logo

logo

logo

logo

logo

الأمراض الوراثية المرتبطة ب-الصبغي X

امراض وراثيه مرتبطه بصبغي X

-

الأمراض الوراثية المتنحية المرتبطة بالصبغي X

X-linked recessive diseases

سامر الزعبي

   متلازمة ليش- نيهانLesch –Nyhan syndrome  متلازمة عدم الحساسية للأندروجينAndrogen insensitivity syndrome (AIS)
   متلازمة لوِي Lowe syndrome (LS)     اعتلالات الديستروفين (حثل دوشين العضلي) Dystrophinopathies (Duchenne muscular dystrophy)
   متلازمة مينكس أو مرض مينكسMenkes syndrome/ Menkes disease  عوز غلوكوز-6- فوسفات ديهيدروجينازGlucose-6-phosphate dehydrogenase deficiency (G6PDD)
   متلازمة حثل المادة البيضاء الكظري المرتبط بالصبغي X  الناعور A (Hemophilia A )
   فقد غاماغلوبولين الدم المرتبط بالصبغي X  خلل تنسج الأديم الظاهر ناقص التعرقHypohidrotic Ectodermal Dysplasia
   عمى الألوان المرتبط بالصبغي X (X-linked color blindness)  السُّماك المرتبط بالصبغي X

 

 

 

 

من أهم الأمراض الوراثية المتنحية المرتبطة بالصبغي X:

1- متلازمة عدم الحساسية للأندروجينAndrogen insensitivity syndrome (AIS):

هي اضطراب جيني يؤثر في النمو الجنسي قبل الولادة وفي فترة البلوغ. تكون الصيغة الصبغية في المصابين (46, XY)، وتكون أجسامهم غير قادرة على الاستجابة للهرمونات الجنسية الذكرية (الأندروجين)، ويظهرون صفات جنسية ثانوية خارجية أنثوية أو علامات تطور جنسي ذكوري- أنثوي.

السبب:

 طفرات في جين مستقبلات الأندروجين androgen receptor (AR) المتوضع على الصبغي X والمسؤول عن اصطناع مستقبِل الأندروجين الذي يسمح للخلية بالاستجابة لتأثير هرمونات الأندروجين الذكرية (مثل التستوستيرون) التي تؤثر في تطور الأعضاء التناسلية الذكرية وفي إظهار الصفات الجنسية الثانوية؛ فغياب المستقبلات الأندروجينية أو نقصها يؤدي إلى انعدام قدرة الأندروجينات على دخول الخلايا والتأثير فيها أو نقص هذا التأثير. وتبعاً لمستوى نقص المستقبل تظهر صفات جنسية تراوح بين الذكرية البحتة (نقص قليل) والأنثوية البحتة (نقص شديد)، وبينهما درجات متفاوتة فيما بين هاتين الحالتين الطرفيتين.

نمط التوريث في هذه المتلازمة هو وراثة متنحية مرتبطة بالصبغي X، ولذلك تظهر عند الذكور (بسبب وجود صبغي X واحد عندهم).

الأعراض والتظاهرات السريرية:

تحدث متلازمة عدم الحساسية التام للأندروجين حين لا يستطيع الجسم استخدام الأندروجينات على الإطلاق. ويكون لدى الأشخاص المصابين بهذا النوع أعضاء جنسية خارجية أنثوية مع غياب الرحم، ولذلك لا تُلفى دورة طمثية. وغالباً ما ينمون ويكبرون بشخصية أنثى. وفي الوقت نفسه يكون لدى هؤلاء الأشخاص أعضاء تناسلية داخلية (خصى) ذكرية غير نازلة أو معلقة متوضعة في الحوض أو البطن. وغالباً ما تتسرطن هذه الخصى المعلقة التي قليلاً ما تنزل في وقت لاحق من الحياة؛ إذا لم تستأصل جراحياً. كما يكون لدى هؤلاء الأشخاص شعر متناثر أو غائب في منطقة العانة والإبطين، ويكونون كذلك عقيمين.

أما عدم الحساسية الجزئية أو المعتدلة للأندروجين؛ فتتحسس فيه أنسجة الجسم جزئياً لتأثير الأندروجين، وتسمى هذه الحالة متلازمة ريفنستاين Reifenstein syndrome، وقد يكون لبعض الأشخاص المصابين بهذا النمط أعضاء تناسلية أنثوية نموذجية، أو أعضاء تناسلية بمظهر أنثوي- ذكري، أو أعضاء تناسلية ذكرية نموذجية، ولذلك قد ينمو بعض الأشخاص على أنهم إناث، وبعضهم على أنهم ذكور، وبعضهم الآخر مخنث. ويكون هؤلاء الأشخاص عقيمين، وغالباً ما يظهر لديهم التثدي حين البلوغ.

الحدوث:

يحدث اضطراب عدم الحساسية الكاملة للأندروجين بنسبة 2-5 لكل 100000 شخص، في حين تكون نسبة عدم الحساسية الجزئية للأندروجين أقل بقليل أو مساوية لنسبة عدم الحساسية الكاملة.

التشخيص:

نادراً ما يُكشَف عدم الحساسية الكاملة للأندروجين في أثناء الطفولة، وغالباً ما يشاهد نمو أو انتفاخ في البطن أو المنطقة الأربية يتبين حين التدخل الجراحي أنه خصى. ولا يوضع التشخيص إلا حين غياب الدورة الطمثية.

أما عدم الحساسية غير الكاملة (الجزئية والمعتدلة) للأندروجين؛ فتشخص في أثناء الطفولة؛ لأن الشخص قد يكون لديه أعضاء وصفات جسدية ذكرية وأنثوية.

تشمل الاختبارات التشخيصية الاختبارات الدموية للتحقق من مستويات هرمون التستوستيرون والهرمون الملوتن والهرمون المنبه للجريب (FSH)، واختبارات هرمونية للتحقق من عدم وجود عوز الأندروجين. كما يجرى اختبار تحديد النمط النووي karyotype لتحديد التركيب الجيني للشخص؛ ولا بدّ من إجراء فحص الحوض بالأمواج فوق الصوتية.

المعالجة والتدبير:

يجب استئصال الخصيتين اللتين ليستا في مكانهما الصحيح خوفاً من حدوث خباثة، ولكن زمن هذا الاستئصال هو محل جدل، فقديماً كان يُفضل استئصال الخصيتين المبكر لمنع ظهور مشاكل نفسية جنسية في أثناء مرحلة المراهقة أو الشباب، لكن يوصى حالياً بالاستئصال بعد البلوغ لندرة الاستحالة السرطانية قبله.

تعطى الإستروجينات الضرورية لإحداث البلوغ، ومتابعة ذلك للمحافظة على الصفات الجنسية الثانوية والسلوك الأنثوي.

ومن الواجب تقديم دعم نفسي للعائلة والطفل المصاب وإطلاعهم على السبب وإعلامهم احتمال تكرر الحالة في الحمول اللاحقة.

الإنذار:

الإنذار جيد في المرضى المصابين بعدم الحساسية الكاملة للأندروجين؛ إذا استؤصلت الخصى في الوقت المناسب، أما الإنذار في المصابين بعدم الحساسية غير الكاملة (الجزئية والمعتدلة) للأندروجين؛ فيعتمد على مظهر الأعضاء التناسلية.

المضاعفات المحتملة هي العقم ومشاكل نفسية واجتماعية وسرطان الخصى.

2- اعتلالات الديستروفين (حثل دوشين العضلي) Dystrophinopathies (Duchenne muscular dystrophy):

يتميز كل من حثل دوشين العضلي وحثل بيكر العضلي Becker muscular  dystrophy (BMD) بضعف العضلات وتنكسها. ومع تبيُّن أن سببهما واحد؛ يُعدّان مرضين منفصلين اعتماداً على عمر بدء المرض، وسرعة تطوره، وعلى بعض الأعراض المميزة.

السبب:

ينجم مرض حثل دوشين DMD عن طفرات في جين الديستروفين ذي الحجم الكبير والمتوضع على الصبغي X. يرمز الجين بروتين الديستروفين Dystrophin الذي يدخل في تركيب الخلايا العضلية. وتؤدي طفرات هذا الجين إلى عدم إنتاج بروتين الديستروفين أو إنتاجه بكميات قليلة أو إنتاج بروتين ديستروفين طافر غير طبيعي. ويصيب DMD الذكور فقط، وتكون الإناث حاملات Carriers، ويتبع انتقاله في العائلة نمط الوراثة المتنحية المرتبطة بالصبغي X.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

يؤثر حثل دوشين DMD في العضلات الهيكيلة، ويبدأ بضعف العضلات المترقي الذي يكون سريعاً في حثل دوشين DMD وبطيئاً في حثل بيكر BMD. وينتهي الأمر غالباً في المصابين بـ DMD إلى استخدام الكرسي المتحرك في سن بين 11-19. وفي المراحل المتأخرة تبدأ العضلة القلبية بالتأثر؛ ممّا يؤدي إلى الوفاة. كما يبدو في المصابين التقفع  Contractures (انكماش العضلات بسبب التليف ونقص توتر العضلات) الذي يسبب تيبس المفاصل الذي يكون أحياناً في وضعية تسبب ألماً شديداً. ويُعدّ الجنف Scoliosis مشكلة أخرى شائعة في هؤلاء المرضى.

تظهر أول أعراض DMD باكراً في الطفولة، وتبدو بتأخر التطور الحركي مثل الجلوس والوقوف. مشية الطفل المصاب متهادية أو على رؤوس الأصابع، وغالباً ما يكون هناك تلكؤ وصعوبة في الركض. وقد ينتبه الأهل لذلك متأخرين، وفي سنّ خمس سنوات تقريباً (وهو غالباً الوقت الذي يجري فيه التشخيص) يكون من الصعب على الطفل صعود الدرج أو الوقوف من وضع الجلوس على الأرض، وتسمى الطريقة التي يستخدمها الطفل للنهوض من الأرض علامة غاور Gower's sign التي تُعدّ علامة مساعِدة على التشخيص. تنجم هذه المشاكل الحركية عن ضعف العضلات الكبيرة الدانية. تتليف عضلات الربلتين (calves)، فتظهر منتفخة بسبب حلول نسيج شحمي ليفي محل النسيج العضلي، وتُعدّ ضخامة عضلات الربلتين (الضخامة الكاذبة Pseudohypertrophy) علامة مميزة لـحثل دوشين DMD.

وقد يعاني بعض الذكور صعوبات تعلم وتخلفاً عقلياً.

الحدوث:

يصيب حثل دوشين DMD 1 من 3300 ذكر تقريباً بغض النظر عن العِرق، وهو أكثر شيوعاً من حثل بيكر.

التشخيص:

يوضع التشخيص غالباً بالاعتماد على الأعراض الجسمية إضافة إلى التاريخ العائلي وفحص خزعات عضلية وقياس مستويات الكرياتين كيناز Creatine kinase (CK) ويُتأكَّد بالفحص الجيني بتحري طفرات جين DMD. تبدو مستويات CK مرتفعة بمقدار 10 مرات عن المستوى الطبيعي. وتُظهر الخزعات العضلية في المراحل المتأخرة تشوهات واضحة في الخلايا العضلية مع وجود نسج شحمية وليفية واضحة عوضاً من الألياف العضلية.

المعالجة والتدبير:

لا يشفى حثل دوشين، وتعالج الأعراض، وتخفف من قبل أطباء اختصاصيين. وقد تمنع التمارين الرياضية والمعالجة الفيزيائية حدوث تيبس المفاصل، وتحافظ على الحركة. وتجنب البدانة ضروري جداً. وتساعد أدوات الحركة الآلية الشخص الذي أصبح معوقاً على الاعتماد على نفسه قدر المستطاع. تُعدّ الستيروئيدات corticosteroids الأدوية الوحيدة التي أثبتت فائدة متواضعة في تعديل مسار المرض.

الإنذار:

ينتهي المطاف بمصابي حثل دوشين إلى الكرسي المتحرك في سن 12 سنة، ويموت معظمهم في أول العشرينيّات من العمر. ومع التقدم في العناية القلبية والتنفسية والوسائل الحركية المتطورة يصل بعض المرضى حالياً إلى عمر 30 أو أكثر.

 

3- عوز غلوكوز-6- فوسفات ديهيدروجينازGlucose-6-phosphate dehydrogenase deficiency (G6PDD):

يصيب الذكور غالباً، ويؤثر على نحو رئيس في الكريات الحمر في الدم. ويؤدي عدم وجود كميات كافية من إنزيم غلوكوز -6- فوسفات ديهيدروجيناز (بروتين ضروري لتنظيم العمليات الحيوية في خلايا الجسم؛ ولا سيّما الكريات الحمر) في الدم إلى تحطم الكريات الحمر بسهولة حين التعرض لعداوى جرثومية أو لبعض الأدوية، ويحدث بعد ذلك انحلال الدم Hemolysis الذي يتطور في النهاية إلى فقر دم انحلالي.

السبب:

عوز إنزيم غلوكوز -6- فوسفات ديهيدروجيناز مرض موروث يتبع نمط الوراثة المتنحية المرتبطة بالصبغي X، ولذلك يصيب الذكور فقط، وتكون الإناث حاملات Carriers. ويؤدي وجود طفرات في جين G6PD المتوضعة في الموقع Xq28 إلى إنتاج كميات قليلة أو غير وظيفية من إنزيم G6PD، وتتجمع في الكريات الحمر بعد ذلك جذور أوكسجينية حرة مسببة تدميرها وانحلالها؛ إذا تعرضت لعامل مؤكسِد، كبعض الأخماج أو تناول بعض الأدوية أو حتى تناول البقول، ولا سيّما الفول.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

لا يُظهر الأشخاص المصابون بهذا المرض أي أعراض إلا عند تعرض كرياتهم الحمر لبعض المواد الكيميائية الموجودة في الدواء أو الغذاء أو حتى تعرضهم للإجهاد أو الكرب. تشمل  الأعراض الشائعة: البول الأدكن والإنهاك الجسدي والشحوب وتسرع ضربات القلب وضيق النفس واصفرار لون الجلد (يرقان). وفي الحالات الوخيمة النادرة من هذا المرض تظهر أعراض مهددة للحياة مثل: الصدمة، والفشل الكلوي والفشل القلبي الاحتقاني. ويعاني معظم الأشخاص نوبات انحلال دم شديدة حين التعرض للفول، وهو ما يسمى الفوال.

الحدوث:

لاحظ العلماء أن الأشخاص المصابين بـعوز G6PD هم محصنون ضد الإصابة بالملاريا، وقد تبين أن مرض G6PDD أكثر شيوعاً في المناطق التي ينتشر فيها مرض الملاريا، وربما كان ذلك آلية دفاعية ضد الملاريا. ولوحظ الانتشار الأكبر للمرض في إفريقيا وغينيا الجديدة والشرق الأوسط وبعض مناطق بلدان البحر المتوسط ومناطق من آسيا، حيث يراوح انتشار المرض بين 5-25% من السكان. ويُقدَّر أن 400 مليون شخص في العالم يعانون G6PDD، ويصيب 1 من كل 10 ذكور من أصول إفريقية في الولايات المتحدة.

 

التشخيص:

يمكن تشخيص G6PDD بإجراء اختبار دم بسيط للتأكد من مستويات إنزيم G6PD، وتساعد اختبارات الدم مثل تعداد الدم الكامل، وتحري مستوى الهيموغلوبين المصلي، وتعداد الخلايا الشبكية على تشخيص فقر الدم الانحلالي. ويمكن إجراء اختبار جيني لتحري الطفرات في جين G6PD.

المعالجة والتدبير:

حين ثبوت الإصابة تتضمن المعالجة تدابير وقائية مثل إيقاف كل الأدوية التي تسبب تدمير الكريات الحمر، والابتعاد عن تناول الفول حتى التعرض لأماكن زراعته، واستخدام الأدوية التي تعالج الخمج حين وجوده، وإعطاء الأكسجين ونقل الدم في بعض الحالات. ويُعالج يرقان حديثي الولادة الناجم عن هذا المرض بوضع الطفل تحت أضواء خاصة تزيل الاصفرار.

الإنذار:

يتعافى معظم الأشخاص المصابين تعافياً كاملاُ، وتختفي نوبات الدم الانحلالية حين إيقاف العامل المحفز لتطور الأعراض وتقديم العلاج اللازم. ومن النادر حدوث الفشل الكلوي أو الوفاة في الحالات الشديدة للمرض.

4- الناعور A (Hemophilia A ):

مرض موروث ينجم عن عوز بروتين دموي يسمى العامل الثامن Factor VIII أحد عوامل التخثر، فحين عدم وجود كميات كافية منه لا يمكن للدم أن يتخثر، ويستمر النزف الدموي من أي جرح في الجسم، ولا يعني هذا أن الأشخاص الذين لديهم هذا المرض ينزفون أسرع أو أبطأ من الأشخاص السليمين، وإنما هو نزف متطاول أو نوبات نزفية بسبب عدم القدرة على إيقاف جريان الدم من جرح ما في الجسم. ويُطلق أيضاً على هذا المرض اسم الناعور التقليدي classical hemophilia.

السبب:

يحدث الناعور A بسبب طفرات في الجين المسؤول عن اصطناع العامل الثامن من عوامل التخثر، وقد تكون هذه الطفرات موروثة، أو تحدث تلقائياً من دون وجود تاريخ عائلي للمرض (في 30% من المرضى). ويتبع هذا المرض نمط الوراثة المتنحية المرتبطة بالصبغي الجنسي X. يكون العامل الثامن غير وظيفي أو غائباً بسبب طفرات توقف إنتاج هذا العامل في نحو 5 -10% من المصابين بالناعور A، في حين تكون الكميات المنتجة قليلة في المرضى الباقين.

 

 

الأعراض والتظاهرات السريرية:

تختلف الأعراض بحسب حالة العامل الثامن (غائب، أو ناقص، أو غير وظيفي)، وبذلك يتظاهر هذا المرض بحالات مختلفة بحسب مستويات العامل الثامن الوظيفية التي يُصنعها جسم المريض، وهي: شديدة (وجود أقل من 1% من كمية العامل الثامن الطبيعية في  البلازما) أو متوسطة الشدة (وجود من 1% وحتى 5% من كمية العامل الثامن الطبيعية في  البلازما) أو معتدلة (وجود من 6% حتى 49% من كمية العامل الثامن الطبيعية في  البلازما). والعرض الرئيس هو تطاول زمن النزف Prolonged bleeding، وغالباً ما يلاحظ أولاً حين ختان الذكور الرضع. وقد لا تلاحظ مشاكل النزف إلا حين يبدأ الرضيع بالزحف والمشي.

في الحالات المعتدلة قد تحدث نوبات النزف المتطاولة بعد الجراحة، أو الرضوض أو المعالجات السنية. أما في الحالات الشديدة؛ فتحدث نوبات النزف الطويلة بعد جروح صغيرة، أو تكون بشكل كدمات منتفخة مؤلمة أو نزوف تلقائية مجهولة السبب في أعضاء حيوية وفي المفاصل والعضلات (نزوف داخلية).

وتبدو النزوف عموماً بشكل نزوف في المفاصل تتجلى بألم وانتفاخ، وجود الدم في البول والبراز، تكدم في الجسم، نزف في القناة المعدية المعوية والقناة البولية، نزف أنفي، نزوف في الجروح وقلع الأسنان والجراحات، نزوف مجهولة السبب.

الحدوث:

يحدث الناعور A غالباً في الذكور، وقد تظهر في النساء الحاملات للمرض أعراض معتدلة الشدة؛ وذلك بسبب تجانف skew التعطيل العشوائي لأحد الصبغيين X في الأنثى (كلما كانت نسبة الصبغي X المعطل الحامل لجين العامل الثامن السليمة أكبر؛ زادت حدة الأعراض الظاهرة).

تُقدَّر نسبة الحدوث بـ 1 لكل 5000  ذكر حي مولود ، وتكون نحو 60% من الحالات شديدة. ونسبة الحدوث متساوية في المجموعات الاثنية والعرقية.

التشخيص:

يستند تشخيص الناعور A إلى تحديد الأعراض المميزة؛ وإلى دراسة التاريخ المفصل للمريض والتقييم السريري الدقيق؛ وإلى تحديد مستوى العامل الثامن وقياس فعاليته الوظيفية، واختبار زمن البروترومبين وزمن النزف ومستويات الفيبرنوجين واختبار زمن الثرمبوبلاستين الجزئي. وحين تأكيد التشخيص يمكن إجراء فحص جيني لتحديد الطفرة في جين العامل الثامن، وهي مهمة؛ إذ تحدث في بعض الأشخاص بعض الأضداد المعدلة للعامل الثامن بعد المعالجة.

 

 

المعالجة والتدبير:

لا يشفى هذا المرض شفاءً كاملاً، ولكن المعالجة المتوفرة فعالة، وتتمثل بإعطاء العامل الثامن البشري السوي (المصنع بطرائق الهندسة الجينية) للشخص المريض وريدياً لمنع ظهور الأعراض أو التخفيف منها. وهناك بعض المراكز تقدم العامل الثامن المفصول عن بلازما الدم للمتبرعين بالدم الطبيعيين، ولكن هناك خوف من انتقال بعض الأمراض الڤيروسية مثل التهاب الكبد مع ما يتوفر الآن من طرائق تحرِّ دقيقة ونوعية تقلل خطر وجود العوامل الڤيروسية في دم المتبرع.

الإنذار:

يعيش معظم الأشخاص المعالجين بتعويض العامل الثامن حياة عادية، وقد تظهر بعض المضاعفات مثل: مشاكل مفصلية طويلة الأمد ربما تستدعي استبدال المفصل، نزف في الدماغ، خثرات دموية نتيجة المعالجة. وقد تحسن الوقاية والمعالجة الدوائية الباكرة الإنذار في الأشخاص المصابين بالحالات الشديدة للناعور A.

5- خلل تنسج الأديم الظاهر ناقص التعرقHypohidrotic Ectodermal Dysplasia:    

يسمى أيضاً متلازمة كريست- سيمنز- توراين Christ – Siemens - Touraine، وهو اضطراب متعدد الأجهزة موروث ينتمي إلى مجموعة أمراض تُعرف بأمراض خلل تنسج الأديم الظاهر Ectodermal dysplasias. ويؤدي حدوث المرض قبل الولادة إلى تشوه بنى الأديم الظاهر مثل الجلد والشعر والأسنان والغدد العرقية. وله ثلاثة أشكال:

أ- خلل تنسج الأديم الظاهر ناقص التعرق Hypohidrotic Ectodermal Dysplasia (HED)

 (متلازمة كريست - سيمنز - توراين) الذي يتبع نمط الوراثة المتنحية المرتبطة بالصبغي X، واختصاره (XLHED).

ب- خلل تنسج الأديم الظاهر ناقص التعرق Hypohidrotic Ectodermal Dysplasia (HED) الذي يتبع نمط الوراثة الجسدية المتنحية، واختصاره (ARHED).

ج- خلل تنسج الأديم الظاهر ناقص التعرق Hypohidrotic Ectodermal Dysplasia (HED) الذي يتبع نمط الوراثة الجسدية السائدة، واختصاره (ADHED).

السبب:

يحدث خلل تنسج الأديم الظاهر ناقص التعرق (HED) (متلازمة كريست - سيمنز - توراين) أو XLHED بسبب طفرة في جين Ectodysplasin-A (EDA) الذي يرمز بروتيناً ضرورياً للتطور في المرحلة الجنينية. ويتوضع جين  EDAعلى الصبغي الجنسيX ؛ وبذلك يكون المرض مرتبطاً بالصبغي X، وهو لذلك يصيب الذكور، وقد تبدو في الإناث حاملات Carriers الجين الطافر بعض أعراض المرض.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

يتميز HED بثلاث علامات، هي: نقص شعر الرأس والجسم وتوزعه على نحو شاذ Hypotrichosis/atrichosis، أسنان غير طبيعية (مخروطية الشكل) أو مفقودة Anodontia/hypodontia، قلة التعرق أو غيابه بسبب غياب الغدد العرقية أو نقص وظيفتها anhidrosis/hypohidrosis مما يؤدي إلى عدم تحمل الحرارة، وقد يسبب نوبات ارتفاع حرارة متكررة مهددة للحياة.

يكون الجلد في المصابين رقيقاً وجافاً وأكزيمائياً. ويعاني معظم المرضى مشاكل جفاف العين (مثل التهاب الملتحمة، والتهاب الجفن)، ومشاكل جفاف الأنف والبلعوم، وأعراضاً شبيهة بالربو. يرتبط مرض HED بملامح وجهية مميزة موحدة في المرضى المصابين تتمثل بجبهة بارزة وحاجبين وأهداب ناعمة ومتفرقة الشعر، وفرط تصبغ المنطقة المحيطة بالحجاج، وشفاه غليظة غير طبيعية، و/أو ذقن كبير. وغالباً ما يكون تصبغ الشعر فاتحاً أو غائباً.

الحدوث:

يحدث XLHED في الذكور؛ لأنه مرتبط بالصبغي X، أما النساء الحاملات طفرة في جين EDA؛ فقد لا تظهر فيهن أي أعراض، أو تظهر أعراض معتدلة تتضمن قلة الأسنان oligodontia، وقواطع مخروطية، ونقص الشعر، ونقص التعرق. أما النمط ARHED؛ والنمط ADHED فيصيبان الذكور والإناث بنسبة متساوية.

يُعد النمط XLHED أو متلازمة كريست – سيمنز - توراين الأكثر شيوعاً بين أنماط HED (يؤلف 80% من حالات HED)، ونسبة حدوثه 1/50.000 إلى 1/ 100.000 ولادة.

التشخيص:

يُشخَّص غالباً في مرحلة مبكرة، وذلك بعد تعرض الطفل المصاب لنوبات ارتفاع حرارة مع تأخر نمو الأسنان وشذوذات في الشعر. ويمكن التأكد من نقص الغدد العرقية أو غيابها بوساطة خزعات جلدية أو بوسائط غير باضعة مثل المجهر المبائر microscope focussing أو طبعات الغرافيت للقدم أو اليد، كما يمكن تقييم وظيفة الغدد العرقية بتحريض إنتاج العرق بوساطة البيلوكاربين pilocarpine. ويؤكَّد التشخيص بإجراء اختبار جزيئي لتحري الطفرات في جين EDA.

المعالجة والتدبير:

تكون المعالجة غالباً موجهة للأعراض الظاهرة عند كل مريض. ولا بدّ من أن يشرف على المعالجة فريق طبي متعدد التخصصات.

يجب عدم التعرض للحرارة المرتفعة ومراقبة درجة حرارة الولدان الذين يحتاجون إلى حاضنة مراقبة مستمرة، أما الأطفال الأكبر سناً؛ فيجب اتخاذ تدابير تبريد جسمية تتمثل بتكرار شرب السوائل معتدلة البرودة وترطيب الملابس ولبس بزات أو قبعات تبريد خاصة.

الإنذار:

قد يؤدي فرط الحرارة حين عدم تشخيص المرض باكراً منذ مرحلة الطفولة إلى ضرر في الدماغ وفي النهاية إلى الموت. توقع الحياة لدى معظم المرضى طبيعي؛ إذا شُخِّص المرض باكراً، وقُدِّمت المعالجة والتدابير اللازمة.

6- متلازمة ليش- نيهانLesch –Nyhan syndrome :

هي اضطراب موروث نادر يؤثر في استقلاب البورينات purines (الأدنين والغوانين) بسبب غياب نشاط إنزيم ناقل الفوسفوريبوزيل هيبوكزانتين غوانينHypoxanthine-guanine phosphoribosyltransferase (HPRT)؛ ولذلك يسمى المرض أحياناً عوز HPRT. ففي غياب هذا الإنزيم لا يمكن بناء النوكليوتيدات البورينية. ويكون مستوى حمض البول مرتفعاً على نحو غير طبيعي في المصابين، وتتراكم بلورات البولات (أملاح حمض البول) في المفاصل والكلى.

السبب:

تحدث هذه المتلازمة بسبب وجود طفرات في جين HPRT1 المتوضع على الصبغي الجنسي X والمسؤول عن اصطناع إنزيم HPRT. وتتبع نمط الوراثة المتنحية المرتبطة بالصبغي الجنسي X؛ لذلك يصاب بها الذكور.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

تظهر الأعراض منذ الأشهر الستة الأولى من العمر، وتبدأ بتشكل بلورات البولة على نحو مبكر بسبب زيادة حمض البول في الدم؛ مما يؤدي إلى ترسبات برتقالية في براز الرضيع المصاب (حالة تسمى الرمل البرتقالي Orange sand). وهذه أولى تظاهرات الإصابة بهذه المتلازمة، ولكنها لا تشخص باكراً.

وقد تظهر فيما بعد حصى البولات في كلى الأطفال المصابين؛ مما يؤدي إلى بيلة دموية مؤهبةً لحدوث أخماج في القنوات البولية. وتتراكم أيضاً بلورات البولات في المفاصل محدثة آلاماً وانتفاخاً فيها (وذلك غالباً في مرحلة المراهقة أو بعد البلوغ في الأشخاص غير المعالجين) كما في مرض النقرس في البالغين.

تتجمع بولات الصوديوم في النسج الغضروفية في المفاصل والأذنين في بعض الأطفال المصابين. وتظهر في الأذنين بشكل انتفاخات ظاهرة تسمى التوفات tophi؛ وهو ما يعرف بالنقرس gout (الشكل 1).

الشكل (1) يظهر تشكل التوفات tophi في الأذن ومفاصل اليدين في مرضى مصابين بمتلازمة عوز إنزيم HPRT.

 

 تبدأ الأعراض العصبية المرتبطة بهذه المتلازمة قبل سن 12 شهراً، وتتضمن حركات التواء لا إرادية في الذراعين والساقين (خلل التوتر dystonia) وحركات متكررة رقصية chorea مثل انثناء الأصابع، ورفع الكتفين وخفضهما، و/أو تقطيب الوجه. وقد تكون العضلات في الأساس لينة ورخوة (فاقدة للتوتر hypotonia)؛ لذلك فإن معظم الرضع المصابين يتأخرون في الوصول إلى مراحل التطور من حياتهم مثل الزحف والجلوس والمشي (تأخر التطور). ولكن في وقت لاحق يزيد توتر العضلات hypertonia زيادة غير طبيعية تتطور إلى تصلب عضلاتmuscle rigidity أو شناج spasticity. وتشتد منعكسات الأوتار العميقة (فرط المنعكسات hyperreflexia). وقد يحدث تخلف عقلي معتدل، وصعوبة إطلاق الكلام المفهوم (رُتة dysarthria).

والميزة الواضحة لهذه المتلازمة - والتي تلاحظ في 85% من الحالات- هي أذى الذات self-mutilation الذي يبدأ بين سن 2-3 سنوات، ويتظاهر بتكرار عض الشفاه والأصابع، و/أو اليدين، وضرب الرأس بالأشياء الصلبة. ولا يعني هذا أن هؤلاء المصابين غير حساسين للألم. ومن السلوكيات الشاذة الأخرى العدوانية والتقيؤ والبصاق والهياج والصراخ. ومن الأعراض كذلك صعوبة البلع dysphagia وصعوبة الأكل، والتقيؤ شائع في الأطفال ناقصي الوزن مقارنة بسنّهم. وقد يظهر لدى بعض الأطفال فقر دم من النمط الضخم الأرومات megaloblastic anemia.

لا تظهر في النساء حاملات الجين الطافر أعراض هذا المرض، ولكن قد تظهر في مراحل لاحقة من الحياة مظاهر النقرس بسبب وجود مستويات زائدة من حمض البول في الدم من دون علاج.

 

 

 

الحدوث:

متلازمة ليش- نيهان مرض وراثي نادر يصيب الذكور؛ لأنه صفة متنحية مرتبطة بالصبغي الجنسي X. ويُقدَّر معدل حدوث هذه المتلازمة بـ 1/380.000 ولادة في الولايات المتحدة.

التشخيص:

يوضع التشخيص بالتقييم السريري الشامل وتاريخ المريض المفصل واختبارات الدم المتخصصة. يكون لدى الأطفال المصابين بهذا المرض مستويات عالية جداً وغير طبيعية من حمض البول في الدم. ويؤكد التشخيص بغياب فعالية إنزيم HPRT في خلايا أي نسيج في الجسم. وتحدد الاختبارات الجينية الجزيئية الطفرة المسببة للمرض في الجين HPRT1. كما يمكن إجراء التشخيص الجزيئي قبل التعشيش، والتشخيص قبل الولادة؛ إذا ما تم حُدِّدت الطفرة في الجين HPRT1 في أحد أفراد العائلة. ويجرى التشخيص قبل الولادة بتحليل الإنزيمات.

المعالجة والتدبير:

المعالجة أعراضية تتطلب فريقاً طبياً متخصصاً يضم طبيب أطفال وطبيب مفاصل وطبيب معالجة فيزيائية وتخصصات أخرى. يستخدم دواء allopurinol لضبط المستويات العالية من حمض البول في الدم، ولكن هذه المعالجة ليس لها أي تأثير في الأعراض العصبية والسلوك غير الطبيعي الملاحظ في هذا المرض. وحين وجود حصى الأورات (البولات) في الكلية لا بدّ من تفتيتها.

لم يثبت أي عقار فعاليته في علاج المشاكل العصبية المرتبطة بهذه المتلازمة. وقد يستخدم دواء باكلوفين baclofen ودواء البنزوديازيبينات لعلاج التشنج. ولا بد من مراقبة الأطفال المصابين مراقبة شديدة للإقلال من أضرار الإيذاء الجسدي الذاتي.

الإنذار:

تحدث معظم حالات الوفاة في العشرينيّات والثلاثينيّات من العمر، ويصل عدد قليل إلى الأربعينيّات. يحدث الموت بسبب الالتهاب الرئوي ومضاعفات حصى الكلية، وهناك حالات موت مفاجئة مجهولة السبب.

7- متلازمة لوِي Lowe syndrome (LS):   

اضطراب وراثي نادر الحدوث يتميز بحدوث مشاكل في الرؤية تتضمن تكثف عدسة العين يظهر منذ الولادة الساد cataract، ومشاكل كلوية تظهر في السنة الأولى من العمر، وشذوذات في الدماغ ترافق إعاقة ذهنية. تسمى هذه المتلازمة أيضاً المتلازمة العينية الدماغية الكلوية Oculocerebrorenal syndrome (OCRL).

السبب:

متلازمة لوِي LS مرض وراثي يتبع الصفة المتنحية المرتبطة بالصبغي الجنسي X. يتوضع جين OCRL1 المسؤول عن هذه المتلازمة على الصبغي X، ويُنتج إنزيم inositol polyphosphate 5-phosphatase. الذي يؤثر في عبور البروتينات الخلية وفي تشكل الأهداب وحركتها في هجرة الخلايا واستقطابها وعملية البلعمة الخلوية. يؤدي حدوث طفرات في جين OCRL1 إلى إنتاج إنزيم ذي فعالية منخفضة أو غائبة؛ وهو ما يسبب ظهور أعراض هذه المتلازمة.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

العين: يظهر ساد كثيف في العينين منذ الولادة في جميع الذكور المصابين؛ إذ إن حدوثه يبدأ في المرحلة الجنينية في الرحم. يظهر الزرق Glaucoma في 50% من المرضى مع جسامة المقلة buphthalmos أو من دون ذلك في السنة الأولى من العمر أو أحياناً في وقت متأخر. تنقص حدة الرؤية من كثافة العدسة وأحياناً من خلل في وظيفة الشبكية، ويؤدي ذلك إلى الرأرأة nystagmus.

الجهاز العصبي: يرى منذ الولادة نقص توتر خطر في العضلات وغالباً مع غياب المنعكسات الوترية العميقة؛ الأمر الذي يُضعِف عملية المص عند الرضيع، ويسبب مشاكل تنفسية خطرة في الفترة الأولى من الحياة. التطور الحركي متأخر، وتظهر المشية المستقلة بعد السنة الثالثة من العمر. ويظهر في 10% من الحالات تخلف عقلي خفيف. وفي 87% من المصابين اضطرابات سلوكية بشكل عدوانية للذات ولغيرهم وهيوجية وثورات غضب. والسلوك الوسواسي القهري نمطي في كل المرضى.

الكلية: تتمثل أمراض الكلية المرافقة لهذه المتلازمة على نحو رئيس بمتلازمة فانكوني الكلوية. تظهر الأعراض الكلوية الأولى في الأشهر الأولى للحياة، وتتضمن ضياع البيكربونات الكلوية والماء والأملاح؛ مما يؤدي إلى فشل في النمو. ويعاني العديد من المصابين فشلاً كلوياً مزمناً ينتهي بفشل نهائي، ويحتاج المريض إلى غسل الكلى.

الحدوث:

متلازمة LS نادرة الحدوث وغير شائعة، ويُقدَّر انتشارها في عموم السكان بـ 1/500.000 في الولايات المتحدة.

التشخيص:

من الضروري تقييم العين والجهاز العصبي المركزي والكلى لتشخيص متلازمة لوي LS، ومن المهم كذلك قياس فعالية الإنزيم inositol polyphosphate 5-phosphatase في خلايا الأرومة الليفية fibroblasts، وتتوفر اختبارات جينية لطفرات الجين OCRL1 تحدد بدقة أكثر من 95% من الذكور المصابين؛ واختبار جيني للإناث الحاملات للجين الطافر.  

المعالجة والتدبير:

تجري المعالجة بحسب الأعراض الظاهرة؛ إذ يجب إزالة الساد لتجنب الغَمَش amblyopia (سوء رؤية ولادي ناجم عن سوء تطور العين)، والاستخدام المبكر للنظارات الشمسية أو العدسات اللاصقة يحسن وظيفة الرؤية؛ مما ينعكس على المهارات الاجتماعية النفسية. ويجب قياس توتر العين على نحو متكرر لتشخيص الزرق glaucoma باكراً ومعالجته.

يُعالج الخلل الكلوي من نمط فانكوني فموياً بإعطاء أملاح بيكربونات الصوديوم والبوتاسيوم أو أملاح سترات الصوديوم والبوتاسيوم والتي يجب ضبط جرعتها بحسب كل فرد على حدة.

الإنذار:

يُقدَّر العمر الأطول الذي يمكن أن يصل إليه مريض LS بنحو 54 عاماً. وأكثر الأسباب شيوعاً للوفاة هي: أمراض الجهاز التنفسي ونوبات الصرع والموت المفاجئ وغالباً في أثناء النوم.

السبب البعيد للوفاة غالباً هو اعتلال النبيبات الكلوية الذي يتطور تدريجياً إلى القصور الكلوي.

8- متلازمة مينكس أو مرض مينكسMenkes syndrome/ Menkes disease :

تتميز هذه المتلازمة بتدهور عصبي وشذوذات في الأنسجة الضامة وشعر خشن ومفتول؛ ولذلك تعرف بمتلازمة الشعر المفتولkinky hair syndrome . وهي تنجم عن عوز خلقي في عنصر النحاس؛ وهو عنصر أساسي للنمو والتطور الطبيعيين، ويؤدي غيابه إلى تثبيط عمل إنزيمات محددة في الجسم. يبدي نحو 90-95% من المصابين بمتلازمة Menkes أعراضاً سريرية وخيمة، في حين تكون الأعراض خفيفة في بعض المرضى الذكور. ويُسمى النمط المعتدل متلازمة القرن القذالي occipital horn syndrome (OHS) وقد تبين أن متلازمة Menkes ومتلازمة OHS تنجمان عن طفرات مختلفة ضمن الجين نفسه. تسبب الطفرات المسؤولة عن متلازمة OHS على نحو رئيس شذوذات في النسج الضامة، وتؤثر تأثيراً خفيفاً في التطور الذهني، ولذلك يعيش الأفراد المصابون مدة أطول من قرنائهم المصابين بمتلازمة Menkes النمطية.

السبب:

تنجم متلازمة Menkes عن طفرات في جين ATP7A (يسمى أيضاً MNK) المتوضع في  الذراع الطويلة للصبغي X (Xq13.3). يرمز هذا الجين بروتيناً ناقلاً للنحاس. ويكون النحاس ناقصاً في دم المصابين، أما خلاياهم فقادرة على أخذ النحاس؛ ولكنه لا يستطيع مغادرة الخلية؛ ليرتبط بالإنزيمات الأساسية التي تتطلب النحاس؛ لتقوم بعملها الطبيعي. ولذلك يتجمع النحاس في أنسجة الجسم، وتحدث الشذوذات السريرية، تنجم معظم أعراض المتلازمة مثل الشذوذات الهيكلية والشعر الشاذ عن فقد بعض الإنزيمات المحددة. أما أسباب التدهور الدماغي؛ فما تزال غير واضحة.

وتكون الطفرات عند نحو ثلث الذكور تقريباً جديدة، وتحدث في البيضة؛ ولذلك لا يُلفى تاريخ عائلي. أما في الثلثين الباقيين؛ فيولدون من أم حاملة للجين الطافر، ولذلك ثمة تاريخ عائلي وأقارب مصابون، وأغلبهم مترابطون عبر الأم. تكون الأمهات الحاملات للجين الطافر سليمات مع اختطار نقل الجين الطافر لأولادهن.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

يظهر الرضع المصابون بمتلازمة Menkes المدرسية (الكلاسيكية) بحالة طبيعية حين الولادة، ويتطورون طبيعيّاً حتى الأسبوع الثامن أو العاشر من العمر. وحينئذٍ يبدأ الأطفال المصابون بفقد المراحل التطورية الأساسية التي كانوا قد وصلوا إليها مثل فقد القدرة على التحكم وضبط الرأس وفقد البسمة الاجتماعية. وبفقد توتر العضلات يصبح المصابون متثاقلي الحركة، وتبدأ النوبات بالظهور، ويبدأ فشل النمو. وتصبح التغييرات في مظهر الوجه والشعر أكثر وضوحاً؛ وغالباً ما تشخص متلازمة Menkes في هذا الوقت.

يمكن تقسيم أعراض المتلازمة كما يأتي:

أ- المظاهر العصبية:

- تردّي الذهن أو تدهور عقلي وتعويق نتيجة التشوهات الدماغية الوظيفية والبنيوية.

- نوبات صرعية.

- عدم قدرة الجسم على تنظيم درجة حرارته؛ مما يؤدي إلى هبوط الحرارة Hypothermia.

- نقص توتر عضلات الجسم ثم فقد التوتر.

ب- مظاهر اعتلال الأنسجة الضامة:

- أوعية دموية متعرجة Tortuous blood vessels.

- شذوذات في تشكل العظام تظهر بأشعة x.

- رتوج في المثانة.

- جلد رخو.

- مفاصل رخوة.

ج- مظاهر سريرية أخرى:

 - سحنة وجهية غير عادية (ذقن منبسط متدلٍّ وممتلئ بالشحم، آذان كبيرة).

- شعر غير طبيعي بما في ذلك شعر الحاجبين والأهداب؛ إذ يكون الشعر قصيراً ومبعثراً وخشناً ومفتولاً يشبه إسفنجة الستانلس الخاصة بتنظيف الأواني، ويكون هشاً سهل التكسير.

- لون الشعر والجلد فاتح أو ناقص التصبغ Hypopigmentation.

- اضطراب رؤية.

الحدوث:

متلازمة Menkes نادرة نسبياً، ويُقدَّر انتشارها بـ 1 في 100.000-250.000  ذكر مولود حياً. ويُقدَّر وقوعها بـ 15-35 طفلاً ذكرياً سنوياً في الولايات المتحدة الأمريكية.

التشخيص:

يوضع التشخيص السريري في الأطفال حديثي الولادة والرضع استناداً إلى مجموعة الأعراض السريرية، وقد يضل التشخيص ولا سيّما حين عدم وجود تاريخ عائلي؛ لأن هذه الأعراض تكون خفيفة وغير مجتمعة بعضها مع بعض.

يدعم التشخيص السريري بنتائج التحاليل المخبرية التي تتضمن انخفاض مستوى النحاس ومستوى البروتين الرابط  للنحاس في المصل Ceruloplasmin.

يوضع التشخيص النهائي إما بتحاليل كيميائية حيوية نوعية لقياس مستوى تراكم مستويات النحاس في الخلايا؛ وإما بتحري الطفرات في جين MNK الخاصة بهذه المتلازمة.

كما يمكن وضع التشخيص قبل الحمل في الأم بطريق الاختبار الجيني لتحري الجين الطافر؛ وذلك حين وجود تاريخ عائلي إيجابي أو مشكوك فيه. وإذا كانت نتيجة الأم إيجابية يمكن إجراء التشخيص قبل الولادة للجنين بتحري الطفرة في خلايا تؤخذ من الزغابات المشيمائية أو السائل السلوي.

المعالجة والتدبير:

المعالجة المبكرة بإعطاء عنصر النحاس بشكل هيستيدين النحاس حقناً يومياً، وقد أبدى معظم الأطفال استجابة جيدة حين تكون المعالجة مبكرة. أما المعالجة المتأخرة فأقل تأثيراً؛ ولا سيّما بعد بدء الأعراض العصبية.

الإنذار:

إنذار متلازمة Menkes سيئ، ويموت الأطفال في مرحلة الطفولة المبكرة، ومع ذلك فإن الرعاية الطبية الدقيقة وإعطاء النحاس قد يزيدان من فرص البُقيا.

9- متلازمة حثل المادة البيضاء الكظري المرتبط بالصبغي X

 (X-ALD)  X-linked adrenoleukodystrophy:

هي اضطراب في البيروكسيات peroxisomes  يؤدي إلى:

أ- إزالة الميالين الدماغي cerebral demyelination.

ب- اختلال وظيفة المحاوير العصبية في الحبل الشوكي الذي يؤدي إلى شلل سفلي تشنجي.

ج- قصور الغدة الكظرية.

د- قصور الخصية في بعض الحالات.

السبب:

يحدث مرض X-ALD نتيجة حدوث طفرات في جين ABCD1 المتوضع على الصبغي X في الموقع Xq28 والذي يرمز بروتين ALDP (بروتين متوضع في أغشية البيروكسيات) له شأن في نقل الأحماض الدسمة طويلة السلسلة عبر الغشاء(VLCFA)  Very long-chain fatty acids. وينجم عن ذلك تجمع مستويات مرتفعة من VLCFA في بلازما الجسم وأنسجته، وتراكم VLCFA هذا سام لقشرة الكظر والميالين Myelin. تشير البحوث أيضاً إلى أن تراكم VLCFA يستثير استجابة التهابية في الدماغ تؤدي إلى تفكك الميالين الذي يؤدي بدوره إلى ظهور أعراض هذه المتلازمة.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

جميع المصابين بمرض X-ALD لا أعراضيين حين الولادة pre-symptomatic at birth .

وتظهر الأعراض في أوقات مختلفة بعد ذلك وفق أنماط ثلاثة:

أ- الشكل الدماغي الطفوليA childhood cerebral form : تظهر في الأطفال المصابين بهذا النمط مشاكل في التعلم والسلوك تبدأ غالباً بين سن 4-10 سنوات، وتسوء الأعراض مع مرور الوقت. وتشمل المشاكل الأخرى السلوك العدواني ومشاكل بصرية وصعوبة بلع وخللاً في وظيفة الغدة الكظرية. يترقّ هذا النمط من المتلازمة سريعاً في الغالب، ويؤدي إلى إعاقة في غضون سنين قليلة.

ب- نمط الاعتلال العصبي المياليني الكظري Adrenomyeloneuropathy: تظهر علامات هذا النمط وأعراضه بين مرحلة البلوغ ومتوسط العمر. يبدي الأفراد المصابون به صلابة (تيبس) مترقية وضعفاً في الساقين (خزل سفلي paraparesis)، واضطرابات في المجاري البولية والتناسلية. وغالباً ما تظهر تغيرات في السلوك وفي القدرة على التفكير. ويعاني معظم الذكور المصابين بهذا النمط قصورَ قشرة الكظر Adrenocortical insufficiency.

ج- مرض أديسون Addison disease: هو النمط الثاني نفسه؛ ولكن تقتصر الأعراض هنا على  قصور قشر الكظر الذي قد يبدأ في أي وقت بين مرحلة الطفولة والبلوغ. وهو أخف أنماط متلازمة X-ALD.

الحدوث:

يقترب انتشار متلازمة حثل المادة البيضاء الكظري المرتبط بالصبغي X (X-ALD) من 1 لكل 17000 ولادة (ذكور وإناث) عالمياً من دون فرق بين الأعراق. ويكون معظم المصابين المتضررين من الذكور في حين يكون الإناث حاملات للجين الطافر، وقد تبدو فيهن أعراض خفيفة أو معتدلة.

التشخيص:

يمكن إجراء مسح لطفرات جين ABCD1 قبل التعشيش pre-implantation في بعض البلدان. وتُشخَّص الإصابة غالباً في الذكور المصابين بعد الولادة بقياس مستوى الأحماض الدسمة طويلة السلسلة في بلازما الدم، وهذا الاختبار مشخص في الذكور؛ ولكن قد يكون عند الإناث سلبياً كاذباً (أي غير مشخص)، ولا بدّ من إجراء مسح لطفرات جين ABCD1 لتأكيد التشخيص.

إضافة إلى الأعراض السريرية؛ لا بد من تصوير الدماغ بالرنين المغنطيسي MRI على نحو متكرر لمراقبة الأضرار البنيوية اللاحقة بالدماغ وتقييمها.

المعالجة والتدبير:

لا معالجة شافية للمصابين بهذه المتلازمة، ومع ذلك فإن التشخيص الباكر ضروري للتخفيف من أعراض المرض وتقليل الضرر العصبي ما أمكن. وتختلف المعالجة المقدمة بحسب كل نمط من أنماط متلازمة X-ALD، ولا بد من المتابعة من قبل فريق طبي متخصص.

الإنذار:

يختلف الإنذار بحسب كل نمط والأعراض الظاهرة وبحسب الرعاية الصحية المقدمة. يعيش الذكور المصابون بالنمط الأول بضع سنوات بعد بدء ظهور الأعراض. وغالباً ما يحدث الموت باكراً في النمط الثاني؛ وذلك بحسب شدة الأعراض. يُعدّ النمط الثالث (Addison disease) أخف أنماط متلازمة X-ALD، وقد يصل الأشخاص فيه إلى عمر متقدم؛ إذا عولجوا بالستيروئيدات Steroid.

10- فقد غاماغلوبولين الدم المرتبط بالصبغي X:

X-linked agammaglobulinemia (XLA):

وتسمى هذه الحالة أحياناً Bruton's  agammaglobulinemia، وهي عوز مناعي يصيب الذكور، ويؤدي إلى عدم قدرة الجسم على إنتاج الأضداد اللازمة لحماية الجسم ضد الجراثيم والڤيروسات بسبب نقص تطور الخلايا البائية المنتجة للأضداد في الجسم أو غيابها.

السبب:

ينتج XLA بسبب طفرات تصيب جين BTK المتوضع على الصبغي الجنسي X في الموقع Xq21.33-q22. يرمِّز جين BTK بروتيناً أساسياً في تطور الخلايا البائية ونضجها وصون الأداء الطبيعي للجهاز المناعي يسمى البروتين BTK. تؤدي معظم الطفرات في جين BTK إلى غياب إنتاج البروتين؛ فلا تتطور الخلايا البائية، وتغيب الأضداد المناعية، وفي النهاية لا يستطيع الجسم التصدي للعوامل الممرضة الجرثومية والڤيروسية.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

لا يُبدي الأطفال المصابون بـ XLA أعراضاً سريرية حتى الشهر الثاني من العمر؛ وذلك بسبب الحماية التي تقدمها الأضداد الأمومية التي اكتسبوها في أثناء المرحلة الجنينية. وبعد الشهرين من العمر تكون الأضداد الأمومية قد تلاشت من الدم، ويبدأ هؤلاء الأطفال بمعاناة التهابات متكررة تتطلب فترة طويلة؛ كي تتحسن، ثم تنكس ثانية حتى مع استعمال المضادات الحيوية. معظم العداوى الجرثومية التي تصيب المرضى هي أخماج رئوية (التهاب رئوي والتهاب القصبات)، أخماج أذنية (التهاب الأذن)، التهاب الملتحمة، أخماج الجيوب (التهاب الجيوب)، قد تحدث أخماج جلدية والتهاب سحايا، التهاب مفاصل خمجي، كما تشيع الجراثيم التي تسبب الإسهال المزمن. قد تؤدي هذه الأخماج المتكررة إلى تخريب العضو المصاب؛ إن لم تعالج على النحو الصحيح. أما التهاب اللوزتين والعقد والأنسجة اللمفية؛ فقليل الحدوث.

تكون الأعراض السريرية أقل شدة في بعض الأشخاص المصابين؛ ولا يصنفون في ناقصي مناعة حتى سن عشر سنوات.

تكون مستويات أضداد IgA, IgG, and IgM منخفضة في الذكور المصابين بـ XLA. وتكون كريات الدم البيض (العدلات) المتخصصة في القضاء على الجراثيم والڤيروسات غير فعالة ومعطلة؛ وذلك لأن العدلات تحتاج إلى الأضداد التي تفرزها الخلايا البائية للقيام بتدمير الأجسام الغازية.

يميل مستوى العدلات عند الأطفال المصابين إلى الانخفاض باستمرار، أو يرتفع وينخفض مؤقتاً ودورياً، في حين يؤلف مستوى الخلايا اللمفية البائية في هؤلاء الأطفال 1% من المستوى الطبيعي الموجود في الأطفال الأصحاء.

الحدوث:

مرض XLA نادر الحدوث، وهو غالباً يصيب الذكور، وتكون الإناث حاملات للجين الطافر. يصيب المرض كل الأعراق بنسبة 1 لكل 200.000 ولادة حديثة.

التشخيص:

يجب الشك في احتمال الإصابة بـXLA  حين حدوث عداوى متكررة ومتعددة في الأطفال الذين لا يتجاوزون سن الخامسة من العمر. يجري التشخيص المبدئي بمعايرة مستوى الأضداد في الدم وقياس عدد الكريات البائية عند الأطفال المصابين بالأخماج المتكررة. ويمكن تأكيد التشخيص باستخدام الاختبارات الجينية المتخصصة في كشف طفرات جين BTK. واختبارات مسح طفرات جين BTK قبل التعشيش pre-implantation متوفرة.

المعالجة والتدبير:

ليس ثمة علاج شافٍ لمرض XLA، ولكن يمكن السيطرة على المرض على نحو جيد بالعلاج المستمر بأضداد الغاما غلوبولين. إما أن يكون إعطاء الأضداد وريدياً (400-600 ملغ لكل كغ كل 3 أو4 أسابيع)؛ وإما أن يكون الإعطاء تحت الجلد (100 ملغ لكل كغ كل أسبوع). ويجب أن تبدأ المعالجة باكراً قدر الإمكان.

يجب تجنب إعطاء اللقاحات الڤيروسية الحية لهؤلاء المرضى (لقاح شلل الأطفال - لقاح الحصبة - لقاح النكاف - لقاح الحصبة الألمانية).

الإنذار:

يعيش معظم المصابين بـ XLA حياة طبيعية، ويكون متوسط العمر المتوقع في بعض المرضى منخفضاً؛ وذلك نتيجة لمضاعفات الأخماج الوخيمة والضرر الرئوي المزمن. وتُعدّ التدابير العلاجية المبكرة والامتثال لأخذ المعالجة المقررة عوامل رئيسية تغير إنذار المرض.

11- السُّماك المرتبط بالصبغي X:

  X-linked ichthyosis (XLI):

هو اضطراب جلدي وراثي ينتمي إلى الاضطرابات الجينية الاستقلابية، ويتميز بظهور وسوف جلدية على الجسد.

السبب:

ينتج اضطراب XLI بسبب حدوث طفرات أو خبن في جين الستيروئيد سلفاتاز                      (STS)   Steroid  Sulfatase  المرمز لإنزيم ستيروئيد سلفاتاز؛ مما يؤدي إلى غيابه أو نقص مستوياته وظهور أعراض المرض. ويتوضع جين STS على الصبغي الجنسي X. ويتبع هذا الاضطراب نمط الصفة المتنحية المرتبطة بالصبغي الجنسي X؛ ولذلك يصيب الذكور فقط، وتكون الإناث حاملات للجين الطافر.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

يكون الذكور المصابون بهذا الاضطراب طبيعيّين حين الولادة ولا يظهر عليهم أي عرض، وإنما تظهر الأعراض الجلدية بعد السنة الأولى من العمر. وتُعدّ الحراشف البنية اللون التي تلتصق بالجلد من بين الأعراض الأولى لهذا المرض. ولا يصيب السُّماك منطقة الوجه وفروة الرأس وراحتي الكفين وأخمصي القدمين وجوفي المرفقين والركبتين. وتحدث في نحو نصف الذكور المصابين كثافات قرنية تشبه شكل الفاصلة؛ ولكنها لا تعوق الرؤية. وتتحسن الأعراض بوضوح في أشهر الصيف والمناخ الدافئ الرطب.

تعاني نسبة قليلة من المصابين عدم نزول الخصية، وقد يكونون لذلك عرضة لأورام خبيثة في الخصية في المستقبل.

وقد يحدث في بعض النساء الحاملات للجين الطافر واللاتي يلدن ذكوراً مصابين أن يتأخر تنبه المخاض أو لا يتنبه مطلقاً، ويعود ذلك إلى نقص إنتاج هرمون الاستريول الأمومي في أواخر الحمل.

الحدوث:

يُعدّ XLI ثاني نمطٍ شائع من السُّماك وهو يصيب الذكور من مختلف الاثنيات أو الأعراق، ويُقدَّر انتشاره بـ 1 لكل 6000 ذكر حديث الولادة.

التشخيص:

يعتمد التشخيص على المظاهر السريرية وعلى التاريخ العائلي للذكر المصاب (السُّماك في أقارب الشخص المصاب، تاريخ عائلي يتضمن تأخر الولادة). يؤكد التشخيص باختبارات كيميائية حيوية (رحلان كهربائي لبروتينات المصل - اختبار فعالية إنزيم STS على خلايا الأرومة الليفية أو الكريات البيض). كما يمكن إجراء اختبار جيني لتحري وجود طفرات في جين STS أو استخدام تقنية التهجين التألقي في الموضع Fluorescence in situ hybridization (FISH). وقد يكون التشريح المرضي لخزعات جلدية مفيداً في التشخيص التفريقي مع السُّماك الشائع Ichthyosis vulgaris.

يشمل التشخيص قبل الولادة قياس مستويات الاستريول الأمومي في المصل كما يمكن إجراء اختبارات جينية لعينات من السائل السلوي أو الزغابات المشيمائية.

المعالجة والتدبير:

يعتمد العلاج على ترطيب البشرة وتليينها بحمامات زيتية ومطريات خاصة تحتوي على مواد حالة للطبقة المتقرنة (البولة - حمض اللاكتيك - حمض الغليكوليك). وقد يستخدم الريتونئيد فموياً Retinoids للبالغين المصابين؛ ولا سيما في فصل الشتاء حين يكون السُّماك بأقصى حدته.

الإنذار:

يُعدّ اضطراب XLI نمطاً حميداً من السُّماك. ويستمر السُّماك في XLI مدى الحياة؛ ولكن يتحسن فرط التقرن والتحرشف مع تقدم العمر. والبقيا طبيعية في الذكور المصابين.

 

12- عمى الألوان المرتبط بالصبغي X (X-linked color blindness):

يسمى هذا المرض أحياناً عوز رؤية الألوان وتحديداً عدم القدرة على تمييز اللونين الأخضر والأحمر؛ ولذلك يسمى أيضاً عمى اللونين الأحمر والأخضر. وحدة الإبصار طبيعية في المريض.

السبب:

توضع جين OPN1LW وجين OPN1MW على الصبغي الجنسي X، وهما مسؤولان عن اصطناع صباغ الأوبسين في المخاريط الحساسة للون الأخضر والمخاريط الحساسة للون الأحمر.

يؤدي حدوث طفرات في  الجينين إلى غياب المخاريط L أو المخاريط M، أو يؤدي إلى إنتاج صباغ أوبسين غير طبيعي يؤثر في مخاريط اللونين الأحمر والأخضر.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

تختلف الأعراض من شخص إلى آخر، ولكنها  تشمل:

مشكلة رؤية الألوان وسطوعها بالطريقة المعتادة، عدم القدرة على معرفة الفرق بين ظلال اللون نفسه أو الألوان المماثلة. قد تكون الأعراض خفيفة في كثير من الأحيان، حتى إن بعض الذكور المصابين لا يعرفون أن لديهم عمى ألوان. قد يلاحظ أحد الوالدين علامات عمى الألوان حين يتعلم الطفل الألوان، وقد تظهر رأرأة وأعراض أخرى في الحالات الشديدة. يبقى عمى الألوان الموروث كما هو طوال حياة الشخص، فلا يتحسن، ولا يسوء.

الحدوث:

يُعدّ عمى اللونين الأحمر والأخضر المرتبطين بالصبغي الجنسي X  أكثر أنماط عمى الألوان شيوعاً، وهو يصيب الذكور أكثر من الإناث (اللائي يكن حاملات الجين الطافر). وأكثر من يصاب به الأشخاص المتحدرون من أصول أوربا الشرقية، حيث تُقدَّر بإصابة واحدة لكل 12 ذكر وإصابة لكل 200 أنثى. في حين تكون نسبة الحدوث أقل في الشعوب الأخرى.

التشخيص:

يقوم بالتشخيص طبيب العيون بطرائق متعددة وباستخدام اختبارات بصرية متخصصة. ويمكن التأكد بإجراء مسح جيني لتحري وجود طفرات في الجينات المسؤولة المذكورة أعلاه.

المعالجة والتدبير:

ليس هناك علاج لمرض عمى الألوان؛ ولكن المصاب قد يتأقلم معه بمساعدة الأشخاص المحيطين والأصدقاء على تمييز الألوان واختيارها على نحو صحيح مثل لون الملابس. ومع التطور التكنولوجي أصبح هناك برامج حاسوبية أو على الهاتف النقال تساعد على تمييز الألوان. وتتوفر بعض العدسات الخاصة التي قد توضع على عين واحدة أو على العينين تساعد على زيادة القدرة على تمييز الألوان؛ ولكنها لا تفيد المرضى.

الإنذار:

يستمر عمى الألوان الموروث مدى الحياة، ويستطيع معظم المرضى التأقلم معه من دون صعوبة أو تعويق. مع ذلك يكون هؤلاء المرضى غير قادرين على القيام ببعض الأعمال الاجتماعية؛ ولذلك لا يسمح لهم بالقيام بها مثل الصيانة الكهربائية، والطبخ، والدهان، وتصنيع الأقمشة والملابس وتصميمها، وقيادة القطارات وكل الأعمال التي تتطلب التعامل مع الألوان.

 

التصنيف : الأمراض الوراثية
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1055
الكل : 58492160
اليوم : 64674