اضطرابات سن الضهى
اضطرابات سن ضهي
climacteric age disorders - troubles de ménopause
الدكتور أحمد حسن يوسف
اضطرابات سن الضهى climacteric period complications هي الاضطرابات الناجمة عن قصور المبيض عن إفراز كل من الإستروجين والبروجسترون وتنتهي بتوقف الطمث، وهو العرض السريري الدال على بلوغ سن الضهى الذي يحدث وسطياً بين الأربعين والخامسة والأربعين من العمر، وقد يتقدم على هذا أو يتأخر.
والفترة التي تظهر فيها هذه الاضطرابات مختلفة أيضاً فقد تكون قصيرة جداً أو تستمر بضع سنوات.
تكون الدورات الطمثية في هذه الفترة مضطربة ولابيضية، ولا يفرز المبيض في أثنائها إلا هرمون الإستروجين الذي ينخفض مقداره كذلك انخفاضاً كبيراً بعد سن الضهى، ويستمر المبيض بإفراز الهرمون الذكري فحسب، وهو الذي يستقلب في المحيط إلى أوسترون ويختزن في النسيج الشحمي ويسد بذلك النقص الحادث عن توقف المبيض عن إفراز الهرمون الأنثوي .
الأعراض
تشاهد في فترة الضهى وما بعده الاضطرابات التالية:
1 ـ الأعراض الباكرة:
الهبات الساخنة التي تبدأ في منطقة الصدر والرقبة والوجه وتتناوب مع البرودة والتعرق والدوار والخفقان والصداع وطنين الأذنين وضعف الذاكرة والتعب والكآبة واضطرابات النوم والقلق وغيرها.
2 ـ الأعراض المتأخرة:
أعراض هضمية كآلام المعدة، وزيادة الوزن، وأعراض قلبية، وارتفاع الضغط الشرياني، وضمور الأعضاء التناسلية وجفافها، وزوال الحيوية من البشرة وتهدل الجلد، وظهور الأشعار في الوجه، وترقق العظام.
وترى في الجدول (1) أعراض سن الضهى حسب الأعضاء المختلفة:
اسم العضو | احتمالات الأعراض |
الفرج والمهبل | ـ عسرة جماع. ـ ضائعات مدماة. ـ حكة فرجية. |
المثانة والإحليل | ـ سلس بول جهدي. ـ تكرار الإحساس بالحاجة إلى التبول. |
الرحم | هبوط الرحم وجدار المهبل. |
الجلد والأغشية المخاطية | ـ جفاف وحكة. ـ هشاشة النسج. ـ فقدان المرونة. ـ جفاف الشعر وتساقطه. ـ تغيرات نبرة الصوت. |
الجملة القلبية الوعائية | ـ آفات إكليلية. آفات وعائيةفي الدماغ. |
الجملة العظمية | ـ ترقق العظام. ـ الكسور. |
الثديان | ـ صغر الحجم. ـ فقدان المرونة والتهدل. |
الجدول (1) |
ويجب قبل البدء بالعلاج إجراء الفحوص وإسداء النصائح الآتية:
1 ـ إجراء تحليل وظائف الكبد، والسكر، والكولسترول، LDL & HDL وغيرها.
2 ـ تعليم المرأة فحص الثديين الذاتي شهرياً وإجراء صورة للثديين mammography وتصوير الثديين بالأمواج فوق الصوتية.
3 ـ فحص نسائي شامل مع إجراء لطاخة بابانيكولاو.
4 ـ قياس الضغط.
5 ـ وزن المرأة وقياس طولها وإجراء مشعر الكتلة.
وفي أثناء المعالجة الهرمونية يجب:
1 ـ فحص الثديين دورياً كل 6 ـ12 شهراً من قبل الطبيب والفحص الذاتي من قبل المرأة شهرياً.
2 ـ إجراء صورة شعاعية للثديين كل سنتين.
3 ـ إجراء لطاخة بابانيكولاو كل 3 سنوات.
4 ـ قياس الضغط عند كل زيارة.
5 ـ قياس الوزن عند كل زيارة.
6 ـ إجراء توسيع وتجريف مجزأ حين ظهور نزوف مهبلية.
يتضمن الخطوات التالية:
1 ـ استخدام الهرمون المعيض أقل فترة ممكنة وبأصغر جرعة ممكنة، ويجب انتقاء الشكل الصيدلاني للدواء حسب كل امرأة.
2 ـ عند استخدام هرمون الإستروجين وفي حال وجود الرحم يجب إعطاء حبوب البروجسترون في عشرة الأيام الأخيرة من كل شهر مع إعطاء الإستروجين.
3 ـ حين ظهور نزوف مهبلية يجب إجراء الاستقصاءات مباشرةً (توسيع وتجريف… الخ).
4 ـ يجب فحص الثديين من قبل المريضة شهرياً وإجراء صورة ثدي mammography سنوياً في حال تناول هرمون الإستروجين.
5 ـ يجب عدم إعطاء هرمون الإستروجين حين وجود عوامل مؤهبة لسرطان الثدي.
6 ـ عند القرار بإعطاء الهرمون يجب إخبار المرأة بكل تأثيراته ومحاذيره.
7 ـ في حالة وجود مضادات استطباب للهرمون البديل (الإستروجين) يمكن استعمال أحد مركبات البروجسترون الصنعية (الأجيال الحديثة) أو استخدام الـ evista أو البيوفسفات أوtriplon أو استخدام فول الصويا.
8 ـ إعطاء الإستريول بشكل كريم مهبلي.
9 ـ مزاولة بعض الهوايات مثل الرياضة والسباحة والتعرض للشمس والمطالعة والموسيقا وغيرها.
10 ـ الدعم النفسي (إمكانية إعطاء بعض الأدوية النفسية باستشارة طبيب نفسي).
إن العرَض الأهم من بين الأعراض المتأخرة لسن الضهى هو:
ترقق العظام osteoporosis
يعاني مئات الآلاف من الناس ترققَ العظام، ويجب على جميع الناس ذكوراً وإناثاً شيباً وشباباً أن يكونوا واعين لمرض ترقق العظام لأن هذا اللص الصامت يجعل العظام ضعيفة إلى درجة تصبح معها قابلة للكسر بسهولة، وأصبح هذا المرض في عصرنا الراهن وباء شائعاً يصيب امرأة من أصل اثنتين ورجلاً من أصل أربعة، وفي كل عام تزداد نسبة العظام المتكسرة خمس مرات عما كانت عليه في الستينات.
ترقق العظام يعني أن العظام خسرت كمية من الكلسيوم تصبح معها هشة وقابلة للكسر، ومن الدلائل الأولية لهذا المرض قصر القامة وآلام الظهر والتواء العمود الفقري مع صعوبة التنفس ويصل أخيراً إلى حدوث كسور في الفقرات والورك والمعصم بسبب أي رض بسيط.
تُبنى العظام بدءاً من الولادة بالغذاء المتوازن والحركة المستمرة وتحت تأثير هرمونات عديدة، ونتيجة لذلك تنمو العظام ويتوضع فيها الكلس الذي نتناوله مع الغذاء وذلك حتى سن 25 ـ 35 سنة. وتبقى الحالة مستقرة هكذا لدى النساء حتى يبدأ سن الضهى، حينها نتيجة انخفاض مستوى الهرمون النسائي «الإستروجين» الذي له الدور الرئيس في توضع الكلس في العظام تبدأ العظام بخسارة الكلسيوم الذي يعطيها الكثافة والصلابة والقوة ويبدأ مرض ترقق العظام.
الأعراض والعلامات:
1 ـ آلام العمود الفقري تكون بسيطة في البداية ثم تصبح مبرحة في المستقبل.
2 ـ نقص الطول الذي يصل إلى عدة سنتمترات.
3 ـ التواء الظهر وتحدبه.
4 ـ صعوبة التنفس.
5 ـ تهدل البطن الذي يضغط المثانة ويؤدي إلى سلس البول.
6 ـ الكسور نتيجة الرضوض حتى البسيطة منها.
وأكثر النساء تعرضاً لترقق العظام: النساء في سن الضهى، واللواتي تعرضن لنقص تناول الكلسيوم، ولا يمارسن الرياضة، أو يمارسن الرياضة العنيفة، واللواتي عولجن سابقاً بالكورتيزون لمرض ما، والمدخنات ومدمنات الكحول.
طرق الوقاية من ترقق العظام والوقاية من غالبية أعراض سن الضهى الباكرة والمتأخرة:
أظهرت الأبحاث العلمية أنه يمكن تفادي حدوث ترقق العظام وبعض أعراض سن الضهى وذلك باتباع القواعد الصحية التالية:
1 ـ ممارسة التمارين الرياضية غير المرهقة كالمشي لفترة 30 دقيقة على الأقل وبتواتر ثلاث مرات أسبوعياً، وإجراء بعض الحركات الرياضية بهدف اللياقة الجسدية، والتعرض لأشعة الشمس صباحاً أو مساءً.
2 ـ تناول الطعام المتوازن: الهدف من ذلك هو أن تتناول المرأة من الطعام ما يكفي احتواؤه على الكم اللازم من الكلسيوم، والحاجة اليومية ترواح بين 2/1غ للأولاد الصغار وتصل إلى 1.5غ للمرضعات وفي سن الضهى.
ويمكن الحصول على هذه الكمية إذا علمنا أن كوباً من اللبن أو الحليب يحتوي على 230ملغ من الكلسيوم، وهذا يعني أن الطفل بحاجة إلى كوبين يومياً وأن المرأة في سن الضهى تحتاج إلى 5 أكواب من الحليب يومياً.
ويجب أن نعلم أن الكلسيوم موجود في الأجبان، والخضراوات، وأن تناول كمية كبيرة منها لا تؤذي إطلاقاً.
3 ـ تناول هرمون الإستروجين أو شبيه الهرمون: تعد هذه الأدوية طريقة ناجحة للوقاية من ترقق العظام وعلاج الهبات الساخنة والوقاية من الأعراض الأخرى.
وتناول هذه الأدوية يجب أن يكون انتقائياً بحسب حالة كل امرأة، وإن لكل دواء محاسنه ومساوئه، ويجب أن توضع في الميزان الإيجابيات والسلبيات وبالتالي يقرر من سيستخدم هذا الدواء ومن لا يستخدمه.
وتوجد الآن أشكال عديدة من الأدوية التي تساعد في هذا الشأن منها:
1 ـ الهرمون المعيض وهو هرمون طبيعي (الإستروجين) إذا ما تم تناوله في فترة زمنية تراوح ما بين خمس سنوات وعشر فإنه لا يتسبب بحدوث سرطان الثدي (حسب الجمعية الأوربية لتناول الهرمون المعيض).
2 ـ هناك أدوية شبيهة بهرمون الإستروجين وتؤثر في أجهزة الجسم المختلفة تأثيراً جيداً، فهي مثلاً تؤثر في العظام بتثبيت الكلسيوم فيها والوقاية من ترقق العظام، وتؤثر في الثدي وبطانة الرحم مضادة للإستروجين، وبالتالي تقي من تطور سرطان الثدي وسرطان بطانة الرحم، وتعمل في القلب عملاً مضاداً لتطور مرض احتشاء الشرايين الإكليلية، كما تؤثر في التقليل من الهبات الساخنة.
علينا أن نتذكر أن الغذاء المتوازن والرياضة الخفيفة والتعرض لأشعة الشمس في فترة الصباح والمساء وتناول الأدوية المعيضة كفيل بإعطاء النساء دفعاً نفسياً وذلك بالإحساس بالنشاط والمحافظة على الأنوثة بكل معانيها والوقاية من أمراض خطرة، والغاية النهائية من كل ذلك هو العيش بصحة وسعادة.
|
- التصنيف : نسائية - النوع : نسائية - المجلد : المجلد الثاني - رقم الصفحة ضمن المجلد : 128 مشاركة :