تغذيه دواجن
Poultry nutrition -

تغذية الدواجن

 موسى عبود

تصنيف مواد علف الدواجن

مفهوم الاحتياجات الغذائية للدواجن

مبادئ تقدير الاحتياجات الغذائية للدواجن

تكوين الخلطة العلفية للدواجن

تطبيقات التقانة الحيوية في تغذية الدواجن

 

يشير مصطلح الدواجن poultry  إلى الطيور الداجنة التي يقوم الإنسان برعايتها وتوجيه تكاثرها وإنتاجها لمنفعته، وتشمل الدجاج والإوز والبط والرومي (الحبش) والنعام  والطاووس والفرّي والحمام، كما تضاف الأرانب إليها بسبب التشابه الكبير في الرعاية المكثفة وسرعة التكاثر.

تحدد البحوث العلمية في مجال تغذية الدواجن poultry nutrition الاحتياجات الغذائية وتركيب الخلطات العلفية بما يتوافق والنوع المدروس وعمر الطائر وكمية الإنتاج ونوعه آخذة في الحسبان التباينات الوراثية والبيئية وهي بحوث ذات صلة وثيقة بعلوم أخرى مثل الكيمياء الحيوية وتربية  الدواجن وصحتها ورعايتها وفيزيولوجيتها.

لم تتوفر معلومات كافية عن تغذية الدواجن حتى نهاية العشرينيات من القرن الماضي، وكان الاعتقاد السائد أن الحبوب هي الغذاء الأساسي والأنسب لجميع الدواجن، كما استخدم آنذاك العلف الأخضر إلى جانب الحبوب بعد تبين أثره الإيجابي في إنتاج البيض والنمو، وتطور علم تغذية الدواجن على نحو ملموس بين عامي 1920-1950 مواكباً بذلك تطور العلوم الزراعية الأخرى بما يناسب ظروف الرعاية المكثفة والسلالات والهجّن المحسنة عالية الإنتاج، إذ تُغَذّى على خلطات علفية جاهزة متزنة complete formula diet.

تصنيف مواد علف الدواجن

تُصنف مواد العلف المستعملة في تغذية الدواجن على النحو الآتي:

أ‌- مواد العلف الغنية بالطاقة، ومن أهمها الحبوب النجيلية.

ب‌- مواد العلف الغنية بالبروتين الخام، ومن أهمها الأكساب والحبوب البقولية، وتستعمل بعض البروتينات الحيوانية جيدة النوعية ومسحوق السمك  في التغذية.

ج- مركَّزات الفيتامينات والعناصر المعدنية ومصادرها، وتستعمل  إضافةً إلى استعمال الأعلاف الخضراء بصورة كافية في تغذية الطيور المائية والنعام في بعض نظم الإنتاج.

ويُستعرض في الآتي أكثر مواد العلف أهمية واستخداماً في تغذية الدواجن:

 1ـــ الذرة الصفراء maize: وهي أكثر أنواع الحبوب استخداماً في تغذية أنواع الطيور كافة وخاصة الفتية منها بسبب ارتفاع محتواها من الطاقة الاستقلابية (ME) Metabolic Energy  المُقدَّرة بنحو  3350كيلوكالوريKcal / كغ وارتفاع مُعامل هضم المادة العضوية (85-88%) وعدم احتوائها على أي مواد ضارة، وقد استُنبطت أصناف من الذرة الصفراء غنية بالحمض الأميني لايسينlysine  لتكون أكثر ملاءمة لتغذية الطيور.

تدخل الذرة الصفراء بنسبة تصل إلى 70% في تكوين علائق الطيور المختلفة، وتتميز بأهميتها في تغذية طيور التسمين والأمات والدجاج البياض بسبب محتواها المناسب من الحمض الدهني الضروري لينولييكlinoleic acid  وطلائع فيتامين أprovitamine A  والزانتوفيل xanthophyll  ذو الأهمية في تلوين الصفار والذبيحة. ويأتي بعدها في الأهمية القمح والشعير خاصةً في البلدان التي  تمتلك فائضاً منهما، ثم القمح الجوداري (الشيلمي) triticale والذرة البيضاء.

2ــــ فول الصويا soybean: يُعد استخدام كسبة فول الصويا المقشورة (44-48% بروتين خام) الأكثر شيوعاً مصدراً للبروتين في تغذية الدواجن، وكذلك تستعمل الحبوب كاملة الدسم المحمَّصة (38% بروتيناً خاماً و18% دهناً خاماً) في تغذية الطيور الفتية بوصفها مصدراً ثانوياً للطاقة أيضاً. يُعد بروتين فول الصويا من أهم مصادر البروتين النباتي، وهو مصدر ممتاز للحموض الأمينية، مثل: اللايسين والأرجنينِargenine  واللوسين lucine  والتربتوفانtryptophan ، وتُكمّل القيمة الحيوية لبروتين فول الصويا بإضافة الميثيونين الصنعي (Ld-met) بمعدل1-  1.5 كغ/ طن علفاً جاهزاً.

3ـــ أعلاف أخرى: استخدم البروتين الحيواني سابقاً (مسحوق كامل الجسم)، لتوفير نحو 20% من البروتين الخام في الخلطات العلفية للدواجن كونه مصدراً جيداً للحموض الأمينية كافة وبعض العناصر المعدنية النادرة، ولكن ــــــ وبعد أن رافق استخدامه انتشار بعض الأمراض وخاصة مرض جنون البقر، انكفأ استخدامها في تكوين الخلطات العلفية، واقتصر على مصادر البروتين النباتي والحموض الأمينية الصنعية ومسحوق السمك ومسحوق الحشرات ضمن حدود معينة.

يأتي استخدام كسبة عباد الشمس المقشورة، وكسبة الشلجم (اللفت الزيتي) وبنسبة أقل كسبة بذرة القطن بوصفها مصدراً للبروتين في المرتبة الثانية من حيث الأهمية بعد فول الصويا، وهي جميعها أدنى في القيمة الحيوية بسبب انخفاض محتواها من بعض الحموض الأمينية وخاصةً اللايسين.

  مفهوم الاحتياجات الغذائية للدواجن

تتكون الاحتياجات الغذائية من الاحتياجات اللازمة لحفظ الحياة والنمو والإنتاج، وتُعرف بأنها أقل كمية من المواد الغذائية التي يحتاج إليها الطائر للحفاظ على الحياة والإنتاج الأعظمي لفترة ما في ظروف بيئية جيدة، مع ملاحظة أن الاحتياج إلى أي مادة غذائية لا يبقى صحّياً إلا إذا كان مترافقاً مع تحقيق توازن تام في تركيب الخلطة العلفية، أي إن الاحتياج الغذائي يؤخذ وحدة متكاملة من المواد الغذائية كافة.

وهنا لا بد من الإشارة إلى الاختلاف بين الاحتياج الغذائي والمقنن الغذائي أو الراتب الغذائي اليومي، وهما  يتساويان في الظروف البيئية المثالية عندما تكون الخلطة العلفية متزنة.

وتوجد جداول مختلفة على مستوى العالم تحدد الاحتياجات الغذائية للحيوانات الزراعية كافة، ومن أهمها الصادرة عن مركز البحوث الوطني الأمريكي National Research Center (NRC)  وتُجَدَّد كل أربع سنوات بما يتوافق مع المستجدات بالنسبة إلى الهجن المحسنة والمواد العلفية ونتائج البحوث العلمية، وفي ظروف التغذية التطبيقية يتم التعامل بالمقنن الغذائي، وهو على الأغلب أكبر من الاحتياج. تقدر الاحتياجات الغذائية بحسب نوع الطائر والعمر ونوع الإنتاج ومستواه، وتقدم غالباً بالنسبة إلى الدواجن ضمن خلطة علفية جاهزة متزنة.

 مبادئ تقدير الاحتياجات الغذائية للدواجن

1-  تقدير الاحتياجات من الطاقة:

 أ- الطاقة اللازمة لحفظ الحياة: وهي مجموع احتياجات الطائر من الطاقة  اللازمة للتمثيل الأساسي أو القاعدي basal والحفاظ على درجة حرارة الجسم والنشاط الإرادي والحركة. وتعد دراسات العالم الأمريكي كليبر Kleiber وكتبه الصادرة  بين عامي 1932-1967 من أهم ما كتب في مجال استقلاب الطاقة التي وجد من خلالها أن طاقة الاستقلاب الأساسي ترتبط بمساحة سطح الجسم أكثر مما ترتبط بوزن الحيوان، وبما أن قياس سطح الجسم أمر صعب، فقد اعتُمد على الوزن الحي التمثيلي للحيوان (0.75BW) الذي يتناسب طرداً مع مساحة سطح الجسم، وقدرت طاقة الاستقلاب الأساسي للدواجن بنحو 83 كيلو كالوري (Kcal) طاقة صافية لكل 1 كغ وزناً حياً تمثيلياً، وفق المعادلة (1):

(1)       الطاقة الاستقلابية اللازمة للتمثيل الأساسي (kcal)

وذلك على عدِّ أن الطاقة المفقودة مع الروث والبول تعادل نحو 18% وسطياً من طاقة العلف المستهلك. وقُدِّرت الطاقة اللازمة للنشاط الإرادي والحركة عند الطيور بنحو 50% من طاقة الاستقلاب الأساسي في مجال الرعاية الحرة، وتنخفض إلى نحو 37% في حال الرعاية في الأقفاص أو المداجن أو الحظائر وذلك بسبب محدودية الحركة.

وبما أن الاحتياجات الغذائية تقدر في ظروف بيئية مثالية فإن المقنَّن الغذائي من الطاقة يتأثر بدرجة حرارة الوسط، إذ يزداد الاحتياج إلى الطاقة اللازمة لحفظ الحياة في حال انخفاض درجة حرارة الطقس، وينعكس ذلك على صورة زيادة في استهلاك العلف، والعكس صحيح، وبناءً على ذلك تُعدَّل الاحتياجات من الطاقة بمقدار ±2 كيلوكالوري  لكل درجة حرارة في حال الانخفاض أو الارتفاع عن درجة الحرارة المثالية أو المحايدة (18ْس).

ب- الطاقة اللازمة للإنتاج: تكون أولوية استثمار الطاقة في الجسم لحفظ الحياة، ويستعمل الفائض منها للإنتاج، وبذلك تُعدُّ الطاقة الإنتاجية آخر مراحل استقلاب الطاقة في الجسم، وتقدر مباشرةً من الطاقة المخزَّنة في المنتج (لحم – بيض – ريش.......).

تُقسم الحياة الإنتاجية للدجاجة البياضة إلى ثلاث مراحل، تقدم خلالها ثلاث خلطات علفية متباينة في محتواها من الطاقة والبروتين والمكوِّنات الغذائية الأخرى لتوفير الاحتياجات اللازمة لحفظ الحياة والإنتاج. وتتأثر الحاجة من الطاقة الاستقلابية اللازمة لإنتاج البيض وفقاً لمعدل وضع البيض ومتوسط وزن البيضة وعمر الدجاجة أو مرحلة الإنتاج، وتٌقدر الطاقة اللازمة لإنتاج بيضة بوزن 60 غ بنحو 86-90 كيلوكالوري.

 ومن جهة أخرى تقسم دورة إنتاج البيض إلى ثلاث مراحل:

  • المرحلة الأولى: تبدأ مع بدء وضع البيض بعمر نحو 20 أسبوعاً، وتستمر حتى عمر نحو 42 أسبوعاً، يزداد خلالها وزن الدجاجة نحو 400 غ، ويرتفع معدل وضع البيض إلى نحو 93% ويصل وزن البيضة إلى نحو 60 غ. وقد بينت التجارب العملية ضرورة تقديم خلطة علفية متزنة في هذه المرحلة لا يقل محتواها من الطاقة عن 2700 كيلوكالوري/يوم لتوفير الاحتياجات الاجمالية من الطاقة المقدرة بنحو 330 كيلوكالوري/دجاجة/يوم.
  • المرحلة الثانية: من عمر42 إلى62 أسبوعاً، وفيها يستقر وزن الدجاجة، وينخفض معدل وضع البيض عن المرحلة الأولى ويزداد وزن متوسط وزن البيضة، وتقدر فيها الاحتياجات من الطاقة بنحو 310 كيلوكالوري/دجاجة/يوم.
  • المرحلة الثالثة: وتمتد من عمر63 أسبوعاً حتى التسويق، ينخفض فيها إنتاج البيض تدريجياً ليصل إلى نحو 50%.

وُيقدًر عموماً المقنن اللازم من الطاقة للدجاجة البياضة خفيفة الوزن بنحو 300- 330 كيلوكالوري/يوم في ظروف المناخ المعتدل ويختلف بمعدل ± 10% في ظروف المناخ الحار أو البارد.

أما سلالات الدجاج متوسط الوزن البنية فيزداد احتياجها من الطاقة الاستقلابية إلى نحو 330- 350 كيلوكالوري/يوم، ويرتفع ليصل إلى 420  كيلوكالوري/يوم لأمات الفروج.

جـ - الطاقة اللازمة للنمو: تُراوح بين 1.5-3 كيلوكالوري/غ زيادة في الوزن الحي، وذلك بحسب الجنس (الذكور أقل مقارنة بالإناث) والعمر، فتزداد مع تقدم العمر لدى الجنسين بسبب انخفاض كفاءة التحويل، وتزداد مع تزايد نسبة الدهن في الجسم. وتقسم دورة حياة صوص اللحم (الفرّوج) إلى ثلاث مراحل متباينة تُقدم خلالها خلطات علفية مختلفة في محتواها من الطاقة والبروتين، لتتلاءم مع طبيعة النمو ومقدار الزيادة في الوزن الحي، كذلك الأمر بالنسبة إلى صيصان البياض إذ تقسم فترة الرعاية حتى بدء إنتاج البيض إلى ثلاث مراحل أيضاً.

     تتشابه الخلطات العلفية المستخدمة في تغذية الدواجن في تركيبها وقيمها الغذائية إلى حد كبير بسبب اعتماد المربين على مصادر موحَدًة تقريباً من المواد العلفية (ذرة – كسبة فول صويا) من جهة، وبسبب الانتشار العالمي للهجن المحسًنة من الدجاج من جهة ثانية، من ثم تقارب الاحتياجات الغذائية ضمن فئتي العمر والإنتاج. وقد تختلف بعضها عن بعض من بلد إلى آخر بحسب الموارد العلفية المحلية المتاحة وقيمتي وحدة الطاقة والبروتين منها، لكن يجب أن تفي بالاحتياجات الغذائية وخاصةً محتوى الطاقة (Me) والبروتين (p) التي يمكن المحافظة على علاقة الاتزان بينهما من خلال النسبة بينهما Me/p، إذ يُعدُّ محتوى الطاقة في الخلطة العلفية العامل المحدد الأول لاستهلاك العلف، ومن ثم يزداد استهلاك العلف مع انخفاض محتوى الطاقة، والعكس صحيح (الجدول 2)، لذلك لا بد من إحكام التوازن بين الطاقة والبروتين في الخلطة العلفية من خلال نسبة Me/p الخاصة بكل مرحلة.

الجدول (1) الاحتياجات الغذائية للدجاج في كل 1 كغ علف.

نوع الخلطة حسب الطيور

الطاقة الاستقلابية (ك.ك)

البروتين الخام (%)

الطاقة الاستقلابية/

بروتين  ME/p

كلسيوم

Ca

فسفور متاح

P**

لايسين

Lys

ميثيونين+ لايسين

Met+Lys

- خلطة بداية (1-6 أسابيع)

- خلطة نمو (7-14  أسابيع)

- خلطة نضج (15-21 أسابيع)

2800-3100

2800-2900

2700-2800

19-21

15-16

12-15

147

185

220

0.8

0.7

0.6

0.4

0.35

0.3

0.85

0.7

0.5

0.6

0.6

0.55

- مرحلة أولى (21-41 أسابيع)

- مرحلة ثانية (42-62 أسابيع)

- مرحلة ثالثة حتى التسويق

2800-2900

2800

2700

18-19

16-17

14-15

155

165

190

3.4

3.4

3.4

0.32

0.23

0.32

0.65

0.65

0.65

0.55

0.55

0.55

- أمهات البياض مرحلة I

- أمهات بياض II

- أمهات فروج

2700-2800

2700

2600

17-18

16

15

158

168

173

3.4

3.4

3.4

0.32

0.32

0.32

0.65

0.65

0.65

0.55

0.55

0.55

- مرحلة  I (1-2 أسابيع)

- مرحلة II (3-6 أسابيع)

- مرحلة III حتى التسويق

3100-2200

3100-2200

3100-2200

23-24

20-22

18

132

145

172

10

9

8

0.45

0.40

0.35

1.2

1

0.85

093

0.73

0.6

 

2- الاحتياجات من البروتين الخام:

يُعبر عن الاحتياج اليومي من البروتين الخام بالغرام/طير، ويكون التعبير أكثر دقة إذا حُدِّد على أساس محتوى الحموض الأمينية (مغ) ومن ثم النسبة بين حمض وآخر، إذ تبقى النسبة بين محتوى الحموض الأمينية شبه ثابتة بغض النظر عن نسبة البروتين الخام. وتقدر الاحتياجات العامة من البروتين الخام وفق المعادلة (2):

حيث

I: الاحتياج من البروتين الخام.

b: الاحتياج اللازم لحفظ الحياة /1 كغ وزناً حياً.

w: الوزن الحي (كغ).

∆w: الزيادة اليومية في الوزن الحي (غ/ يوم).

a: كمية البروتين اللازم لكل 1غ زيادة بالوزن الحي أو بيض منتج

O: كتلة البيض الناتج (غ/ يوم). 

وبما أن قدرة الطائر على بناء البروتين في الجسم أو في إنتاج البيض في الظروف البيئية المثالية محددة وراثياً، فإن كمية فائضة من الحموض الأمينية لن تستقلب بهدف الإنتاج، ممّا يؤدي إلى انخفاض كفاءة تحويل البروتين (الشكل 1).

الشكل (1) العلاقة بين استهلاك الحموض الأمينية واحتجازها في الجسم

أ- البروتين اللازم لحفظ الحياة: تُقدًر كفاءة تحويل البروتين الخام إلى بروتين الجسم وسطياً بنحو 61% للصيصان و45% للفرخات و45% للدجاج البياض، كما وجد من خلال تجارب الهدم الحيوي على الصيصان والطيور الفتية في حال التغذية على العلف الخالي من الآزوت أنً كل 1 كغ وزناً حياً يهدم 250 مغ آزوتاً/يوم، أي نحو 1.6 غ بروتيناً خاماً، وبالتالي تكون المعادلة (3):

وتحسب كمية البروتين الخام اللازم للنمو اعتماداً على نسبة البروتين الخام في أنسجة الدجاج النامي المقدرة بنحو 18 % في المعادلة (4):

 

إضافةً إلى ما سبق، تحتاج الطيور إلى كمية من البروتين الخام لنمو الريش خاصةً في حال كونه منتجاً أساسياً كما في الإوز، علماً أن الريش يحتوي نحو 82% بروتيناً خاماً ويقدر نموه بنسبة 4% و7% حتى الأسبوع الرابع والسادس من العمر، على التوالي من مقدار النمو اليومي (المعادلة 5).

 

ويقدر البروتين اللازم لحفظ الحياة للدجاج البياض من خلال تجارب ميزان الآزوت، ومن ثم تقدير الهدم الحيوي في حال التغذية على عليقة خالية من الآزوت، وتُقدًر كمية الآزوت المطروح من الجسم بنحو 201 مغ/كغ وزن حي تمثيلي بحسب المعادلة (6):

 

وتقدر كمية البروتين الخام عامة اللازمة لحفظ الحياة بنحو 4.1-4.3غ/دجاجة/يوم للمرحلتين الإنتاجيتين الأولى والثانية، على التوالي.

ب- البروتين الخام اللازم للدجاج البياض: تتأثر الكمية اليومية من البروتين الخام اللازمة بمعدل إنتاج البيض ومتوسط الوزن الحي ومتوسط وزن البيضة ومرحلة الإنتاج وعمر الدجاجة، إذ يستمر نمو الدجاجة البياضة، ويزداد معدل إنتاج البيض في المرحلة الأولى من إنتاجه، كما يزداد متوسط وزن البيضة مع تقدم العمر، ممّا يجعل الاحتياجات من البروتين في هذه الفترة متزايدة.

يزداد وزن الدجاجة البياضة نحو 400غ وسطياً بعد بدء إنتاج البيض، إذ يستمر النمو مدة 70 يوماً بدءاً من إنتاج البيض وذلك خلال المرحلة الأولى، وهذا يتطلب نحو 72غ من البروتين الصافي (400×0.18=72)، ومن ثم تقدر كمية البروتين الخام اللازمة للنمو وفق المعادلة (7):

وتُفسًر الاختلافات في كمية البروتين اللازم للنمو باختلاف متوسط وزن الدجاجة بين الهجن المختلفة.

ج ـــ البروتين اللازم لإنتاج البيض: يقدر البروتين اللازم لإنتاج البيض على أساس متوسط وزن البيضة ومعدل وضع البيض ونسبة البروتين الخام في البيضة (12%)، وبفرض أن متوسط وزن البيضة في المرحلتين الأولى والثانية 56غ و60 غ  ـــ على التوالي ــــ تكون كمية البروتين اللازمة كما في المعادلتين (8 و9):

 

وبذلك تبدو الاحتياجات من البروتين الخام للمرحلتين متقاربة، وبناءً على ما سبق تلخص الاحتياجات الإجمالية من البروتين للدجاج البياض في الجدول (2).

الجدول (2) الاحتياجات الإجمالية للدجاج البياض من البروتين  في المرحلتين الأولى والثانية (غ/يوم).

الاحتياج غ/يوم

مرحلة أولى

مرحلة ثانية

إنتاج البيض

11.9

11.7

النمو

2.3

-

حفظ الحياة

4.1

4.3

نمو الريش

0.4

0.1

المجموع

18.7

16.1

تكوين الخلطة العلفية للدواجن

تُكوَّن الخلطة العلفية الجاهزة المتزنة، لتلبي المتطلبات النوعية والكمية والفيزيائية وقدرة الطائر على استهلاك العلف وتقنية التعليف الممكنة. تقدم الخلطات العلفية الجاهزة غالباً بصورة حرة حتى الشبع  كما هي الحال في تسمين الفروج والحبش والفري وإنتاج البيض من الهجن خفيفة الوزن، وتستدعي الضرورة وبرامج الإدارة تقنين العلف في بعض مراحل تغذية الفرخات وأمات التربية.

يستدعي تكوين الخلطة العلفية الجاهزة المتزنة ترجمة المعلومات النظرية والمبادئ والمفاهيم عن الاحتياجات والمواد العلفية في تكوين خلطة علفية اقتصادية تلبي الاحتياجات وتُمكٍن بالتالي من إظهار الطاقة الإنتاجية الكامنة وراثياً عند الطائر من جهة ثانية.

يتضمن تشكيل الخلطة العلفية الاقتصادية اختيار المواد العلفية المناسبة ومصادر العناصر المعدنية والفيتامينات والإضافات الغذائية وغير الغذائية، ثم تحضيرها وخلطها بنسب محددة وفق المبادئ التالية:

أ‌- المعرفة الدقيقة بالاحتياجات الغذائية بحسب النوع والعمر والوجهة الإنتاجية والظروف البيئية.

ب- التحاليل الكيميائية للمواد العلفية المتاحة لمعرفة ما توفره من مواد غذائية وما تحتويه من مواد ضارة.

ج‌- الخبرة العملية وشروط استخدام بعض المواد أو مسوغاته مع مراعاة سعر وحدة الطاقة والبروتين.

وتسهيلاً لتكوين الخلطة العلفية الجاهزة المتزنة ـــ وخاصةً في المزارع الصغيرة التي قد لا تتوفر فيها الخبرة والإمكانات اللازمة ــــ تقوم مصانع متخصصة بتحضير فوق مركَّزات علفية للدواجن poultry super spur concentrates تُعرف تجارياً باسم (السوبر) الذي يحتوي على مصادر البروتين الحيواني المسموح بها (مسحوق السمك) وجزء من مصادر البروتين النباتي جيدة النوعية والأملاح المعدنية والفيتامينات والإضافات الغذائية وغير الغذائية. تبلغ نسبة البروتين الخام في السوبر 48-50% ومحتوى الطاقة 2000-2600 كيلوكالوري/كغ، وتوجد منه أنواع مختلفة تلائم الأغراض الإنتاجية المختلفة (سوبر فروج - سوبر بياض - سوبر حبش....إلخ).

يستخدم السوبر عادةً في المزارع الصغيرة، حيث يُخلط بنسبة تحددها الشركة الصانعة (7-10%) مع مصادر الطاقة (ذرة- دهون - شعير)، ويُستكمل محتواه من البروتين بإضافة فول الصويا أو الأكساب عموماً لتكوين الخلطة العلفية الجاهزة.

كما توجد خلطات أكثر تركيزاً من فوق المركزات السابقة للعناصر المعدنية والفيتامينات تدعى البريمكسات premixes وتُستعمل في تكوين الخلطات العلفية بمقدار 1-3 كغ/طن علفاً جاهزاً، ثم يستكمل محتوى الخلطة من عنصري الكلسيوم والفسفور وملح الطعام.

   تطبيقات التقانة الحيوية في تغذية الدواجن

   رغم أن المواد العلفية المستخدمة في تغذية الدواجن سهلة الهضم ومحتواها من المواد الضارة منخفض، فإنها قد تحتوي على بعض المركبات ذات الأثر الضار أو المانع للتغذية   antinutrtive مثل الكربوهدرات غير النشوية non-starchy carbohydrates والفيتات Phytate والتانينات Tannins التي قد ترتبط مع البروتين الخام، وتقلل من معامل هضمه.

يبلغ معامل هضم المادة العضوية في أعلاف الدواجن نحو85%، ومن ثم هناك فقدان لجزء من المواد الغذائية بصورة غير مهضومة، ويسعى المهتمون بتغذية الدواجن إلى استثمار منجزات التقانة الحيوية بغية زيادة فعالية تحويل المواد الغذائية كي تكون أكثر استجابة للمحتوى الوراثي للهجن الحديثة من الدواجن ومن ثم زيادة المردود، ومن أهم الوسائل المستخدمة إنتاج مستخلصات إنزيمية متنوعة بوساطة أحياء دقيقة نوعية وبمساعدة عمليات التحوير الوراثي وإضافتها إلى الخلطة العلفية بمعدل 250- 1000 غ/طن، ومن أهمها:

1ـــ مستحضر إنزيم بتاغلوكاناز β-glucanase الذي يضاف في حال إدخال الشعير والشوفان والقمح الجوداري في تركيب الخلطة.

2ـــ مستحضر إنزيم الفيتاز phytase لرفع معدلات الاستفادة من الفسفور المرتبط مع الفيتات، علماً أن مستحضرات الإنزيمات المستخدمة في تغذية الحيوان غالباً ما تكون غير نقية وتحتوي الأحياء الدقيقة المستخدمة في الإنتاج.

قد لا تكون الفائدة من إضافة هذه الإنزيمات تحلل المركّبات المستهدفة إلى مواد غذائية قابلة للامتصاص، إذ قد يكون القضاء على الأثر الضار لبعض المواد وخاصةً عند الطيور الفتية ــــــ من خلال الهدم الأولي ــــ ومن ثم خفض الوزن الجزيئي إلى أقل من 500000 دالتون وخفض محتوى لزوجة الأمعاء، مما يتيح فرصة أكبر لتحلل المواد الغذائية وامتصاصها.

استعملت كذلك بعض الصادّات بجرعات مغذية مخففة مُحفزات نمو ولفترات طويلة، مما أكسب بعض أنواع البكتريا مناعة ضدها. وبعد تحديد مخاطر استخدامها كإضافات غذائية وتحريم استخدامها في دستور الاتحاد الأوربي عام 2005، استخدمت مركَّزات حيوية تحتوي على بكتريا منتجة لحمض اللبن lactic bacteria concentrate، بحيث يكون التركيز الجرثومي لها بحدود 35×910/غ، وتضاف بنحو 100غ/طن علفاً جاهزاً ولاسيما في تغذية الحيوانات الفتية خصوصاً وحيدات المعدة.

تُوجد الآن عشرات المستحضرات التجارية من المركزات الحيوية تدعى المغذِّيات الوظيفية (بروبيوتك probiotica) تحتوي على خليط من البكتريا النافعة المنتجة لحمض اللبن، وتهدف إضافتها إلى توطين الأحياء الدقيقة النافعة في الأمعاء وتنشيط دورها من خلال الحموضة وإكثارها إلى نحو 610- 710 خلايا حية/1غ من محتوى الأمعاء. تضاف مستحضرات المغذِّيات الوظيفة الى الخلطة العلفية بنحو 100- 500غ/طن بحسب تركيزها.

   وتجرى تجارب حديثة لحقن الأغذية الوظيفية مثل البروتوكسين protoxin في الغرف الهوائية من بيض التفريخ بعمر18 يوماً بهدف زيادة نسبة الفقس وخفض نسبة النفوق وتحسين المناعة ومن ثم زيادة الوزن الحي.

وتستثمر أيضاً المحتويات السكرية للجدر الخلوية للخميرة كإضافات علفية محفِّزة للنمو تحت اسم بريبيوتك prebiotica وتختلف عن المغذيات الوظيفية (البروبيوتك) لكونها لا تحتوي الكائنات الحية، بل مستخلصات الجدر الخلوية منها، ويجدر الذكر أن إضافة البروبيوتك أو البريبيوتك يساهم أيضاً في إغناء الخلطة بالبروتين والفيتامينات. ومن منجزات التقانة الحيوية أيضاً إنتاج مواد تحدّ من إنتاج السموم الفطرية، وتثبط نشاطها السمي في الأمعاء، وهي مركّبات من نوع عديد السكريد (غلوكومانان glucomannan) مستخلصة من الجدر الخلوية للخميرة أيضاً.

مراجع للاستزادة:

 - R. Blair, Nutrition and feeding of organic poultry, CABI Publishing  2022.

      - J. R. Gillespie and F.B. Flanders, Modern Livestock and Poultry Production, Cengage Learning, 2010.

- R. P. Singh, Poultry Nutrition Research, Centrum Press 2017.


- التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - المجلد : المجلد التاسع مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق 1