الأعراض المهمة في أمراض النساء
اعراض مهمه في امراض نساء
important symptoms in gynecology - les symptômes importants en gynécologie
الأعراض المهمة في أمراض النساء
الدكتور عبد الرزاق حمامي
النزوف المهبلية vaginal bleeding
|
تتجلى الأمراض النسائية مع كثرتها بأعراض وظيفية معدودة هي الألم والنزوف والضائعات يضاف إليها أعراض عامة أخرى.
هو من الأعراض الشائعة في أمراض النساء، وتختلف صفاته من حيث شدته وموعد ظهوره وموقعه وانتشاراته وأسبابه.
1 ـ من حيث شدة الألم: يمكن تقسيم الآلام إلى آلام فوق الحادة، والحادة، وتحت الحادة، والمزمنة.
أ ـ الآلام فوق الحادة: هي نوبات ألمية تناسلية عنيفة ترافق غالباً آفات الملحقات كانفجار حمل خارج الرحم أو تمزق بوق مستسقٍ أو انفتال كيسة مبيض أو سليلة ليفية.
ب ـ الآلام الحادة: تصادف غالباً في الالتهابات الحادة للرحم أو الملحقات أو الفلغمونات الحوضية وهي آلام واخزة أقل عنفاً من الشكل السابق.
ج ـ الآلام تحت الحادة: تنجم عن الآفات الالتهابية المزمنة (التهاب الملحقات) أو عن ضغط الأحشاء بسبب ورم ليفي أو كيسة مبيضية.
د ـ الآلام المزمنة: تتظاهر بحس الثقل أو المضض في أسفل البطن كما في الهبوط التناسلي والتهاب عنق الرحم المزمن أو الأورام الليفية الصغيرة.
تشتد جميع الآلام وتتنبه بكل ما يحرك الأعضاء التناسلية (كالمشي والحركة والأسفار وتغيير الوضعية والمناسبات الجنسية)، أو كل ما يسبب الاحتقان فيها، وكذلك الأمر في الرضوض البطنية والحوضية.
والألم عرض شخصي تختلف شدته أيضاً باختلاف حالة المريضة النفسية، فكثير من النساء العصبيات يبالغن في وصف آلامهن على الرغم من التغيرات البسيطة في الجهاز التناسلي في حين يتحمل غيرهن الألم مع شدة المرض.
2 ـ أما من حيث موعد ظهور الألم: فتقسم الآلام إلى آلام دورية وآلام لا دورية.
أ ـ الآلام الدورية: هي آلام ذات علاقة بالدورة الطمثية فقد تحصل متقدمة على الطمث كما في حالات الاحتقان الحوضي والبطان الرحمي، وقد ترافق الطمث كما في عسرة الطمث البدئية أو الثانوية، وقد تكون الآلام تالية للطمث كما في الهجمة الالتهابية للملحقات، وقد تحدث في الفترة بين طمثين كآلام الإباضة.
ب ـ الآلام اللادورية: هي آلام لاعلاقة لها بالدورة الطمثية وليس لظهورها موعد معين، وقد تكون دائمة كما في التهاب الملحقات، أو تتخذ شكلاً حاداً اشتدادياً كما في انفجار حمل خارج الرحم أو تمزق كيسة مبيضية أو انفتال ورم حوضي مُذنَّب.
3 ـ أما من حيث موقع الألم: فتصنف إلى آلام حوضية أو خارج الحوض:
أ ـ الآلام الحوضية: تستقر في الناحية الخثلية أو في إحدى الحفرتين الحرقفيتين أو في كلتيهما، وهي إما مستمرة وإما اشتدادية تزداد لدى الجهد والتغوط والوقوف وتخف لدى الراحة والاضطجاع وقد تنتشر نحو القطن والعجان وجذر الفخذين.
ب ـ الآلام خارج الحوض: وهي التي تظهر بعيداً عن الجهاز التناسلي كالآلام الحشوية المعدية أو المعوية أو نوبات الشقيقة الطمثية أو الآلام الانعكاسية ذات السبب النسائي (سعال رحمي عصابات بطنية).
وقد تتوضع الآلام في الفرج كما في التهابات الفرج والتهاب غدة بارتولن. وقد تتوضع في المهبل في التهابات المهبل وتشنج المهبل، أو في عنق الرحم كما في التهاب النسيج الخلوي حول الرحم، أو تتوضع في أحد الرتوج: في الرتج الأمامي كما في التهاب المثانة أو رتج دوغلاس كما في القيلة الدموية خلف الرحم أو خراج رتج دوغلاس أو الانقلاب الخلفي للرحم، أو تتوضع في أحد الرتوج الجانبية كما في التهاب الملحقات أو التهاب النسيج الخلوي حول الرحم. وقد يكون الألم في جسم الرحم كما في حالات التهديد بالإجهاض أو وجود سليلة ليفية داخل الرحم تسعى الرحم إلى طردها، أو التهابات الرحم أو الاستحالات الطارئة على ورم عضلي ليفي رحمي.
4 ـ أما من حيث الأسباب المحدثة: فقد يكون الألم عفوياً أو محدثاً، وقد يشاهد كلا النموذجين في المريضة الواحدة.
وتغيب الآلام أو تخف كثيراً بالراحة والاستلقاء الظهري وقد تشتد لدى الجهد أو التعب أو الحركة.
النزوف المهبلية vaginal bleeding
النزف عرض كثير المشاهدة في أمراض الجهاز التناسلي للمرأة ويمكن أن يكون طمثياً أو رحمياً أو ولادياً.
1 ـ النزوف الطمثية menorrhagia: وهي التي تحدث دورياً في موعد الطمث فتكون بشكل طمث غزير أو مديد أو متكرر.
فالطمث الغزير hypermenorrhea تكون فيه كمية دم الطمث أغزر مما في الحال الطبيعية، أو يمتد السيلان الطمثي أكثر من المدة الطبيعية مع بقاء المدة الفاصلة بين طمثين طبيعية.
أما الطموث المتعددة polymenorrhea فتكون المدة الفاصلة بين طمثين أقل من المدة الطبيعية فيتكرر ظهور الطمث كل 20 أو 18 أو 15 يوماً مع بقاء كمية دم الطمث طبيعية. وقد تحدث الاضطرابات الطمثية السابقة في مريضة واحدة فيكون الطمث غزيراً ومديداً أو غزيراً ومتكرراً في آن واحد.
وتختلف صفات الدم النازف فقد يكون دماً سائلاً أحمر اللون أو دماً لزجاً قاتم اللون، كما أن بعض النزوف قد تترافق بتكون خثرات دموية أو تختلط بسيلانات بيض فتصبح قيحية دموية.
تحدث النزوف الطمثية بأسباب عديدة فقد تكون وظيفية المنشأ بسبب اضطراب وظيفة المبيض الهرمونية أو اضطراب الغدد الصم، أو بسبب عضوي كالورم الليفي العضلي بالرحم أو تليف الرحم أو التهاب باطن الرحم النزفي، أو بأسباب عامة كالآفات القلبية وارتفاع التوتر الشرياني واضطراب التخثر الدموي والأمراض الجهازية المزمنة (الكلوية والكبدية والرئوية).
2 ـ النزوف الرحمية metrorrhagia: هي التي تحدث في أي وقت من دون أن يكون لها علاقة بالطمث أو موعده. تختلف من حيث شدتها وصفاتها والسن التي تظهر بها. وهي نادرة الحدوث في الصغيرات قبل البلوغ ويكون سببها الورم العفلي في الرحم أو الورم الحبيبي في المبيض أو الهجمة التناسلية في الوليدة. أما في البالغات وفي سن النشاط التناسلي فتصادف في أحوال كثيرة بسبب الاحتقان الحوضي أو الأورام الرحمية (الليفي ـ العفلي ـ سرطان بطانة الرحم ـ سرطان عنق الرحم) أو آفات عنق الرحم والمهبل وتقرحاتهما أو التهابات الرحم النزفية.
وقد تصادف النزوف الرحمية في المرحلة السابقة لسن الإياس وتكون وظيفية المنشأ. أما بعد سن الإياس فأهم أسباب النزف سرطان بطانة جسم الرحم والورم الحبيبي في المبيض والتهاب المهبل الشيخي النزفي.
3 ـ النزوف الولادية: وهي النزوف الطارئة التي تحدث في أثناء الحمل في الأشهر الأولى كما في حالات التهديد بالإجهاض أو الإجهاض أو الرحى العدارية أو الحمل خارج الرحم، أو في أشهر الحمل الأخيرة كما في ارتكاز المشيمة المعيب أو انفكاك المشيمة الباكر، أو في أثناء المخاض فيكون سببها ارتكاز المشيمة المعيب أو انفكاكها الباكر أو تمزق عنق الرحم أو الرحم، أو في أثناء الخلاص بسبب العطالة الرحمية أو انفكاك المشيمة القسمي أو انقلاب باطن الرحم لظاهرها أو رضوض الجهاز التناسلي وتمزقاته. أما في عواقب الوضع فقد تنجم عن الرضوض في الجهاز التناسلي أو انحباس قطع مشيمية أو غشائية أو بسبب العطالة الرحمية أو اضطراب تخثر الدم.
الضائعات المهبلية :vaginal discharges
يطلق اسم الضائعات على جميع السيلانات غير الدموية التي تفرز من الأعضاء التناسلية للمرأة مهما كان سببها.
ففي الأحوال الطبيعية تفرز الأقسام المختلفة للجهاز التناسلي إفرازاً تختلف صفاته وكميته باختلاف المناطق التي تفرزه ، فالفرج يكون رطباً في الأحوال الطبيعية بسبب مفرزات الغدد الدهنية والعرقية والمفرزات المخاطية لغدة بارتولن. وأما المهبل فلا تحوي جدره غدداً مفرزة إنما ينشأ السائل الذي يطلي جدره من ارتشاح مصلي من خلال الغشاء المخاطي، وتفاعل مفرز المهبل حامضي بسبب احتوائه حمض اللبن الناتج من تخمر الغليكوجين المختزن في خلايا جدر المهبل بفعل الجراثيم العاطلة الموجودة في المهبل.
أما عنق الرحم فتفرز غدده مخاطاً لزجاً رائقاً يشبه آح البيض ذا تفاعل قلوي ويبلغ أقصى شدته في زمن الإباضة، وتفرز غدد الغشاء المخاطي للرحم سائلاً مصلياً قليلاً يختلط بمفرز العنق.
وأما البوقان فمفرزهما قليل المقدار يحتوي على الغليكوجين تتغذى منه البيضة الملقحة في أثناء هجرتها من البوق إلى الرحم.
تختلط هذه المفرزات جميعاً وتبقى في الأحوال الطبيعية قليلة فلا تظهر خارج الأعضاء التناسلية، وقد تزداد في بعض الأحوال الفيزيولوجية أو المرضية فتدعى الضائعات وتتخذ صفات مختلفة وأشكالاً سريرية متعددة أهمها: الضائعات القيحية والضائعات المائية والضائعات المدماة والضائعات البيض.
أ ـ الضائعات القيحية pyorrhea: تحتوي على القيح فهي بلون أصفر أو مخضر تلوث الثياب وقد تكون رائحتها كريهة، وتنجم عادة عن آفة خمجية.
ب ـ الضائعات المائيةhydrorrhea : هي سائلة مصلية رائقة قد تكون غزيرة وتنقذف فجأة بسبب الاحتقان أو الورم العضلي الليفي.
ج ـ الضائعات المدماة: هي سيلانات مصلية أو قيحية اختلطت بالدم وقد تحتوي على عناصر متموتة، وهي مخرشة وذات رائحة كريهة سببها غالباً سرطان الجهاز التناسلي أو التهاب المهبل الشيخي النزفي.
د ـ الضائعات البيض leucorrhea:هي مفرزات بيض أو شفافة لا لون لها لزجة أو أنها تحتوي على خثرات بيض، وترافق أكثر الآفات الورمية السليمة في الرحم أو المبيضين.
وتختلف صفات الضائعات بحسب أسبابها والعامل الممرض الذي سببها فهي غزيرة ومخرشة ترافقها الحكة كما في التهاب المهبل بالدويبات المشعرة المهبلية، ولزجة قشدية حاكة كما في التهاب المهبل بالفطور (المبيضات البيض)، أو لزجة صفراء مخرشة ذات رائحة كريهة كما في الالتهابات الجرثومية وخاصة الخمج بالمكورات البنية.
الأعراض العامة المرافقة للأمراض النسائية
قد ترافق الأعراضَ الثلاثة التي ذكرت أعراضٌ عامة تساعد أحياناً على توجيه التشخيص؛ فشحوب الوجه واللحف يدل على فاقة الدم بسبب النزوف المتكررة، والسمنة قد تكون عرضاً لاضطراب الغدد الصم.
وقد تترافق أمراض الجهاز التناسلي في المرأة واضطرابات انعكاسية مختلفة واضطرابات أخرى في الأعضاء المجاورة للجهاز التناسلي.
ـ الجهاز البولي: قد تبدو عسرة التبول والزحير المثاني وتعدد البيلات بسبب تخرش المثانة، وسلس البول الجهدي في الهبوط التناسلي والقولنجات الكلوية، واستسقاء الكلية في الأورام التي تضغط على الحالب.
ـ الجهاز الهضمي: يحدث الإمساك والزحير المستقيمي بسبب تخرش المستقيم في الأورام الليفية النامية على الوجه الخلفي للرحم، وفي انقلاب الرحم الخلفي والقيلة الدموية أو القيحية في رتج دوغلاس.
ـ الجهاز العصبي: قد تظهر العصابات المختلفة كالعصاب الوركي أو التناسلي الفخذي التي قد ترافق التهابات المبيض وانضغاط الألياف العصبية الحوضية بالأورام. وقد تكون العصابات بعيدة عن المنطقة التناسلية كما في الشقيقة التناسلية والاضطرابات النفسية الخفيفة كالوهن العصبي أو الشديدة كداء المراق.
ـ الجهاز الدوراني: يمكن أن يظهر الخفقان وحس الحصر أمام القلب انعكاساً للأورام الليفية العرطلة أو بسبب النزوف المتكررة وفاقة الدم.
ـ التهابات الأوردة والدوالي بسبب انضغاط أوعية الحوض أو الانتشار السرطاني أو الأخماج النفاسية.
ـ الجهاز التنفسي: ربما حدث السعال الجاف انعكاساً لآفة تناسلية، ونفث الدم المتواقت والطمث بسبب الإصابة بالبطان الرحمي الرئوي.
ـ الجلد: يخرش الجلد المجاور للفرج والأعضاء التناسلية بسبب الضائعات والحكة الفرجية.
علينا أن نتذكر > يرافق معظم أمراض جهاز المرأة التناسلي عرض أو أكثر من الأعراض الثلاثة التالية: الألم والنزف والضائعات، ولكل من هذه الأعراض أشكال ودرجات مختلفة باختلاف الآفات. > إن التدقيق في صفات هذه الأعراض قد يساعد كثيراً على وضع تشخيص الآفة المحدثة. > هناك أعراض أخرى تظهر بعيدة عن جهاز المرأة التناسلي مع أنها ناجمة عن آفاته كالزحير في انقلاب الرحم الخلفي، أو القيلة الدموية والعصاب الوركي الناجم عن ضغط أورام المبيض، والخفقان الناجم عن النزوف الرحمية المتكررة.
|
- التصنيف : نسائية - النوع : نسائية - المجلد : المجلد الثاني - رقم الصفحة ضمن المجلد : 29 مشاركة :