logo

logo

logo

logo

logo

التعلم من بعد

تعلم من بعد

Distance learning -

 التعلّم من بعد

التعلّم من بعد

محمود محفوري

التعلّم والتعليم الآفاق المستقبلية للتعلم من بعد
لمحة تاريخية عن التعلم من بعد بعض متطلبات تطوير طرائق التعلم من بعد
التعلم على الشابكة (الإنترنت) تفعيل مؤسسات التعلم من بعد
مراحل تطور التعلم من بعد وتقاناتها المستخدمة مزايا التعلم من بعد
تطبيقات التواصل الاجتماعي والبرمجيات التي تدعم التعليم من بعد  
   

التعلّم والتعليم

بدأ التعليم في معظم المجتمعات القديمة منذ عصور مبكرة، نحو نهاية الألفية الرابعة قبل الميلاد، وكان مرتبطاً بتطور الكتابة. واستمر تحسين النظام التعليمي ووظائفه وأدواته مع تغير الحضارات والمفاهيم والتقانات؛ مستجيباً لمتطلبات المجتمع.

يُعرّف التعلم على أنه عملية اكتساب فهم ومعرفة وسلوكيات ومهارات وقيم ومواقف وتفضيلات جديدة. إن القدرة على التعلم يمتلكها الإنسان والحيوان وبعض الآلات، وهناك أيضاً دليل على نوع من التعلم لدى بعض النباتات؛ فالتعلم هو جزء أساسي من البقاء في هذا العالم.

التعلم نشاط معرفي يؤدي إلى تغيير في السلوك نتيجة لتجربة تزيد بدورها من إمكان التعلم وتحسين الأداء مستقبلاً، ولقد تعددت طرائق اكتساب المعرفة ومصادرها التي تحدث التغيير في المتعلم على مستوى المعرفة أو الموقف أو السلوك. وللوصول إلى التعلم يجب مصادفة معلومات جديدة، والانتباه لها، وتنسيقها مع ما يعرف مسبقاً، ويتم تخزينها في الذاكرة، وتطبيقها في الحياة اليومية.

أما التعليم فهو عملية واعية مخطط لها تتم بين طرفين معلّم ومتعلم، وتهدف إلى تنظيم المادة التعليمية وطرحها على المتعلم بالطريقة والوسيلة المناسبتين لغرض إحداث التعلم. ويمكن أن يُعرّف التعليم بأنه «تنظيم للتعلم». ويحتاج التعليم إلى توفير بيئة فعالة ينهمك فيها المتعلم بنشاط في بناء قدراته العقلية أو اختبارها أو تطبيقها في التعامل مع ما هو قيد البحث؛ إنها بيئة تشجع الطالب على المشاركة.

لمحة تاريخية عن التعلم من بعد

تعود جذور التعليم من بعد distance learning إلى سنة 1728 عندما وثقت لأول مرة في بوسطن في الولايات المتحدة الأمريكية، بإعلان المدرس كاليب فيليبس Caleb Phillips عن دورات تعليمية بالمراسلة في جريدة بوسطن غازيت Boston Gazette. وفي عام 1844 قدم إسحاق بيتمان Isaac Pitman في بريطانيا أول محاولة تعليمية من بعد بالمعنى الحديث؛ إذ قام بتدريس نظام اختزال النصوص وكتابتها على بطاقات بريدية وإرسالها لطلابه، ليتسلّم منهم الوظائف لتصحيحها، ويعيدها إليهم ثانية. ومع أن الطلاب كانوا منفصلين عن مدرسهم، فقد كانوا يتسلمون ردوداً وتشجيعاً منه، وقد كان ذلك ابتكاراً متقدماً.

لقد سهل تطبيق هذا الابتكار وجود نظام بريدي جديد عن طريق السكك الحديدية، والاستفادة من خدمة التوصيل المجاني للبريد إلى المناطق الريفية البعيدة لتوصيل المقررات الدراسية للطلاب. وقد كانت جامعة لندن أول جامعة تمنح درجات جامعية للتعلم من بعد، عندما أسست برامجها المقابلة سنة 1858 .

وقد ساعد وليام رايني هاربر William Rainey Harper (1906-1956) -عندما كان أول رئيس لجامعة شيكاغو في الولايات المتحدة- على استحداث مقررات دراسية جامعية بالمراسلة ترسل بالبريد.

يعد التعليم من بعد حالياً أسرع أشكال التعليم نمواً على مستوى العالم؛ فما كان يُعد يوماً شكلاً خاصاً من أشكال التعليم باستخدام أنظمة توصيل غير تقليدية أصبح الآن مفهوماً مهماً سائداً. حيث يعد تعليماً رسمياً يتلقّى فيه الطلاب التعلم من دون حضورهم إلى المؤسسات التعليمية، متابعين نشاطاتهم الخاصة في المنزل أو العمل؛ وكانوا يتبادلون المواد الدراسية مع المؤسسات التعليمية بالبريد العادي، وصاروا بفضل التقدم التقاني يتبادلونها بالبريد الإلكتروني وغيره من وسائل الاتصال الحديثة.

يتضمن التعليم من بعد أشكالاً مختلفة وعلى جميع المستويات وكلها لا تخضع للإشراف المباشر للمعلمين في الفصول الدراسية. ونظراً للتطور السريع للتقانة يتم تقديم الدروس باستخدام مجموعة متنوعة من الوسائط، وفي مواقع مختلفة لتلبية الاحتياجات المعرفية المتنامية للطلاب. لقد سمحت التطورات في التقانة لبرامج التعليم من بعد تقديم دروس متخصصة للطلاب في المناطق الجغرافية النائية مع زيادة التفاعل بين المتعلّم والمعلّم. ومع أن الطرائق التي يتم بها تنفيذ التعليم من بعد تختلف اختلافاً ملحوظاً من بلد إلى آخر، فإن معظم برامج التعلم هذه تعتمد على التقانات الموجودة مع أخذ التكلفة بالحسبان.

التعلم على الشابكة (الإنترنت) 

انبثقت في نهاية القرن العشرين طرائق تعليمية جديدة بفضل التقدم التقاني، تتوحد جميعها تحت اسم تقانات التعليم، والتعلّم الإلكتروني على الإنترنت online learning، يمكن تصنيفها وفقاً لما يلي:

1- التعليم المتزامن مقابل التعليم غير المتزامن synchronous vs. asynchronous learning:

تتطلب البرامج المتزامنة من الطلاب الانتظام في فصول افتراضية حية حيث يلتقي الطلاب والأساتذة في محاضرات في الوقت الحقيقي. غالباً ما تجذب هذه البرامج الطلاب الذين يرغبون في الحصول على تجربة جامعية «حقيقية»، ولكنهم بحاجة إلى الدراسة عبر الإنترنت بسبب عوامل شخصية أو مهنية أو في حالات استثنائية كما حصل مع جائحة كورونا.

أما البرامج غير المتزامنة فتتميز بمحاضرات مسجّلة مسبقاً تتيح للطلاب إكمال متطلبات الفصول الدراسية في أوقات توافق جداول انشغالهم. غالباً ما يُفضّل الطلاب ذوو الجداول الزمنية المزدحمة البرامج غير المتزامنة نظراً لمرونتها.

2- التعليم بجدول دراسي مفتوح open schedule:

هناك اختلافات رئيسية بين فصول الجدول المفتوح والتعلم غير المتزامن إذ لا يحتاج الطلاب الذين يتبعون الجدول الزمني المفتوح إلى تسجيل الدخول إلى النظام التعليمي في أوقات محددة لمشاهدة المحاضرات المسجلة مسبقاً؛ وليس لديهم أيضاً مواعيد نهائية لتنفيذ المهام التعليمية المطلوبة في أثناء الفصل الدراسي، سوى إكمال جميع المهام بحلول نهاية الفصل الدراسي.

3- التعليم الهجين أو المختلط hybrid or blended learning:

يسمح التعليم الهجين للطلاب بالحصول على المعرفة بطريقة التعليم التقليدية وجهاً إلى وجه، وكذلك عبر الإنترنت. ويسمح التعليم الهجين للطالب بالعمل خارج الصف، ويتطلب أحياناً حضور المتلقي شخصياً في مكان محدد عندما تقتضي العملية التعليمية؛ ولهذا سُمّي هذا التعليم هجيناً. فالمقررات التي يسجلها الطلاب قد تتطلب جلسات مخبرية أو مكوّنات تعليم عملية يوفرها التعليم الهجين.

4- تعليم الدورات المفتوحة الضخمة على الشابكة (MOOCs) Massive Open Online Courses:

تُقدّم الدورات المفتوحة الضخمة دروساً مجانية يمكن لكل شخص راغب بالتعلم الوصول إليها. تتضمن الدورات عادةً محاضرات مسجلة مسبقاً، ومنتديات المناقشة والقراءات والتقييمات، ويمكن أحياناً الحصول على شهادة مقابل رسوم رمزية. تُقدم العديد من الشركات دورات مفتوحة في مواضيع ذات علامات تجارية، مثل Google
وMicrosoft؛ وتقدم الجامعات أيضاً بما في ذلك Harvard وMassachusetts Institute of Technology وStanford. ويستخدم العديد من الطلاب الدورات المفتوحة شكلاً من أشكال التعليم المستمر، ويأخذونها من منصات الدورات التدريبية عبر الإنترنت، مثل Coursera وUdacity و edX.

مراحل تطور التعلم من بعد وتقاناتها المستخدمة

يمكن تقسيم المراحل التي مرّ بها التعلم من بعد إلى أربعة أجيال بحسب تقانات الاتصالات التي استُخدمت في توصيل المادة التعليمية:

الجيل الأول (1844-1960): غالباً ما يُعزى إلى دورات بيتمان القائمة على اختزال النصوص وطباعتها وإرسالها بالبريد في خمسينيات القرن التاسع عشر، ولتتحول المراسلات لاحقاً عبر البريد الإلكتروني على نطاق واسع. لقد اعتمد الجيل الأول على الكتب أو الصحف المطبوعة.

الجيل الثاني (1960-1985): استخدمت فيه تقانات اتصالات متعدّدة لتقديم مقرّرات التعلم من بعد من دون استخدام الحاسوب، وشملت أشرطة الكاسيت الصوتية، والتلفاز، وأشرطة الفيديو، والفاكس، والطباعة.

لقد مثّل افتتاح الجامعة المفتوحة البريطانية The Open University (OU) عام 1969 تطوراً مهماً في تقدّم التعلّم من بعد باستخدامه طريقة تعدد الوسائط multimedia، وصارت تُرسل إلى الطلاب بالبريد، إضافة إلى الإرسال الإذاعي والمرئي.

الجيل الثالث ( 1985-1995): قام على استعمال الحواسيب وشبكاتها.

الجيل الرابع: وهو الجيل الحالي، وفيه تتجلى أحدث تقانات المعلومات المستخدمة والتي توسّع استخدامها توسعاً كبيراً جداً في زمن الإغلاق بسبب جائحة كورونا، مثل أنظمة إدارة التعليم على الخط online Learning Management System (LMS)، وأنظمة مؤتمرات الفيديو.

لقد ظهر في الجيل الرابع تقانات الوكلاء الأذكياء smart agents، والوب الدلالي semantic web، وتحليلات التعلم learning analytics وغيرها من التقانات المتقدّمة التي لا تدعم فقط تفاعلات المتعلم-المعلّم، والمتعلّم-المتعلم، والمتعلم-المحتوى، بل وتضيف دعماً لتفاعل المحتوى مع محتوى آخر، ولتفاعل المعلمين مع المعلمين الآخرين، وكذلك لتفاعلهم مع «المحتوى الذكي» أيضاً. أهم التقانات التي تستخدم في الجيل الرابع هي:

  • مؤتمرات الفيديو.

  • أنظمة إدارة التعليم (LMSs).

  • الحوسبة السحابية cloud computing.

  • وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي القائمة على شبكة الإنترنت، وغيرها.

  • التعليم المتنقل learning mobile حيث يتم التفاعل من خلال الأجهزة اليدوية handheld أو الأجهزة النقالة.

  • تقانات الواقع الافتراضي والواقع المعزز virtual & augmented reality والتي تعزّز تجارب الفصول الدراسية وتوسع الفرص التعليمية على جميع مستويات التعلم.

    لا بد من الإشارة إلى أنه مايزال الجيل الأول هو النموذج الأكثر شيوعاً للتعليم من بعد من حيث أعداد الطلّاب، حيث تستخدم النصوص المطبوعة والتفاعلات بالبريد العادي أو البريد الإلكتروني.

    دور شبكات التواصل الاجتماعي في التعليم من بعد

    تتيح شبكات التواصل الاجتماعي التفاعل والتواصل بين مستخدميها في أي وقت وأي مكان من العالم. لقد أصبحت ملاذاً ومكتبة للباحث، ومعلماً لكل من يبحث عن المعلومة. وقد مكّنت من تبادل المعلومات والصور والفيديوهات، فهي تمثل منبراً لتقديم المعرفة والحوار والنقاش وتبادل الآراء.

    ولتطوير التعليم وزيادة فاعليته، وتنمية العلاقات بين المعلّم والمتعلّم انتشرت برامج وتطبيقات مجانية للتواصل الاجتماعي بين الطلّاب والمعلّمين على حد سواء؛ مما ترك آثاراً إيجابيةً في تطوير البيئة التعليمية وتنميتها. ويمكن القول إن قطاع التربية والتعليم من القطاعات التي استفادت من شبكات التواصل الاجتماعي في تطوير العملية التعليمية والبحثية، من خلال إتاحة آلاف المواقع والبرامج التعليمية والتدريبية التي تسهم في تطوير أداء المعلمين وتنمية مهاراتهم البحثية، وتنمية التفكير لدى الطلّاب.

    ولأن التعليم أداة فعّالة لاستثمار المتغيّرات المعاصرة كالعولمة، والثورة المعرفيّة، والتقدّم التقاني، وتضمينها تفاعليّة العمليّة التعليميّة التربويّة، كان لزاماً على النظم والسياسات التعليميّة أن تكون قادرة على مواكبة هذه التغيّرات، وتسخير كلّ جديد يخدم مناهجها وأساليبها التدريسية وخططها التنموية، وتطوير القدرات المؤسّسيّة والبنية التحتيّة التقانية المتاحة لدى المؤسّسة التعليمية.

    ويستطيع المتعلم بوجود شبكات التواصل الاجتماعي ودمجها في العملية التعليمية أن يسمع وأن يرى، وأن يكون معلماً لغيره، ومتعلماً في الوقت ذاته. إن جمع كل هذه السمات حوّل دور الطالب من متعلم سلبي إلى متعلم إيجابي نشط في التعلم، بدلاً من كونه مجرد متلقٍ ومستمع من دون أي تفاعل، وينتقل دور المعلم من مجرد ملقّن للمعرفة إلى موجّه لها.

    إن أهم تأثيرات شبكات التواصل على التعليم ما يلي:

    1- تحفيز التعلم:

    يُحفّز استخدام منصّات وسائل التواصل الاجتماعي في المدرسة الطلاب ويشجعهم على التعلم. وتعد مقاطع الفيديو التعليمية على YouTube، وسهولة الوصول إلى الكتب الإلكترونية، والملاحظات عبر الإنترنت، والتعلم عبر مكالمات الفيديو من الجوانب الرئيسية التي تساهم في تطوير التعليم. يعد التعلم من بعد أحد أفضل الطرائق للتعلم في المؤسسات ذات السمعة الطيبة من خلال الاتصال من أي مكان تتيحه وسائل التواصل الاجتماعي.

    2- تحسين عنصر الإبداع:

    تساعد وسائل التواصل الاجتماعي على تعلم المهارات الإبداعية وتعزيزها للطلاب بالسماح لهم بالتعلم وتنفيذ هذه المهارات لاحقاً. ففي كثير من الأحيان يتم الكشف عن موهبة الطالب المخفية عندما يبدأ في التقاط الصور وتحريرها لجعلها جذابة جمالياً. ويمتلك كثير من الطلاب هوايات مثيرة للاهتمام يعبرون عنها بنشر مقاطع فيديو وصور؛ مما يساعدهم على إدراك إمكاناتهم وجعلها مهنة.

    3- تعزيز الأداء الأكاديمي:

    هناك تأثير حيوي آخر لوسائل التواصل الاجتماعي وهو تعزيز الأداء الأكاديمي للطلاب وزيادة معرفتهم من خلال جمع البيانات والمعلومات. فعندما يتم تعيين مشاريع ووظائف للطلاب فإنهم يمرون بعدة منصات عبر الإنترنت لجمع المعلومات من أجل إيجاد حلول لمهامهم.

    تطبيقات التواصل الاجتماعي والبرمجيات التي تدعم التعليم من بعد

    فيما يلي بعض من أكثر تطبيقات التواصل الاجتماعي استخداماً:

    Facebook, YouTube, WhatsApp, WECHAT, Instagram, Twitter, ezTalks, Cloud Meeting, Join.me, Adobe Connect, Free Conference Call, ooVoo, Google Hangouts, Google Duo, Google Classroom, Skype, Zoom, Telegram, VK, …..

    الآفاق المستقبلية للتعلم من بعد

    التعلم من بعد ليس مجرد اتجاه معاصر سيتلاشى سريعاً؛ فكمية المعرفة والمعلومات التي يجب تقديمها لقادة الغد آخذة في التوسع بمعدل هائل. فمثلاً سيُقدم للطلاب في فصل التخرج من المدرسة الثانوية كمية من المعلومات الجديدة أكثر مما حصّل أجدادهم طوال عمرهم. وسيكون لحفظ الحقائق قيمة أقل بكثير، في حين أن استخدام المعلومات للتحليل واتخاذ القرار سيكون مهارة حاسمة للتقدم العلمي والتعليمي والمهني. ومن أهم ملامح التعلم من بعد:

    1- التعلّم المستمر ضرورة:

    سيمر العامل العادي في حياته في العديد من المسارات المهنية المتميزة. وسيتطلب كل من هذه المسارات المهنية اكتساب معارف ومهارات وكفاءات جديدة وممارستها. وسيكون التعلم مدى الحياة شيئاً يجب على كل فرد القيام به ليظل قادراً على المنافسة. ومن المتوقع أن يكون لدى الطلاب القدرة على إجراء البحوث وتحليل البيانات والتكيف مع التغييرات وما إلى ذلك. وبهذه الطريقة يوفر التعلم من بعد حلاً أكثر فاعلية للطلاب والعاملين.

    2- تعتمد الدراسة الدولية على السفر:

    يتقلص العالم بسرعة وتقصر المسافات؛ فلقد جمعت الإنترنت العالم معاً بطرائق لم يكن أحد يتوقعها. يمكن للطالب الآن الالتحاق بكلية حول العالم مع زملاء دراسة يعيشون في بلدان أخرى. ومن المرجح أن يكتسب التعليم الدولي شعبية واسعة مع زيادة طلب الطلاب. وستقل تكاليف السفر وتصبح الاجراءات البيروقراطية والحواجز الثقافية على الدراسة الدولية أقل.

    3- تأثير قوي للتعلّم من بعد في عمليات المدارس التقليدية:

    من المرجّح أن تبدأ الجامعات والكليات التقليدية بالتعاون فيما بينها في محاولة لتنويع عروضها لتلبية الحاجة المتزايدة للتعليم العالي مع الحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق العالمية. ولن يتم استبعاد الشركات الخاصة من التغييرات التي تؤثر في التعليم العالي، وسوف يعمل الناس من بعد في وظائفهم، حيث سيضطر أصحاب العمل على نحو متزايد إلى المنافسة على نطاق عالمي. وستستمر المهارات التي سيؤثر فيها التعلم من بعد بالتأثير في الطلاب من حيث زيادة قدرتهم على التعلم، والتكيف السريع، والتواصل مع الآخرين، وتحليل البيانات، والاستفادة من التقانة، والقدرة على إجراء البحوث، وطبعاً القدرة على العمل باستقلال من دون المساس بالإنتاجية. ستستخدم الكليات والجامعات ومدارس المستقبل تقانات أكثر تقدماً بكثير من تلك الموجودة اليوم، مأخوذ في الحسبان مدى تعقيد تقانة اليوم، التي لم يكن من الممكن تصور بعضها قبل ثلاثين عاماً فقط. سيكون تعلم استخدام التقانة الجديدة أمراً ضرورياً للتنقل في الحياة الحديثة والتقدم مهنياً.

    بعض متطلبات تطوير طرائق التعلم من بعد

    من أجل تلبية الاحتياجات المتغيرة لعالم متغير يجب أن يكون التعلم المستقبلي:

  • مرناً من ناحية الوقت.

  • مستقلاً عن الجغرافيا؛ وذلك لغياب الحواجز الجغرافية.

  • منافساً من ناحية التكلفة/القيمة.

  • ذا تقانة عالية، تدمج وسائط وتطبيقات حاسوبية جديدة.

  • ذا تنوّع ثقافي.

  • قابلاً للتكيف مع احتياجات السوق العالمية.

  • محققاً نمواً موجّهاً من منظور الفرد والمنظمة.

  • ذا مادة معرفية مناسبة للعصر.

    تفعيل مؤسسات التعلم من بعد

    ستحتاج المؤسسات التي تقدم التعلم من بعد إلى النظر في القضايا التالية وغيرها:

  • تعرف السوق والمجموعات الديموغرافية التي تخدمها.

  • تستجيب لاحتياجات المتعلمين الأكبر سناً من ناحية الجودة، والملاءمة في المواد، والراحة، وغير ذلك.

  • تأخذ التوجيهات من منظمات الأعمال، وتستجيب لتلك التوجيهات، وتتوقع وتتكيف مع احتياجاتهم.

  • تبسيط عملية إصدار التعليمات.

  • تبحث عن شراكات مع هيئات مناسبة أخرى.

  • تبحث عن طرائق إبداعية للمصادقة على أوراق اعتماد التعلم.

  • تستعد للتنافس عالمياً مع مجموعة متنوعة من مقدمي خدمات التعلم.

  • تبقى على اطلاع على القضايا ذات الصلة بالتعليم.

التفهم أن نموذج التعليم قد تغير على مدار الخمسين عاماً الماضية، وسيستمر في التغيير مستقبلاً.

مزايا التعلم من بعد

1- زيادة في الوصول إلى التعليم لأولئك الذين ليس لديهم فرص بديلة بسبب العمل أو الأسرة أو الإعاقة الجسدية.

2- توفير طرائق تدريس أنسب لبعض المتعلمين.

3- مرونة أكبر لجدولة وقت التفاعل «تعلم - طلاب» ومكانه.

4- مرونة أكبر في موقع المشاركة «دراسة – طلاب»

5- التعليم من بعد يضع مسؤولية التعلم على المتعلم الذي يجب أن يكون أكثر نشاطًا وبتوجيه ذاتي.

6- تسهيل تفاعل أكبر بين المتعلم والمعلم.

7- تسهيل التطوير التربوي للمعلم.

8- فرصة لتطوير الكفاءات التقنية للمدربين والمتعلمين.

9- الوصول إلى الموارد والخبرات العالميّة عن طريق الإنترنت.

10- تدويل فرص التعلم.

11- القدرة على تحقيق المساواة في الحصول على التعليم.

بعض التغيّرات المستقبلية المحتملة في التعليم

نتيجة لكل ما تقدم، قد تتحقق بعض التنبؤات التالية في العقد القادم:

1- ستتنافس الشركات والمؤسسات مباشرة مع الكليات والمدارس، كما بدأ فعلاً مع المدارس المستقلة أو المدارس ومواقع التدريب.

2- ستؤدي الشراكات والاندماجات بين المؤسسات التعليمية والناشرين وشركات التقانة ومقدمي خدمات التعلّم إلى تعزيز السوق.

3- ستتم نسبة أكبر من التعلم (الرسمي وغير الرسمي) عبر الإنترنت.

4- سيتم تقسيم دور المعلم إلى وظائف متخصصة متعددة: تصميم المناهج الدراسية، وتقديم المحتوى، وميسر الفصول الدراسية، ودعم المتعلمين، وغيرها.

5- سيزداد الطلب على كبار المدربين في كل من سوق التعليم والأعمال.

6- سيحصل عدد أقل من الطلاب على الدرجة العلمية التقليدية داخل الحرم الجامعي وسيحصل معظمهم على جزء من تعليمهم الرسمي -على الأقل- عبر الإنترنت وخارج الحرم الجامعي.

7- سيصبح التعليم غير محدود بالعمر، وستعمل المدارس على تسهيل تعليم الطلاب الكبار في السن بسهولة أكبر.

8- سيزداد التنوع الثقافي ويصبح أكثر تكاملاً في التعليم الرسمي.

9- سيكمل المتعلمون درجاتهم العلمية ويحصلون على شهاداتهم، بفضل دورات وخبرات من مجموعة واسعة من مزودي التعلم الخاص والعام عبر الإنترنت.

مراجع للاستزادة:

- M. Burns, Distance Learning Essentials (Quick Reference Guide), ‎ ASCD, 2020.

 - R. Chan, K. Bista, R. Allen, Online Teaching and Learning in Higher Education during COVID-19, Routledge , 2021.

- S. M. Kosslyn, Active Learning Online: Five Principles that Make Online Courses Come Alive, Alinea Learning 2020.

- K. Martin, Evolving Education: Shifting to a Learner-Centered Paradigm, IMPress 2021.

- M. Simoson, et al., Teaching and Learning at a Distance, Foundations of Distance Education, Publisher: Allyn & Bacon, Incorporated, 2008.


التصنيف : كهرباء وحاسوب
النوع : كهرباء وحاسوب
المجلد: المجلد التاسع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1052
الكل : 58491625
اليوم : 64139

البستنة في الدفيئات

التنوير (عصر ـ)   التنوير enlightment اتجاه ثقافي ساد أوربة الغربية في القرن الثامن عشر بتأثير طبقة من المثقفين والمفكرين، عُرفوا باسم الفلاسفة philosophers، وكانوا صحفيين وكتاباً ونقاداً ورواد صالونات أدبية أمثال فولتير، ديدرو، كوندورسيه، هولباخ، بيكاريه، ولكن هؤلاء المفكرين أخذوا عن الفلاسفة العقليين ديكارت واسبينوزا وليبتنز ولوك الذين طبعوا القرنين السابع عشر والثامن عشر بطابعهم الثقافي حتى أُطلق على هذه الفترة عصر العقل age of reason، وكان التنوير نتاجه.
المزيد »