أمراض الحيوانات
امراض حيوانات
Animal diseases - Maladies animales
صفوح حيدر
العوامل المسببة للأمراض المعدية وتأثيراتها
أهم الأمراض المعدية ذات الأهمية الاقتصادية
لا تكاد تخلو حيوانات أي بلد دون الإصابة ببعض الأمراض الحيوانية التي قد تكون معدية تنتقل من حيوان إلى آخر، أو غير معدية تنجم عن عوامل بيئية أو وراثية مسببة موت نسبة كبيرة من الحيوانات، وانخفاضاً في إنتاجية الثروة الحيوانية؛ ما ينعكس سلباً على الحياة الاقتصادية. كما يوجد نحو 200 مرض مشترك بين الإنسان والحيوان تنعكس على صحة الإنسان وبيئته.
العوامل المسببة للأمراض المعدية وتأثيراتها
عند حدوث المرض المعدي تحدث معركة بين المسببات المرضية الداخلة إلى الجسم التي تتوضع وتتكاثر فيه وبين دفاع الجسم الخلوي، والنسيجي، والسائلي (تفاعل موضعي وعام). ترتبط الكائنات الحية بعضها مع بعض بعلاقات أساسها المنفعة المتبادلة، فالعلاقة بين العوامل الممرضة والجسم متينة وقوية؛ تعيش وتتكاثر العوامل الممرضة في الأجسام وتؤثر فيها سلباً أو إيجاباً، فمنها ما هو مفيد، ومنها الضار. فالبكتريا النافعة تساهم في تكوين مواد خاصة تحد من تكاثر البكتريا الضارة في جهاز الهضم، فمثلاً: تنشط بكتريا التخمر لتفرز حمض اللبن المانع لنمو البكتريا الضارة والعفن في الأنبوب الهضمي، وتكوٍن بكتريا الأمعاء الـﭬيتامينات الضرورية للحياة. أما البكتيريا الضارة فتتكاثر في الجسم، وتسبب إصابة ما (الخمج)، وتؤدي إلى ردود فعل التهابية تؤدي إلى ظهور المرض الذي ينتج عنه أضراراً تنتهي غالباً بالموت.
تتأثر شدة الخمج بعدد من العوامل، مثل: مقاومة الجسم، والظروف المحيطة، والتغذية، وقوة العامل المرضي (الضراوة). وتبدأ الإصابة غالباً بعد اختراقه دفاعات الجسم الأولية وهي الجلد، والأغشية المخاطية التي تستر بوابات العدوى الرئيسة (الفوهات الطبيعية في الجسم)، ومن ثمَّ ينتشر في الدم والبلغم وفي كافة أنحاء الجسم مسبباً فيه ردود الفعل المرضية.
تفرز البكتريا دائماً مواد تساعدها على اختراق دفاعات الجسم والانتشار فيه، وتوسع المسامات الوعائية، وتحلل الفيبرين والكريات الدفاعية، وتؤدي إلى ظهور حالات تنكس في جدران الأوعية الدموية. وتسمى هذه المواد عوامل الهجوم أو الانتشار المرضي التي توجد في محفظة البكتريا وغلافها الخارجي، وتعدّ العامل الأساسي في اختراق البكتريا وتكاثرها في الجسم.
أثر مقاومة الجسم والظروف المحيطة به في تطور الحالة المرضية
تقوم مجموعة من العوامل بدور مهم في ظهور الأمراض وانتشارها، فالتغذية الجيدة الغنية بالـﭭيتامينات والأملاح المعدنية تساعد الجسم على التغلب عليها؛ في حين يؤثر اضطراب التمثيل البروتيني سلباً في مقاومة الجسم، فزيادة البروتين تسبب تحول الدم إلى حامضي وتنخفض مقاومة الجسم. أما نقص الـﭭيتامينات فله الدور الأساسي وخصوصاً ﭬيتامين A الذي يؤثر في الجلد والأغشية المخاطية. وتلعب ظروف إيواء الحيوان دوراً هاماً في ظهور الوباء؛ إذ تكثر الأوبئة في الحظائر الرطبة وسيئة التهوية، والمزدحمة. كما تؤثر عوامل جسمانية أخرى - مثل: الجملة العصبية المركزية والغدد والجينات والجملة الشبكية البطانية وغيرها- في مسير العملية الالتهابية. وإن عمر الحيوان مهم في ظهور المرض، فالحيوانات صغيرة السن معرضة للإصابة أكثر من الكبيرة؛ لأنها لم تكتسب المناعة الضرورية من جهة، ولأن جلدها وأغشيتها المخاطية رقيقة من جهة ثانية. كما تؤدي حرارة الوسط الخارجي دوراً أساسياً في ظهور الأوبئة. فالبرودة الشديدة تقلل من كمية البالعات الدموية، أما الحرارة العالية فتساعد على ظهور البكتريا الممرضة في الأمعاء، وتسهيل اختراقها للغشاء المخاطي، وتؤثر أيضا فصول السنة في ظهور أمراض موسمية معيّنة؛ إذ تكثر الأوبئة في الشتاء، وتقل في الربيع والصيف.
تسمى المناطق التي يدخل منها العامل الممرض إلى الجسم بوابات العدوى. ومنها سطح الجلد والأغشية المخاطية للفوهات الطبيعية ومشيمة الجنين. ولكل عامل ممرض بوابة عدوى مرتبطة به، فمثلاً: لا تسبب ﭬيروسات الكَلَب العدوى إلا بعد انتقالها عن طريق الأعصاب إلى الجملة العصبية المركزية، ولا تؤثر بكتريا الكزاز إلا في الجروح الجلدية. وقد يحدث أن تدخل البكتريا والـﭭيروسات إلى الجسم من بوابات عدة، مثل: جرثومة الجمرة الخبيثة، والسل، والرعام. وبحسب تأثير البكتريا في الدم تلاحظ الحالات التالية:
أ- تجرثم الدم bacteremia أو ﭬيروسية الدم viremia: وهي حالتان مرضيتان تؤديان إلى ارتفاع درجة حرارة الحيوان بسبب وجود البكتريا أو الـﭭيروسات في الدم بأعداد كبيرة جداً.
ب- الإنتان الدموي (تسمم الدم أو خمجه) septicemia: وهي حالة مرضية تتكاثر فيها البكتريا والـﭭيروسات في الدم، وتتوضع بكثرة في الأحشاء الداخلية مسببة ردود فعل قوية بشكل التهاب دموي وتنكس شديدين.
ج- تقيح الدم pyemia: ويحدث عندما تتكاثر البكتريا القيحية في الدم مسببة خراجات مختلفة في أنحاء الجسم، مثل: تكاثر المكورات العنقودية في داء السقاوة عند الخيل وظهور خراجات ثانوية في الجسم.
د- الإنتان والتقيح الدموي: وهي حالة تكثر فيها بكتريا التقيح والإنتان داخل الدم، وتتسبب بظهور أمراض مشتركة إنتانية وقيحية معاً.
هـ- التسمم الدموي toxemia: وهي حالة تنتشر فيها بكتريا- مثل: بكتريا الحاطمات والكزاز والجمرة العرضية، في الدم- مولدة سموماً قوية تؤثر في الجسم فتمرضه.
تظهر الأوبئة في الجسم بطريقتين: تدعى الأولى بالعدوى الطبيعية أو التلقائية، والثانية بالعدوى الصنعية، وتكون العدوى خارجية عندما تدخل البكتريا من الوسط الخارجي إلى الجسم، وتكون داخلية عندما تنشط البكتريا المتعايشة في الجسم تحت تأثير انخفاض مقاومته. وتدعى العدوى التي تظهر تحت تأثير عامل مرضي واحد أحادية أو فردية؛ أما التي تظهر تحت تأثير عدد من المسببات المرضية فتدعى العدوى المشتركة التي فيها يؤدي وجود بعض المسببات انخفاضاً في مقاومة الجسم، فتؤثر الأخرى به، مثل: العدوى بالسل والإجهاض الساري معاً. وقد تظهر العدوى الثانوية بعد الإصابة بمرض أولي، وتعدّ من أخطر أنواع العدوى؛ إذ يمكن أن تسبب النفوق الحاد كالباستوريلا بعد السالمونيلا، وقد يصاب الحيوان بالمرض نفسه ثانية بعد الشفاء منه كلياً؛ إذ تكون كمية المواد الضدية غير كافية في الدم، وتدعى هذه الحال بالعدوى الإنتكاسية.
يبدأ الوباء عادة بطور الحضانة، وهي المدة الزمنية بين دخول العامل المسبب إلى الجسم وبدء ظهور الأعراض المرضية. و تختلف فترتها من حيوان لآخر بحسب التغذية، والإيواء، والعمر، ومكان دخول المسبب المرضي إلى الجسم. ويليه طور ما قبل الأعراض السريرية؛ إذ يلحظ بعض التغيرات الفيزيولوجية في الأعضاء، مثل: الوهن العام والامتناع عن تناول العلف وارتفاع درجة الحرارة. بعدها تظهر أعراض المرض السريرية الرئيسة التي تطول من بضع ساعات حتى عدة أيام، وغالباً ما ينتهي هذا الطور بالنفوق، وقد تشفى بعض الحيوانات من المرض؛ ولكنها قد تبقى ضعيفة دائماً.
تقسم الإصابة بحسب طول فترة المرض إلى:
1 - الإصابة الخانقة الفجائية فوق الحادة، وتدوم عدة ساعات، وتنتهي بالنفوق.
2 - الإصابة الحادة تدوم حتى أسبوع، وتنتهي بالنفوق دائماً.
3 - الإصابة تحت الحادة، تدوم الأعراض بين 14إلى21 يوماً، وتنتهي بالشفاء أو بالنفوق.
4 - الإصابة المزمنة التي تصل إلى شهور عدة، وتسبب الهزال الشديد.
5 - إصابة غير نموذجية: تظهر بسبب استعمال الأدوية بكثرة، ولا تكون فيها الأعراض مميزة.
أهمية التشريح في الكشف عن الأوبئة
تُعدّ التغيرات التشريحية من أهم الصفات التي تمكن الطبيب من تشخيص المرض، وتشمل الفحص العياني للجثث، ودراسة التغيرات المرضية المجهرية للأعضاء المتأثرة بالعامل الممرض. وتختلف مظاهر التغيرات العيانية من وباء لآخر. ولكل مرض صفاته الخاصة والعامة التي يتم تشخيص المرض بوساطتها. ويتم من خلال الفحص المجهري التعرف على التغيرات في الخلايا والنسج كالتنكس والتنخر necrosis والاحتشاء والنزف الدموي، وغير ذلك. كما تظهر الخلايا السرطانية بشكلها المميز. ويُظهر الفحص المجهري الأجسام الاحتوائية الخاصة المميزة للمرض، مثل: أجسام نيجري في داء الكَلَب وأجسام روبرت في إلتهاب الكبد الخمجي، وغيرها. وتشاهد في الأمراض الحادة إلتهابات حادة دموية تنكسية؛ في حين تظهر في الالتهابات المزمنة ردود فعل مولدة، فتكثر الخلايا والألياف الضامة التي تؤدي إلى تليف الأعضاء. هذا وترتبط التغيرات المرضية في الجسم مع مجموعة من العوامل، منها: طريقة العدوى، وجاذبية العضو، ومقاومة الجسم. وكمثال على ارتباط التغيرات مع جاذبية النسيج: إصابات الحمى القلاعية على سطح الجسم والأغشية المخاطية، وتأثير ﭬيروسات الكَلَب في الجملة العصبية المركزية. وتظهر التغيرات المرضية أحياناً بشكل رد فعل تحسسي على العامل الممرض، مثل: تأثير بكتريا الجمرة في القلب والمفاصل، أو تلاحظ بشكل نشاط زائد للعضو. وفي جميع الأمراض المعدية تظهر في الجسم تغيرات مَرَضِية عامة، من أهمها ما يأتي:
أ- الاضطرابات الدموية والبلغمية: تظهر تغيرات متعددة في الجسم بتأثير العامل المرضي والسموم الناتجة ذات التأثير المباشر في المنبهات العصبية للأوعية، أو في الجملة العصبية المركزية، أو في مركز تنبيه القلب مسببة زيادة في نفاذية جدران الأوعية المحتقنة، فيلاحظ النزف الدموي حولها(خاصة على الغلافين المصلي والمخاطي). كما يلاحظ الاحتقان الإلتهابي الذي يلون العضو باللون الأحمر؛ فتمتلئ الأوعية الدموية بالدماء الراكدة، ويتغير تركيب الدم، وتتوضع الكريات البيض في الأطراف؛ في حين تتوضع الكريات الحمر في الوسط، وتبدأ عملية الانسلال الخلوية عبر المسامات الوعائية المتسعة إلى النسج المجاورة الرخوة، ويظهر الرشح الالتهابي الدموي أو الوذمة الالتهابية الدموية. وبسبب وجود البكتريا وسمومها في مجرى الدم تحدث تغيرات التهابية في جدران الأوعية الدموية، مثل: التنكس الفيبرينويدي أو الهيوليني الذي يؤدي إلى التنخر فيها، وقد تتجمع البكتريا بعضها مع بعض مكونة صمامة جرثومية تسد مجرى الدم، وتسبب الاحتشاء. كما أن الركود الدموي يؤدي إلى زيادة الفضلات في الجسم، فتضعف حركة القلب وعملية التنفس، وتؤدي إلى ارتفاع الضغط، ويحدث انسلال السوائل التي تتوضع تحت الجلد، فيظهر التوذم الالتهابي في الأجواف والنسج الرخوة.
ب- تضخم الطحال والعقد اللمفاوية: يعدّ تضخم الطحال أحد المعالم الرئيسة في الأمراض المعدية والحادة منها خاصة، وينجم عن زيادة كمية الخلايا الالتهابية، أو عن تغيير البروتينات الالتهابية، أو عن بقايا الكريات الدموية المتكسرة التي توجد في الأوعية اللمفاوية والطحال. ويلاحظ تضخم في العقد البلغمية القريبة من بوابة العدوى، فيظهر فيها التهابات مصلية أو مصلية دموية.
ج- التغيرات التنكسية في الأعضاء: تظهر هذه التغيرات بسبب وجود العامل المرضي وسمومه في الدم والخلايا؛ إذ تتأثر الأعضاء البرنشيمية كالكبد والكلى وعضلة القلب، فتظهر فيها توضعات بروتينية في السيتوبلازما الخلوية مسببة الضغط على الأنوية وانحسارها في ركن الخلية. وبعدها تتجمع تلك البروتينات مع بعضها مكونة حبيبات بروتينية أكبر لا تلبث أن تذوب بتأثير الخمائر الداخلية، فتظهر فجوات في الهيولى مسببة موت الخلية. و يلاحظ مع هذا التنكس تجمع الشحوم والسكريات في الخلايا والنسج، وحدوث تغيرات مَرَضِية فيها.
د- التغيرات الالتهابية في الأعضاء والنسج: تظهر هذه الالتهابات بسبب الصراع الدائر بين الخلايا البالعة والعامل المسبب، فتلاحظ مخلفات بشكل سوائل مصلية، أو دموية، أو قيحية، وتظهر مجموعة من الالتهابات تختلف بالزمان والمكان من الحادة إلى المزمنة، وكذلك تقسم بحسب النتحة الالتهابية؛ فتلاحظ الالتهابات المصلية، والمخاطية، والدموية، والقيحية، وغيرها، و تظهر في كثير من الحالات التهابات مختلطة مصلية دموية أو مخاطية قيحية وغيرها.
هـ- التغيرات المرضية على الجلد والأغشية المخاطية: يعدّ الجلد والأغشية المخاطية في الجثة مرآة الجسم تنعكس عليها التغيرات المرضية الداخلية، وتترك أثاراً مرضية واضحة. فالأغشية المخاطية تتلون بحسب طبيعة الجسم والحالة المرضية. فتكون محتقنة نازفة في الأمراض الإنتانية الحادة، وذات لون باهت في حالات فقر الدم والنزف الشديد. وتتلون بالأصفر في حالات اليرقان. وتظهر على سطح الجلد التغيرات المرضية بوضوح تام، فتلاحظ حالات تهتك الجلد، ونزف لادموي، واحتقان وتقيح، وبثرات، ودمامل، والطفيليات الخارجية، وغيرها. كما يقوم الغلاف الجلدي الساتر (الريش أو الصوف أو الوبر) بدور مهم على الكشف عن الأمراض.
و- التغيرات المجهرية الالتهابية: تعدّ التغيرات المجهرية من أهم أركان الإنتانات والالتهابات. حيث تظهر التنكسات في الخلايا والنسج، أو تليف وضمور فيها، كما تتوضع في الأنسجة العقيدات الخاصة ( كالعقدة السلية، والرعامية، والباراتيفية)، وتظهر ردود فعل الجهاز المناعي المختلفة (الخلايا البائية والتائية)، ويتكون الغلوبولين المناعي الذي يعطي الجسم المناعة الخلطية. وفي بعض الأمراض الـﭭيروسية يتوضع العامل المسبب في الخلايا والنسيج بعد إنحساره من الدم ليكون الأجسام الاحتوائية الخاصة التي يتم تعرّفها بسهولة، وتكون مفتاحاً لتشخيص الأمراض كأجسام داء الكَلَب الدماغية (أجسام نيجري).
أهم الأمراض المعدية ذات الأهمية الاقتصادية
الحمى القلاعية foot- and- mouth disease: مرض حاد شديد العدوى والسراية يصيب الحيوانات ذوات الظلف. يتميز بارتفاع في درجة الحرارة وتشكل قلاعات وتأكّلات على الغشاء المخاطي للتجويف الفموي والقناة الهضمية وفي جلد ما بين الظلفين وحافتهما ومناطق جلدية خالية من الشعر كالحلمات والضرع. يسببه ﭬيروس ينتمي إلى عائلة Picornaviridae.
جدري الأغنام sheep pox: مرض سارٍ حاد يتميز بارتفاع في درجة الحرارة وتشكل حليمات وحطاطات على الجلد والأغشية المخاطية لجهازي الهضم والتنفس والجهاز البولي التناسلي. يسببه ﭬيروس جدري الأغنام sheep poxvirus.
الطاعون البقري rinderpest (cattle plague): مرض سارٍ حموي حاد يصيب الأبقار على نحو رئيس. يتميز بتغيرات تنخرية في الأغشية المخاطية للجهاز الهضمي، ويكون مصحوباً بإسهال شديد. يسببه ﭬيروس ينتمي إلى عائلة الحمات نظيرة المخاطية Paramyxoviridae .
طاعون المجترات الصغيرة plague of small ruminants: مرض شديد السراية يصيب الأغنام والماعز. يتميز بارتفاع في درجة الحرارة والتهابات قيحية متنخرة في الأغشية المخاطية للتجويف الفموي وإفرازات عينية وأنفية وفموية وإسهال؛ إضافة إلى أعراض إلتهابية رئوية ثانوية.
الإجهاض الساري مرض البروسيلا contagious abortion: ويسمى أيضاً الحمى المتوسطية أو الحمى المتموجة، تسببه عدة أنواع من بكتريا البروسيلا (عُصيّات قصيرة أو مكورة سالبة لصبغة الغرام)، غير متحركة، ولا تشكل الأبواغ، وهو مرض معد يصيب الأبقار والأغنام والماعز والخنازير. ويتصف بالتهاب الأعضاء التناسلية والأغشية الجنينية والإجهاض وعدم الإخصاب أو العقم. ويُعدّ هذا المرض من الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان.
إجهاض الأغنام المستوطن enzootic abortion: مرض معد تسببه المتدثرة الببغائية Chlamydia psittaci، يتصف بحدوث سيلانات مهبلية قبل حدوث الإجهاض.
مرض اللسان الأزرق blue tongue: مرض معدٍ يصيب الأغنام بالدرجة الأولى، وأحياناً الأبقار والجمال. يتميز بالتهاب نخري في الأغشية المخاطية للفم، وعرج ناجم عن التهاب الأظلاف وإصابة الجهاز العضلي. تسببه حمى راشحة تنتمي إلى عائلة Reoviridae.
حمى الوادي المتصدع Rift Valley fever: مرض معدٍ حموي حاد يصيب الأغنام والأبقار والإنسان. يتميز عند الحملان والعجول بالتهاب الكبد، ونسبة نفوق مرتفعة، وإجهاض الأبقار والنعاج الحوامل. تسببه ﭬيروسات تنتمي إلى عائلة Bunyaviridae، وهي من مجموعة الـﭭيروسات المنقولة بوساطة حشرات مفصليات الأرجل.
شبه طاعون الدجاج Newcastle disease: يصيب الدجاج ومعظم أنواع الطيور الأخرى، وله أشكال هضمية وتنفسية وعصبية وحشوية. يسببه ﭬيروس من عائلة باراميكسو، يتصف بالإسهال والأنزفة الدموية في الأعضاء الداخلية. ويسبب خسائر فادحة.
إنفلونزا الطيور avian influenza: مرض ﭬيروسي حاد شديد العدوى والسراية يصيب كثيراً من أنواع الطيور والدجاج والرومي (الحبش) خاصة. يسببه الـﭭيروس المخاطي القويم أورثوميكسو orthomyxovirus ذو الأنماط المصلية المتعددة، ولهذا المرض عدة أشكال، ويسبب ظهور أنزفة واحتقانات دموية في مختلف الأعضاء، ويصيب بعض الأنماط المصلية المسببة لهذا المرض الإنسان، وبعضها يؤدي إلى خسائر كبيرة في الاقتصاد الوطني. ويبين الجدول (1) الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان ومسبباتها وطرق انتقالها.
|
تشخيص الأمراض الحيوانية المشتركة
يتم تشخيص الأمراض الحيوانية والمشتركة من خلال الأعراض السريرية والحالة الوبائية وإجراء التشريح المرضي والفحص النسيجي وعزل العوامل المسببة؛ سواء أكانت بكترية، أم ﭬيروسية أم فطرية أم طفيلية، وإجراء الاختبارات المصلية اللازمة.
مكافحة الأمراض المشتركة:
1- الإجراءات الوقائية، وتشمل على:
أ- الحجر الصحي البيطري على الحيوانات ومنتجاتها ومخلفاتها.
ب- تلقيح الحيوانات وقائيا ضد الأمراض الحيوانية والمشتركة.
ج- الاهتمام بصحة البيئة.
د- استخدام الـﭭيتامينات، والمواد السلفاميدية، والمضادات الحيوية ومضادات الطفيليات، والمضادات الحشرية للوقاية.
هـ- الكشف المبكر عن الأمراض المشتركة في الحيوانات.
2- التحكم بالأمراض المشتركة:
أ- إجراء الاختبارات للكشف عن الحيوانات المصابة وعلاجها أو ذبحها.
ب- مكافحة ناقلات الأمراض المشتركة والخازنة لها.
مراجع للاستزادة: - تامر حداد، علم الأمراض العام، جامعة البعث، 1992. - فواز فلوح ، أحمد حمدي مقرش، وديع شديد، علم الأمراض الخاص، جامعة البعث، 2003. - عبد الكريم قلب اللوز، ياسين الياسينو، علم الأمراض المعدية، جامعة البعث، 2004. - عبد الله المنلا، الأمراض المشتركة بين الإنسان والحيوان، جامعة البعث، 2005. |
- التصنيف : الانتاج الحيواني - النوع : الانتاج الحيواني - المجلد : المجلد الثالث مشاركة :