البرمجيات التشاركية
برمجيات تشاركيه
Shareware -
جاسم المحمد
تاريخ البرامج التشاركية | البرمجيات التجريبية |
البرمجيات التشاركية | فوائد البرمجيات التشاركية والحرة |
البرمجيات الحرّة | الحصول على البرمجيات التشاركية |
شهدت الأيام الأولى للصناعات البرمجية تبادل البرمجيات بين المبرمجين ومصمّمي النظم من دون أي مقابل مادي، بل في كثير من الأحيان يطلب مطوِّرو البرمجيات من نظرائهم استخدام البرامج التي يكتبونها بقصد اختبار موثوقيتها وأدائها. لقد وفّر هذا النوع من التبادل برمجيات جاهزة ومجانية يمكن للمستخدمين استعمالها لحل المشكلات التي تعترضهم في الواقع العملي. ولكن مع تطور الصناعات البرمجية وتعقيدها أصبح إنتاجها يحتاج إلى وقت طويل وموارد بشرية ومادية كبيرة؛ لذلك لم تعد إمكانية الحصول على البرمجيات المجانية ممكنة دوماً وأصبحت تُطلب تعويضات مادية من المستخدمين مقابل استخدامها. وفي أغلب الأحيان تُستخدم هذه العائدات المادية للمساعدة على تطوير برامج جديدة أو على تحسين البرامج الحالية.
اتسع تبادل البرمجيات بين المطوّرين والمستخدمين مع بداية الإنترنت Internet والتجارة الإلكترونية e-commerce، وقد سمحت الإنترنت لمديري المواقع بأرشفة البرمجيات وإتاحتها للآخرين من خلال مواقع تسمى مواقع تحميل البرمجيات.
يعود مفهوم البرامج التشاركية إلى العام 1981، عندما كان عدد من منتجي البرمجيات مثل جيم بوتون Jim Button وأندرو فلوجلمان Andrew Fluegelman يطورون البرمجيات، ومن ثمّ تُعطى للمستخدمين بغية استخدامها. يدفع هؤلاء المستخدمون بعض المال مقابل الاستمرار في استخدامها. وقد شاع استخدام عدة مصطلحات في ذلك الحين مثل: البرمجيات الحرة freeware، والبرمجيات المدعومة من المستخدمuser supported software، والبرمجيات التشاركية shareware.
أدرك المنتجون المشكلات التي يسبِّبها وجود عدة مصطلحات للمفهوم نفسه؛ لأجل ذلك قام نلسون فورد Nelson Ford بتوزيع استبيان على منتجي البرمجيات لاختيار مصطلح موحّد، فتبين أن معظم المنتجين يحبّذون مصطلح البرمجيات التشاركية للتعبير عن البرمجيات التي تُشترى مقابل مبلغ مادي بسيط بعد تجربتها.
هي برمجيات تُوزَّع من المنتجين بهدف تجربتها من قبل المستخدمين، ولا تعني تجربة البرمجيات عموماً أن المستخدم أصبح مالكاً لها. فإذا أراد المستخدم أن يكون مالكاً فعلياً لها فعليه أن يدفع ثمناً بسيطاً للحصول على حقوق الملكية. وتتيح ملكية البرمجيات للمستخدم الحصول على خدمات أو دعم من المُنتِج، ويُعدّ هذا الدعم مهماً كأهمية البرمجيات نفسها؛ إذ لن تستطيع البرمجيات بعد مدة الاستمرار في أداء وظائفها من دون ذلك الدعم. ويمكن أن تسبِّب تلك البرمجيات أخطاء تقود إلى كوارث على المستخدم. ومن الخدمات الممكن الحصول عليها: الدعم الفني والتحديثات المستقبلية للبرمجيات وغيرها من الخدمات.
تتوافر الحزم البرمجية التشاركية عموماً على مواقع الإنترنت حيث يمكن تحميلها منها، ثم استخدامها. ويمكن عندئذٍ نسخها أو تمريرها إلى الآخرين شريطة ألا تكون مسجلة. وفي كل الحالات يتطلب الاستمرار في استخدام تلك البرمجيات دفع ثمنها حتى تصبح «نسخاً نظامية».
ومن الأمثلة على الحزم البرمجية التشاركية: البرمجيات المضادة للفيروسات والبرمجيات الخاصة بالتحويل بين مصاغات الفيديو المختلفة video format.
البرمجيات الحرة (أو المجانية) هي برمجيات يمكن استخدامها من دون أي مقابل مادي. وقد يكون مفهوم الحصول على برمجيات من دون مقابل مادي مستساغاً من الناحية النظرية؛ لأن مصمِّمي النظم يبحثون دائماً عن وسائل لتقليص التكلفة المادية اللازمة للإنتاج ، إلا أن هناك العديد من المساوئ لهذا النوع من البرمجيات، من أهمها: عدم التزام منتج هذه البرمجيات تجاه المستخدم وخاصة فيما يتعلق بضمانات أدائها. على سبيل المثال: يمكن أن يوقف المنتِج تحسين هذه البرمجيات وهذا ما يجعلها غير قادرة على أداء وظائفها مستقبلاً، وقد يوقف منتِج البرمجيات أيَّ عمليات دعم لهذه البرمجيات، ولذا تتأثر صيانة هذه البرمجيات سلباً.
تشبه البرمجيات التجريبية البرمجيات التشاركية إلى حدّ بعيد، ويكمن الفرق الوحيد بينهما في أن البرمجيات التشاركية تعني ضمناً إمكان المشاركة في البرمجيات بعد دفع ثمنها وتُسجَّل لمالكها الجديد، ولكن التشاركية غير متاحة في البرمجيات التجريبية إذ إن رخصة استخدامها تعطي المالك الفعلي حق استخدامها ولا تعطي هذا الحق لأي شخص آخر. والسبب في عدم السماح هو التكلفة الكبيرة لإنتاج البرمجيات والملحقات التابعة لها، مثل التوثيق documentation، ودليل الاستخدام manual ونحوها. ومن ثمّ من غير المقبول أن يسمح المنتجون بالتشاركية؛ لذلك ظَهر مفهوم البرمجيات التجريبية للتعبير عن النموذج الناظم لاستخدام مثل هذه البرمجيات.
ثمة فروق مهمة بين البرمجيات التشاركية والتجريبية من جهة، والبرمجيات الحرة من جهة ثانية. ولعل الفرق الجوهري- إلى جانب المقابل المادي- هو الالتزام تجاه المنتَج البرمجي. ففي حين لا يلتزم منتجو البرمجيات الحرة أي التزام قانوني تجاه المستخدمين، فإن هذا الالتزام إجباري لمطوِّري البرمجيات التشاركية أو التجريبية. ويشمل ذلك على سبيل المثال تطوير المنتج بعد شرائه، وإصلاح أي خلل يظهر في المنتج أثناء عمله.
فوائد البرمجيات التشاركية والحرة:
ربما تكون الفائدة الواضحة للبرمجيات الحرة هي أنها مجانية؛ أي لا مقابل مادياً لاستخدامها، ولكن ينبغي الانتباه للمثالب المرافقة لها. أما الفوائد المهمة للبرمجيات التشاركية (أو البرمجيات التجريبية) فهي أنها توفر فرصة للمستخدم لتجربتها قبل استخدامها. ويسمح استخدام الحزم البرمجية قبل شرائها زمناً كافياً لتجربتها ومعرفة إمكاناتها قبل دفع ثمنها فعلياً، كما يوفر ذلك فرصة لتجربة عدد كبير من البرمجيات الأخرى، ومن ثمّ اختيار الأفضل منها.
الفائدة الأخرى للبرمجيات التشاركية هي أنها عادةً أرخص من البرمجيات التي يجري شراؤها من شركات البرمجيات المعروفة، وسبب ذلك لا يتعلق بانخفاض جودتها، ولكن بسبب الوفر الناجم عن التكاليف الإضافية في إعداد المرفقات المطبوعة وأجور الشحن وغيرها.
الحصول على البرمجيات التشاركية:
يمكن غالباً الحصول على البرمجيات التشاركية أو الحرة من مواقع مطوِّري هذه البرمجيات، أو من مواقع تحميلها، وهي أرشيف يحتوي على آلاف البرامج مثل البرامج التعليمية، وبرمجيات تصميم الوب، وبرمجيات الشبكات وغيرها. منها الموقعان
www.tocows.com وwww.download.com، على سبيل المثال لا الحصر.
مراجع للاستزادة: -A. Gaudeul, Software Marketing on the Internet: The Use of Samples and Repositories. CCP Working Paper No. 08-23, 2008. -E. Haruvy and A. Prasad, Freeware as a Competitive Deterrent. Information Economics and Policy, 17, 2005. -D. Weiss, Measuring Success of Open Source Projects Using Web Search Engines. In Proceedings of the First International Conference on Open Source Systems (OSS 2005), ed. by M. Scotto, and G. Succi, pp. 93.99, 2005. |
- التصنيف : كهرباء وحاسوب - النوع : كهرباء وحاسوب - المجلد : المجلد الرابع مشاركة :