logo

logo

logo

logo

logo

الفيتامينات الكلسيوم والفيتامين D

فيتامينات كلسيوم وفيتامين D

-

 الفيتامينات - الكلسيوم والفيتامي

الفيتامينات - الكلسيوم والفيتامين D

تصنف الفيتامينات في مجموعتين

علاج اضطرابات الكلسيوم والعظام

تخلخل العظام، داء باجيت في العظام

 

الفيتامينات هي مواد ضرورية للعمليات الاستقلابية الطبيعية، ويتم توفيرها رئيسياً عن طريق تناول الغذاء. ولا يمكن للبشر تركيب الفيتامينات في الجسم باستثناء الفيتامين D في الجلد والنيكوتيناميد من التربتوفان.

وقد يؤدي نقص فيتامين معين إلى متلازمة عوز معينة وقد يكون هذا أولياً (نظام غذائي غير كافٍ) أو ثانوياً بسبب فشل الامتصاص المعوي (خلل في الأمعاء أو الإسهال المزمن)؛ أو ناجماً عن زيادة الحاجة الاستقلابية للجسم (النمو، الحمل، الرضاعة، فرط نشاط الغدة الدرقية)، ويكون في هذه الحالات نقص الفيتامينات متعدداً عادةً، وقد تحدث تظاهرات سريرية عديدة، يمكن علاجها باستعمال العديد من المستحضرات المتوفرة من الفيتامينات والتي تستخدم لضمان الوقاية والعلاج.

في الآونة الأخيرة كان هناك اهتمام كبير بالاقتراح الذي يفترض أن نقص الفيتامينات تحت السريري قد يكون سبباً للأمراض المزمنة وزيادة التعرض للأمراض الخمجية، وقد دفعت هذه الفكرة إلى إجراء عدد من التجارب السريرية التي تدرس الفوائد المحتملة لزيادة الفيتامينات في الوقاية من السرطان وأمراض القلب والأوعية الدموية وغيرها من الأمراض الشائعة.

إن مستحضرات الفيتامينات التي لا تحتاج إلى وصفة طبية - باستثناء الفيتامين D- قد تكون أكثر فائدة قليلاً من الدواء الغفل عند معظم الناس (هناك القليل من الأدلة القوية لدعم هذا الافتراض). لحسن الحظ فإن معظم الفيتامينات غير سامة نسبياً؛ ومع ذلك فإن وصف فيتامين A وفيتامين D لفترات طويلة يمكن أن يكون له آثار مرضية خطرة.

تصنف الفيتامينات في مجموعتين:

- الفيتامينات القابلة للذوبان في الماء: مجموعة فيتامين B وفيتامين C.

- الفيتامينات القابلة للذوبان في الدهون: A ، D ، E ، K.

١- فيتامين A (Retinol):

فيتامين A هو مصطلح عام يشمل المواد التي تمتلك النشاطات البيولوجية للريتينول والمواد ذات الصلة (والتي تسمى الريتينويدات).

إن المهام الرئيسية للريتينول هي:

- الحفاظ على ظهارة طبيعية.

- تحريض تطور القرنية والملتحمة.

- تشكيل المواد الكيميائية الضوئية الشبكية Retinal photochemical.

- تحفيز جهاز المناعة.

- الحماية من الأخماج وربما بعض أنواع السرطان.

يؤدي نقص الريتينول إلى: جفاف الجلد، الحؤول الشائك، جفاف الملتحمة Xerophthalmia، ضعف الجهاز المناعي.

يملك الريتينول ومشتقاته فائدة علاجية في عدد من المجالات السريرية:

- الصداف Psoriasis: يعد التازاروتين Tazarotene- وهو ريتينويد موضعي- فعالاً في علاج اللويحات الصدفية الثابتة المزمنة، ولكنه يسبب تهيج الجلد على نحو شائع مما يجعله غير مناسب لعلاج الأشكال الالتهابية من الصداف. ويتم تحمل الكريم الموضعي بتركيز ٠٥,٠٪ تحملاً أفضل من ١,٠٪ على الرغم من أنه أقل فعالية.

الأسيتريتين Acitretin: هو مشتق من حمض الريتينويك ونصف عمره (٤٨ ساعة) يستخدم عن طريق الفم لعلاج الصداف الشديد وتراوح المجموعة بين ٢٥ ملغ إلى ٥٠ ملغ يومياً، إضافة إلى اضطرابات التقرن الأخرى.

- العد Acne: التريتيونينTretinoin هو حمض الريتينويك ويستخدم لعلاج العد عن طريق التطبيق الموضعي.

الإيزوتريتيونين isotretinoin: هو نظير حمض الريتينويك نصف عمره ٢٠ ساعة، يعطى عن طريق الفم لعلاج العد، كما أنه فعال في الوقاية من الأورام الثانوية التي يمكن أن تحدث عند المرضى بعد علاج سرطان شائك الخلايا في الرأس والرقبة.

- ابيضاض الدم الحاد بالخلايا سليفة النقوية Acute promyelocytic leukemia: يمكن استخدام التريتيونين لإحداث الهجوع بإضافته مع العلاج الكيميائي في ابيضاض الدم الحاد بالخلايا سليفة النقوية، وهي مجموعة فرعية من ابيضاضات الدم الحادة (AML) التي يحدث فيها تبدل موقع الجينات التي ترمز مستقبلات حمض الريتينويك ألفا.

أثبتت هذه الخطة العلاجية نجاحها بوضوح في البداية، لكن الجرعات العالية تسببت في متلازمة التمايز المميتة، لذلك فهي تستخدم الآن لمدة قصيرة في العلاج.

- عوز الفيتامين A: يعدّ العوز الأولي شائعاً في البلدان النامية. ويستخدم الريتينول لمنع العوز وعلاجه، حيث إن كل ١ مكروغرام يعادل ٣,٣ وحدة دولية نصف عمرها (٧- ١٤ يوماً). وللوقاية من القصور في الأفراد المعرضين للإصابة يتم إعطاء المكملات الغذائية بجرعات على فترات بفواصل من ٤-٦ أشهر، حيث تحتسب الجرعات بحسب العمر، وتكرر الجرعات أكثر في علاج جفاف الفم. وينجم العوز الثانوي عن سوء امتصاص الدهون مع سوء وظيفة المعثلكة واضطرابات في الجهاز الهضمي. يعد استعمال مكملات الفيتامين A بجرعاتها الدوائية أساسياً في علاج مرضى الداء الليفي الكيسي، مع الانتباه إلى أنها يمكن أن تؤدي إلى سمية مزمنة، ولذلك ينبغي رصد مستويات الريتينول في الدم دورياً.

التأثيرات الضارة: تحدث السمية الحادة عند البالغين عند إعطاء جرعة واحدة تزيد على ٦٠٠٠٠٠ وحدة/يوم، حيث تؤدي إلى الصداع والغثيان والقياء والنعاس. كما لوحظت السمية لدى المسافرين عن طريق تناول كبد آكلات اللحوم في القطب الشمالي.

تحدث السمية المزمنة بتناول كميات كبيرة لمدة طويلة (عند الأطفال من ٢٥٠٠٠ إلى ٥٠٠٠٠ وحدة في اليوم؛ أي ١٠ أضعاف الحاجة اليومية الموصى بها). والعلامة التشخيصية الدالة على السمية المزمنة هي: وجود تورم مؤلم في العظام الطويلة، فقد الشهية، الآفات الجلدية، تساقط الشعر، ضخامة الكبد والطحال، الوذمة الحليمية، النزيف والشعور بالضيق.

يعد فيتامين A ومشتقاته مادة ماسخة Teratogenic في الجرعات الدوائية، ويجب ألا تتجاوز الجرعة ٨٠٠٠ وحدة دولية (٢٤٠٠ مكروغرام) يومياً.

٢- فيتامين B المركب:

تستعمل حالياً على نطاق واسع العديد من المركبات المختلفة تصنف على أنها «الفيتامين B المركب»، وتستخدم في العلاج الدوائي لكل مما يلي:

- الثيامين Thiamine (): يرافق العوز ثلاث حالات متميزة من بعضها: متلازمة Wernicke- Korsakoff ومتلازمة البري بري ومتلازمة ليغ.

تبلغ الجرعة العلاجية من الثيامين ١ ملغ للرجال و٨,٠ للنساء، تعطى عن طريق الفم لأغراض التغذية؛ وتعطى عن طريق الوريد في الحالات الإسعافية الخطرة إلخ؛ وعلى سبيل المثال في متلازمة Wernicke- Korsakoff تعطى الحقنة لأكثر من ١٠ دقائق تسريباً وريدياً (أو في العضل)؛ مع ملاحظة أنه يمكن أن يسبب صدمة تحسسية.

- الكوبالامين (B 12).

- حمض الفوليك.

- البيريدوكسين (B6): هو إنزيم مشارك في التحول الاستقلابي للعديد من الأحماض الأمينية بما في ذلك نزع الكربوكسيل ونقل الأمين. وتبلغ الرجعة العلاجية من فيتامين (B6) ٤,١ ملغ للرجال و٢,١ملغ للنساء. كما أنه يتم إعطاء البيريدوكسين لعلاج بعض الاضطرابات الاستقلابية الموروثة لدى الولدان والمعتمدة على البيريدوكسين، على سبيل المثال: بيلة الهوموسيتين وفقر الدم بالأرومات الحديدية الوراثي وفرط أوكزالات الدم الأولي. وقد يحدث العوز بسبب استعمال بعض أنواع الأدوية مثل: الإيزونيازيد، الهيدرالازين، البينسيلامين.

يمنع إعطاء البيريدوكسين بجرعة ١٠ ملغ/يوم حدوث التهاب الأعصاب المحيطية من دون التدخل في الحدثية العلاجية، كما وجدت فائدة للبيريدوكسين- بجرعات تتجاوز أحياناً ١٠٠ ملغ /يوم- في علاج مجموعة متنوعة من الحالات بما في ذلك متلازمة ما قبل الطمث والغثيان في أثناء الحمل.

- النياسين Niacin (B3): يتم تحويل النياسين (حمض النيكوتينيك، B3) إلى النيكوتيناميد، وبعد ذلك إلى نيكوتيناميد أدينين ثنائي النوكليوتيد (NAD) ونيكوتيناميد أدينين فوسفات النوكليوتيد (NADPHويعد الأخير من العوامل المساعدة والضرورية لإنقاص تفاعلات الأكسدة التي تحفز التنفس الخلوي. ونادراً ما يشاهد البلاغرا الناتج من نقص النياسين في البلدان المتقدمة، وتشمل الأسباب الأخرى للبلاغرا غير النظام الغذائي إدمان الكحول ومتلازمة الكارسينوئيد ومرض هارتنوب.

يستخدم حمض النيكوتنيك في الجرعات الدوائية لعلاج بعض حالات فرط شحوم الدم. وتشمل التأثيرات الضارة: توسع الأوعية المحيطية والتوهج المزعج والحكة والإغماء. وتقوم الدراسات حالياً بتقييم الاستخدام العلاجي للنيكوتيناميد في عدد من الأمراض بما في ذلك السرطان ورنح فريدرايخ.

٣- فيتامين C حمض الأسكوربيك:

فيتامين C هو عامل قوي مضاد للأكسدة، وهو عامل مساعد أساسي وركيزة في عدد من التفاعلات الإنزيمية، بما في ذلك تصنيع الكولاجين والنورأدرينالين، كما أنه يعمل مضاداً للأكسدة يحمي من الجذور الحرة المنتجة داخلياً أو في البيئة؛ على سبيل المثال الناتجة من تدخين السجائر. (انظر الفيتامين E). وعلى الرغم من الاهتمام الكبير باستخدام فيتامين C عاملاً مضاد للأكسدة لتقليل أكسدة البروتينات الدهنية منخفضة الكثافة (LDL) في تصلب الشرايين ومنع تشكيل المواد المسرطنة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان؛ فإنه لم تظهر التجارب المجراة أي تأثير مفيد حتى الآن للفيتامين C في كل من الإصابة بالسرطان أو الوقاية الأولية أو الثانوية من أمراض القلب الإكليلية.

الاستطبابات:

- الأسقربوط البثع (Scurvy): يؤدي عوز حمض الأسكوربيك إلى داء الأسقربوط، وهو ما يتسم بحدوث النزوف النمشية والأورام الدموية والنزيف في اللثة (إذا كانت الأسنان موجودة) وفقر الدم.

- الميثهيموغلوبينميا (Methaemoglobinaemia): هناك الحاجة إلى المواد المضادة للأكسدة من أجل تحويل الميثهيموغلوبين (شوارد الحديد Ferric iron) ليعود إلى أوكسي هيموغلوبين (شوارد الحديدوز Ferrous iron)؛ إذ إن الميثهوموغلبين يؤثر تأثيراً خطراً في إضعاف قدرة الدم على حمل الأكسجين.

حمض الأسكوربيك غير سام (يعمل عن طريق التأثير المباشر)، ولكنه أقل فعالية من أزرق الميثيلين (كلوريد المثيلثينيوم) في المعالجة، ويمكن إعطاؤهما عن طريق الفم أو الوريد أو العضل.

قد يتشكل المثيهيموغلوبينيميا في الدم بعد استعمال الأدوية المؤكسدة: السلفوناميدات، النيتريت، النترات (قد تحدث أيضاً في مياه الشرب)، أدوية التخدير الموضعي بريماكائين، وغيرها.

عندما تكون الأعراض شديدة تتطلب تدخلاً سريعاً يعطى أزرق المثيلين Methylene blue عن طريق الوريد بجرعة ١-٢ ملغ /كغ وتكون الاستجابة العلاجية في غضون ٣٠ دقيقة. ويجب مراقبة المرضى بعد إعطائه حيث يُحوِّل المثيلين الأزرق لون البول إلى الأزرق، ويمكن أن تؤدي التركيزات العالية إلى تهيج المسالك البولية، لذا يجب أن تكون كمية السوائل عالية عند استخدام جرعات كبيرة.

التأثيرات الضارة: قد تسبب الجرعات العالية اضطرابات النوم والصداع واضطرابات الأمعاء. ويتم التخلص من حمض الأسكوربيك جزئياً في البول من دون تغيير ويتم استقلابه جزئياً إلى الأوكسالات. وهناك خطر محتمل لحدوث حصيات الأوكسالات مع إعطاء حمض الأسكوربيك المزمن.

٤- الفيتامين D، الكلسيوم، هرمون الدريقات (جارات الدرق)، الكالسيتونين، البيسفوسفونات، العظام:

يرتبط الفيتامين D ارتباطاً وثيقاً باستتباب الكلسيوم واستقلاب العظام، لذلك تتم مناقشة هذه الموضوعات معاً.

- الفيتامين D :

يضم الفيتامين D عدداً من مركبات الستيرول التي لها خواص بيولوجية متشابهة (ولكنها ذات طاقات مختلفة) من حيث إنها تقي أو تشفي من أمراض عوز الفيتامين D والكساح وتخلخل العظام. الفيتامين الأكثر صلة بالفيتامين D هو الفيتامين D3 (كوليكالسيفيرول) والذي يتم تكوينه في الجلد عن طريق الأشعة فوق البنفسجية، ويتم امتصاصه أيضاً في الأمعاء، كما أن بعض الأطعمة تحتوي على مستويات كبيرة من فيتامينD. كما يتكون فيتامين D2 إرغوكالسيفيرول ergocalciferol عن طريق تأثير الأشعة فوق البنفسجية في النباتات. يخضع الفيتامين D3 وD2 لعمليتي إضافة زمرتين هيدروكسليتين متتاليتين: الأولى في الكبد لتكوين ٢٥ هيدروكسي فيتامين D، والثانية في الأنابيب الدانية من الكلية إلى تحت سيطرة هرمون جارات الدريقات (PTH) لتكوين ١- ٢٥ هيدروكسي فيتامين D (الكالسيتريول Calcitriol)، وهو المركب الفعال من الناحية الفيزيولوجية لفيتامين D.

كذلك ثمة مجموعة متنوعة من نظائر فيتامين D الاصطناعية تم تطويرها لعلاج نقص فيتامين Dوقصور جارات الدرق.

تعد آلية عمل الفيتامين D متعددة العوامل حيث يعزز فيتامين D النقل النشط للكلسيوم والفوسفات في الأمعاء (زيادة الامتصاص) والأنبوب الكلوي (نقص إطراح)، ومن ثم يتحكم في وجود PTH؛ وتركيز الكلسيوم في البلازما وتمعدن العظام. وإن جرعة واحدة كبيرة من فيتامين D لها آثار بيولوجية لمدة تصل إلى ٦ أشهر (بسبب الاستقلاب والتخزين).

الاستطبابات:

- الوقاية والعلاج من الكساح بجميع أنواعه وتلين العظام (عوز الفيتامين D).

- تخلخل العظام Osteoporosis.

- قصور الدريقات Hypoparathyroidism.

- الصداف psoriasis.

- الحثل العظمي الكلوي Renal osteodystrophy.

- الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي الحادة.

١- عوز فيتامين D: يمكن علاج العوز بمجموعة من مركبات الفيتامين D.

يتطلب اختيار الطريقة العلاجية معرفة المسببات المرضية الكامنة، ولا توجد معايير مطلقة لتعريف عوز الفيتامين D؛ ومع ذلك يتم استخدام مستويات المصل من (OH)D325 دليلاً لمستويات فيتامين D، وهناك إجماع عام على أن مستوى ٢٥ هيدروكسي فيتامين من ٥٠ -٧٥/ نانومول/ل يدل على عدم الكفاية، والمستوى أقل من ٥٠ نانومول/ ل يدل على العوز.

على الرغم من أن الكساح الناجم عن نقص فيتامين D الأولي أمر نادر الحدوث في البلدان المتقدمة؛ فإن نقص فيتامين D تحت السريري Subclinical وعدم كفاية فيتامين D أصبحا شائعين للغاية في سكان المملكة المتحدة وفي غيرهم من السكان ذوي التعرض المحدود لضوء الشمس ولاسيما في الأفراد الذين يتميزون بزيادة تصبغ الجلد مما يتطلب التعرض أكثر لأشعة الشمس من أجل التصنيع الكافي؛ أو في أولئك الذين يغطون الجسم على نحو مفرط.

هناك أدلة متراكمة على أن نقص فيتامين D تحت السريري له آثار ضارة في الصحة. يُعد نقص فيتامين D في الحمل مشكلة صحية عامة مهمة؛ إذ إن الأطفال المولودين لأمهات ذوات مستويات منخفضة من فيتامين D معرضون لخطر متزايد من نقص كلسيوم الدم والأعراض الأخرى المرتبطة بنقص فيتامين D، ويمكن الوقاية من نقص فيتامين D بإعطاء مركبات فموية من الإرغوكالسيفيرول ٢٠ بيكوغرام (٨٠٠ وحدة دولية) يومياً، كما يجب أن تتلقى جميع النساء الحوامل والمرضعات فيتامين D من هذه المركبات المعيضة.

يحتوي حليب الأم على كميات ضئيلة من فيتامين D، ومن ثم فإن الرضع الذين يتغذون بحليب الأم (الرضاعة الطبيعية) بكمية أقل من ٥٠٠ مل يتم تعويضهم بفيتامين D باستعمال أحد المركبين Abidec وDaliz، وهما محضران يحتويان العديد من الفيتامينات الضرورية للأطفال، وكلاهما يحتويان على كوليكالسيفيرول ٤٠٠ وحدة دولية.

تؤخذ جرعات عن طريق الفم لعلاج نقص فيتامين D التغذوي البسيط- إما من Cholecalciferol وإما من ergocalciferol - ١٠٠٠٠ وحدة دولية يومياً أو ٦٠٠٠٠ وحدة في الأسبوع، ويجب أن تعطى لمدة ١٢ أسبوعاً. كما يجب أن يتلقى الرضع والأطفال ما بين ١٠٠٠ إلى ٥٠٠٠ وحدة دولية من فيتامين D3 يومياً بحسب العمر لمدة ١٢ أسبوعاً. ويمكن علاج نقص فيتامين D الغذائي بإعطاء ٨٠٠-١٠٠٠ وحدة دولية يومياً لمدة ١٢ أسبوعاً. وينبغي قياس مستويات (25OHD3)، بعد ١٢ أسبوعاً من العلاج.

عادة يتطلب نقص الفيتامين D الناجم عن سوء الامتصاص المعوي أو المرض الكبدي المزمن إعطاء الفيتامين D بالجرعات الدوائية العلاجية، باستعمال أقراص ergocalciferol حتى ٥٠٠٠٠ وحدة دولية يومياً. ويحدث التأثير الأعظمي المضاد للكساح بعد مدة شهر إلى شهرين من إعطاء الفيتامين D، ويدل تركيز الكلسيوم في البلازما على الجرعة المعطاة قبل أيام أو أسابيع، ولذلك فإن التغيير المتكرر للجرعة المعطاة غير مطلوب.

يمكن للمرضى المصابين بالصرع والذين يعالجون بالأدوية المحرضة للإنزيم ولمدة طويلة أن يصابوا بتلين العظام Osteomalacia (البالغين) أو الكساح (الأطفال)، وقد ينجم هذا عن الاستقلاب المتسارع للفيتامين D؛ مما يؤدي لزيادة هدم الفيتامين D ومن ثم إلى نقصه، أو من تثبيط أحد عمليات إضافة الهيدروكسيل التي تزيد من الفعالية البيولوجية.

٢- تخلخل العظام Osteoporosis: يعد الكالسيتريول Calcitriol دواءً معتمداً لتدبير تخلخل العظام بعد انقطاع الطمث، ولكن يرتبط استخدامه بخطر حدوث نسبة عالية نسبياً من فرط كالسيوم الدم ولذلك يفضل هنا استخدام فيتامين .

٣- قصور الدريقات: يتطلب علاج نقص كالسيوم الدم الناجم عن قصور الدريقات إعطاء ١٠٠٠-١٥٠٠ ملغ من الكلسيوم العنصري Elemental يومياً على جرعات مجزأة يرافقه إعطاء الفيتامين D. يعد ألفاكالسيدول Alfacalcidol (٥,٠- ٠,٢ نانوغرام يومياً) أو الكالسيتريول (٥,٠- ١ نانوغرام يومياً)، الدواءين المفضلين لسرعة بدء تأثيرهما ومدة تأثيرهما القصيرة، ومن ثم سهولة السيطرة على مستويات الكلسيوم في البلازما.

٤- الصداف: الكالسيبوتريول والتاكالسيتول هما مركبان من الفيتامين D متوافران إما كريمات وإما مراهم لعلاج الصداف.

٥- الحثل العظمي الكلوي Renal osteodystrophy.

٦- الوقاية من التهابات الجهاز التنفسي الحادة: أظهرت دراسة راجعة أن إعطاء مركبات الفيتامين D للوقاية من التهابات الجهاز التنفسي الحادة كان ذا فائدة سريرية مهمة عند المرضى الذين كانت مستويات الفيتامين D في المصل <٢٥ نانومول/ ل. وحالياً هناك عدد من الدراسات تقوم بتقييم فائدة إعطاء الفيتامين D عند مرضى الأمراض الخمجية الأخرى.

التأثيرات الضارة: تم الإبلاغ عن حدوث تسمم بالفيتامين D لدى الأطفال الذين تناولوا جرعة زائدة من الفيتامين D عن طريق الخطأ، وتنجم الأعراض السريرية بعد إعطاء الجرعة الزائدة عن الزيادة المفرطة في تركيز الكلسيوم في البلازما خاصة، وتشمل: فقد الشهية والغثيان والإقياء والإسهال والإمساك ونقص الوزن وتعدد البيلات والعطش. كما تشمل التأثيرات الأخرى الطويلة الأجل: التكلس المنتبذ في أي مكان تقريباً في الجسم، أذية الكلى، زيادة الكلسيوم في البول، إضافة إلى تشكل حصيات الكلى.

اقترحت الأبحاث الحديثة أن يتم تحديد الحد الأعلى الآمن للعلاج بالفيتامين D؛ إذ كان يعد سابقاً خطراً عندما تتجاوز الجرعة ١٠ آلاف وحدة دولية يومياً من الفيتامين D عند شخص بالغ ولمدة أكثر من ١٢ أسبوعاً، وقد أصبح من الواضح الآن أن مثل هذه الجرعات مطلوبة للتعويض لمن يعاني من نقص فيتامين D. عموماً يتطلب استخدام فيتامين في الجرعات الدوائية مراقبة الكلسيوم في البلازما.

٥- علاج اضطرابات الكلسيوم والعظام:

١- نقص كلسيوم الدم Hypocalcaemia:

يتطلب علاج نقص كلسيوم الدم الحاد إعطاء تسريب وريدي بطيء من غلوكونات الكلسيوم ١٠٪ وبجرعة ١٠ مل خلال أكثر من ١٠ دقائق، ولا ينبغي أن يعطى هذا بمعدل أسرع بسبب خطر حدوث عدم انتظام ضربات القلب وتوقفه؛ علماً أن تصحيح نقص كلسيوم الدم هذا هو مؤقت، ويجب أن يتبع ذلك العلاج عن طريق الحقن الوريدي المستمر وذلك بوضع ١٠ أمبولات يحوي كل منها ١٠ مل من غلوكونات الكلسيوم ١٠٪ في لتر واحد من السيروم الملحي ٩,٠ ٪ وتسريبها بمعدل تسريب أولي يبلغ ٥٠ مل/ ساعة. ويجب مراقبة كلسيوم البلازما وتعديل معدل التسريب وفقاً لذلك، ومن ثم يجب أن يبدأ العلاج بالكلسيوم عن طريق الفم ويوقف التسريب الوريدي بمجرد سريان مفعول العلاج الفموي. وينصح بتجنب الحقن العضلي لأنه مؤلم ويسبب نخر الأنسجة؛ لكن يمكن إعطاء غليبيونات الكلسيوم (Sandoz) عن طريق الحقن العضلي العميق لدى البالغين. ويجب تصحيح نقص مغنيزيوم الدم المرافق؛ لأن نقص كلسيوم الدم يكون مقاوماً للعلاج من دون وجود مستويات طبيعية للمغنيزيوم في الدم.

يتم علاج نقص كلسيوم الدم المزمن بإعطاء ١٥٠٠-٢٠٠٠ ملغ من الكلسيوم العنصري Elemental عن طريق الفم يومياً على جرعات مجزأة، ويفضل استعمال كربونات الكلسيوم أو سترات الكلسيوم. ويجب أن يعالج نقص كلسيوم الدم الثانوي لنقص الفيتامين D بمركبات الفيتامين D كما هو موصوف أعلاه، حيث تتوفر مستحضرات تجمع بين أقراص الكلسيوم والكوليكالسيفيرول. ويتطلب نقص كلسيوم الدم الثانوي لفرط نشاط الدريقات استعمال ألفاكالسيدول أو الكالسيتريول؛ لأن PTH مطلوب لإضافة الهيدروكسيل إلى ٢٥ هيدروكسي فيتامين D3، ومن ثم فإن إرغوكالسيفيرول أو كولوكالسيفيرول قليلا الفعالية.

التأثيرات الضارة: قد تكون التأثيرات الضائرة لإعطاء الكلسيوم وريدياً خطرة للغاية، ويعد الشعور بوخز في الفم وانتشار الحرارة في الجسم العلامة المبكرة، وتكون التأثيرات الخطرة هي تلك المؤثرة في القلب والتي تشابه تأثيرات الديجيتال وتتآزر معها، لذلك ينصح بتجنب إعطاء الكلسيوم في الوريد لأي مريض يتناول غليكوزيد الديجيتال (باستثناء نقص كلسيوم الدم العرضي الحاد).

٢- فرط كلسيوم الدم Hypercalcaemia:

هناك حاجة ملحة إلى علاج فرط كلسيوم الدم الحاد الشديد الذي يسبب أعراضاً سريرية؛ سواء أكان من الممكن إزالة السبب أم لا، وعموماً يحتاج تركيز البلازما البالغ ٣ مليمول/ل (١٢ ملغ/١٠٠مل) إلى علاج إسعافي مع وجود دليل سريري على السمية (التحمل الفردي يتنوع تنوعاً كبيراً).

أ- التدابير المؤقتة: بعد تقييم وظيفة القلب والكلى لدى المريض يمكن استخدام التدابير التالية انتقائياً:

- يعد المحلول المحلي الفيزيولوجي مهماً حيث يساعد على تصحيح عوز الصوديوم والماء، وثانياً لتعزيز إدرار كلسيوم البول المرتبط بالصوديوم في الأنابيب الكلوية القريبة.

في البداية يجب إعطاء ٥٠٠ مل ٩,٠٪ سيروم ملحي وريدياً على سبيل المثال في أكثر من ٤ ساعات ثم تعديله للحفاظ على كمية البول عند ١٠٠-١٥٠/ ساعة وحتى ينخفض مستوى Ca2 البلازما إلى أقل من ٠,٣ مللي مول/لتر ويكون تناوله عن طريق الفم كافياً.

يتطلب هذا العلاج الانتباه لتوازن السوائل والشوارد ولاسيما في المرضى الذين يعانون قصوراً كلوياً ثانوياً لفرط كلسيوم الدم أو قصور القلب، وهم غير القادرين على طرح الصوديوم الزائد.

- تعد البيسفوسفونات Bisphosphonates من الأدوية المفضلة في فرط كلسيوم الدم المعتدل إلى الشديد. هناك عدد من البيسفوسفونات المرخصة لهذه الغرض، ولكن الباميدرونات Pamidronate وحمض الزوليدرونيك zoledronic acid هما أكثر العوامل استخداماً على نطاق واسع.

- يسرب الباميدرونات وريدياً؛ (بحسب الجرعة في الجدول١) وهو فعال في مجموعة واسعة من اضطرابات فرط الكلسيوم، حيث يبدأ الانخفاض في تركيز الكلسيوم في الدم في اليوم الأول، ويصل إلى أدنى مستوى في ٥-٦ أيام، ويستمر التأثير لمدة ٢٠-٣٠ يوماً.

يتمتع حمض الزولدرونيك بميزة كونه أكثر فعالية، ويمكن وصفه على فترة زمنية أقصر (٤ ملغ في١٥ دقيقة مقابل ساعتين). ويعدّ مناسباً للمرضى الذين يعانون فرط كلسيوم الدم الناجم عن الخباثة حيث قد تكون هناك حاجة إلى تكرار العلاج كل ٣-٤ أسابيع.

الجدول (١ ) علاج فرط كلسيوم الدم باستعمال باميدرونات الصوديوم

يتم التسريب ببطء بجرعة ٣٠ ملغ في ٢٥٠ مل من المحلول الملحي ٩,٠ ٪ خلال أكثر من ساعة ويتوقع التأثير خلال ٢-٤ أيام

مستوى الكلسيوم

(ميلي مول /ل)

باميدرونات (ملغ)

٣<

٣٠-١٥

٣,- ٥ ٣

٣٠-٦٠

٥,٣ - ٤

٦٠-٩٠

٤<

-٩٠

- الكالسيتونين: عندما يكون فرط كلسيوم الدم ناجماً جزئياً على الأقل من التحرر من العظام يمكن استخدام الكالسيتونين (٤ وحدات/كجم) لمنع ارتشاف العظم، وقد يعزز إطراح الكلسيوم في البول. ويبدأ التأثير في غضون ساعات قليلة، ولكن يتم فقد الاستجابة على مدى بضعة أيام بسبب التأق. ويعد الكالسيتونين غير فعال مثل البيسفوسفونات، ولكن بداية التأثير السريعة تجعله عاملاً قيماً للتدبير الأولي لفرط كلسيوم الدم حتى بدء التأثير الأعظمي للبيسفوسفونات في اليوم ٢- ٤.

- الستيروئيدات الكظرية: وعلى سبيل المثال، يعدّ بريدنيزولون ٢٠-٤٠ ملغ/يوم عن طريق الفم فعالاً في حالات معينة؛ إذ إنه أنه يقلل من فرط كلسيوم الدم الناجم عن فرط الفيتامين D والذي يرجع إلى زيادة الامتصاص المعوي للكلسيوم؛ أو الثانوي الناجم عن التسمم أو المرض الحبيبومي، مثل الساركوئيد. وقد تكون الستيروئيدات القشرية فعالة في فرط كلسيوم الدم الناجم عن الخباثة مثل الورم النقوي Myeloma واللمفومات ويستجيب للعلاج بها، في حين لا يستجيب المرضى المصابون بفرط نشاط الدريقات.

- الديال :Dialysis وسيلة سريعة وفعالة ومن المرجح أن يكون لازماً في الحالات الشديدة أو في أولئك الذين يعانون القصور الكلوي.

التدابير المذكورة أعلاه هي مؤقتة فقط، وتعطي الوقت اللازم لمعالجة السبب.

ب- العلاج طويل الأمد:

- تعدّ فوسفات سليلوز الصوديوم Sodium cellulose phosphate (Calcisorb) مادة التبادل الشاردي التي تعطى عن طريق الفم مع انجذاب خاص للكلسيوم الذي يرتبط بها في الأمعاء، ويطرح المعقد المتشكل منها في البراز.

ويعد هذا المركب فعالاً في المرضى الذين عندهم فرط امتصاص الكلسيوم الوارد مع الغذاء والذي يرافقه فرط كلسيوم البول وتشكل الحصيات الكلوية.

الفوسفات غير العضوية: مثل فوسفات حمض الصوديوم (الفوسفات Sandoz)، يؤخذ هذا المركب عن طريق الفم، ويربط الكلسيوم في الأمعاء. وهو ذو فائدة خاصة لفرط كلسيوم الدم الناتج من زيادة امتصاص الأمعاء للكلسيوم كما في التسمم بالفيتامين D، أو زيادة إنتاج الكالسيتريول الذي يشاهد عند مرضى الورم الحبيبومي المزمن).

- فرط كلسيوم البول Hypercalciuria:

إضافة إلى التدابير العامة (نظام غذائي منخفض الكلسيوم، تناول كمية كبيرة من السوائل) يمكن إنقاص طرح الكلسيوم بالبول عند المصابين بتشكل الحصيات الكلوية باستعمال المدرات الثيازيدية (مع السترات لربط الكلسيوم أو من دونها) وإعطاء الفوسفات عن طريق الفم.

- هرمون الدريقات:

يعمل على الكلى خاصة، ويؤدي إلى زيادة الامتصاص الأنبوبي الكلوي من الكلسيوم وإفراز الفوسفات، كما يزيد من امتصاص الكلسيوم من الأمعاء بطريقة غير مباشرة عن طريق تحفيز الاصطناع الكلوي من ١- ألفا ٢٥ فيتامين D.

يزيد PTH بتراكيزه العالية من معدل صياغة العظام (المعدنية والكولاجين) ونشاط الخلية العظميةP مع توزان إجمالي لمصلحة الارتشاف (نشاط كاسرات العظم) مع زيادة في تركيز الكلسيوم في البلازما، ولكن بتراكيزه المنخفضة يكون التوازن لمصلحة بناء العظام (نشاط بانيات العظم).

- الكالسيتونين Calcitonin:

هو هرمون ببتيدي تنتجه الخلايا C في الغدة الدرقية (في الثدييات)، ويعمل على العظام (تثبيط كاسرات العظم) لتقليل معدل استقلاب العظم (مثبط ارتشاف)؛ وعلى الكليتين للحد من إعادة امتصاص الكلسيوم والفوسفات. ويتم الحصول على هذا الهرمون من مصادر طبيعية (لحم الخنزير، سمك السلمون، ثعبان البحر) أو صناعياً، ويختلف نصف عمره وفقاً للمصدر حيث يكون نصف عمره لدى الإنسان نحو عشر دقائق.

يفضل استخدام الكالسيتونين الصنعي نظير ذلك المستخرج من سمك السلمون (سالكاتونين Salcatonin) لفترة طويلة. ويستخدم الكالسيتونين (حقناً تحت الجلد أو حقناً بالعضل أو استنشاقاً ضمن الأنف) في علاج داء باجيت العظمي (تخفيف الألم، ضغط الأعصاب مثل انضغاط العصب السمعي) وعلاج الألم الناجم عن النقائل السرطانية في العظام، وعلاج تخلخل العظام بعد انقطاع الطمث، وكذلك الضبط الأولي لفرط كلسيوم الدم. وتشمل التأثيرات الضائرة: الحساسية والغثيان والتوهج والشعور بوخز الوجه واليدين.

- البيسفوسفونات Bisphosphonate:

هي نظائر اصطناعية للبيروفوسفات (مثبط تعمدن العظم) وهناك فئتان من البيسفوسفونات: الأولى: تحتوي على النتروجين وهي (أليندرونات، ريزيدرونات Risedronate، إيباندرونات، باميدونات وزوليدرونات) وأخرى غير الحاوية على النيتروجين (كلودرونات، ايتدرونات وتيلودرونات).

آلية التأثير: هذه المركبات هي خالبات Chelator الكلسيوم الفعالة التي تستهدف بسرعة السطوح المعدنية العظمية المكشوفة وتثبط ارتشاف العظام من قبل الخلايا الكاسرة للعظم، كذلك تسرع الموت الخلوي المبرمج للخلايا الكاسرة للعظم. قد يكون لها تأثير إضافي بتحفيز البناء العظمي عن طريق الخلايا البانية للعظم، ولكن الاستعمال العلاجي للبيسفوسفونات يعتمد على قدرتها على تثبيط ارتشاف العظم.

الحرائك الدوائية: يكون امتصاص البيسفوسفونات امتصاصاً ضعيفاً بعد تناولها، ويضعف الامتصاص بعد الطعام والمشروبات. تتمركز البيسفوسفونات التي يتم امتصاصها بسرعة في العظام خاصة؛ ويتم طرح الجزء المتبقي من دون تغيير عن طريق الكلى، بمجرد دمجها في الهيكل العظمي لا يتم تحرر البيسفوسفونات إلا عندما يكون العظم في طور الارتشاف في أثناء إعادة صياغة العظم.

تستعمل البيسفوسفونات عن طريق الفم أو عن طريق التسريب الوريدي، وأظهرت إحدى الدراسات أن التوفر الحيوي للبيسفوسفونات عن طريق الفم يكون أكبر إذا تم إعطاء الدواء في الصباح الباكر قبل الوجبة الأولى من الطعام.

الاستطبابات:

تخلخل العظام، داء باجيت في العظام.

فرط كلسيوم الدم الناجم عن الأورام الخبيثة والنقائل العظمية: تُنقص البيسفوسفونات كسور الهيكل العظمي وفقدان تماسك الهيكل العظمي الناجم عن النقائل العظمية، وأفضل دليل على هذه الميزة يأتي من الفوائد الملاحظة بعد استخدام حمض Zoledronic عن طريق الوريد في المرضى الذين يعانون سرطان الرئة المنتشر وسرطان الموثة وسرطان الثدي، وقد وجد دليل على أن البيسفوسفونات يمكن أن تمنع النقائل العظمية في هذه السرطانات.

التأثيرات الضائرة للبيسفوسفونات: يرافق استعمالَ البيسفوسفونات التي تعطى عن طريق الفم اضطراباتٌ بالجهاز الهضمي وتهيج بالمريء ولاسيما مع استعمال الأليندرونات، ويجب أن يؤخذ هذا الدواء قبل ٣٠ دقيقة على الأقل من تناول الطعام؛ مع بقاء المريض منتصباً في هذه الفترة، ولا ينبغي أن تستخدم البيسفوسفونات عن طريق الفم في المرضى الذين يعانون مريء باريت،كما يجب تصحيح اضطرابات الكلسيوم واستقلاب المعادن - مثل نقص فيتامين D، اختلال وظيفي في PTH- قبل البدء بالعلاج بالبيسفوسفونات.

وتعد السمية الكلوية مصدراً للقلق عند العلاج بالبيسفوسفونات على الرغم من أن حمض Zoledrnic قد استخدم في المرضى الذين يعانون القصور الكلوي الحاد.

ويرتبط الإعطاء المتكرر من البيسفوسفونات عن طريق الوريد لعلاج فرط كلسيوم الدم الناجم عن الخباثة بزيادة خطر حدوث نخرة الفك في المرضى المصابين بالنقائل العظمية أو الورم النقوي العديد.

١- معالجة تخلخل العظام Osteoporosis:

هو مرض يتميز بزيادة الهشاشة في الهيكل العظمي وانخفاض كثافة العظم المعدنية (أقل من ٥,٢ انحرافاً معيارياً دون المتوسط بالنسبة إلى الشباب) وتدهور بنية العظم المجهرية. ويحدث هذا المرض على نحو شائع عند النساء بعد انقطاع الطمث وعند المرضى الذين يتناولون الستيروئيدات لفترات طويلة الأجل، كما يجب استبعاد الأسباب الثانوية مثل فرط نشاط الغدة الدرقية وفرط نشاط الدريقات وقصور الغدد الجنسية (في كلا الجنسين) قبل البدء بالعلاج.

يحدث تخلخل العظام بعد انقطاع الطمث بسبب قصور الغدد الجنسية، ولذلك يمكن الوقاية منها بإعطاء العلاج الهرموني المعيض. وتدل الاحصاءات في بريطانيا أن واحدة من كل أربع نساء بمرحلة الستينيات من العمر وواحدة من كل اثنتين في السبعينيات من العمر تعاني كسراً ناجماً عن هشاشة في العظم وكانت تتم الوقاية منها بإعطاء الإستروجين مع البروجستيرون على نطاق واسع إلى أن أظهرت البيانات وجود زيادة خطر الإصابة بسرطان الثدي والسكتة الدماغية وأمراض الخثار الوريدي.

حالياً ينصح المرضى ذوو الخطورة العالية للإصابة بتخلخل العظام بممارسة التمارين الرياضية اليومية، والإقلاع عن التدخين، وتحسين النظام الغذائي لضمان السعرات الحرارية الكافية، وتناول كميات كافية من الكلسيوم وفيتامين D. ويمكن توفير الحاجة اليومية من الكلسيوم (١٥٠٠ ملغ) بتناول مركبات الكلسيوم بجرعة (٥٠٠-١٠٠٠ ملغ في جرعات مجزأة يومياً)، كما يمكن توفير الحاجة اليومية من فيتامين D بإعطاء ٨٠٠ وحدة دولية يومياً منه.

العلاج الدوائي لتخلخل العظام:

- البيسفوسفونات: هي الخط الأول في علاج تخلخل العظام التالي لانقطاع الطمث وتعطى الأليندرونات (١٠ ملغ مرة واحدة يوميًا أو ٧٠ ملغ مرة واحدة أسبوعياً) والريزيدرونات (٥ ملغ يومياً أو ٣٥ ملغ مرة واحدة أسبوعياً)، وتعد فعالة في الوقاية من تخلخل العظام التالي لانقطاع الطمث؛ وعند حدوث نقص في كثافة عظم الفخذ وفي كسور الفقرات. كما تعد الإيباندرونات فعالة حين تعطى جرعة مرة واحدة شهرياً؛ أو عن طريق الوريد كل ٣ أشهر لأولئك غير القادرين على تحمل البيسفوسفونات عن طريق الفم. وقد ثبت أن الإيباندرونات لها فعالية في الحد من خطر حدوث كسور فقارية جديدة؛ وأن جميع النساء بعد انقطاع الطمث مع قصة حدوث كسور في الورك أو الفقرات أو مع إثبات الإصابة بوهن العظام استناداً إلى قياس كثافة العظم المعدنية يجب أن يعالجوا بالبيسفوسفونات.

- معدلات مستقبلات هرمون الإستروجين الانتقائية: يعد الرالوكسيفين فعالاً في الوقاية والعلاج من مرض تخلخل العظام حيث ينقص من حدوث الكسور الفقرية وليس الكسور غير الفقرية. وربما يكون أقل فعالية من البيسفوسفونات، ولكن لم يتم إجراء مقارنات مباشرة. يقلل الرالوكسيفين Raloxifene من خطر الإصابة بسرطان الثدي، ولكن هناك زيادة في نسبة حدوث الخثار الوريدي بمعدل ثلاثة أضعاف.

- هرمون الدريقات (PTH) يزيد من ارتشاف العظام ولكن إعطاء PTH الصنعي (Teriparatide) بجرعة يومية (٢٠ ميكروغرام من الجلد تحت الجلد) يحفز بناء العظم ويقلل من خطر حدوث كسور الفقرات وغير الفقرات. ويستطب العلاج بالـ Teriparatide في علاج مرض تخلخل العظام الشديد التالي لانقطاع الطمث أو عند إثبات عدم فعالية العلاج بالبيسفوسفونات.

- مركبات الإستروجين- البروجستيرون: على الرغم من أنهما من العلاجات غير المفضلة حالياً فقد يستطب العلاج بهرموني الإستروجين والبروجستيرون في نسبة صغيرة من النساء بعد انقطاع الطمث والمثبتة إصابتهن بتخلخل العظام أو نقص كثافة العظم بشرط عدم وجود سوابق شخصية أو عائلية للإصابة بسرطان الثدي أو أمراض القلب والأوعية الدموية؛ وكذلك إذا كن لا يتحملن الأدوية المثبطة للارتشاف العظمي.

- الكالسيتونين: إن طريقة الإعطاء (تحت الجلد أو داخل العضل أو الأنف) واحتمال حدوث التأق تجعل الكالسيتونين خياراً أقل ملاءمة لعلاج مرض تخلخل العظام.

- تخلخل العظام الناجم عن الستيروئيدات: تحدث معظم خسارة العظام في أول ٦- ١٢ شهراً من الاستخدام. يجب أن يؤخذ في الحسبان العلاج الوقائي لمنع الإصابة بتخلخل العظام في المرضى الذين يتناولون ما يعادل بريدنيزولون ٥,٧ ملغ أو أكثر كل يوم لمدة أكثر من ٣ أشهر، وهو إلزامي عند الأشخاص الأكبر من ٦٥ عاماً. يجب أن يتلقى جميع المرضى مركبات الفيتامين D والكلسيوم، وتعد البيسفوسفونات الخط الأول في الوقاية والعلاج، ويمكن إعطاء الكالسيتونين عندما يكون هناك مضاد استطباب لإعطاء البيسفوسفونات أو في حال عدم تحمله.

٢- معالجة المرض الكلوي المزمن واضطراب تمعدن العظام CKD-MBD:

تساهم في الآلية الإمراضية لهذا المرض عدة عوامل مجتمعة: فرط فوسفات الدم ونقص فيتامين D وفرط نشاط الدريقات الثانوي.

ينجم نقص الفيتامين D في القصور الكلوي المزمن عن انخفاض تضيع Synthesis الكالسيتريول.

يؤدي فشل- ألفا ٢٥ دي هيدروكسي الفيتامين D3 في الارتباط بمستقبلاته على الدريقات إلى زيادة تحرر الـ PTH، إضافة إلى ذلك يؤدي نقص الكالسيتريول إلى نقص امتصاص الكلسيوم بالأمعاء، ومن ثم يحفز نقص كلسيوم الدم الناتج إطلاق PTH.

إن الهدف من العلاج هو الحفاظ على مستويات طبيعية من الفوسفات والكلسيوم في المصل، وتثبيط فرط نشاط الدريقات الثانوي من أجل منع حدوث خلل في الاستقلاب العظمي.

يكون PTH المرتفع أول علامة على وجود خلل في استقلاب العظام وتمعدنها، وعادة ما يكون ظاهرا بمجرد انخفاض معدل الرشح الكبي (GFR) إلى أقل من ٦٠ مل/ دقيقة/ ١.٧٣م٢ (CKD المرحلة ٣).

تعد خالبات الفوسفات هي الخطوة الأولى في تدبير فرط فوسفات الدم والوقاية من الحثل العظمي الكلوي.

تعد عوامل خلب الفوسفات المعتمدة على الكلسيوم- مثل كربونات الكلسيوم وأسيتات الكلسيوم- أكثر العوامل استخداماً بفعالية متساوية. وتشمل مواد خلب الفوسفات الجديدة غير المعتمدة على الكلسيوم راتنجات التبادل الشاردي مثل: sevelamer hydrochloride وsevelamer carbonate ولهما تأثير مماثل لخفض الفوسفات مقارنة بالعوامل التي تعتمد على الكلسيوم، ولكن استعمالها يترافق ونقص خطر حدوث فرط كالسيوم الدم، ولذلك تعد كربونات سيفيلامير العامل المفضل في العلاج.

كربونات اللانثانوم Lanthanum: هي رابط فوسفات غير معتمد على الألومنيوم وعلى الكلسيوم مع فعالية مماثلة لرابط الفوسفات المعتمد على الكلسيوم. هناك العديد من البيانات التي تشير إلى زيادة حدوث التأثيرات الضارة مقارنة بالخالبات الأخرى.

نظائر الفيتامين D أو الكالسيميمتيك Calcimimetic (Cinacalcet) سيناكالسيت تستخدم بمجرد ارتفاع مستويات الـ PTH عن ٧٥ بيكوغرام/ مل.ل، لكن ليس ثمة إجماع على المستوى الأمثل؛ فهناك نقص في الأدلة السريرية، ومن ثم عدم الإجماع فيما يتعلق بالمستوى الأمثل PTH في CKD.

٣- معالجة داء باجيت في العظام:

يتميز هذا المرض بزيادة معدل تقلب Turnover العظام (ارتشاف وتشكيل) بمعدل ٥٠ مرة أكثر من العظم السليم، والنتيجة النهائية هي عظام كبيرة موعاة ومشوهة ومؤلمة تتعرض للكسر.

تعد البيسفوسفونات الحديثة المحتوية على اليتروجين (باميدرونات، حمض زوليدرونيك، ريزيدرونات، أليندرونات) العلاج المفضل لداء باجيت؛ إذ إن هذه العلاجات تثبط حركة تقلب العظام من دون إضعاف تمعدن العظام. وتعطى الأليندرونات والريزيدرونات عن طريق الفم، في حين يتم إعطاء الباميدرونات وحمض الزوليدرونيك عن طريق الوريد، وتعتمد الاستجابة للعلاج على الجرعة المستعملة، وقد يستمر الهجوع المخبري (الفوسفاتاز القلوية ضمن الحدود السوية) بعد اعطاء العلاج حتى عامين. كما تستطب مركبات الكلسيوم والفيتامين D لمنع نقص كلس الدم. تم استبدال البيسفوسفونات بالكالسيتونين (الذي يمنع أيضاً ارتشاف العظام) إلى حد كبير؛ ولكنه ما يزال مفيداً في العلاج؛ لأنه يقلل الجريان الدموي في العظام قبل الجراحة.

فيتامين E (توكوفيرول Tocopherol):

قد تكون وظائف الفيتامين E هي الحماية من أذى الجذور الحرة التي تتولد في أثناء العمليات الاستقلابية الطبيعية في الجسم ومن المواد الموجودة في البيئة مثل الهيدروكربونات. يمنع الفيتامين E الجذور الحرة من مهاجمة الدهون غير المشبعة المتعددة في أغشية الخلايا مما يؤدي إلى حمايتها ومنع أذيتها.

تم تمييز متلازمة عوز لهذا الفيتامين تتضمن الاعتلال العصبي المحيطي مع تنكس مخي نخاعي وفقر الدم الانحلالي عند الخدج، قد يفيد العلاج باستعمال ألفاتوكوفيرول أسيتات في علاج المضاعفات العصبية والعضلية التالية للركود الصفراوي الخلقي وفرط البروتين الشحمي في الدم.

ماجد عبود

 

التصنيف :
المجلد: المجلد السابع عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1050
الكل : 58491421
اليوم : 63935