تقليم الأشجار
تقليم اشجار
Tree pruning -
عماد العيسى
أهداف التقليم بحسب أطوار حياة الأشجار
تقسيم التقليم بحسب كيفية تنفيذه
طرائق تقليم التربية الشجرية وآلياته
الاتجاهات الحديثة في مفهوم التقليم الشجري
تقليم الأشجارtree pruning هو أحد فروع علوم البستنة الذي يهتم بالتحكم المباشر في تنظيم شكل النبات وحجمه وتطوره، وهو من عمليات الخدمة البستانية التي عَرفها المزارع وطبقها بقطع أجزاء محددة من النبات وإزالتها بغرض تربية تاجه ومجموعه الخضري بالشكل المطلوب، أو التأثير في إزهاره وإثماره من حيث الكمية والنوعية، أو بمعالجة النبات من بعض الآفات. قد تكون الأجزاء المزالة أفرعاً كبيرة أو طروداً أو أفرعاً خضرية حديثة النمو أو أزهاراً أو ثماراً أو جذوراً. يجري التقليم أساساً على أشجار الفاكهة، كما يجري على بعض نباتات الزينة وشجيراتها وبعض أشجار الغابات وبعض نباتات الخضار لزيادة الإنتاجية وتحسين جودة المنتجات النباتية.
أهداف التقليم بحسب أطوار حياة الأشجار
1 - تقليم التربية: يجري على الأشجار الصغيرة خلال السنوات 4–5 الأولى من حياتها، وما تزال في طور النمو، ويهدف إلى:
أ - تربية تاج الشجرة وتكوينه بالشكل المرغوب والمناسب لطبيعة إثمارها، وذلك بعد اختيار عدد من الفروع الرئيسة وتقليمها بحيث تكوّن الهيكل الأساسي لتاج الشجرة.
ب – ضمان دخول الإضاءة إلى كل أجزاء الشجرة لتساهم في تحسين صفات الثمار وتَحُد من تعرية الأشجار.
ج - تقوية فروع الشجرة وتسريع بدء الإثمار بالتوازي مع النمو الخضري الجيد.
د - إزالة الطرود المائية والطرود المزاحمة والأجزاء الضعيفة والمصابة والميتة.
2 - تقليم الإثمار: تختلف طرائق تنفيذه بحسب أنواع الأشجار وأصنافها وأعضاء الإثمار المراد تقليمها. يبدأ بعد الانتهاء من تكوين التاج ووصوله إلى حجمه الطبيعي وشكله المطلوب، وعند ظهور أعضاء الإثمار وتوزعها في تاج الشجرة، ويطبق سنوياً طوال مرحلة إثمار الأشجار. ويهدف إلى:
أ - زيادة العمر الإنتاجي للأشجار وتحقيق التوازن بين النمو الخضري والثمري.
ب - الحصول على أعلى إنتاج سنوي منتظم، والحد من ظاهرة المعاومة.
ج - تكوين أعضاء إثمار جديدة سنوياً، وتوزيعها جيداً على مختلف أجزاء الشجرة.
د - تقوية الأشجار والحفاظ على شكل التاج وارتفاعه، والحد من ظاهرة التعرية فيها.
3 - تقليم الأشجار الهرمة: يجري على الأشجار الضعيفة بعد انتهاء عمرها الإنتاجي، وعند بدء انتشار الجفاف والأمراض والحشرات في تاجها حيث تُزال الفروع القائمة النمو في قمة تاج الشجرة وجميع الفروع التي قطرها أقل من 2-3 سم أو أكثر أحياناً، لتحقيق مايلي:
أ - إعادة حيوية الأشجار وتجديد قدرتها على النمو والإثمار.
ب - تكوين فروع جديدة وأعضاء إثمار فتية واستعادة الحمل وبالتالي تحسين الإنتاج.
ج - التخلص من الآفات المرضية والحشرية في تاج الشجرة ( تقليم علاجي).
4 - تقليم الجذور: يطبق على الغراس الصغيرة قبل زراعتها في الأرض الدائمة، مما يساعد على توازن انتشار الجذور والحد من الأثر السلبي لعملية قلع الغراس وتقطع بعض الجذور في المشتل، ويساهم في نشوء جذور جديدة، والحد من تعفن الجذور المجروحة.
أ - تقليم شتوي: يجرى خلال فترة سكون العصارة، وبحسب ظروف المنطقة المناخية. يبدأ بعد مرور 2-3 أسابيع على تساقط الأوراق في الخريف ويستمر في فصل الشتاء (في المناطق الدافئة)، وينتهي في الربيع قبل 1-2 أسبوع من انتفاخ البراعم. ويشمل عمليات التقليم الرئيسة السنوية للأشجار، وتختلف بحسب عمرها وأنواعها وطريقة تربية تاجها.
ب - تقليم صيفي: يجري في أثناء فترة النمو الخضري والنشاط الحيوي للأشجار في الربيع والصيف. يُطبق خلال مرحلتين أو ثلاث بدءاً من وصول الأفرع الخضرية إلى طول 6–10 سم. يتم فيه إزالة بعض الأفرع الخضرية غير المرغوبة أو تقصير بعضها الآخر، أو إزالة القمة النامية (تطويشها)، وإزالة الطرود المائية وبعض الطرود الصيفية المبكرة والخلفات والسرطانات، كما تُجرى عمليات خف للأزهار والثمار.
يهدف التقليم بوجه عام إلى تصحيح عمليات التربية في الأشجار الصغيرة وإتمامها. أما في الأشجار المثمرة فيهدف إلى التحكم بالنمو الخضري وتوجيه الغذاء اللازم لتكوين البراعم الزهرية والخضرية وتمايزها بشكل متوازن، ولتحسين صفات الثمار من خلال ضمان دخول الإضاءة إلى تاج الشجرة، وتخفيف النمو الخضري الفائض والحد من التزاحم فيها.
تقسيم التقليم بحسب كيفية تنفيذه
أ - تقليم خفيف: يتم بإزالة 25 أو 35% من طول الطرود السنوية القوية.
ب - تقليم معتدل: يتم بإزالة 50% من طول الطرود السنوية القوية.
ج - تقليم شديد (جائر): يتم بإزالة 65 أو 75% من طول الطرود السنوية القوية.
د - تقليم الخف: ويتم بإزالة الطرود السنوية أو الفروع القديمة من المنشأ، أي من نقطة اتصالها بأكبر الفروع عمراً.
طرائق تقليم التربية الشجرية وآلياته
تَدَخَّل الإنسان في الطبيعة البيولوجية للشجرة من خلال اختيار شكل التاج المناسب لنوع الأشجار وقوة نموها، وللأصل المستخدم ولطريقة الزراعة وعمليات الخدمة. ومن الأشكال الشائعة في تربية تاج الشجرة ما يلي:
الشكل الطبيعي: تترك الأشجار لتنمو طبيعياً من غير توجيه، أو يمكن توجيهها ليصبح تاج الشجرة كروياً أو مخروطياً. تنمو الساق الأصلية للشجرة من دون تقليم ثم تربى عليها عدة أفرع جانبية لعدة مراتب بأطوال مناسبة، وعندما تكبر تُزال بعض الأفرع والطرود المتداخلة أو المتزاحمة، مما يفيد في تقوية هيكل الشجرة وتحملها للظروف البيئية غير الملائمة ولا سيما الرياح الشديدة. ومن عيوبها أن الأشجار تكون مرتفعة وكبيرة، مما يُصَعِّب إجراء العمليات الزراعية. تربى بهذه الطريقة أشجار الجوزيات والحمضيات والتين والرمان والبيكان (الشكل 1).
الشكل (1) التربية الطبيعية لشجرة وجِّه تاجها ليكون كَروياً. |
الشكل الكأسي: في هذه الطريقة تبدو الشجرة كالكأس مفتوحة من الوسط ومحددة الارتفاع حيث تُقلَّم ساق الغرسة على ارتفاع 70-90 سم، ويكون الجذع قصيراً تخرج منه 3-4 أفرع رئيسة تُقلَّم على طول 50-60 سم، وتُرَبّى عليها أفرع المرتبة الثانية بطول 30-40 سم، وثم أفرع المرتبة الثالثة بطول 20-30 سم. وتُزال باقي النموات الزائدة. تمتاز هذه الطريقة بسهولة إجراء العمليات الزراعية، كما تكون الثمار ذات جودة عالية. ومن أهم عيوبها تأخر دخول الأشجار بطور الإثمار نظراً لشدة التقليم وكذلك ضعف هيكل الشجرة. تربى بهذه الطريقة أشجار المشمش والخوخ والدراق والتين وأشجار أخرى (الشكل 2).
الشكل (2) التربية الكأسية لأشجار اللوزيات. |
الشكل القائد المعدل: تُعد هذه الطريقة تعديلاً للشكل الطبيعي للشجرة للتغلب على بعض عيوبها. ويتم فيها انتخاب طرد سنوي لتكوين الفرع الرئيسي القائد وتقليمه بارتفاع مناسب بحيث يبقى سائداً على بقية الطرود في كل مرحلة من مراحل تربية التاج. ومن مميزات هذه الطريقة أن معظم أجزاء الشجرة تتعرض للضوء، مما يزيد المحصول ويحسن صفاته. تربى بهذه الطريقة أشجار التفاح والإجاص والكرز وغيرها (الشكل 3).
الشكل (3) تربية القائد المعدل. |
الشكل الهرمي: من الأشكال القديمة المتبعة في أوربا وأمريكا، ولكنه الآن أصبح أقل انتشاراً. تبدو الشجرة بعد تقليمها وتربيتها بهذه الطريقة مخروطية الشكل، حيث تقصر الطرود السنوية تدريجياً كلما قربت من القمة (الشكل 4).
الشكل (4) التربية الهرمية. |
الاتجاهات الحديثة في مفهوم التقليم الشجري
حظيت التربية الجدارية للأشجار باهتمام كبير في السنوات الأخيرة، ويمكن استخدامها في عدة أنواع من الفاكهة مثل التفاح والإجاص والعنب وغيرها التي تربى على الجدار أو السياج (الشكل 5). يرتبط تطبيق هذه التربية بالخبرة الفنية العملية، وبمعرفة قوة نمو الصنف والأصل المستخدم. يمكن من خلالها تحقيق العديد من المزايا، أهمها سهولة إجراء جميع عمليات الخدمة الزراعية وزيادة عدد الغراس في وحدة المساحة. تأخذ التربية الجدارية أشكالاً مختلفة، ولكن تتفق جميعها من حيث مبدأ تطبيقها الذي يعتمد على اختيار عدد محدد من أعضاء الإثمار والنمو.
الشكل(5) تربية شجرة الفاكهة على السياج أو الجدار. |
مراجع للاستزادة: - إيـاد هاني العلاف، تقليم وتربية أشجار الفاكهة بين النظرية والتطبيق، دار زهران 2016. - عماد العيسى ومحمد بطحة، الفاكهة متساقطة الأوراق، جامعة دمشق، 2012. - DK, Pruning and Training, Revised New Edition: What, When, and How to Prune, DK 2017. - R. S. Martin, How to Prune Fruit Trees, Martino Publishing 2015.
|
- التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - المجلد : المجلد التاسع مشاركة :