التسليح البري
تسليح بري
Army armament -
التسليح البري
محمد وليد الجلاد
أسلحة المشاة الفردية والجماعية
التسليح البري land troops armament أو تسليح الجيش army armament يعني جميع الأسلحة والمعدات والتجهيزات والإمدادات التي توفر للقوات البرية إمكان ضرب أهدافها.
يمكن تصنيف التسليح البري في الصنوف التالية: مدفعية الميدان، وأسلحة المشاة (الأسلحة الفردية والجماعية)، والمدرعات والأسلحة المضادة للدروع، والأسلحة المضادة للطائرات، وأسلحة الحوامات، والألغام والأسلحة المضادة لها.
تستطيع المدفعية إيصال رؤوس قتالية شديدة التدمير إلى مسافات تتجاوز بكثير مدى أسلحة مختلف الصنوف (المشاة والمدرعات) بأنواعها. يشمل التسليح المدفعي: الصواريخ والقذائف الصاروخية (ذاتية الاندفاع) والمدافع guns والقذافات howitzers الذاتية الحركة self-propelled (الشكل 1) والمقطورة towed (الشكل 2).
 |
| الشكل (1) القذاف الأمريكي ذاتي الحركة M109 عيار 155 مم. |
 |
|
الشكل (2) المدفع الروسي المقطور M1955 عيار 152 مم |
تُصمم نيران الدعم المدفعي بحيث تَردُّ على نيران القوات المعادية وتسكتها وتدمر الأفراد والأهداف المتوسطة المقاومة والمحصَّنة والمدرَّعة، مثل المشاة المحمولة والدبابات. تُنفَّذ هذه المهام من مسافات بعيدة بقذائف متفجرة شديدة الانفجار وقذائف خارقة للدروع وخارقة للإسمنت وحشوة جوفاء ومخففة العيار shaped-charge submunitions ومقذوفات موجهة ذاتية الاندفاع.
يمكن كذلك للمدفعية أن تسد الطريق أمام القوات المهاجمة وتؤخر تقدمها، وتشتتها وتدمرها، وأن تزرع الألغام المضادة للأشخاص والمضادة للدبابات من بُعد. ومن المهام المستقبلية للمدفعية أيضاً استعمال الذخائر الذكية، أي الذخائر القادرة على تصحيح مسارها، والمنظومات التي تمكن من تحقيق أكبر قدرة على التحرك في ميدان المعركة، مع زيادة مداها وقدرتها التدميرية.
أسلحة المشاة الفردية والجماعية
تتألف أسلحة المشاة في معظمها من أسلحة رمي مباشر direct-fire (رمي ساف على خط النظر line-of-sight)، وهواوين mortars رمي غير مباشر تستخدمها وحدات المشاة الخفيفة غير الممكننة nonmechanized light infantry (الهاون 60 مم و 81 مم) وفرق المشاة الممكننة والفرق المدرعة (الهاون 120 مم) (الشكل 3).
 |
|
الشكل (3) الهاون الذاتي الحركة 120 مم الطراز 96. |
ثمة أنواع كثيرة من الأسلحة الصغيرة العيار حلَّت محل أسلحة المشاة القديمة أو أضيفت إلى ترسانتها. كما أدخلت تحسينات كثيرة على دقة التسديد والإصابة، وعلى الوحدة النارية والحمولة القتالية. وهناك متابعة مستمرة لزيادة قدرة المنظومات الحالية من الأسلحة الصغيرة العيار على احتواء الهدف والتعامل معه. والغاية البعيدة هي الحصول على أسرة من الأسلحة الصغيرة العيار يمكن أن تجمع بين أنماط مُركَّبة (متعددة الاستعمالات) والذخائر المتفجرة وأجهزة الرؤية الليلية والمكروإلكترونيات.
تَستخدِم وحدات المشاة أنماطاً مختلفة من الهواوين اعتماداً على مستواها التكتيكي (وحدة أو قطعة أو تشكيل) ونوعية تسليحها وقوامها، ومنها: الهاون الخفيف 60 مم لسرايا المشاة، والهاون المتوسط 81 مم، والهاون الثقيل 120 مم على مستوى الكتيبة فما فوق، وهذان النمطان من النوع المقطور أو المحمول على ناقلة. وكل طراز من الهواوين يرمي أسرة منوعة من القذائف المختلفة المفعول تشمل: القذائف الشديدة الانفجار والقذائف الدخانية والقذائف المضيئة وقذائف التدريب الكبيرة المدى والقصيرة المدى.
كذلك تَستخدِم وحدات المشاة قواذف الذخائر التي تطلق من الكتف (الشكل4)، ومنها البنادق العديمة الارتداد recoilless rifles وقاذفات الرمانات المحمولة والقواذف الهجومية المتعددة الأغراض المحمولةmultipurpose assault weapon-disposable ، وتستخدم مرة واحدة مع ذخائر خارقة للإسمنت ومضادة للدبابات ومضادة للطائرات التي تطير على ارتفاع منخفض.
 |
| الشكل (4) القاذف الصاروخي الأمريكي سماو- إم ك 153 SMAW-MK153 المتعدد الأغراض. |
تتألف منظومة الأسلحة المدرعة الأساسية من دبابات القتال الرئيسية main battle tanks، وهي تختلف من حيث تدريعها وسرعتها وتسليحها وقدرتها على المناورة من جيش إلى آخر. ومن أشهرها: دبابة القتال الرئيسية الأمريكية م1 أ1 أبرامز M1A1 main battle tank Abrams (الشكل 5)، والدبابة الألمانية ليوبارد2 Leopard 2، والدبابة الروسية ت 81 (الشكل6)، والدبابة الفرنسية أ م إكس 40 AMX40، والدبابة البريطانية تشيفتن Chieftain وغيرها. يتركز التطوير الأساسي لدبابات القتال الرئيسية على زيادة حركيتها ومقاومة تدريعها وزيادة قوة نيرانها بتسليحها بمدفع أملس السبطانة بدلاً من المدفع المحـلزن، واسـتخدام قذائف تنغستن وأورانيوم ناضب (المستنفد) مخففة العيار ذات قدرة أكبر على خرق الدروع، إلى جانب تعزيز حماية الدبابة من مثل هذه القذائف، سواء كانت خارقة بقوة العطالة أم من نوع الحشوة الجوفاء shaped charges، باستخدام الدروع المتعددة الطبقات من طراز تشوبهام البريطاني أو ما يماثله، أو الدروع التفاعلية Reactive armour.
 |
|
الشكل (5) دبابة القتال الرئيسية الأمريكية أبرامز. |
 |
| الشكل (6) دبابة القتال الرئيسية الروسية ت 80- 01. |
والدرع التفاعلية نمط من التدريع يتفاعل مع قوة صدمة القذائف التي تصيبه بحيث يخفف من الضرر الذي يلحق بالمركبة المجهزة به، وهو فعَّال ولاسيما ضد قذائف الحشوة الجوفاء والقذائف الخارقة المقسّاة المخففة العيار hardened long rod penetrators. وأكثر هذه الدروع شيوعاً هي الدروع التفاعلية المتفجرة المحدودة ذاتياً self-limiting explosive reactive armour والدروع التفاعلية غير النشطة non-energetic reactive armour (الشكل7)، وهي قادرة على تحمل أكثر من ضربة باستثناء الإصابة في النقطة عينها.
 |
| الشكل (7) الدرع التفاعلية على دبابة القتال الرئيسية الروسية ت-72. |
وثمة طرز أخرى من الدبابات، مثل المدافع ذاتية الحركة القانصة للدبابات، والمركبات القتالية المدرعة الأخف والأكثر مرونة، مثل الدبابة الخفيفة الأمريكية برادلي م2 Bradley- M2 ومركبة القتال المدرعة الأمريكية م3 وأسرة الناقلات المدرعة م113 المخصصة لقتال المشاة، ويقابل هذه في القوات المسلحة الروسية أسرة ناقلات الجند المدرعة ب ت ر- 60 و70 العجلية والمزنجرة وأسرة مركبات قتال المشاة ب م ب بنماذجها المختلفة (الشكل 8).
 |
|
الشكل (8) مركبة قتال المشاة الروسية ب م ب – 2 م. |
أسلحة الدفاع الجوي كثيرة ومتنوعة، تشمل منظومات الدفاع الجوي الصاروخية الأمريكية: منظومة آفنجر Avenger air defense system وباتريوت Patriot system والصواريخ المحمولة من طراز ستينغر handheld Stinger rocket، ويقابل ذلك في القوات المسلحة الروسية أسرة المنظومات المعروفة لدى الخبراء الغربيين باسم س آ م SAm (1 و2 و3 وغيرها) والقاذف ستريلا المحمول على الكتف.
فالصاروخ ستينغر (الشكل 9) مثلاً يحمله فرد واحد ويطلق من على الكتف، وهو ذو مرحلتين وموجه بالأشعة تحت الحمراء، ومصمَّم لمهاجمة أي هدف جوي ثابت الجناح أو ذي جناح دوار (حوامة) يطير على ارتفاع منخفض، ومزود برأس قتالي متشظٍّ شديد الانفجار، ومن المقرر أن يحل محله منظومة الدفاع الجوي لاينباكر المطوَّرة Linebacker Air Defense System. أما منظومة الدفاع الجوي آفنجر فمحمولة على مركبات عجلية متعددة الأغراض عالية القدرة على الحركة من طراز هيومفي Humvee (الشكل10). وهي منظومة خفيفة الوزن وقابلة للنقل، ومصممة لاعتراض القذائف الصاروخية المعادية البعيدة المدى والمركبات الجوية المسيرة (من دون طيار)، والطائرات الثابتة الأجنحة وذات الأجنحة الدوارة التي تطير على ارتفاع منخفض.
 |
|
الشكل (9) القاذف الصاروخي المضاد للطائرات ستينغر في وضعية الإطلاق. |
 |
|
الشكل (10) منظومة الدفاع الجوي آفنجر 3 على عربة عجلية. |
وأما منظومة باتريوت فتطلق قذائف صاروخية سطح-جو، من طراز م آي م 104 - بتريوت -patriot 104 MIM-
لاعتراض الطائرات والأهداف الجوية والقذائف الصاروخية المهاجمة على ارتفاعات متوسطة وعالية حتى مسافة 62.3 كم (37.3 ميل)، وأول ما استعملت في حرب الخليج لاعتراض قذائف سكود الصاروخية العراقية.
حوامات القتال
الحوامات هي الطائرات القتالية الرئيسية التي تستخدم لدعم العمليات البرية لمختلف الجيوش الحديثة. وتحتل الحوامة الهجومية أباتشي آ هـ - 64 وكوبرا آ هـ -1 المرتبة الأولى في الجيش الأمريكي (الشكل11). وكلتا الحوامتين عالية القدرة على الحركة وقادرة على مهاجمة أرتال المدرعات المتحركة وتدميرها، كما هي قادرة على تدمير الأهداف النقطية وذات المساحة في ميادين القتال. ويماثل ذلك في تسليح القوات البرية الروسية الحوامة مي-8 سي MI-8c الهجومية والحوامة مي 24 ميل (آ-10)MI-24 MIL ونماذجهما المطورة (الشكل 12).
 |
| الشكل (11) الحوامة الهجومية الأمريكية آ هـ-1 كوبرا. |
 |
| الشكل (12) الحوامة الهجومية الروسية مي- 24 ميل. |
الألغام
تعتمد الجيوش الحديثة اعتماداً كبيراً على استخدام الألغام بكثافة في الأعمال الحربية. وثمة تطور كبير في أُسر الألغام وطرائق زرعها أو نثرها، ومنها الألغام المضادة للأشخاص والمضادة للمركبات وللدبابات. ويمكن زرعها يدوياً أو بوساطة المركبات الهندسية أو نثرها. وقد شاع اليوم استخدام الألغام المنثورة scatterable mines على وجه الخصوص، إذ يمكن نثرها بالمدفعية وبالطائرات وبالمركبات البرية (الشكل 13) من مسافات قريبة ومن مسافات بعيدة. وهي ذاتية العمل بعد زرعها وفاعلة مهما طال بها الأمد، كما أنها قابلة لتدمير نفسها بنفسها عند الضرورة لتتيح للقوات الصديقة إمكان احتلال المنطقة التي زرعت فيها.
 |
|
الشكل (13) المركبة الهندسية باوباب Baobab المعدة لنثر الألغام. |
|
مراجع للاستزادة: - مركز الدراسات العسكرية، المعجم الموسوعي العسكري، دمشق 1988. - G. Forty, World Encyclopedia of Tanks & Armoured Fighting Vehicles , Lorenz Books, 2003. - K. Hartley, J. Belin, The Economics of the Global Defence Industry (Routledge Studies in Defence and Peace Economics), Routledge, 2021. - Ç. Kurç, R. A. Bitzinger, S. G. Neuman, Defence Industries in the 21st Century: A Comparative Analysis, Routledge, 2021.
|
- التصنيف : التقانات الصناعية - النوع : التقانات الصناعية - المجلد : المجلد الثامن مشاركة :
اخترنا لكم
المجلدات الصادرة عن موسوعة العلوم والتقانات
