بريويات نباتيه
Bryophyta -

 

البريويات النباتية

بسام الأعرج

الخصائص والمميزات العامة للبريويات النباتية

منشأ البريويات النباتية وتطورها

توزع البريويات النباتية وانتشارها

أهمية البريويات النباتية

تصنيف البريويات النباتية

 

البريويات النباتية Bryophytes زمرة كثيرة العدد، واسعة الانتشار، شديدة التنوع، تتبع مجموعة النباتات اللاوعائية. تأتي بعد النباتات البذرية spermatophyte من حيث عدد الأنواع التي تنتمي إليها، وتملك نسبياً أشكالاً وحجوماً صغيرة (من 1- 50 سم) مقارنةً بالنباتات الزهرية. أنواعها قديمة جداً، إذ ظهرت ممثلاتها منذ أكثر من 400 مليون سنة، ولا تزال تشكل اتجاهاً تطورياً مستقلاً ضمن عالم النباتات الراقية. وتمكنت منذ أقدم العصور مع ما تملكه من صفات أن تأخذ موقعها الخاص والمحدد على سطح الأرض، كما حافظت على هذه المكانة على الرغم من كل الظروف المناخية والبيئية الصعبة المتتالية وتبدل الغطاء النباتي أكثر من مرة على سطح الكرة الأرضية. البريويات النباتية نباتات خضراء ذاتية التغذي autotroph لاحتوائها على اليخضور chlorophyll a وb، إضافة إلى الكاروتين carotene، وتتميز بجدرها السلولوزية، لكنها تخلو من الخشبين lignin.

البريويات نباتات لا وعائية avascular plants، تفتقر إلى القسم أو المركز الناقل vascular center، وفي أغلب الحالات تفتقر إلى النسيج الناقل vascular tissue. كما أنها معقدة مظهر النبات العروسي وبنيته مقارنة بما يوجد في النبات البوغي.

البريويات النباتية حساسة جداً لأشكال التلوث الهوائي بغازات الكبريت خاصة وبالتلوث الإشعاعي؛ ولذلك لا توجد في أماكن التلوث الشديدة، كما لوحظ تناقص مستمر لوجودها وانتشارها في مناطق استخدام مصادر الطاقة من عناصر النفط (البترول) والفحم والغاز، لكن ثمة أنواع منها منتشرة في بيئات التلوث.

الخصائص والمميزات العامة للبريويات النباتية:

1- تتميز بمظهرها الشكلي البسيط، وبنيتها التشريحية قليلة التعقيد والتمايز، ودورها الوظيفي المحدود مقارنةً بالمجموعات النباتية الأخرى.

2- يتعاقب في دورة حياة أنواعها جميعاً طوران: الأول يتمثل بالنبات العروسي gametophyte الذي يسيطر بحجمه ووضوحه واستمراريته وزمن وجوده على الطور الثاني الذي يتمثل بالنبات البوغي sporophyte، فهو أصغر حجماً وأبسط بنيةً ويتطفل كلياً أو جزئياً على النبات العروسي, ويُلاحظ التعقيد في مظهر هذين الطورين وبنيتهما.

3- يتألف النبات العروسي في البريويات المشرية thallus bryophytes الأقل رقياً، من مشرات مسطحة قليلة التمايز، مزودة بأوبار جذرية Rhizoids على وجهها السفلي، وهذه المشرات معقدة البنية الخلوية النسيجية، في حين يتكون النبات العروسي في البريويات غير المشرية أو الفارعية foliose bryophytes الأكثر رقياً، من أشباه سوق وأشباه أوراق وأوبار جذرية بدلاً من الأوراق والسوق والجذور الحقيقية.

4- يتألف النبات البوغي في معظم البريويات المشرية من عليبة capsule وقدم foot وسويقة seta، في حين يتمثل لدى القليل منها بعليبة فقط مغمورة داخل النبات العروسي. تقوم القدم بتثبيت النبات البوغي في جسم النبات العروسي ليحصل على غذائه، وبذلك يكون شبه متطفل على النبات العروسي.

منشأ البريويات النباتية وتطورها:

البريويات النباتية مجموعة قديمة من النباتات، لوحظت بقاياها في العصرين السلّوري والديفوني من الحقبة القديمة، وقام العلماء في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر بدراسة معطيات بقاياها المستحاثة، لما لها من أهمية كبيرة في دراسة أصلها ومنشئها، وتوضيح علاقات القربى التي تربطها بالزمر الأخرى من النباتات. بعد ذلك أدخل العلماء معايير أخرى لدراستها، مثل المعايير الشكلية والخلوية والجنينية والتوزع الجغرافي ولاسيما أنها قليلة الحفظ ضمن البقايا المستحاثة. ومع النهضة والثورة العلمية وتقدم التقنيات الحديثة خلال الخمسين سنة الأخيرة قام العلماء بالاعتماد على معايير أخرى أكثر دقةً، مثل المعايير الصبغية والكيميائية والجزيئية؛ ويعتقد العلماء اليوم أن البريويات نشأت من زمرة من الطحالب الخضراء تدعى الطحالب الكارية charophytes.

توزع البريويات النباتية وانتشارها:

توجد البريويات النباتية في معظم البيئات والأوساط بحيث لا يخلو موقع منها باستثناء البحار والصحارى القاسية، ويكون انتشارها الأعظمي في البيئات ذات الرطوبة العالية، وهذا يتحقق على الترب في الغابات الصنوبرية المطرية وكذلك المستنقعات وعلى أطراف الأنهار وفي السهول وعلى الصخور والترب الرطبة في المناطق الظليلة وغير المعرضة مباشرةً لأشعة الشمس. كما تشاهد في معظم المناطق الاستوائية وعلى درجة من التنوع، في حين يقل وجودها في المناطق القطبية (التوندرا) والمستنقعات العالية. ويمكن أن تتفق هذه النباتات مع النباتات الزهرية وتتعايش معها، في حين أنها لا تقبل التعايش مع الأشن Lichens، كما يرتبط انتشار بعض أنواعها بحياة الإنسان ونشاطه بحيث توجد وتنتشر بالقرب منه ومن بيئته وموطن حياته.

أهمية البريويات النباتية:

1- الدور البيئي: لهذه النباتات دور بيئي إيجابي رئيس مهم يتمثل بإسهامها في عملية حفظ التوازن البيئي المائي الطبيعي من خلال امتصاصها الماء والاحتفاظ به وتخزينه، وفي تزويد الوسط المحيط بالأكسجين. ويُعد هذا الدور صغيراً إذا ما قورن بدور النباتات الأكبر حجماً والأرقى كما في السرخسيات والبذريات، ويعود هذا لصغر حجم أنواعها ولاحتلالها مساحات صغيرة من الغطاء النباتي الموجود على سطح الكرة الأرضية. وتقوم بعض الأنواع الاستوائية وشبه الاستوائية الموجودة على جذوع الأشجار وأغصانها بتنظيم عملية التبخر المائي. ويمكنها أن تشكل غطاءً واقياً في الغابات القطبية الشمالية الباردة يعمل على تنظيم درجة الحرارة. ولأنواع أخرى من البريويات النباتية القدرة على تعديل المناخ الموضعي وزيادة خصوبة التربة وتهيئتها لنمو النباتات السرخسية والبذرية، خاصة في المناطق التي لاتوجد فيها النباتات الراقية ولا سيما على الصخور وفي المستنقعات. ولا يخفى الدور المهم للجنس سفاغنوم Sphagnum في تشكيل الفحم النباتي (التورب). وأخيراً تمتلك النباتات البريوية قدرةً كبيرةً على امتصاص بخار الماء والإشعاع الذري في الهواء والاحتفاظ بهما، كما تقوم بالحد من عملية التعرية وتفكيك التربة.

2- الاستعمالات الصناعية: تستعمل بعض أنواع البريويات النباتية في بناء الأكواخ، كما هي الحال في بلدان كثيرة من جنوب شرقي آسيا، وفي صناعة الألواح الخشبية بالضغط، وفي صناعة الكرتون والورق ومفارش للحيوانات الأليفة، أما في البلاد العربية فتستعمل عدة أنواع منها لترتيب باقات الزهور وأكاليلها. ويستعمل النوع Porella navicularis قاتلاً لليرقات، وكذلك استعمل النوع Plagiochiline hemiacytel مهلكاً للدودة الإفريقية، كما أنه شديد السُمِّية للفئران. كما تستعمل الأجناس Rachthecium وDicranum وHyphum وNecardia
وPapillaria طاردةً للحشرات، وكذلك استعمل الهنود النوع Racomitrium lanugimosum في المداجن وحفاظات الأطفال والحشوات بسبب خاصته الامتصاصية. ويتميز الجنس Conocephalum بأن له رائحة فطر خبز القاق (المشروم)، وللجنس Solenostoma رائحة الجزر، كما استخلص من النوع Isotachis japonica ثلاثة مركبات إستيرية.

3- الاستعمالات البيئية: تستعمل الكثير من أنواع البريويات النباتية دالاتٍ حيوية على التلوث البيئي. تدل الأنواع Mielichhoferia elongata وM. mielichhoferi والجنس Scopelophila مثلاً على وجود النحاس، وتدل الأجناس Jungermannia وSphagnum وPolytrichum على وجود الحديد، وتدل الأنواع Aulacomnium palustre وPleurozium schrozium وPolytrichum alpinum
وPogonatum urnigerum على قلة الآزوت (النتروجين)، ويدل النوع Pohlia cruda على زيادة تشبع التربة بالماء، ويدل النوع Psilopilum laevigatum على قلة تشبع التربة بالماء، كما يدل الجنس Polytrichum على التربة الحامضية، والنوع Hylocomium splendens على وجود المعادن الثقيلة، والنوع Bryum argenteum على وجود الكادميوم والنحاس والزنك، ويدل النوع Marchantia polymorpha على وجود الرصاص، كما تدل الأنواع Polytrichum ohioense وPottia truncata وDicranella heteromalla على وجود الكادميوم. وقد استخلص من النوعين Mnium hornum وBrachythecium rutabulum مبيدات لليرقات، إضافة إلى حمض الفوليك folic acid وحمض الكوماريك coumaric acid.

4- الاستعمالات الطبية: يُستخرج من النوع Porella arboris الفيتامين B12، ويُعد جنس سفاغنوم غنياً بالفيتامينات بوجه عام، كما يُستعمل النوع Riccia fluitans مضاداً فطرياً لكنه لم يُبدِ أي تأثير في البكتريا، وقد استعمل النوع Marchantia polymorpha لمعالجة أمراض الكبد واليرقان وإزالة الالتهابات ومعالجة السل الرئوي، في حين استعمل النوع palmata M. لمعالجة الحروق. ويستعمل الصينيون شعبياً السفاغنوم الجاف لمعالجة أمراض العيون والحروق والحكة الناجمة عن لدغ الحشرات، ويُستعمل النوعان Rhodobryum giganteum وR. roseum مضادين للنزوف وأمراض الأوعية الدموية والأمراض القلبية والعصبية، كما يُستعمل النوع Rhodobryum giganteum لمعالجة النوبات القلبية، والنوع Polytrichum commune لمعالجة الالتهابات والحمى ومدراً بولياً وموقفاً للنزف ومليناً للأمعاء، ويُستعمل النوع Haplocladium microphyllum لمعالجة التهابات المثانة والقصبات الهوائية واللوزتين، كما يُستعمل النوعان Marchantia polymorpha
وConocephalum conicum ضد الدمامل والحروق وحالات الإكزيما والجروح، ويُستعمل الجنس Fissidens مضاداً بكترياً خاصة للبلعوم، والنوع Polytrichum commune لمعالجة حالات الإنفلونزا، وتُستعمل الأجناس Philonotis وBryum وMnium في الهند لمعالجة الحروق ولتسكين الألم وضمادات للجروح، كما يُستعمل النوع Hypnum cupressiforme مضاداً فطرياً وبكترياً. وقد عُزلت من الجنس Radula مادة prenyl bibenzyls التي تثبط نمو بكتريا Staphylococcus aureus، كما أظهر الجنسان Sphagnum وCamptothecium فعالية ضد فيروسات الشلل.

5- المضادات السرطانية: عُزلت من النوعين Diplophyllum albicans وD. taxifoli مادة Eudesmanolide diplophylline المضادة للسرطانات الجلدية، وتُستعمل الأنواع Conocephalum supradecompositum وFrullania monocera وMarchantia polymorphaPorella japonica وWiesnerella denudata مضادات للسرطان، ويُستعمل النوعان Lepidozia vitrea وPlagiochila semidecurrens مضادات لسرطانات البلعوم وأنواع الساركوما.

تمت هندسة النوع Physcomitrella patens وراثياً لإنتاج البروتينات البشرية، فهو يعد النبات الوحيد الذي يستخدم لإنتاج عامل التخثر البشري blood-clotting factor IX، وتم نقل جينات تحمّل الجفاف من النوع Syntrichia ruralis إلى نبات التبغ.

تصنيف البريويات النباتية:

يقدر عدد الأنواع التابعة لهذه المجموعة النباتية بنحو 35000 نوع، فهي تحتل المكانة الثانية بعد النباتات البذرية. وهي تقسم وفق أحدث التصانيف المنشورة في المواقع العلمية التخصصية إلى ثلاث شعب تضم ستة صفوف وفق الآتي:

1- شعبة الأنتوسيرات (Anthocerotophyta القرنيات Hornworts)، تضم صفاً وحيداً هو Anthocerotopsida.

2- شعبة الماركانتيا Marchantiophyta (الكبديات Liverworts)، تضم صفين: الكبديات المشرية Hepaticopsida والكبديات المورقة Jungermaniopsida.

3- شعبة الحزازيات Bryophyta (Mosses)، تضم ثلاثة صفوف: الحزازيات المستنقعية Sphagnopsida والحزازيات الصخرية Andreaeopsida والحزازيات الحقيقية . Bryopsida

  • شعبة الأنتوسيرات (القرنيات):

    تتميز نباتات هذه الشعبة بأهمية تصنيفية كبيرة تجعل منها حلقة وصل بين الطحالب وشعبة الحزازيات، إذ إن نباتاتها أو مشراتها العروسية ذات صفات تقربها من الطحالب Algae، في حين أن صفات نباتاتها البوغية تجعلها أقرب إلى شعبة الحزازيات.

    تضم هذه الشعبة نحو 100 نوع، توحدها رتبة واحدة Anthocerotales وفصيلتان رئيستان:

    أ - فصيلة Anthocerotaceae، تضم ثلاثة أجناس أهمها الأنتوسيروس Anthoceros.

    ب - فصيلة Notothylaceae، ينتمي إليها جنس واحد فقط وهو نوتوتيلاس Notothylas.

    يعد جنس الأنتوسيروس الأكثر أهميةً وانتشاراً من بين جميع أجناس القرنيات الأخرى. يلاحظ على الترب الرطبة في المناطق المعتدلة من نصفي الكرة الأرضية وكذلك في المناطق الاستوائية، وهو من الأجناس المهددة بالانقراض لأسباب عديدة، منها التلوث وقلة الرطوبة. يتميز النبات العروسي في هذا الجنس بأنه مشري، لونه أخضر قاتم، يراوح طوله بين 0,5 و 3 سم، مشرته متعددة الطبقات في المركز وحيد الطبقة على الأطراف، ويلاحظ انثناء حواف المشرة نحو الأعلى، وتصدر عنها باتجاه الأسفل أوبار جذرية شفافة وحيدة الخلية، أغلفتها رقيقة، وظيفتها تثبيت المشرة بالتربة وامتصاص الماء والأملاح المعدنية المنحلة، وتختفي الحراشف البطنية تماماً.

    يتألف النبات البوغي من قدم عريضة في الأسفل تشكل القاعدة التي تثبته على الوجه العلوي للمشرة، ومن سويقة ترفع العليبة نحو الأعلى. يبلغ طول النبات البوغي من 2-3 سم، وتتفتح العليبة بمصراعين طوليين من الأعلى باتجاه الأسفل؛ مما يسمح بظهور العمودة columella في وسطها (الشكل 1).

    الشكل (1) نباتات عروسية مشرية في الأنتوسيروس تحمل عدة نباتات بوغية فتية.
  • شعبة الماركانتيا (الكبديات):

    تمثل هذه الشعبة ثاني أكبر زمرة بعد شعبة الحزازيات، حيث تضم أكثر من 235 جنساً و1000 نوع موزعة في صفين وعدد من الرتب والفصائل. ويعود سبب تسميتها بالكبديات إلى أن شكل المشرة العروسية لبعض أنواعها يشبه فصوص كبد الإنسان، ومن ناحية أخرى استعملت مشرات الماركانتيا Marchantia في القرون الوسطى علاجاً لأمراض الكبد.

    تقسم الكبديات بحسب شكل نباتاتها العروسية إلى صفين:

    1- صف الكبديات المشرية:

    تتميز نباتاتها العروسية بأنها مشرية كبدية المظهر، ثنائية التفرع، معقدة البنية، تشكل على أسطح التربة الرطبة بساطاً أو وسادة كبدية خضراء، تحمل على وجهها السفلي الأوبار الجذرية البسيطة (الأحادية) أو المركبة (اللسانية) أو كليهما معاً، وتحمل على وجهها العلوي المناطف والأرحام. يتألف النبات البوغي من قدم وسويقة قصيرة، قد تغيب أحياناً، وعليبة خالية من أي وجود لنسيج العمودة في وسطها. يضم هذا الصف أكثر من 10 فصائل، أهمها Marchantiaceae
    و Lunulariaceae وConocephalaceae وRicciaceae. من أشهر أجناسها:

    أ- ماركانتيا: وهو من أهم الأجناس التابعة لفصيلة Marchantiaceae، ثنائي المسكن، ينتشر النوع ماركانتيا متعدد الأشكال M. polymorpha انتشاراً واسعاً على التربة الرطبة في الغابات والهضاب والسهول وخاصة في النصف الشمالي من الكرة الأرضية، ويسود في حلقة حياته الجيل العروسي على الجيل البوغي.

    يُعرَف النبات بشكل مشرة عروسية خضراء صفيحية الشكل شريطية ثنائية التفرع، أطرافها منخمصة نحو مركزها، تؤدي الوظائف الحيوية ذاتها التي تقوم بها النباتات الراقية، ويتوضع في أماكن الانخماصات خلايا مرستيمية أو قمية تسهم من خلال انقساماتها المتتالية في تشكيل خلايا جديدة يطلق عليها مراكز النمو، تعمل على نمو المشرة في اتجاهات مختلفة.

    يتصف الوجه العلوي للمشرة بلونه الأخضر لوجود النسيج اليخضوري تحت البشرة العليا، ويحمل في فصل الربيع أكواب البراعم cupules التي تساعد النبات على التكاثر الإعاشي، وخاصة في الظروف غير المناسبة، في حين يبدو الوجه السفلي للمشرة أسمر أو بنياً لوجود الأوبار الجذرية الخالية من الصانعات الخضراء، إضافة إلى الحراشف البطنية متعددة الخلايا (الشكل 2). يتألف النبات البوغي من قدم وسويقة وعليبة تتشكل بداخلها الأبواغ spores والمبعثرات elaters.

    الشكل (2) النبات العروسي (المشرة) في الماركانتيا تحمل على الوجه العلوي أكواب البراعم الدائرية.

    ب- لونولاريا Lunularia: وهو من أهم الأجناس التابعة لفصيلة Lunulariaceae، ثنائي المسكن، يضم نوعين. تختلف المشرة العروسية عن مثيلتها في جنس الماركانتيا بأن أكواب البراعم هلالية الشكل (الشكل 3).

    الشكل (3) النبات العروسي (المشرة) في لونولاريا تحمل على الوجه العلوي أكواب البراعم الهلالية.

    2- صف الكبديات المورقة: تتألف من أشباه سوق أفقية التوضع (منبطحة أو مائلة)، وأشباه أوراق مرتبة بصفين أو شعاعية التوضع تغيب الضلع الرئيسية فيها، وأوبار جذرية. تحتوي خلايا المشرات على حبيبات أو قطيرات دهنية أو زيتية، خلافاً لمعظم أنواع النباتات البريوية.

  • شعبة الحزازيات:

    تتميز نباتاتها ببنية شبه فارعية ذات تناظر شعاعي، بخلاف الكبديات ذات التناظر الظهري البطني. يتألف النبات العروسي من شبه ساق محورية رئيسة قائمة أو زاحفة، وأشباه أوراق، وأوبار جذرية بدلاً من الجذور الحقيقية التي تشاهد في النباتات الراقية (السرخسيات والبذريات).

    تضم هذه الشعبة نحو 25000 نوع موزعة في 660 جنساً، وتوضع في ثلاثة صفوف:

    1- صف الحزازيات المستنقعية: وهي تختلف بوضوح عن باقي الحزازيات الأخرى بشكل كل من النباتين العروسي والبوغي وبنيتهما. تنتشر هذه المجموعة النباتية في المستنقعات في كلٍ من نصفي الكرة الأرضية، وفي المناطق المعتدلة، ويرتبط وجودها بالأماكن الفقيرة بعنصر الكلسيوم، والتي يكون فيها الأس الهدروجيني
    (الباهاء pH) منخفضاً، الأمر الذي يتوفر في المستنقعات. تسمى هذه النباتات أيضاً بالحزازيات التوربية، لكونها تسهم في تشكيل الفحم البني الذي كان يستخدم مصدراً للطاقة في بلدان وسط أوربا حتى وقت قريب. كما يطلق عليها أحياناً اسم الحزازيات البيضاء أوالشاحبة، وذلك لوجود نسبة أكبر من الخلايا المائية نسبة للخلايا اليخضورية في أشباه الأوراق.

    يتمثل هذا الصف برتبة واحدة وفصيلة واحدة Sphagnaceae وجنس وحيد فقط هو السفاغنوم، الذي يضم نحو 350 نوعاً. يتألف النبات العروسي القائم والناضج للسفاغنوم من شبه ساق رئيسي محوري، تصدر عنه ثلاثة أنواع من الفروع بحسب مكان وجودها عليه (الشكل 4):

    الشكل (4) النبات العروسي مع الفروع الثلاثة في الحزازي المستنقعي (السفاغنوم).

    - قمية تتوضع في الأعلى، ناعمة، برعمية ، متراصة.

    - قائمة توجد في المنطقة الوسطى من شبه الساق، أطول من سابقتها، تسمى أيضاً الفروع البارزة، ويكون اتجاهها عمودياً على محور شبه الساق.

    - متهدلة تشاهد في قاعدة شبه الساق، ويكون اتجاهها نحو الأسفل. وتغطي أشباه الأوراق كامل شبه الساق مع الفروع الصادرة عنه.

    2- صف الحزازيات الصخرية: تحتل نباتات هذا الصف مكاناً وسطاً بين الحزازيات المستنقعية والحزازيات الحقيقية، ويضم رتبة واحدة Andreales وفصيلتين Andreaceae و Andreaeobryaceae وأربعة أجناس فقط، أشهرها أندريا Andreae.

    يعد الأندريا من أهم الأجناس التابعة لصف أندريوبسيدا وأشهرها، وينتشر انتشاراً واسعاً في المرتفعات الجبلية، وعلى الصخور في أوربا وأمريكا الشمالية وكندا. يشبه النبات العروسي في الأندريا مثيله في الحزازيات الحقيقية الراقية، في حين يشبه النبات البوغي مثيله في الحزازيات المستنقعية، إلا أنه ينفرد بنمط تفتح العليبة بأربعة مصاريع (الشكل 5).

    الشكل (5) النباتات العروسية في الأندريا تحمل نباتات بوغية.

    3- صف الحزازيات الحقيقية: يحوي هذا الصف مجموعة كبيرة جداً من البريويات النباتية، يصل عدد أنواعها إلى 15000 نوع موزعة في 650 جنساً و في 14 رتبة، أشهرها Bryales وFunariales وPolytrichales، وهي نباتات معمَّرة أو حولية مختلفة الحجوم تراوح أطوالها بين 1 و50 سم، خضراء اللون أو سمراء رمادية. تنتشر في جميع مناطق العالم في كلٍ من نصفي الكرة الأرضية الشمالية والجنوبية الباردة والمعتدلة وفي المناطق الاستوائية وشبه الاستوائية، كما يصل انتشارها حتى المناطق الجافة والقريبة من القطب وذلك لقدرتها على التكيف مع البيئات المختلفة ومع درجات الحرارة العالية والباردة. تنمو على جميع أنواع الترب الرطبة والجافة (الكلسية والحمضية)، وعلى جميع أنواع الصخور، وعلى جذوع الأشجار وأغصانها المتساقطة الحية أو غير الحية أو المتعفنة، وعلى بقايا الحيوانات الميتة والحشرات وفضلاتها الغنية بالمواد العضوية، كما في الكهوف والشقوق الصخرية، وتشاهد كثيراً في الغابات المطرية، وعلى المرتفعات الجبلية. وتفضل الحزازيات الحقيقية الترب الرطبة والأماكن الظليلة غير المعرضة لأشعة الشمس حيث تنمو على نحو واسع مشكلةً بساطاً أخضر كثيفاً.

    ويعتمد في تصنيف أنواع الحزازيات الحقيقية إلى رتب وفصائل وأجناس على معيارين أساسيين هما: نمط شكل النمو، والشفة السنية peristome. وأهم أجناسها:

    أ - بوليتريكوم: Polytrichum يعد هذا الجنس الأكثر رقياً من جميع أجناس البريويات النباتية، نظراً لتعقد بنيته الشكلية والتشريحية التي تكاد تقربه من النباتات الراقية. وفي الواقع تمتلك أشباه السوق وأشباه الأوراق خلايا شبه ناقلة وشبه داعمة.

    يضم هذا الجنس نحو 90 نوعاً منتشراً في مناطق كثيرة من العالم، وخاصة في المناطق الباردة من المرتفعات الجبلية في وسط أوربا، وفي المناطق الاستوائية في شرقي وجنوب شرقي آسيا. كما تنمو أنواعه على التربة الرطبة في الغابات الصنوبرية المطرية كالنوعين
    P. commune وP. formosum، في حين يفضل بعض أنواعه التربة القليلة الرطوبة كالتربة الحصوية أو الرملية مثل النوع P. piliferum، الذي يبلغ طول نباته العروسي نحو 5 سم، وتكون أشباه الأوراق سميكة نسبياً ونهايتها مزودة بوبرة فضية اللون لامعة تفيد في التقليل من عملية تبخر الماء؛ كما أنها تعكس أشعة الشمس القوية. يتميز شبه الساق بقصره وقساوته نتيجة لامتلاكه الكثير من النسج الداعمة. وقد تم تصنيف أنواع جنس بوليتريكوم اعتماداً على شكل الخلايا القمية للزوائد اليخضورية وعلى أنماط الأبواغ. يتوضع النبات البوغي في قمة النبات العروسي، ويبدو مزوداً بعليبة أسطوانية مرفوعة بسويقة طويلة (الشكل 6).

    الشكل (6) نباتات عروسية تحمل نباتات بوغية في بوليتريكوم نوع
    P. formosum.

    ب- فوناريا Funaria: ينتمي إلى الحزازيات الخضراء الأرضية، ويعد من أشهر الحزازيات الحقيقية، له أهمية كبيرة ولاسيما في مجال استخدام أنواعه عينات للدراسات الفيزيولوجية والمخبرية. ينتشر في معظم المناطق الرطبة، على التربة الحصوية وعلى التربة الرطبة الغنية بالأملاح الآزوتية و الكلسية.

    يضم هذا الجنس عدداً من الأنواع، أشهرها وأكثرها انتشاراً الفوناريا قياسي الماء hygrometrica.F، الذي يوجد في سورية بكثرة. يراوح طول النبات العروسي بين 0.5 و3 سم، وينمو بشكل كبير بعد سقوط الأمطار في نهاية فصل الشتاء وبداية فصل الربيع، ويتصف بسرعة انتشاره وتكاثره، ويصادف على نحو واسع على أطراف الأنهار والجداول، وخاصة على التربة الرطبة وفي أحواض الزينة. يتميز النبات العروسي في الفوناريا بشبه ساق قائمة أو منتصبة، تترتب عليه أشباه الأوراق بشكل حلزوني في قمة شبه الساق، وترتص بعضها مع بعض، حيث تكون كبيرة الحجم، وتكون في الأجزاء السفلية والوسطى أصغر حجماً وأكثر تباعداً من العلوية. ويتميز النبات البوغي بسويقة طويلة مقوسة وعليبة إجاصية (الشكل 7).

    الشكل (7) النباتات البوغية في الفوناريا نوع Funaria hygrometrica.

    ج- بريوم Bryum:

    يعد أحد أشهر الأجناس التي تنتمي إلى فصيلة Bryaceae من حيث عدد الأنواع التي يضمها والتي تقارب نحو 800 نوع، منها:B. argentum وB. capillare
    وB. caespiticum. ينتشر في الكثير من مناطق العالم، وخاصةً في وسط أوربا وفي منطقة القوقاز وفي اليابان وفي أمريكا الشمالية، كما يصادف في بلدان عدة من نصف الكرة الجنوبية. يوجد في المناطق الرطبة وقليلة الرطوبة على حدٍ سواء، وعلى التربة والصخور وعلى الحواف والجدران الصخرية. تنمو النباتات العروسية في هذا النوع نمواً سريعاً مشكلةً بساطاً عشبياً أخضر كثيفاً، وهي تتميز بشبه ساق قصيرة لا يتجاوز طولها 2 سم، وتظهر أشباه الأوراق الموجودة في أعلاه على شكل وردة وكأنها برعم زهري (الشكل 8).

    الشكل (8) النباتات العروسية في البريوم نوع Bryum capillare.

    د - منيوم Mnium: يعد أكثر الأجناس انتشاراً وأهمية من باقي الأجناس التابعة لفصيلة Mniaceae، يضم هذا الجنس أكثر من 20 نوعاً، أهمها: M. punctatum
    وM .affine وundulatum .M.

    ينتشر النوع M. undulatum في الأراضي والسهول المنخفضة، ويمتد حتى أطراف المرتفعات الجبلية في وسط أوربا، ونادراً ما يوجد في شمالها، كما ينتشر في شمالي أمريكا وفي آسيا وفي الأماكن الظليلة في الغابات. ينمو على التربة الغنية بالمخلفات العضوية، وفي الحقول المكشوفة وفي الأماكن الغنية بالأعشاب. يراوح طول النبات العروسي بين 5 و 15 سم، ويتألف من شبه ساق زاحفة بنية اللون تصدر عنها الأوبار الجذرية وتغطى بأشباه الأوراق البسيطة والصغيرة الحجم، ويمثل هذا الجزء من شبه الساق الجزء العقيم. ترتفع منه فروع عمودية قائمة تحمل أعضاء التكاثر الذكرية (المناطف)، وقد يحمل فروعاً مائلة مغطاة بأشباه الأوراق الكثيفة، وتمثل هذه الفروع القائمة مع ما تحمله الجزءَ الخصب من شبه النبات. وفي الأجزاء السفلية من الجزء القائم من شبه الساق أشباه أوراق صغيرة الحجم بنية اللون، ويأخذ الجزء الخصب من شبه الساق شكل الشجرة، ويحمل أشباه أوراق لسانية ذات تجاعيد عرضية وذات قمة تامة ومثنية (الشكل 9).

    الشكل (9) النباتات العروسية في منيوم نوع Mnium undulatum.

    هـ- جنس براكيتيسيوم Brachythecium: يعد هذا الجنس من أكثر الحزازيات- ذات التوضع جانبي الإثمارpleurocarpi - انتشاراً، ويضم 19 نوعاً، أشهرها B. rutabulum وB. salebrosum. يراوح طول النبات العروسي بين 5 و15 سم، ويشكل عشباً قوياً متماسكاً. يتوضع شبه الساق على التربة بشكل أفقي أو مائل، وتصدر عنه الفروع الجانبية القائمة بشكل كثيف. تتميز أشباه الأوراق بلونها الأخضر المصفر ذات اللمعان الشديد. ينتشر في أوربا انتشاراً واسعاً، ويمتد انتشاره من السهول والأراضي المنخفضة حتى أطراف المرتفعات الجبلية، كما يوجد في شمالي إفريقيا وفي بلدان جنوب شرقي آسيا، في اليابان ونيوزيلندا وفي شمالي أمريكا. ينمو غالباً على الأخشاب والقطع القديمة وعلى الجذور، وعلى التربة في الغابات والسهول (الشكل10 ).

    الشكل (10) النباتات العروسية في براكيتيسيوم نوع
    Brachythecium salebrosum.

     

مراجع للاستزادة:

- بسام الأعرج، اللازهريات وعاريات البذور، جامعة دمشق، 2010.

- غسان عياش وبسام الأعرج، تصنيف الزمر النباتية، جامعة دمشق، 2009.

- H. Kurschner, A key to the acrocarpous mosses of the Near and Middle East, Nova Hedwigia, Stuttgart, 2008.

- E. Strasburger, Lehrbuch der Botanik, VEB Gustav Fischer Verlag, Jena, Auf, 2005.


- التصنيف : علم الحياة (البيولوجيا) - النوع : علم الحياة (البيولوجيا) - المجلد : المجلد الخامس مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق 1