logo

logo

logo

logo

logo

دار قيتا (موقع-)

دار قيتا (موقع)

Dar Qita -

 ¢ دار قيتا

 دار قيتا (موقع -)

مخطط المدينة ومعالمها الأثرية

 

دار قيتا Dar Qita قرية أثرية مهجورة، تقوم على الطرف الشمالي الغربي لجبل باريشا [ر]، شمال غربي مدينة إدلب بنحو 35كم، إلى الغرب من موقع بابسقا [ر] على بعد نحو ١كم، في موقع يطل على سهل أنطاكية [ر] من جهة؛ وعلى معبر باب الهوى الحدودي مع تركيا وجبال الأمانوس من جهة أخرى.

 وقد منح هذا الموقع الجغرافي والاستراتيجي لهذه القرية ولعدد من المدن المنسية في سلسلة جبال الكتلة الكلسية - خصوصاً المدن الواقعة في الجزء الشمالي الغربي من جبل باريشا - تلك القرى الأهمية الكبرى وساهم في نموها وازدهارها، حيث شكل هذا الجبل نقطة وصل قصيرة ومهمة جداً بين المناطق الواقعة إلى الشرق من جبال الكتلة الكلسية عبر سهل سرمدا وبين منطقة سهل أنطاكية، فهي تعد أقصر الطرق التجارية الواصلة بين الشرق والغرب في هذه المنطقة.

منظر عام لموقع دار قيتا

سُكنت دار قيتا منذ منتصف القرن الأول الميلادي وفقا ً للمكتشفات والدلائل الأثرية التي عُثِر عليها؛ بيد أنها ازدادت أهمية وغنًى وتوسعاً خلال العصر البيزنطي منذ القرن الرابع الميلادي حتى القرنين الخامس والسادس الميلاديين على أكثر من صعيد اقتصادي وديني. وما وجود الكثير من المنازل والمعاصر والكنائس الثلاث إلى جانب الفندق إلا دليل كبير على مدى الأهمية الدينية والاقتصادية والاجتماعية التي عاشتها مدينة دار قيتا في القرون: الرابع والخامس والسادس، وهي الفترة ذاتها التي شهدت تطور العديد من المدن الأثرية في الكتلة الكلسية في شمالي سورية؛ بسبب انعكاسات الحالة الاقتصادية على حياة سكان تلك القرى التي دفعتهم نحو تطوير أعمالهم وتجارتهم إلى جانب الاستفادة ما أمكن من إنشاء العديد من الكنائس للقديسين الذين اتبعوا تلك الطرق القصيرة في وصولهم إلى تلك المناطق لنشر الدين المسيحي من أنطاكية باتجاه الشرق. وتُبيِّن كتابات عربية على شواهد بعض القبور أن دار قيتا سُكنت في فترة القرون الوسطى (القرنين ١٢-١٣م).

مخطط المدينة ومعالمها الأثرية:

توزعت المنازل والمعاصر والكنائس والمباني العامة الأخرى على أطراف عدد من الأزقة الواسعة والمستقيمة التي تصل بين أطرافها الشرقية والغربية أو المتجهة من الشمال نحو الجنوب، كما أن تقنيات نحت حجارة المباني وتشذيبها يدل على مهارة الحرفيين من جهة وعلى توفر القدرة المالية لدى السكان لكي يقوموا بإنشاء المباني السكنية والمعاصر وكثير من الإسطبلات والمباني العامة. وقد عثر في الموقع أيضاً على برج يعود تاريخ بنائه إلى سنة ٥٥١م؛ وكذلك على آثار فندق يعود إلى سنة ٤٣٦م، كما عُثر فيها على ثلاث كنائس بُنيت وفق النمط البازيليكي الروماني. يمكن تقسيم المعالم الأثرية في أي قرية من قرى الكتلة الكلسية إلى مجموعات منفصلة بحسب الوظيفة التي كانت تؤديها؛ فهناك المباني الدينية والمباني الخدمية والاقتصادية والمباني السكنية.

الكنيسة

أ- المباني الدينية

١- الكنيسة الشمالية: تقوم هذه الكنيسة في الجزء الشمالي الشرقي من القرية، وهي ذات تصميم بازيليكي، أبعادها ٢٦.٣٥×١٦.٢٠م، ولها أعمدة وحنية مخفية غير ظاهرة. يقع في بهوها الأوسط البيما [ر] Bema، وقد قام المعمار مرقيانوس قيروس سنة ٤١٨ م بتوسيعها من الجهة الشرقية، وهي مخصصة للقديسين بولس وموسى، ولا يزال قائماً جزء من واجهتها الشرقية والجنوبية مع الباب الجنوبي الشرقي الذي تحمل نجفته الكتابة مع تاريخ البناء. وقد أُلحق بالكنيسة سنة ٥١٥م كنيسة معمودية صغيرة محفوظة جيداً مع حنيتها البارزة، وهناك قبر للمحسن باني كنيسة المعمودية خلف مبنى المعمودية.

المعمودية في الكنيسة الشمالية

٢- البرج: يقع البرج إلى الجنوب من كنيسة المعمودية، واجهته الغربية محفوظة جيداً، في طبقته الأخيرة شرفة كان الناسك يخاطب منها الحجاج القادمين لزيارته. وقد بني البرج سنة ٥٥١م لاسم الثالوث الأقدس كما تبين ذلك الكتابة المحفورة على بابه. وقد أوضح باتلر H. Butler أن أبراج جرادة ودار قيتا كانت مزودة بحمامات علوية مما يوحي باستمرارية الإشغال الدائم لتلك الأبراج.

٣- الكنيسة الجنوبية: بُنيت وفق المخطط البازيليكي، وتُبين كتابة نجفة الباب الغربي للكنيسة أنها بُنيت سنة ٥٣٧م، ومُخصصة للقديس سرجيوس. وكان يعلو غرفة الخدمة الشمالية برج ربما استُخدم لإقامة أحد النساك كما توحي الرسوم المحفورة على الجدران الخارجية لغرفة الخدمة، أو ربما لإقامة حارس الكنيسة أو لإقامة الحجاج القادمين. وفي غرفة الشهادة الجنوبية جرن ذخائر ذو تجويفين. وقد أضيفت إلى الكنيسة عند جدارها الجنوبي الخارجي معمودية صغيرة في سنة ٥٦٧م؛ لم يبقَ منها سوى جزء من واجهاتها الشرقية والغربية والجنوبية.

٤- الكنيسة الغربية: بازيليكا ذات أعمدة تقع في الجزء الجنوبي الغربي للقرية، وكانت مخصصة للثالوث الأقدس Très Sainte Trinité كما تبين كتابة على جدارها الشمالي. بقي من الكنيسة جزء من واجهتيها الجنوبية والشرقية وعليهما رسوم تركها الحجاج؛ وكذلك ركيزة القوس الشمالية الغربية. وعلى الأرض تيجان أعمدة ونجفة الكتابة للباب الجنوبي. ويعيد باتلر تاريخ بناء هذه الكنيسة إلى القرن السادس للميلاد.

نزل للسكن

ب - المباني الخدمية: منها الفندق والمعاصر وأندرون Andron (مقر الاجتماع لأهل القرية) والإسطبلات والغرف تحت الأرضية.

١- الفندق Pandocheion: يقع إلى الغرب من الكنيسة الشمالية مع ملحقاته، ويعود تاريخه إلى سنة ٤٣٦م، كما يُبين أحد النقوش الكتابية.

٢- المعاصر: بلغ عددها نحو ١٤ معصرة في القرية، وهذا يدل على أنها قد أسهمت في تطور عجلة الاقتصاد في القرية؛ مما حقق حالة من الرفاهية بالنسبة إلى السكان.

3- الغرف تحت الأرضية: وهي كثيرة في عموم الكتلة الكلسية، وتوجد تحت المباني أو في فناء الباحات حيث يتم النزول إليها عبر أدراج بانحدار بسيط، وكانت المداخل في بعض الأحيان مزينة بوساطة زخارف وميداليات كما في دار قيتا.

ج- المباني السكنية: تعد المعالم السكنية في كل قرية من أساسيات تشكيل القرى، وقد حظيت بدراسات مستفيضة من قبل الباحثين، لما كان له الأثر في معرفة التركيبة السكانية وتعدادها؛ ومن ثم انعكاس ذلك في العلاقات الاجتماعية من خلال توزع الغرف والروابط فيما بين المنازل وقربها أو بعدها عن بعضها، إلى جانب المعرفة عن كثب للبنية المعمارية والزخرفية المطبقة عليها، وإمكانات تأريخ هذه المباني بالاعتماد على تقنيات بناء مداميك الجدران، إلى جانب التأريخ الدقيق بما حملته تلك المنازل من نقوش على سواكف البوابات.

فـادي سـليمان

مراجع للاستزادة:

- H. G. Butler, Architecture and the other art, Part II, The publication of an American archaeological expedition to Syria, 1899-1900, Early Churches in Syria, 1929, Syria, ancient architecture in Syria, Division, II, 1920, Leyden.

- Joseph Mattern, A travers les villes mortes de haute Syrie, Mélanges de l’université Saint –Joseph. tome XVIII, Beyrouth, 1933.

- I. Pena, P. Castellana, R. Fernandez, Les reclus syriens, Paris 1953-1958.

- Georges Tchalenko, Villages antiques de la Syrie du Nord.

 - Georges Tate, Les campagnes de la Syrie du Nord, du II au VIIe Siècles (Paris 1992).


التصنيف : آثار كلاسيكية
المجلد: المجلد السابع
رقم الصفحة ضمن المجلد : 0
مشاركة :

اترك تعليقك



آخر أخبار الهيئة :

البحوث الأكثر قراءة

هل تعلم ؟؟

عدد الزوار حاليا : 1043
الكل : 58491863
اليوم : 64377