البندق
بندق
Hazelnut -
محمد بطحة
البندق Hazelnut شجرة أو شجيرة متساقطة الأوراق صنف قديماً في صف المغنوليات Magnoliopsida الثنائية الفلقة، والفصيلة البندقية Corylaceae، والجنس Corylus الذي يُزرع لإنتاج ثمر البندق، ويضم نحو 15 نوعاً برياً تنمو في معظم المناطق المعتدلة مناخياً والواقعة شمالي خط الاستواء (اليابان، الصين، منشوريا، التبت، أوربا، وأمريكا الشمالية، شمالي إفريقيا) ويصنف حديثاً في الفصيلة البتولية Betulaceae.تعود جميع أصناف البندق إلى النوعين: النوع الكروي Corylus tubulosa الكثير الاستعمال نظراً لكثرة حمله وجودة زيته، وأوراقه مشرّحة نوعاً ما. والنوع المستطيل يعطي ثماراً مستطيلة بيضاء أو حمراء أو أرجوانية، أوراقه محاطة بإطار ملون بغير لونها؛ ولذا يُستعمل في حدائق الزينة. وهناك أنواع كثيرة من البندق البري، أهمها البندق الأوربي C. avellana وموطنه أوربا، والبندق الكبير C. maxima وموطنه جنوب شرقي أوربا وغربي آسيا، وتفرَّعت منهما الأصناف المختلفة للبندق المزروع الذي يعرف باسم بندق فلبرت filberts وثماره كبيرة الحجم، وبندق كوبناتس cobnuts وثماره صغيرة الحجم.
منبت البندق هو غابات أوربا الوسطى والأناضول وشمالي سورية، وزرع في الصين منذ أكثر من 4500 عام، ويُعتقد أن موطنه الأصلي يقع في بعض مناطق آسيا الصغرى القريبة من البحر الأسود.
انتشرت زراعة البندق منذ أكثر من 2000 سنة، وتشغل اليوم مساحات واسعة في تركيا واليونان وإيران وإيطاليا وإسبانيا وأوكرانيا وأذربيجان وروسيا وجنوبي فرنسا وإنكلترا وشمال غربي الولايات المتحدة الأمريكية (الجدول 1). بُدئت زراعته في الآونة الأخيرة بكثرة في أغلب بلدان إفريقيا وشرقي قارة آسيـا. تُنتج تركيا نحو 80% من مجموع إنتاج البندق في العالم. يُعد بندق منطقة غيراسون التركية الواقعة على ساحل البحر الأسود من أجود أنواع البندق في العالم، أما في سورية فتشغل أشجار البندق السوري البري وشجيراته -المستوطنة فيها منذ قديم الزمان- مساحات صغيرة ومتفرقة في بعض التجمعات الحراجية البرية في منطقة الجرد شمال غربي مدينة حمص وفي بعض وديان مجاري الأنهار والحدائق العامة، وتُعَّد هذه المنطقة المصدر الوراثي الوحيد للبندق البري السوري الخصب ذاتياً في منطقة المشرق العربي.
ينمو البندق في جميع الأتربة ولاسيما الرملية الطينية، والإرواء ضروري لنموه في البساتين، وهو يألف المناطق المعتدلة وجميع الاتجاهات، وتوافقه خاصة الجهة الشمسية الرطبة.
الجدول (1) الدول الأكثر إنتاجاً للبندق في العالم عام 2017 | ||||||||||||||||
|
البندق شجرة متوسطة إلى كبيرة الحجم وأحياناً على شكل شجيرة (الشكل1)، يراوح ارتفاعها بين 6-7 م في الأرض الخصبة، أغصانها لينة مغطاة بورق، وأوراقها مسننة قلبية ومتوالية، أوبارها ناعمة وبراعمها مستديرة. تظهر أزهارها في أواخر الشتاء (الشكل 2) وقبل تفتح الأوراق بفترة تجاوز 10 أيام، وهي على نوعين ذكرية وأنثوية، وكلا النورتين الذكرية والأنثوية على شجرة واحدة، فهي إذاً ثنائية الجنس وحيدة المسكن. والثمرة بندقة غلافها قاسِ وبداخله بذرة فلقتاها لحميتان (الشكل 3) وهو ما يؤكل من الثمرة ، ويختلف شكلها بحسب الأنواع. وهناك أنواع كثيرة من البندق يستخرج منها الزيت.
الشكل (1) شجيرة البندق. | الشكل (2) زهرة البندق. |
الشكل (3) ثمار البندق |
يتكاثر البندق بالبذرة والتطعيم والفسائل التي تنمو حول الساق وبالترقيد:
1- الإكثار بالتطعيم على الغراس البذرية: تنضد البذور في الشتاء ثم تؤخذ في شهر شباط/ فبراير على أثر إنباتها أو قبيل ذلك، وتُبذر في المرقد في خطوط، ثم تنقل في الربيع التالي إلى المشتل إلى أن تصبح بسماكة الإصبع فيُطعَّم عليها بالبرعم أو بالقلم، وبعد سنة أو سنتين تُنقل إلى المحل الدائم.
2- الفسائل: تًقطع الفسائل النامية حول ساق الشجرة وتغرس في أوائل الشتاء أو أواخره في المشتل على خطوط، ثم تُطعَّم بالبرعم أو القلم، وتُنقل بعد سنة أو سنتين إلى المحل الدائم، والتكاثر بالفسائل أسرع من البذور.
3- عملية الترقيد: سهلة في البندق؛ إذ إنه يعطي جذوراً بسهولة.
تُغرس الغراس في حفر عمقها من 50-75 سم على مسافات 4-5 متر، ويتابع الحرث والإرواء والتسميد كسائر الأشجار المثمرة. يمكن غرس أشجار مؤقتة بين أشجار البندق أو زروع منظمة لمدة خمس سنوات بعد الغرس فيستفيد البندق من الحرث ومياه الري والتسميد.
تُثمر شجرة البندق؛ بعد 5-7 سنوات من الغرس لكن الحمل لا يكون مُرضياً إلا بعد مضي نحو 10 سنوات على غرسها. تقطف الثمار باليد في شهري آب/أغسطس وأيلول/سبتمبر وتجفف خلال بضعة أيام ثم تنزع الغلافة عنها.
تُستهلك ثمار البندق إما غضَّة وإما محمّصة وإما على شكل عجينة وإما زبدة، وتدخل في صناعة الشوكولاتة والسكاكر والحلويات والمعجنات المختلفة. كما يمكن إدخالها في السلطات والحساء والصلصة والخبز. كما يُستعمل شجر البندق في تثبيت ترب الأراضي المنحدرة ومصدات رياح، وبعض أنواعه ذات الأوراق الحمراء يستفاد منها شجرة تزيينية، وكذلك لإمداد النحل بغبار طلعه الغزير، كما تستعمل المواد العفصية المستخلصة من قشور الأشجار وأوراقها وأغلفة بذور ثمارها في الدباغة. يتميز خشب البندق الوردي اللون بمتانته وخفته ومرونته وسهولة تصنيع الأثاث المنزلي ورقائق الخشب والبراميل وغيرها. كما يستخلص من ثماره الطازجة زيت يُستعمل في صناعة العطور والصابون والدواء، ويوصف أيضاً للمصابين بالسكر والسل والصرع والتهاب المسالك البولية، ويُستعمل لطرد الدودة الشريطية. يُستعمل مغلي أزهار البندق لعلاج الترهل ومدراً للبول. البندق بطيء الهضم، ويولد الغازات في البطن. ويُعد البندق غنياً بالعناصر الغذائية (الجدول 2)، فهو صحي للأسنان واللثة ومنظم لعملية الأيض لأنه غني جداً بالفيتامين E، وغني بالألياف السهلة الذوبان في الماء، ويُساعد على تخفيض نسبة الكولسترول في الدم ويحمي من مشاكل القلب. وهو غني بالحموض الدهنية غير المشبعة (الأحادية) وبالمغنيزيوم. ويُنصح به لزيادة الوزن، كما يُنصح به في الحميات البروتينية لإنقاص الوزن.
الجدول (2) القيمة الغذائية لثمار البندق (المحتويات في 100غ من ثمار البندق الجافة). | |||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
يصاب نبات البندق بعدد من الأمراض المتنوعة مثل:
1- الأمراض البكترية مثل: اللفحة البكترية والأورام البكترية.
2- الأمراض الفطرية مثل: تبقع الأوراق والصدأ والبياض الدقيقي.
3- أمراض فيروسية مثل: فسيفساء البندق.
أ. اللفحة البكترية | ب. فسيفساء البندق |
الشكل (4) بعض الأمراض التي تصيب نبات البندق |
مراجع للاستزادة: - Carlos da Silva, Inventory of Haselnut Research, Germplasm and Reference, FAO, 2011. - L. Snare، Hazelnut Production, State of New South Wales, Department of Primary Industries, Australia, 2008. - World Horticulture Trade and US Export Opportunities, World Hazelnut Situation and Outlook, www.fas. usda.gov. 2004. |
- التصنيف : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - النوع : العلوم والتقانات الزراعية والغذائية - المجلد : المجلد الخامس مشاركة :