التغليف والتعليب
تغليف وتعليب
Canning an packaging -
التغليف والتعليب
سليمان خليفة
الفرق بين التعليب والتغليف | معدات التغليف ومراحله |
أنواع التعليب | مواد التعبئة |
أنواع التغليف | شروط التخزين والنقل والتعريف بالمُنتج |
معدات التعبئة ومراحلها | الجديد في التغليف والتعليب |
التغليف packaging هو تقنية حفظ المنتجات وحمايتها بغية تخزينها أو شحنها وتوزيعها أو بيعها للمستثمر جاهزة للاستخدام من دون عطب وبالجودة الكاملة التي صنعت بها. وهذا المصطلح شمولي جداً؛ إذ يمكن أن يبدأ من تغليف مُنتج صغير قليل الكلفة صغير الحجم والوزن إلى مُنتج كبير الحجم والوزن وعالي الكلفة كما في الشكل (1). وثمة مرادفات أكثر تخصصية من التغليف كالصنـدقة boxing، والصَرّ wrapping up، والكبسـلة (التلبيس) encapsulation لتـلبيس العناصر الإلكترونية بلاصق راتنجي مثلاً.
الشكل (1) أمثلة على بعض أنواع التغليف والتعليب والصّر. |
أما التعليب canning فهو تقنية تغليف؛ لكنها أكثر تخصصاً؛ كتعليب الأغذية وحفظها -لإطالة صلاحيتها- في علب وعبوات وإحكام إغلاقها منعاً لتلوثها أو تماسها مع الهواء الذي قد يفسدها بفعل الأكسدة. تدوم صلاحية التعليب من سنة إلى بضع سنوات؛ لأن حفظ الأغذية يشمل التعقيم والتخلّص من الملوثات. أما الصَرّ (الرزم) فهي مجرد عملية تغليف؛ غالباً ما تكون مادة التغليف فيها علباً كرتونية وحبال ربط أو سيوراً أو شرائط وغيرها.
تكاد لا تخلو عملية من عمليات التغليف والتعليب من أشغال متممة لها مثل وضع لُصاقة التعريف labeling التي تُوسَم أو تُلصق إما مباشرة على المنتج وإما على المغلّف، وقد تكون لُصاقة إلكترونية على شكل رماز قضباني bar code للدلالة على المنتج ومحتوياته، والشركة الصانعة وتاريخ الصنع والصلاحية، وكيفية الاستعمال، ولإضافة أي معلومات مهمة.
لمحة تاريخية: استعملت العبوات الزجاجية منذ عهود قديمة لحفظ العطورات والماء المقدس لخاصة الناس، كذلك استعملت سلال الخيزران وورق شجرة الموز المجفف وسوق نبتة القمح وسعف النخيل لتغليف الثمار والمحاصيل التي تشتهر بها كل منطقة وحفظها، كما استعملت البراميل الخشبية والأواني الزجاجية والفخارية والأوعية المعدنية لحفظ الموائع، واستعملت في العهود المتأخرة المغلفات الورقية والكرتونية والمعدنية واللدائنية. وتذكر المصادر التاريخية أن رحالة فارسياً بأسواق القاهرة عام 1035 لاحظ أن الفـواكه والبهـارات كانت تغلف في نوع من الورق المصنوع محلياً، كذلك استعملت رقائق القصدير على نطاق محدود منذ عام 1667، صنع فيليب فوليه Philip Foley عام 1697، أول مكنة لدرفلة الرقائق المعدنية في بريطانيا. وقام كل من بريان دونكين Bryan Donkin وجون هول John Hall بأول عملية إنتاجية للتعليب في لندن عام 1813. دخل الكرتون القابل للطي عمليات التغليف عام 1839، ثم تلاها الكرتون المموّج corrugated المتحمّل للصدمات عام 1839، أما أكياس الورق فلم تدخل عمليات التغليف التجارية على مستوى واسع حتى عام 1844 في أمريكا.
دخلت اللدائن عالم التغليف والتعليب معاً منذ بدايات القرن العشرين على نطاق محدود وأولها مادة البيكاليت المعروفة علمياً باسم الفينول فورمالدهيد. وفي عام 1936 استعمل البولي إتلين Polyethylene (PE) على شكل رقائق وأكياس وقوارير وعلب وصناديق وغير ذلك، وتبعته العشرات من المواد اللدائنية الأُخرى كالبولي بروبلين (PP) Polypropylene والبولي إتلين تيرفتالات Polyethylene Terephthalate المعروف اختصاراً بالرمز PET؛ والذي أصبح من أكثر مواد التعليب استخداماً في الوقت الحالي كتعليب المرطّبات والمياه والمواد الغذائية نظراً لمواصفاته المميزة التي تكاد تنافس الزجاج من حيث صلاحيتة لحفظ المواد بسبب مقاومته العالية لمعظم الكيمياويات؛ وشفافيته العالية؛ بل إنه يتميز من الزجاج بمقاومة الكسر لمرونته العالية جداً.
كانت البداية العلمية لأسس هندسة التغليف packaging engineering أو فنه في عام 1952 انطلاقاً من جامعة ميتشغان في أمريكا، وعلى أثر ذلك وضعت أسس تصميم مواد التغليف packaging design، وتلاها عام 1980 تأسيس تقنية إعادة التدوير recycling بغية إعادة تصنيع مخلفات التغليف اللدائنية حفاظاً على البيئة ومنع تحلل مركباتها وتفاعلها مع التربة بمرور الزمن.
يتبين الفرق بين التغليف والتعليب من تعريفهما، فالتغليف عملية شاملة تهدف إلى حفظ مختلف المواد سواء أكانت دوائية أم كيميائية أم ميكانيكية أم إلكترونية أم منزلية أم استهلاكية أم غيرها. أما التعليب فيخص حفظ المواد الغذائية من موائع أو خضار أو فواكه أو أسماك أو غيرها؛ إضافة إلى العديد من الفروقات بينهما من حيث المواد، وأسلوب الحفظ وأدواته، وشروط التخزين والشحن (الجدول 1).
الجدول (1) الفرق بين التعليب والتغليف. |
|||||||||||||||||||||||||||||||||
|
ويبين الشكل (2 - أ) جدار بعض المغلّفات الغذائية والدوائية الحساسة الذي يبدو طبقة واحدة، لكن الواقع أنه مكون من ست طبقات متلاصقة؛ ثلاث منها لدنة من البولي إتلين عالي الكثافة High-Density Polyethylene (HDPE) المقاوم للرطوبة والأبخرة والغازات، وطبقة من لدائن البولي بروبلين PP المقاوم للمكروبات، وطبقة من الإتلين فينيل أسيتات Ethylene Vinyl Acetate (EVA) المطـاطية لمقاومة الصدمـات، وطبقة من الألمنيـوم للمتانة.
ويبين الشكل (2 - ب) نموذج لصق المكوّنات الستة لبعض المغلفات في طبقة واحدة بالصّقل الحراري calendering والضغط عبر أسطوانات درفلة.
الشكل (2). |
وتغلف المواد الحيوية المعدة للاستخدامات الطبية لشحنها جواً بدرجة حرارة منخفضة؛ حيث توضع المادة في وعاء زجاجي غالباً، يُحاط بأكياس حافظة لمادة التبريد، تغلف المجموعة بعد ذلك برقائق لدنة مانعة للتلوّث والرطوبة، ثم تحفظ بوعاء البولسترين الرغوي polystyrene foam المعروف باسم (ستيروبور) العازل للحرارة، ثم تغلف المجموعة نهائياً في صندوق من الكرتون المموّج المتعدد الطبقات المقاوم للصدم (الشكل 3).
الشكل (3). |
ويبين الشكل (4) تصميم علب الأدوية وإحكام إغلاق العلبة الدوائية بشريط لدن يربط غطاء العلبة مع الجسم بحيث يصعب على الأطفال فتحها، ويُحكم الإغلاق بغطاء ملولب.
الشكل (4). |
غالباً ما تتعلق نوعية التعليب بشروط السلامة safety التي تشمل: النظافة والتعقيم وإحكام الإغلاق؛ ولاسيما في أنواع التعليب التالية:
1- التعليب بحمّام مائي water bath canning: حيث تُنظّف العبوة ثم تُسخّن مع مكوّناتها، وتُغطّس كلياً بالماء المغلي (100°س)، ثم تُطبخ لفترة محددة من الزمن بدرجة حرارة تصل في بعض الحالات إلى 212°س؛ كالأغذية الحامضة acidic foods مثل البندورة وبعض أنواع الفواكه التي تكون فيها درجة الحموضة (الباهاء pH) أقل من 4.6.
2- التعليب تحت الضغط pressure canning: حيث توضع العلبة مع مكوّناتها بالماء على عمق 5-8 سم، ثم تسخّن بطبّاخات ضغط pressure cookers إلى درجة حرارة 240°س. يُتَّبع هذا الأسلوب للقضاء على العضويات المجهرية microorganisms في بعض أنواع الخضار والسمك.
3- التعليب بالتخلية vacuum canning: الغاية منه عدم السماح بتماس الهواء مع المواد المعلّبة منعاً لتلوّثها أو نمو المكروبات.
4- التعليب البارد cool canning.
5- التعليب المنزلي home canning: تمارسه ربات البيوت في مواسم محددة؛ بدءاً من تنظيف المادة الغذائية ومادة التعليب حتى غليها أو تسخينها، ثم تعبئتها يدوياً وإحكام غلقها.
من الصعب تعداد أنواع التغليف لشموليته، لذلك يصنف التغليف وفقاً لكل حالة مراعاة للخصوصية، ويكون اختيار نوع التغليف وفقاً للمواد الكيميائية مثلاً، أو وفقاً لمواد التغليف نفسها، أو وفقاً لخطورة المواد المطلوب تغليفها، أو غير ذلك، وأكثر أنواع التغليف عموماً مايلي:
1- التغليف المضاد للمكروبات antimicrobial packaging: يخضع هذا النوع من التغليف للقوانين الدولية الصارمة الخاصة بتغليف الأغذية والأدوية بحيث تُبقيها معزولة عن الجراثيم والمكروبات.
2- التغليف بالجملة bulk packaging: هو أسلوب تسعى فيه الشركات إلى تخفيض حجم المواد المغلفة ووزنها وإرسالها في صناديق شحن، وخصوصاً عبر وسائط النقل ذات الكلفة العالية كالشحن الجوي.
3- التغليف طويل الأمد long-life packaging: أسلوب تغليف تسعى الشركات من خلاله إلى إطالة العمر الاستثماري للمواد المغلّفة التي قد تحتاج إلى زمن تخزين طويل من دون أن تفسد أو تتلوّث. يُطبق هذا الأسلوب على بعض أنواع الأغذية والأدوية والكيمياويات.
4- التغليف التقليدي conventional packaging: هو الأسلوب المعتمد لدى الشركات الخاصة التي تنفّذ عمليات التغليف بالاعتماد على خبرتها الطويلة والمهارة الشخصية أكثر من اعتمادها على تقنيات التغليف الحديثة والمتطورة.
5- التغليف الفعّال أو التغليف الذكي active packaging (smart or intelligent packaging): هو مصطلح متعلق بأنظمة تغليف الأغذية والكيمياويات؛ بهدف إطالة صلاحية استثمارها والتحكم بكامل فعاليتها وجودتها وسلامتها وبعدها عن التلوّث.
6- التغليف المرن flexible packaging: أسلوب تغليف يعتمد بالأساس على نوعية مواد التغليف نفسها والتي تتصف بالمرونة كمواد التغليف اللدائنية.
تُجرى عمليات الإنتاج الكمي مع تعبئة المواد بطريقة مؤتمتة غالباً، وخصوصاً المواد الغذائية والدوائية سواء كانت جامدة أم مائعة. وهو موضوع مرتبط بالسلامة التي تعني التعقيم والجودة وإحكام الإغلاق وغير ذلك. تبدأ عمليات التعبئة عموماً من تجهيزات استقبال المادة التي ستجري تعبئتها، فمعدات التنظيف والتعقيم، فمكنات الملء وإحكام الإغلاق، فمعدات وضع اللُّصاقة، فالتغليف، وكل هذه المراحل خاضعة لتجهيزات مراقبة الجودة وضبط الإنتاج مع المخابر اللازمة. وفيما يلي المثال العملي لمراحل معدات تعبئة قوارير الأشربة (العصائر) (الشكل 5).
الشكل (5) مثال تطبيقي على معدات تعبئة قوارير الأشربة ومراحلها. |
1- منظومة معالجة المياه water treatment system: الغاية منها استقبال مياه الشبكة العامة لمعالجتها والتخلّص من الشوائب والعوالق عبر مرشّحات دقيقة، والتخلّص من الأملاح الزائدة، ثم التعقيم.
2- وحدة المزج mixing unit: تتولى مزج الأشربة والمكوّنات الأخرى بالمياه النقية والمعقّمة.
3- وحدة تهيئة القوارير الفارغة على خط الإنتاج empty bottles unscrambler: تتولى قمط كل قارورة من الأسفل تمهيداً لتعليقها.
4- تعليق القوارير الفارغة من العنق على الخط الناقل الهوائي air conveyor لإيصالها إلى الصينية الدوارة بغية تعقيمها.
5- تنظيف القوارير وتعقيمها على نحو إفرادي على صينية التنظيف الدوارة rinsing machine بغية التخلّص من العوالق والغبار والأوساخ الناجمة عن تصنيعها في المراحل السابقة.
6- وحدة تنظيف الأغطية cap washer: لتنظيفها وتعقيمها.
7- وحدة تعبئة العصير بالقوارير filling unit: من فوهة قمع ضيق من الفولاذ غير القابل للصدأ stainless steel؛ وتحت ضغط ملء أعلى بقليل من الضغط الجوي؛ وبكميات متساوية لجميع القوارير أتماتياً.
8- وحدة إغلاق القوارير بالأغطية وإحكامها capping unit.
9- الزنجير الناقل chain conveyor: لنقل القوارير المعبأة والمعدة لوضع لُصاقة التعريف أو طباعة الباركود.
10- وحدة وضع لُصاقة التعريف labeling unit أو طباعة الباركود على كل قارورة قبل التغليف.
11- وحدة التغليف packaging unit بحيث ترص القوارير في علب أو غيرها بعد التحقق من جودتها وإحكام إغلاقها.
متابعة للمثال السابق تمر عبوات الأشربة بمراحل التغليف التالية:
1- التغليف اللدن بالانكماش الحراري thermal shrinkage: هي عملية تغليف أولية لعبوتين، أو ست عبوات، أو اثنتي عشرة عبوة وفق المعايير العالمية باستخدام رقائق لدائنية من كلوريد البولي فينيل Polyvinylchloride (PVC) أو رقائق البولي إتلين تيرفتالات التي لايزيد سمكها على 0.1 مم، وتتوفر هذه الرقائق على شكل بكرات تراوح بين نصف المتر والمترين. يتم العمل باستخدام مكنة التغليف الأولية التي تغلف عدداً من العبوات بطبقة واحدة من الرقائق البلاستيكية على البارد ثم تجمع طرفي الرُقاقة، ثم تُعرَّض المجموعة لدرجة حرارة التلدّن (وليس التميّع) فتتقلّص أبعادها طولاً وعرضاً وتنكمش على العبوات لتصبح قطعة واحدة (الشكل 6).
الشكل (6) المواد المغلفة بالانكماش مع مواد التغليف ومكنته. |
2- التغليف بعلب كرتونية carton boxes: يشمل تعبئة عدد من مجموعات العبوات المغلّفة بالانكماش في صناديق أو علب كرتونية متعددة الطبقات ومقاومة للصدمات، ثم تغليف العلب بالانكماش، ويتم ذلك إما كل علبة كرتونية على حدة؛ وإما بجمع عدد من الصناديق الكرتونية وتغليفها بالانكماش مجموعة واحدة تسهيلاً لشحنها، وفي هذه الحالة يمكن أن تجرى عملية التغليف يدوياً باستخدام مصدر حراري هوائي لتفعيل الرقائق إلى حالة الانكماش.
3- التغـليف لأجل الشـحن transport packaging: تستخدم في هذه الحالة قواعد خشبية لحمل العبوات المصندقة وشحنها.
تتنوع مواد التعبئة والتغليف بتنوع المادة المطلوب تعبئتها سواء كانت دوائية أم غذائية، جامدة أم سائلة، قابلة للكسر أم للانفجار، أم غير ذلك. وفيمايلي عرض باختصار لأهم هذه المواد:
1- الزجاج: على الرغم من ارتفاع كلفه الزجاج وقابليته للكسر فمازال يستخدم في مجالات تعليب مختلفة مقارنة بالمواد الأُخرى. وأهم مزاياه خموله الكيميائي chemically Inert، والمقصود به عدم تفاعله كيميائياً مع المادة التي يغلفها كما يمكن أن يحدث لبعض المواد المعدنية واللدائن التي يتوجب في حالات خاصة أن تكون متعددة الطبقات multilayers.
2- الورق والكرتون: دخلت المواد الورقية والكرتونية مجال التغليف تجارياً وعلى نطاق واسع مع بدايات القرن التاسع عشر لتزاحم مواد التغليف الأُخرى في العديد من التطبيقات بسبب مزاياها الخاصة؛ ولاسيما خفة الوزن، والمرونة العالية، وانخفاض الكلفة، وسهولة التصنيع والتعديل، كما حدث في تصميم الكرتون المموّج متعدد الطبقات المقاوم للصدمات الميكانيكية؛ الممكن تلبيسه برقائق السلوفان cellophane اللدنة الشفّافة ليُصبح مقاوماً للرطوبة.
3- الخشب: على الرغم من أن وزن الخشب الحجمي كبير مقارنة بالورق؛ فمازال يملك من المزايا مايجعله صالحاً دائماً للاستثمار في مجال التغليف، وأهمها مقاومة الصدمات وامتصاصها، وخصوصاً من أجل تغليف المواد الخطرة والقابلة للانفجار، ولنقل أسطوانات الغاز عالية الضغط.
4- المعادن: تُستعمل بعض المعادن كالتوتياء zinc للتعليب الاستـهلاكي كمعلبـات المرطبـات، والألمنيـوم للعبوات الأنبوبية الصيدلانية وعبوات العطورات، والرقائق المعـدنية المغلفنة لتعليب الزيوت والسـردين، وصفائح الحديد iron sheets لتغليف المواد الثقيلة كالآلات وخطوط الإنتاج.
5- المواد اللدائنية plastic materials: هي الأحدث والأكثر انتشاراً في عمليات التغليف والتعليب لمعظم المواد الغذائية والدوائية وغيرها، ومن أنواع اللدائن الشائعة الاستخدام الإسفنج الرغوي plastic foam المتميز بخفة الوزن والعازلية الحرارية ومقاومة الصدمات وقلة الكلفة.
شروط التخزين والنقل والتعريف بالمُنتج
لدى تخزين أي مادة مغلّفة يجب مراعاة الشروط السبعة التالية:
1- درجة الحرارة: يجب ألا تزيد درجة حرارة التخزين عادة على 25°س (عدا الحالات الخاصة)، ويُفضّل ألا تزيد على 15°س.
2- الرطوبة: يجب أن تقل الرطوبة النسبية عن 65%؛ مع عدم تغيير درجات الحرارة.
3- الضوء: يجب الابتعاد عن مصادر الضوء المباشرة وخصوصاً ضوء الشمس والأنوار المركّزة.
4- الإشعاعات: تجب حماية المنتجات المخزّنة من الإشعاعات المؤيّنة ionizing radiation بحسب المعايير الدولية.
5- الأُوزون: من المهم حماية المنتجات المخزّنة من شوارد الأُوزون والأبخرة العضوية؛ مع عدم استخدام مصابيح الإنارة الزئبقية والتجهيزات ذات التوتر العالي (لكونها قادرة على توليد الأُوزون في مناطق التخزين).
6- تفادي التشوّهات: يجب تخزين المنتجات بحيث لا تتعرّض لأي إجهاد stress لتفادي التشوّه أو إلحاق الأذى بهذه المنتجات.
7- عدم لمس السوائل أو الأبخرة ولو كانت نتيجة رطوبة أو بخار الماء؛ مع مراعاة النظافة دائماً.
أما فيما يتعلق بالنقل فيجب مراعاة الشروط التالية من بين شروط عديدة:
1- مستودعات التوزيع warehouse during distribution: ثمة مواد يجري توزيعها من المستودعات وهي مخزّنة على وسائط النقل في شروط التخزين المذكورة آنفاً.
2- التراكب stacking: من الطبيعي أن تُرص المنتجات المغلفة متراكبة بعضها فوق بعض إلى ارتفاع معين، شرط أن تكون علب التغليف غير قابلة للتشوّه بتأثير حمل التراكب.
3- مقاومة مخاطر النقل withstand transport hazards: كأن تكون المنتجات مغلّفة بحيث تقاوم مخاطر النقل كالتشوّه الناجم عن الحوادث، أو تقاوم الرطوبة حتى في حالة الغرق، أو تقاوم الاحتراق حتى في حالة الاشتعال.
4- التكاليف: من الضروري اختيار أقل وسائط النقل كلفة، لكن مع مراعاة سلامة وصول المنتجات إلى المستثمر بالوقت المحدد.
5- إرضاء الزبون: لبعض المستثمرين وجهات نظر خاصة تتعلق بخبراتهم، لذا يجب مراعاة وجهات النظر هذه.
6- الاهتزازات vibration: يجب اختيار وساطة النقل الأنسب، وخصوصاً تلك الأقل اهتزازاً في أثناء النقل، فاستمرارية الاهتزازات ولو بتواتر منخفض تؤدي إلى التشوّه ولو على المدى القصير.
أما بطاقات التعريف labeling فتُراعى فيها الشروط التالية:
1- التعريف بالطباعة المباشرة direct printing: كما في حال معلبات اللحوم والسردين وعلب الأدوية على سبيل المثال؛ إذ تُطبع كلمات التعريف بحبر الطباعة مباشرة على العلبة بحيث تدل على الشركة الصانعة والمكوّنات وتاريخ الإنتاج وانتهاء الصلاحية، مع بعض التعليمات الأُخرى كشروط التخزين.
2- التعريف بوضع اللُّصاقة label: كما هي الحال في بعض المغلفات اللدائنية التي لا يمكن الطباعة عليها مباشرة كقوارير المرطبات الكبيرة الحجم، حيث تُطبع المعلومات المطلوبة على ورقة ثم تُلصق مباشرة على القارورة.
3- التعريف الاختصاصي specialist: كما هي الحال في بعض المنتجات القابلة للكسر. فمع وجود لُصاقة التعريف أو تعليمات محاذير النقل، تُلصق ورقة تحمل كلمة «قابل للكسر FRAGILE» بحروف كبيرة وواضحة.
4- الرموز: لكل نوع من المنتجات لُصاقة تحوي أحد الرموز المبينة في الشكل (7) أو مجموعة رموز أخرى تدل على محاذير التعامل مع المادة المعنية، فالمظلة مثلاً تدل على وجوب حماية المغلّف من المطر أو المياه، والنار المشتعلة تدل على قابلية المادة للاحتراق، وهكذا.
الشكل (7) بعض رموز التعريف المستخدمة في التعليب والتغليف. |
5- الرماز القضباني (الباركود barcode): هو لُصاقة قابلة للقراءة إلكترونياً، تشتمل على كل المعلومات عن المنتج بما فيها السعر (الشكل 8).
الشكل (8) الرماز القضباني ( الباركود). |
6- الطبعات Engraving: هي نقوش تتضمن تعليمات عن أصل المنتج سواء كانت غاطسة أم نافرة فهي تدل على تعليمات الاستثمار، وهي تتميز بأنها غير قابلة للتلف أو المحو إطلاقاً. مثال ذلك ماينقش على سطوح اللدائن في التجهيزات الالكترونية.
7- رماز الاستجابة السريعة Quick Response (QR) code عبارة عن ملصق ضوئي يمكن قراءته آلياً ويمكن أن يحتوي على معلومات حول العنصر الذي تم إرفاقه به. وقد يحتوي رماز QR على بيانات لمحدّد موقع أو معرّف أو متتبع يشير إلى موقع وب أو تطبيق (الشكل 9).
الشكل (9) رماز QR. |
لقد دعا تطور المواد والمنتجات وارتفاع أسعار المواد وحوامل الطاقة أصحاب المصانع إلى البحث عن بدائل لمواد التغليف والتعليب وطرائقهما. فقد طوَّرت شركة غرين بَتل Green Bottle Ltd في عام 2005 لصاحبها مارتن مايرسكوف Martin Myerscough عبوة هي الأولى من نوعها على شكل زجاجة حليب صديقة للبيئة مصنوعة من الورق، قابلة للتطوير، وقابلة لإعادة التدوير بالكامل (الشكل 10). طورت بعدها أول زجاجة نبيذ كاليفورني ورقية "Paper Boy" تم إطلاقها تجارياً في عام 2013 (الشكل 11).
الشكل (10) أول زجاجة حليب ورقية.
|
الشكل (11) زجاجة نبيذ كاليفورني مصنوعة من الورق. |
وقد صنَّعت شركة المياه الغازية بيبسي Pepsi عبوة جديدة من الألمنيوم لمنتجها الجديد Game منخفض الحريرات من سماتها البارزة أنها قابلة لإعادة الإغلاق من دون جهد وتوفر كتابتها النافرة إمساكاً مانعاً للانزلاق (الشكل 12). كما أصبح من الممكن استعمال لصاقات ملونة ورقية أو بلاستيكية على الزجاج للتعريف بالمنتج وتزيينه.
(الشكل 12).
|
في أيار عام 2020 قامت شركة P&G بتصنيع عبوة مبتكرة كصندوق كرتوني مغلق وآمن للشحن من دون الحاجة إلى تعبئة خارجية أو حشو. يوجد بالداخل كيس مغلق من منظف الغسيل السائل أو منعم الأقمشة فائق التركيز باستطاعة تنظيف أكثر بنسبة 30% لكل قطرة. كما تشتمل على صنبور عديم التسريب (الشكل 13).
(الشكل 13). |
إن التطور الحاصل في علم المواد والمعالجة قد أسهم كثيراً في إنتاج عبوات صديقة للبيئة، أخف وزناً وأقل تكلفةً، وغير هشة. وإن الأفكار الجديدة لا تنتهي في ابتكار الغلاف الأجمل والأقوى والصديق للبيئة.
مراجع للاستزادة: - M. Fairley, C. Ellison, Flexible Packaging: A technical guide for narrow- and mid-web converters, Tarsus Exhibitions & Publishing Ltd, 2020. - J. Plimmer, Brand Protection, Security Labeling and Packaging: Technologies and strategies for optimum product protection, Tarsus Exhibitions & Publishing Ltd; 2016. - R. Tummala, Fundamentals of Device and Systems Packaging: Technologies and Applications, McGraw Hill, 2019. |
- التصنيف : التقانات الصناعية - النوع : التقانات الصناعية - المجلد : المجلد التاسع مشاركة :