الأخماج النفاسية
اخماج نفاسيه
puerperal infections - infections puerpérales
الدكتور محمد أنور الفرا
العوامل المؤهبة لحدوث حمى النفاس
يقال بوجود خمج نفاسي puerperal infection حين ارتفاع حرارة النفساء حتى 38 ْ أو أكثر من ذلك؛ بقياس الحرارة الفموية أربع مرات يومياً في عشرة أيام بعد الولادة باستثناء الأربع والعشرين ساعة الأولى. وبحسب هذا التعريف فإن الخمج يشمل كل ترفع حروري ولو لم يكن مصدره الجهاز التناسلي خاصة (المهبل أو عنق الرحم أو الرحم أو الملحقات)، بل يشمل الأسباب الأخرى لارتفاع الحرارة كالتهاب الحويضة والكلية والتهاب المجاري التنفسية والتهاب الثدي الحاد والتهاب الوريد الخثري.
كانت حمى النفاس السبب الأول لوفيات الوالدات قبل أن يكشف سببها الذي هو دخول الجراثيم الطرقَ التناسلية وتوضعها في باطن الرحم، ذلك أن الرحم بعد انقذاف المشيمة تصبح وكأن جوفها جرح واسع ولاسيما منطقة ارتكاز المشيمة التي تصبح مدخلاً للجراثيم وذيفاناتها إلى الدم والأوعية اللمفية. ويعود الفضل في إيجاد العلاقة بين هذه الحمى والتلوث الجرثومي إلى الطبيب الهنغاري Semmelweis (1861) الذي لاحظ أن نسبة حدوث هذه الحمى في اللواتي ولدن في المستشفى أكثر من حدوثها في اللواتي ولدن في منازلهن، كما لاحظ أن الأطباء الذين كانوا يعملون في تضميد الجروح الملتهبة وغيرها هم الذين كانوا يقومون بالتوليد والعمليات الولادية، فطلب أن يفصل العملان وأن يكون لكل منهما أطباؤه وفريقه الطبي. ثم اقترح الطبيب Lister (1867) استعمال التعقيم وغسل اليدين بالصابون ولبس القفازات المعقمة، فأدى ذلك إلى انخفاض نسبة حدوث حمى النفاس والوفيات الناجمة عنها انخفاضاً كبيراً. ويعود الفضل في ذلك إلى هذين الطبيبن ولما حدث بعد ذلك من اكتشاف مركبات السلفا والصادات التي توصف في الممارسة الطبية منذ عام 1935، ولما كان لها من أثر فعال في الحد من كل الأخماج عموماً.
العوامل المؤهبة لحدوث حمى النفاس
1 ـ العوامل قبل الولادة:
ـ يعدّ فقر الدم والتغذية السيئة من العوامل التي تساعد على حدوث الخمج وانتشاره.
ـ العلاقة الجنسية مع الشريك الحامل لخمج ما كالتهاب الإحليل البني.
2 ـ العوامل في أثناء المخاض والولادة:
ـ التلوث الحاصل من قبل الطبيب أو القابلة بإجراء الفحوص المهبلية المتكررة في أثناء المخاض مع عدم التزام شروط العقامة.
ـ تمزق جيب المياه الباكر الذي يحدث أحياناً قبل عدة ساعات من الولادة.
ـ الولادات العسيرة المترافقة بتمزق ما في المسير التناسلي.
ـ حدوث النزف في أثناء الولادة.
الأعراض والعلامات
غالباً ما تحدث حمى النفاس عقب الولادات العسيرة سواء عن الطريق الطبيعي أم بطريق القيصرية ولاسيما بعد أكثر من ست ساعات على تمزق جيب المياه.
ـ العرض الأول ارتفاع الحرارة مع الوهن والدعث وقلة الشهية.
ـ الآلام البطنية الحوضية التي تختلف شدتها باختلاف درجة الخمج ومدته.
ـ الضائعات المهبلية القيحية المدماة (الهلابة النتنة) وما تسببه من حكة فرجية.
الفحص السريري
ـ بجس البطن: يلاحظ بطء انطمار الرحم ويكون الجس العميق مؤلماً.
ـ بالمس المهبلي: يرى عنق الرحم مفتوحاً تخرج منه الضائعات القيحية.
ترى هذه الأعراض والعلامات إذا بقي الخمج موضعاً في جوف الرحم ولم يتعده إلى أبعد من ذلك، وهذا ما يحدث غالباً في الوقت الحاضر الذي انتشر فيه استعمال الصادات. ولكن الخمج قد ينتشر إلى جدار الرحم فيؤدي إلى خمج النسيج الخلالي الحوضي pelvic cellulitis، أو ينتشر إلى أبعد من ذلك فيتناول الصفاق ويؤدي إلى التهاب الصفاق الحوضي أو العام، ومع حدوث خراجات حوضية يتناول الملحقات والأوعية الحوضية فينجم عنها التهاب الوريد الخثري الإنتاني septic thrombophlebitis، وتتطور بعض الحالات إلى صدمة سميّة toxic shock.
العامل الممرض
غالباً ما تشترك عدة زمر جرثومية هوائية أو لاهوائية وترى العصوانية Bacteroides في 57% من الحالات والهضمونية العقدية Peptostreptococcus في 33% والمطثية Clostridium في 17%.
الوقاية والمعالجة
تكون الوقاية بالتزام قواعد الطهارة والتعقيم في الفريق الطبي وكل ما يستعمل في أثناء الولادة من أدوات ورفادات ومحيط الولادة على العموم. ومعالجة فقر الدم ـحين وجوده ـ في أثناء الحمل.
أما المعالجة فبالصادات بعد زرع الضائعات المهبلية وإجراء التحسس. كان إعطاء البنسلين عن طريق الوريد المعالجة المثلى سابقاً ولكن بعد صنع مركبات السيفالوسبورين cephalosporin شاع استعمالها وحدها أو مع الكلينداميسين clindamycin أو الجنتاميسين gentamycin.
وينصح بعضهم باستعمال مركبات المترونيدازول metronidazole عن طريق الوريد في الحالات المعقدة.
ويضاف إلى هذه المعالجات في التهاب الأوعية الحوضية الخثري الأدوية المميعة للدم كالهيبارين heparin والوارفارين warfarin؛ أما الصدمة الإنتانية فنادراً ما تفيد فيها المعالجات.
علينا أن نتذكر > الأخماج النفاسية هي كل ارتفاع حرارة يزيد على 38 ْ في عشرة الأيام الأولى بعد الولادة عدا اليوم الأول. > يؤهب لحدوث الحمى النفاسية: فقر الدم والتغذية السيئة والعلاقة الجنسية مع الشريك الحامل لخمج ما، وإجراء الفحوص المهبلية في أثناء المخاض من دون التزام شروط العقامة، وتمزق جيب المياه الباكر، والولادات العسيرة. > أهم الأعراض ارتفاع الحرارة والوهن والدعث والآلام الحوضية والضائعات (الهلابة النتنة). > سريرياً يلاحظ نقص انطمار الرحم وخروج الضائعات من عنق الرحم المفتوح. > قد ينتشر الخمج من الرحم إلى الملحقات والحوض والصفاق، حتى التهاب الوريد الخثري، وقد يؤدي إلى صدمة إنتانية. > تكون الوقاية بالتزام قواعد النظافة والعقامة ولاسيما في أثناء الولادة. والمعالجة بالصادات المناسبة بعد زرع الضائعات ومعرفة العامل المناسب.
|
التصنيف : توليد
النوع : توليد
المجلد: المجلد الثاني
رقم الصفحة ضمن المجلد : 349
مشاركة :اترك تعليقك
آخر أخبار الهيئة :
- صدور المجلد الثامن من موسوعة الآثار في سورية
- توصيات مجلس الإدارة
- صدور المجلد الثامن عشر من الموسوعة الطبية
- إعلان..وافق مجلس إدارة هيئة الموسوعة العربية على وقف النشر الورقي لموسوعة العلوم والتقانات، ليصبح إلكترونياً فقط. وقد باشرت الموسوعة بنشر بحوث المجلد التاسع على الموقع مع بداية شهر تشرين الثاني / أكتوبر 2023.
- الدكتورة سندس محمد سعيد الحلبي مدير عام لهيئة الموسوعة العربية تكليفاً
- دار الفكر الموزع الحصري لمنشورات هيئة الموسوعة العربية
البحوث الأكثر قراءة
هل تعلم ؟؟
الكل : 58491353
اليوم : 63867
المجلدات الصادرة عن الموسوعة العربية :
-
المجلد الأول
-
المجلد الثاني
-
المجلد الثالث
-
المجلد الرابع
-
المجلد الخامس
-
المجلد السادس
-
المجلد السابع
-
المجلدالثامن
-
المجلد التاسع
-
المجلد العاشر
-
المجلد الحادي عشر
-
المجلد الثاني عشر
-
المجلد الثالث عشر
-
المجلد الرابع عشر
-
المجلد الخامس عشر
-
كتاب أمراض الشيخوخة
-
المجلد السادس عشر
-
المجلد السابع عشر
-
كتاب علم المناعة
-
المجلد الثامن عشر