الأعراض المريئية
اعراض مريييه
esophageal symptoms - symptômes oesophagiens
واهي سفريان
1- الحرقة heartburn
شكوى شائعة يشعر بها من آن لآخر نحو 30% من البشر وتصبح هذه الشكوى يومية لدى 3% منهم، وترتفع هذه النسبة لتبلغ 25% عند الحوامل. وفي أغلب الأحيان لا يعير مريض الحرقة أي أهمية للعرض إلا أن تنظير المريء يكشف تبدلات مرضية لدى 50% من المصابين بالحرقة اليومية.
الحرقة بوصفها عَرَضاً: غالباً ما ترافق الجزر المعدي المريئي، ويصفها المريض بشعور حارق أو حامضي وساخن يتوضع خلف القص يبدأ عادةً من الأسفل ويصعد خلف القص حتى العنق، ونادراً ما ينتشر إلى الظهر أو الطرفين العلويين. تخف الحرقة بتناول مضادات الحموضة، وعنادها على مضادات الحموضة يستبعد كونها حرقة من دون أن ينفي منشأها المريئي.
تشتد الحرقة بعد نحو ساعة من تناول الوجبة الرئيسية خاصة إذا احتوت على الكثير من الدسم والبصل والبهارات والملونات الغذائية والسكر و«الشوكولا» والكحول إذ إن غالبية ما ذكر قادر على خفض ضغط المصرة السفلية للمريء. وقد يؤدي بعض الأغذية الحامضة وصلصة الطماطم والبهارات والمشروبات الحامضة إلى اشتداد الحرقة من دون أن تبدّل من ضغط المصرة السفلية.
تزداد الحرقة خلال الظروف التي ترفع الضغط داخل البطن كالانحناء للأمام والقيام بتمارين عضلية وحمل الأثقال والضغط في أثناء التغوط. أما الخوف والقلق والهمّ فتزيد حدة الأعراض بتضخيمها من دون أن تبدل من ضغط المصرة السفلية. وتخفض بعض الأدوية ضغط المصرة المريئية السفلية مثل حاصرات بيتا وحاصرات شاردة الكلسيوم والنيترات وأدوية داء باركنسون، ولابد من تأكيد أن للنيكوتين أيضاً التأثير نفسه.
آلية حدوث الحرقة:
في غالبية الحالات تبدأ الحرقة بحدوث جزر حامضي من المعدة إلى المريء فتتخرش المخاطية المريئية التي تأذت مسبقاً بتكرار الجزر المذكور. ويمكن تحريض حسّ الحرقة بتوسيع لمعة المريء بنفخ بالون ضمنها وكذلك عند تماس مخاطية المريء بسائل يحتوي على الصفراء كما هي الحال عند حدوث جزر عفجي معدي مريئي.
ويعتقد أن الشعور بالحرقة يتم بتحريض المستقبلات الكيميائية بمكونات سائل الجزر وترجح الدراسات الحديثة دور تركيز شوارد الهيدروجين H+ في محتويات الجزر في حدثية الحرقة عند مرضى الجزر المتكرر، إذ تكون الحرقة شديدة بين درجتي pH1.0 و pH1.5 وتكاد تختفي حين يزيد باهاء المريء على 4 pH4.
وهناك عوامل عدة تتدخل لتخفف من حس الحرقة كتركيز البيكربونات في اللعاب وظهور حركات حوية في الثلث السفلي للمريء قادرة على التخلص من سائل الجزر.
2- عسر البلع
هو الشعور بصعوبة مرور لقمة الطعام خلال انتقالها من الفم إلى المعدة. والشكوى تشير إلى اضطراب ما في وظيفة المريء يترافق في كثير من الحالات باضطراب نفسي قادر على تضخيم العَرَض. والاستجواب الدقيق كفيل بترجيح سبب عسر البلع لدى 80-85% من المرضى.
آليات عسر البلع:
قد تتدخل أكثر من آلية في حدثية عسر البلع، فبعد انتهاء المرحلة الفمية البلعومية للبلع تتكفل التقلصات الحوية المريئية بإيصال اللقمة الصلبة أو السائلة إلى المعدة خلال مدة لا تزيد على 10 ثوان. وحين تخفق هذه التقلصات المنسّقة بدقة في إفراغ المريء يتوقف الطعام ويظهر عسر البلع.
في حال وجود انسداد غير تام في لمعة المريء يظهر عسر البلع عند تناول لقمة كبيرة لم تمضغ جيداً، ويصبح عسر البلع شاملاً للسوائل والجوامد على حد سواء عند اكتمال الانسداد.
قد يصعب البلع عند المصابين بالجزر المعدي المريئي لوجود التهاب في مخاطية الثلث السفلي يترافق باضطراب في حركية المريء. وعند وجود اضطراب نفسي يظهر إدراك حسي مشوّش فيشعر المريض بصعوبة بلع يعزوها إلى وجود عائق وهمي على مسار اللقمة الطعامية.
التصنيف: بالإمكان تمييز مجموعتين رئيسيتين لعسر البلع: فمية بلعومية ومريئية.
1- عسرات البلع الفمية البلعومية: يؤدي اضطراب الآليات العصبية العضلية لمنطقة البلعوم والمصرة العلوية إلى ظهور عسرات بلع تتميز بإخفاق المريض في المباشرة بالبلع، فاللقمة لا تنتقل من البلعوم السفلي والمصرة العلوية إلى لمعة المريء. فيشعر المريض بتوقف اللقمة في البلعوم بعد حوالي ثانية واحدة من شروعه بالبلع وقد يضطر في بعض الأحيان إلى استخراجها بإصبعه. وترتد السوائل إلى البلعوم الأنفي والحنجرة فيظهر السعال والشَرَق خاصة في أثناء تناول الوجبات. وقد تتظاهر الإصابة العصبية بخذل أو شلل في شراع الحنك وبحّة أو رتة أو بتكلم أنفي nasal speech.
2- عسرات البلع المريئية: ثمة مجموعة مهمة من الاضطرابات الحركية والتضيقات العضوية تسبب تعويقاً أو منع تقدم لقمةٍ طعاميةٍ نجحت في عبور البلعوم والمصرة العلوية على نحو طبيعي. والإجابة الدقيقة عن التساؤلات الثلاثة التالية تقدم فرصة كبيرة لتشخيص عسرات البلع المريئية:
- نوع الغذاء الذي يؤدي إلى عسر البلع وقوامه.
- استمرارية عسر البلع أو تردده.
- وجود الحرقة أو غيابها.
فعسر البلع الذي يترقى بسرعة عند مريض مسنّ لم يشعر بحرقة في الماضي غالباً ما يكون ورمي المنشأ خاصة إذا ترافقت الشكوى بقهم ونقص وزن. والمريض الذي يشكو من عسر بلع للسوائل والجوامد على حد سواء غالباً ما يكون مصاباً باضطراب حركي، أما عسر البلع للجوامد من دون السوائل فيشير إلى وجود عائق ميكانيكي مضيّق، وفي حال اشتداد التضيق يشمل عسر البلع السوائل أيضاً. وإذا كان العائق الميكانيكي متردداً (نوبياً) لابد من التفكير بوجود حجاب أو حلقة مريئية.
يصادف عسر بلع حقيقي عند الذين تعرضوا لحرق المريء بالكاويات أو المصابين بالتهاب مريء فيروسي أو دوائي إلا أن البلع المؤلم يظل الشكوى الرئيسية لدى هذه المجموعة.
3- البلع المؤلم odynophagia
ويختلف في شدته، فقد يكون خفيفاً يثيره تماس اللقمة القاسية مع المنطقة المصابة من المريء وقد يبلغ درجةً عالية من الشدة فيشعر به عند ابتلاع اللعاب. يشير البلع المؤلم عادة إلى وجود إصابة التهابية تتناول المخاطية وفي حالات نادرة عضلية المريء. أكثر ما يصادف البلع المؤلم في حروق المريء بالكاويات وتخريش المخاطية المريئية بالأدوية والإصابة بالتهاب خمجي المنشأ (المبيضات، فيروس الحلأ والفيروس المضخم للخلايا). ومن النادر جداً مصادفة البلع المؤلم في سرطانات المريء.
4- الشعور بوجود كتلة (كرة) في الحلق
شكوى شائعة تتجلى بالإحساس بوجود كتلة أو ضيق في البلعوم خارج فترات البلع. أكثر ما تصادف هذه الشكوى عند الإناث في أواسط العمر. وتخف الشكوى عند ابتلاع الأطعمة والسوائل لتعود وتظهر خلال الفترات الفاصلة بين الوجبات وتشتد بالانفعال والتوتر وتكرار البلع الناشف وتتراجع على نحو عجيب بعد البكاء.
ويذكر 90% من المصابين شعورهم بحرقة خلف القص. كما أن للعوامل النفسية دوراً مهماً في حدوث هذه الظاهرة، فالقلق والاكتئاب والمُراق (توهم المرض) والانعزالية وآلام التجسيد أكثر الحالات النفسية مصادفة لدى أصحاب هذه الشكوى.
5- الألم الصدري
يعد المريء أكثر مصادر الألم تقليداً لآلام القلب؛ إذ وجد أن 30% ممن تعرضوا لتصوير الشرايين الإكليلية كانت شرايينهم طبيعية، وقد ثبت أن ثلثهم كانت لأعراضهم الصدرية علاقة صريحة باضطراب في المريء. يصف المرضى ألمهم بأنه حارق أو عاصر ويتوضع خلف القص وينتشر إلى الظهر أو العنق والفك السفلي وفي بعض الأحيان إلى الذراعين على نحو يصعب تمييزه من الألم الخناقي.
وقد يثار الألم بشرب سوائل مفرطة البرودة أو السخونة ويستمر دقائق معدودة وقد يمتد ساعات أو أياماً لدرجة يشحب معها المريض ويتعرق. ولم يتم تحديد مستقبلات ألمية في مخاطية المريء أو عضليته، ويعزو كثيرون الألم المريئي إلى تنبيه مستقبلات الضغوط أو المستقبلات الكيميائية والحرورية أو تخريشها. يشاهد لدى العديد من المرضى اضطرابات حركية في المريء تتصف بتقلصات عديدة ذات سعة عالية أو عدة تقلصات متواقتة. ويعتقد بعض المؤلفين أن هذه الاضطرابات الحركية ما هي إلا نتيجة أو ظاهرة مرافقة للألم الصدري وليست سبباً له.
6- التجشؤ
هو قذف الغاز الذي تجمع في المريء أو المعدة خاصة بعد الانتهاء من تناول الطعام.
ويتم التجشؤ بارتخاء المصرة السفلية ونفث الهواء إلى جسم المريء الذي يتوسع بدوره فتنفتح المصرة العلوية ليطرد الغاز عبر البلعوم والفم.
تكثر مصادفة التجشؤ عند الذين يفرطون في علك اللبان أو شرب المياه الغازية أو التدخين، أما المصابون بالقلق فترتخي المصرة العلوية لديهم لا إرادياً الأمر الذي يسمح بتسرّب الهواء إلى جوف المريء منجذباً بفعل الضغط السلبي لجوف الصدر.
7- الفواق
وهو تقلص تشنجي لا إرادي متكرر لعضلة الحجاب يتبعه انغلاق مفاجئ للمزمار فيصدر صوت الفواق المعروف.
يتحرّض الفواق بتخريش العصب الحجابي أو المركز العصبي المنظم للتنفس المتوضع في البصلة. تتوقف التقلصات المريئية خلال الفواق وينخفض الضغط داخل المريء ومصرته السفلية الأمر الذي يؤهب للقلس المعدي المريئي.
8- الأعراض خارج المريئية لآفات المريء
قد تتظاهر أمراض المريء بأعراض تنفسية كالتهاب القصبات الناكس والمعند على المعالجة وضيق التنفس الذي قد يأخذ شكل نوبة ربوية صريحة من دون سوابق تحسسية عند مريض كهل. وقد تظهر بشكل نوب سعال ليلي أو نوب ربو تنطلق بالاضطجاع بعد تناول الوجبات الكبيرة. وتفسّر هذه الظواهر بحدوث استنشاق غير ملحوظ لسائل جزر المعدة. كما ذُكر وجود منعكس مبهمي يتحرّض بالجزر الحامضي ويسبب تقبضاً قصبياً معمماً.
وقد تتظاهر الأعراض خارج المريئية بأعراض بلعومية حنجرية تتلخص بالبحة والتهاب البلعوم المزمن والسعال المزمن الناكس وفرط الإلعاب والبخر والسيلان الأنفي إلى البلعوم. وقد يكشف فحص الحنجرة احمراراً واحتقاناً ووذمة في مخاطية الحنجرة والحبال الصوتية التي قد تتقرح في الحالات المزمنة.
علينا أن نتذكر > عسرات البلع الفمية البلعومية ذات علاقة بأسباب عصبية عضلية ومن الضروري إجراء دراسة عصبية. > المريء من أكثر مصادر الألم تقليداً للآلام القلبية. > قد تتظاهر أمراض المريء بأعراض تنفسية من ربو وسعال مزمن.
|
- التصنيف : أمراض المريء - النوع : أمراض المريء - المجلد : المجلد الأول - رقم الصفحة ضمن المجلد : 106 مشاركة :