logo

logo

logo

logo

logo

التسجيل الصوتي

تسجيل صوتي

Sound recording -

 التسجيل الصوتي

التسجيل الصوتي

طلال حمود

تحويل الصوت واستعادته

تقطيع الصوت ورقمنته

التسجيل الصوتي

منظومات الصوت المحيطية

 

التسجيل الصوتي sound recording وسائل إلكترونية وميكانيكية تساعد في تسجيل الصوت واستعادته reproduction بصورة عامة. والصوت ظاهرة فيزيائية، وهو موجة ميكانيكية قادرة على الانتشار في عدة أوساط مادية مثل الأجسام الصلبة والسوائل والغازات، ولاتنتشر في الفراغ. وباستطاعة الكائن الحي تحسسها عن طريق الأذن. تقدر سرعة الصوت في وسط هوائي عادي بـ 340 متراً في الثانية، وهي تتعلق عموماً بعامل صلابة الأجسام الصلبة وكثافة المادة التي ينتشر فيها الصوت.

أهم خصائص الصوت

  • شدة الصوت: تعتمد على بعد المستقبِل عن المصدر، وسعة اهتزاز المصدر وتردده والمساحة السطحية للسطح المهتز وكثافة وسط الانتشار.

  • ارتفاع الصوت: وهو إحساس يشعر به السامع، ويتوقف على شدة الصوت المسموع وتردد (تواتر) الموجة الصوتية.

  • درجة الصوت: هي خاصية الصوت التي تعتمد على تردد الموجات الواصلة إلى الأذن، وهي تميز الأصوات الرفيعة (الحادة) من الأصوات الغليظة، وتكون الأصوات الرفيعة أعلى تردداً من الأصوات الغليظة، فصوت المرأة مثلاً أعلى درجة من صوت الرجل لأن تردد صوت المرأة أعلى من تردد صوت الرجل.

    تحويل الصوت واستعادته

    يستخدم المكرفون (المهتاف) لتحويل الإشارة الميكانيكية للصوت إلى إشارة كهربائية تماثلية، وبالعكس، يمكن تحويل الإشارة التماثلية إلى موجات صوتية باستخدام السماعات (الشكل 1).

    الشكل (1) تحويل الصوت إلى إشارة كهربائية وتحويل الإشارة الكهربائية إلى صوت.

    فبعد تحويل الصوت إلى إشارة كهربائية يمكن معالجة هذه الإشارة بمستويات مختلفة، أهمها تكبير هذه الإشارة بوساطة مضخم الإشارة amplifier. ويمكن تحويل الإشارة المضخمة إلى إشارة صوت مكبرة أضعاف الصوت الأصلي، ويمكن سماعها من مسافات أبعد، ولكنها تتخامد عند حد معين.

    المكرفون هو جهاز يقوم بتحويل الطاقة الحركية إلى طاقة كهربائية عن طريق التحريض، حيث يتم في أحد أنواعها تحريك الغشاء المثبت فوق قلب الوشيعة (الملف) نتيجة انضغاط جزيئات الهواء وتخلخلها فيتولد حقل مغنطيسي يغير مطال الإشارة الكهربائية وقطبيتها تبعاً لتغير شدة الصوت. يُرسم مطال الإشارة الكهربائية بدلالة الزمن للحصول على التمثيل البياني لإشارة الصوت. يبين الشكل (2) عملية تحويل الصوت إلى إشارة كهربائية.

    الشكل ( 2) المكرفون.

    هناك أنواع عديدة من المكرفونات؛ منها:

  • المكرفون الديناميكي ذو الملف المتحرك. والمكرفون الديناميكي الشريطي، والمكرفون الكهرمغنطيسي ذو القطعة الحديدية، ويشبه عمل هذه المكرفونات عمل المجهار. أما المكرفون الكربوني فهو يعتمد على تغيير المقاومة الكهربائية للكربون مع تغير الضغط. ويعد المكرفون السعوي ذو المكثف أكثر استعمالاً وهو يتكون من مكثف متغير من لوحين، أحدهما ثابت والآخر غشاء مرن متحرك. يعتمد مبدأ عمله على التغير السعوي بتأثير الموجة الصوتية، الذي يتبع تغير المسافة بينهما، ويتناسب هذا عكساً مع المسافة بين الصفيحتين.

    يوصل المكثف على التسلسل مع جهد استقطاب مستمر ومقاومة حِمْل (الشكل3). وعندئذٍ تؤدي تغيرات السعة إلى تغير التيار المار في الدارة، بحيث يمر تيار الشحن عند تزايد السعة، ويمر تيار التفريغ عند نقصانها. وبذلك يمر في الدارة تيار متغير يؤدي إلى ظهور جهد متغير على الحمل يناسب الضغط الصوتي المؤثر في الغشاء المهتز.

    وبسبب صغر سعة المكرفون السعوي التي تسبب انخفاض حساسيته عند أقل الترددات الصوتية، يجب أن تكون ممانعة الحِمْل كبيرة جداً، ولذلك لابد من وضع مكبر توافق داخل غلاف المكرفون نفسه (الشكل 3).

    الشكل (3) الدارة الكهربائية المكافئة للمكرفون.

    بعد تحويل إشارة الصوت إلى إشارة كهربائية يمكن نقلها سلكياً أو لاسلكياً إلى المكان المطلوب إيصال الصوت إليه، ومن ثم يجري عكس العملية لاستعادة الصوت، أي تحويل الإشارة الكهربائية إلى إشارة صوتية وذلك عن طريق ما يسمى بالمجهار (مكبر الصوت) أو سماعات الصوت، وهناك عدة أنواع من المجاهير، منها المجهار الكهرديناميكي.

    يتألف هذا المجهار من مغنطيس دائم حلقي وملف صوتي يثبت بقمع أو مخروط من الورق المقوى من أجل زيادة السطح المشع للموجة الصوتية، وغطاء واقٍ، وحلقة تثبيت (الشكل 4).

    الشكل (4) مكونات المجهار الكهردينكاميكي

    تُمرَر الإشارة الكهربائية المتغيرة ضمن الوشيعة (الملف)، فيتولد حقل كهربائي يولِّد حقلاً كهرطيسياً لوجود القلب المغنطيسي ضمن الوشيعة يؤثر في الغشاء، وبسبب اهتزازه تتحرك جزيئات الهواء الملامسة له، مما يؤدي إلى انضغاطها وتخلخلها لتؤثر في الأذن، ويصدر عنها صوت مسموع مماثل لصوت المصدر. يبين الشكل (5) الدارة الكهربائية المكافئة، حيث تمثل الممانعة z1 ممانعة ملف الصوت، وz` ممانعة الِحمْل.

    الشكل (5) دارة المجهار الكهربائية المكافئة.

    تقطيع الصوت ورقمنته

    للتعامل مع الصوت عن طريق الحاسوب يجب تحويل الصوت إلى أرقام "إثنانية"، وذلك عن طريق تحويل إشارة الصوت الكهربائية التماثلية إلى النظام "الإثناني". ويجري حفظ الأصوات بتخزينها ضمن الحاسوب بعد تحويلها إلى النظام الرقمي، وذلك وفق صيغة format معينة، وأشهر هذه الصيغ هي ملفات waveform audio file format (WAV)وملفات
    Pulse-Code Modulation (PCM)، حيث يتم تسجيل الأصوات وفق خوارزمية معينة، ومن ثم تجري استعادة الأصوات بطريقة معاكسة. تتضمن عملية الحصول على قيم رقمية للصوت مرحلتين أساسيتين، وهما: الاعتيان sampling والتكمية quantization. ويراعى في عملية الاعتيان تحقق شرط نايكوست Nyquist ونسبة الإشارة إلى الضجيج ونسبة الإشارة المكممة إلى الضجيج.

    بنية ملف WAV

    تتكون ملفات الصوت ذات الامتداد WAV من قسمين رئيسيين:

  • قسم يحوي معلومات خاصة حول ملف الصوت هذا، ويدعى هذا القسم بالرأس header.

  • قسم يحوي قيم العينات، ويدعى قسم المعطيات data. يكون رأس الملف WAV بطول 44 بايت؛ موزعة كما في الجدول (1):

    الجدول (1)

    مع ملاحظة أنه إذا كان الملف من النوع Stereo فإن العينة الأولى تكون للقناة اليسارية L، والعينة الثانية تكون للقناة اليمينية R.

    الرقم

    البايتات

    الوظيفة

    0-3

    4 بايت

    وهو قسم محجوز يحوي الكلمة Resource Interchange File Format (RIFF)، تمثل توقيع الملف حيث يتعرف نظام التشغيل من خلاله أن الملف هو ملف صوتي.

    4-7

    4 بايت

    وهو قسم يحوي حجم الملف، ويحسب بالطريقة التالية:

    حجم الملف = عدد العينات الكلي×عدد البايتات المحجوزة لكل عينة + 32 .

    أما الحجم الحقيقي الذي يتعامل معه نظام التشغيل فهو الحجم السابق + 8.

    8-15

    8 بايت

    قسم يحوي الكلمة المحجوزة WAVEfmt حيث يميز الملف على أنه من النوع WAV.

    16-21

    6 بايت

    وهو قسم محجوز يحوي القيم التالية: (.(10 00 00 00 01 00

    22-23

    2 بايت

    وهو قسم يحوي إما:

    01: ليدل على أنه ملف من النوع أحادي القناة mono، وإما

    02: ليدل على أنه ملف من النوع مزدوج القناة (مجسم) stereo.

    24-27

    4 بايت

    قسم يحوي تردد النمذجة - أي تردد أخذ العينات – W1W2W3W4

    28-31

    4 بايت

    وهو قسم يحوي عدد البايتات المحجوزة من أجل ثانية واحدة R1R2R3R4، ويحسب كما يلي:

    R1R2R3R4 = تردد النمذجة × عدد البايتات المحجوزة لكل عينة.

    32-33

    ٢ بايت

    قسم:

    يحوي 01 إذا كان التمثيل بــ 8 بتات، وكان الملف من النوع Mono.

    ويحوي 02 إذا كان التمثيل بــ 16 بت، وكان الملف من النوع Mono.

    ويحوي 04 إذا كان التمثيل بــ 32 بت، وكان الملف من النوع Mono.

    ويحوي 02 إذا كان التمثيل بــ 16 بت، وكان الملف من النوع Stereo.

    ويحوي 04 إذا كان التمثيل بــ 32 بت، وكان الملف من النوع Stereo.

    ويحوي 08 إذا كان التمثيل بــ 16 بت، وكان الملف من النوع Stereo.

    34-35

    2 بايت

    تحوي عدد الخانات الممثلة لكل عينة أي 08 أو 10 أو 20.

    36-39

    4 بايت

    وهي تحوي الكلمة المحجوزة data.

    40-43

    4 بايت

    وهو قسم يحوي تردد العينات الكلي للملف A1A2A3A4.

    44 آخر الملف

    A1A2A3A4 بايت

    قسم المعطيات.

    بنية ملف PCM

    يتميز بأنه ليس له رأس Header، وإنما يحوي بيانات فقط. يعرف حجم العينات من حجم الملف المخزن في نظام التشغيل، أي يؤخذ من المدخل entry الخاص بالملف، وأما خصائصه الافتراضية فهي: {11025 HZ, Mono, 16 bit} فكل بايت من الملف يمثل مطال عينة في الموجة الصوتية.

    التسجيل الصوتي

    تقوم أجهزة التسجيل الصوتي بتخزين المعلومات المسموعة على وسائل تخزين خاصة؛ إما على أسطوانة record وإما على شريط ممغنط magnetic tape وإما على قرص مدمج compact disk (CD)، وتستعاد من هذه الوسائل.

    اخترع أول جهاز تسجيل صوتي العالم توماس إديسون Thomas Edison في العام 1877، عندما توصل إلى اكتشاف طريقة سهلة لتسجيل الأمواج الصوتية بطريقة ميكانيكية. وقد أطلق على جهاز التسجيل هذا اسم الفونوغراف phonograph (الشكل 6)، الذي يحتوي على إبرة تقوم بتحويل الإشارة الصوتية التناظرية إلى خدش ميكانيكي على سطح أسطواني رقيق من المعدن.

    الشكل (6) الفونوغراف.

     تسجّل حركة الإبرة على الأسطوانة المعدنية بما تحدثه من خدوش مختلفة العمق بحسب شدة الصوت وتردده، يؤدي إلى تشكل مسارات دائرية حول سطح الأسطوانة. وعند تشغيل الفونوغراف فإنه يتم وضع الإبرة نفسها على أول مسارات الأسطوانة، ويشغّل الجهاز لتدور الأسطوانة بسرعة التسجيل نفسها. تهتز الإبرة تحت تأثير الخدوش فترسل الاهتزازات إلى مكبِّر الجهاز لتحويلها إلى صوت مسموع.

    طور إميل برلينر Emile Berliner هذا الجهاز في العام نفسه وأعطاه اسماً جديداً هو الغراموفون gramophone، واستخدم سطحاً مستوياً في شكل قرص دائري بدلاً من السطح الأسطواني؛ مما جعل عملية التسجيل والنسخ وإعادة تشغيل هذه الأقراص أسهل وأفضل. أما الفونوغراف الحديث فيعمل بالطريقة نفسها، لكن الإشارة الصوتية التي تقرأ بوساطة الإبرة تعالج إلكترونياً بدلاً من إرسال ذبذباتها الميكانيكية إلى السماعة مباشرة.

    وكان من أشهر أنواع هذه الأجهزة في ستينيات القرن العشرين وأكثرها انتشاراً مسجل "الكاسيت" حيث يجري التسجيل على أشرطة الكاسيت التي كانت واسعة الانتشار والاستخدام في الحياة العامة.

    ويمكن تقسيمها إلى ثلاثة أنواع رئيسية هي:

    1- مسجلات الكاسيت الحِرَفية:

    يحتوي المسجل من هذا النوع على وسائل عالية التقنية لاستقبال الصوت من المكرفونات وتحويله إلى نبضات كهربائية، ومن ثم تسجيلها على الشريط في صورة مجالات مغنطيسية. تحتوي هذه الأجهزة على مفاتيح متعددة تتعلق بتضخيم الصوت والتحكم في نوعه وشدته ودرجته، كما تحتوي عادة على مكانين لوضع أشرطة الكاسيت، أحدهما للشريط الأصل المسجل أو الجاري تسجيله، والآخر لشريط يجري نسخه من الشريط الأصل.

    2- مسجلات الهواة:

    يقوم هذا النوع من مسجلات الكاسيت بوظيفة التسجيل والاستماع للمادة المسجلة، تماماً كالنوع السابق، لكنه لا يحوي ذلك العدد الكبير من مفاتيح التحكم في تفاصيل عملية التسجيل التي تربك الهواة والمبتدئين. ويحتوي هذا النوع على مكان لاستخدام شريط واحد للتسجيل أو الاستماع في أغلب الأحيان.

    3- مسجلات الجيب:

    وهي مسجلات صغيرة جداً يمكن وضعها في الجيب، وتعمل بالبطاريات الجافة، ولا يحتاج تشغيلها إلى خبرة من المستخدم، وتحتوي على الحد الأدنى من المفاتيح لتشغيل عمليات الاستماع والتسجيل. تحتوي هذه الأجهزة على مكروفون داخلي يسهل عملية التسجيل مباشرة من أي مصدر صوتي من دون الحاجة إلى توصيل مكرفونات.

    القرص المدمج

    يعمل القرص المدمج CD الذي اختُرع في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي بصورة مشابهة لعمل الأسطوانة أو القرص، وكان الهدف منه تخزين الموسيقى أو تسجيلها بطريقة رقمية digital. وتُستعمل للكتابة عليه أو قراءته ليزرات مناسبة تعتمد على مادة القرص.

    فالهدف من الأقراص المدمجة أو في الوسائط التي تعمل بالتقانة الرقمية هو تسجيل الصوت بدرجة عالية من النقاوة والوضوح بحيث لا يمكن تمييزه من الصوت الأصلي. هذا إضافة إلى الحفاظ على درجة الوضوح نفسها بغض النظر عن عدد مرات التشغيل أو إعادة نسخ التسجيل، وطباعتها أكثر من مرة على وسائط تخزين مختلفة.

     ولإنجاز هذه الأهداف تقوم تقانة تحويل الأمواج الصوتية من الحالة التماثلية إلى الحالة الرقمية بتحويل الموجة الصوتية إلى سلسلة من الأرقام المكونة من 0 و 1، وبدلاً من تخزين الموجة الصوتية يجري تخزين هذه الأرقام. ويجري تحويل الأمواج الصوتية التماثلية إلى رقمية بوساطة المبدِّل من التماثلي إلى الرقمي Analog-to- Digital Converter (ADC). ويتطلب استعادة الصوت ترجمة هذه الأرقام إلى موجة صوتية مرة أخرى بواسطة المبدل الرقمي إلى التماثلي Digital-to-Analog Converter (DAC)، ويتم تضخيم الموجة الناتجة قبل توجيهها إلى السماعات لإصدار الصوت.

    الصوت المجسم (المحيطي)

    يمكن الحصول على صوت "ستيريو" stereo مجسّم نقي بدقة عالية بالاعتماد على مكبرات الصوت، مما يسمح للمستمع أن يسمع من اثنين من مكبرات الصوت فقط. ولكي تعمل منظومة تجسيم الصوت (الستيريو) بفعالية يجب أن تجرى دراسات وقياسات صوتية لمنظومة الاستماع (مكبرات الصوت، وغرفة الاستماع، وخصائص الأذن البشرية) من قبل مهندس الصوت والخبراء في هذا المجال، وذلك باستخدام الأجهزة والبرامج المتطورة ولا سيما المرشحات المخصصة لهذه المنظومة.

    ثمة طرائق عديدة لإنتاج أي تسجيل صوتي والاستماع له، أسهلها تلك التي كانت شائعة في الأفلام القديمة، أي طريقة التسجيل أحادي القناة، وهي تعني أن ملف الصوت سُجِّل على قناة سمعية واحدة يمكن سماعه عن طريق مجهار وحيد. ومن الطرائق المتوفرة أيضاً طريقة التسجيل المزدوج القناة، ويُستمع إلى الصوت فيها عن طريق مجهارين موضوعين عن يمين المستمع ويساره، وتُعرف بالصوت المجسم stereo. والصوت المسجل على القناة المزدوجة هو المقياس الأساسي لمستقبلات الصوت المجسم.

    وقد تبنت التسجيلات المحيطية هذه الفكرة وأضيفت إليها قنوات سمعية جديدة، بحيث يأتي الصوت من ثلاث جهات أو أكثر، وصار مصطلح الصوت المحيطي يعني منظومة صوتية تعتمد على قنوات مزدوجة كالتي صُممت من قبل مختبرات دولبي Dolby وقدَّمتها في السبعينيات من القرن العشرين بوصفها منظومة صوتية جديدة تعتمد البنية المشار إليها. يستخدم مصطلح دولبي عادة للدلالة على المسارح أو الأجواء المنزلية التي تعتمد منظومة القنوات السمعية المزدوجة.

    منظومة الصوت المجسم المسرحي

    تستخدِم منظومة الصوت المسرحي المجسم أربعة مسارات صوتية تماثلية أو أكثر مسجَّلة مغنطيسياً، وفيها ثلاث إلى خمس قنوات تتحكم بالمجاهير خلف شاشة العرض السينمائي. تتألف منظومة القنوات الأربع المألوفة من قناة تتحكم بالمجهار اليساري، وقناة أخرى تتحكم بالمجهار اليميني، وهناك قناة تتحكم بالمجهار المركزي، وقناة تتحكم بالمجاهير على جوانب الصالة والقسم الخلفي منها.

    منظومات الصوت المحيطية

    1- منظومة دولبي الصوتي:

    منظومة دولبي الأصلية تتألف من ثلاث قنوات أمامية وقناة صوت محيطية، كما في منظومة الصوت العادية. ولكنها تستخدم تقنية المسارات البصرية بدلاً من المسارات المسجَّلة مغنطيسياً، وذلك للحصول على صوت مسجَّل أوضح وأفضل. كما تستخدم هذه المنظومة تقانة متطورة لتقليل الضجيج، الأمر الذي أدَّى إلى تحسين جودة الصوت. وتعد منظومة دولبي النظام الصوتي المعياري التماثلي المستخدَم اليوم لجودة الصوت الصادر وتركيبه البسيط نسبيَّاً. تخزِّن منظومة نظام دولبي الصوت على مسارين بصريين.

    2- منظومة الصوت 4-2-4:

    الفكرة الأساسية لهذه المنظومة 4-2-4 هي الحصول على أربعة مسارات صوتية من مسارين صوتيين، وهي:

  • الصوت من المسار A.

  • الصوت من المسار B.

  • المعلومات الصوتية المتشابهة من كل من المسارين
    A وB.

  • الاختلاف بين المسارين A و B.

  • تعمل القناتان الأولى والثانية مباشرة. توصَل القناة

    A إلى المجهار اليساري، والقناة B إلى المجهار

    اليميني، لكن القناتين الثالثة والرابعة تعملان

    بطريقة معقَّدة أكثر بقليل.

    3- المنظومات المسرحية الرقمية Digital Theater Systems (DTS) :

    تعتمد مسارح عديدة اليوم منظومات الصوت المحيطي الرقمية، التي يعتمد عملها على مبادئ مختلفة لأنظمة الصوت التماثلية. ففي التسجيلات التماثلية يُرمَّز الصوت برمز طويل، وفي التسجيل الرقمي يُرمَّز الصوت باستخدام النظام الإثناني كسلسلة من الأصفار والواحدات، وهكذا يمكن ترميز معلومات أكثر ضمن ذاكرة محدودة وبمسارات سمعية أدق.

    تُرَمَّز في هذه المنظومة ست قنوات سمعية منفصلة، وتخزن على قرص واحد أو قرصين اثنين من الأقراص الليزرية. ويُزود المسرح بمشغل أقراص ليزرية ومفكك ترميز decoder يفصل هذه القنوات ويشغلها عبر مجاهير مختلفة موزعة بانتظام على المسرح .

    تشبه المنظومات الرقمية DTS مجسمات الصوت الخاصة بنظام دولبي؛ لأن لها ثلاث قنوات صوت أمامية مع مجهار مخصص للترددات العالية، لكن بدلاً من أن يكون لديها قناة وحيدة للإشارة المحيطية فإنها تملك قنوات منفصلة للمكبرات على كل من الجانب الأيسر والجانب الأيمن من المسرح.

    4- نظام سوني الرقمي الدينامي Sony Dynamic Digital Sound (SDDS):

    هو أحدث الإضافات على السينما الحديثة، إذ يدعم خمس قنوات منفصلة في مقدمة المسرح وقناتين محيطيتين على جانبيه، أي إنه يدعم سبع قنوات صوتية، إضافة إلى قناة الهدّار subwoofer، أي ثماني قنوات إجمالاً.

    يشفر نظام SDDS المعلومات الرقمية تشفيراً مشابهاً لدولبي الرقمي مع نسق واضح للمناطق المظلمة والمضيئة على الفلم. ويزود القارئ الرقمي في هذه الحالة برأس الليزر على جانب واحد من الفلم، ومصفوفة من الخلايا الضوئية على الجانب الآخر. يمر ضوء الليزر عبر المناطق الشفافة من الفلم، ولا يمر بالمناطق غير الشفافة، وتمرر الخلايا الضوئية غير المعرضة للضوء تياراً صغيراً إلى المعالج، أما الخلايا الضوئية المعرضة فلا تمرر أي تيار. بهذه الطريقة يستقبل المعالج إشارة رقمية تفسر إشارة صوتية. وبطريقة مختلفة عن الصيغ الرقمية الأخرى يستخدم SDDS مسارين رقميين متماثلين ليسمح بأفضل تصحيح للخطأ.

    وقد أطلقت مختبرات دولبي وDTS إصدارات للمسرح المنزلي لهذه الصيغ الشهيرة، منها SDDS Surround 7.1 المتاحة للمستخدمين. وعندما لايمكن تسجيل الصوت الرقمي على شريط فيديو أو نشره عبر كبل تقليدي تكون الطريق الوحيدة لتشفير المعلومات هي القرص الفيديوي الرقمي DVD.

    أصبحت المنظومات الصوتية المحيطية جزءاً أساسياً في أي نظام صوتي، كما أنها مرغوبة كثيراً من عشاق الأفلام والترفيه المنزلي. وقد نقلت هذه المنظومات الأفلام إلى البعد الثالث، فوضعت المُشاهد في مركز الحدث وقمة الإثارة.

    مراجع للاستزادة:

    - عصام عبود، الكهروصوتيات، جامعة دمشق، 1996.

    - C. Haigh, J. Dunkerley, M. Rogers, Classical Recording: A Practical Guide in the Decca Tradition (Audio Engineering Society Presents), Focal Press, 2020.

    - B. Owsinski, The Recording Engineer&https://mail.arab-ency.com.sy/tech/details/1151/8#39;s Handbook, Bobby Owsinski Media Group, 2017.

    - F. Rumsey, T. McCormick, Sound and Recording: Applications and Theory (Audio Engineering Society Presents), Routledge, 2021.

     


التصنيف : كهرباء وحاسوب
النوع : كهرباء وحاسوب
المجلد: المجلد الثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1051
الكل : 58492060
اليوم : 64574

أثر شتارك

الإشعاع بالتألق   الإشعاع بالتألق radiation by luminescence هو الضوء الذي يصدره جسم درجة حرارته عادية، وهو في صدوره عند درجة الحرارة العادية يختلف عن الضوء المرئي الذي يصدره جسم متوهج في درجة حرارة عالية مثل الخشب المحترق أو الحديد المصهور أو سلك المصباح المتوهج [ر. الإشعاع الحراري]. وقد لوحظ إشعاع التألق منذ القدم فجاء ذكره في القصص والأغاني وبهرت الإنسان ألوانه الزاهية التي تصدرها أرومات الأشجار الرطبة وبعض الحشرات مثل اليراعة والدودة المضيئة.
المزيد »