البامياء
بامياء
Okra -
متيادي بوراس
الموطن الأصلي وتاريخ الزراعة والانتشار
تعد البامياء okra أو gumbo أحد محاصيل الخضار المحببة للمستهلك العربي، وتنتشر زراعتها في معظم أرجاء الوطن العربي، وتتبع البامياء الجنس Abelmoschus من الفصيلة الخبازية Malvaceae. يضم هذا الجنس عدة أنواع، منها البري ونصف المزروع والمزروع:
الأنواع البرية: مثل A. tuberculatus الذي يوجد في مناطق جبلية متوسطة الارتفاع من شمالي إفريقيا وغربيها، وA. ficulneus الذي يعتقد أنه الأصل البري للنوع المزروع، وينتشر في مناطق واسعة تمتد من جنوب التشاد حتى أواسط أستراليا، وA. crinitus الذي يتصف بأن نباتاته معمرة، ويتميز بقدرته على تكوين جذور متدرنة، وينتشر في مناطق تمتد من شمال الباكستان نزولاً حتى جزيرة جاوة في إندونيسيا،
وA. angulosus الذي يعد النوع البري الوحيد القادر على تحمل درجات الحرارة المنخفضة، ويوجد في مناطق جبلية يراوح ارتفاعها بين 750 - 2000 م عن سطح البحر. ينتشر في المناطق الرطبة والمعتدلة من شرق كيرالا في الهند حتى بالي في إندونيسيا.
الأنواع نصف المزروعة: ومنها النوعان التاليان: A. moschatus الذي يعد من أوسع الأنواع انتشاراً في العالم، ويضم تحت النوعين A.m. biakensis الذي يوجد في مقاطعة جويانا الإفريقية قريباً من الساحل، وA.m. tuberosu، وهو نبات معمر بفضل جذوره المتدرنة، ويتحمل الإجهادات البيئية اللاأحيائية.
وA. manihot الذي يضم تحت النوع A.m. manihot الذي يوجد في منطقة الشرق الأقصى وشبه القارة الهندية وشمالي أستراليا، وتحت النوع A.m. tetraphyllus الذي ينتشر في شمالي آسيا.
النوع المزروع: A. esculentus الذي يزرع بوصفه محصولاً خضرياً في أغلب المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية من العالم.
البامياء نبات عشبي حولي، قد يكون شجيرياً في الأصناف طويلة الساق شديدة التفرع، ويكون الجذر وتدياً لحمياً متعمقاً ومتفرعاً. والساق عشبية قائمة تتخشب بتقدم النبات في العمر، لونها أخضر داكن (مع أصبغة أنثوسيانية أحياناً) تغطيها شعيرات خشنة، يختلف ارتفاعها باختلاف الأصناف. تتفرع من قرب القاعدة إلى عدة فروع قائمة.
وتكون الأوراق بسيطة، كبيرة الحجم، لها شكل راحة اليد، مفصصة إلى 3-5 فصوص أو أكثر (الشكل1)، يختلف عمق التفصيص باختلاف الأصناف. تغطي سطحها وأعناقها شعيرات حادة.
الشكل (1) نبات البامياء |
تكون الأزهار فردية في آباط الأوراق، وتظهر بالتدريج بدءاً من قاعدة النبات باتجاه القمة على الساق الرئيسة والفروع الجانبية.
أما الزهرة فتكون خنثى كاملة، لها وريقات تحت كأسية كثيرة وكأس ذات خمس سبلات، وتويج ذو خمس بتلات، الأسدية خمس، خيوطها ملتحمة تكوِّن أنبوبة سدائية. ويتكون المبيض من خمسة مساكن أو أكثر، وبكل منها عدد من البييضات. القلم داخل الأنبوبة السدائية، والميسم متفرع إلى عدة فروع. التلقيح الذاتي هو السائد مع نسبة من التلقيح الخلطي.
ثمرة البامياء لحمية مضلعة من مرحلة النضج الاستهلاكي، تتخشب عند تمام النضج البيولوجي. وتتفتح طولياً عند الأضلاع، مغطاة بشعيرات تختلف في خشونتها باختلاف الأصناف. يراوح طولها بين
5 - 12 سم، ولونها بين الأخضر الفاتح والأخضر الداكن البنفسجي. البذور كبيرة الحجم نسبياً، سمراء اللون أو مخضرة، مستديرة الشكل ذات بروز واضح (الشكل 2).
الشكل (2) ثمرة البامياء. |
الموطن الأصلي وتاريخ الزراعة والانتشار:
يُعتقد حالياً أن المناطق الاستوائية الجافة من إفريقيا- وعلى وجه التحديد المنطقة التي تضم حالياً إثيوبيا والسودان- هي الموطن الأصلي لنبات البامياء وذلك منذ أكثر من 4500 عام قبل الميلاد. وانتشرت من إثيوبيا إلى شمالي إفريقيا ومنها إلى شرق حوض البحر المتوسط وشبه الجزيرة العربية والهند، حيث زرعت في هذه المناطق منذ آلاف السنين، وأدخلت زراعتها إلى أوربا في بداية القرن الثالث عشر، ومن ثم إلى أمريكا في منتصف القرن السابع عشر. وتشير بعض المعطيات إلى أن البامياء زرعت في وادي النيل منذ القرن الثاني عشر قبل الميلاد، وأن الهند هي موطنها الأصلي.
تزرع البامياء من أجل الثمار الفتية (القرون) التي تستخدم للاستهلاك طازجة ومعلبة ومجمدة، ومجففة. وتعدّ مصدراً غذائياً مهماً لاحتوائها العديد من العناصر الغذائية الأساسية كالألياف والبروتينات والكربوهدرات، إضافة إلى نسبة جيدة من الأملاح المعدنية والفيتامينات (الجدول1).
|
وقد تستخدم أوراقها الفتية في الطبخ كأوراق السبانخ- كما في بعض البلدان الإفريقية وذلك نظراً لمحتواها المرتفع من البروتين، وغناها بالحموض الأمينية الضرورية للجسم (الجدول 2). فضلاً عن ذلك لا تقل بذور البامياء أهمية عن الثمار، فقد تحمص لتخلط مع بذور القهوة أو تستخدم بديلاً عنها، كما تستخدم لاستخراج الزيت الذي تصل نسبته وسطياً إلى 14 %، ويشبه في تركيبه زيت بذور القطن. كما يستفاد من جريش البذور علفاً للماشية لغناه بالمواد الكربوهدراتية والبروتينية.
|
وتتصف ثمار البامياء بامتلاكها فوائد طبية وعلاجية تتمثل بتعديل نسبة السكر، وخفض مستوى الكولسترول في الدم، والمواد السامة في الكبد، كما تفيد في علاج الاضطرابات الهضمية لاحتوائها العديد من الإنزيمات الهاضمة ونسبة كبيرة من الألياف التي تسهل حركة الأمعاء. ولنبات البامياء أهمية صناعية كبيرة أيضاً تتمثل باستخراج الألياف من الساق لاستخدامها في صناعة الورق وصناعة الخيوط والشباك.
يتعرض محصول البامياء للإصابة بمجموعة من الأمراض، أهمها مرض البياض الدقيقي والعفن الأبيض (الاسكليروتينيا) والذبول الفيوزارمي، فضلاً عن أعفان الجذور والذبول الطري وفيروس موزاييك اصفرار العروق. كما يتعرض المحصول للإصابة أيضاً بعدد من الآفات الحشرية، مثل دودة اللوز الشوكية ودودة اللوز القرنفلية والدودة الخضراء ومَنْ القطن والبق الدقيقي، فضلاً عن بعض الآفات غير الحشرية كالعناكب الحمراء والديدان الخيطية (نيماتودا تعقد الجذور).
مراجع للاستزادة: -International Board for Plant Genetic Resources. Report of an International Workshop on Okra Genetic Resources IPGRI, New Delhi, India 1990. -F. W. Martin and B. L. Pollack, Vegetables of the Hot. Humid Tropics: part 2. Okra. Abelmoschus esculentus. Sci & Educ. Admin., U.S. Dept. Agr. P18, 1979. -J.S. Siemansma, La culture du Gombo (Abelmoschus ssp.), legume fruit tropical. PP. 297., 1982. |
- التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - المجلد : المجلد الرابع مشاركة :