logo

logo

logo

logo

logo

التسليح الجوي

تسليح جوي

Air armament -

 التسليح الجوي

التسليح الجوي

سمير الصباغ

تطور وسائل التسليح الجوي

منظومات التسليح المتكاملة

قنابل الطائرات

 

التسليح الجوي air armament يشمل جميع الأسلحة المستعملة في الطائرات المختلفة والمعدات والتجهيزات التي توفر ضرب أهدافها وتساند القوى البرية. شهد الطيران aviation التطور الأكبر خلال العقود الماضية في مجالات الاستخدام كافة، من طيران نقل وطيران قاذف ومقاتل متعدد المهام، وطيران استطلاع وإنذار مبكر، إضافة إلى استخدامات أخرى جديدة مستحدثة، مثل إضاءة الأهداف بأنواع الأشعة المناسبة من أجل أسلحة الدقة العالية والبعيدة المدى، واستخدام الطائرات في وضع مركبات الفضاء في مداراتها المختلفة حول الأرض، أو في استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار قذائف طائرة وفي القتال الجوي. وكانت الولايات المتحدة الأمريكية قد أعدت خطة لتطوير قواتها الجوية بدءاً من عام 1995، كي تكون جاهزة لمواجهة أعداء محتملين في القرن الحادي والعشرين. وقد استهل الجنرال رونالد فوجمان رئيس هيئة أركان القوى الجوية الأمريكية السابق هذه الخطة بقوله: "إن الفرقة الثامنة الجوية هاجمت طوال العام 1943 إبّان الحرب العالمية الثانية خمس مجموعات من الأهداف، في حين هاجمت قوات الحلفاء الجوية في أول 24 ساعة من حرب عاصفة الصحراء 150 هدفاً، وخلال العقد الأول من القرن 21 يجب أن تكون القوات الجوية مستعدة لمهاجمة أكثر من 1500 هدف خلال الساعات الأولى من الحرب، إن لم يكن بدءاً من الدقيقة الأولى لاندلاع الحرب".

تطور الطائرات الحربية التقاني

من أهم تطورات تقانات الطيران الحربي خلال العقد الأول من القرن الحادي والعشرين:

- زيادة السرعة ورفع قدرة الطائرات على المناورة الحادة.

- تضاعفت حمولة الطائرات من القنابل والصواريخ بتخفيف وزنها وتصغير حجمها مع زيادة قدرتها التدميرية ودقة الإصابة.

- انتشار تقانة الطائرات الخفية stealth air craft، وزيادة قدرتها على المناورة كالطائرات الخفيفة سواء من حيث البنية أم من حيث تحسين نوعية المواد الماصة للإشعاع الراداري، وتشكيل بدن الطائرة بهدف الإقلال من المقاطع العاكسة للأشعة والبصمة الرادارية والحرارية.

- تطوير وسائل الاستشعار والإنذار على الطائرات لتناسب المدى الكبير للصواريخ جو- جو بحيث يتمكن الطيار المقاتل من اكتشاف الطائرات المعادية والتعامل معها وإسقاطها قبل أن يتنبه له الطيار المعادي.

- انتشار تقانة الإقلاع والهبوط القصيرين Short Take-Off and Landing (STOL).

- تطوير مساعِدات الطيران الملاحية لتناسب استخدام الأسلحة الذكية، إضافة إلى زيادة مدى عمل الطائرات القاذفة وأسلحة الدقة العالية البعيدة المدى، ورفع قدرتها التدميرية، ورفع احتمالات سلامتها وعدم تعرضها للإصابة في الوقت نفسه، مع العلم أن هذه الطائرات صالحة للعمل في مختلف الظروف الجوية نهاراً وليلاً، خاصة بعد تزويدها بمعدات الرؤية الليلية والتصوير الحراري.

- غدت جميع أعمال القتال الجوي - في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين - مؤمنةً عن طريق تعويق الطيران المعادي وحرمانه من استخدام أجهزته الإلكترونية المحمولة والتشويش عليها، إلى جانب الحصول على المعلومات الضرورية من طائرات الإنذار المبكر، أو من مراكز تحليل المعلومات الأرضية، كما يوجه جزء من مجهود التعويق لتحييد أجهزة منظومة تحديد الموقع الشامل Global Positioning Systems (GPS) المزودة بها طائرات العدو، أو الموجودة في رؤوس الأسلحة الموجهة البعيدة المدى، وهذا يقضي على امتياز التوجه الذاتي لمعظم الأسلحة الموجهة المتقدمة. تتولى تنفيذ هذا التعويق الإلكتروني منظومات قتالية طائرة (طائرات) متخصصة تعمل من دون طيار أو أطقم جوية unmanned combat air systems (الشكل1). ويمكن أن يصل مدى التحكم بطائرات التعويق الإلكتروني من دون طيار من محطات توجيه أرضية حتى 200 كم . أما إذا تولت السواتل نقل الإشارات إلى هذه الطائرات فلا حدود لمدى التحكم فيها.

الشكل (1) المنظومة القتالية الطائرة من دون طيار X-47B.

- لا يقتصر استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار اليوم على الاستطلاع بجميع أنواعه، أو على التعويق الالكتروني، أو إعادة البث اللاسلكي، لكنها تمتد إلى آفاق استخدامها في مجال القتال الجوي بأشكاله المختلفة.

- من بين المهام التي تنفذها الطائرات من دون طيار استخدامها لغماً جوّياً لتحييد رادارات الدفاع الجوي المعادية، حيث تجهز بعبوة متفجرة مع رأس باحث عن الإشعاع الراداري، وتوجه إلى محطة الرادار المعادية وتدمرها، إضافة إلى تسليحها بعدة أنواع من الذخائر.

- للقوات الجوية دور فعال في التصدي للصواريخ الدفعية (البالستية) ومحاولة تدميرها وهي ما تزال فوق أرض العدو، وقد بدأت التجارب الفعلية لتزويد بعض الطائرات بوسائل التدمير الضرورية لهذه المهمة باستخدام أشعة الليزر.

تطور وسائل التسليح الجوي

أثبتت الحروب الحديثة أن تحقيق نتائج مؤثرة لعمليات القصف الجوي لا يتوقف فقط على إمكانات الطائرة وكفاءة الطيار، أو على جودة أجهزة الملاحة والتصويب في الطائرة، ولكنها تعتمد أيضاً على خصائص الحمولة المتفجرة من قنابل وصواريخ وغيرها، مع سهولة إطلاقها من أوضاع الطيران المختلفة، خصوصاً أن القصف الجوي يتأثر بعوامل عدة قد تتسبب في عدم دقة إصابة الأهداف الأرضية، مثل الخصائص البالستية للقنابل، واتجاه الريح، وارتفاع الطيران، والرؤية الليلية.

بقيت المقذوفات التي تطلقها الطائرات -على الرغم من إدخال تحسينات ثانوية عليها- تعمل تماماً وفق المفهوم التقليدي للحرب الكورية في أوائل خمسينيات القرن الماضي. وتعد الحرب الفيتنامية التجربة الفعلية الأولى في مضمار تحسين المقذوفات وجعلها أكثر ملاءمة مع مقتضيات الحرب الحديثة، ثم دخلت بعد ذلك مفاهيم جديدة وتطورات جذرية وتحسينات نوعية على مختلف أنواع القنابل والمقذوفات.

والأساس المعتمد في تصنيف القنابل والمقذوفات عموماً هو القنبلة العادية شديدة الانفجار، التي تعد الأهداف الميدانية مجالاً أساسياً لعملها، غير أنها تبقى ذات تأثير محدود، حتى في مهاجمتها للأهداف الكبيرة التي تتطلب دقة نسبية، مثل المباني والسفن، كما أن تأثيرها يتضاءل حين تتعرض للأهداف المنتشرة أفقياً، مثل المركبات ومجموعات الجنود، أو الأهداف المحصنة والجسور والخزانات والمنشآت الحيوية، مدنيةً كانت أو عسكرية. حتى في مجال تأمين الفعالية القصوى ضد هذه الأهداف تتعرض الطائرات لخطر داهم من الدفاعات الأرضية إذا اقتربت منها إلى مسافة معينة؛ لذلك ثمة تفريق بين مجموعة الأهداف الميدانية ومجموعة الأهداف ذات الأهمية الاستراتيجية، إلى جانب تصنيفات داخل كل مجموعة، مما أوجب تصنيف القنابل والمقذوفات بما يتناسب مع الأهداف المقصودة والمطلوب تدميرها كلياً أو جزئياً أو تعطيلها. وقد أثبتت تجارب الحروب أهمية تطوير أجيال جديدة من الذخائر الجوية الموجهة البعيدة المدى، وذات القدرة على العمل في شتى الأحوال الجوية. فظهرت في حرب عاصفة الصحراء أولى القنابل الذكية المعتمدة على فواصم منصهرة fuzes حديثة، والموجهة بالأشعة تحت الحمراء أو بالليزر، أو عن طريق السواتل، (الشكل2)، وغدت أداة هجومية لها شأنها في حسم الموقف القتالي على الأرض. وبرزت أهمية دقة التوجيه من ارتفاعات شاهقة للجيل الثاني من المقذوفات والقنابل المصممة لتدمير أهداف برية، سواء كانت أهدافاً ثابتة أم متحركة.

الشكل (2) القنبلة الذكية GBU-15 الموجهة تلفازياً مع الأشعة تحت الحمراء.

وإذا كانت دقة التصويب عاملاً رئيسياً في الحرب الحديثة، مع قدرة عالية على الاختراق - لتأمين الفعالية القصوى في العمليات الهجومية - فإن النصيب الأوفر من النجاح الذي يوفره هذا التوجه لا يتحقق من خلال منظومات الإطلاق فحسب، بل يرتبط كذلك بنوعية المقذوفات وفاعليتها، إضافة إلى القدرة على المناورة وإطالة المدى. وقد خضعت التطورات اللاحقة لمنطق متماسك في سياق منظم يتبع على الدوام خطاً تصاعدياً من حيث دقة التصويب والفعل التدميري والمدى بين الطائرة والهدف.

منظومات التسليح المتكاملة

تبدلت نوعية القنابل إلى منظومات متكاملة، تعتمد سطوح التحكم ومجموعات التوجيه، ومزودة بجنيحات انزلاقية، ومحركات صاروخية خارجية أحياناً. غير أن التطوير تجاوز هذا الحد نحو إعطاء رأس القنبلة الحربية شكلاً انسيابياً، فصارت القنابل مجنحة، ومزودة بمحركات صاروخية، ورؤوس حربية بزنة 225 أو 450 كغ، مع توفير التوجيه التلفازي أو الليزري. فطور الاتحاد الأوربي الصاروخ AS-30 (الشكل3)، الذي ذاع صيته في الحرب الإيرانية-العراقية، واستعمل لخرق الأهداف المحصنة كالملاجئ ومخازن الذخيرة ومخابئ الطائرات. يطلق هذا الصاروخ من الطائرات المحلقة على ارتفاع كبير ومن مسافة 12 كم بسرعة فوق صوتية تؤمن للطائرات حماية مهمة من الدفاعات الأرضية القريبة المدى. يوجه الصاروخ بأشعة الليزر، مما يوفر له دقة كبيرة لا تتجاوز المتر المربع الواحد، وتبلغ سرعته عند اصطدامه بالهدف 1.4 ماخ.

الشكل (3) القذيفة الصاروخية الأوربية AS-30 الموجهة ليزرياً.

قنابل الطائرات

احتلت قنابل الطائرات مكانة كبيرة جداً منذ أوائل القرن العشرين، وتحديداً عام 1909، عندما كانت الطائرات تلقي قنابل صغيرة يدوياً على أهداف أرضية. وتطورت بعد ذلك الطائرات الحربية والأسلحة الجوية وظهرت أنواع منها متعددة الأغراض والأوزان، واستعملت في الحربين العالميتين الأولى والثانية والحروب التي جرت بينهما والتي تلتهما، وكل الحروب الحديثة، كحروب فيتنام وكوريا، والحروب العربية-الإسرائيلية، وأفغانستان، وحرب الخليج الأولى والثانية، وحرب العراق الأخيرة. واستخدمت في كل هذه الحروب قنابل متطورة تناسب تطور الأسلحة بالتوازي مع تطور الطائرات والتسليح.

تعد قنابل الطائرات إحدى وسائل الهجوم الجوي، وتُسقط من الطائرات القاذفة والمقاتلة القاذفة وغيرها من المركبات الطائرة مثل الحوامات وطائرات النقل والمركبات الموجهة من دون طيار لتدمير الأهداف البرية والبحرية تدميراً كلّياً أو جزئياً، أو إزعاجها كالقواعد الجوية والبحرية والمنشآت العسكرية والصناعية والملاجئ المحصنة والجسور والمعسكرات وتجمعات الآليات والأفراد، وشبكات الاتصالات ومحطات الكهرباء ومراكز القيادات وغيرها. وتعتمد دقة إصابة تلك الأهداف على عوامل عدة، مثل منظومة التسديد والتوجيه في الطائرات ونوع القنبلة وطبيعة الهدف المطلوب تدميره، وكذلك مستوى تدريب أطقم الطائرات وخبرتهم في القتال.

تتوفر في الوقت الحاضر أنواع متعددة من القنابل الجوية تناسب الغرض منها والهدف المطلوب تدميره أو إبطاله. فالأهداف المدرعة مثلاً تحتاج إلى قنابل خارقة للدروع، والأهداف المحصنة تحتاج إلى قنابل خارقة شديدة الانفجار. وهناك قنابل مثلاً لتدمير تجمعات الأفراد، مثل القنابل العنقودية، وقنابل خاصة بتفجير الألغام وأخرى لتدمير المنشآت أو المخازن والمستودعات، وهي قنابل حارقة أو خارقة - حارقة وأنواع خاصة بخرق الملاجئ وأخرى للإزعاج. وبالتالي تصنف القنابل الجوية في صنفين: قنابل تقليدية وقنابل موجهة، ولكل منها أنواع متعددة.

1- القنابل التقليدية:

تقسم القنابل التقليدية بحسب استخدامها وطبيعة الأهداف المطلوب تدميرها إلى ما يلي:

أ- قنابل متعددة الأغراض العامة general-purpose bombs: تستخدم لتدمير المباني والأهداف السطحية، ويقتصر تأثيرها على قوة العصف (موجة الصدم) المتولدة من الانفجار بالدرجة الأولى، وعلى الشظايا المتطايرة منها بالدرجة الثانية، وهي على أنواع:

- قنابل شديدة الانفجار high explosive bombs مصممة لتدمير الأهداف الأرضية، وتراوح أوزانها بين 100 كغ و 900 كغ (الشكل4).

الشكل (4) القنبلة FAB-500 M-62 شديدة الانفجار تحت زنة 640 كغ.

- قنابل عنقودية cluster bombs، وهي حاويات تفتح بتوقيت محدد فتنقذف منها عشرات القنيبلات تغطي مساحة واسعة من الأرض، وتستخدم ضد الأفراد والأهداف المنتشرة على مساحة واسعة، كأرتال المدرعات والمركبات إضافة إلى تعويق عمل المطارات وبعض الأهداف الأخرى. (الشكل 5).

الشكل (5) قنبلة عنقودية.

- قنابل متشظية شديدة الانفجار high explosive fragmentation bombs، مخصصة لتدمير الأجهزة والمعدات وقواعد الصواريخ ومحطات الرادار والأفراد (الشكل6).

الشكل (6) القنبلة المتشظية الشديدة الانفجار أوفاب 250-270 كغ.

- قنابل حارقة bombs incendiary، وتستخدم لمهاجمة القوات الثابتة والمتحركة والمخازن التموينية وغيرها (الشكل7).

الشكل (7) القنبلة الحارقة ZAB-100-105.

ب - قنابل خارقة armor-piercing bombs مصممة لاستهداف الملاجئ المحصنة والأهداف المشيدة تحت سطح الأرض حيث لها القدرة على الخرق بعمق محدد ثم الانفجار (الشكل8).

الشكل (8) القنبلة BETAB-500 الخارقة للخرسانة.

ج- قنابل فراغية stereo chemical bombs، ويستند عملها إلى انفجار الوقود السائل في الجو، فتتولد حرارة عالية في الهواء تسبب تمدده وانخفاض الضغط وحدوث موجة عصف شديدة جداً ذات فعل تدميري كبير.

د- قنابل الغرافيت graphite bombs: تعمل القنبلة عن طريق نشر سحابة كثيفة من خيوط الكربون الدقيقة للغاية والمعالجة كيميائياً فوق منشآت عالية الجهد مثل المحولات وخطوط الطاقة، مما يتسبب في حدوث دوائر قصيرة وانقطاع لاحق لإمدادات الكهرباء في حي أو منطقة أو حتى دولة صغيرة بأكملها. يشار إلى السلاح أحياناً باسم قنبلة التعتيم blackout bomb أو القنبلة الناعمة soft bomb لأن آثاره المباشرة تقتصر إلى حد كبير على منشأة الطاقة الكهربائية المستهدفة (الشكل9).

الشكل (9) شبكة الكربون الدقيقة من قنبلة الغرافيت.

هـ- قنابل المهام الخاصة task bombs: هي قنابل صغيرة الحجم وضئيلة الوزن لكونها غير مخصصة للتدمير، وتشمل قنابل الدخان للدلالة على الأهداف والمواقع، وقنابل التدريب على قصف الأهداف الأرضية والبحرية، إضافة إلى قنابل الدعاية leaflet bombs التي تحتوي على منشورات تسقط فوق مناطق العدو.

و- قنابل الإضاءة bombs lighting: وتستخدم لإضاءة ساحة المعركة وكشف مناطق تحشد العدو وتحركاته ليلاً، إضافة إلى مساعدة الطواقم الجوية على التسديد على الأهداف الأرضية ليلاً.

ز- قنابل تفجير الألغام mine detonating bombs: وتستخدم لتفجير الألغام البحرية العائمة بالضغط الحراري المتولد من الانفجار، أو الألغام الأرضية بقنابل ثقيلة (قد يصل وزنها إلى ستة أطنان)، يتسبب وزنها عند اصطدامها بسطح الأرض وانفجارها الشديد في تفجير الألغام في منطقة واسعة.

ح- القنابل الكهرطيسية electromagnetic bombs (E-bombs): تنتج وميضاً عالي الطاقة من موجات (نبضات) كهرطيسية تدمر أي دوائر إلكترونية حساسة، وتستخدم لتعطيل الأجهزة الإلكترونية المختلفة بإصدارات تتداخل مع إصدارات الأجهزة الكهربائية والإلكترونية وأنظمة تشغيلها لإحراقها أو تدميرها أو إتلافها، وإعطاب أجهزة الحاسوب، وإتلاف المعلومات المخزنة فيها، وتعطيل الاتصالات عبر الخطوط الهاتفية وشبكات الهاتف المحمول المدنية والعسكرية وإتلاف مدخراتها، وغير ذلك. ومثل الرؤوس الحربية المتفجرة يمكن تركيب الرؤوس الحربية الكهرطيسية في مجموعة من مركبات التوصيل، بما في ذلك صواريخ كروز والطائرات التقليدية. يشمل الرأس الحربي جهازاً كهرطيسياً ومحول طاقة كهربائية وجهاز تخزين طاقة داخلياً مثل البطارية (الشكل 10).

الشكل (10) بنية القنبلة الكهرطيسية ومبدأ عملها.

2- القنابل الموجهة guided bombs:

تقسم القنابل الموجهة عدة أقسام، هي:

- قنابل موجهة بالليزر laser-guided bombs: وهي قنابل تقليدية تستفيد من معطيات الحاسوب في كشف هدفها، وتوجهها أشعة الليزر حتى وصولها إلى الهدف (الشكل 11).

الشكل (11) قنبلة موجهة بالليزر طراز Paveway II Plus Laser Guided Bomb (LGB).

- قنابل موجهة تلفازياً guided bombs television: وفيها تحول وحدة التحكم أوامر التوجيه إلى إشارات وترسلها إلى مستودع الاتصال، وتستقبل الإشارات التلفازية من المستودع وترسلها إلى شاشات الرادار، وتقوم وصلة نقل المعلومات بتحويل الإشارات إلى أوامر لتحريك أسطح التحكم في القنبلة (الشكل 12 ).

الشكل (12) قنبلة موجهة تلفازياً من طراز X-59MK.

- قنابل حرارية thermal bombs: وفيها جهاز استشعار حراري لزيادة دقة الإصابة والتعامل مع الأهداف الثابتة والأرضية بعد استشعار الحرارة المنبعثة منها.

- القنابل الموجهة بالعطالة inertial self-guided bombs: وهي مزودة بجهاز توجيه يعمل بالعطالة لتحديد مسار القنبلة وتوجيهها طبقاً لإحداثيات الهدف المطلوب والسابق برمجتها عليه.

3- الصواريخ:

- القذائف (الصواريخ) غير الموجهة non-guided missiles: إذا زودت القذائف الدفعية (البالستية) بمنظومة دفع على رأس متفجر أو حشوة متفجرة تكون النتيجة صاروخاً غير موجه rocket لا يحمل أي شكل من أشكال التوجيه، ويظل مصنفاً من بين الأسلحة الغبية dumb weapons، ولكنه مزود بمنظومة دفع خاصة تساعده على الطيران إلى مسافات بعيدة وبسرعة أكبر من سرعة سقوط القنابل. الصواريخ غير الموجهة شائعة، وتستعملها القوات المسلحة في كل أنحاء العالم. تنتج معظم الدول حوامل للصواريخ غير الموجهة الخاصة بها لتثبيتها على الطائرات والحوامات. تصنف الصواريخ غير الموجهة بحسب قطر بدنها ويمكن أن يراوح بين 57 مم و 370 مم (الشكل 13).

الشكل (13) حاملة صواريخ أوكرانية غير موجهة طراز Oskol.

أ- الصاروخ الموجه AIM-9 Sidewinder. ب- الصاروخ الموجه R-77 Adder.

- الصواريخ الموجهة guided missiles: هي قذائف missiles (صواريخ) مزودة بمنظومة توجيه. وتحمل القذيفة ثلاثة عناصر هي: الرأس المتفجر أو الشحنة المتفجرة، ومنظومة الدفع، ومنظومة التوجيه. وتزود منظومة التوجيه بمستشعر أو باحث يكشف ويعرِّف حاسوب الطيار الآلي computer autopilot إلى الهدف، ويعطي منظومة التحكم أوامر بالتوجه إلى الهدف. وأكثر أنواع المستشعرات شيوعاً تلك التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء أو الرادار أو بأشعة الليزر أو بالعطالة inertial، أو بالاستعانة بمنظومة تحديد المواقع GPS. وهذه المنظومات هي التي حولت الأسلحة الغبية إلى أسلحة ذكية smart weapons.

تصنف الصواريخ بحسب مهامها إلى صواريخ جو- جو لاعتراض طائرات العدو air intercepting missiles، وصواريخ جو-أرض لمهاجمة الأهداف الأرضية. ويختلف الصاروخ بحسب نوع المهمة وحجم الرأس المتفجر ومنظومتي التوجيه والدفع. فالصاروخان AIM-9 Sidewinder وR-77 Adder (الشكل14) صغيرا الحجم وخفيفا الوزن لأنهما مزودان برؤوس متفجرة خفيفة الوزن، ومخصصان لمهاجمة أهداف خفيفة. وهذه الأهداف غالباً ما تكون سريعة وجيدة المناورة؛ لهذا يجب أن يزود الصاروخ بمستشعر أو باحث شديد الحساسية لتتبع الهدف بنجاح، إلى جانب محرك نفاث قوي ليزيد سرعته إلى سرعات عالية جداً، ومنظومة تحكم سريعة الاستجابة للمناورة السريعة.

الشكل (14).

الصواريخ جو-جو:

تعد صواريخ جو-جو بكل أنواعها أهم وسيلة اشتباك جوي بين الطائرات منذ ظهورها في العقد الثاني من القرن الماضي، وهي وسيلة مساعدة للمدافع الرشاشة للطائرات لاصطياد الأهداف الجوية. وقد مرت الصواريخ بالعديد من التطورات، شملت زيادات في المدى والدقة والسرعة والحجم، وتنوعت رؤوسها الحربية. وتعد صواريخ جو-جو اليوم أهم وسيلة قتال جوي في الطائرات الحديثة على الإطلاق، إذ أصبح في إمكانها الانطلاق إلى مسافات حتى 400 كم، وبسرعات تصل إلى 6 أضعاف سرعة الصوت، وهي مزودة برؤوس حربية فتاكة وأجهزة تتبع وملاحقة أشد قوة ودقة. ويمكن لبعض المقاتلات حمل أكثر من عشرة صواريخ جو ــــ جو تمكنها من التعامل مع أكثر من هدف جوي. تعمل صواريخ جو- جو عادة بالوقود الصلب أو بالوقود السائل في بعض الأحيان، وتصنف في 3 أنواع:

- صواريخ قصيرة المدى: يراوح مداها بين 500 متر و40 كيلومتراً، وهي أكثر أنواع صواريخ جو- جو انتشاراً، وتتميز باعتماد منظومات التعقب والملاحقة الخاصة بها على الاستشعار الحراري والعطالي، وتتميز عن الصواريخ المتوسطة المدى بقدرتها العالية على المناورة والعمل في ظروف التشويش القاسية (الشكل 15).

الشكل (15) مقاتلة تحمل صواريخ قصيرة المدى من طراز IRIS-T.

- صواريخ متوسطة المدى: هي أقوى أنواع صواريخ جو- جو في العالم وأفضلها. يراوح مداها بين 60 الى 190 كيلومتراً، ولا تمتلكها كل الدول في العالم، وتستطيع أن تعترض الطائرات المقاتلة من مسافات حتى 190 كم، تعتمد هذه الصواريخ المتوسطة المدى على وسيلة التعقب الراداري النشط ونصف النشط والتوجيه السلبي، وتتميز بالسرعة العالية (نحو 4-5 ماخ) (الشكل 16).

الشكل (16) الصاروخ المتوسط المدى من طراز R-27T.

- صواريخ طويلة المدى: وتقتصر طرزها على صاروخين أو ثلاثة صواريخ فحسب. وتتميز بمداها الهائل الذي يتجاوز 200 كم، ويصل حتى 370 إلى 400 كم، وبسرعة طيرانها التي وصلت في الصاروخ R-37 إلى 6 ماخ. تعتمد هذه الصواريخ غالباً على التوجيه الراداري النشط ونصف النشط والتوجيه السلبي، وعلى التوجه الحراري في مرحلتها الأخيرة، وصممت أساساً لاعتراض الطائرات الضخمة مثل طائرات القيادة والإنذار المبكر وطائرات التزويد بالوقود جواً، وكذلك قاذفات القنابل الاستراتيجية وكل الطائرات الكبيرة المحدودة المناورة (الشكل 17).

الشكل (17) الصاروخ الروسي الطويل المدى من طراز Vympel R-37.

توجيه الصواريخ جوــــ جو: توجه هذه الصواريخ بطرائق ثلاث، هي:

- التوجيه الإيجابي، حيث تطلق الطائرة المقاتلة الصاروخ وهو يعرف هدفه تماماً في ذاكرته، وهو ما يعرف في المصطلح العسكري " أَطلِق وانسَ".

- التوجيه شبه النشط (نصف إيجابي).

- التوجيه السلبي، وهو نوعان: التوجه على شعاع الرادار الحامل، والتوجه بالأشعة تحت الحمراء أو بالحرارة.

الصواريخ جو - أرض:

الصواريخ جو-سطح Air-Surface Missiles (ASM) أو الصاروخ جو-أرض Air – Ground Missiles (AGM) هي صواريخ مصممة ليتم إطلاقها من طائرات عسكرية (قاذفات أو طائرات هجومية أو طائرات مقاتلة أو أنواع أخرى) وتضرب أهدافاً أرضية على الأرض أو في البحر أو في كليهما. وهي تشبه القنابل العطالية الموجهة ولكنها تمتاز باحتوائها نوعاً من أنظمة الدفع. وأكثر أنظمة الدفع شيوعاً لصواريخ جو-أرض هي المحركات الصاروخية rocket motors والمحركات النفاثة jet engines؛ بحسب مدى الصواريخ-قصير وطويل. وتشغل بعض صواريخ جو-أرض الروسية بوساطة محركات نفاثة قوية ramjet engines، مما يمنحها مدى بعيداً وسرعة كبيرة قد تصل إلى 6 ماخ (الشكل 18).

الشكل (18) صاروخ روسي جو - أرض من طراز kh-31 قد تصل سرعته إلى أكثر من 4 ماخ.

إن الميزة الرئيسية لصواريخ جو-أرض للهجوم الأرضي بالطائرات هي مسافة المواجهة التي توفرها؛ إذ يمكن إطلاق الصواريخ من مسافة من دون الاقتراب من نطاق الدفاعات الجوية للهدف.

تشمل الفئات الفرعية لصواريخ جو - أرض ما يأتي:

- الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات التي تطلق من الجو (تُطلق عادةً من الحوامات).

- صواريخ كروز الجوية.

- الصواريخ المضادة للسفن التي تطلق من الجو.

- صواريخ مضادة للإشعاع.

يتم أحياناً تقسيم صواريخ جو-أرض إلى فئتين تكتيكية واستراتيجية. عادةً ما تُصنف الصواريخ ذات المتفجرات الكيميائية أو الرؤوس الحربية النووية الصغيرة على أنها تكتيكية، بينما تُصنف الرؤوس الحربية النووية الكبيرة على أنها استراتيجية.

يتم توجيه صواريخ جو-أرض عادةً بالليزر أو بالأشعة تحت الحمراء أو بالتوجيه البصري أو بإشارات التوجيه عبر الأقمار الصناعية؛ ويعتمد نوع التوجيه على نوع الهدف؛ فإذا كان الهدف سفينة -على سبيل المثال- فيمكن كشفها عن طريق الرادار السلبي أو توجيه الرادار النشط، وهو أقل فعالية ضد أهداف برية متعددة وصغيرة وسريعة الحركة.

4- المدافع الرشاشة

عملت الدول الكبرى جميعها منذ الحرب العالمية الثانية على تحسين المدافع والرشاشات المحمولة على الطائرات للحصول على أقصى قدر من الفعالية ضد الأهداف المتوقعة مع الحد الأدنى من الوزن والحجم. إن أكثر مدافع الطائرات استخداماً هي المدافع الفرنسية DEFA (الشكل 19-أ) والبريطانية عدن Aden عيار 30 مم (الشكل 19-ب)، تليها الولايات المتحدة الأمريكية فولكان M61 Vulcan عيار 20 مم (الشكل 19-ج). ولاتزال الرشاشات من عيار 50 مم موجودة في بعض الحوامات ورشاشات من عيار 30 مم على بعض الطائرات ذات الأجنحة الثابتة. أما أحدث مدافع الطائرات هي مدافع ماوزر Mauser 27 مم (الشكل 19-د) التي تم تطويرها للاستخدام في الطائرات المقاتلة المتعددة المهام الألمانية والإيطالية والبريطانية MultiRole Combat Aircraft (MRCA)، والمدافع الكبيرة GAU-8 عيار 30 مم التي تُحمل داخل الطائرات الأمريكيةA-10، وكذلك المدافع GAU-13 المضادة للدروع التي تحمل الذخيرة الحارقة المتفجرة (HEI) والذخيرة الحارقة الخارقة للدروع (API) والتي تم تطويرها من أجل الطائرة A-7/F-4، وتُحمل خارج معظم المقاتلات التكتيكية الحديثة. كما تم تطوير نظام مدفع طائرات 20 مم للقتال الجوي لطائرة F-22.

الشكل (19).

مراجع للاستزادة:

- R. Austin ,  Unmanned Aircraft Systems: UAVS Design, Development and employment: UAV Design, Development and Deployment (Aerospace Series), Wiley-Blackwell, 2010.

- P. F. Crickmore, A. Tooby, Lockheed SR-71 Blackbird (Air Vanguard), Osprey publishing, 2015.

- M. J. Dougherty, Modern Air-Launched Weapons, ‎ Sterling publishing; 2019.

-G. Endres, M. Gething, Aircraft Recognition Guide (Jane&https://mail.arab-ency.com.sy/tech/details/1025/8#39;s), 2007.

- S. A. Fino, All the Missiles Work: Technological Dislocations and Military Innovation: A Case Study in US Air Force Air-to-Air, War College Series, 2015.

-U.S. Guided Missiles: An Illustrated History from the Cold War to the Present, Crecy Publishing, 2011.

- K. A. Rigby, Aircraft Systems Integration of Air-Launched Weapons (Aerospace Series), Wiley-Blackwell, 2013.

- C. Wills, Unmanned Combat Air Systems in Future Warfare,  Palgrave, 2015.

 


التصنيف : التقانات الصناعية
النوع : التقانات الصناعية
المجلد: المجلد الثامن
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1051
الكل : 58492032
اليوم : 64546

التقانات النانوية في الهندسة المدنية والبناء

باختين (ميخائيل ـ) (1895 ـ 1975م)   ميخائيل باختين  Mikhail Bakhtin فيلسوف ولغوي ومنظر أدبي روسي (سوفييتي). ولد في مدينة أريول. درس فقه اللغة Philology  وتخرج عام 1918. وعمل في سلك التعليم وأسس «حلقة باختين» النقدية عام1921. اعتقل عام 1929 بسبب ارتباطه بالمسيحية الأرثوذكسية، ونفي إلى سيبيرية مدة ست سنوات. بدأ عام 1936 التدريس في كليّة المعلمين في سارانسك. ثم أصيب بالتهاب  أدّى إلى بتر ساقه اليسرى عام 1938. عاد باختين بعدها إلى مدينة ليننغراد (بطرسبرغ)، وعمل هناك في معهد تاريخ الفن، الذي كان أحد معاقل «الشكلانيين» الروس، ثم عاد إلى سارانسك حيث عمل أستاذاً في جامعتها. استقر منذ عام 1969في كليموفسك (إحدى ضواحي موسكو) بعد أن تدهورت صحته وراح يكتب في مجلاتها وخاصة «قضايا الأدب» Voprosy Literatury و«السياق» Kontekst.
المزيد »