تقزيم الأشجار
تقزيم اشجار
Tree Dwarfing -
فيصل سعيد حامد
الأنواع والأصناف المعتمدة في التقزيم
اتجاهات حديثة في ممارسة تقانة التقزيم وتطبيقها
التقزيم dwarfing هي عملية تجعل من الشكل النباتي-صنفاً كان أو طرازاً، أو سواه- أصغر من الحجم الطبيعي لأفراد نوعه الأخرى. ويتم ذلك إما بتدخل الإنسان؛ وإمّا من دونه باستعمال الطرائق الوراثية أو التغذوية أو الهرمونية. ويشار هنا إلى دور الهندسة الوراثية في الحصول على أشكال نباتية قزمة من الأشجار تخدم التوجه الحالي في تنفيذ سياسات التكثيف الزراعي. كما لوحظ أن ظاهرة التقزيم يمكن أن تحدث نتيجة التغيرات الشكلية (المورفولوجية) الطبيعية للتأقلم مع الإجهادات البيئية مثل نوعية التربة والإضاءة والجفاف والصقيع وسواها.
عَرف الإنسان زراعة الأشجار المثمرة منذ أقدم العصور، فقد دلَّت المخطوطات والرسومات التي وُجدت على الأهرامات المصرية على أن الإنسان بدأ زراعة الأشجار وإكثارها منذ ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف سنة قبل الميلاد. وتجدر الإشارة هنا إلى أن زراعة الكرمة عرفت في سورية ومصر منذ نحو خمسة آلاف سنة.
ويقول المؤرخون: إنَّ العرب أول من أنشأ حديقة نباتية في قرطبة في القرن الثاني الهجريّ/الثامن الميلاديّ ضَمَّت أشكالاً وأحجاماً عديدة للنوع ذاته بما فيها الأشكال القزمية. ومع تقدم العلوم واتباع سياسات التكثيف الزراعي لزيادة الإنتاجية من وحدة المساحة وبغية تسهيل عمليات الخدمة الحقلية في بساتين الأشجار المثمرة اتجهت الأنظار نحو زراعة الأشجار القزمية؛ مما انعكس إيجاباً على تسهيل عمليات الخدمة. وقد شمل ذلك أيضاً أشجار الزينة لاستخدامها في الحدائق المنزلية أو داخل المنازل.
ثبت عملياً صعوبة التعامل مع الأشجار كبيرة الحجم سواء كانت مثمرة أم تزيينية من حيث تقليمها أو قطافها أو وقايتها من الآفات أو استخدامها في تزيين الحدائق المنزلية أو البيوت أو الشرفات، لهذا ظهر الاتجاه نحو استخدام الأشجار القزمية أو المعتدلة الحجم، والتي يمكن تلخيص فوائدها بالتالي:
1- سهولة تنفيذ عمليات الخدمة الحقلية في بساتين الأشجار المثمرة من تقليم ومكافحة وقطاف المحصول.
2- الحصول على إنتاجية عالية من الثمار من وحدة المساحة.
3- دخول الأشجار القزمة طور الإثمار بعمر يقل 2-3 سنوات عن الأشجار الكبيرة.
4- الحصول على حجم طبيعي للثمار من شجرة صغيرة الحجم يسهل التعامل معها في مختلف مراحل الإنتاج.
الأنواع والأصناف المعتمدة في التقزيم
تستخدم الأشكال المقزَّمة من الأشجار المثمرة والتزيينية على نطاق واسع في البساتين والحدائق والمنازل وغيرها. وقد تكون هذه الأشكال ذات منشأ وراثي تلقائي أو بفعل تدخل الإنسان أو ناجمة عن التطعيم على أصول مقزّمة أو نصف مقزّمة. وقد طبقت تقانات التقزيم بشكل شائع على أصناف التفاح (الشكل 1).
الشكل(1) شجرة تفاح مقزمة وأخرى بالحجم الطبيعي. |
قامت محطة إيست مالنغ(E.M.) East Malling الإنكليزية بدراسة الأشكال النباتية العائدة للأنواع البرية للتفاح: M. baccata، M .pumilla،M. paradisiacal ، وانتقت منها مجموعة من الأصول أعطت لكل منها رقماً مرفقاً بالحرفين الأولين لاسم المحطة E. M.، وصنفتها بحسب قوة النمو إلى: أصول مقزّمة وأصول نصف مقزّمة وأصول قوية. ويظهر الشكل (2) تأثير الأصل في حجم الشجرة، فالأشجار المطعمة على الأصول المقزّمة يكون حجمها أقل بمقدار الثلث مقارنة بالأشجار المطعمة على أصول قوية.
الشكل (2) تأثير الأصل في الطعم ( حجم الشجرة النهائي). |
تستخدم الأصول الخضرية المقصرة EM.4, EM 9, EM 26, EM 27, EM 104 في الزراعات الكثيفة عندما تكون مسافات الغرس قريبة والمسافة تراوح بين الخط والآخر 3.5-4 م، وبين الغرسة والأخرى في الخط الواحد 1-2.5 م. يبلغ عدد الأشجار في الهكتار الواحد 1500–3000 غرسة، تزرع هذه الأصول في الأراضي الخصبة التي تنفذ فيها خدمات حقلية جيدة.
وتستخدم الأصول الخضرية نصف المقزّمة EM 7, EM 106 في الزراعات متوسطة الكثافة عندما تكون مسافات الغرس بين الخط والآخر 4-4.5 م وبين الغرسة والأخرى في الخط الواحد 1.5–3 م. يبلغ عدد الأشجار في الهكتار الواحد 1000–2000 غرسة. تكون الطعوم النامية على هذه الأصول متوسطة الحجم ومبكرة الإثمار.
كما يستخدم السفرجل الشائع Cydonia oblonga كأصل مقزّم لأصناف الإجاص. مما أكسبه صفة تحمل ظروف الترب الثقيلة والرطبة. وتمتاز الأصناف المطعمة عليه بدخولها المبكر في طور الإثمار وبمحصولها الجيد والمنتظم.
أدت الزيادة في تكلفة الإنتاج إلى توجيه الاهتمام بأصناف التفاح سبور spur (القزمية) المختلفة عن الأصناف التقليدية بحجم الشجرة وطبيعة الحمل وموعد الدخول في طور الإثمار ومنها تفاح سبور الذهبي goldspur (الشكل 3)، وهناك اعتقاد بأن أصناف سبور ستسود وتصبح الأساسية في عملية إنتاج التفاح.
إن أصناف سبور كما هو معروف ناجمة عن طفرات برعمية. فأول ما اكتشفت عام 1921 في الولايات المتحدة الأمريكية، وبدأت تنتشر على نطاق واسع في عام 1950، ومن صفاتها المرغوبة الآتي:
· الأوراق غنية باليخضور.
· حجم الأشجار معتدل، ويقل عن الأصناف التقليدية بمقدار الثلث.
· الأصناف مبكرة بالإثمار وغزيرة الإنتاج.
· ذات مقدرة ضعيفة على التفرع، ما يخفض تكاليف التقليم بنحو 60-70% والقطاف 20% بالمقارنة مع الأصناف التقليدية.
· تغطى الفروع الأساسية وبكثافة بأعضاء إثمار قصيرة شبيهة بالتشكلات الثمرية.
· تمتاز الطرود بقصرها وثخانتها ومسافاتها العقدية القصيرة.
· ذات غطاء ورقي كثيف يزيد بمقدار 20% على الأصناف التقليدية، وثمارها كبيرة الحجم ذات لب متماسك وعصيري، زكية الطعم والرائحة، وطعمها حامض حلو.
الشكل (3) شجرة التفاح سبور الذهبي المقزِّمة. |
تربى الأشجار المثمرة القزمية بالطريقة الجدارية (على أسلاك) بأشكال عديدة (الشكل4):
الشكل (4) الطريقة الجدارية لتربية الأشجار القزمية. |
أو تزرع بشكلها المقزم بطريقة السلك المعدّل (الشكل 5)، وتعامل من حيث التقليم مستقبلاً كالأشجار العادية المرباة بهذه الطريقة مع فارق أن تقليمها أسهل؛ لأن حجمها أصغر وتاج الشجرة أقل كثافة؛ مما يوفر تكاليف خدمتها.
الشكل (5) زراعة أصناف التفاح المقزمة بطريقة السلك المعدّل. |
اتجاهات حديثة في ممارسة تقانة التقزيم وتطبيقها
مع اتباع سياسة التكثيف الزراعي؛ بدأ العلماء باستخدام الآلة في بستان الفاكهة على أوسع نطاق بدءاً من الغرس وانتهاء بجمع المحصول. ولهذا السبب تُزرع أشجار الفاكهة على شكل مروج، وتسمى بحدائق المروج meadow orchards، حيث لا تتعدى المسافة بين الغرسة والأخرى 30 سم، ويزرع في الهكتار نحو 120 ألف غرسة بفرع واحد (محور واحد) (الشكل 6). وتتميز الغراس بطبيعة حمل خاصة، حيث تتوضع البراعم الزهرية على المحاور أو الفروع القائمة، وتتشكل الثمار بمعدل 2-6 كغ في الشجيرة الواحدة. وعند نضج الثمار تُستعمل آلة خاصة لحصد تلك الفروع، وتُفصل الثمار على جانب والمجموع الخضري على جانب آخر. وفي الموسم القادم تتفتح البراعم الخضرية لتعطي محوراً جديداً تتوضع عليه الثمار، فيحصد من جديد؛ وهكذا طوال فترة استهلاك البستان.
الشكل(6) تربية أشجار الفاكهة بشكل خطوط. |
مراجع للاستزادة: - فيصل حامد، بسام أبو ترابي، التحسين الوراثي لنباتات الفاكهة والخضار، جامعة دمشق، 2005. - فيصل حامد، عماد العيسى، محمد بطحة ، إنتاج الفاكهة، جامعة دمشق، 2007. - F.A. Waugh, Dwarf Fruit Trees,Their Propagation, Pruning, and General Management, Adapted to the United States and Canada, David Garcia, Cathy Maxam, Marilynda, 2011.
|
- التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - المجلد : المجلد التاسع مشاركة :