تشجير
Arboriculture -

 التشجيــر

التشجيــر

محمد بطحة

أهمية التشجير وتطبيقاته

العمليات المرافقة للتشجير

مفاهيم جديدة في التشجير

 

التشجير tree-planting هو غرس الأشجار بمختلف أنواعها وأشكالها لزيادة المساحات الخضراء وتعديل المناخ وتنظيفه وتحسين التربة وزيادة خصوبتها ومقاومة التلوث وحدوث العواصف الرملية والحد من شدة الرياح وتقليل الضوضاء، إضافة إﻟﻰ الناحية الجمالية والتنسيقية والاقتصادية.

أهمية التشجير وتطبيقاته

الأشجار رئة المدن فهي تحافظ على البيئة وتقلل من التلوث، توفر الظل لمستخدميها، وتعطي منظراً جميلاً يريح النفس؛ ممّا زاد الاهتمام بزراعتها داخل المدن وخارجها الشكلان (1-2). كما أنها تخفف الملوثات الغازية وتمتص أكاسيد الرصاص التي تتراكم بشدة في المدن ولاسيما قرب إشارات المرور، كما تعمل على تلطيف حرارة الجو على الكائنات الحية كونها تمتص جزءاً من الأشعة الشمسية وتحولها من خلال عملية التمثيل الضوئي في النبات إلى طاقة غذائية يستفيد منها، فقد وُجِدَ أن الطاقة المنعكسة من أرض جرداء تبلغ 35%؛ في حين تقدر الطاقة المنعكسة من أرض ذات غطاء نباتي بـ 14%؛ وأن ظِلّ بعض الأشجار كأشجار الكافور والزان يخفض درجات الحرارة بما يراوح بين 5 و6 درجات، وقد يصل الانخفاض إلى 10° س عن الجو المحيط بأشجار التين Ficus.

الشكل (1) التشجير داخل المدينة.

الشكل (2) التشجير خارج المدينة.

يعمل التشجير وزيادة المساحات الخضراء على الحد من ظاهرة التصحر والتقليل من العواصف والدوامات الهوائية  وإمساك التراب والتقليل من عوامل التعرية وتثبيت الكثبان الرملية، وزيادة نسبة الإنعاش البيئي، ويعد من وسائل تخصيب أنواع الترب والتقليل من انتشار المكروبات ومن نسبة الرطوبة فيوفر بيئة صحية نظيفة.

كما له منافع اجتماعية واقتصادية مهمة؛ إذ تُستعمل بعض الأشجار مصدراً للوقود في بعض المناطق، وعاملَ جذبٍ لكثير من الحيوانات والطيور البرية، وتسهم في اعتدال المناخ بتصديها لظاهرة الاحتباس الحراري وتحسين نوعية الهواء وحفظ المياه، وعامل إيواءِ الحياة البرية وجذبها. ولذا تحث المنظمات البيئية والمختصون على زراعة الأشجار، كونها صديقة للبيئة، فضلاً عن تأثيرها في سرعة الرياح واتجاهها، والذي يزداد بزيادة الأشجار وكثرة أوراقها وفروعها، كما تعمل على اعتراض المياه وتخزين جزء منها والحَدِّ من الجريان السطحي للمياه، ومن ثَمّ تسهم في الحد من الفيضانات.

العمليات المرافقة للتشجير

تتبع عملية التشجير مجموعة من العمليات الأساسية والمهمة، التي من أهمها القص والتقليم والتشكيل، التعشيب والعزيق وإزالة المخلفات، التسميد، الري من خلال توفير مياه الري وإيصالها إلى النباتات بكميات كافية، الوقاية والمكافحة؛ إذ يجب إجراء الوقاية اللازمة ضد الآفات الحشرية والمرضية، وذلك بتفقد النباتات بصورة دائمة، ولاسيما في مواسم الإصابة المعتادة بحسب دورات حياة الحشرات أو تغيرات المناخ.

مفاهيم جديدة في التشجير

أحدث التطور الصناعي والممارسات الزراعية الخاطئة، سواء بالاستعمال غير المرشد للأسمدة الكيميائية أم المبيدات، تغييرات حادة في البيئة ومكوناتها، نتج منها الكثير من الملوثات الغازية الجوية أو النفايات الصلبة التي أصابت سواءً الهواء أم الأرض أم المياه.

ولما كانت الأشجار هي رئات المدن فإنً زراعتها والاهتمام بها أمر بالغ الأهمية بيئياً وجمالياً. وقد تطور مستوى خدمات التشجير من خلال زراﻋﺔ الأنواع اﻟﻤﺘﺤﻤﻠﺔ للظروف البيئية واتباع المعايير والضوابط العلمية ﻓﻲ ﺘﺸﺠﻴﺮها داﺧﻞ المدن والغابات afforestation‎، خاصة أنه وجد لها دور مهم في تنقية الهواء حتى داخل المنازل؛ فالهواء داخل المنازل معرضٌ للتلوث ليس فقط من مؤثرات الهواء الخارجية بل مما يُستخدم داخل المنازل، مثل غاز الفورمالدهيد الذي يؤثر بصورة كبيرة في الجهاز التنفسي ويسبب نوبات الربو والسعال، وينتج هذا الغاز من دخان السجائر، ومن استعمال بعض المواد المنظفة ومن بعض أنواع الطلاء الزيتي للجدران. ومن أكثر النباتات تطهيراً لهواء المنزل نبات الفلانجيوم Chlorophytum comosum ونبات الكريزانتيم Chrysanthemum والجربيرGerber والبوتس Epipremnum aureum .

وتشير الدراسات إلى أن الشجرة الواحدة تمتص وسطياً مالا يقل عن لترين من ثنائي أكسيد الكربون يومياً. وقد وجدت الحاجة إلى زراعة 11 شجرة لتخليص الهواء مما تنتجه سيارة واحدة في اليوم من غاز ثنائي أكسيد الكربون، وهذا أمر قد يكون صعب التنفيذ وعالي التكاليف.

وقد كشفت دراسة علمية في جامعة كاليفورنيا أن القيمة المالية للشجرة الحراجية بعمر 50 سنة تعطي للمجتمع ما قيمته عشرات الآلاف من الدولارات، ثمناً عينياً، من دون احتساب ثمن الأخشاب الناتجة أو أي عوائد أخرى، وقد ذُكر أن الشجرة تُعطي خلال 50 سنة من عمرها نحو 50 طناً من الأكسجين بما يعادل 32 ألف دولار، وتمتص غاز ثنائي أكسيد الكربون بما يعادل 64 ألف دولار. كما يجب ذكر دور الشجرة في حماية البيئة من الانجراف والمخزون الأرضي وتلطيف درجة حرارة الجو بما يوفر الطاقة بقيمة تعادل نحو 3000 دولار.

وأشارت دراسات أخرى إلى أنّ 150 متراً مربعاً من الأوراق الخضراء يمكن أن تغطي احتياجات فرد واحد من الأكسجين في السنة، وهذا يعني أن شجرة كبيرة الحجم يمكن أن تغطي احتياجات عشرة أشخاص في السنة، وأن حزاماً شجرياً بعرض 30 متراً يُخفض غاز أول أكسيد الكربون بنسبة 60 %، وأن الأشجار لها القدرة أيضاً على امتصاص غاز ثنائي أكسيد الكبريت. وكلما كانت الأوراق عريضة يزداد معدل الامتصاص المذكور، وتعد أوراق الموز أكثر النباتات مقدرة على امتصاص غاز ثنائي أكسيد الكبريت. ويزداد معدل امتصاص نباتات العائلة النجيلية للغاز كلما ارتفعت درجة حرارة الهواء.

مراجع للاستزادة :

- P. A. Adeniyi, Biofuel, Afforestation, Clean Development Mechanism and Climate: Change in Developing Countries: China as a Case Study, LAP LAMBERT Academic Publishing 2017.

-R.S.Elkin, Plant Life: The Entangled Politics of Afforestation, ‎ Univ Of Minnesota Press, 2022.

- W.H. Gerrit, Environmental Effects of Afforestation in North-Western Europe: From Field Observations to Decision Support, Springer Netherlands, 2007.

- G. Halldorsson, E.S. Oddsdottir, and B.D. Sigurdsson, Effects of Afforestation on Ecosystems, Landscape and Rural Development, Tema Nord, 2008.

- S. Mansouian, Forest Restoration in Landscapes: Beyond Planting trees,springer. NewYork, 2005.

 


- التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - المجلد : المجلد الثامن مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق 1