الباراكودا (الأصفرني)
باراكودا (اصفرني)
Barracuda -
عصام كروما
خصائصها الشكلية | قيمتها الغذائية |
موائل عيشها وتوزُّعها الجغرافي | طرائق صيدها |
التكاثر | تسويقها |
أهميتها البيئية وعلاقتها بالإنسان | الإنتاج العربي |
الباراكودا Barracuda/Bécune اسم شائع يرد في قواعد المعلومات السمكية؛ إشارة إلى 27-28 نوعاً من الأسماك المنضوية تحت جنس Sphyraena، الجنس الأوحد لفصيلة الإسفرنيات Sphyraenidae من رتبة شوكيات الزعانف Perciformes من Barracuda/Bécune صف شعاعيات الزعانف Actinopterygii. ولعل أكثر الأنواع شيوعاً في المنطقة العربية نوع المِغزَل S. sphyraena (الشكل 1) في البحر المتوسط وشرقي الأطلسي والباراكودا الكُبرى S. barracuda في الخليج العربي وبحر العرب والبحر الأحمر.
الشكل (1) الباراكودا - نوع المِغزَل S. sphyraena |
والواقع أن هذا السمك واسع الانتشار لدرجة أنه يكاد لا يخلو مشهد من الشعاب المرجانية للبحار والمحيطات الاستوائية وشبه الاستوائية ومياهها الشاطئية من أسماك مغزليةٍ متطاولة زرقاءَ خضراءَ قاتمة قوية الجسمِ كبيرة الفكينِ حادة الأسنانِ تثير الرعب، تلك هي أسماك الباراكودا التي تُعرَف في شرق المتوسط بالإسفرنة والمِغزَل في جنوبه والعُقام في دول الخليج العربي والقُد في عُمان واليمن.
الباراكودا سمكة مغزلية الشكل انسيابية متطاولة شبه أسطوانية، يتجاوز طول بعض أنواعها المترين (2.1 م) وقد يزن 50 كيلوغراماً. تتميز برأس كبير وخطم طويل مُؤنَّف وفكين عميقين يتقدم السفليُّ منهما العُلويَّ وينفتحان عن تجويف فموي كبير. أسنانها بارزة متباينة الأحجام أشبه بالأنياب تتوضع في مَغارِز سنية وعلى عظمي الحنك. تفتقر أغلب أنواعها إلى الأقواس الغلصمية (الأمشاط الغلصمية) التي إن وُجِدَت؛ فمشط واحد، ونادراً اثنان على القوس الغلصمية الأولى. لها زعنفتان ظهريتان قصيرتان متباعدتان، للأمامية منهما خمس أشواك (5) وللخلفية شوكة واحدة وتسعة أشعة طرية (I+9)، وهذه الأخيرة تماثل الزعنفة الشرجية (II+9-7) حجماً، وتتناظر معها موقعاً، كما تتناظر الزعنفة الظهرية الأمامية مع الزعنفتين البطنيتين (I+5) تناظراً شبه كامل. أما الزعنفتان الصدريتان فتكونان صغيرتين واطئتي التموضع، والزعنفة الذيلية عندها مشطورة باعتدال. جسمها ناعم الملمس تكسوه حراشف صغيرة شبه دائرية تنتشر على غطاءي الغلاصم الخاليين من الأشواك. الخط الجانبي عندها جليٌّ يستقيم من الرأس إلى الذيل، ويحوي 75-150 حرشفة. فقراتها 12+12=24. ظهرها قاتم اللون أزرق أو أخضر أو رمادي، والجانبان فضيان قد تعتريهما بقع أو رقع عمودية داكنة، أما البطن فبيضاء فضية، والزعانف صفراء أو داكنة (الشكل 2).
الشكل (2) الباراكودا الكُبرى S. barracuda |
موائل عيشها وتوزُّعها الجغرافي
تتدرج أغلب أسماك الباراكودا الشاطئية neritic بين السابحة pelagic والمجاورة للقاع demersal. تقطن المياه الضحلة كالخلجان والأهوار والشعاب (الحيود) المرجانية والمياه المختلطة، لكن بعضها يعيش في الآفاق السطحية للمياه البحرية الحرة حتى عمق 100 متر وأحياناً 200 متر. تنتشر في البحار والمحيطات الاستوائية وشبه الاستوائية كافة وفي أغلب البحار المعتدلة.
تتزاوج أسماك الباراكودا عامة في الأعماق في الربيع والصيف، وينجرف البيض باتجاه الشواطئ حيث يتنامى ويفقس. تتخذ الفراخ من مهود الأعشاب البحرية وغابات القرم mangrove ملاذاً، ثم تبتعد قاصدةً الشعاب المرجانية. تشكل الأفراد الفتية أسراباً في المياه الشاطئية، في حين ترحل الأسماك الكبيرة مئات الأميال، وتعيش فُرادى في المياه الحرة البعيدة، أما الباراكودا الكُبرى؛ فتستقر قرب الشواطئ عند مصبات الأنهار. بعض أنواعها نهاري الحياة diurnal، وبعضها ليلي nocturnal، غذاؤها الرئيسي الأسماك وأحياناً القشريات ورأسيات الأرجل والأشلاء. تهاجم صغارُها الجوَّابة أفواج السردين والأنشوجة، أما كبار أفرادها فتكمن ساكنة في مخابئها، وتنقض بسرعة خاطفة - قد تصل إلى نحو 43 كم/ساعة - لاقتناص فرائسها.
أهميتها البيئية وعلاقتها بالإنسان
هي سمكة مفترسة وقَمَّامَة شرهة تنقض أحياناً على فرائس كبيرة، وتنتزع مُضَغاً من أجسادها. ولدى ضعف الرؤية تواكب الغطاسين ظناً أنهم من المفترسات الكبيرة وأملاً في التقاط بقايا فرائسهم، وقد تبادر السابحين بالهجوم ظناً أنهم من أعدائها في الطبيعة. إن استُثيرَت تقفز خارج الماء مستهدفةً قوارب التَّريُّض والصيد، فتُحْدِث بأسنانها الحادة جروحاً عميقة للملاحين (الشكل 3). وهي إذ تنجذب إلى الأجسام البراقة؛ قد تهاجم حَمَلَةَ الحُلِيِّ إن اقتحموا موائلها.
الشكل (3) عضة الباراكودا |
تحتل الباراكودا مستوى رفيعاً في الشبكة الغذائية في الوسط البحري ودوراً فاعلاً في توازنه الحيوي من خلال اجتثاث الأفراد الضعيفة. ولعل بنيتها القوية وفكوكها العميقة وأسنانها الكُلّابية المرعبة قَصَرَت أعداءها الحيوية على الحيتان القاتلة وأسماك التونة الضخمة والكواسج.
يحظى لحم الباراكودا الأبيض بقيمة غذائية وتسويقية رفيعة؛ نظراً لجودته وطعمه الشهي وغناه بالفسفور والحديد والڤيتامينات (أ، د، هـ) (A, D, E) الضرورية لصحة الجسمِ وهيكلهِ ودمهِ ومناعتهِ وخِصبهِ. كما يمتاز لحمها بغناه بالحموض الدهنية غير المشبعة من زمرة omega-3 المفيدة لمرضى القلب والأعصاب وتصلب الشرايين. بيد أنه يُحَذَّر من استهلاك لحوم الأفراد الكبيرة من الأنواع الضخمة- ولاسيما الباراكودا الكُبرى - تجنُّباً لتسمم السيجواتيرا ciguatera الذي يتجلى بإسهال شديد وارتكاسات عصبية وآلام عضلية ومفصلية وحكاك ونوبات من البرد والحمى تنتهي 7 % منها بالوفاة.
يعتمد الصيد التجاري للباراكودا خيوطَ الصنانير اليدوية وخيوط الشِّراك longline وخيوط الجر trolling lines والفِخاخ traps وشباك التَّحويق الجَيبِية purse seines والشباك الجارفة trawls والشباك الثابتة set nets. أما صيد الهواة؛ فيعتمد الطُّعوم المعدنية العاكسة للضوء.
تُسَوَّق أسماك الباراكودا كاملةً أو على شكل شرائح طازجة ومُجَمَّدة ومُجَفَّفة ومُمَلَّحة ومُدَخَّنة.
بلغت صيديات الباراكودا في المنطقة العربية 16 ألف طن عام 2012، حققت منها اليمن وعُمان والإمارات الثلثين ونيفاً بواقع 26,5 % و25 % و16,1 % على التوالي. وقد عادَلَ الإنتاج العربي من الباراكودا 9 % من حصيلة صيدها على الصعيد الدولي بحسب مستندات منظمة الأغذية والزراعة(الفاو) Food and Agriculture
(Organization (FAO عن عام 2012.
مراجع للاستزادة: -M. Dando, M. Burchett and G. Walker, Sea Life, A Complete Guide to the Marine Environment, Smithsonian Institution Press, Washington, D.C. 1996. -P. Whitehead, How Fishes Live, Galley Press, Leicester, 1977. |
- التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا) - النوع : علم الحياة (البيولوجيا) - المجلد : المجلد الرابع مشاركة :