logo

logo

logo

logo

logo

الأمراض الوراثية السائدة المرتبطة ب-الصبغي X

امراض وراثيه سايده مرتبطه بصبغي X

-

 

الأمراض الوراثية السائدة المرتبطة بالصبغي X

X-linked dominant diseases

سامر الزعبي

  متلازمة الصبغي X الهش  Fragile X syndrome (FXS)

 سَلسُ الصباغ Incontinentia Pigmenti (IP)

 متلازمة ريت Rett syndrome

 الرَخد المقاوم لڤيتامين د vitamin D resistant ricketsأو الرخد ناقص فوسفات الدم المرتبط بالصبغي Xالسائد (X-linked dominant hypophosphatemic rickets)

 

 

1-  متلازمة الصبغي X الهش  Fragile X syndrome (FXS)

 مرض وراثي يتميز بعجز فكري معتدل أو شديد ترافقه اضطرابات سلوكية وملامح جسدية مميزة.

السبب:

تحدث متلازمة FXS بسبب إسكات أو إيقاف تعبير جين FMR1 المتوضع في الموقع Xq27.3. وينجم هذا الإسكات عن التمدد المستمر والمَثْيَلة methylation اللاحقة لمكررة ثلاثية النكليوتيد (CGG) في المنطقة التي لا تترجم من النهاية 5` لجين FMR1. يرمز جين FMR1 البروتين FMRP الذي يقوم بتنظيم إنتاج بروتينات أخرى؛ وله شأن في تطور المشابك  synapses العصبية التي تنقل السيالة العصبية بين العصبونات. يراوح عدد المكررة في الفرد الطبيعي بين 5-40 مرة، أما في الأشخاص المصابين بـ FXS فيتجاوز الـ 200 مكررة. و يلي هذا الازدياد مثيلة السيتوزين C، ومن ثم يتوقف تعبير أو انتساخ جين FMR1، فلا ينتج  البروتين FMRP المهم في وظيفة الجهاز العصبي.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

 يعاني الأطفال المصابون تأخر الكلام واللغة حتى سنتين، ولدى معظم الذكور المصابين بمتلازمة FXS إعاقة ذهنية خفيفة إلى معتدلة؛ في حين يعاني ثلث الإناث المصابات تخلفاً عقلياً.

يكون لدى الأطفال المصابين قلق وسلوك مفرط النشاط يتجلى بالتململ وعدم الهدوء والقيام بأفعال اندفاعية ولا سيما الذكور، ويبدو الخجل في الإناث. ومن الاضطرابات كذلك نقص الانتباه الذي يتضمن ضعف القدرة على الحفاظ على الاهتمام وصعوبة التركيز على مهام محددة. يبدي نحو ثلث المصابين بهذه المتلازمة طيفاً من اضطرابات الذاتوية (التوحد) التي تؤثر في التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتحدث نوبات في نحو 15% من الذكور المصابين ونحو 5% من الإناث المصابات.

يتميز معظم الذكور ونحو نصف الإناث المصابات بسمات جسدية مميزة تصبح أكثر وضوحاً مع التقدم في السن، وتشمل هذه المميزات وجوهاً طويلة وضيقةً وآذاناً كبيرة وفكاً وجبيناً بارزين وأصابع مرنة على نحو غير عادي وقدماً مسطحة. وتبدو في الذكور ضخامة الخصيتين بعد سن البلوغ. غالباً ما تكون الأعراض في الذكور أكثر حدة مما في الإناث.

الحدوث:

تحدث متلازمة FXS عالمياً بنسبة 1/4000 في الذكور و 1/8000 في الإناث؛ أي تصيب الذكور بمعدل ضعف إصابتها الإناث. ولا تقتصر المتلازمة على إصابة عرق معين.

التشخيص:

لا تكفي الأعراض السريرية وحدها لتشخيص متلازمة FXS؛ لأنها قد تكون معتدلة أو غائبة أحياناً، لذلك لا بد من مسح جيني يتقصى وجود طفرات في جين FMR1 لكل المرضى المصابين بإعاقة فكرية أو توحد. يمكن التشخيص قبل التعشيش، والتشخيص قبل الولادة في الجنين حين وجود تاريخ عائلي بتحري الطفرة في خلايا تؤخذ من الزغابات المشيمائية أو السائل الأمنيوسي.

المعالجة والتدبير:

ليس ثمة علاج شافٍ لمتلازمةFXS ، وهناك علاجات تساعد على تقليل الأعراض وتلطيفها، ومنها أدوية مهدئة عصبية ومحسنة للنقل العصبي. حين يحصل الأفراد المصابون على التعليم المناسب وخدمات العلاج والأدوية يصبح لديهم فرصة أفضل لاستخدام جميع قدراتهم ومهارتهم الفردية؛ حتى أولئك الذين يعانون من الإعاقة الفكرية أو التطورية يمكن أن يتعلموا إتقان العديد من المهارات (المساعدة الذاتية). والتدخل المبكر مهم جداً ولا سيما في فترة تطور دماغ الطفل الصغير؛ إذ يقدم التدخل المبكر للأطفال أفضل بداية ممكنة وأكبر فرصة لتطوير مجموعة كاملة من المهارات والتعلم.

الإنذار:

متلازمة FXS حالة يعانيها الفرد مدى الحياة، وهي تؤثر في جميع مناحي الحياة بما في ذلك التعلم والعمل والحياة الاجتماعية. تشير الإحصائيات إلى أن معظم الفتيان ونحو 30٪ من الفتيات المصابين بـ FXS يعانون إعاقة فكرية كبيرة في مرحلة البلوغ. ومع ذلك تشير الدراسات الإحصائية في أمريكا إلى أن 44% من الإناث و 9% من الذكور يصلون إلى مستوى عالٍ من الاستقلالية في سن الكهولة. وقد حصلت غالبية النساء المصابات على شهادة الثانوية العامة على الأقل؛ ونجح نحو نصفهن في شغل وظيفة بدوام كامل. أما الرجال المصابون فيتطلب معظمهم المساعدة على الأنشطة اليومية، وقد حقق عدد قليل من الرجال النجاح في الحصول على الشهادة الثانوية؛ أو نجحوا في إيجاد عمل بدوام كامل.

2-  سَلسُ الصباغ Incontinentia Pigmenti (IP)

اضطراب وراثي من الجلادات الوراثية genodermatoses، ويوصف أيضاً بأنه خلل في تنسج الأديم الظاهر Ectodermal Dysplasia،  يؤثر في أجهزة عديدة في الجسم؛ إضافة إلى الجلد.

السبب:

تنتج متلازمة IP عن طفرات تصيب جين IKBKG المتوضع في الشريط Xq28 من الصبغي X. يغلب أن تكون الطفرة من نمط الخبن في الإكسونات 4-10، وهي الحالة المسؤولة عن 80% من حالات IP. يرمز الجين IKBKG بروتيناً يساعد على تنظيم بروتينات أخرى مثل بروتين Inhibitor Kappa Kinase (IKK) الذي يعمل على تفعيل عامل الانتساخ NF-kappa B (NF-kB) الخاص في تفعيل سبل مناعية والتهابية عديدة ويحمي من الاستماتة Apoptosis. في تطفر الجين IKBKG تفقد فعالية البروتين IKK؛ ومن ثم تفقد فعالية عامل الانتساخ NF-kB وتصبح خلايا الجسم عرضة للاستماتة الخلوية المبرمجة.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

تظهر أعراض جهازية متعددة أهمها:

· الجلد:

تعدّ التغييرات الجلدية أكثر السمات المميزة، وهي مشتركة في كل المصابين بمتلازمة IP. تتطور التغيرات الجلدية في (4) مراحل، وتظهر الآفات في جميع هذه المراحل بشكل خطوط على الذراعين والساقين أو خطوط ملتفة بشكل حلزوني على جذع الجسم، كما قد تكون على الوجه وفروة الرأس.

1)         المرحلة الأولى:

تبدو هذه المرحلة باكراً منذ الولادة أو في مرحلة الرضاعة. وتتظاهر باحمرار أو التهاب في الجلد (حمامى Erythema)، أو نفطات Blisters أو بثور pustule أو دمامل Boils، غالباً ما تصيب الأطراف وفروة الرأس. تستمر هذه الأعراض أسابيع قليلة أو أشهراً، وقد تتلاشى وتعود مراراً مدة تزيد على السنة.

2)         المرحلة الثانية:

تتطور البثور خلال هذا الطور إلى مظهر مرتفع عن الجلد شبيه بالثؤلول، وتتحول الآفات الأخرى أيضاً لتشبه الثآليل، كما قد تبدو في هذه المرحلة قشور سميكة مع مناطق سليمة. تصاب الأطراف حصرياً في هذه المرحلة، وقد تستمر إصابة الأطراف شهوراً؛ ولكن نادراً ما تتجاوز السنة.

3)    المرحلة الثالثة:

تظهر المرحلة الثالثة بين عمر 6-12 شهراً. يصبح الجلد أدكن على نحو كبير (فرط تصبغ Hyperpigmentation)، ثم يميل التصبغ الأدكن ليصبح فاتحاً ويتلاشى مع مرور الوقت.

4)    المرحلة الرابعة:

تُعرف المرحلة الرابعة بالمرحلة الضمورية Atrophic stage. تظهر التندبات على نحو واضح في اليافعين والبالغين على شكل لطخات أو رقع عديمة الشعر شاحبة اللون، وحين وصول الأشخاص المصابين إلى نهاية مرحلة البلوغ تكون التغيرات الجلدية قد تلاشت ولا تبدو ظاهرةً  لعين مراقب عادي.

·         الأسنان:

تحدث تشوهات سنية تشمل: تأخر بزوغ الأسنان الأولية، وجود حواف سنية غير طبيعية تصبح الأسنان فيها بشكل وتدي أو مخروطي، انعدام الأسنان أحياناً (انعدام الأسنان Anodontia)، أو تكون صغيرة (صغر الأسنان Microdontia).

·         الأظفار:

يكون لبعض المصابين أظفار متكسرة الحواف عليها وهدات. وقد تغيب الأظفار في اليدين أو القدمين.

·         الشعر:

ترى في 50% من المصابين بقع صَلَع غير طبيعية في فروة الرأس (حاصة Alopecia)، وهي تحدث بعد الندبات الناتجة من آفات المرحلتين الجلديتين الأولى والثانية، ويكون الشعر عموماً خشناً؛ و/أو غير براق.

·         العينان:

يشكو ثلث المصابين اضطرابات عينية. والشذوذ الأخطر والأقل حدوثاً هو العين الصغيرة والمشوهة، كما قد يكون هناك شذوذ في نمو الأوعية الدموية في الشبكية، يؤدي إن لم يكشف باكراً. ويعالج إلى انفصال الشبكية ومن ثم اعتلال رؤية دائم أو عمى كلي.

·         الجهاز العصبي:

تحدث أحياناً في المصابين مضاعفات عصبية وخيمة من أخطرها السكتات stroke الوليدية. يعاني بعض الأفراد نوبات صرعية؛ أو تطوراً حركياً بطيئاً أو إعاقة ذهنية.

 

 

الحدوث:

متلازمة IP نادرة الحدوث، ويُذكر في الأدب الطبي إصابة ما يقرب من 1200 فرد. ومعظم المصابين من الإناث مع وجود حالات إصابة قليلة في الذكور (وحين تحدث في الذكور تكون مميتة). وتقدر نسبة الحدوث في الولادات بـ 1/143000. ونسبة إصابة الإناث إلى إصابة الذكور هي 20 إلى 1.

التشخيص:

يعتمد التشخيص على التقييم السريري؛ وعلى التاريخ العائلي والمرضي للشخص المصاب. الفحوص الجينية  لتحري وجود طفرات في جين IKBKG متوفرة. كما يمكن إجراء تحاليل تشريح مرضي لعينات جلدية حين عدم توفر الفحص الجيني أو حين تكون نتيجتها سلبية. لابد من إجراء فحص عيني دوري لحديثي الولادة المصابين بمتلازمة IP لمعالجة المشاكل العينية باكراً والحد من تطورها.

المعالجة والتدبير:

تختفي الشذوذات الجلدية المصاحبة لمتلازمة IP عند البلوغ من دون أي معالجة. يعالج شذوذ توعية الشبكية بالتخثير الضوئي بالليزر أو بالمعالجة القرّيّة Cryotherapy؛ وذلك لمنع انفصال الشبكية، وتعالج المشاكل الأخرى من قبل الاختصاصيين بحسب الحالة.

الإنذار:

يعتمد الإنذار على شدة أعراض الجهاز العصبي والمشاكل العينية. ويكون البقيا والتطور الجسدي والعقلي كلها طبيعية حين عدم وجود شذوذات في الجهاز العصبي المركزي.

3- متلازمة ريت Rett syndrome

هي اضطراب عصبي مترقٍ يظهر حصرياً في الإناث. وصفه أول مرة الطبيب Andreas Rett عام 1966 وسمي لذلك باسمه. تشمل أكثر الأعراض شيوعاً: نقص الكلام، تخلفاً عقلياً، فقداً وخيماً في التنسيق، صغر حجم الرأس، حركات غير طبيعية.

السبب:

تنتج متلازمة ريت عن طفرات تصيب جين MECP2 الذي يرمز بروتيناً ينظم انتساخ جينات أخرى. تسبب الطفرة إنتاج بروتين غير وظيفي يمنع التطور الطبيعي للخلايا العصبية؛ ويسبب خللاً في وظيفة المشابك العصبية. يتوضع جين MECP2 على الصبغي الجنسي X في العصابة Xq28.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

تختلف أعراض متلازمة ريت وشدتها وسيرها على نحو كبير بين مريضة وأخرى. تظهر الأعراض عادة على مراحل. من المهم ملاحظة أن هذه الأعراض لا تظهر جميعها في كل الأفراد المصابين بالمتلازمة.

متلازمة ريت النموذجية:

تتطور الرضع المصابات على نحو طبيعي حتى عمر 6-18 شهراً تقريباً. ومع ذلك فقد لاحظ الباحثون أن الرضع غالباً ما يكن هادئات جداً، وقدرة المص لديهن ضعيفة والصراخ ضعيف. يتباطأ نمو الرأس في وقت مبكر منذ عمر3 أشهر.

بعد ذلك- ولا سيما بين عمر السنة والأربع سنوات- يبدأ عند المصابات فقد المهارات السابقة المكتسبة؛ وتحديداً المهارات اللغوية واليدوية، وقد يظهر في المصابات تضاؤل ​​الاهتمام بالناس وبالأشياء. خلال هذه الفترة الزمنية يحدث فقد القدرة على القيام بحركة هادفة لليد والأصابع، وهنا تظهر علامة مميزة لمتلازمة ريت تضم حركات يدوية نمطية (لف اليد وعصرها، التصفيق، فرك، غسل، أو حركات اليد إلى الفم) ونوبات صراخ، وقد يحدث بكاء لا يُطاق.

قد تظهر أعراض إضافية بما في ذلك ملامح تشبه التوحد، نوبات هلع، طحن الأسنان أو صريفها (bruxism حركات طحن أو قضم)، رعاش ولا أدائية (Apraxia). تتجلى اللاأدائية بعدم القدرة على أداء حركات مكتسبة (مألوفة) عن طريق أمر معين؛ على الرغم من أن الأمر مفهوم وهناك رغبة في أداء الحركة. تشيع النوبات الصرعية، وقد تواجه بعض المصابات مشاكل في التوازن (مشية مترنحة)، كما ذكر حدوث اضطرابات تنفسية تحدث حين تكون الطفلة مستيقظة.

تستقر المشاكل العصبية بعد هذه الفترة من التدهور السريع، مع ذلك يبقى العديد من القضايا بما في ذلك حركات اليد المميزة والنوبات الصرعية وصريف الأسنان وعدم انتظام النَفَس. وأخيراً بعد 10 سنوات من العمر قد يظهر في المصابات اختلال حركي متأخر، وقد تصبح بعضهن غير قادرة على المشي أبداً. وقد تظهر أعراض مشابهة لمرض باركسنون مثل انخفاض تعبير الوجه (نقص إيمائية Hypomimia) وصمل Rigidity ورعاش Tremor.

يحدث فيما يقرب من 85-90٪ من المصابات فشل النمو وهزال العضلات التي تزداد سوءاً مع التقدم في السن.

وخطر حدوث الموت المفاجئ كبير في المصابات بمتلازمة ريت، ويكون نحو ربع الوفيات مفاجئاً وغير متوقع، وقد يرجع ذلك جزئياً إلى شذوذات النظم القلبي.

متلازمة ريت اللانموذجية:

تشير إلى المصابات بحالات أو أعراض شاذة من متلازمة ريت، وتعرف هذه الحالات أيضاً باسم متلازمة ريت غير النمطية، وتشمل هذه الأشكال ما يلي:

·         نمط متلازمة ريت المحافظ على الكلام  (نمط زابيلا Zappella variant): يشابه أعراض متلازمة ريت النموذجية؛ ولكن مع تحسن بعض المهارات اللغوية والحركية، وقد عثر على طفرات في جين MECP2 في معظم حالات هذا النمط. يكون حجم الرأس غالباً طبيعياً في هذا النمط، وتكون المصابات بدينات وأكثر عدوانية، ولديهن المزيد من ميزات التوحد.

·         نمط تراجع الطفولة المتأخر: يتميز بتراجع تدريجي أكبر، وتأخر للمهارات الحركية واللغوية مقارنة بما هو موجود في متلازمة ريت النموذجية. محيط رأس المصابات بهذا النمط طبيعي.

·         نمط يرتبط بحدوث نوبات عصبية صرعية تحدث قبل 6 أشهر من العمر (نمط هانفيلدHanefeld variant). تكون الطفرات في هذا النمط في جين آخر يعرف باسم CDKL5.

·         نمط يعرف باسم النمط الخِلْقِي لمتلازمة ريت The congenital variant of Rett syndrome أو (نمط رولاندو Rolando variant). يتميز هذا النمط بفقد توتر العضلات وبحدوث تطور وخيم خلال الأشهر القليلة الأولى من الحياة، وقد تبين أن العديد من المصابات بهذا النمط لديهن طفرات في جين FOXG1.

·         نمط الشكل المُسْدَف Forme fruste لمتلازمة ريت. يتميز هذا النمط بأعراض أكثر اعتدالاً على نحو عام مما يظهر في متلازمة ريت النموذجية. تمتلك المصابات بهذا النمط القدرة على استخدام اليد، وتكون الحركات اليدوية النمطية المميزة لمتلازمة ريت النموذجية أخف.

·         في حالات نادرة يكون عند بعض الفتيات المصابات بطفرات في جين MECP2 فقط صعوبات تعلم خفيفة أو ميزات التوحد فقط؛ من دون تراجع مهارات اليد واللغة؛ ومن دون تطور حركات اليد النمطية.

الحدوث:

تحدث متلازمة ريت حصرياً في الفتيات، ومن الصعب تحديد معدل الحدوث الحقيقي لهذا الاضطراب في عموم السكان؛ ولكن يعتقد أن انتشارها 1 لكل 30000 في عموم السكان. متلازمة ريت هي ثاني أكثر الأسباب شيوعاً للإعاقة الذهنية الشديدة في الإناث بعد متلازمة داون.

التشخيص:

يعتمد تشخيص متلازمة ريت على تحديد الأعراض المميزة والسلوك والتقييم السريري الشامل، وقد نُشرت مؤخراً مجموعة من المعايير التشخيصية الحديثة التي تساعد على التشخيص الحقيقي لمتلازمة ريت. يمكن أن يساعد الاختبار الجيني على تأكيد التشخيص في 80٪ من الفتيات المشتبه بإصابتهن، وقد تتنبأ هذه الاختبارات أيضاً بمدى الخطورة أو الإنذار.

المعالجة والتدبير:

على الرغم من عدم وجود علاج شافٍ لمتلازمة ريت؛ هناك علاجات يمكن أن تحسن الأعراض، وينبغي أن تستمر المصابات باستعمال هذه العلاجات طوال حياتهن. أفضل الخيارات المتاحة لعلاج متلازمة ريت ما يلي:

الرعاية الطبية المعيارية والأدوية:

علاج بدني، علاج النطق، علاج وظيفي، التغذية الجيدة، العلاج السلوكي، الخدمات الداعمة.

وهناك أدوية تساعد على علاج بعض المشاكل الحركية لمتلازمة ريت، ويمكن أن يساعد الدواء أيضاً على السيطرة على النوبات العصبية والصرعية.

الإنذار:

قد يعيش العديد من الفتيات المصابات بمتلازمة ريت على الأقل حتى منتصف العمر؛ ولديهن خطر متزايد مهدد للحياة يتعلق باضطراب النظم القلبي. تتطور الصورة السريرية على مراحل وعلى فترة سنوات عديدة، وغالباً ما يكون الإنذار سيئاً.

 4-  الرَخد المقاوم لڤيتامين د vitamin D resistant ricketsأو الرخد ناقص فوسفات الدم المرتبط بالصبغي Xالسائد (X-linked dominant hypophosphatemic rickets)

شكل من أشكال الرخَد يتميز بانخفاض مستويات الفوسفات في الدم وبمقاومة العلاج بالأشعة فوق البنفسجية أو بتناول ڤيتامين (د) مع غياب العلامات الشعاعية والبيولوجية لفرط الدريقات الثانوي.

كثيراً ما يكون نقص الفوسفات الدموي موروثاً، وقد يكون ناجماً عن طفرات في واحد من جينات متعددة. النمط الأكثر شيوعاً هو الرخَد ناقص الفوسفات المرتبط بالصبغي X الذي ينتج عن طفرات في جين PHEX المتوضع على الذراع القصيرة للصبغي X، ويتبع هذا النمط الوراثة السائدة المرتبطة بالصبغي X، ومن ثم يصيب هذا المرض الإناث حتى لو كنّ متخالفات الألائل للجين PHEX الطافر.

الأعراض والتظاهرات السريرية:

تختلف علامات نقص فوسفات الدم الوراثي وأعراضه اختلافاً كبيراً، وتتم ملاحظته بدايةً في نحو الشهر الثامن عشر من العمر. يبدي الأطفال في كثير من الأحيان تشوهات تتظاهر في ساق مقوسة أو ركبة روحاء، و/أو قصر قامة، وغالباً ما تحدث آلام العظام حين يقوم الطفل بأنشطة بدنية. قد يشكو البالغون الألم المرتبط بأمراض تلين العظام، ومن الميل إلى الكسر والتهاب المفاصل، أو الألم الذي يعزى إلى تمعدن زائد في الأوتار عند  ارتكاز العضلات.

قد يكون الرأس عند الرضع ضيقاً وطويلاً على نحو غير طبيعي (تطاول الرأس Dolichocephaly)، وقد تلتحم عظام الجمجمة لديهم التحاماً مبكراً غير طبيعي (تعظم الدروز الباكر Craniosynostosis). وقد يبدي الأطفال في بداية مشيهم  مشيات شاذة مترنحة بسبب تقوس الساقين غير الطبيعي (الركبة الفحجاء genu varus). وفي بعض المرضى تنحي الركبتان إلى الداخل بحيث تكونان قريبتين جداً إحداهما من الأخرى (الركبة الروحاء Genu valgum). وقد تحدث تشوهات في الورك لميل عظم الفخذ نحو مركز الجسم (ورك فحجاء Coxa vara). وغالباً ما يكون طول الأفراد المصابين أقصر عند البلوغ مما هو متوقع. يحدث في كبار السن المصابين تضيق السيساء (Spinal stenosis)، كما قد يحدث الجنف scoliosis.

قد يعاني بعض المرضى الألم و/أو تصلب الظهر والوركين والكتفين؛ مما يحدّ من الحركة والتنقل. يحدث تكلس الأوتار والأربطة في مرحلة متأخرة من البلوغ، وتحدث مهاميز عظمية أو نتوءات عظمية قد تزيد من تقييد التنقل وتسبب الألم.

تظهر مشاكل الأسنان مثل الاضمحلال والخراجات، ويشيع تأخر التسنين. قد تكثر عيوب الميناء ويزداد تواتر التسوس في بعض المرضى.

الحدوث:

تصيب متلازمة الرخَد ناقص الفوسفات المرتبط بالصبغي X الذكور والإناث. ولوحظ أن الأعراض تكون أخف عند معظم الإناث المصابات مقارنة بالذكور المصابين. تُقدر نسبة الحدوث بـ 1 لكل 20.000. ويعد الرخَد ناقص الفوسفات المرتبط بالصبغي X أكثر أنواع الرخَد الموروث شيوعاً في الولايات المتحدة.

التشخيص:

يوضع التشخيص بناء على الأعراض السريرية و التصوير بأشعة X لتحري التشوهات العظمية في الساق والركبة، وبتحري قياس مستوى فوسفات الدم الذي يكون منخفضاً؛ في حين يكون مستوى الفوسفات في البول مرتفعاً، كما يمكن تحري ارتفاع مستويات إنزيم الفوسفاتاز القلوية Alkaline phosphatase، وهو الإنزيم الذي يهدم العظم. يمكن تأكيد التشخيص بإجراء اختبار جيني لتحري وجود طفرات في جين PHEX.

المعالجة والتدبير:

ليس ثمة علاج شافٍ لهذا المرض. تتم المعالجة بتقديم دواء داعم من أملاح الفوسفات التي تعزز تعافي العظام، وتقديم طلائع الڤيتامين د مثل الكالسيتريول Calcitriol. وهدف استعمال الڤيتامين د هو موزانة مستوى الفوسفات والمساعدة على منع المضاعفات الناجمة عن إفراز هرمون جارات الدرق إفرازاً مفرطاً.

يجب مراقبة هذا العلاج المشترك لتجنب تأثيراته الجانبية التي تتضمن تخزين الكلسيوم في الكلى (الكلاس الكلوي Nephrocalcinosis)، وارتفاع مستويات الكلسيوم في الدم (فرط كلسيوم الدم Hypercalcemia)، وارتفاع مستويات الكلسيوم في البول (فرط كلسيوم البول Hypercalciuria).

الإنذار:

الإنذار جيد يتمثل بصحة جيدة ومتوسط عمر مقبول حين تطبيق المعالجة المقترحة. تظهر تشوهات هيكلية كبيرة حين عدم تطبيق المعالجة ولا سيما في الأطفال.

 

التصنيف : الأمراض الوراثية
المجلد: المجلد السادس عشر
رقم الصفحة ضمن المجلد :
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1045
الكل : 58492653
اليوم : 65167