انفلونزا خنازير
Swine flu - Grippe porcine

إنفلونزا الخنازير

صفوح حيدر

الصفة التشريحية عند الخنازير

إنفلونزا الخنازير عند البشر

أعراض المرض

الوقاية والمعالجة

الأهمية الاقتصادية للمرض

 

إنفلونزا الخنازير (H1N1) swine influenza مرض تنفسي حاد شديد العدوى يصيب الخنازير، ويسببه واحد أو أكثر من فيروسات الإنفلونزا من النوع A، وهذه الـفيروسات تتبع مجموعة الـفيروسات المخاطية السويّة orthomyxovirus. يتصف هذا المرض عادة بمعدلات إصابة عالية تصل إلى 100% ومعدلات نُفُوق منخفضة (1- 4%). ينتشر الفيروس المسبب لهذا المرض بين الخنازير عن طريق الرذاذ والمخالطة المباشرة وغير المباشرة، وكذلك عن طريق الخنازير الحاملة للمرض، ويتميز سريرياً بالتهابات رشحية في المجاري التنفسية وسعال جاف شديد ومؤلم، مع ارتفاع درجة الحرارة وصعوبة في التنفس وإفرازات من الأنف والعينين والعطس وإحمرار العين أو التهابها وضعف عام، وفي حالات نادرة يمكن أن يحدث المرض من دون ظهور أعراض.

تسجل فاشيات من هذا المرض بين الخنازير على مدار السنة، مع ارتفاع نسبة حدوثها في موسمي الخريف والشتاء في المناطق المعتدلة المناخ، وتميل كثير من البلدان إلى تطعيم أسراب الخنازير تطعيماً رتيباً مضاداً لهذا المرض. تنتمي فيروسات إنفلونزا الخنازير إلى النمط الفرعي H1N1، ويمكن أن تصاب الخنازير بأنماط فرعية أخرى مثل: (H1N2, H3 N1, H3 N2).

كذلك تصاب الخنازير بـفيروسات إنفلونزا الطيور وفيروسات الإنفلونزا البشرية الموسمية، ويعتقد أن البشر هم الذين تسببوا أصلاً في إدخال النمط الفيروسي البشري إلى الخنازير، وعليه فإن إصابة الخنازير بأكثر من فيروس في آن واحد يمكِّن جينات تلك الـفيروسات من الاختلاط بعضها مع بعض. ويمكن أن يؤدي هذا الاختلاط إلى نشوء فيروس جديد من فيروسات الإنفلونزا يحتوي على جينات من مصادر مختلفة، ويطلق عليه الفيروس المتفارز. مع أن فيروسات إنفلونزا الخنازير تمثل عادة أنواعاً فيروسية مميزة لا تصيب إلا الخنازير؛ فإنها تتمكن أحياناً من اختراق الحواجز القائمة بين الأنواع وإصابة البشر.

الصفة التشريحية عند الخنازير:

لدى إجراء التشريح المرضي على الخنازير المصابة؛ يشاهد احتقان دموي شديد ومادة مخاطية في كل الجهاز التنفسي وكذلك احتقان شديد في القلب والرئتين والعقد اللمفاوية الرئوية.

إنفلونزا الخنازير عند البشر:

جرى الإعلام من حين لآخر بوقوع فاشيات وحالات متفرقة من العدوى البشرية بإنفلونزا الخنازير، وتتشابه الأعراض السريرية لهذا المرض عادة مع أعراض الإنفلونزا الموسمية، غير أن نطاق السمات السريرية المعلن عنها يتفاوت بين عدوى عديمة الأعراض والتهاب رئوي وخيم العاقبة قد يؤدي إلى الوفاة. ظهرت جائحة إنفلونزا الخنازير الحالية مع بداية عام 2009 عندما أعلنت حكومة المكسيك أن هذه الإنفلونزا قتلت عشرات الأشخاص في البلاد، وبعد مدة قصيرة من الزمن ظهرت الإصابات في الولايات المتحدة الأمريكية وفي معظم دول العالم. ومن الأرجح ألا يكون لدى معظم الناس- ولا سيما أولئك الذين لا يتعاملون مع الخنازير بانتظام- أي مناعة من فيروسات إنفلونزا الخنازير تمكّنهم من الوقاية من العدوى. وإذا تمكن فيروس إنفلونزا الخنازير من الانتشار بين البشر بفعالية فسيصبح قادراً على إحداث جائحة. ومن الصعب التنبؤ بالآثار التي قد تخلفها جائحة من هذا القبيل؛ ذلك أن آثارها تعتمد على فوعة (حدة) الفيروس ومستوى المناعة الموجودة لدى الناس، والحماية الشاملة التي تتضمنها المستضدات المكتسبة من العدوى بالإنفلونزا الموسمية والعوامل الشخصية الخاصة.

ونظراً لتَشابُهِ السمات السريرية النمطية لإنفلونزا الخنازير التي تصيب البشر والإنفلونزا الموسمية وغيرها من أنواع العدوى الحادة التي تصيب القناة التنفسية العليا؛ فقد جرى الكشف عن معظم الحالات بمحض المصادفة بفضل أنشطةٍ ترصد الإنفلونزا الموسمية. ومن المحتمل أن الحالات المعتدلة أو العديمة الأعراض قد أفلتت من عملية الترصد، ولم يكشف عنها، لذلك فإن الحجم الحقيقي لهذا المرض بين البشر يبقى مجهولاً. وفي عام 2010 أعلن الكثير من الدول - مثل المكسيك والولايات المتحدة الأمريكية وكندا واليابان والصين ومعظم الدول الأوربية والآسيوية والإفريقية- أن هذا المرض أصبح منتشراً عند البشر.

أعراض المرض:

تراوح فترة الحضانة لمرض إنفلونزا الخنازير عند الإنسان بين 3 - 7 أيام، وقد تطول أكثر من ذلك عند الأطفال خاصة. وتتشابه أعراضه مع أعراض الإنفلونزا الموسمية العادية، إذ تتمثل في ارتفاع مفاجئ بدرجة الحرارة والسعال وألم في العضلات وفي البطن وإجهاد شديد، ويبدو أن هذه السلالة الجديدة تسبب مزيداً من الإسهال والقيء أكثر من سلالات الإنفلونزا الموسمية العادية، ويمكن أن يكون ارتفاع درجة الحرارة من جرّاء مرض إنفلونزا الخنازير كبيراً بالمقارنة بالإنفلونزا الموسمية.

الوقاية والمعالجة:

لا يوجد في الوقت الراهن أي لقاح يحتوي على فيروس مرض إنفلونزا الخنازير الذي يصيب البشر، ولا يعرف هل اللقاحات المتوفرة حالياً لمكافحة الإنفلونزا الموسمية قادرة على توفير حماية منه؛ لأن فيروسات الإنفلونزا تتغير بسرعة فائقة. ومن الأهمية بمكان استحداث لقاح مضادٍ للسلالة الفيروسية التي تدور حالياً؛ لتوفير أعلى مستوى ممكن من الحماية للأشخاص المطعَّمين. ومن ثَم لا بدّ لمنظمة الصحة العالمية (World Health Organization (WHO من الحصول على أكبر عدد ممكن من الـﭭيروسات للتمكن من اختيار أنسب فيروس لاستحداث لقاح ناجع.

في شهر حزيران من عام 2009 أعلنت منظمة الصحة العالمية أن إنفلونزا الخنازير أصبح وباءً عالمياً، وكذلك أعلنت إحدى الشركات المنتجة للقاحات البشرية أنها أنتجت أول دفعة من اللقاح المضاد لهذا الفيروس، وفي نهاية عام 2009 بدأت حملات تلقيح مضادة لهذا الفيروس في العديد من الدول، لكنها شهدت إقبالاً ضعيفاً بسبب التخوف من الأنباء التي تحدثت عن نتائج سلبية محتملة للقاح على المدى القريب والبعيد. وقد بينت التحاليل التي أُجريت على الفيروس الجائح عام 2009 أنه لم يسبق له الانتشار في البشر من قبل، وهو فيروس حيواني المنشأ يجتمع فيه مزيج فريد من جينات فيروسات إنفلونزا الخنازير وإنفلونزا الطيور والإنفلونزا البشرية.

أما ما يخص المعالجة فهنالك أدوية مضادة للـفيروسات لمكافحة الإنفلونزا الموسمية، وهي قادرة على تَوَقّي ذلك المرض، وتنقسم إلى فئتين اثنتين:

1- أدوية مثبطة، وهي الأمانتادين Amantadine والريمانتادين Rimantadine.

2- أدوية علاجية فعّالة، وهي الأوسيلتاميفير Oseltamivir والزاناميفير Zanamivir.

والجدير بالذكر أن معظم حالات إنفلونزا الخنازير التي أُخبر عنها سابقاً شُفيت تماماً من المرض من دون أي رعاية طبية ومن دون أدوية مضادة للـفيروسات. وإذا كان هنالك ضرورة لاستخدام مثل هذه الأدوية فتوفرها السلطات الصحية المسؤولة، ولا بد للأطباء من اتخاذ القرارات في هذا الشأن استناداً إلى التقييم السريري والوبائي، والموازنة بين الأضرار والمنافع المرتبطة بخدمات الوقاية والعلاج التي تقدم للمريض، علماً بأن مثل هذه الأدوية المضادة للـفيروسات تتشكل مقاومة تجاهها من قبل هذه الـفيروسات على نحو سريع.

وفي حال انتشار مثل هذه الإصابات لا بد من اتباع التعليمات التي تصدرها وزارة الصحة والتي تنسجم مع تعليمات منظمة الصحة العالمية وهي:

أ- وضع منديل على الأنف والفم عند العطاس لتجنب انتشار الرذاذ في الجو؛ لمنع انتقال العدوى للآخرين.

ب- وضع كمامة على الأنف والفم في حال الإصابة بالرشح.

ج- تكرار غسل اليدين بالماء والصابون.

د- التهوية الجيدة لمكان الجلوس وتجنب الأماكن المزدحمة أو مخالطة المصابين بالرشح.

هـ- مراجعة الطبيب عند الشعور بأي ترفُّع حروري مفاجئ وغير اعتيادي.

وتمثل الرعاية الداعمة في البيت وأخذ قسط من الراحة وشرب كميات كبيرة من السوائل واستخدام مسكِّن للآلام بعض الوسائل المناسبة للتماثل للشفاء في معظم الحالات.

الأهمية الاقتصادية للمرض:

تنشأ الخسائر الاقتصادية عن سوء في النمو وخسارة في الوزن ومعدلات النُّفُوق المرتفعة عند الخنازير. وتأتي أهمية المرض وخطورته من إمكان عدوى الإنسان والتوقف عن العمل. ويعتقد أن الجائحة البشرية العالمية التي حدثت سنة 1918، وتسببت في موت الملايين من البشر نجمت عن عدوى من الخنازير بالنمط المصلي H1N1.

مراجع للاستزادة:

- نشرة منظمة الصحة العالمية حول إنفلونزا الخنازير (نيسان 2009 ).

- United States Congress & United States Senate, H1N1 flu, CreateSpace Independent Publishing Platform , 2017.


- التصنيف : الأمراض الوراثية - النوع : الأمراض الوراثية - المجلد : المجلد الرابع مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق 1