اضطرابات وظيفيه في جهاز مراه تناسلي
functional disorders in women's genital apparatus - troubles fonctionnels de l’appareil génital des femmes



الاضطرابات الوظيفية في جهاز المرأة التناسلي

الدكتور أحمد حسن يوسف

 اضطرابات الدورة الطمثية

انقطاع الطمث

النزوف التناسلية الشاذة

 

اضطرابات الدورة الطمثية

تنزف الأعضاء التناسلية في المرأة الطبيعية في سن النشاط التناسلي ـ أي بين البلوغ والضهى ـ نزفاً دورياً يسمى الطمث، ومدة الطموث وكمية النزف فيها تقع ضمن حدود معروفة، وتسمى الفترة التي تفصل بين أول أيام أحد الطموث وأول أيام الطمث الذي يليه الدورة الطمثية، وحدود هذه الفترة معروفة أيضاً. يخضع انتظام الدورات الطمثية ومدة الطموث وكمية النزف فيها لآلية هرمونية معقدة تشترك في تنظيمها هرمونات تفرزها غدد عديدة من منطقة المهاد فالنخامى فالمبيض وغدد أخرى خارجة عن الجهاز التناسلي كالدرق والكظر، لذلك فإن إصابة إحدى الغدد التي تفرز هذه الهرمونات بآفة ما أو اضطراب إفرازها من دون آفة عضوية يؤدي إلى اضطرابات الطمث التي تختلف زيادة أو نقصاً حسب الحالات.

انقطاع الطمث amenorrhea:

عدا انقطاع الطمث الطبيعي قبل البلوغ وبعد الضهى، فإنه ينقطع في سن النشاط التناسلي انقطاعاً فيزيزلوجياً في أثناء الحمل وفي أثناء الإرضاع، وهي حالات معروفة. أما انقطاع الطمث الناجم عن آفات عضوية أو وظيفية فيكون بدئياً أو ثانوياً، فالبدئي: معناه عدم رؤية الفتاة الطمث بعد بلوغها السادسة عشرة من عمرها، وهي السن القصوى للبلوغ سواء بدت لديها قبل ذلك الصفات الجنسية الثانوية أم لم تَبْدُ. أما الثانوي فهو توقف الطمث أكثر من ثلاث دورات متتالية أو أكثر من ستة أشهر. وتصنف الحالات التي ينقطع فيها الطمث بحسب موضع السبب كما يلي:

أ ـ انقطاع الطمث الدماغي ـ المهادي cerebro  ـhypothalamic amenorrhea :

 ـ الحمل الكاذب: وهي حالة تبدو غالباً في العقيمات اللواتي عولجن فترة طويلة من دون جدوى مع رغبتهن الشديدة في الحمل، فينقطع الطمث وتبدو في المريضة الأعراض الودّية من غثيان وقياء وينتفخ البطن بالغازات البطنية ويكبر مما يوهم بوجود حمل حقيقي، وقد تشعر المريضة بحركات (سببها حركات الأمعاء الحويّة) تظنها حركة الجنين، قد يقف هذا الحمل الكاذب إذا أمكن إقناع المريضة بحقيقة حالتها، وقد يستمر حتى الشهر التاسع حين تشعر بآلام كآلام المخاض لا تؤدي إلى شيء، وعندها تقتنع المريضة فتزول الأعراض وقد يعود الطمث من نفسه أو بعد المعالجة الهرمونية المناسبة.

 ـ القهم العصبي: أكثر ما يظهر لدى الفتيات الصغيرات اللواتي لا يروقهن زيادة وزنهن فيتبعن حمية قاسية ينزل على أثرها وزنهن بشدة وينقطع طمثهن، وقد يستمر انقطاع الطمث حتى بعد إيقاف الحمية ولا يعود إلا بالمعالجة.

ـ بعض الأمراض النفسية أو الأمراض المؤدية إلى خلل في وظيفة منطقة الدماغ ـ المهاد.

ب ـ انقطاع الطمث النخامي pituitary amenorrhea: من أهم أشكاله:

 ـ متلازمة شيهان :Sheehan’s syndrome هو انقطاع طمث ثانوي يعود سببه إلى الصدمة النزفية عقب الولادة تؤدي إلى إقفار في تغذية النخامى وبالتالي إلى تنخر أكثر من 50% من هذه الخلايا.

سريرياً: تشاهد الأعراض التالية: غور الحليب وانقطاع الطمث الثانوي وتساقط شعر العانة، وأعراض نقص عمل الكظر والدرق.

 ـ مرض سيموندز Simmonds: يشاهد هذا المرض عقب تنخر غالبية خلايا الغدة النخامية بسبب الإصابة بالسل أو بالإفرنجي.

سريرياً: انقطاع طمث ثانوي وانخفاض الضغط ووهن عام والسبات والموت بسبب النقص الشديد في إنتاج هرمونات الكظر والدرق.

 ـ انقطاع الطمث في الأورام النخامية المحبة للأساس أو للحمض.

ـ انقطاع الطمث الدرقي المنشأ thyroidal amenorrhea: يشاهد انقطاع الطمث البدئي في حالة الطفالة الدرقية، أما انقطاع الطمث الثانوي فيشاهد في بعض حالات فرط نشاط الدرق.

 ـ انقطاع الطمث الكظري المنشأadrenal amenorrhea : يشاهد انقطاع الطمث الثانوي في متلازمة كوشينغ. أما انقطاع الطمث البدئي فيشاهد في المتلازمة الكظرية التناسلية وهي حالة وراثية تصيب الصبغي الجنسي الذي يؤدي إلى نقص الخميرة 21 ـHydroxylase. الكظري وهو المسؤول عن إنتاج الكورتيزول والألدوسترون.

سريرياً: يشاهد انقطاع طمث بدئي وشعرانية وزيادة نمو العضلات مع تغير نبرة الصوت أو ما تسمى بالأعراض الاسترجالية، الأعضاء الجنسية الداخلية طبيعية أما الخارجية فتشاهد فيها حالة من الخنوثة الكاذبة.

ج ـ انقطاع الطمث المبيضي المنشأ ovarian amenorrhea: غالبية أسبابه وراثية؛ لذلك يكون انقطاع الطمث بدئياً، أما أشكاله فهي:

 ـ متلازمة تورنر: صيغة صبغية (XO45).

سريرياً: طفالة مبيضية تتظاهر بـ: قصر القامة أقل من 150سم وقصر الرقبة، وتشوه الجمجمة والأعضاء الداخلية، أما الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية فتبقى طفلية ولا يشاهد تطور الصفات الجنسية الثانوية مع انقطاع طمث بدئي.

 ـ متلازمة سوير :Swyer سببها خلل الصيغة الصبغية 46XY) أو (46X.

سريرياً: القامة طويلة وعدم نمو الصفات الجنسية الثانوية مع انقطاع طمث بدئي وعدم تطور الأعضاء التناسلية الداخلية والخارجية.

 ـ التأنث الخصوي: يبدو سريرياً بانقطاع طمث بدئي، مع مهبل قصير وضيق وغياب الأعضاء التناسلية الداخلية.

 ـ متلازمة شتاين ـ ليڤينتال :Stein  ـLeventhal أو ما يسمى (المبيض المتعدد الكيسات) polycystic ovary. يبدو سريرياً بانقطاع طمث ثانوي وبدانة وتضخم المبيضين وشعرانية وتراجع الصفات الجنسية الثانوية وعقم.

 ـ أورام المبيض المفرزة للهرمونات الذكرية: تبدو سريرياً بتراجع الصفات الثانوية الأنثوية، وعلامات الاسترجال (شعرانية ونمو العضلات وتغير نبرة الصوت وانقطاع طمث ثانوي وعقم).

د ـ انقطاع الطمث الرحمي uterine amenorrhea:

 ـ متلازمة Mayer  ـRokitansky ـKuster ـ Hauser:

أعراضها: غياب الرحم الخَلقي الذي ينجم عنه انقطاع الطمث البدئي، والثلث العلوي للمهبل يكون موجوداً.

 ـ متلازمة أشرمان Asherman: هي حالة سببها التجريف الجائر أو إصابة بطانة الرحم بالخمج كالسل الذي يؤدي إلى تموت البطانة الرحمية وتشكل الالتصاقات ضمن جوف الرحم ومن ثم إلى انقطاع الطمث الثانوي.

هـ ـ انقطاع الطمث التشريحي anatomical amenorrhea: في هذه الحالات يحدث الطمث ولكن الدم لا يتمكن من الظهور لوجود عوائق تشريحية خلقية تحول دون ذلك مثل غياب عنق الرحم والحجب المهبلية العرضانية الكاملة وعدم انثقاب غشاء البكارة. ففي الحالة الأولى ينحبس دم الطمث منذ البلوغ في جسم الرحم الذي يكبر تدريجياً مع تقدم السن وتراكم الدم شهراً بعد شهر، وفي الحالة الثانية يتراكم الدم في قسم المهبل فوق الحجاب وفي الرحم، وفي الحالة الثالثة يتراكم الدم في المهبل وفي الرحم ويدفع غشاء البكارة المسدود نحو الأسفل فيتقبب نحو الخارج ويتغير لونه.

وسريرياً تشكو المصابة منذ البلوغ ألماً دورياً في المنطقة الخثلية ثم في أسفل البطن يزداد شهرياً، وزحيراً بولياً يشتد مع انحباس البول الحاد، وزحيراً مستقيمياً مع إمساك شديد، وبالمس الشرجي يشعر بورم مختلف الحجم في المهبل والرحم أو في الرحم وحده حسب موقع العائق، هذا كله إضافة إلى عدم رؤية المصابة دم الطمث.

التشخيص

1 ـ المقاربة الجيدة من المريضة ومعرفة الشكوى الرئيسية والقصة السريرية جيداً.

2 ـ الفحص السريري الشامل لكامل الأجهزة.

3 ـ إجراء الفحوص المتممة: (تصوير الرحم والمبيضين والحوض بالأمواج فوق الصوتية، والتصوير الطبقي المحوري والتصوير بالرنين المغنطيسي، ومعايرة الهرمونات (البرولاكتين LH,FSH,، والأندروجينات والكورتيزول وTSH) وتنظير البطن وتنظير جوف الرحم.

التدبير

يتم حسب الحالة المرضية:

1 ـ في انقطاع الطمث النفسي المنشأ تعطى الأدوية والمعالجة النفسية المناسبة باستشارة طبيب أمراض نفسية وبإشرافه.

2 ـ في الأسباب النخامية يعطى العلاج الهرموني المعيض وفي ارتفاع البرولاكتين يعطى الدواء المثبط .

3 ـ في المتلازمة الكظرية التناسلية يعطى الكورتيزون.

4 ـ في فرط نشاط الدرق تُعطى مثبطات عمل الدرق.

5 ـ في آفات المبيض الثانوية يختلف العلاج بين إعطاء المعيضات الهرمونية ومثبطات الأندروجينات وتثقيب المبيض الكهربائي وتحريض الإباضة واستئصال الورم المبيضي.

6 ـ في متلازمة أشرمان يحاول فك الالتصاقات.

7 ـ الحجب المهبلية يمكن استئصالها جراحياً.

8 ـ عدم انثقاب غشاء البكارة يفتح جراحياً.

النزوف التناسلية الشاذةabnormal bleeding

التصنيف: النزوف التناسلية الوظيفية، والنزوف التناسلية العضوية.

1 ـ النزوف الرحمية الوظيفية dysfunctional uterine bleeding: تكون إباضية أو لا إباضية وتقسم إلى أربع مجموعات:

أ ـ نزوف سحب الإستروجين: ترى في استئصال المبيضين، وعند الانتهاء من تعاطي الإستروجين، ونزوف منتصف الدورة الطمثية (نزوف الإباضة) أو ما يسمى متلازمة Mettel ـ Schmertz.

ب ـ النزوف الوظيفية في أثناء العلاج بالإستروجين: يعود حدوث هذه النزوف إلى استعمال كمية قليلة من الإستروجين لا تستطيع دعم نمو بطانة الرحم بشكل كافٍ فتتوسف بطانة الرحم بشكل متقطع وتحدث نزوف مشحية، أو إلى استعمال كميات كبيرة من الإستروجين فيحدث تباعد طموث يعقبها نزوف غزيرة ومديدة.

ج ـ نزوف سحب البروجسترون: تشاهد حين إزالة الجسم الأصفر، وعندما تكون بطانة الرحم معرضة للدعم الإستروجيني يعقبها كمية غير كافية من هرمون البروجسترون.

د ـ النزوف الوظيفية في أثناء تناول البروجسترون: تحدث النزوف الوظيفية حين زيادة نسبة البروجسترون إلى الإستروجين زيادة غير طبيعية، وهذه النزوف متقطعة وغالباً ما تشاهد حين تناول حبوب منع الحمل التي تحوي مشتقات البروجسترون (غرسات النوربلانت أو الحقن العضلية أو الحبوب الفموية الخ…).

2 ـ النزوف التناسلية العضوية: تحدث هذه النزوف في كل مراحل عمر المرأة لدى الفتيات، وفي مرحلة الإنجاب، وحول سن الضهى.

أما أسبابها فعديدة: رضوض الأعضاء التناسلية، والأخماج التناسلية المختلفة، ووجود جسم غريب في الأعضاء التناسلية، والأورام السليمة والخبيثة، والتقرحات بكل أشكالها، ومشكلات الحمل المختلفة، وخلل آلية التخثر الناجم عن أمراض جهازية.

سريرياً: عدا النزوف التناسلية الشاذة غير المنتظمة، ترى أحياناً ضائعات قيحية، وقد تشكو المريضة ألماً مختلف المواضع ويحدث بعضها عقب الجماع أو المس المهبلي.

التشخيص

يمكن تشخيص السبب الكامن خلف النزف التناسلي الشاذ:

1 ـ بالمقاربة الجيدة من المريضة والفحص الشامل لكامل أجهزة الجسم المختلفة.

2 ـ إجراء الفحوصات المتممة وتتلخص في: التصوير بالأمواج فوق الصوتية، وغيرها من الطرق الشعاعية والتحاليل الدموية العامة (خضاب ـ هيماتوكريت ـ سكر الدم)، وبول وراسب، ومعايرة بعض الهرمونات، واللطاخة العنقية والمهبلية، والتنظير المكبر لعنق الرحم، وخزعة عنق الرحم، ومعايرة عوامل التخثر، وتجريف الرحم الاستقصائي المجزأ.

المعالجة

1 ـ يعد التجريف الاستقصائي المجزأ للرحم والعنق وسيلة تشخيصية وعلاجية في آن واحد.

2 ـ تُعطى الهرمونات المناسبة حسب الحالة المرضية لوقف النزف أحياناً وبعدها لتنظيم الدورة.

3 ـ تُعطى مركبات الحديد لإصلاح فقر الدم.

4 ـ يجرى التخثير الكهربائي بالليزر أو بالآزوت لتقرحات عنق الرحم.

5 ـ تصلح الجملة الخثرية.

6 ـ بعض الآفات تعالج جراحياً إذا وجب ذلك (السليلات والأورام ومشكلات الحمل المختلفة).

 

 

علينا أن نتذكر

> لانقطاع الطمث أسباب عضوية ووظيفية تنجم عن آفات في أعضاء الجهاز التناسلي المختلفة والهرمونات المشتركة في تنظيم الدورات الطمثية.

> يُعتمد في التشخيص على الفحص السريري الدقيق وعلى وسائل الاستقصاء المختلفة ولاسيما عيار الهرمونات والفحوص النسيجية والخلوية والشعاعية.

> للنزوف الرحمية كذلك أسباب عضوية ووظيفية:

ـ أهم الأسباب الوظيفية: المعالجة بالإستروجين وسحب الإستروجين، والمعالجة بالبروجسترون وسحب البروجسترون.

ـ أما الأسباب العضوية فأهمها أخماج الجهاز التناسلي وأورامه وتقرحاته ورضوضه عدا مشكلات الحمل المختلفة.

> يعالج كل نوع بحسب السبب بعد تشخيصه بالفحص السريري الدقيق ووسائل الاستقصاء المختلفة.

 

 


- التصنيف : نسائية - النوع : نسائية - المجلد : المجلد الثاني - رقم الصفحة ضمن المجلد : 147 مشاركة :

بحث ضمن الموسوعة

من نحن ؟

الموسوعة إحدى المنارات التي يستهدي بها الطامحون إلى تثقيف العقل، والراغبون في الخروج من ظلمات الجهل الموسوعة وسيلة لا غنى عنها لاستقصاء المعارف وتحصيلها، ولاستجلاء غوامض المصطلحات ودقائق العلوم وحقائق المسميات وموسوعتنا العربية تضع بين يديك المادة العلمية الوافية معزَّزة بالخرائط والجداول والبيانات والمعادلات والأشكال والرسوم والصور الملونة التي تم تنضيدها وإخراجها وطبعها بأحدث الوسائل والأجهزة. تصدرها: هيئة عامة ذات طابع علمي وثقافي، ترتبط بوزير الثقافة تأسست عام 1981 ومركزها دمشق 1