بربيتورات

barbiturates -

البربيتورات

حسن حلمي خاروف

مخاطر البربيتورات

البربيتورات barbiturates مركبات كيميائية من مشتقات حمض البربيتوريك barbituric acid (مالونيل البولة) (الشكل1)، تُستخدَم مُهَدِّئات ومضادات للاختلاجات ومخدرات، كما شاع استعمالها حبوباً منومة. وتعتمد خصائص المركبات المختلفة منها على مجموعاتها الجانبية التي ترتبط بها.

الشكل (1) حمض البربيتوريك

يستحضر حمض البربيتوريك باتحاد حمض المالونيك malonic acid مع البولة ونزع جزيئي ماء (الشكل 2).

الشكل (2) تشكل حمض البربيتوريك

حمض البربيتوريك غير فعال صيدلانياً، لكن مشتقاته استُخدِمَت دوائياً، وقد تم اكتشافه عام 1864 وركَّبَه أدولف فون باير A. von Baeyer لأول مرة في ذاك العام، وسماه نسبة إلى القديسة بربارة، ولم تعرف أهمية مشتقاته تماماً إلا عام 1903 عندما اكتشف الكيميائيان الألمانيان إميل فيشر E. Fischer وجوزيف فون ميرينغ J. von Mering أن أحد هذه المشتقات، وهو ثنائي إثيل حمض البربيتوريك diethylbarbituric acid يدفع الكلاب إلى النوم العميق، وقيل إنه سماه فيرونال Veronal نسبة إلى مدينة Verona الإيطالية التي كان ميرينغ يعتقد أنها أكثر المدن المعروفة هدوءاً.

تتابع بعد ذلك صنع مشتقات أخرى لهذا الحمض، بما في ذلك الحبوب المنومة الفينوباربيتال phenobarbital، الذي يباع بالاسم التجاري لومينال Luminal، والبنتوباربيتون pentobarbitone المعروف باسم نِمبوتال Nembutal، الذي غالباً ما يُستخدَم للتهدئة قبل التخدير في غرف العمليات الجراحية (الشكل 3).

الشكل (3) الصيغ الكيميائية لبعض مشتقات حمض البربيتوريك ، وقد ظهر الفرق بينها وبين حمض البربيتوريك باللون الأحمر

تُعرَف إحدى مجموعات مشتقات حمض البربيتوريك باسم ثيوبربيتورات thiobarbiturate، وهي تحوي ذرة كبريت عوضاً عن الأكسجين، وينتمي إليها بِنثونال الصوديوم (الشكل 4) الذي يُستخدَم مخدِّراً، ويُعطى عن طريق الأوردة، ومَيِّزته سرعة استعادة وعي المُعالَج به وعدم ظهور أي أعراض جانبية، أو عدم وجودها إطلاقاً.

الشكل (4) بنثونال الصوديوم وقد ظهر اختلافه عن حمض البربيتوريك باللون الأحمر

تُخفِض البربيتورات نشاط الجملة العصبية، بدءاً من التهدئة البسيطة حتى السُبات coma؛ لذا تستخدم مهدئات ومعالِجات تنويمية hypnotics ومخدِّرات ومضادات اختلاج anticonvulsants. والاختلافات بين الأنواع المختلفة من هذه المواد هي سرعة تأثيرها ومدته، لذا تُصَنَّف عادة في مجموعات مختلفة: بربيتورات قصيرة الأمد جداً ultrashort (وهي تسبب التَخَدُّر خلال دقيقة واحدة من حقنها عبر الأوعية الدموية)، وبربيتورات قصيرة الأمد short، ومتوسطة الأمد intermediate، وطويلة التأثير long-acting.

من البربيتورات طويلة التأثير يُذكَر الفينوباربيتال (الشكل3)، والميفوباربيتال (mephobarbital (Mebaral، وهي تؤثر خلال ساعة، ويستمر التأثير نحو 12 ساعة، وتستخدم للتهدئة ومعالجة نوبات الاختلاج.

يُعتقَد أن البربيتورات تعمل على خفض نشاط الجملة العصبية المركزية من خلال تثبيط التشكل الشبكي inhibition of reticular formation من جذع الدماغ brain stem والمهاد thalamus. فهي تخفف من قابلية تنبه النسج، لكن يُعرَف أن تأثيرها يعتمد على بنيتها الفراغية. فالبنية الأساسية لها حلقية، تتألف من 4 ذرات كربون وذرتي آزوت (الشكل 1). كما أن إضافة بعض المجموعات الإضافية تغير فاعلية الدواء بشكل جذري. والحقيقة أن إضافة ذرة كربون واحدة فقط تغير المركب من حيث فعاليته من مركب شديد الخمول إلى شديد الفعالية.

مخاطر البربيتورات:

تسبب التراكيز الخفيفة للبربيتورات النعاس، أما التراكيز العالية فتسبب الإغماء والموت. ويؤدي الاستخدام المستمر لها إلى التعود والأرق والهياج واضطراب الذهن، وتظهر نوبات ذلك بعد 24 – 36 ساعة من التوقف عن تناولها.

كما تتجلى مخاطرها بأن المرضى الذين يستخدمونها يصير لديهم تحمل tolerance للدواء، فيطلبون عياراتٍ أكثر للحصول على التأثير المطلوب. ولا يزيد العيار المميت كثيراً عن العيار الدوائي العادي؛ ما يفسر كثرة حالات الموت عند مستخدمي هذه المواد.

وتأتي خطورة هذه المواد أيضاً من تناول المريض الدواء، ثم تركه الزجاجة قرب الفراش وينام، وإذا استيقظ وهو نصف نائم يتناول الدواء مرة ثانية، ما يؤدي إلى موت المريض. ويعتقد أن هذا هو سبب موت الممثلة المشهورة مارلين مونرو.

ثمة مشكلة أخرى في استعمال البربيتورات أنها والكحول يتم طرحهما بالجملة الإنزيمية ذاتها في الكبد، وهذا يعني أن تناول المادتين في الوقت نفسه قد يؤدي إلى تراكم المادة السامة في الكبد، فيؤدي ذلك إلى فشل وظائفها ومن ثم الموت؛ لذا يُنصح من يتناول هذه المادة بعدم تناول الكحول طوال تناول الدواء.

مراجع للاستزادة: -S. Derkins. Barbiturates and Your Central Nervous System: The Incredibly Disgusting Story, Rosen Publishing Group, 2001. -M. J. O Neil. Merck Index: An Encyclopedia of Chemicals, Drugs, and Biologicals, White House Station, N. J. Merck & Co, 2001.

---

- التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا) - النوع : علم الحياة (البيولوجيا) - المجلد : المجلد الرابع مشاركة :