أسس المعالجة في الأمراض الرثوية (الروماتيزمية)
اسس معالجه في امراض رثويه (روماتيزميه)
treatment bases of rheumatic diseases - bases de traitement des maladies rhumatismales
أسس المعالجة في الأمراض الرثوية (الروماتيزمية)
سلوى الشيخ
مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية |
الستيروئيدات القشرية |
الحقن ضمن المفاصل والأنسجة الرخوة |
العلاجات البديلة والمتممة |
تتطلب معالجة الأمراض الروماتيزمية تعاون الطبيب السريري واختصاصي الصيدلة الدوائية وطبيب التأهيل، وتتطلب أحياناً الاستعانة باختصاصي الجراحة العظمية للوصول إلى الأهداف التالية:
- تدبير الألم.
- كبت الالتهاب.
- منع تخرب المفاصل وأذية الأعضاء المهمة.
- تأهيل المريض للقيام بدوره في خدمة نفسه ومجتمعه بالقدر الذي تسمح به إصابته.
- البحث عن وسائل لمساعدة المريض على تحقيق ما سبق بحسب النظام الصحي المعمول به في مجتمعه.
إن الأدوية المستعملة في علاج هذه الأمراض كثيرة؛ لذا سيتم التركيز على الأدوية المستعملة في معظم أمراض الجهاز الحركي مثل المسكنات والأدوية الأخرى المستعملة في تسكين الألم كمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية والستيروئيدات، أما الأدوية النوعية فتناقش في الأبحاث الخاصة بكل مرض.
تدبير الألم:
- المريض المتألم بحاجة إلى اهتمام الطبيب حتى لو لم يُكشف سبب عضوي لألمه.
- يجب أن يعتمد اختيار الأدوية، أو المعالجة الفيزيائية أو التأهيلية، أو حتى الطب البديل المسند بالدليل على المريض وإصابته العضوية وبنائه النفسي والاجتماعي.
ومن الضروري تحديد سبب الألم لتخطيط المعالجة (الناجم هو عن التهاب، أم أنه نفسي المنشأ، أم هو ألم عضلي ليفي).
الأدوية المستعملة في تدبير الألم هي المسكنات، ومضادات الالتهاب اللاسيتروئيدية، وأفيونيات المفعول، ومرخيات العضلات، ومضادات الاكتئاب، ومضادات الاختلاج وأدوية موضعية.
يسكن الألم باستعمال المسكنات مثل الباراسيتامول، وحين يكون الألم شديداً تضاف مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، أو الترامادول (مسكن مركزي)، أو الكودئين، مع الانتباه للتأثيرات العصبية المركزية التي قد يسببها الترامادول والكودئين، والتي يفضل تجنبها في الأشخاص الذين يحتاجون إلى التركيز في أثناء النهار، أو في كبار السن منعاً لتعرضهم للسقوط. ويلجأ إلى الأفيونيات في الحالات الشديدة جداً والتي لا تعنو للمعالجات السابقة، أو في العلل الانتهائية فقط.
أما مرخيات العضلات فتستعمل مع المسكنات في الإجهاد العضلي وفائدتها محدودة. وتُؤازر مضادات الاكتئاب ثلاثية الحلقة ومثبطات السيروتوئين المسكنات ولاسيما في المصابين بالألم الليفي العضلي.
أما مضادات الاختلاج (كاربامازيين) فتفيد في الآلام المزمنة ولاسيما العصبية منها، وتفيد المعالجة الموضعية بلصاقات الليدوكائين أو اللصاقات المستخلصة من الفلفل الأحمر الحار في الآلام الموضعية مع المسكنات، وقد يلجأ في حالات قليلة إلى عيادات الألم التي تضيف إلى ما سبق الحقن الموضعي بالمخدرات أو الحقن تحت الجافية أو التخريب بالترددات الراديوية.
وقد يكون للتأهيل، وتثقيف المريض، والعلاج السلوكي، والعلاج البديل شأن في بعض الحالات.
أولاً- مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية:
مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية هي أدوية مسكنة للألم ومضادة للالتهاب وخافضة للحرارة. تتشابه هذه الأدوية في قدرتها على كبت إنتاج البروستاغلاندينات، وهذا التثبيط هو المسؤول عن تأثيرات هذه الأدوية المرغوبة وغير المرغوبة، إلا أن استجابة بعض المرضى لأحد هذه الأدوية من دون الآخر يشير إلى احتمال وجود آليات أخرى مساعدة.
تتصنع البروستاغلاندينات PG من حلمهة الحموض الدهنية غير المشبعة الموجودة في الأغشية الخلوية (حمض الأراكيدوني) بفعل إنزيم الفوسفوليباز A2 ثم أكسجتها بفعل إنزيم السيكلو أكسجيناز COX، ويتكون الشكل الفعال حيوياً في مرحلة تالية بفعل إنزيم بروستاغلاندين سينثتاز. تثبط الستيروئيدات إنزيم الفوسفوليباز A2 في حين تثبط مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية إنزيم السيكلو أوكسيجيناز .COX
وقد تبين لاحقاً وجود نوعين من خميرة السيكلوأكسيجيناز:
:COX1 -معبرة في معظم الأنسجة وبمستوى ثابت تقريباً، وهي الشكل المسيطر في مخاطية المعدة السوية كما أنها الشكل المعبر الوحيد في الصفيحات الدموية، وهي مسؤولة عن تركيب البروستاغلاندينات الضرورية لوظائف الكليتين، والاستقلاب الوعائي في الحالات الفيزيولوجية. وتتثبط بفعل مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية التقليدية (غير الانتقائية).
:COX2 - معبرة في الحالات العادية في الدماغ والكلية فقط، ولها شأن في الوظائف القلبية الوعائية، والتكاثرية، وفي فيزيولوجيا الهيكل العظمي. ويزداد هذا التعبير على نحو واضح بوجود الالتهاب وهو المسؤول عن زيادة البروستاغلاندينات في أثناء الحدث الالتهابي، تحدث هذه الزيادة بفعل السيتوكينات الالتهابية وخاصة TNF وIL-I، ويثبط هذا التعبير بالستيروئيدات.
للبروستاغلاندنيات أنواع متعددة، ويعد PGE-2 أهم وسيط التهابي، أما PGI-2 (بروستاسيكلين) فيعمل موسعاً وعائياً، في حين يؤثر الثرومبوكسان A في التصاق الصفيحات. وتختلف مضادات الالتهاب اللاستروئيدية بحياة النصف وبقدرتها على تثبيط COX1 أو .COX2
وقد تمكنت شركات الأدوية من إنتاج مضادات التهاب انتقائية مثبطة لـ cox2 على نحو انتقائي، وبذلك تثبط إنتاج البروستاغلاندينات في الأنسجة التي تتداخل مباشرة في الحدث الالتهابي فقط، ولا تثبط هذا الإنزيم في أنسجة أخرى مثل مخاطية المعدة والصفيحات.
تمتص مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية جيداً من الجهاز الهضمي، ثم ترتبط بالألبومين (قد يعرض نقص الألبومين الشديد للانسمام بزيادة تركيز الشكل الحر)، يتم استقلابها في الكبد إلى أشكال غير فعالة تطرح مع الصفراء والبول. يتم الاستقلاب الكبدي لهذه الأدوية بالأوكسيداز المحتوية على سيتوكروم P450 مما يفسر تداخلها مع الأدوية التي تستعمل الطريق الاستقلابي ذاته.
التأثيرات الجانبية (غير المرغوبة) لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية:
التأثيرات الجانبية لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية كثيرة، وخاصة في المسنين، وحين استعمال جرعات كبيرة، أو استعمالها مدة طويلة، وحين مشاركة أكثر من دواء في الوقت نفسه، وكذلك حين مشاركتها مع الستيروئيدات، أو مضادات التخثر، أو بوجود أمراض أخرى مثل ارتفاع الضغط الشرياني، أو قصور الكلية، أو قصور القلب. ويعتقد أن للتدخين والكحول والعدوى بالهيلكوباكتر شأناً في ذلك. وأهم هذه التأثيرات في الأجهزة المختلفة:
1-السبيل الهضمي:
قد تكون التأثيرات الجانبية لمضادات الالتهاب اللاستيروئيدية في جهاز الهضم خفيفة مثل عسر الهضم، أو أكثر شدة مثل تأكل مخاطية المعدة، أو القرحات، أو النزف، أو الانثقاب. ويقدر أن 1-2% من المصابين بالداء الروماتوئيدي ويستعملون هذه الأدوية لمدة عام معرضون لتأثير جانبي جدي في السبيل الهضمي. وتحدث الوفيات في 5% من المرضى المقبولين في المستشفى بسبب نزف هضمي محدث بهذه الأدوية. وقد أنقص استعمال مضادات الالتهاب الانتقائية COX2 خطر حدوث القرحات الهضمية أو مضاعفاتها نحو 50%، ويمكن تخفيف هذا الخطر بإضافة مثبطات مضخة البروتون أو بتعويض البروستاغلاندينات وذلك باستعمال الميزوبروستول المضاهي لـ .PGE-I
يزداد احتمال النزف الهضمي بوجود التهاب قولوني، كما أن تثبيط COX2 التجريبي قد يفاقم التهاب القولون؛ ولذلك يفضل تجنب هذه الأدوية في إصابات الأمعاء الالتهابية.
ترتفع الإنزيمات الكبدية ارتفاعاً طفيفاً في نحو 15% من الحالات في أثناء استعمال مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية، ويبدو أن هذا التأثير أكثر حدوثاً باستعمال الديكلوفيناك، في حين قد يرافق استعمال السولينداك ركودة صفراوية، أما التأثيرات الكبدية الجدية فنادرة (مثل متلازمة راي Rye الملاحظة حين استعمال الأسبرين في الأطفال المصابين بمتلازمة فيروسية). ويفضل عيار إنزيمات الكبد بعد 8-12 أسبوعاً من استعمال مضادات الالتهاب هذه.
2-الجهاز البولي التناسلي:
البروستاغلاندينات ضرورية لاستتباب الماء والملح والجريان الدموي الكلوي، ولذلك فإن استعمال مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية قد يقود إلى اضطرابات في الشوارد، أو إلى تدهور الوظيفة الكلوية، أو التهاب الكلية الخلالي، وإلى نخر الحليمات أحياناً. ويحدث تدهور وظيفة الكلية على نحو خاص في المرضى المصابين بنقص الحجم الجوال ( قصور القلب الاحتقاني، تشمع الكبد، قصور الكلية)؛ ولذلك يجب استعمال هذه الأدوية بحذر شديد في هذه المجموعة من المرضى. ويتساوى في ذلك تقريباً استعمال الأدوية الانتقائية (مثبطات (COX2 أو اللاانتقائية (مثبطات (COX1، وذلك لأن كلا الإنزيمين معبران في الكليتين على نحو دائم. تُنقص هذه الأدوية مفعول مدرات العروة وحاصرات الإنزيم القالب للأنجيوتنسين.
يفضل إيقاف هذه الأدوية بوجود عقم لأنها مضرة بوظيفة الإنجاب، كما يمنع استعمالها في الثلث الأخير من الحمل لأنها قد تسبب انغلاق القناة الشريانية الباكر.
3-جهاز التنفس:
تتراجع الوظيفة الرئوية في 10-20% من المصابين بالربو أو تظهر نوب ربو صريحة باستعمال مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية خاصة بوجود تأهب للأرجية (قصة عائلية للربو، أو مرجلات (بوليبات) أنفية، أو إكزمة)، وقد تكون الأشكال الانتقائية لهذه الأدوية أفضل تحملاً في هؤلاء المرضى.
4-الجلد:
تسبب مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية في بعض المرضى ارتكاسات تحسسية تراوح بين شرى خفيف ومتلازمة ستيفن جونسون، وقد يحدث التهاب أوعية جلدية. ولما كان السيليكوكسيب celecoxib يحوي جذر سيلفاناميد يجب ألا يعطى للمتحسسين للسلفا.
5-الجهاز القلبي الوعائي:
تأثيرات البروستاغلاندينات في الجهاز القلبي الوعائي معقدة، وإن للبروستاغلاندين PGI-2 (بروستاسيكين) مفعولاً معاكساً للترومبوكسان A2 في تفعيل الصفيحات وتوسيع الأوعية، تثبط مضادات الالتهاب الانتقائية (مثبطات (COX2 إنتاج هذا البروستاغلاندين؛ ولذلك تؤدي نظرياً إلى تفعيل الصفيحات وتقبض الأوعية. وقد يعوق الايبوبروفين قدرة الأسبرين على منع التصاق الصفيحات.
وقد أدت الملاحظات على زيادة الحوادث القلبية الوعائية في أثناء استعمال الروفيكوكسيب إلى سحبه من الأسواق.
ومع الاستمرار في استعمال مثبطات COX2 الأخرى يفضل عدم استعمالها للمعرضين للحوادث القلبية الوعائية حتى تأكيد سلامتها بالدراسات المناسبة، وكذلك يفضل عدم استعمالها بوجود قصور قلب أو بوجود عوامل خطورة لهذه الإصابة.
6-الجهاز العصبي:
يحدث التهاب السحايا العقيم في حالات نادرة من استعمال هذه الأدوية، وخاصة حين استعمال الإيبوبروفين، أو مشتقات حمض البروبيوني الأخرى، ولاسيما في المصابين بالذئبة الحمامية الجهازية. وقد تظهر اضطرابات معرفية ونفسية في كبار السن.
ونظراً لشيوع التأثيرات الجانبية فإن استعمال مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية يتطلب اختياراً جيداً، ومراقبة حثيثة، واستعمال أدوية مساعدة أحياناً، وذلك بحسب عمر المريض، وأمراضه المشاركة، وأدويته الأخرى.
ثانياً- الستيروئيدات القشرية:
الستيروئيدات القشرية أدوية مضادة للالتهاب ومعدلة للمناعة. وهي تعمل بآليات متعددة إذ تمنع هجرة الكريات البيض إلى أماكن الالتهاب، وتتداخل في وظيفتها ووظيفة الخلايا الأخرى مثل الأرومات الليفية fibroblast والخلايا البطانية، وتكبت إنتاج الوسائط الالتهابية وعملها. ترتبط هذه الأدوية بمستقبلةٍ لها في السيتوبلاسم (الهيولي)، وينتقل المعقد المتكون إلى النواة، حيث يرتبط بأماكن خاصة به على الدنا، ويفعَّل نسخ بعض البروتينات، في حين يثبط نسخ بروتينات أخرى مثل السيتوكينات الالتهابية والانترلوكين IL-I والعامل المنخر للورم (TNF)، وتدعى هذه الآلية في عمل الستيروئيدات الآلية الجينومية. وقد تبين وجود آلية أخرى غير جينومية تفسر ظهور تأثيرات هذه الأدوية بسرعة حين استعمالها بجرعات عالية إذ تصبح قادرة على الاندخال في الأغشية الخلوية وأغشية المتقدرات mitochondria مغيرة خواصها. تعتمد الجرعات المستعملة على شدة الإصابة، وتهديدها للحياة. وعلى نحو عام فإن استعمالها للسيطرة على إصابات جهازية شديدة (الرئة، أو القلب، أو الكلية، أو الأوعية الدموية) يتطلب جرعات 1ملغ/كغ. وقد تحتاج بعض الإصابات مثل التهاب العضلات، أو الإصابة العصبية المركزية في سياق الذئبة الحمامية إلى جرعات أعلى. أما حين يستعمل الدواء لتخفيف الأعراض فقط ولمدة طويلة فيجب أن تراوح الجرعة بين 5 و 7.5 ملغ كل يوم.
تأثيرات الستيروئيدات الجانبية:
التأثيرات غير المرغوبة للستيروئيدات عديدة، وتصيب أجهزة كثيرة؛ لذلك كان من الضروري استعمال أقل جرعة كافية للسيطرة على الإصابة، والعمل على تخفيف هذه الأدوية أو إيقافها في غياب الحاجة إليها. وأهم هذه التأثيرات:
1-الجهاز العضلي الهيكلي:
يعد تخلخل العظام المحدث باستعمال السيتروئيدات من أكثر التأثيرات الضارة للاستعمال المديد للستيروئيدات شيوعاً، حتى بمقادير صغيرة من هذا الدواء؛ ولذلك فإن الإجراءات الوقائية ضرورية لكل من يستعمل الستيروئيدات فترة تتجاوز 2-3 أشهر. إذ يجب اتباع حمية صحية، وممارسة الرياضة، واستعمال الكلسيوم والڤيتامين D، مع إضافة أدوية أخرى بانية للعظم أو مانعة لارتشافه، وقد تسبب الستيروئيدات حين وجود عوامل خطر أخرى لحدوث تخلخل العظام نخراً عظمياً أو اعتلالاً عضلياً، إلا أن هذين التأثيرين نادران إذا كانت المقادير المستعملة صغيرة.
2-الجهاز الغدي الصماوي:
يتظاهر الاستعمال المديد للستيروئيدات، أو استعمال الجرعات العالية بالوجه البدري، والبدانة المركزية، وقد ترافقها التشققات والكدمات والفرفريات وضمور الجلد (كوشينغ دوائي).
يرتفع السكر الصيامي- وعلى نحو أوضح السكر بعد الطعام - باستعمال الستيروئيدات، وخاصة مع وجود عوامل الخطورة المعروفة في إحداث السكري مثل تقدم العمر، والبدانة، والسكري الحملي. تعود معايرات السكر إلى السواء بعد إيقاف الستيروئيدات ولكن قد يحدث في بعض المرضى داء سكري دائم.
3-الجهاز القلبي الوعائي:
تحرض الستيروئيدات اضطراب الشحوم، ولكن لا يوجد حتى الآن دلائل مؤكدة على تأثير الجرعات الصغيرة من الستيروئيدات في حدوث مرض إكليلي، أو ارتفاع الضغط، أو اضطرابات الشوارد. وقد تلاحظ هذه التأثيرات باستعمال الجرعات الكبيرة. أما اضطرابات نظم القلب، والموت المفاجئ فنادرة جداً، وتحدث باستعمال المقادير الكبيرة بشكل أشواط فقط.
4-العين:
يعرض الاستعمال المديد للستيروئيدات للإصابة بساد تحت المحفظة، كما يزيد احتمال حدوث الزرق، ويبدو أن هذه الإصابة بالزرق تتعلق بوجود استعداد عائلي.
5-السبيل الهضمي:
لا يعتقد أن استعمال الستيروئيدات وحدها (من دون مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية) يسبب قرحات هضمية.
6-الأخماج (العداوى):
تزيد الستيروئيدات الاستعداد للإصابة بالأخماج بالفيروسات والبكتيريا والفطور والطفيليات، كما أن استعمالها قد يخفف أعراض الأمراض المعدية وعلاماتها مما يجعل تشخيص هذه الإصابات صعباً.
7-الجهاز العصبي المركزي:
يسبب استعمال المقادير الكبيرة من الستيروئيدات اضطرابات نفسية مثل تبدلات المزاج، أو صعوبة النوم، أو اضطرابات الذاكرة واضطرابات معرفية.
ثالثاً- الحقن ضمن المفاصل والأنسجة الرخوة:
تحقن بعض الأدوية في المفصل مباشرة، أو ضمن المحفظة المفصلية، أو الغمد الوتري وأحياناً في نقاط مؤلمة أخرى. يتطلب الحقن الموضعي معرفة جيدة بالتشريح، ويلجأ إليه حين الرغبة بتأثير سريع، أو حين تكون الإصابة موضعية، أو عند إخفاق المعالجات الموجهة للمرض في السيطرة على الأعراض والعلامات في بعض المفاصل. كما أن التأثيرات غير المرغوبة قليلة نسبياً في هذا الشكل من المعالجة.
الأدوية المستعملة هي الستيروئيدات، أو حمض الهيالورونيك hyaluronic، أو الغروانيات المشعة التي لا يزال حقنها غير متفق عليه تماماً.
1-حقن الستيروئيدات:
تحقن المفاصل والأنسجة الرخوة بالسيتروئيدات للوصول إلى تأثير سريع، أو حين عدم كفاية التدابير العلاجية الأخرى، ويؤكد بزل السائل المفصلي قبل الحقن وجود الإبرة في المفصل، كما يمكن الاستعانة بالصدى (الإيكو) لتوجيه الإبرة.
تعقم المنطقة بالكحول أو البوفيدون ويفضل استعمال الستيروئيدات قليلة الانحلال مثل هيكساسيتنوئيد التري امسينولون حين حقن البنى العميقة بسبب تأثيرها القوي، أما الستيروئيدات الأكثر انحلالاً مثل أسيتينوئيد التري امسينولون، أو أسيتات المثيل بريدنيزولون فيفضل استعمالها حين حقن بنى سطحية مثل المفاصل المشطية السلامية، ونفق الرسغ، والاوتار وذلك لتجنب ضمور الأنسجة المحيطة. ويمكن حقن مخدر موضعي قبل الستيروئيدات لتأكيد دور المنطقة المحقونة بإحداث الألم (نقطة الزناد)، أو حين يكون الطبيب غير متأكد من الوصول إلى المفصل المراد حقنه بحركة واحدة. كما ينصح بإفراغ المفصل الالتهابي قبل الحقن.
التأثيرات الجانبية لحقن الستيروئيدات موضعياً قليلة، قد يحدث توهج وخفقان في الساعات الأولى، وقد يحدث ضمور الجلد، أو ضمور الشحم، أو زوال اللون في مكان الحقن فيما بعد، وقد يتمزق الوتر، وقد يرتفع السكر، أوقد يحدث التحسس في بعض الحالات، إلا أن التأثير الجانبي الأهم هو حدوث عدوى جرثومية، مما يتطلب اتباع أفضل قواعد التعقيم عند الحقن، ويفضل إراحة المفصل المحقون مدة 24 ساعة بعد الحقن.
كما يجب التشديد على عدم تكرار الحقن أكثر من ثلاث مرات في المكان نفسه إلا في ظروف خاصة جداً.
2-حقن المفصل بالهيالورونات (إضافة المواد اللزجة):
تحقن الهيالورونات في المفصل التنكسي المؤلم الذي لم يستجب للمسكنات ومضادات الالتهاب اللاستيروئيدية. يظهر تأثير هذا الحقن متأخراً ولكنه أكثر دواماً من حقن الستيروئيدات. استعملت الهيالورونات في الركبة في البدء، ويمكن استعمالها في مفاصل أخرى كالكتف والورك والكاحل، لهذا الحقن بعض التأثيرات غير المرغوبة مثل تفاقم الألم بعد الحقن، أو حدوث التهاب مفصل مقلد للعدوى الجرثومية، كثيراً ما يتطلب دخول المستشفى وإعطاء المضادات الحيوية بانتظار نتائج الزرع. كما قد يتحسس بعض المرضى من البروتين في المادة المحقونة.
رابعاً- العلاجات البديلة والمتممة:
إن الأمراض الروماتيزمية أمراض مزمنة ومؤلمة، ولم تتمكن المعالجات المتوافرة حتى الآن من إحداث الهجوع التام في كل المرضى. لذا يلجأ كثير منهم إلى العلاجات البديلة والمتممة مع عدم وجود دليل علمي على فائدة معظم هذه المعالجات حتى الآن.
ومن واجب الطبيب لذلك أن يناقش هذه العلاجات مع المرضى منعاً لوقوعهم في تداخلات دوائية قد تكون خطرة أحياناً.
التأمل meditation والارتجاع البيولوجي biofeedback وتخفيف الكرب :stress reduction
تطبق هذه الإجراءات عادة في معالجات الألم والاكتئاب والقلق وفي الآلام العضلية الليفية.
يعالج التأملُ الألم بتعليم المريض الهدوء والتركيز والتبصر في معالجة أعراضه، وقد أبدت بعض الدراسات غير المضبوطة تحسن الألم المزمن بهذه الطريقة من العلاج.
أما الارتجاع البيولوجي فيعمل (بالاعتماد على مرقاب إلكتروني) على تعليم المريض كيف يستعمل عقله في التأثير على وظائف جسمه، وهناك دراسات أشارت إلى احتمال وجود فائدة من هذه الطريقة في المصابين بالروماتوئيد وظاهرة رينو.
وتركز تقنيات الاسترخاء على إنقاص الكرب باستعمال إجراءات مثل التنفس العميق، وتؤكد بعض الدراسات وجود أثر لهذه التقنيات في تخفيف الألم والفعالية والقلق المرافقة للروماتوئيد، كما تشير بعض الدراسات إلى أثر التدليك واليوغا والانشغال بالأمور الروحية في معالجة الألم. ويلجأ بعض المرضى إلى الوخز بالإبر الذي يعتمد على مبدأ إعادة التوازن إلى جريان الطاقة في الجسم، وهناك دراسات مضبوطة تشير إلى دور الوخز في علاج ألم الظهر المزمن وألم الفصال العظمي.
أما الأعشاب فقد تحمل خطر التداخل مع الأدوية العلاجية، ولا توجد مراقبة دقيقة على صناعة هذه المواد، وقد تبين أن المتممات الغذائية من نوع الكلوكوزأمين والكوندرويتين قد تخفف الألم المتوسط والشديد في الفصال العظمي. وكذلك المثيل سيلفونيل ميثان (MSM) والڤيتامين C و D ومضادات الأكسدة، كما ذكر أن زيت السمك الغني بالأوميغا 3 قد ينقص فعالية الذئبة الحمامية الجهازية والروماتوئيد.
باستثناء النقرس لا توجد حمية غذائية معينة قادرة على إحداث أمراض المفاصل أو شفائها إنما أشارت بعض الدراسات إلى شأن الـ oleocanthal الموجود في زيت الزيتون في كبت إنزيم COX وما يتبع ذلك من كبتٍ للالتهاب، كما أن إنقاص الوزن قد ينقص حدوث الفصال العظمي في الركبتين وخاصة في النساء البدينات.
- التصنيف : الأمراض الرثوية - النوع : الأمراض الرثوية - المجلد : المجلد الثالث عشر - رقم الصفحة ضمن المجلد : 58 مشاركة :