كشف تعديل (ترنيم) الإشارة signal demodulation هو إجرائية استخلاص الإشارة الحاملة للمعلومات information-bearing signal الأصلية من الموجة المعدَّلة modulated.

أهمية كشف التعديل

يهدف كشف التعديل في منظومات الاتصالات إلى استعادة إشارة الرسالة من الإشارة المعدَّلة، وهي تمثل الإجرائية المعاكسة لتعديل الإشارة. ويلاحظ أن الإشارة المعدَّلة  تخضع في أثناء انتشارها في قناة الاتصال (وسط الإرسال) لتأثيرات عديدة منها التخميد والضجيج والتداخل والخفوت، مما يُصعِّب مهمة المستقبل في استعادة الرسالة التي تحملها الإشارة المستقبلة.

تختلف طرائق كشف التعديل المستخدمة في طرف الاستقبال تبعاً لنوع التعديل المستخدم في طرف الإرسال ولظروف قناة الاتصال. وتُستخدم عادة طريقتان أساسيتان في كشف تعديل الإشارات هما: الكشف المتماسك (المتّسق) coherent detection، والكشف غير المتماسك non-coherent.

كشف التعديل التماثلي

1- كشف التعديل المطالي

يكون لغلاف الإشارة المعدَّلة مطالياً amplitude-modulated شكل إشارة الرسالة m(t) ذاته إذا تحقق الشرطان المبيّنان في العلاقة (1).

وفيها تمثل m(t) الرسالة (الإشارة المعدَّلة)، وfc تردد الموجة الحاملة الجيبية، وka معامل حساسية المطال للمعدِل، وW المركبة الترددية الأعلى في طيف spectrum إشارة الرسالة.

وتُستخدم في كشف تعديل الإشارة المعدَّلة  مطالياً -في حال تحقق الشرطين الواردين بالعلاقة (1)- بنية بسيطة تُدعى كاشف الغلاف (الشكل 1)، وهي مكوَّنة من ثنائي (ديود) ومرشِّح مؤلف من مقاومة ومكثف، إضافةً إلى مرشِّح لحذف التموجات ripple.

الشكل (1) بنية كاشف الغلاف.

 

- كشف التعديل ثنائي المجال الجانبي مكبوت الحامل Double Side Band–Suppressed Carrier (DSB-SC): يختلف غلاف الإشارة المعدَّلة تعديلاً ثنائي المجال الجانبي مكبوت الحامل عن إشارة الرسالة اختلافاً كبيراً. ويزداد تعقيد كشف تعديل الإشارة المعدلة تعديلاً ثنائي المجال الجانبي مكبوت الحامل نتيجة غياب الحامل في الإشارة المستقبلة، لذا يُستخدم الكشف المتماسك (أو الكشف المتزامن) من أجل استعادة الرسالة. يعتمد هذا المبدأ على ضرب الإشارة المعدَّلة المستقبلة بموجة جيبية مولَّدة محلياً، ثم تمرير الإشارة الناتجة في مرشح تمرير منخفض كما هو مبيّن في الشكل (2).

الشكل (2) المخطط الصندوقي للكاشف المتماسك.

 

وتتطلب استعادة الرسالة بصورة صحيحة أن تكون إشارة المهتز المحلي local oscillator متماسكة (أو متزامنة) بالتردد والطور مع إشارة المهتز المحلي المستخدم في المعدل الضارب product modulator لتوليد الإشارة المعدَّلة في طرف الإرسال. ومن أشهر البنى التي تحقق هذا المتطلب مستقبِل كوستاس Costas receiver (الشكل 3).

الشكل (3) بنية مستقبل كوستاس.

 

يتكون هذا المستقبل من كاشفين متماسكين يُطبق عليهما إشارة الدخل ذاتها (الإشارة المعدَّلة)، لكن إشارتي المهتزين المحليين تكونان مترابعتين (متعامدتين) بالطور phase quadrature فيما بينهما.

- كشف التعديل أحادي المجال الجانبي Single Side Band (SSB): تزداد مهمة الكشف صعوبة في حالة التعديل أحادي المجال الجانبي نتيجة حذف أحد المجالين الجانبيين إضافةً إلى غياب الحامل. ونظراً لكون كل مجال جانبي صورة للآخر منسوباً إلى الحامل؛ يُستخدم مبدأ الكشف المتماسك أيضاً في كشف التعديل أحادي المجال الجانبي.

- كشف التعديل بالمجال الجانبي المتبقي Vestigial Side Band (VSB): يستخدم الكشف المتماسك أيضاً لاستعادة إشارة الرسالة من الموجة المعدَّلة تعديلاً بالمجال الجانبي المتبقي.

2- كشف التعديل الزاوي:

يمتاز التعديل الزاوي angle modulation بأداء أفضل بوجود الضجيج والتداخل من أداء التعديل المطالي، لكن ذلك يكون على حساب الزيادة في عرض المجال اللازم للإرسال؛ والزيادة في تعقيد دارات الإرسال والاستقبال على حد سواء.

ثمة ارتباط وثيق بين نوعي التعديل الزاوي وهما: التعديل الطوري Phase Modulation (PM)، والتعديل الترددي Frequency Modulation (FM)؛ إذ يمكن بناء أحدهما اعتماداً على الآخر. ويغلب استخدام التعديل الترددي نظراً لكون تجهيزات التعديل الطوري أكثر تعقيداً من جهة، ولِلَبس أحياناً في تحديد إشارة تغير طور الإشارة بين +180 درجة و-180 درجة.

يُطلق على الإجرائية التي تسمح باستعادة إشارة الرسالة الأصلية من موجة التعديل الترددي الواردة اسم كشف التعديل الترددي. وكاشف التعديل الترددي هو تجهيزة device تعطي في خرجها إشارة يتناسب مطالها خطياً مع تغيرات التردد الآني لموجة التعديل الترددي الواردة.

ثمة تجهيزتان أساسيتان مستخدمتان في كشف تعديل الموجات المعدَّلة ترددياً: الأولى هي المميّز الترددي frequency discriminator الذي يعتمد على كشف الميل متبوعاً بكاشف غلاف، والثانية -وهي الأكثر شيوعاً- حلقة إقفال الطور Phase-Locked-Loop (PLL)، التي تنفذ كشف التعديل الترددي بطريقة غير مباشرة.

يبيّن الشكل (4) المخطط الصندوقي للمميّز الترددي المتوازن balanced، وتعبّر كلمة متوازن عن كون دارتيّ الميل مرتبطتين بعضهما ببعض. ويُعطى خرج كاشف الميل الموجب في المسار الأعلى بالعلاقة (2).

 

الشكل (4) المخطط الصندوقي للمميّز الترددي المتوازن.

 

وفيها تمثل m(t) الرسالة (الإشارة المعدِّلة)، وAc مطال الموجة الحاملة الجيبية، وkf معامل حساسية التردد للمعدِّل، وBT عرض مجال إرسال إشارة التعديل الترددي الواردة. ويُحَدد الانحياز bias في v1(t) بالحد الثابت في هذه العلاقة (2).

في حين يُعطى خرج كاشف الميل السالب في المسار الأدنى من الشكل (4) بالعلاقة (3).

 

ويُحَدد الانحياز في v2(t) بالحد الثابت في هذه العلاقة. ويقود طرح العلاقتين (2) و(3) إلى خرج كلي من دون انحياز، يتناسب ومطال إشارة الرسالة؛ أي إنجاز عملية استعادة الرسالة. ويتمثل التحدي -من وجهة نظر عملية- بتنفيذ المميّز بحيث تحقق دارتي الميل العلاقتين (2) و(3).

أما التجهيزة الثانية -وهي حلقة إقفال الطور (الشكل 5)- فهي منظومة دارة تغذية خلفية يرتبط عملها ارتباطاً وثيقاً بالتعديل الترددي. وتتكون حلقة إقفال الطور من ثلاثة مكونات أساسية مربوطة معاً بحيث تشكل منظومة تغذية خلفية مغلقة الحلقة، وهي:

- المهتز المتحكم به بالجهد Voltage-Controlled Oscillator (VCO)، وهو الذي ينفذ تعديلاً ترددياً على إشارة التحكم الخاصة به.

الشكل (5) المخطط الصندوقي لحلقة إقفال الطور.

 

- ضارب multiplier، وهو الذي يضرب الموجة المعدَّلة ترددياً بخرج المهتز المتحكم به بالجهد.

- مرشِّح حلقة loop filter: وهو من نوع تمرير منخفض، وتتمثل وظيفته بحذف المركبات العالية التردد المتضمّنة في إشارة خرج الضارب، ومن ثمَّ تشكيل shape الاستجابة الترددية الكلية للمنظومة.

3- كشف التعديل النبضي التماثلي:

لكشف إشارة معدَّلة بتعديل مطال النبضة Pulse-Amplitude Modulation (PAM) تمرر الإشارة المستقبَلة في مرشِّح الإشارة المستقبَلة في مرشِّح  تمرير منخفض عرض مجاله W وربحه 1/2W ضمن مجال التمرير؛ بفرض أن إشارة الرسالة m(t) محدودة بالتردد W، وأن معدل الاعتيان sampling أكبر من معدل نايكوست Nyquist (أي 2W).

بيد أن استخدام تعديل مطال النبضة اعتماداً على الاعتيان بالقمم المستوية flat-top في نقل إشارة تماثلية حاملة للمعلومات يتسبب بتشويه يسمى تأثير الفتحة aperture effect. ويمكن تصحيح هذا التشويه بوصل مُسوٍّ  equalizer على التعاقب مع مرشِّح إعادة البناء ذي التمرير المنخفض (الشكل 6).

الشكل (6) المخطط الصندوقي لكاشف تعديل مطال النبضة.

 

في حين يمكن كشف تعديل الإشارات المعدَّلة بتعديل مدة النبضة Pulse-Duration Modulation (PDM) أو تعديل عرض النبضة Pulse-Width Modulation (PWM) باستخدام مولد موجات منحدرة ramp generator وبعض العناصر الأخرى (الشكل 7). يعتمد هذا المبدأ في الكشف على تحويل إشارة تعديل عرض النبضة إلى إشارة تعديل مطال النبضة التي يمكن كشفها بسهولة باستخدام مرشح تمرير منخفض مناسب.

الشكل (7) المخطط الصندوقي لكاشف تعديل عرض النبضة.

أما كشف تعديل الإشارات المعدَّلة بتعديل موضع النبضة Pulse-Position Modulation (PPM) فيجري على مرحلتين. في المرحلة الأولى تُحول الإشارة إلى إشارة تعديل مطال النبضة بإجراء مقارنة مع إشارة مرجعية بالزمن وبالمطال، ثم تُرشح إشارة تعديل مطال النبضة باستخدام مرشح تمرير منخفض لاستعادة الإشارة المعدِّلة كما هو مبيّن في الشكل (8).

الشكل (8) المخطط الصندوقي لكاشف تعديل موضع النبضة.

كشف التعديل الرقمي

1- تقنيات كشف التعديل الرقمي الأساسية

ثمة طريقتان أساسيتان في كشف تعديل الإشارات المعدَّلة تعديلاً رقمياً وهما: الكشف المتماسك coherent والكشف غير المتماسك non coherent. ويتطلب الكشف المتماسك أن يكون المستقبل متزامناً مع المرسل من حيث طور الحامل وتوقيت البتّات، في حين لا يتطلب الكشف غير المتماسك معرفة طور الحامل؛ لكنه يحتاج إلى معرفة معلومات عن توقيت البتّات. وتمتاز المنظومة غير المتماسكة بكونها أقل تعقيداً، بيد أن ذلك يكون على حساب تدهور الأداء.

أ- كشف التعديل الرقمي بإزاحة المطال الاثناني :

حيث أن غلاف الموجة المعدَلة في حالة التعديل الرقمي بإزاحة المطال الاثناني Binary Amplitude Shift Keying (BASK) غير ثابت؛ فإن أبسط طريقة لكشف هذه الإشارة هي استخدام كاشف غلاف.

ويعتمد الكشف غير المتماسك لإشارة هذا النوع من التعديل على معرفة موسطين parameters مهمّين للمنظومة هما تردد الحامل fc، وعرض مجال الإرسال الذي تحدده مدة البت Tb. ويتألف مستقبل الكشف غير المتماسك من مرشح تمرير مجال متبوع بكاشف غلاف فآخذ معطيات ثم تجهيزة اتخاذ قرار، كما هو مبيّن في الشكل (9).

الشكل (9) المخطط الصندوقي لكاشف غير متماسك للتعديل الرقمي بإزاحة المطال الاثناني.

 

ب- كشف التعديل الرقمي بإزاحة الطور الاثناني:

يمتاز التعديل الرقمي بإزاحة الطور الاثناني Binary Phase Shift Keying (BPSK) عن التعديل الرقمي بإزاحة المطال الاثناني بثبات غلاف الإشارة المعدَّلة، ومن ثمَّ ثبات استطاعة الإرسال. لذا لا يمكن استخدام كاشف الغلاف في كشف هذه الإشارة، بل يستخدم الكشف المتماسك في المستقبِل؛ الذي يتطلب مزامنة طورية (وحكماً: ترددية) للإشارة المرجعية الجيبية المطبقة على المعدل الضارب مع الموجة الحاملة المستخدمة في المعدل. ويمكن تحقيق ذلك باستخدام حلقة إقفال طور. ويبيّن الشكل (10) بنية الكاشف المتماسك.

الشكل (10) المخطط الصندوقي لكاشف إشارة التعديل بإزاحة الطور الاثناني. 

 

يتكوّن مستقبل التعديل الرقمي الترابعي (التعامدي) بإزاحة الطور QuadriPhase-Shift Keying (QPSK) من قناة متوافقة بالطور in-phase، وأخرى ترابعية (متعامدة) quadrature لهما دخل مشترك (الشكل 11).

الشكل (11) المخطط الصندوقي لكاشف التعديل الرقمي الترابعي (التعامدي) بإزاحة الطور. 

 

لا يمكن في حالة التعديل الرقمي بإزاحة الطور استخدام الكشف غير المتماسك بالمعنى التقليدي نظراً لعدم توفر معلومات عن طور الحامل، لذا تُستخدم تقنية تدعى التعديل بإزاحة الطور التفاضلي Differential Phase Shift Keying (DPSK)، وهي التي تلغي الحاجة إلى إشارة مرجعية متماسكة عند المستقبل، وذلك بدمج combining إجرائيتين قاعديتين في المرسل هما: الترميز التفاضلي لموجة الدخل الاثنانية والتعديل الرقمي بإزاحة الطور. ويعتمد كشف إشارات التعديل الرقمي بإزاحة الطور التفاضلي على كون النبضات المعدَّلة طورياً التابعة لبتَّين متعاقبين متطابقة باستثناء عكس ممكن في إشارتها sign. ومن ثمَّ تُضرب النبضة الواردة بالنبضة السابقة، أي إن النبضة السابقة تؤدي دور إشارة مرجعية مولَّدة محلياً (الشكل 12).

الشكل (12) المخطط الصندوقي لكاشف التعديل الرقمي بإزاحة الطور التفاضلي. 

 

ج- كشف التعديل الرقمي بإزاحة التردد الاثناني:

ثمة طرائق مختلفة لكشف تعديل الإشارات المعدَّلة رقمياً بإزاحة التردد Frequency Shift Keying (FSK) منها كواشف التعديل من نوع مرشِّح filter-type؛ والتي تعتمد على مواءَمة أمثَلية لموسطات إشارة التعديل الرقمي بإزاحة التردد مع تشكيلة كاشف التعديل (الشكل 13).

الشكل (13) المخطط الصندوقي لكاشف تعديل رقمي بإزاحة التردد باستخدام المرشحات الموائمة.

 

يُمثَّل إرسال الرموز 1 و0 في حالة التعديل الرقمي بإزاحـة التردد الاثناني بمـوجتين حـاملتين ترددهما f1 وf2 على الترتيب، مع تباعد مناسب بينهما، لذا يمكن بناء الكاشف غير المتماسك لهذا التعديل اعتماداً على الكاشف غير المتماسك للتعديل الرقمي بإزاحة المطال الاثناني. ويتكوّن المستقبل -كما هو مبيّن بالشكل (14)- من مسارين يتعامل أحدهما مع التردد f1، والثاني مع التردد f2. ويكون للمرشحين عرض المجال ذاته والذي يساوي عرض مجال إرسال إشارة التعديل. ويُعدّ تداخل الرموز البيني InterSymbol Interference (ISI) الناجم عن المرشحين مهملاً.

الشكل (14) المخطط الصندوقي لكاشف غير متماسك للتعديل الرقمي بإزاحة التردد الاثناني. 

2- كشف التعديل النبضي الرقمي

تشتمل العمليات القاعدية في مستقبل منظومة تعديل نبضي مرمّز Pulse-Code Modulation (PCM) على إعادة توليد regeneration الإشارات المشوهة المستقبلة وفك ترميزها، ثم إعادة بناء reconstruction قطار العينات المكمّاة كما هو مبيّن بالشكل (15).

الشكل (15) المخطط الصندوقي للمستقبل في منظومة تعديل  نبضي مرمّز.

 

أما كشف التعديل دلتا Delta Modulation (DM) فيقوم على إعادة بناء التقريب الدرجي staircase approximation؛ وذلك بتمرير سلسلة النبضات الموجبة والسالبة الناتجة من خرج كاشف الترميز عبر مُراكم accumulator (الشكل 16)، ويقوم مرشِّح من نوع تمرير منخفض عرض مجاله يساوي عرض مجال الإشارة الأصلية بحذف ضجيج التكمية (التكميم) الموجود في شكل الموجة الدرجية عالية التردد.

الشكل (16) المخطط الصندوقي للمستقبل في منظومة تعديل دلتا.

 

يتكوّن المستقبِل في منظومة التعديل النبضي المرمّز التفاضلي Differential Pulse Code Modulation (DPCM) (الشكل 17)، من مرمّز لإعادة بناء إشارة الخطأ المكماة باستخدام مرشِّح تنبؤ مماثل للمرشِّح المستخدم في المرسل، ثم يجري الحصول على تقدير لإشارة الرسالة الأصلية بوساطة مرشِّح إعادة بناء من نوع تمرير منخفض.

الشكل (17) المخطط الصندوقي للمستقبل في منظومة تعديل نبضي مرمّز تفاضلي.

أمثلة وتطبيقات على كشف تعديل الإشارة

ثمة عدد كبير من الأمثلة على تقنيات كشف التعديل وتطبيقاتها، وفيما يأتي بعض هذه التطبيقات.

- المستقبِل السوبرهيتروديني superheterodyne receiver: هو نوع من المستقبلات، شائع الاستخدام، يقوم بكشف تعديل إشارة البث الإذاعي (سواء أكان التعديل مطالياً أم ترددياً)، إضافةً إلى مجموعة من الوظائف الأخرى مثل توليف تردد الحامل والترشيح والتكبير. ويبيّن الشكل (18) المخطط الصندوقي لمستقبل راديوي بالتعديل المطالي من النوع السوبرهيتروديني.

الشكل (18) المخطط الصندوقي لمستقبل راديوي بالتعديل المطالي من النوع السوبرهيتروديني. 

 

- فك التجميع (التضميم) باقتسام التردد frequency division demultiplexing: فك التجميع هو عملية استعادة الإشارات المستقلة المكوِّنة لإشارة التجميع باقتسام التردد. وهذه التقنية مستخدمة في المنظومات الهاتفية لفصل القنوات الهاتفية المجمعة عند طرف الاستقبال. ويُستخدم صف من مرشِّحات تمرير المجال ـــــ مداخلها مربوطة على التفرع ـــــ من أجل فصل إشارات القنوات المختلفة، ثم تجري استعادة إشارات الرسائل الأصلية بوساطة كواشف تعديل كما هو مبيّن بالشكل (19).

الشكل (19) المخطط الصندوقي لمستقبل تجميع باقتسام التردد.

 

- فك التجميع الصوتي المجسّم بالتعديل الترددي FM stereo demultiplexing: يستخدم فك التجميع الصوتي المجسّم لفصل عنصرين مختلفين من برنامج (مقطعين مختلفين من أوركسترا المغني والعازف المرافق على سبيل المثال). تجري في المستقبل الصوتي المجسّم استعادة الإشارة المجمعة بوساطة كشف تعديل ترددي للموجة الواردة، وتُفصل المركبات الإفرادية للإشارة المجمعة بوساطة ثلاثة مرشِّحات ملائمة. تُضاعف ترددياً الإشارة الدليلية pilot (المستعادة بوساطة مرشِّح ضيق المجال مولّف على التردد 19 كيلوهرتزاً)، للحصول على الحامل الفرعي subcarrier ذا التردد 38 كيلوهرتزاً (الشكل 20)، ويسمح هذا الحامل الفرعي بالكشف المتماسك للموجة المعدلة تعديلاً ثنائي المجال الجانبي مكبوت الحامل، ومن ثمَّ تُستعاد إشارة الفرق ml(t)-mr(t)، حيث تمثل ml(t) الإشارة الصوتية الملتقطة من قبل لاقط الصوت اليساري؛ وmr(t) الإشارة الملتقطة من قبل لاقط الصوت اليميني. أما مرشِّح التمرير المنخفض في المسار الأعلى من الشكل (20) فهو مصمم لتمرير إشارة الجمع ml(t)+mr(t).

الشكل (20) المخطط الصندوقي لمفكك التجميع في مستقبل صوتي مجسّم بالتعديل الترددي.

 

الآفاق المستقبلية لكشف تعديل الإشارة

تشهد منظومات الاتصالات الحديثة تطوراً مستمراً بهدف تحقيق إرسال معطيات بمعدلات نقل أعلى فأعلى، وبمعدلات خطأ بت أخفض فأخفض. وتشغل تقنيات التعديل وكشف التعديل موقعاً مميزاً في هذا الإطار. وبما أن تقنيات التعديل وكشف التعديل التقليدية الموجودة لا يمكنها تقديم حل متكامل؛ فقد جرى في السنوات الأخيرة طرح تصاميم مطوّرة لتقنيات تعديل وكشف تعديل من أجل تطبيقات متنوعة ومتطلبات مختلفة مثل الإنترنت وملاحة المركبات والهواتف الخَلَوِية والهواتف اللاسلكية والتلفاز الكبلي Cable TeleVision (CATV) وخدمات البث التلفازي الأرضية والساتلية.

ومن تقنيات التعديل وكشف التعديل الحديثة التجميع وكشف التجميع المتعامد باقتسام التردد Orthogonal Ferquency-Division Multiplexing (OFDM) وتعدد النغمات المنفصلة Discrete Multitone (DMT)، وتعدد المداخل وتعدد المخارج Multiple-Input and Multiple-Output (MIMO)، والتعديل مستمر الطور Continuous Phase Modulation (CPM) وكشفه، والتعديل بالترميز التشابكي Trellis Coded Modulation (TCM) وكشفه.

تتركز الدراسات والأبحاث الراهنة على تطوير تقنيات تعديل وكشف تعديل وترميز وكشف ترميز جديدة مثل التعديل المرمَّز لمنظومات الزمكان coded modulation for space-time systems وكشفه من أجل تقديم خدمات متعددة الوسائط multimedia عبر الكوابل والوصلات الراديوية على حد سواء؛ بجودة أعلى ومتاحية availability أفضل.

مراجع للاستزادة:

- A. B. Carlson, P. B. Crilly, Communications Systems, McGraw-Hill, 2010.

- J. Cruz-Emeric, Modulation and Demodulation of RF Signals by Baseband Processing , ‎ Dissertation Discovery Company, 2019.

- H. J. De Los Santos, Understanding Communications Systems Principles, River Publishers, 2021.

- D. Pu, A.M. Wyglinski, Digital Communication Systems Engineering with Software-Defined Radio, Artech House, 2013.

 


التصنيف : كهرباء وحاسوب
النوع : كهرباء وحاسوب
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1038
الكل : 58492696
اليوم : 65210

البستنة في الدفيئات

التنوير (عصر ـ)   التنوير enlightment اتجاه ثقافي ساد أوربة الغربية في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة من المثقفين والمفكرين، عُرفوا باسم الفلاسفة philosophers، وكانوا صحفيين وكتاباً ونقاداً ورواد صالونات أدبية أمثال فولتير، ديدرو، كوندورسيه، هولباخ، بيكاريه، ولكن هؤلاء المفكرين أخذوا عن الفلاسفة العقليين ديكارت واسبينوزا وليبتنز ولوك الذين طبعوا القرنين السابع عشر والثامن عشر بطابعهم الثقافي حتى أُطلق على هذه الفترة عصر العقل age of reason، وكان التنوير نتاجه.
المزيد »