الترب (تصنيف-)
ترب (تصنيف)
Keys to soil taxonomy -
الترب
تصنيف التُرَب soil classification أحد فروع علم التربة Pedology، ويقارب غيره من التصانيف من حيث الهدف، الذي يعنى أساساً بوضع الترب المتماثلة في مجموعة واحدة، بهدف تسهيل إدارتها واستثمارها. يختلف تصنيف الترب عن غيره من التصانيف الأخرى (التصنيف النباتي أو الحيواني)، بوجود مدارس متعددة تتباين فيها الأسس والمبادئ المعتمدة، بيد أنه تُبذل جهود كبيرة وحثيثة للوصول إلى نظام تصنيفي عالمي. وما النظام التصنيفي الذي صدر في العام 2006 تحت اسم الأساس المرجعي العالمي لموارد التربة World Reference Base for soil resources (WRB) إلا ثمرة للجهود المبذولة في هذا المجال. وقد تبعه عدة إصدارات منها إصدار عام 2015.
ومع أن تصنيف الترب قديم وتعود جذوره إلى ما قبل الميلاد (ولاسيما في الصين)، وطور في ستينيات القرن السابع عشر (بريطانيا)، وإن اختلف هدفه عما هو عليه الآن، فإنه يُعد من العلوم الحديثة نسبياً؛ إذ بدأ التصنيف فعلياً في أواخر القرن التاسع عشر على يد العالم دوكوتشايف Dokuchaev وزملائه في روسيا، وطوره في مطلع القرن العشرين كل من هِلغارد Hilgard ومِربات Murbut وكوفي Coffey وغيرهم في الولايات المتحدة.
وقد اتفق الجميع منذ ذلك الحين على
وجود مجموعة عوامل تساهم في تكوين التربة، إلا أن دوكوتشايف أعطى أهمية أكبر
لكل من الغطاء النباتي والمناخ، وكان تركيزه في منهجية التصنيف على منشأ
التربة، لذلك أطلق على نظامه التصنيفي التصنيف المنشئي
classification
genetic.
وفي العام 1941 وضع جيني Jenny وصفاً تفصيلياً لعوامل تكوين التربة الخمسة الرئيسة (المناخ والمادة الأم والتضاريس والأحياء والزمن)، وأضاف إليها بعض العوامل الثانوية. في حين أكد سايمنسون Simonson (1959)، أن كثيراً من العوامل المنشئية قد تحدث في الوقت نفسه أو في أوقات متتالية، لذلك فإن الاعتماد على العمليات المنشئية وحدها في تصنيف التربة قد يكون غير مجدٍ. وثمة علماء تربة آخرون، وفيهم غاي سميث Guy D.Smith، يرون أن منشأ التربة أو العمليات المنشئية فيها على قدر كبير من الأهمية، غير أنه لا يمكن اعتمادها أساساً لتصنيف الترب، لأنه من الصعوبة بمكان تقدير هذه العمليات أو مراقبتها ميدانياً.
أثارت الأفكار السابقة جدلاً كبيراً بين علماء التربة خلال الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وخاصة في الولايات المتحدة الأمريكية، كما أنه لم يكن ثمة اتفاق حول تصنيف بعض الترب اعتماداً على منشئها، أضف إلى ذلك أن المعلومات المتوفرة حول عمليات تكون التربة كانت ماتزال محدودة وغير كاملة، لذلك صار من الواضح (بحسب رأي العلماء الأمريكيين) أن يكون النظام التصنيفي موضوعياً objective بدلاً من أن يكون غايةً أو ذاتياً subjective.
ومع تعدد مدارس علم التربة، يعتمد تصنيف الترب عموماً على الأسس التالية:
أ- الخصائص الرئيسة للترب وظروف تكوينها.
ب- الخصائص والملامح المكتسبة نتيجة استثمار الترب في الزراعة.
ج-الخصائص الإنتاجية للترب وطرائق استثمارها بصورة سليمة.
تهتم التصانيف الحديثة بالبنية المورفولوجية والمكرومورفولوجية للترب، والمسارات الرئيسة لعملية تكوينها، ونوعية المادة العضوية، والنظم الحرارية والمائية والهوائية والغذائية للتربة، كما تهتم بطبيعة الدورة الحيوية للمواد بما يسمح بتوضيح الخصائص الزراعية للتربة ويؤدي إلى إمكان تقييمها على الوجه الأمثل.
يعد تصنيف التربة ضرورة لا غنى عنها في برامج مسح التربة وإعداد خرائطها، كما يمكن استخدام التصنيف في تطبيق الوظائف والفعاليات الأساسية لعلوم الزراعة والغابات والانشاءات المدنية، والتنبؤ بسلوك التربة عند استعمال محدد أو إدارة معينة.
ويمكن عموماً تلخيص الأهداف العامة للتصنيف بالتالي:
أ- ترتيب المعرفة حول الترب وتنظيمها.
ب- فهم العلاقة بين أنواع الترب المختلفة.
ج- ترتيب الترب في مجموعات وصفوف من أجل أهداف عملية مثل:
- التنبؤ بسلوك التربة.
- تحديد الاستعمال الأفضل.
- تخمين الإنتاجية.
- التوسع في تعميم نتائج الأبحاث.
ويجب أن يؤخذ بالحسبان أن التصنيف لا يهدف فقط إلى تجميع الترب في مجموعات وإعطائها أسماء معينة، بل يمكن أن يكون إطاراً لتقييم التربة، بمعنى أنه لا يمكن تصنيف أي تربة إلا بعد دراسة خصائصها وتقييمها.
أنظمة تصنيف التربة soil classification systems:
يختلف تصنيف التربة عن التصانيف الأخرى، لاختلاف مدارسه، وعليه توجد في العالم أنظمة تصنيفية متعددة. يمكن حصرها في ثلاث مجموعات من حيث شمولها:
- أنظمة تصنيف على المستوى العالمي مثل: نظام منظمة الأغذية والزراعة (الـفاو) Food and Agriculture Organization (FAO) ونظام الأساس المرجعي العالمي (WRB).
- أنظمة تصنيف على مستوى دولة، لكنها اكتسبت شهرة عالمية بسبب تطبيقها في العديد من دول العالم، مثل نظام التصنيف الروسي ونظام تصنيف التربة الأمريكي، وإلى حد أقل، نظام التصنيف الفرنسي.
- أنظمة تصنيفية على المستوى الوطني مثل التصنيف الألماني والأسترالي والصيني، ومازالت تستخدم محلياً.
ومع اختلاف مدارس تصنيف التربة، فإن لجميع التصانيف بنية هرمية؛ فالترب الموجودة في قمة الهرم تتمتع بدرجة دنيا من التماثل، وتلك الموجودة في أسفل الهرم لها درجة تماثل كبيرة جداً، ولا تؤثر الاختلافات بينها في استعمالها. ولابد عموماً من مراعاة النقاط التالية عند وضع أي نظام تصنيفي للتربة:
- تحديد الغاية من التصنيف.
- تحديد الأسس التي سيقوم عليها التصنيف وصياغتها بدقة.
- إعداد نظم الوحدات التصنيفية المتسلسلة، الرتبة وتحت رتبة والنمط وغيرها...
- إعداد مخططات التسميات التصنيفية للترب.
- تحديد الملامح التي تتصف بها كل وحدة تصنيفية في الطبيعة، وإبرازها على خرائط التربة.
بدأ علماء التربة الأمريكيون بتطوير نظام تصنيفي خاص بهم دعي آنذاك "النظام التصنيفي التقريبي" approximation. وقد عرض هذا النظام أول مرة في المؤتمر الدولي لعلوم التربة في ماديسون Madison في العام 1960. لكن ذلك النظام الجديد لم يكن كاملاً، ولم يتم تبنيه، واستمر العمل على تطويره وتعديله بناء على المعطيات الجديدة عن خصائص الترب المختلفة حتى العام 1975، حيث صدر النظام التصنيفي الأمريكي الجديد تحت عنوان التسمية التصنيفية للترب Taxonomy Soil واعتمد أساساً على تصنيف التربة بحسب خصائصها، وأن تكون تلك الخصائص قابلة للمشاهدة (الوصف) أو القياس، وأن يكون لها تأثير في منشأ التربة أو أنها نتجت أصلاً عن العمليات المنشئية.
وقد تبين فيما بعد أن هذا النظام في حاجة إلى تطوير عن طريق الاستمرار في تجميع المعلومات عن التربة. وبُدء منذ منتصف الثمانينيات في إصدار كتيب كل عامين عنوانه "مفاتيح تصنيف التربة" Keys to Soil Taxonomy. اعتمد نظام التصنيف الأمريكي هذا على خصائص التربة ونتائج العمليات المنشئية، التي يمكن مشاهدتها أو قياسها أو وصفها، ولها دورها في التأثير في سلوك التربة. وقد جمعت هذه الأفكار، إضافةً إلى الشروط المناخية، في ثلاثة أسس هي:
أ- الآفاق الشخصية: السطحية وتحت السطحية.
ب- الصفات التشخيصية.
ج- نظاما التربة الرطوبي والحراري.
يعتمد الأساسان الأول والثاني على العمليات المنشئية في التربة ومدى تطورها. أما الأساس الثالث فيعتمد على الشروط المناخية وخاصة الرطوبة والحرارة.
تأخذ بنية نظام تصنيف التربة الأمريكي شكل هرم من ستة مستويات أو مجموعات (الشكل 1)، تتدرج من العام جداً إلى الخاص جداً، ويمكن تمثيلها بالتالي مع عدد وحدات كل مستوى أو مجموعة:
الشكل (1) هرم تصنيف الترب الأمريكي. |
بمعنى أن التشابه يكون في حده الأدنى في قمة الهرم (الرتبة)، ثم يزداد حتى يصل إلى حده الأقصى (تشابه شبه كامل) في أسفل الهرم (السلسلة)، ويبين الجدول (1) بعض صفات ترب الرتب الاثنيّ عشر.
الجدول (1) رتب الترب في نظام Soil Taxonomy وتسميتها |
|||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
2- تصنيف منظمة الاغذية والزراعة العالمية (FAO)
تضم خريطة ترب العالم المعدلة التي أعدتها في العام 1999 منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة، 28 وحدة تربة رئيسة من المستوى الأول، وهي أكبر تقريباً من المجموعات الكبرى في التصنيف الأمريكي أو تصنيف التربة الروسي. تتوزع وحدات المستوى الأول هذه إلى 137 مجموعة في المستوى الثاني، (الجدول 2).
الجدول (2) ترب المستوى الأول حسب توزعها الجغرافي والمستوى التطوري لها. | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
يعتمد نظام التصنيف في FAO على الآفاق التشخيصية لفصل وحدات التربة وتصنيفها، يرتبط هذا التصنيف بالمبادئ العامة لنشوء التربة soil genesis. ومع ذلك فإن عمليات تكوين التربة في حد ذاتها لا تُستعمل معاييرَ للتصنيف، وإنما تستعمل نتائجها وتأثيراتها، التي تعبر عنها خصائص التشكيل وتحددها كمياً، ولها قيمة كبيرة في تعرف وحدات التربة.
إن معظم تعاريف الآفاق الشخصية المستعملة في نظام FAO (إن لم يكن جميعها)، مستمدة من تلك المعتمدة في نظام Soil Taxonomy. وقد رُتبت مجموعات تربة المستوى الأول في ثمان وحدات أو أعمدة تضم كل مجموعة منها الترب المتقاربة في توزعها الجغرافي والمستوى التطوري لها.
3- الأساس المرجعي العالمي لموارد التربة (WRB):
بدأ العمل باستخدام الأساس المرجعي العالمي لموارد التربة مع بداية الثمانينيات من القرن الماضي، إذ ظهرت الحاجة إلى ضرورة توفير معلومات متجانسة عن التربة يمكن للمختصين تداولها والاستفادة منها، وهذا ما دعا منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة إلى التفكير في إيجاد إطار يمكن من خلاله ربط النظم التصنيفية الموجودة حالياً، والعمل على تجانسها؛ مما يجعل هذا التصنيف وسيلة عالمية للتواصل بين المعنيين بالتربة وتبادل المعلومات.
بناء على هذا الطرح من قبل منظمات مثل: منظمة الأغذية والزراعة FAO ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO) وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة United Nations Environment Program (UNEP)، والمركز الدولي لمراجع للتربة ومعلوماتها International Soil Reference and Information Centre (ISRIC)؛ اجتمعت مجموعة من علماء التربة في صوفيا - بلغاريا عامي 1980 و1981، بهدف تحسين أساليب المشاركة فيما بينهم ومتابعة وضع خريطة محدَّثة لترب العالم، وقرر المجتمعون طرح برنامج لتطوير أساس مرجعي دولي لتصنيف التربة International Reference Base for soil classification (IRB) بهدف الوصول إلى اتفاق حول مجموعات الترب الكبرى major soil groups، ليتم تمييزها على هذا الأساس، وكذلك الاتفاق على معايير criteria تعريفها وتمييزها، بما يؤدي إلى تسهيل تبادل المعلومات والخبرة، وإيجاد لغة علمية مشتركة، إلى جانب تقوية تطبيقات علوم التربة.
تتالت اجتماعات هذه المجموعة من العلماء بين عامي 1982 و1998، وكانت تقدم تقاريرها إلى مؤتمرات الجمعية الدولية لعلوم التربة International Union of Soil Sciences (ISSS)، وتم تغيير اسم المشروع إلى WRB في العام 1992. وفي العام 1998 صدر النص الرسمي الأول في ثلاثة مجلدات:
1- الأساس المرجعي العالمي لموارد التربة - مقدمة.
2- الأساس المرجعي العالمي لموارد التربة - الأطلس.
3- الأساس المرجعي العالمي لموارد التربة.
وقد تم تبني النص من قبل مجلس الجمعية العالمية لعلوم التربة، وكذلك قبول المصطلحات لتسمية التربة وتصنيفها.
واتُفق على بقاء النص كما هو مدة ثماني سنوات على الأقل، مع العمل على اختبار النظام بصورة مكثفة ومراجعته في المؤتمر الثامن عشر للجمعية عام 2006، وصدرت الطبعة الأخيرة منه في العام ذاته. وقد جرى شرح النظام في مناطق عدة من العالم -عن طريق المحاضرات والأقراص المضغوطة- لإيضاح الترب الرئيسة في العالم وخريطة موارد التربة فيه بمقياس 25:1 مليون، بالتعاون بين مراكز الأبحاث المشتركة والـ FAO وISRIC وتم نشره على الشابكة (الإنترنت).
تم تشكيل مجموعات عمل خاصة special working groups في الاتحاد الدولي لعلوم التربة International Union of Soil Sciences (IUSS) الذي كان يدعى ISSS للعمل على حل بعض المشكلات مثل ترب Cryosols وترب المناطق السكنية والطرق والمناجم، واقتراح الحلول لها، وتم تبني بعض من هذه المقترحات.
في عام 2006 خضـعت الطبعة الثانية من نظـام WRB إلى مراجعة شاملة وأساسية، وتم إضافة مجموعتين جديدتين؛ ليصبح عدد المجموعـات المرجعية للتربة 32 بدلاً من 30.
المبادئ الأساسية لنظام (WRB):
وُضعت المبادئ الأساسية -التي اعتمد عليها هذا النظام- في اجتماعات صوفيا عامي 1980 و1981، وطوَّرت لاحقاً من مجموعات العمل التي تشكلت لهذا الغرض. ويمكن تلخيص هذه المبادئ بالآتي:
- اعتمد تصنيف التربة على خصائصها، بدءاً بالآفاق والصفات ومواد التربة التشخيصية، التي يمكن قياسها أو ملاحظتها إلى أكبر حد ممكن في الحقل.
- يأخذ اختيار الصفات التشخيصية بالحسبان علاقة هذه الصفات بعوامل تكوين التربة، حيث تبين أن فهم هذه العوامل يسهم في توصيفٍ أفضل للتربة؛ من دون أخذها قرائن للتفريق.
- اختيار الصفات التشخيصية على المستوى الأعلى، على أن يكون لها مدلول معنوي فيما يتعلق بإدارة التربة.
- لم تستعمل العناصر المناخية في النظام التصنيفي، ولكن يجب أن تؤخذ البيانات المناخية عندما يكون الهدف تفسيرياً، وربطها بخصائص التربة؛ من دون أن تعدّ جزءاً من تعريف التربة.
- نظام WRB نظام شامل، يسمح للجميع بدعم نظم التصنيف الوطنية.
أسس بناء نظام (WRB):
1- المستوى الأول: الأساس المرجعي reference base، ويحتوي على 32 مجموعة تربة مرجعية Reference Soil Groups (RSGs).
2- المستوى الثاني: نظام WRB التصنيفي، ويتألف من اتحاد مجموعة من السابقات prefix واللاحقات suffix، التي تضيف إلى اسم مجموعة الترب المرجعية RSG ما يناسبها من تعريف يسمح بتوصيف دقيق وتصنيف لكل مقطع من مقاطع التربة بصفته المقيدة qualifier.
ليس المقصود بالنظام الجديد أن يكون بديلاً من أنظمة التصنيف الوطنية للتربة، بل يهدف إلى توفير إمكان للتواصل على المستوى العالمي، وهذا يتضمن أن المستويات الدنيا من التصنيف كالمستوى الثالث من WRB، يمكن أن يسهم في خدمة التصنيف المحلي في البلد، حيث يؤكد هذا المستوى ضرورة إبراز الصفات التي يُعتقد أنها ضرورية لاستعمال التربة وإدارتها. على سبيل المثال:
- عدد من مجموعات الترب المرجعية RSGs في نظام WRB، تمثل ترباً رئيسة في بعض المناطق، مما يعطي نظرة شاملة للغطاء البيدولوجي للعالم.
- استعملت مصطلحات خريطة ترب
العالم،
(FAO
,UNESCO
1988)،
لتطوير نظام WRB،
وذلك من أجل الاستفادة من ميزة الربط بين ترب العالم التي تم تنفيذها حتى الآن.
- إن تعريف وحدات التربة ووصفها، يعكس الاختلاف في خصائصها، شاقولياًوأفقياً.
- إن عبارة أساس مرجعي هي دلالة لصفة مشتركة يفترضها نظام WRB، وتمتلك وحدات التربة في هذا النظام مساحة واسعة لتحفيز التناغم والتجانس والربط بأنظمة التصنيف المحلية.
- إضافة إلى نظم التصنيف القائمة؛ فإن النظام يسهم في استكمال قواعد بيانات التربة.
- التسميات nomenclature المستعملة لتمييز مجموعات الترب، مازالت تحتفظ بالتسميات التقليدية المستعملة، أو يمكن وصفها بسهولة في اللغة الحالية.
- لقد تم تمييز الصفوف على المستوى الأول أو الأعلى في نظام WRB أو تفريقها، اعتماداً على العمليات المنشئية الأولية في التربة، والتي أدت إلى ظهور بعض صفات التربة.
- أما على المستوى الثاني، فقد تم تفريق الوحدات على أساس عمليات تكوين التربة الثانوية، والتي أثرت في صفات التربة الأولية.
المفتاح إلى مجموعات الترب المرجعية:
ينبع مفتاح RSGs في نظام WRB من مصطلحات خريطة ترب العالم legend of the soil map of the world، ويوضح الجدول (3) مفتاح مجموعات الترب المرجعية في نظام WRB.
جدول (3) مفتاح مجموعات الترب المرجعية في نظام WRB. | ||||||||||||||
|
دالاّت الترب:
لقد تم التمييز في نظام WRB بين الدالّة النموذجية المرافقة typically associated qualifier والدالّة الانتقالية والدالات الأخرى.
تعود الدالّة المرافقة إلى مجموعات ترب مرجعية خاصة في المفتاح، مثال plaggic في مجموعة Anthrosols، الدالات الانتقالية هي تلك التي تعكس صفات تشخيصية مهمة في مجموعات ترب مرجعية أخرى، أما الدالات الأخرى فهي دالّات مرافقة غير نموذجية.
أسس استخدام الدالات في نظام WRB:
تستعمل هذه الدالات في حالتين:
- دالة سابقة prefix qualifiers: وهذه تخص الدالات المرافقة النموذجية والدالات الانتقالية، يأتي ترتيب الدالات الانتقالية متوافقاً مع ترتيب RSGs في مفتاح WRB، باستثناء مجموعة ترب Arenosols، وقد تم ترتيب هذا الانتقال مع الدالّة اللاحقة الخاصة بالنسيج، الدالّة Haplic، تقفل قائمة الدالّة البادئة، وهذا يدل على عدم إمكانية تطبيق الدالات المرافقة ولا الدالات الانتقالية.
- دالة لاحقة suffix qualifiers: تأتي الدالات اللاحقة الأخرى كما يلي:
1- دالّات مرتبطة بالآفاق والصفات والمواد التشخيصية.
2- دالّات مرتبطة بالخواص الكيميائية.
3- دالّات مرتبطة بالخواص الفيزيائية.
4- دالّات مرتبطة بالصفات الفلزية (المعدنية).
5- دالّات مرتبطة بالصفات السطحية.
6- دالّات مرتبطة بخواص نسيج التربة بما فيها القطع الخشنة Coarse fragments.
7- دالّات مرتبطة باللون.
8- دالّات متبقية.
توضع الدالّة السابقة prefix qualifiers دائماً قبل اسم مجموعة التربة المرجعية، أما اللاحقة suffix، فإنها توضع بين قوسين بعد اسم مجموعة التربة المرجعية، ولا يسمح النظام، بوضع مجموعة من الدالّات للإشارة إلى حالات متماثلة أو متطابقة.
4- التصنيف في المدرسة الروسية:
وضع دوكوتشايف Dokuchaev أول تصنيف علمي للترب استناداً إلى عوامل تكوينها، وعدّ نمط التربة المنشئي الوحدة الأساسية للتصنيف، وعرف نمط التربة soil type بأنه مجموعة الترب المتماثلة في خصائصها، حيث تتكون في شروط متشابهة مناخياً وصخرياً وتضاريسياً.
قسّم دوكوتشايف في العام 1886 ترب نصف الكرة الأرضية الشمالي إلى ثلاثة صفوف، استناداً إلى العلاقة بين خصائص الترب وظروف تكوينها، وهي:
- صف الترب العادية normal soils: يضم سبعة أنماط منشئية.
- صف الترب الانتقالية transitional soils: يضم ثلاثة أنماط منشئية.
- صف الترب غير العادية anormal soils: يضم ثلاثة أنماط منشئية.
عدّل سبيرتسيف Sibirtzev في العام 1895 هذا التقسيم، ليربط خصائص تكوين الترب بتوزعها الجغرافي، ولينتشر تصنيفه هذا إلى مختلف المدارس في العالم، على النحو التالي:
- ترب نطاقية zonal soils: تعكس الظروف النطاقية التي تعني تكوّن التربة تحت تأثير المناخ والنبات.
- ترب بين نطاقية entrazonal soils: يكون دور المناخ والنبات واضحاً، لكنه ليس سائداً.
- ترب لا نطاقية azonal soils: تؤدي الظروف المحلية، كالصخور أو المستنقعات، الدور الأول في تكوين التربة، ويكون دور المناخ والنبات ثانوياً.
وقد استندت معظم التصانيف اللاحقة على الأسس التي وضعها العالمان المذكوران؛ من حيث النظر إلى التربة كجسم طبيعي، يتطور متفاعلاً بشكل وثيق مع الوسط المحيط، ويطابق النمط المنشئي نطاقاً جغرافياً طبيعياً.
وقد عمل كثير من العلماء في مجال تصنيف الترب، من أشهرهم إيفانوفا Ivanova وروزوف Rozov، وغيراسيموف Gerassimov، وصدر نتيجة أعمالهم عدد من المخططات التي تعرضت لكثير من التعديلات، وأهم تلك المخططات، ما صدر في العام 1967 عن وزارة الزراعة والعامين 1977 و1989 عن معهد دوكوتشايف.
يضم المخطط الأول ثمانية صفوف أو مجموعات بيئية مناخية (بيومناخية) أو بيئية منشئية، بينما يضم المخطط الثاني عشر مجموعات، باستثناء ترب المناطق القطبية والتوندرية، وتم فيه تصنيف نحو 80 نمطاً من الترب، وجمعت تلك الأنماط في مجموعات بيئية نطاقية ورتب رطوبة.
تميز كل مجموعة أو صف استناداً إلى المناخ، ونوعية الغطاء النباتي، واعتمدت مؤشرات مناخية محددة هي:
- المتوسط السنوي لدرجات حرارة التربة التي تتجاوز 10°س على عمق 20 سم.
- عدد أشهر السنة التي تكون فيها درجة حرارة التربة سالبة على ذلك العمق.
- معامل الترطيب.
قسمت المجموعات المذكورة إلى تحت مجموعات تبعاً للخصائص البيئية والفيزيائية والكيميائية للترب، مثل: نوعية الدبال، وتفاعل التربة، والمحتوى من الكربونات، والقلوية، والملوحة، والبودزولية وغيرها. كما قسمت استناداً إلى ظروف الرطوبة إلى ثلاث رتب: ذاتية، نصف مائية، ومائية.
تضم المجموعة البيومناخية رتب الترب وأنماطها المتشابهة بخصائصها والمرتبطة ارتباطاً وثيقاً مع الوسط الطبيعي، إذ يعتمد في ذلك على النظام الحراري للتربة، والطاقة الحيوية لعملية تكوين التربة، وخصائص النظام المائي المتعلق بالرطوبة الجوية. وتضم كل رتبة عدداً من أنماط الترب المتقاربة في خصائصها.
يلخص العالم دوشوفو Duchaufour أسس هذا التصنيف، إذ يقوم على نشأة الترب من جهة، ويتميز بخاصتين رئيسيتين من جهة أخرى هما:
- اعتماده على الخصائص الداخلية للترب والإحاطة بالظروف الخارجية التي تشارك في تطورها، مثل المناخ والمواد الأصل وغيرها.
- اعتماده على خصائص التربة كافة بدرجة متساوية.
أما المعايير الأساسية لهذا التصنيف فهي:
أ- درجة تطور المقطع والآفاق الظاهرة وعلاقتها بتطور التربة، إذ يمكن أن تكون المقاطع على أحد الأشكال التالية (إن وضع الأفق بين قوسين يدل على بداية تطوره):
- الأفق C (A)، ترب معدنية خشنة.
- الأفق AC، ترب قليلة التمايز، تحوي مواداً عضوية.
- الأفق A (B) C، ترب متطورة تحت تأثير التجوية، حيث يكون الأفق (B) نسبياً.
- مقطع ABC، ترب متطورة تحت تأثير التجوية، ويلاحظ فيها انتقال المواد، حيث تعطي بداية لتكوين أفق الترسيب B.
ب- نوع التجوية المناخية: إذ تزداد بدءاً من المناخ الجاف، وانتهاء بالمناخ الحار الرطب.
جـ - نوعية المواد العضوية وتأثيرها في تطور الترب.
د- تأثير الماء الأرضي.
تقسم الترب حسب التصنيف الفرنسي إلى اثني عشر صفاً، ويعادل الصف هنا الرتبة في التصنيف الأمريكي، وفيما يلي أسماء هذه الصفوف:
1- ترب معدنية بدائية.
2- ترب متطورة قليلاً.
3- ترب مقلوبة vertiols.
4- ترب سوداء Andosols.
5- ترب كلسية مغنيزية.
6- ترب متساوية الدبال.
7- ترب بنية.
8- ترب بودزولية.
9- ترب أكاسيد نصف ثلاثية.
10- ترب فيراليتية.
11- ترب هدرومورفية.
12- ترب صودية
حسن حبيب
مراجع للاستزادة: - فلاح أبو نقطة، حسن حبيب. مسح وتصنيف التربة، منشورات جامعة دمشق، دمشق 2010. - P. Duchaufour. Pedogenesis and Classification. Translated by T.R.Paton, George Allen and UNWin, 1982. - A.K. Kolay, Soil Genesis, Classification Survey and Evaluation,Atlantic Publishers and Distributors 2019. - FAO, UNESCO, Soil Map of the World, ISRIC, Wag, 1994. - FAO, World Reference Base for Soil Resources, World Soil Resource Report, Rome, 2006. - Keys to Soil Taxonomy, United States Department of Agriculture (USDA), Twelfth Edition, 2014. - Soil survey staff, Keys to Soil Taxonomy, NRCS, USDA, Govern. Printing office, Washinghton DC, 2010.
|
- التصنيف : علوم البيئة والتنوع الحيوي - النوع : علوم البيئة والتنوع الحيوي - المجلد : المجلد السابع مشاركة :